اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 10.03.2010, 00:04

ابو علي الفلسطيني

مشرف عام

______________

ابو علي الفلسطيني غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.12.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 741  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
26.04.2015 (23:18)
تم شكره 12 مرة في 11 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

وقبل استكمال الردود على جهلاء النصارى انتقل للحديث بحول الله تعالى عن الرسم العثماني للمصحف ونشاة الخط العربي فاقول وبالله المستعان وعليه التكلان ...
يقول الدكتور شوقي ضيف رحمه الله تعالى في كتابه الماتع "تاريخ الادب العربي في العصر الجاهلي" ... ان الخط العربي هو عبارة عن تطور للخط النبطي الذي اخذ خطوطه العريضة من الخط الارامي ...
وقد نشأ الخط العربي في مدرستين هما الكوفة والحجاز ... وقد انتشر الخط الكوفي وهو الذي استخدم في كتابة القران والمصاحف بعد ذلك ...

اما الرسم العثماني للقران الكريم ... فهو اعجاز بحق ... وسنتعرف على بعض من ملامح هذا الرسم في ما يلي:-

يقول الدكتور غانم قدوري الحمد في بحث نشرته مجلة المورد ، المجلد الخامس عشر ، العدد الرابع ، بغداد 1407هـ=1986م

تعني عبارة ( رسم المصحف ) طريقة كتابة كلمات القرآن الكريم في المصحف ، كما كتبها أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - . والصورة المعروفة للمصحف وطريقة رسم الكلمات ترجع إلى عصر الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وإن كانت كتابة القرآن قد تمت منذ زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - . ولهذا فان كتابة المصاحف يجب ان تسير وفق الرسم العثماني للمصحف ... ولا تخالفه ...وقد ألفت كتب كثيرة تصف الرسم العثماني وطريقة رسم الكلمة ... منها مثلا "المقنع في رسم مصاحف الامصار" لابي عمرو الداني ..
ويمضي الدكتور غانم فيقول:

ويستطيع الدارس اليوم أن يقف على صورة رسم الكلمات في المصاحف العثمانية من خلال مصدرين اثنين ؛ الأول : المصاحف القديمة التي تحتفظ بعض المكتبات العالمية بنسخ منها ، والثاني : الكتب المؤلفة في رسم المصحف ، وهي تقدِّم وصفاً دقيقاً ومفصلاً لطريقة رسم الكلمات في المصاحف الأولى ، يعتمد على المعاينة المباشرة والنظر في تلك المصاحف .
ويتضح من العرض السابق أن رسم الكلمات في المصاحف العثمانية يرجع في الأصل إلى ما كان مرسوماً في الصحف التي جُمعَ فيها القرآن في خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وهذه ترجع أيضاً إلى ما كُتِبَ في الرقاع بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورسم المصحف بذلك يمثل الكتابة العربية في عصر ظهور الإسلام ، وهو يحمل خصائص تلك الكتابة

ومع تطور الكتابة العربية وادخال النقط والاعجام (الحركات) على الحروف استحسن العلماء ان يشمل ذلك النص القراني اذ ليس فيه مخالفة ... ولا شذوذ عن اصول رسم الكلمة العثمانية ... وان كانا لم يلتزموا بنوع واحد من الخطوط (الكوفي مثلا) وانما كتبوا بخطوط اخرى كالثلث والنسخ وغيره من الخطوط ..
اما قواعد الرسم العثماني فهاك بيانها:-
حصر بعض العلماء معرفة رسم المصحف في خمسة أنواع أو فصول تجمع كل ما جاء من كلمات مكتوبة على نحو يخالف اللفظ ، وهي كما قال ابن وثيق الأندلسي ( إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن ت654 هـ ) :
" اعلم - وفقك الله - أن رسم المصحف يفتقر إلى معرفة خمسة فصول عليها مداره :
الأول : ما وقع من الحذف .
الثاني : ما وقع فيه من الزيادة .
الثالث : ما وقع فيه من قلبِ حرفٍ إلى حرف .
الرابع : أحكام الهمزات .
الخامس : ما وقع فيه من القطع والوصل

أولاً : أمثلة ما وقع في رسم المصحف من الحذف :

تنحصر الأمثلة التي وقع فيها حذف شيء من هجائها في ما كان فيه أحد حروف المد الثلاثة : الألف والواو والياء ، حيث وقع الحذف في هذه الحروف في مواضع مخصوصة .
فمن الكلمات التي حذفت منها الألف ( يا ) التي للنداء ؛ حيث تتصل الياء بالاسم بعدها ؛ نحو : ( يقوم = يا قوم ) و ( يرب = يا رب ) و ( ينوح = يا نوح ) و ( يأيها = يا أيها )
وحُذِفَتِ الياء في مثل : ( الداع = الداعي ) و ( المهتد = المهتدي ) و ( فارهبون = فارهبوني ) و ( أطيعون = أطيعوني ) وحُذِفَتِ الواو في مثل ( ويدع الإنسن = ويدعو الإنسان ) ، و ( يمح الله = يمحو الله ) و ( يستون = يستوون ) و ( الغاون = الغاوون ) و ( داود = داوود )
ثانياً : أمثلة ما وقع في رسم المصحف من الزيادة :
الحروف التي تُزاد في الخط هي الألف والواو والياء . فمن مواضع زيادة الألف آخر الكلمات التي تنتهي بواو سواء أكانت فعلاً أم اسماً ، مثل ( يدعوا = يدعو ) و ( ءامنوا = ءامنو ) و ( كاشفوا العذاب = كاشفو العذاب ) وزيدت الواو في عدد من الكلمات ؛ منها ( سأوريكم = سأريكم )
وزيدت الياء في عدد من الكلمات ؛ منها : ( أفإين = أفإن ) و ( من نبإى = من نبإ ) و ( تلقائ = تلقاءِ ) ، و ( بأييد = بأيد ) و ( بأييكم = بأيكم ).

ثالثاً : أمثلة ما وقع في رسم المصحف من قلب حرف إلى حرف :
من ذلك رسمهم الألف واواً في مثل : ( الصلوة = الصلاة ) و ( الزكوة = الزكاة ) ، ورسمهم الألف ياءً في مثل : ( أتى = أتا ) و ( على = علا ) و ( الضحى = الضحا ) و ( الذكرى = الذكرا ) . ومن هذا الباب أيضاً ما رسم من تاء التأنيث بالتاء مرة وبالهاء أخرى ؛ مثل : ( رحمة = رحمت ) و ( نعمة = نعمت ) و ( كلمة = كلمت ) و ( معصية = معصيت ) .

رابعاً : أمثلة الكلمات المهموزة في رسم المصحف :
لرسم الهمزة أحكام كثيرة فصلها علماء رسم المصحف ، وهي جارية على قياس مطرد ، سوى كلمات معدودات جاءت على غير القياس ، منها ( الضعفؤا = الضعفاء ) و ( الملؤا = الملأ ) و ( نشؤا = نشاء ) و ( يعبؤا = يعبأ ) و ( نبؤا = نبأ ) ، ومنها : ( أفإين = أفإن ) و ( أولئك = ألائك ) و ( إيتائ = إيتاء ) وما أشبه ذلك
خامساً : أمثلة المقطوع والموصول في رسم المصحف :
الأصل في الخط أن تكتب كل كلمة منفصلة عما بعدها ، وقد جاءت كلمات قليلة الحروف مقطوعة مرة ومفصولة أخرى ، في رسم المصحف ، منها : ( أن لا = ألاّ ) و ( من ما = مما ) و ( عن من = عمن ) و ( في ما = فيما ) و ( لكي لا = لكيلا ) و ( كل ما = كلما ) وما أشبه ذلك

اذا تقرر هذا فما عاد لمعترض الحق في الاعتراض على لماذا جائت هذه الكلمة (يدعوا) بالالف و (يدعو) بلا الف ... خاصة اذا علمنا ان القراءات قد تحتمل رسما معينا لبعض الكلمات مختلفا عن بعضه البعض ... ثم ياتي النصراني ليقول ان الاختلاف في مثل هذه الكلمة (تحريف) .. اقول: اعذرونا فالتحريف في عقولكم انتم وليس في كتابنا ..

ويقول الدكتور غانم ان نقوشا عربية قديمة تعود لفترة الجاهلية تم اكتشافها .. تشير الى ان هذه الطريقة في الكتابة (اقصد الزيادة في بعض الحروف والحذف ...الخ) كانت متداولة ومعروفة كما في هذه الصور ...






ومن امثلة التشابه بين الرسم القراني في بداية كتابته وتلك النقوش كما يقول الدكتور غانم هي في:

اولا: خلو الكتابة من الشكل والنقط
ثانيا: حذف الالف في وسط الكلمة
ثالثا: رسم تاء المؤنثة مثل (رحمت=رحمة)
رابعا: تفريق حروف الكلمة الواحدة في السطر والذي يليه ..
خامسا: رسم الهمزة .. اذ معظمها كانت على التسهيل دون تحقيق كتابتها ...

اذا تقرر هذا تبين ان الرسم العثماني له خصائص فريدة في كتابته وام لا وجه لاعتراض من قال ان طرق الاختلاف في الكتابة تدل على التحريف ... فتلك كانت خصائص الكتابة في ذلك الوقت ... ولهذا فلا يجب مخالفة قواعد الرسم العثماني نهائيا عند كتابة المصاحف ... ولا يجب كذلك اتباع طرق املائية تختلف عما قرره اهل الرسم ..







توقيع ابو علي الفلسطيني
تتسامى أرواحُنا للمعالي = قد حَدَاها عزم كحد الظَّــباتِ


هَـمُّــنا بعد الموت عيشُ خلود = لا نرى الموتَ غاية للحياةِ


رد باقتباس