بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
أنتقل معك صديقي المحترم سوبر مان إلى نبوءة جديدة وبشارة واضحة عن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى أله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين .
إشعياء 42
1 «هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ.3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ.4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
نأخذ هذه النبوءة جزء جزء فتابعني رجاءاً :
(1)
هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ
في البداية لا يُمكن أن تنطبق هذه النبوءة على المسيح عليه السلام ومن على لسان المسيح نفسه إذا يقول :-
يوحنا 13
6 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
إن قلت أن المسيح عبد فأنت تنفي ألوهيته فلايُمكن أن يكون الإله عبداً , ولا يُمكن أن يكون عابداً ومعبوداً في نفس الوقت , وإن إعتبرته عبداً فأنت تخلع عنه رداء العظمة , فأصبح أقل في شئ , والإله لا يُصيبه النقص .
شئ آخر وهو تدليس المفسر أنطونيوس فكري , ومحاولته اليائسة للي معنى النص عن حقيقته بقوله :-
[ هوذا عبدي = فالمسيح أخذ شكل العبد وغسل الأقدام، بل قبل الإهانة من عبد رئيس الكهنة الذي لطمه ] ا.هـ
هل قال النص أخذ شكل عبد ؟؟!
لا
النص واضح وصريح أن النبوءة عن عبد من العباد وليس عن إله إتخذ شكل عبد , ففكري يحاول بطريقة يائسة بائسة إلصاق النبوءة في المسيح .
أما بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم فهي تنطبق عليه أيما إنطباق وإن شئت فاقرأ :
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } البقرة 32
{إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الأنفال 41
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} الكهف 1
{فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} النجم 10
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر 36
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الإسراء 1
يكفي هذا القدر من القرآن الكريم وأنتقل إلى دليل من على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه .
[ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله ] صحيح
أما بخصوص الجزء الثاني منها وهي قول الرب
(1)
الَّذِي أَعْضُدُهُ
فيكفيني قول الله عز وجل في حق رسوله صلى الله عليه وسلم
{ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } الحج 15
قال الإمام بن كثير رحمه الله [من كان يظن أن الله ليس بناصر محمداً وكتابه ودينه، فليذهب فليقتل نفسه إن كان ذلك غائظه؛ فإن الله ناصره لا محالة ] ا.هـ
قال الإمام القرطبي رحمه الله [من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه. { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء. { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } أي ثم ليقطع النصر إن تهيّأ له. { فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ } وحيلته ما يغيظه من نصر النبيّ صلى الله عليه وسلم. ] ا.هـ
قال بن عباس رضي الله عنه [ إن الكناية في «ينصره الله» ترجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم ] ا.هـ
أيضاً
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } المائدة 67
قال الإمام بن كثير [ أي:بلغ أنت رسالتي، وأنا حافظك وناصرك، ومؤيدك على أعدائك، ومظفرك بهم، فلا تخف ولا تحزن، فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، قبل نزول هذه الآية يحرس ]
لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم [ يا أيها الناس انصرفوا، فقد عصمني الله عز وجل ]
فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاذباً , كيف يأمر أتباعه بعدم حراسته وهو مُستهدف من كل الجهات إن لم يكن بالفعل الله ناصره ومؤيده .
هل يُعرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه للهلاك من أجل دعوة كاذبة ؟؟
لن يجني إلا الموت فأي فضيلة في الأمر ؟؟
سأتوقف عند هذه النقطة ومازالت هذه النقطة زاخرة بالكثير والكثير ولكن منعاً من التشتيت سأتوقف لأرى تعليقك .
لك تحياتي وإحتـرامي .