﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ (62) ﴾
من هو المقبول من كل هؤلاء :
﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ﴾
حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود:
حقيقة الدين، جوهر الدين أن تؤمن بالله،
يمكن لكل واحد أن يقول: أنا مؤمن بالله ؟
ولكن حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود،
وأنه في السماء إلهٌ وفي الأرض إله،
وأن هذا الذي تستمع إليه من أحداث من تدبير الله، ويد الله فوق أيديهم، ويد الله تعمل في الخفاء، وما من إلهٍ إلا الله.
﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً(26) ﴾
( سورة الكهف )
وقال:
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
( سورة الزمر )
وقال:
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾
( سورة الأعراف الآية: 54 )
وقال:
﴿ مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِك فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(2) ﴾
( سورة فاطر )
وقال:
﴿ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ ﴾
( سورة الرعد الآية: 11 )
حينما تؤمن بالله الواحد الأحد لا يمكن أن تُقْدِم على معصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً :
حينما تؤمن أن الله هو الفَعَّال،
يقول لك: هناك في كل بلد رجل قوي، قد يكون ظاهراً وقد يكون غير ظاهر، من هو الرجل القوي في كل بلد ؟ لا يوجد إلا الله هو القوي،
هو الإله الواحد الأحد،
الفرد الصمد،
الباقي على الدوام،
بيده الأمر،
بيده مقاليد السماوات والأرض:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾
( سورة هود الآية: 123 )
وقال:
﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾
( سورة الحديد الآية: 3 )
وقال:
﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
( سورة الحديد )
لا يقع شيءٌ في الكون إلا بإذنه،
هذا هو الإيمان،
يبنى على هذا الإيمان أشياء كثيرة،
حينما تؤمن أن الله وحده هو الفَعَّال لا تنافق لأحد،
حينما تؤمن أن الله وحده هو الفعال لا تبتغي رزقاً بمعصية، مستحيل،
حينما تؤمن بالله الواحد الأحد لا يمكن أن تُقْدِم على معصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً لأنك تعلم أنك خاسر لا محالة،
معنى تؤمن أي أن يتغلغل الإيمان إلى أعماق الإنسان فيغير كل صفاته، وكل مبادئه، وكل قيمه، وكل أهدافه،
الإيمان يصنع إنساناً جديداً،
يعد المؤمن الفوز بالعطاء لا بالأخذ،
أكثر الناس يشعرون براحة حينما يأخذون، حينما يتملكون لا حينما يعملون عملاً صالحاً.
---------
موسوعة النابلسى
--------------------------