داوود النبي في بلاد الحجاز :
و استنادا إلى ما تقدم فإن بلاد الحجاز أطلق عليها " بلاد شور " أو " برية شور " و الشور في العبرية هو حائط أو سور في العربية و لذلك ترجمت السبعينية و غيرها كلمة " سور Σουρ " إلى حاجز أو حائط أو حجاز و فيما بعد ازداد عدد السكان فيها و أصبحت " بلاد شور أو بلاد الحجاز " أو مدينة الحجاز أو المدينة المسورة ذات الأسوار أو المحصنة تبديلا و تغييرا في معنى كلمة " سور " ..... فرأى المترجمون أن يستبدلوا كلمة مدينة الحوائط أو الحواجز أو الحجاز بكلمة " حصن " لما لها من معنى مرتبط بالتحصين و الاحاطة بالاسوار و لذلك ظهر كلمة المدينة المحصنة و هي بلاد الحجاز و بالطبع كان لها اسم قديم مرتبط بقصة هاجر و ابنها و هو فاران نظرا لفرارهما إليها و سميت قاديش أو المقدسة لان بها الحرم و الكعبة و هي أماكن مقدسة و بعيدا عن الدخول في شروح يندر الدليل على صحة افتراضاتها فإنه في يوم ما كان داوود في برية فاران و كان باستمرار في الحصن أو المدينة المحصنة أو الحجاز .... الحائط أو السور ....... لنقرأ ما يأتي :
صمو 1 : " 24 :22 فحلف داود لشاول ثم ذهب شاول الى بيته و اما داود و رجاله فصعدوا الى الحصن (بلاد ذات حاجز أو حائط .... سور ..... محصنة ..... بلاد الحجاز ) " ..... ............ 25 :1 و مات صموئيل فاجتمع جميع اسرائيل و ندبوه و دفنوه في بيته في الرامة و قام داود و نزل الى برية فاران .........
.........
:18 و فيران الذهب بعدد جميع مدن الفلسطينيين للخمسة الاقطاب من المدينة المحصنة ............
إن المدينة المحصنة أو الحصن ليس من ضمن أملاك يهوذا ...... اقرأ : "
:4 فودعهما عند ملك مواب فاقاما عنده كل ايام اقامة داود في الحصن ،
22 :5 فقال جاد النبي لداود لا تقم في الحصن اذهب و ادخل ارض يهوذا فذهب ...... .............
نرى هنا أن جاد النبي يطلب من داوود أن لا يقيم في بلاد الحجاز و أن يذهب إلى أرض يهوذا .
لم يك تتويج داوود ملكا أمراُ يسيرا و لكن كان الفلسطينيين يترقبونه و يريدون الانقضاض علىه ، و لما علموا أن داوود أصبح ملكاً على البلاد العربية و بلاد يهوذا تجمعوا في وادي العماليق "رفائيين" و طبعا العماليق من سكان الجزيرة العربية و أرادوا التخلص منه ... لنقرا في صموئيل الثاني :
" و سمع الفلسطينيون انهم قد مسحوا داود ملكا على اسرائيل فصعد جميع الفلسطينيين ليفتشوا على داود و لما سمع داود نزل الى الحصن "بلاد الحجاز" 5 : 18 و جاء الفلسطينيون و انتشروا في وادي الرفائيين " و هي بالعربية تعني العماليق " .......
عاود الفلسطينيين الكرة و انتشروا مرة أخرة في وادي العماليق و هو غير بعيد من مكة نفسها و التي اطلق عليها بكة لانها بكت أعناق الجبابرة .......... لنقرأ سويا :
"
:22 ثم عاد الفلسطينيون فصعدوا ايضا و انتشروا في وادي الرفائيين "العماليق"
5 :23 فسال داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم و هلم عليهم مقابل اشجار البكا "مقابل بكة"
5 :24 و عندما تسمع صوت خطوات في رؤوس اشجار البكا ... "فوق قمم جبال بكة " ... حينئذ احترص لانه اذ ذاك يخرج الرب امامك لضرب محلة الفلسطينيي " .
و هكذا هزم داوود الفلسطينيين عند البيت الحرام و طردهم و طهر البيت من الاوثان .
و أني أرى أن داوود بعد أن استولى على الحرم أصبحت مكة هي مدينة داوود ، حيث يسميها ناسخ التوراة " مدينة داوود أو حصن داوود " ، و الادلة قائمة على أن أورشليم ليس لها أسوار و لم تكن حصن أو قلعة ذات يوم و هذا ما دفع خبراء العهد القديم أن افتراض مكان أخر غير أورشليم هو ما أطلق عليه مدينة داوود ، و كلها مجرد افتراضات ليس لها على أرض الواقع من شئ ، مجرد وهم و نظريات لا تريد إلا أن يكون داوود في منطقة بعينها و تأبى أن تراه في بيت الله في مكة .......