
02.08.2014, 02:30
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
31.08.2011 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
627 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
23.05.2016
(03:18) |
تم شكره 121 مرة في 96 مشاركة
|
|
|
|
|
3- الرد على الشبهات حول أية النساء: هذه الشبهات التى نقلها الأنبا الصليبى بتدليس فج من تفسير الرازى وقد رد الرازى غفر الله تعالى له عليها وسنعقب بإذن الله جل وعلا على كلام الرازى واعلم أنه تعالى لما حكى عن اليهود أنهم زعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فالله تعالى كذبهم في هذه الدعوى وقال { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ } وفي الآية سؤالان:
السؤال الأول: قوله { شُبّهَ } مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبه، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكروالجواب من وجهين: الأول: أنه مسند إلى الجار والمجرور، وهو كقولك: خيل إليه كأنه قيل: ولكن وقع لهم الشبه. الثاني: أن يسند إلى ضمير المقتول لأن قوله { وَمَا قَتَلُوهُ } يدل على أنه وقع القتل على غيره فصار ذلك الغير مذكوراً بهذا الطريق، فحسن إسناد { شُبّهَ } إليه. والحق أننا لا نوافق الرازى فى هذا التبرير المخالف لفهم السلف فقوله جل وعلا" لكن شُبه لهم"مبنى للمجهول ولما تم البناء للمجهول صار المفعول وهو المشبه به محل فاعل فلا إشكال فأصل التركيب"شبه الله لهم المسيح"فالله عزوجل هو الفاعل والمسيح مفعول فالمُشبه هو الله عزوجل والمشبه هو المصلوب أيا كانت شخصيته والمشبه به هو المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فلما بُنيت للمجهول صارت شُبه لهم ولكن التركيب اللغوى القوى للأية صار مشكلة على الأنبا الصليبى الجاهل فجعل الإعجاز البيانى شبهة! يكمل الرازى شبهاته قائلا: السؤال الثاني: أنه إن جاز أن يقال: أن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة، فإنا إذا رأينا زيداً فلعله ليس بزيد، ولكنه ألقى شبه زيد عليه، وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك، وثوقاً به، وأيضاً يفضي إلى القدح في التواتر لأن خبر التواتر إنما يفيد العلم بشرط انتهائه في الآخرة إلى المحسوس، فإذا جوزنا حصول مثل هذه الشبهة في المحسوسات توجه الطعن في التواتر، وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع، وليس لمجيب أن يجيب عنه بأن ذلك مختص بزمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لأنا نقول: لو صح ما ذكرتم فذاك إنما يعرف بالدليل والبرهان، فمن لم يعلم ذلك الدليل وذلك البرهان وجب أن لا يقطع بشيء من المحسوسات ووجب أن لا يعتمد على شيء من الأخبار المتواترة، وأيضاً ففي زماننا إن انسدت المعجزات فطريق الكرامات مفتوح، وحينئذ يعود الاحتمال المذكور في جميع الأزمنة: وبالجملة ففتح هذا الباب يوجب الطعن في التواتر، والطعن فيه يوجب الطعن في نبوّة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهذا فرع يوجب الطعن في الأصول فكان مردوداً والجواب: اختلفت مذاهب العلماء في هذا الموضع وذكروا وجوهاً:
الأول: قال كثير من المتكلمين: إن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله تعالى إلى السماء فخاف رؤساء اليهود من وقوع الفتنة من عوامهم، فأخذوا إنساناً وقتلوه وصلبوه ولبسوا على الناس أنه المسيح، والناس ما كانوا يعرفون المسيح إلاّ بالاسم لأنه كان قليل المخالطة للناس، وبهذا الطريق زال السؤال. لا يقال: إن النصارى ينقلون عن أسلافهم أنهم شاهدوه مقتولاً، لأنا نقول: إن تواتر النصارى ينتهي إلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب.
والطريق الثاني: أنه تعالى ألقى شبهه على إنسان آخر ثم فيه وجوه: الأول: أن اليهود لما علموا أنه حاضر في البيت الفلاني مع أصحابه أمر يهوذا رأس اليهود رجلاً من أصحابه يقال له طيطايوس أن يدخل على عيسى عليه السلام ويخرجه ليقتله، فلما دخل عليه أخرج الله عيسى عليه السلام من سقف البيت وألقى على ذلك الرجل شبه عيسى فظنوه هو فصلبوه وقتلوه. الثاني: وكلوا بعيسى رجلاً يحرسه وصعد عيسى عليه السلام في الجبل ورفع إلى السماء، وألقى الله شبهه على ذلك الرقيب فقتلوه وهو يقول لست بعيسى. الثالث: أن اليهود لما هموا بأخذه وكان مع عيسى عشرة من أصحابه فقال لهم: من يشتري الجنة بأن يلقى عليه شبهي؟ فقال واحد منهم أنا، فألقى الله شبه عيسى عليه فأخرج وقتل، ورفع الله عيسى عليه السلام. الرابع: كان رجل يدعي أنه من أصحاب عيسى عليه السلام، وكان منافقاً فذهب إلى اليهود ودلهم عليه، فلما دخل مع اليهود لأخذه ألقى الله تعالى شبهه عليه فقتل وصلب. وهذه الوجوه متعارضة متدافعة، والله أعلم بحقائق الأمور طبعا الرازى غفر الله تعالى له أحسن فى تفنيد هذه الشبهة وتلخيص كلامه فى جملتين:المصلوب ليس مظلوما لأن المصلوب إما أن يكون حواريا فتكون تضحيته عن المسيح رافعة لقدره يوم القيامة والله تبارك وتعالى يحب أن يتخذ الشهداء وعندنا موقف شبيه فى غزوة أحد لما تبارى المسلمون فى التضحية بحياتهم فداء لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد حاصرته قريش حتى قال قائلهم"نحرى دون نحرك"فلا عجب أن يكون من حوارى المسيح من هو فى مثل تضحية صحابة محمد عليهما الصلاة والسلام وإما أن المصلوب هو منافق لم يصح إيمانه بعيسى فيكون هذا جزاء النفاق والخيانة أن يُصلب ويقتل وقد رأيت كثيرا من الباحثين يصر على تفصيل شخصية المصلوب أكان مؤمنا أم منافقا وهذا أمر سكت الوحى عنه فوالله لا يسعنا إلا ما وسع قرأننا فنسكت عنه. وهناك شبهة أخيرة يرددها حملة الصليب وهى لماذا هذا التعقيد فى نجاة عيسى صلى الله عليه وسلم فكان بإمكان الله عزوجل أن يُنجيه بأبسط وأسرع من ذلك والجواب أن يُقال إن الله عزوجل يحب أن تظهر قدرته على التخطيط والمكر بالكفار فكلما خطط كافر ومكر فالله عزوجل يتركه يخطط ويمكر ثم ينتصر المكر الإلهى بمن أستحق وهذا مثل ما وقع فى هجرة نبينا صلى الله عليه واله وسلم من مكة الى المدينة حين خيل للمشركين أن النائم هو رسول الله وكان على رضى الله تعالى عنه فهذه السياسة الإلهية العظيمة والسنة الكونية الثابتة ولهذا نجد أيات القرأن العظيم التى تتكلم عن نجاة المسيح تربط ذلك بمكر الله عزوجل بمن أستحق من كفار بنى إسرائيل وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)ال عمران
توقيع عُبَيّدُ الّلهِ |
عبد حقير جاهل يرجو جنتك يابديع السماوات والارض ومابينهما |
|