اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 01.02.2014, 09:57

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


أحداث القرن الرابع عشر ودعوى الإضطهاد !


تقول لجنة التاريخ القبطي : ( القرن الرابع عشر , كان هذا القرن شؤمًا على الكنيسة , خُربت فيه البيع تخريبًا فظيعًا وصودرت أملاكها , وهُدم معظم الأديرة , وضوعفت الجزية على الأقباط وقُتل من قُتل وأسلم من أسلم , حتى أشرفوا على الفناء . وكان للكنائس أوقاف تبلغ 25 ألفًا من الأفدنة أخذها الملك الصالح صالح بن محمد بن قلاون من المماليك البحرية وأنعم بها على الأمراء . ولم يأت آخر القرن حتى كانت إبراشيات عديدة في الوجه البحري قد تلاشت لانقراض مسيحييها ) ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 132 ) .

بل مكر الليل والنهار !

تتحدث اللجنة وبراءة الأطفال في عينيها , وكأن جريمتهم أنهم نصارى فقط !

نعوذ بالله من خبث القوم !

لقد شهد التاريخ , أن النصارى في مصر ذاقوا طعم العدل والأمن والحرية طالما حفظوا العهد المبرم بيننا وبينهم , لكنهم – دائمًا – كانوا أسبق للخيانة والغدر ونكران الجميل , ولذلك علم الحكام والولاة على مر العصور أنهم للميل إلى الخروج عن نظام الدولة وإثارة الفتن أقرب , وأنهم يستغلون جو الحرية والعدل والأمن والرخاء لتحقيق مآرب أخرى , أهمها القضاء على الإسلام ودولته , وقد شهد تاريخ النصارى بذلك كما بيَّنا بعضه , ولذلك عمل العديد من الولاة في مصر على تحجيم سلطات النصارى كلما رأى منهم الخيانة والخديعة .

وينقل لنا الأستاذ مينا إسكندر في كتابه " القول الإبريزي للعلامة المقريزي " أحداث القرن الرابع عشر نقلاً عن العلامة المقريزي , فيخبرنا أن " سنجر الشجاعي " أحد مماليك المنصور قلاون , قد شدد على النصارى , فلما مات الملك " المنصور " وخلفه ابنه الملك " الأشرف خليل " خدم الكتاب النصارى عند الأمراء فارتفع نجمهم واشتد بأسهم وازداد ظلمهم للمسلمين !

يقول العلامة المقريزي : ( فلما مات الملك المنصور وتسلطن من بعده ابنه الملك الأشرف خليل ، خدم الكتاب النصارى عند الأمراء الخاصكية وقووا نفوسهم على المسلمين ، وترفعوا في ملابسهم وهيآتهم ، وكان منهم كاتب عند خاصكي يعرف " بعين الغزال " ، فصدف يومًا في طريق مصر سمسار شونة مخدومه ، فنزل السمسار عن دابته وقبل رجل الكاتب ، فأخذ يسبه ويهدده على مال قد تأخر عليه من ثمن غلة الأمير ، وهو يترفق له ويعتذر ، فلا يزيده ذلك عليه إلا غلظة ، وأمر غلامه فنزل وكتف السمسار ومضى به والناس تجتمع عليه حتى صار إلى صليبة جامع أحمد بن طولون ، ومعه عالم كبير ، وما منهم إلا من يسأله أن يخلي عن السمسار وهو يمتنع عليهم ، فتكاثروا عليه وألقوه عن حماره وأطلقوا السمسار ، وكان قد قرب من بيت أستاذه ، فبعث غلامه لينجده بمن فيه ، فأتاه بطائفة من غلمان الأمير وأوجاقيته فخلصوه من الناس وشرعوا في القبض عليهم ليفتكوا بهم ، فصاحوا عليهم ما يحل ، ومروا مسرعين إلى أن وقفوا تحت القلعة ، واستغاثوا نصر الله السلطان ) ( القول الإبريزي ص 59 , وانظر الخطط 3/282 ) .

ويحدثنا المقريزي عن تطاول النصارى في مصر أنذاك على عوام المسلمين , فيقول : ( وفي أخريات شهر رجب سنة سبعمائة قدم وزير متملك المغرب إلى القاهرة حاجًا ، وصار يركب إلى الموكب السلطاني وبيوت الأمراء ، فبينما هو ذات يوم بسوق الخيل تحت القلعة ، إذا هو برجل راكب على فرس وعليه عمامة بيضاء وفرجية مصقولة ، وجماعة يمشون في ركابه وهم يسألونه ويتضرعون إليه ويقبلون رجليه ، وهو معرض عنهم وينهرهم ويصيح بغلمانه أن يطردوهم عنه . فقال له بعضهم يا مولاي الشيخ بحياة ولدك النشو تنظر في حالنا ، فلم يزده ذلك إلا عتوًا وتحامقًا ، فرق المغربي لهم وهم بمخاطبته في أمرهم ، فقيل له : وأنه مع ذلك نصراني ! فغضب لذلك وكاد أن يبطش به ، ثم كف عنه وطلع إلى القلعة وجلس مع الأمير سلار نائب السلطان ، والأمير بيبرس الجاشنكير ، وأخذ يحادثهم بما رآه وهو يبكي رحمة للمسلمين بما نالهم من قسوة النصارى ، ثم وعظ الأمراء وحذرهم نقمة الله ، وتسليط عدوهم عليهم من تمكين النصارى من ركوب الخيل ، وتسلطهم على المسلمين وإذلالهم إياهم ، وأن الواجب إلزامهم الصغار ، وحملهم على العهد الذي كتبه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فمالوا إلى قوله وطلبوا بطرك النصارى وكبراءهم وديان اليهود ، فجمعت نصارى كنيسة المعلقة ونصارى دير البغل ونحوهم ، وحضر كبراء اليهود والنصارى ، وقد حضر القضاة الأربعة وناظروا النصارى واليهود ، فأذعنوا إلى إلتزام العهد العمري ) ( القول الإبريزي ص 61 , وانظر الخطط 3/283 ) .

فمن السبب فيما حدث من بلايا وأرزاء ؟!

أما أحداث أوقاف الكنائس التي أشارت اللجنة إليها , فيذكر العلامة المقريزي سببها فيقول : ( وفي سنة خمس وخمسين وسبعمائة ، رسم بتحرير ما هو موقوف على الكنائس من أراضي مصر ، فأناف على خمسة وعشرين ألف فدان ، وسبب الفحص عن ذلك ، كثرة تعاظم النصارى وتعديهم في الشر والإضرار بالمسلمين ، لتمكنهم من أمراء الدولة وتفاخرهم بالملابس الجليلة ، والمغالاة في أثمانها ، والتبسط في المآكل والمشارب ، وخروجهم عن الحد في الجراءة والسلاطة ... وتحدث جماعة مع الأمير طاز في أمر النصارى وما هم عليه ، فوعدهم بالإنصاف منهم ، فرفعوا قصة على لسان المسلمين قرئت على السلطان الملك الصالح صالح بحضرة الأمراء والقضاة وسائر أهل الدولة ، تتضمن الشكوى من النصارى ، وأن يعقد لهم مجلس ليلتزموا بما عليهم من الشروط ، فرسم بطلب بطرك النصارى وأعيان أهل ملتهم ، وبطلب رئيس اليهود وأعيانهم ، وحضر القضاة والأمراء بين يدي السلطان ، وقرأ القاضي علاء الدين علي بن فضل الله كاتب السر العهد الذي كتب بين المسلمين وبين أهل الذمة ، وقد أحضروه معهم ، حتى فرغ منه ، فإلتزم من حضر منهم بما فيه وأقروا به ، فعددت لهم أفعالهم التي جاهروا بها وهم عليها ، وأنهم لا يرجعون عنها غير قليل ، ثم يعودون إليها كما فعلوه غير مرة فيما سلف ، فاستقر الحال على أن يمنعوا من المباشرة بشيء من ديوان السلطان ودواوين الأمراء ولو أظهروا الإسلام ، وأن لا يكره أحد منهم على إظهار الإسلام ، ويكتب بذلك إلى الأعمال ) ( القول الإبريزي ص 60 , وانظر الخطط 3/284 ) .


وقفة مع الأحداث !


لقد ذكر لنا المقريزي أسباب المشاحنات والنزاعات التي حدثت بين المسلمين والنصارى أنذاك , وهى أن النصارى كلما استتب لهم الأمر , وارتفعت منازلهم في الدولة , كادوا للمسلمين وأذوهم , فكان رد الفعل من عوام المسلمين منطقيًا إيذاء كثرة تعاظم النصارى وتعديهم في الشر والإضرار بهم , وعلى النصارى أن يدركوا أن سبب أي إضطهاد - مزعوم من قبلهم - , هو مكرهم وكيدهم وخبثهم وتعديهم على من حفظوا عليهم أنفسهم ودينهم وأموالهم وديارهم , فلا تلوموا إلا أنفسكم , فأنتم تجنون ما تزرعون , ومن أعمالكم سلط عليكم !

والعجيب في الأمر , أن يدعي بعض المؤرخين المسيحيين , أن دعوى تجبر النصارى على المسلمين , هى دعوى من صنع المسلمين أنذاك لإضطهاد المسيحيين , فتأمل !

ونحن من منطلق الشفقة على هؤلاء المؤرخين نقول لهم : ما الذي دفع المسلمين أنذاك ليزعموا دعواكم البالية ؟! فالأرض أرضهم , والحكم لدينهم , والجيش جيشهم , والسلطان معهم , والملك ملك دولتهم الإسلامية , أفمن كان حاله كذلك ويملك كل ذلك , إذا أراد النيل منكم والبطش بكم , أهو في حاجة لأن يدعي دعواكم البالية ؟! بل أهو في حاجة لأن يدعي أية دعوى ليبطش بكم ؟!

يا نصارى , إعلموا أن المسلمين أنفوا أن يصيروا غرضًا أو سببًا تنالون به شرف الإضطهاد في مؤلفاتكم !

ولو كان الأمر كما تدعون , لذكره المؤرخون من المسلمين , فهم قد ذكروا مساويء الحكام المسلمين وظلمهم في بعض الفترات , بل ذكروا الخلاف الذي حصل بين الصحابة رضوان الله عليهم , وبينوا سقيمه من صحيحه , وهذا ليس بمستغرب على مؤرخينا , فهم كتبوا التاريخ من منطلق شهادة الصدق والإقرار بالحق حتى ولو كان في ظاهره ما يدين المسلمين , متبعين لأمر الله تعالى : { فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }البقرة283 .

ولو كنا نريد البطش بكم لفعلنا ذلك منذ دخول عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر , أو فعلناه في أي وقت نريده , دون أن نزعم أي زعم فلا يوجد ما يمنعنا عن ذلك , لكننا محكمون بشرعنا الحنيف , الذي أمرنا بالقسط مع المعاهدين , ودفع الضر والظلم عنهم , والإلتزام بعهدنا فلا نغدر !

لقد ذكرت لجنة التاريخ القبطي في مؤلفها سالف الذكر , أسماء أشهر وأبرز الشخصيات المسيحية في كل قرن , ولم تكتف اللجنة بأسماء رجال الدين فقط , بل ذكرت سير مختصرة لأبرز الشخصيات المسيحية التي تفوقت في شتى المجالات العلمية والعملية , كالطب والهندسة والتجارة والوزارة , وكيف نالت هذه الشخصيات استحسان الولاة والأمراء المسلمين , فأكرموهم وأحسنوا إليهم , تقديرًا منهم للعلم والعمل والتفوق والريادة لأبناء الوطن الواحد مهما كانت انتماءاتهم وأديانهم , فكيف برز أمثال هؤلاء في ظل جو الإضطهاد المزعوم ؟!

يا نصارى , انظروا إلى حاضركم ليستبين لكم ماضيكم , من الذي يستغل جو العدل والسماحة للطعن في دين الأخر ورموزه عن طريق قنوات فضائية قذرة أبت إلا أن تكون كذلك ؟! من الذي يستغل جو العدل والسماحة ليفتن أتباع الدين الأخر بالطعن في دينهم عن طريق المؤلفات والكتيبات التي توزع في المحافل العامة عليهم ؟! من الذي يستغل جو العدل والسماحة ليقيم مؤسسات وشركات يعطى فيها المسلم نصف أجر المسيحي رغم قلة علم الأخير وخبراته ليجبره على اعتناق دينه ؟! من الذي يتقوى بالغرب لأرهبة أهله من أتباع الدين الأخر ؟!

رحم الله العلامة المقريزي إذ يقول : ( ولا يخفى أمرهم - أي النصارى - على من نور الله قلبه , فإنه يظهر من آثارهم القبيحة إذا تمكنوا من الإسلام وأهله ما يعرف به الفطن سوء أصلهم , وقديم معادة أسلافهم للدين وحملته ! ) ( الخطط 3/285 , والقول الإبريزي ص 65 ) .

يجب على كل مسلم أن يقرأ التاريخ ليعلم ازدواجية الشخصية النصرانية المصرية , التي تركن إلى التجبر على المسلمين كلما سنحت لها الفرصة , فاليوم يرى المسلمون في مصر تجبر النصارى عليهم في وقت يتنعمون فيه بعدل الإسلام , بحركات التنصير في المصالح العامة تارة , وبالفضائيات القذرة تارة , وبالتقوي بالغرب المسيحي تارة , وبإرهاب الرهبان في الأديرة لعوام المسلمين في القرى تارة , فالأمر كما قال الله تعالى : { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد27 .

ونحن نعلم أن هناك نصارى فيهم من الصدق والإقرار بالحق ما الله به أعلم , لذلك نحن نعرض هذه الأمور عليهم ونسألهم : أوجدتم عدلاً أفضل من عدل الإسلام ؟!

لنتعرف على إجابة أحدهم , وهو الدكتور / نبيل لوقا بباوي !







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس