اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :9  (رابط المشاركة)
قديم 24.11.2013, 05:46

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


نبدأ القراءة من الجملة اولى :

فى ذلك الوقت تعيد الأرض ما أودع فيها
و يعيد مثوى الأموات ما تقبل
و الهلاك يعيد ما عليه من واجب


و هنا من الواضح أن الحديث عن يوم القيامة
فالأرض تعيد ما أودع فيها من جثامين الموتى
و مثوى الأموات أى القبور يعيد ما تقبل من موتى دفنوا فيه
و يخرج الأموات من بطن الأرض أحياء مرة أخرى

و هذه الجملة :
فى ذلك الوقت تعيد الأرض ما أودع فيها
نظيرها فى كتاب الله عز و جل :
( وأخرجت الأرض أثقالها ) الزلزلة 2

جاء فى تفسير القرطبي للآية الكريمة السابقة:
قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت في بطن الأرض ، فهو ثقل لها . وإذا كان فوقها ، فهو ثقل عليها . وقال ابن عباس ومجاهد : أثقالها : موتاها ، تخرجهم في النفخة الثانية ، ومنه قيل للجن والإنس : الثقلان .

و ننتقل للجملة الثانية :
يتميز وسط الموتى الأبرار و القديسين
لأن يوم الخلاص قد جاء لهم


و كما قلنا أن الأبرار فى سفر أخنوخ المقصود بهم الصحابة الأطهار و أمة محمد صلى الله عليه و سلم
فهل هناك ما يميز أمة محمد عليه الصلاة و السلام عن باقى البشر يوم القيامة ؟
نعم حتى أن النبي صلى الله عليه و سلم سيعرفنا يوم القيامة بمشيئة الله تعالى يوم القيامة من هيئتنا دون أن يكون قد رآنا من قبل
فسيعرفنا النبي صلى الله عليه و سلم على الحوض لأننا سنكون بإذن الله تعالى غرا محجلين يوم القيامة من أثر الوضوء

- إن حوضي أبعدُ من أيلةَ من عدنٍ . لهو أشدُّ بياضًا من الثلجِ . وأحلى من العسلِ باللبنِ . ولآنيتُه أكثرُ من عددِ النجومِ . وإني لأصدُّ الناسَ عنه كما يَصُدُّ الرجلُ إبلَ الناسِ عن حوضِه . قالوا : يا رسولَ اللهِ ! أتعرفُنا يومئذٍ ؟ قال : نعم . لكم سيما ليست لأحدٍ من الأممِ . تَرِدُون عليّ غُرًا مُحَجَّلين من أثرِ الوضوءِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 247
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و جاء فى تفسير الإمام النووى لصحيح مسلم :
قوله صلى الله عليه و سلم ( أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء ) قال أهل اللغة الغرة بياض في جبهة الفرس والتحجيل بياض في يديها ورجليها قال العلماء سمى النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس والله أعلم.

و هكذا نرى أن النبي صلى الله عليه و سلم سيعرفنا على الحوض يوم القيامة بإذن الله على الرغم من أنه لم يرنا بنور يكون يوم القيامة على مواضع الوضوء عند رءوسنا و أذرعنا و أرجلنا و هذه هى الهيئة التى سنتميز بها يوم القيامة عن سائر الناس بإذن الله و هو ما تشير إليه هذه النبوءة من سفر أخنوخ

و ننتقل إلى الجملة الثالثة :
فى ذلك الوقت يجلس المختار على عرشي
بفمه تعلن كل أسرار الحكمة
لأن رب الأرواح أعطاه إياها و مجده


و هنا نرى أن المختار أو المصطفى الذى يتحدث عنه سفر أخنوخ سيجلس على عرش الله سبحانه و تعالى يوم القيامة
و قد جاء فى التفسير أن النبي صلى الله عليه و سلم يجلسه الله تعالى على العرش يوم القيامة و أشار المفسرون إلى أن تلك الروايات ما يجعلنا نرفضها و أن جلوس النبي صلى الله عليه و سلم على عرش الرحمن لا يخرجه بأى حال من الأحوال من مقام العبودية لله عز و جل

و قد جاء الخبر بجلوس النبي صلى الله عليه و سلم على العرش يوم القيامة فى أثر أورده الإمام الطبري فى تفسيره لقوله تعالى :
( و من الليل فتهجد به نافلة لك عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) الإسراء 79
و الأثر مروى عن مجاهد رحمه الله :
حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، في قوله ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : يجلسه معه على عرشه .

و قد أشار أئمة التفسير إلى أن القول الأصح فى تفسير المقام المحمود أنه مقام الشفاعة يوم القيامة و لكن لا يوجد ما يجعلنا ننكر صحة جلوس النبي صلى الله عليه و سلم على العرش يوم القيامة

يقول الإمام الطبري فى تفسيره للآية الكريمة السابقة :
وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه ، قول غير مدفوع صحته ، لا من جهة خبر ولا نظر ، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن التابعين بإحالة ذلك .

و يقول الإمام القرطبي :
وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال : يجلسه على العرش . وهذا تأويل غير مستحيل ; لأن الله - تعالى - كان قبل خلقه الأشياء كلها والعرش - قائما بذاته ، ثم خلق الأشياء من غير حاجة إليها ، بل إظهارا لقدرته وحكمته ، وليعرف وجوده وتوحيده وكمال قدرته وعلمه بكل أفعاله المحكمة ، وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء من غير أن صار له مماسا ، أو كان العرش له مكانا . قيل : هو الآن على الصفة التي كان عليها من قبل أن يخلق المكان والزمان ; فعلى هذا القول سواء في الجواز أقعد محمد على العرش أو على الأرض ; لأن استواء الله - تعالى - على العرش ليس بمعنى الانتقال والزوال وتحويل الأحوال من القيام والقعود والحال التي تشغل العرش ، بل هو مستو على عرشه كما أخبر عن نفسه بلا كيف . وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا له عن صفة العبودية ، بل هو رفع لمحله وتشريف له على خلقه . وأما قوله في الإخبار : ( معه فهو بمنزلة قوله : إن الذين عند ربك ، و رب ابن لي عندك بيتا في الجنة . وإن الله لمع المحسنين ونحو ذلك . كل ذلك عائد إلى الرتبة والمنزلة والحظوة والدرجة الرفيعة ، لا إلى المكان .

قال الذهبي : " فممن قال : إن خبر مجاهد يسلم له ولا يعارض :
عباس بن محمد الدوري الحافظ ، ويحيى بن أبي طالب المحدث ، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي الحافظ ، وأبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيق ، وأبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث صاحب السنن ... ، وإمام وقته إبراهيم بن إسحاق الحربي ، والحافظ أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، وحمدان بن علي الوراق الحافظ ، وخلق سواهم من علماء السنة ممن أعرفهم ، وممن لا أعرفهم ، ولكن ثبت في الصحاح أن المقام المحمود في الشفاعة العامة الخاصة بنبينا
" . اهـ كلام الإمام الذهبي . (" العلو للعلي الغفار : [143 ، 144])

قال الآجري رحمه الله في ["الشريعة" (4/1604)]:
(باب ذكر ما خصّ الله عزّ وجلّ به النبي  من المقام المحمود القيامة):
(وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.)

و جدير بالذكر أن بعض أهل العلم أنكروا قول مجاهد فى هذه المسألة و منهم الشيخ الألبانى رحمه الله لكن لا شك أن الإشارة إلى هذا الأمر فى صحف أهل الكتاب هو بالفعل شئ ملفت للنظر

و ننتقل للجملة الخامسة :
فى ذلك اليوم يقوم المختار
فتبتهج الأرض و الأبرار يسكنوونها
و المختارون يسيرون عليها و يتمشون


و لعل المراد بالأرض التى يسكنها الأبرار هنا أرض الجنة
و نظير هذا فى كتاب الله سبحانه و تعالى :
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ* وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) الزمر:73-74







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس