اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 09.11.2013, 12:05

عُبَيّدُ الّلهِ

عضو

______________

عُبَيّدُ الّلهِ غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 31.08.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
23.05.2016 (03:18)
تم شكره 121 مرة في 96 مشاركة
افتراضي


الرد المجمل:قال الله جل وعلا فى سورة الواقعة"أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)"فهنا القرأن الكريم اطلق على الله عزوجل اسم الزارع اليس كذلك؟نعم
السؤال هل اسم الزارع هنا لأن االزراعة تمت بقدرة الله عزوجل ومشيئته وتسبيبه للاسباب من ارض وماء وعمالة وبذور ام تمت لأن الله عزوجل يزرع الارض بيديه؟
الجواب:أن اسم الزارع جاء لأن الله عزوجل زرع بقدرته لابفعله واستخدم مخلوقاته واسبابه ليقوموا بذلك العمل الذى يقوم به المخلوق الحقير بل ان اسم الزارع عندما يدل على ذات من قام بالزراعة فأنه يُطلق على الفلاح العامل المسكين وهو من الطبقات الدنيا فى المجتمعات الانسانية بل ان كثير من الزارعين يستحى من الاسم.اذا الزارع فى الاية وان جاءت لتدل على الفاعل وهو الله عزوجل فهى فى الحقيقة تصف القدرة الربانية على الزراعة وتصف قدرة الرب على تسيير امور الزراعة وليس ذلك وصف للذات الالهية.
وكذلك اسم الخالق فى القرأن الكريم فهو يأتى فى بعض الايات لوصف ذات الله عزوجل القادرة على الخلق المباشر وفى ايات اخرى يأتى اسم الخالق مثل اسم الزارع واسم الكاتب واسم الناصر فكل هذه وردت لتسمية الله عزوجل فى القرأن الكريم والسنة المطهرة وذلك لتوصيف قدرته على الفعل وليس ذاته فهى هنا فى محل الاخبار عن قدرة الله عزوجل وليست فى محل وصف اوذكر اسماء الله الحسنى (وهناك بحث للدكتور محمود الرضوانى اسمه الاسماء الحسنى المقيدة يناقش هذه القضية وسيكون بمشيئة الله عزوجل لى تعديل قريب عليه)وفى هذه الحالة التى يأتى فيها اسم مثل الخالق على هيئة الاخبار او على هيئة الاضافة الى اسم التفضيل(احسن الخالقيين)ويكون من ناحية علوم النحو ان هذا الاسم الذى جاء اخباريا لا يقع ابدا فى حالة الصفة او النعت ابدا وانما يأتى فى محل خبر لمبتدأ او ما خبر لفعل كان اومفعول او حال او مضاف اليه كما فى الاية الكريمة ومثال لورود اسم الخالق اخباريا عن فعل الله عزوجل فى الكون وسلطانه وقدرته وتأثيره وليس وصفا لذاته:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)سورة فاطر
ففى الايات السابقة جاء اسم الله الخالق ليصف قدرة الله عزوجل على الرزق وليس ليصف ما يخلقه الله عزوجل بيديه وكذلك المثل بالمثل والقياس بالقياس فى اية"تبارك الله احسن الخالقين"فهو يأتى ليصف القدرة التى تستطيع الخلق والانسان وكذلك الاله يشتركان فى القدرة على الصناعة والتصميم ولكن مع الفارق بين قدرة الله عزوجل وقدرة الانسان فالخالق فى سياق الايات التى تتحدث عن خلق الجنين فى الرحم هى تصف القدرة لكل من الانسان والاله ولا تصف ذات الفاعل فخلق الانسان تم تماما كالزراعة بأسباب وضعها الحق تبارك وتعالى لينمو الجنين فى الرحم ولم يخلق الله عزوجل الجنين بيديه كما فعل مع ادم عليه الصلاة والسلام فهذه الايات فى سورة المؤمنون تصف قدرة الله عزوجل على الخلق ولا تصف ذاته وتقارنها بقدرة المخلوق على الخلق ولا تصف ذات المخلوق فتسمية المخلوق بالخالق على سبيل الاخبار عن وصف قدرة المخلوق المحدودة على الخلق وهذه الاية كما سيأتى باذن الله جل وعلا من موافقات عمر رضى الله تعالى عنه فهل كان عمر وهو يقول"فتبارك الله احسن الخالقين"ينادى الله عزوجل بالاسماء الحسنى ام يخبر عن فعل الله؟الصحابة كانوا يدعون الله عزوجل بالادعية التوقيفية ولا يسمون الله عزوجل الا بما سمى به نفسه وبالتالى فأن قول عمر رضى الله تعالى عنه"فتبارك الله احسن الخالقين"هو اخبار عن قدرة الله عزوجل بالمقارنة بقدرة المخلوقين القادرين على الخلق وليس دعاء الى الله عزوجل وقد ورد اسم"احسن الخالقين"فى سياق وصف الفعل والقدرة فى احد الاحاديث النبوية مما يؤكد ماذهبت اليه بفضل الله جل وعلا وهو ما اخرجه مسلم فى صحيحه عن على رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه واله وسلم فى دعائه"وإذا سجد قال " اللهمَّ لك سجدتُ . وبك آمنتُ . ولك أسلمتُ . سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره ، وشقَّ سمعَه وبصرَه تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين "
ولكن هذا الكلام السابق لا يمنع ان الله عزوجل من اسمائه الحسنى الخالق ولا يجوز ان يتسمى احد غيره بالخالق وهناك ايات قرأنية كثيرة يأتى فيها اسم الخالق بمعنى غير المعنى السابق والمعنى الثانى هو وصف لذات الله عزوجل الخالقة بلا اسباب لأنه وحده الذى يستطيع الخلق بالكاف والنون فقط فهو وحده الذى له صفة الخلق المباشر بلا اسباب اذا شاء كما خلق ادم والملائكة والايات التى ورد بها اسم الخالق كوصف لذات الله عزوجل لا تتعارض مع الايات التى ورد بها اسم الخالق كصفة لقدرته عزوجل بل هما نوعان.
وقد يزعم زاعم بأن عيسى صلى الله عليه وسلم كان يخلق بيده فهو كالاله!والرد على ذلك بأن عيسى كان يخلق كهيئة الطير ولكن لكى ينفخ فى مصنوعه هذا الروح فتصير طيرا فذلك انما تم باذن الله عزوجل وامره ومشيئته وعيسى صلى الله عليه وسلم كان محدود القدرة فى هذا العمل والا لخلق شبيها له عند الصلب بدلا من ان يمسكوا بشبيهه ولوكان عيسى قادرا على الخلق فلماذا لم يعد يحيى وزكريا من الموت؟ والسؤال هل يستطيع عيسى صلى الله عليه وسلم ان يخلق خلقا ويحدد له طريقه فى الحياة ومابعد الحياة؟سنعرف الاجابة من الكتاب المقدس من الاصحاحين الخامس والثامن من انجيل يوحنا
أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي
مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.
29 وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».
وكذلك علماء الاستنساخ فى عصرناوعلماء الجينات وحتى صناع المركبات والسيارات لا تنجح صناعاتهم وماخلقوه الا بمشاركة الله عزوجل فيها فلولا مشيئة الله عزوجل مانجح واحد من هؤلاء ولولا ماكتبه الله عزوجل لهم من سعة العلم والفهم والعقل والحكمة وماوفره تبارك وتعالى لهم من الاسباب مافعلوا ما فعلوا.
اما اعتراض البعض على تسمية المخلوق بالخالق فقد قلت ان هذا وصف فعل لاوصف ذات تماما كما قال يوسف صلى الله عليه وسلم للساقى:
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)
وقوله صلى الله عليه واله وسلم عن الحسن رضى الله تعالى عنه فيما رواه البخارى وغيره:"ابني هذا سيدٌ، ولعلَّ اللهَ أن يُصلِحَ به بين فئتَينِ من المسلمينَ"
وقوله عن نفسه صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه الترمذى وصححه الالبانى وله شواهد"انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولافخر"
ومعلوم بالاحاديث الصحيحة تحريم التسمى بالرب والسيد لأنها من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى التى تدل على الربوبية ولا يتصف بها اسما الا الله جل وعلا ولكن الرسول صلى الله عليه واله وسلم استخدمها للاخبار عن حال وسلطة وسيادة للحسن ولنفسه وليس وصفا للذوات ويوسف صلى الله عليه وسلم سمى الملك برب الفتى ليخبر عن حال الملك وسلطانه وكذلك استخدم رب العزة والجلال اسم الخالق فى حق الانسان"احسن الخالقين" للاخبار عن قدرة تتصف بها مخلوقاته وليست تسمية لذواتهم فلا يمكن تسمية اى ذات مخلوقة بصفة من صفات الرب جل وعلا ولكن يكون الاشتراك فى الفعل لا الصفة
ولمزيد من التوضيح الاخير:
لو قلت الله هو الخالق فهذا تسمية لذات الله وصفتها
لو قلت الله الخالق فهذه صفة لذات الله وايضا تسمية لها
اما لو قلت الله خالق كل شئ فهذا خبر عن فعل الله وقدرته
ولو قلت النحات محمود مختار خالق تمثال النهضة فهذا خبر عن محمود مختار
اما لو قلت النحات محمود مختار هوالنحات الخالق فهذا لا يجوز شرعا
فهناك انسان يسمع بأذنيه فهو سميع وهناك انسان مصاب بضعف فى السمع فيستخدم مكبر صغير ليسمع فهو سميع ايضا ولكن الاول هو الاحق باسم وصفة السمع من الثانى ولعل اوضح مثال على هذه القضية فى القرأن الكريم هو تسمية موسى صلى الله عليه وسلم بالاعلى كما فى سورة طه"قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)"والاعلى هو اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى تدل على علوه المكانى فوق المخلوقات فهو فوق عرشه العظيم وعلوه القهرى فهو القاهر فوق عباده وعلوه فى الفعل فيده تبارك وتعالى وفعله هو الاعلى ولكن تسمية موسى صلى الله عليه وسلم بذلك الاسم للأخبار عن حال موسى صلى الله عليه وسلم فى موقف معين وليس لوصف ذات النبى بموسى بشئ من خصائص الربوبية.







توقيع عُبَيّدُ الّلهِ
عبد حقير جاهل يرجو جنتك يابديع السماوات والارض ومابينهما


رد باقتباس