نكمل :-
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ(( لا يشك مسلم أنّ أُمّ حَرَام كانت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمحرم، فلذلك كان منها ما ذكر في هذا الحَدِيث، والله أعلم)) . أ.هـ
قَالَ النَّوَوِيّ(( اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مَحْرَمًا لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة ذَلِكَ فَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ وَغَيْره: كَانَتْ إِحْدَى خَالَاته مِنْ الرَّضَاعَة , وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَتْ خَالَة لِأَبِيهِ أَوْ لِجَدِّهِ ; لِأَنَّ عَبْد الْمُطَّلِب كَانَتْ أُمّه مِنْ بَنِي النَّجَّار)) [1]
وَقَالَ أيضاً (( وكانت أُمّ سُلَيْم هذه هي وأختها[ أم حرام ] خالتين لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جِهةِ الرَّضَاعَ)) [2] .
قَالَ ابنُ حَجَر ((وَجَزَمَ أَبُو الْقَاسِم بْن الْجَوْهَرِيّ والدَاوُدِيُّ وَالْمُهَلَّب فِيمَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْهُ بِمَا قَالَ اِبْن وَهْب قَالَ: وَقَالَ غَيْره إِنَّمَا كَانَتْ خَالَة لأَبِيهِ أَوْ جَدّه عَبْد الْمُطَّلِبِ , وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ سَمِعْت بَعْض الْحُفَّاظ يَقُول: كَانَتْ أُمّ سُلَيْمٍ أُخْت آمِنَة بِنْت وَهْب أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة)) [ 3 ]
وقد سأل أحد النصارى سؤالاً خبيثاً يهدف للطعن في شرف الرسول صلى الله عليه وسلم , فقال ؛ لماذا أم حرام دوناً عن باقي النساء ؟
وقد ظنَّ بسؤاله التافه هذا , أنه قد نال من الرسول صلى الله عليه وسلم ولكننا سنقطع لسانه بهذا الدليل الذي يبين تخصيص زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم حرام وأختها .
" إني أَرْحَمهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي "
قال الدمياطي :- ((وفي الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخل على أحد من النساء إلاَّ على أزواجه إلاَّ على أُمّ سُلَيْم فقيل له في ذلك قَالَ: أرحمها قُتِلَ أخوها حرام معي، فبين تخصيصها بذلك فلو كان ثمة علة أخرى لذكرها، لأنَّ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وهذه العلة مشتركة بينها وبين أختها أُمّ حَرَام)) [ 4 ]
الخلاصة :-
1- الرسول صلى الله عليه وسلم قد خُص ببعض الأحكام دوناً عن أمته .
2- تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية .
3- لم تمس يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد إمرأة لا تحل له .
4- ظاهر الحديث يوهم الخلوة ولكنه غير ذلك تماماً .
5- أم حرام وأختها أم سليم محرماً للرسول صلى الله عليه وسلم , فلا ضرر من دخوله للنوم .
6- سبب تخصيص أم حرام وإختها بالزيارة بجانب كونهما محرماً له صلى الله عليه وسلم , هو قتل أخيهما حرام معه.
يُتبع مع الإشكال الثاني بإذن الله,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ 1 ] "شرح النَّوَوِيّ على صحيح مسلم" (13/57)
[ 2 ] "تهذيب الأسماء" (2/626).
[ 3 ] "فتح الباري" (11/78).
[ 4 ] عمدة القاري (11/98-99).