منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي - اعرض مشاركة منفردة - وسطية الإسلام بين النصرانية و اليهودية
الموضوع
:
وسطية الإسلام بين النصرانية و اليهودية
اعرض مشاركة منفردة
Tweet
Share
رقم المشاركة :
1
(رابط المشاركة)
07.10.2013, 09:01
د/مسلمة
مديرة المنتدى
______________
الملف الشخصي
التسجيـــــل:
04.01.2010
الجــــنـــــس:
أنثى
الــديــــانــة:
الإسلام
المشاركات:
5.627
[
عرض
]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.170 مرة في 800 مشاركة
وسطية الإسلام بين النصرانية و اليهودية
وسطية الإسلام بين النصرانية و اليهودية
شريعة
الإسلام
هي شريعة الوسطية، فهي وسط بين التشريعات في المعاملات، ووسط بين التشريعات في العبادات، وهي وسط في سائر الأحكام. وعقيدة
الإسلام
وسط بين العقائد، وعباداته وقرباته أداؤها وسط بين الإفراط وبين التفريط،
ولنأتي على ذلك بأمثلة في الأديان وفي العقائد وفي الأعمال؛ حتى يعرف بذلك كون دين
الإسلام
وسطاً، لا إفراط فيه ولا تفريط.
التَّوحيد والصِّفات
فالمسلمون وسط في التَّوحيد بين اليهود والنَّصارى ؛
فإنّ اليهود وصفوا الربّ بصفات النَّقص المختصّة بالمخلوق ، وشبّهوا الخالق بالمخلوق ؛ فقالوا : إِنَّ الله فقير ، ويد الله مغلولة ، وأنّه تعب لمَّا خلق فاستراح يوم السّبت ، إلى غير ذلك من النّقائص الصَّريحة أو اللازمة ؛ كمنع النَّسخ وإنكاره ؛ لأنّ ذلك يستلزم تعجيز الخالق عمَّا تقتضيه قدرته وحكمته في النُّبوّات والشَّرائع .
والنَّصارى قالوا : إِنَّ الله هو المسيح ابن مريم ، أو ثالث ثلاثة ، أو ابن الله ، وقالوا : إنّه يخلق ويرزق ، ويغفر ويرحم ، ويثيب ويعاقب تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا .
أمَّا المسلمون فوحّدوا الله تعالى ، ونزّهوه عن النّقائص ، ووصفوه بالكمال المنزّه عن المثل ؛ وقالوا : "إنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ "[ النِّساء : 171 ] ، و" مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " [ المائدة : 75 ] .
النُّبوّة والولاية
فاليهود جفوا عن كثير من أنبياء الله وأوليائه ، وكذّبوا كثيرًا من الرُّسل ، واستكبروا عن اتّباعهم ، ورموهم بالعظائم ، وكانوا يقتلون الأنبياء بغير حقّ ، ويقتلون الَّذين يأمرون بالقسط من النّاس .
والنَّصارى غلوا فيهم ، وأشركوهم في الرُّبوبيّة والألوهيّة ، وأشركوا الحواريين في الرِّسالة ، والأحبار والرُّهبان في النَّسخ والتَّحليل والتَّحريم !
وأمّا المسلمون فآمنوا بأنّ الخلق والأمر لله وحده دون أحد من خلقه ، فهو الَّذي يمحو ما يشاء ويثبت من شرائع الأنبياء ؛ ولهذا آمنوا بهم جميعًا دون أن يفرِّقوا بين أحد من رسله ، وعزّروهم ، وأحبّوهم ، وأنزلوهم منازلهم الَّتي أنزلهم الله تعالى ، فهم رسل لا يكذبون ، وعباد لا يُعبدون ، قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "[ آل عمران : 64 ] .
العبادة والشريعة
فقد حرّم على اليهود كثير من الطيّبات ، وشدّد عليهم في الطَّهارة واجتناب النَّجاسات ، ومع ذلك أضاعوا مقصود الطَّهارة ، وأعرضوا عن العبادة حتَّى في يوم السَّبت الَّذي أُمروا بالتَّفرّغ فيه لعبادة الله تعالى .
والنَّصارى استحلّوا كثيرًا من الخبائث ، وباشروا كثيرًا من النَّجاسات ، وعبدوا الله ببدع ما أنزل الله بها من سلطان .
وأمّا المسلمون فقد أباح الله تعالى لهم الطيِّبات ، وحرَّم عليهم الخبائث ، وهداهم لدين المرسلين ؛ فعبدوا الله وحده بما شرع ، ولم يعبدوه بالبِدع ؛ قال ابن تَيْمِيَّة ـ رحمه الله ـ : (( هذا هو دين
الإسلام
الَّذي بعث الله به جمع النَّبيين ؛ وهو أن يستسلم العبد لله لا لغيره ؛ وهو الحنيفيّة دين إبراهيم ؛ فمن استسلم له ولغيره كان مشركًا ، ومن لم يستسلم له فهو مستكبر ))([3]) .
وسطية
الإسلام
في القصاص
وكذلك فإن اليهود يرون أن القصاص حتماً، وليس هناك مجال للعفو،
و
النصارى
يرون العفو حتماً، فجاء
الإسلام
بتخيير ولي المقتول بين القصاص، وبين العفو وأخذ الدية، أو العفو مطلقاً،
فصار متوسطاً، لا إلزاماً بالعفو، ولا إلزاماً بالقصص، بل متوسط بينهما.
وسطية
الإسلام
في المجازاة
وهكذا توسطه أيضاً في المجازاة ونحوها، فالله سبحانه وتعالى أباح لنا المجازاة على الأعمال بمثلها في قوله تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل:126]، فأباح للإنسان أن يعاقب من اعتدى عليه كما في قوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة:194]، أي: بالمثل فقط لا بالزيادة، ولكنه فضل الصبر بقوله: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل:126].
أما دين
النصارى
فيأمرهم بأن يعفو، وأن لا ينتصروا وأن لا ينتقموا لأنفسهم أبداً،
ودين اليهود يحكم عليهم بالاستيفاء والقصاص، فالإسلام جاء بهذا الدين الذي لا إفراط فيه ولا تفريط.
وسطية
الإسلام
في الطلاق
وهكذا أيضاً في الأعمال، فدين اليهود ودين
النصارى
بينهما تفاوت، ففي بعض الأديان الإفراط، وفي بعضها التفريط. ومن أمثلة ذلك:
أن اليهود يرون الطلاق ولا يرون الرجعة، فمن طلق زوجته فلا رجعة له عليها،
وأن
النصارى
يرون أن لا طلاق، فمتى عقد للإنسان فلا طلاق ولا يحق له الطلاق،
فجاء
الإسلام
فتوسط وجعل للإنسان أن يطلق متى شاء، وأن يراجع بعد الطلقة الأولى وبعد الثانية؛ وذلك لأن الإنسان قد يستعجل في أمر له فيه أناة فيتلافى ذلك بعد حين، فتوسط
الإسلام
بين هؤلاء وهؤلاء.
وسطية
الإسلام
في عيسى بن مريم
فمثلاً: من كان قبلنا من الأمم منهم من غلا ومنهم من جفا، فجاء الله بالإسلام فجعله بين هؤلاء وهؤلاء،
فاليهود يعتقدون في عيسى أنه: ولد بغي، وأن أمه زانية، حيث رموها بالبهتان كما قال تعالى: وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا [النساء:156].
وجاءت
النصارى
فغلوا فيه ورفعوه عن مكانه، وأعطوه ما لا يستحقه، فحكى الله عنهم أنهم قالوا: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17] ، وحكى عنهم أنهم قالوا: وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ [التوبة:30] وكذلك كفر من يقول إن الله ثالث ثلاثة -يعني: الله وعيسى وأمه- كما في قوله: أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة:116]. فجاء دين
الإسلام
فتوسط، فلا إفراط ولا تفريط، فلا إفراط فيه حيث رد على الذين زادوا وقالوا: هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة، ولا تفريط فيه حيث رد على الذين قالوا: إن المسيح ابن بغي،
بل شهد بأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وجعلوه رسولاً كسائر الرسل، كما في قول الله تعالى: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ [المائدة:75]، فشهد له بأنه رسول، وحكى كلامه في قوله: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ [الصف:6]، فهو رسول كسائر الرسل، وهذا هو القول الوسط، فلا إفراط ولا تفريط.
بتصرف من:
- محاضرة لا إقراط ولا تفريط لـ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
-
وسطية
الإسلام
لـ عيسى عبد الله السعدي
للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
وسطية الإسلام بين
النصرانية
و اليهودية
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
د/مسلمة
المزيد من مواضيعي
تحميل كتاب الطريق إلى الإسلام
صلاة عيد الأضحى 2014 موسكو
بابا الفاتيكان يعلن إلحاده بسخريته من الإنجيل وإيمانه بنظرية التطور !
Jesus Christ is not God Almighty ! Proofs from Bible !
What do Muslims Really Believe about Jesus ?- Yusha Evans
Amazing lecture by Yusuf Estes in Dubai ended by conversion of 4 people to Islam
Verses Deleted In Modern Bible Versions
Watch Dr. Bart Ehrman destroying Christianity : lecture in commonwealth club
توقيع
د/مسلمة
اللهم اغفر لنا
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة :
إبراهيم قندلفت (يحيى أبو صبيح الإلياسي)
د/مسلمة
اعرض الملف الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى د/مسلمة
إيجاد كل مشاركات د/مسلمة
إحصائيات المشاركات
عدد المواضيع
603
عدد الـــــردود
5024
المجمــــــــوع
5.627