درس عميق
رجل يرعى أمه و زوجته و ذريته ،
وكان يعمل خادماً لدى أحدهم ،
مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه ،
إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل .. فقال سيده في نفسه :
" لابد أن أعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل
فبالتأكيد لم يغيب إلا طمعاً في زيادة راتبه "
وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه وزاد عليه الدينار ..
لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده .. عن سبب الزيادة ،
وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى ،
فغضب سيده غضباً شديداً وقال :
" سأنقص الدينار الذي زدته. "و أنقصه ..
و لم يتكلم العامل و لم يسأله ..
فاستغرب سيده مِنْ ردة فعله ، فقال له :
زدتك لم تتكلم ، وأنقصتك و لم تتكلم .
فقال العامل :
عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولوداً ..
ولذلك غبت فحين كافأتني بالزيادة ،
قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه ،
وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي ،
وعندما أنقصت الدينار قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها .
ما أجملها مِنْ أرواح تقنع وترضى بما وهبها إياه الرحمن ،
وتترفع عن نسب ما يأتيها مِنْ زيادة في الرزق
أو نقصان إلى الإنسان
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
واغننا بفضلك عمن سواك
منقول