اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 19.10.2012, 20:36
صور pharmacist الرمزية

pharmacist

عضوة مميزة

______________

pharmacist غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.10.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.814  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.10.2021 (12:19)
تم شكره 328 مرة في 292 مشاركة
افتراضي


المتدينون … هل هم فعلا متدينون ؟؟؟

يقول :

على مدى سنوات، عملت طبيبا للأسنان في هيئة حكومية كبرى تضم آلاف العاملين.
وفى اليوم الأول بينما كنت أعالج أحد المرضى، انفتح باب العيادة وظهر شخص،
قدم نفسه باسم الدكتور حسين الصيدلي، ثم دعاني لأداء صلاة الظهر جماعة،
فاعتذرت حتى أنتهي من عملي ثم أؤدي الصلاة….
ودخلنا في مناقشة كادت تتحول إلى مشادة،
لأنه أصر على أن أترك المريض لألحق بالصلاة، وأصررت على استئناف العمل.

اكتشفت بعد ذلك أن أفكار الدكتور حسين شائعة بين كل العاملين في الهيئة.
كانت حالة التدين على أشدها بينهم. العاملات كلهن محجبات،
وقبل أذان الظهر بنصف ساعة على الأقل ينقطع العاملون جميعا تماما عن العمل،
ويشرعون في الوضوء وفرش الحصير في الطرقات، استعدادا لأداء صلاة الجماعة.
بالإضافة طبعا إلى اشتراكهم في رحلات الحج والعمرة التي تنظمها الهيئة سنويا.

كل هذا لم أكن لأعترض عليه، فما أجمل أن يكون الإنسان متدينا،
على أنني سرعان ما اكتشفت أن كثيرا من العاملين بالرغم من التزامهم الصارم
بأداء الفرائض، يرتكبون انحرافات جسيمة كثيرة بدءا من إساءة معاملة الناس
والكذب والنفاق وظلم المرؤوسين وحتى الرشوة ونهب المال العام.
بل إن الدكتور حسين الصيدلي الذي ألح في دعوتي للصلاة،
تبين فيما بعد أنه يتلاعب في الفواتير ويبيع أدوية لحسابه..
إن ما حدث في تلك الهيئة يحدث الآن في معظم بلادنا…

مظاهر التدين تنتشر في كل مكان، وفى نفس الوقت،
فإننا نحتل مركزا متقدما في الفساد والرشوة والتحرش الجنسي والغش والنصب والتزوير..

لا بد هنا أن نسأل : كيف يمكن أن نكون الأكثر تدينا والأكثر انحرافا في نفس الوقت..؟؟؟

أعتقد أن المشكلة أعمق من ذلك.. فنحن متدينون..
لكن الكثيرون منا يمارسون انحرافات بغير أن يؤلمهم ضميرهم الديني.
لا يجب التعميم بالطبع، فعندنا متدينون كثيرون يراقبون ضمائرهم في كل ما يفعلونه
ولكن بالمقابل،
فإن مئات الشبان الذين يتحرشون بالسيدات في الشوارع صباح يوم العيد،
قد صاموا وصلوا في رمضان..
ضباط الشرطة الذين يعذبون الأبرياء،
الأطباء والممرضات الذين يسيئون معاملة المرضى الفقراء في المستشفيات العامة،
والموظفون الذين يزورون بأيديهم نتائج الانتخابات لصالح الحكومة،
والطلبة الذين يمارسون الغش الجماعي،
معظم هؤلاء متدينون وحريصون على أداء الفرائض…

إن المجتمعات تمرض كما يمرض الإنسان.
ومجتمعنا يعاني الآن من انفصال العقيدة عن السلوك..
انفصال التدين عن الأخلاق..


وهذا المرض له أسباب متعددة :
أولها النظام الاستبدادي الذي يؤدي بالضرورة إلى شيوع الكذب والغش والنفاق
وثانيا إن قراءة الدين المنتشرة الآن إجرائية أكثر منها سلوكية.
بمعنى أنها لا تقدم الدين باعتباره مرادفا للأخلاق
وإنما تختصره في مجموعة إجراءات إذا ما أتمها الإنسان صار متدينا.

المحزن أن التراث الإسلامي حافل بما يؤكد أن الأخلاق أهم عناصر الدين.
لكننا لا نفهم ذلك أو لا نريد أن نفهمه.

منقول بتصرف








توقيع pharmacist


رد باقتباس