ثانيا : من هو المسئول عن توجيه الجنس فى الكائنات الحية وهل هذا التوجيه داخل فى ارادة الكائن الحى ام خارج عنها ؟
نقول لو كان اختلاف الجنس فى الكائن الحى متعلق بارادته فسوف يكون الجنس السائد بالنسبة للبشر , وبعض الكائنات الاخرى الذكور نظرا لتفضيل الاكثرية منهم لهذا الجنس عمن سواه وبما ان نوعية الجنس فى احيان كثيرة تاتى على خلاف ارادة الكائن تكون اذن الارادة ليس لها دخل بتلك الجزئية ((لاحظ العديد من البشر يفضلون الذكور ومع ذلك ياتى النسل اناث فكيف يكون الكائن الحى ليس له ارادة فى تحديد الجنس المتولد منه ويكون له ارادة فى تحديد الصفات المندرجة تحت عنوان الجنس سواء كان ((الذكر)) اوالجنس المخالف ((الانثى))
2- كيف يكون الكائن عاجز عن تحديد الجنس بالنسبة للنسل المتولد منه بينما يكون قادر على تحديد وتطوير الصفات الاخرى التى تؤدى الى اختلاف الكائنات عن بعضها البعض فى الشكل والسلوك تحت اطار نفس هذا الجنس ؟ (اى الصفات المميزة لكلا من الذكر والانثى) مع العلم بان العجز عن تحديد الجنس تحت اطار معين (الذكر او الانثى) بالنسبة للكائنات سوف يكون السابق للقدرة على التحديد والتطوير بالنسبة للصفات الاخرى فى الكائن الحى تحت نفس الاطار والتى تؤدى الى اختلاف الاجناس بعضها عن البعض (اى فى الصفات المميزة للذكر عن الانثى والصفات المميزة للانثى عن الذكر) و فى الشكل والسلوك ايضا
هل للكائن قدرة للتعديل على صفاته من خلال التلاعب فى المحتوى الجينى ام ان الصفات تنتقل من من جيل الى اخر بدون ادنى تدخل منه
تبن من كلام العالم (كريسى موريسون) وغيره من علماء الوراثة ان الصفات تنتقل من جيل اخر عبر الصبغيات الوراثية بدون اى تدخل من الكائن ذاته ولنؤكد على هذه الجزئية من ناحية اخرى سوف نسأل هذا السؤال .
بالنسبة للجينات ومحتواها الوراثى هل الكائن يصنعها ويقرر محتواها ام هى تصنع داخله ؟
اذا كان الكائن هو الذى يصنع جيناته ويقرر محتواها فلن تكون لديه ادنى مشكلة للتعديل عليها او الارتقاء بها وبذلك لن يتشابه محتوى جينى مع محتوى جينى اخر فى نفس الوقت الذى تسقط فيه جميع الاتهامات الموجهة للكائن بالعجز عن ركوب موجة التطور فكيف يكون عاجز وهو محترف صناعة الجينات ؟
اما اذا كانت الجينات تصنع داخله بطريقة برمجاتية دون اى تدخل منه فمن الطبيعى ان يكون محتواها محمى من العبث والفساد وتلاعب الاهواء فاين للكائن بسبيل للتطور وما هو الا ناقل لناقل ؟ لا سبيل .
واذا نظرنا الى صفات الاجناس المختلفة عبر عدة اجيال مختلفة ووجدنا انها لا يمكن ان تخرج او تشذ عن القوانين الوراثية المعروفة لدى علماء الجينات سوف نتاكد فعلا من صحة كل الكلام السابق ولو لم يحدث ذلك فعليا فلن يكون هناك شىء اسمه قوانين وراثية او علم يسمى بعلم الوراثة حيث لا يمكن ان توجود مع العشوائية او مع تعدد الاراء والاهواء ومن جهة اخرى اذا كان هناك قوانين وراثية فلن يكون هناك شىء اسمه تطور وهذا يحسم الامر .(اذا كان هذا يدل على ان الكائن ليس له علاقة بتكوين عوامله الوراثية (اكس او واى) التى تحدد الجنس فى الكائن الحى او فى البشر بالتحديد فمن باب اولى ان لا يكون له علاقة بمحتواها الوراثى من سمات وصفات (لاحظ ان مصدر كروموسومات الإنسان يأتى نصفه من الأب و النصف الآخر من الأم. أثناء عملية الجماع يتم قذف السائل المنوى الذى يحمل الحيوانات المنوية إلى داخل مهبل الأنثى ، و من هناك يتحرك الحيوانات المنوية إلى قناة فالوب لتلقيح بويضة الأنثى. و البويضة تحمل دائما كروموسوم إكس (x) ، بينما تحمل الحيوانات المنوية أحد النوعين إما إكس (x) ، أو واى (y). فإذا حدث أن الحيوان المنوى الذى نجح فى تخصيب البويضة يحمل كروموسوم (x) ، فيكون الناتج جنينا يحمل كروموسوم جنسى مكون من (xx) فيكون هذا الجنين أنثى. أما إذا كان الحيوان المنوى يحمل كروموسوم (y) فيكون الناتج جنينا يحمل كروموسوم جنسى مكون من (xy) فيكون الجنين ذكرا).
يمكن ان يقال :
الكائن قد وصل الى تطوير اسلوب معين على اساسه منع الاجيال الناتجة عنه من التغيير او التعديل على هذا المحتوى ومن قبل منعهم باسلوب اخر من التحكم فى تكوين هذه العوامل او تحديد عددها (الحيوانات المنوية اكس والحيوانات المنوية واى)
نقول لو حدث ذلك سوف تمضى جميع الكائنات على مدى الدهور بعد ذلك على نسق واحد سمات وشكل وصفات وان اختلفت يمكن ان تختلف فقط فى الجنس لماذا ؟ لان الكائنات عندما تصل الى هذه اللحظة (التى وصل فيها الكائن الاب الى الاسلوب السابق الذى سوف يحرم به اجياله من التعديل والتغير والتكوين والتحديد) لن يمكنها ان ان تضيف اى صفات اخرى غير التى كانت عليها من قبل وبالتالى سوف تبقى على هذه الصفات الى الابد .
وماذا عن حال هذه الكائنات قبل هذه اللحظة ؟
نقول اذا كان هناك تحكم فى الجنس من ِِقـبل الكائن قبل هذه اللحظة فما الذى يجعله يغير من اسلوبه الى اسلوب اخر وبغض النظر عن كل ذلك ما يهمنا هو ان الكائنات بعد هذه اللحظة سوف تكون عاجزة عن اضافة اى صفات او سمات اخرى لتلك التى كانت عليها من قبل مما يؤدى الى وجود نوع واحد فقط من المخلوقات يتردد فقط بين الذكورة والانوثة .
واخيرا يجب ان يكون الكائن ليس لديه قدرة بالفعل على التعديل والتغيير فى صفاته الوراثية والا للغت اضافات كل جيل اضفات الجيل الذى يسبقه وبالتالى يكون كل ذلك وذلك هراء ليس له قيمة او مردود بل على العكس يمكن ان يسبب الكثير من الاضرار فما الذى يجعل كائن يجهد نفسه فى شىء لا يضمن من اجياله الحفاظ عليه .
يتبع بعون الله
آخر تعديل بواسطة ابن النعمان بتاريخ
19.08.2012 الساعة 05:31 .