الشبهة الثالثة النصارى العرب هم الابيونيين
ان مشكلة العرب هى التطرف العاطفى ولهذا فان اعداء الاسلام من عامة المسيحيين العرب والملحدين الذين لم يقرئوا القرأن الكريم ولم يدرسوا سنة وسيرة محمد صلى الله عليه واله وسلم قد سلموا عقولهم لرؤوسهم فى الضلال من الافاكين الكاذبين المجرمين وانتشرت فى كتابات هولاء اكذوبة صدقها السذج وهى أن قطاعا من النصارى العرب كان ابيونيا مثل الاسينيين فلنقرء معهم مجموع الاثار ونحلل والدليل هو شاهد الحق لمن يبحث حقاعن الحق !
الشبهة القائمة بان نصارى العرب كانوا يسجدون ويركعون وبالتالى كانوا على الاسلام من روايةالطبرى رحمه الله تبارك وتعالى:
ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج قال : قال ابن جريج ، قوله : " { وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا } قال : كان النضر بن الحارث يختلف تاجرا إلى فارس ، فيمر بالعباد وهم يقرءون الإنجيل ، ويركعون ويسجدون . فجاء مكة ، فوجد محمدا صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه وهو يركع ويسجد ، فقال النضر : قد سمعنا ، لو نشاء لقلنا مثل هذا ، للذي سمع من العباد . فنزلت : { وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا } قال : فقص ربنا ما كانوا قالوا بمكة ، وقص قولهم : { إذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية
اولا ابن جريج عنعنه عدد من اهل العلم والرواية مرسلة على كل حال فحتما المتن ضعيف
ثانيا الحسين بن داوود ضعيف ايضا
ثاثا واخيرا القاسم بن الحسن مجهول.
اذن الرواية لا تقبل لا متنا لانها مرسلة ولا سندا لان السند ضعيف جدا
اما المفاجأة ان هناك رواية اخرى مغايرة تماما عن ابن جريج اوردها الطبرى رحمه الله تبارك وتعالى فى تفسير الفرقان6 بنفس السند الضعيف السابق
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج: { أساطِيرُ الأوَّلـينَ } أشعارهم وكَهانتهم وقالها النضر بن الـحارث.
والصحيح ان اهل الحيرة كانوا خليطا من النصارى والمجوس والصحيح ايضا والذى سأناقشه بالتفصيل فى بحثى القادم باذن الله تبارك وتعالى ان النضر بن الحارث لم يأتى بالانجيل ولا اى كتاب له علاقة بالاديان ليقرؤه فى مكة كما توهم اللادينيين السذج وانما جاء من الحيرة بالراقصات والمغنيين ليقرئوا قصص واخبار هى مزيج من التاريخ والقيم الفارسية عن طريق السجع والغناء(كما كان ولا يزال يفعل الحكام العرب العلمانيون الذين فتحوا الفضائيات للفيديو كليبات الفاجرة والافلام الحقيرة فما اشبه اليوم بالبارحة!)محاولة فاشلة منه لصرف اهل مكة عن القراءن الكريم[47].
النقطة الاخيرة حقيقة عقيدة النصارى العرب الذين كان منهم ورقة:
اثار المستشرقون شبهة تقول بأن نصارى العرب هم الابيونيين ويستدلون على هذا بشواهد ساذجة فيقولون بأن تسمية النصارى العرب لكتابهم بالانجيل يشبههم بالابيونيين الذين كان لهم انجيل واحد هو متى وان استخدام ورقة للعبرانية يشبهه بالابيونيين الذين كان انجيلهم عبريا وان كلام ورقة بان القرأن الكريم يشبه ناموس موسى يعنى بأن ورقة كان مثل الابيونيين يعتنق اسفار الشريعة وبالتالى النصرانية العربية هى الحنيفية او الاسلام فى صورته المعدلة؟
للرد تعالوا نقرء الروايات الصحيحة عند البخارى ومسلم اثبتنا باذن الله تبارك وتعالى الصحيح بأن روايتى عقيل تقولان
"وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية"[48]
"وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب "[49]
طبعا واضح من جميع الروايات ان ورقة لم يكن يكتب الانجيل وانما كان ينسخ او ينقل من الانجيل نصوصا معينة وايضا كان يقرأباللغة العربية واللغةالتى كان ينسخ بها هى العبرانية ولكن اختلط الامر على بعض الرواة فتصوروها العربية والصحيح انه كتب بالعبرانية وقرأ بالعربية وهذا الكلام معناه ببساطة ان لغة الانجيل لم تكن العبرانية ولا العربية ولكنها لغة كتابة ورقةلان معلومة كهذه لا تهم الراوى بقدر ما يهمه كلام النبى صلى الله عليه واله وسلم ونقول بان ورقة لم يكن لديه انجيل عبرى وذلك للاسباب الاتية:
اولاكل الروايات بما فيها رواية عقيل وهى الاصح والتى تؤكد انه كان ينسخ اشياء معينة من الانجيل نُسخا عبرانية"فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب"
ثانيا الاثار المؤكدة عن تعمق ورقة فى العبرانية واسفار التوراة فالثابت انه تلقى الاحبار اثناء بحثه عن الدين والثابت انه شبه القرأن الكريم بناموس موسى وبعض الروايات المرسلة المختلفة الطرق تشير انه سمع التوراة صراحة فالاصح انه كان على علم بالعبرية.
ثالثا ورقة جاء من العراق والشام ولغة الانجيل فيهما كانت السريانية وهذا ثابت تاريخيا
كما ان لغة الانجيل الاصلية هى الارامية وقد اندثرت قبل البعثة بقرون فأين هذا الانجيل العبرى؟ومن نسخه؟سكان المريخ مثلا؟ ولماذا ينسخ الانجيل بلغة غير متداولة؟
رابعا شهادة محمد بن اسحاق رحمه الله تبارك وتعالى تنسف كل اوهام المستشرقين عن النصارى العرب حيث اورد ابن هشام فى الجزء الاول من السيرة عن ابن اسحاق استشهاده بنص المعزى المشهور فى رسالة يوحنا الاولى كدليل على البشارة برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذا دليل على ان النصارى العرب كانوا يعرفون الاناجيل الاربعة المشهورةوليس انجيل واحد
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=260&idto=260&bk_no=58&ID=1 91
خامسا واخيرا الاثار الاسلامية تثبت عقيدة النصارى العرب الحقيقية
هل كان النصارى العرب يتفقون مع الاسلام فى شىء من امر المسيح؟
قال الله تبارك وتعالى فى سورة التوبة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (30)
سورة ال عمران
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
قال أبو رافع القرظي ، حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران ، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام : أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم ؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس : أو ذاك تريد منا يا محمد ، وإليه تدعونا ؟ أو كما قال . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن نعبد غير الله ، أو أن نأمر بعبادة غيره ، ما بذلك بعثني ، ولا بذلك أمرني . أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهما : { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة } إلى قوله : { بعد إذ أنتم مسلمون }[50]
وهناك اشارة قوية على ان الاعتقاد السائد عند نصارى العرب قبل الاسلام فى الوهية عيسى بدرجة او بأخرى قال النبى صلى الله عليه واله وسلم من حديث ابن عباس رضى الله تبارك وتعالى عنه وارضاه: "يا معشر قريش ! إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير – وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم ، وما تقول في محمد - ؛ فقالوا : يا محمد ! ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا ؟ ! فلئن كنت صادقا فإن آلهتهم لكما يقولون – ( الأصل : تقولون ! - ، قال : فأنزل الله عز وجل : { ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون } [ الزخرف : 57 ] ، قال : قلت : ما ( يصدون ) ؟ قال : يضجون . { وإنه لعلم للساعة } [ الزخرف : 61 ] ، قال : هو خروج ( وفي رواية : نزول ) عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة [51]
واختم هذه النقطة باذن الله جل وعلا بالقول ان مقولة الابيونية فى جزيرة العرب ماهى الا خرافة وتخريف جديد من الصليبيين الحاقدين المرضى عبدة الاهواء والعلمانيين عبدة الظنون لاننا نلاحظ ان كل من كان يبحث عن الدين الحنيف قبل البعثة كان يبحث عنه خارج الجزيرة فهم اعلم ببلادهم منا ومن المستشرقين ويعلمون ان الجزيرة قد اندثر فيها التوحيد الصحيح منذ زمن بعيد مثل ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو وعثمان بن الحويرث وحتى سلمان الفارسى لم تطأقدمه الجزيرة العربية الا عندما اخبره استاذه الراهب ان نبيا سيخرج من هناك ونختم هذه النقطة بالقول
ان المعلومات المتخصصة عن قصص الانبياء والعقائد لم تكن متوافرة لاهل الجزيرة بمختلف اديانهم ان الجمهور العربى كان اميا فى زمن الرسالة بمن فيهم عوام اهل الكتاب العرب قال الله تبارك وتعالى:
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) البقرة
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) الجمعة
ولا ننسى ان القرأن الكريم تحداهم بأنهم لم يعلموا بتفاصيل قصص الانبياء الا منذ نزول القرأن الكريم نفسه فلم يجيبوا التحدى وكأنهم يعترفون بجهلهم بقصص الانبياء من قبل نزول القرأن الكريم فنجد فى سورة ال عمران يقول الله تبارك وتعالى عن قصة مريم عليها السلام
ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)
سورة هود يقول الله تبارك وتعالى عن قصة قوم نوح عليه الصلاة والسلام
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)
سورة القصص يقول الله تبارك وتعالى عن قصة موسى عليه الصلاة والسلام
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)
__________
[47]رُويت هذه القصة من مراسيل وضعاف يقوى بعضها بعضا فقد اوردها ابن هشام عن ابن اسحاق مرسلة ورواها الطبرى عن ابن عباس بطريق السند السعدى الضعيف فى تفسير لقمان6 ورواها الطبرى عن السدى مرسلة فى تفسير الانفال31ورواها البيهقى فى شعب الايمان مرسلا ورواها البيهقى بسند ضعيف من طريق الكلبى عن ابن عباس ورواه البيهقى بسنده عن ابن اسحاق مرسلا ورواها ابن اسحاق بسند فيه مجهول عن عكرمة عن ابن عباس كما رواها ايضا بسند فيه مجهول اخر عن عكرمة عن ابن عباس وكلا السندين فى تفسيرالاية6 من سورة الفرقان عند الطبرى واخرجها الازرقى فى اخبار مكة بطريق ضعيف عن عمرو ابن امية الضمرى عن ابن سهل ولكن مجموع الطرق المختلفة يثبت.
[48] الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3392خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
[49] الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3
خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : يونس ومعمر (بوادره)
[50]الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/385خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]
[51]الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3208خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن رجاله ثقات "
توقيع عُبَيّدُ الّلهِ |
عبد حقير جاهل يرجو جنتك يابديع السماوات والارض ومابينهما |