.
.
.
يَا فَجْرَ تَارِيخٍ تَعَطَّرَ بِالهُدَى=وَ سَنَاءُ مَجْدِكَ قَدْ أَضَاءَ الفَرْقَدَا
زَفَّتْ مَشَاعِرَهَا الرِّيَاضُ قَصِيدَةً=وَ لِمِصْرَ يَحْمِلُهَا الْوِدَادُ مُغَرِّدَا
وَ تُحِيطُهَا الهالاتُ تَسْبِقُهَا الخُطَى=لِتُشَارِكَ الأَقْمَارَ مَنْزِلَهَا غَدَا
مِنْ أرضِ نَجْدٍ و الحِجَازِ وَطَيْبَةٍ =زُمَرٌ مِنَ الأشواقِ قد مَدَّتْ يَدَا
نَحو التِي نِيْلُ النَّقَاءِ عَبِيرُهَا=عَذْبٌ تُخَلِّدُهُ السَّمَاحَةُ مَوْرِدَا
مِنْ مَهْبطِ الذِّكْرِ التَّحِيةُ عُطِّرَتْ=يَغْشَى الكِنَانَةَ نَفْحُهَا مُتَوَرِّدَا
دِرْعُ الْحِجَازِ وَصِيَّةٌ لِرَسُولِنَا=طُوبَى لِمَنْ حَفِظَ الْوَصِيةَ وَ اقْتَدَى
أَمِنَتْ مِنَ الرّحمنِ آمَنَ أَهْلُهَا=و يُزِينُها عَهْدُ السَّلامِ مُؤكِّدَا
هَذِي سَخَاءُ الْجُودِ مِن إِيثَارِهَا =كَرَمٌ بِرَاحَتِها يُعَلِّلَهُ النَّدَى
تَرْقَى إِلَى الْعَلْيَاءِ شَامِخَـةَ الـذُّرَى = وَ تَسِيرُ فِي دَرْبٍ يُعَانِقُ سَؤْدَدَا
سُكْنَى الشَّوَاهِق جَاوَزَتْهُ تَكَرُّمًا= نَحْوَ الأهَلِّةِ في السماءِ لِتَصْعَدَا
مِيرَاثُ عِزَّتِهَا الإِبَاءُ وَ صَهْوَةٌ = أَكْرِمْ بِهَا لِلدِّينِ بَاتَتْ مُنْجِدَا
فِي الْيَمِّ أَلْقَتْ كُلَّ بُهْتَانٍ طَغَى = إِفْكُ الوِشَاةِ بِثَغْرِ كَيْدٍ لِلْعِدَا
حَفِظَتْ عُهُوْدًا لِلْعُرُوبَةِ قَدْ سَمَتْ = عَنْ زَيْفِ وَادٍ بِاللَّظَى مُتَوَقِّدَا
شَمَخَتْ عَنِ الْبَاغِين تُدْنِي قُطُوفَها=وَ تَنَاغَـمَـتْ طَـرَبــاً وَ لـَحْـنـاً مُـفْــرَدَا
الْيَوْمُ قَاهِرَةُ الْمُعِزِّ يَمِيْنهَا = عَهْدٌ لِمَكَّةَ خَالِدٌ عَبْر الْمَدَى
مِشْكَاةُ أَزْهَرِهَا لِيَثْرِبَ كَوْكَبٌ = نُوْرٌ عَلَى نُوْرٍ يــَطُــوْفُ الْـمَـسْـجِـدَا
هَذِي مَآثِرُهَا التَّلِيدَةُ أُزْلِفَتْ=تعُطِي الشُّمُوخَ العَبْقَرِيَّ تَمَجُّدَا
مِصْرُ الشَّذَى مِصْرُ الْوَفَا أُمُّ الدُّنَا=مُهَجُ الرِّجَالِ الصِّيْدِ قَالَتْ تُفْتَدَى
يَا مَنْ سَمَوْتِ إِلَى السَّمَا حَتَّى السُّهَى=الْيَوَمُ تَنْهَبُنِي الْخُطَى مُتَوَدِّدَا
من صَرْحِ أَضْلاعِي إِلِيكِ تَحِيَّتِيْ=تُهْدِيْكِ عِشْقًا بالفؤادِ مُشَيَّدَا
فَتَفَضَّلِي بِقبُولِها وَ تَكَرَّمَيْ=بالعطفِ فَضْلاً دَافِقًا كَيْ أَسْعَدَا
.
.
.
خالد الشمري
-
للمزيد من مواضيعي