
27.02.2012, 14:33
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
08.05.2010 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.061 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
22.03.2021
(13:42) |
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
|
|
|
|
|
معاني الحكمة
ويقول الشيخ الشعراوى رحمه الله عن معانى الحكمة
ان كلمة الحكمة تطلق في الأصل على قطعة الحديد التي توضع في الحصان لتلجمه حتى يتحكم فيه الفارس، ذلك أن الحصان حيوان مدلل يحتاج الى ترويض فقطعة الحديد التي توضع في فمه تجعله محكوما من صاحبه.
والحكمة ضد السفه، والسفه كما نعرف هو أن نصنع الشيء دون دراية، وهكذا تكون الحكمة هي أن يوضع مجال لكل حركة لتنسجم مع غيرها.
فالكون محكوم بالحق سبحانه وتعالى، وهو الحكيم العليم الذي يضع لكل كائن اطاره وحدوده
والحكمة في عموم حركة الحياة :
فالحكمة في النحو أن تضع الكلمة في مكانها وباعرابها.
والحكمة في الفقه أن نستنبط الحكم الصحيح.
والحكمة في الشعر أن نزن الكلمات على التفاعيل.
والحكمة في الطب أن نعرف تشخيص المرض والدواء المناسب له.
والحكمة في الهندسة هي أن تصمم المستشفى وفق احتياج المريض والطبيب الى أجهزة العلاج وأماكن لاجراء الجراحة، وكذلك تصميم أسلوب الاضاءة وبقية المرافق، وتحديد أماكن المصاعد ومخازن الأدوية وأماكن اعداد الطعام، وأماكن النقاهة، ثم أماكن العلاج الخارجي.
وهذا التصميم للمستشفى يختلف بحكمته عن تصميم منزل سكني، وتنظيم عمارة للسكنى يستوجب توزيع الشقق لراحة السكان جميعا، وحكمة بناء منزل تختلف عن حكمة بناء قصر أو مكان عمل.
فالحكمة اذن هي التوفيق، فاعداد مكان ليصلح لعمل معين أو وظيفة محددة يختلف عن أخذ مكان للسكن أو ليكون ديوانا حكوميا.
اذن فالحكمة هي وضع الشيء في موضعه، نشهد ذلك في أي آلة من الآلات، فالآلة على سبيل المثال قد تكون مكوّنة من خمسين قطعة وكل قطعة ترتبط بالأخرى بمسامير أو غير ذلك، وما دامت كل قطعة في مكانها فان الآلة تسير سيرا حسنا، أما اذا توقفت الآلة لخروج قطعة عن موضعها أو كسرها فاننا نستدعي المهندس ليضع كل قطعة في مكانها فتعود الآلة للعمل باستقامة، ومثال ذلك ما يكون في الوجود مبنيا على حكمة فلا ينشأ فيه فساد، فان حدث الفساد فانه ينشأ من حركات تحدث بدون أن تكون حكيمة.
قديما على سبيل المثال كنا نرى الأسلاك الكهربائية دون عوازل فكان يحدث منها ماس كهربائي، وكلما نجد خطأ فاننا نعدّل من صنيعنا للشيء وهذه حكمة.
وقديما كنا نجد جميع الأسلاك التي في السيارة ذات شكل واحد فكان يحدث ارتباك عند الاصلاح، لكن عندما جعل كل سلك بلون معين فهذا يسهل عملية الاصلاح عند أي ارتباك وهذا حكمة.
ان الحكمة كما قلنا اذن هي وضع الشيء في موضعه، وما دام الأمر كذلك فان كل صانع يصلح لصنعته ويقدم لها دليل الصيانة الكامل،
ولما كنا نحن البشر خلقا من خلق الله تعالى فهو سبحانه أعلم بمواطن الضعف والخلل فينا، وكيفية معالجتها،
وسبحانه لم يخلقنا هملا ولا عبثا بل أرسل سبحانه الرسل وأنزل الكتب لتعالج داءات المجتمع وأمراضه، فأعرضنا عنها وشرعنا لأنفسنا ما يوسوس حياتنا فاختلفت الموازين وانقلبت القيم وضاعت الأعراف بين الناس،
ودائما ما نقول اذا رأينا خللا في أي مجتمع فلنعلن أن هناك شيئا قد ناقض حكمة الله تعالى،
وعندما نبحث عن العطب سوف نجده تماما مثل أي عطب في أي آلة، فتأتي لها بالمهندس الذي يصلحها، واذا ما حدث فساد في المجتمع فاننا يجب أن نرده الى خالق الخلق سبحانه، من خلال كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
|