لكي يذبحوه أول يوم من عيد الأضحى.
وحملوا الخروف على ظهر السيارة وبدأ ثغاء الخروف (صوته) بالارتفاع..
وأخذت البنت الصغيرة "ذات الخمس سنوات" تردّد معه بصوتها العذب الجميل..
وقالت لوالدها: يا أبي.. ما أجمل عيد الأضحى.. حيث ألبس فستاني الجديد وأحصل على العيدية
وأشتري بها دمية جديدة ..
وأذهب مع صديقاتي إلى مدينة الألعاب لنلهو هناك..
آه ما أجمل أيام عيد الأضحى .. ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد.
ولما وصلوا إلى المنزل وتوقفت السيارة..
هتفت الزوجة: يا زوجي العزيز .. لقد علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يقسّم الخروف ثلاثة أثلاث..
ثلث نتصدّق به على الفقراء والمساكين، وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد وإليزابيث ومونيكا،
والثلث الأخير نأكله نحن وندّخر الباقي إلى الأسابيع القادمة.
ولمّا جاء يوم العيد .. احتار جورج وزوجته أين اتجاه القبلة ليذبحوا الأضحية باتجاهها..
وخمّنوا أنها باتجاه السعودية.. وهذا يكفي،
أحدّ جورج سكينته ووجّه الخروف إلى القبلة وذبحها وقطّع اللحم..
وقامت الزوجة بتقسيم اللحم إلى ثلاثة أثلاث حسب السُنّة ..
وهنا صرخ جورج قائلاً: لقد تأخّرنا عن الكنيسة .. فاليوم هو الأحد وسوف يفوتنا القدّاس..
وكان جورج لا يَدَع الذهاب إلى الكنيسة كل يوم أحد..
بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأولاده معه.
انتهى حديثي و أنا أروي هذه القصة عن جورج..
فسألني أحد الطلبة: لقد حيّرتنا بهذه القصة !!! هل جورج
مسلم أم مسيحي ؟؟
فقلت: ألم تسمعني و أنا أقول أنه دكتور في علم اللاهوت
بل جورج وعائلته مسيحيون لا يؤمنون بأن الله واحد بل ثالث ثلاثة..
ولا يعتقدون بأن محمداً–صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
كثر الهرج في المدرج، وارتفعت الأصوات على غير العادة من طلبتي الأعزاء
فقال أحدهم: لا تكذب علينا يا أستاذ ، فمن يصدّق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ؟؟
فكيف بالمسيحي يقوم بشعائر الإسلام والمسلمين، ويتابع الإذاعات والفضائيات
ويحرص على معرفة يوم العيد، ويشتري خروفاً من ماله ويقسّم الأضحية و.. و .. …!!!