اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :29  (رابط المشاركة)
قديم 11.12.2011, 10:35

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


سلمان منا آل البيت



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

فمنذ أسلم سلمان الفارسي وهو ينهل من النبع الصافي ومن الحكمة البالغة بصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أنس فى حياته الإسلامية أنساً كان يفتقده فى رحلة بحثه عن الحقيقة حتى جزاه الله الجزاء الأوفى ، وعوضه بهذا الجو الإيماني الذي تطمئن فيه القلوب وتسعد النفوس عن أموال أبيه وثرائه الذي خلفه وراء ظهره ساعياً إلى عتق نفسه من ذل عبودية الدنيا وزينتها .

وعاش سلمان بين الرسول وصحابته نفساً زكية نقية مجاهدة فى معارك الإسلام التي تنصر الحق وتدحض الباطل ، وهو صاحب المشورة بحفر الخندق حول المدينة فقد عرف فنون الحرب وأساليبها من موطنه الأصلي فى بلاد فارس ، ولم يكن للعرب معرفة ولا إلف بمثل ذلك فى حروبهم ، وفوجئ جيش المشركين الذي يضم أربعة وعشرين ألف مقاتل تحت قيادة أبى سفيان وعيينة بن حصن – بهذا الخندق الذي حال بينهم وبين ما يريدون من اقتحام المدينة والقضاء على دولة الإسلام فيها . ووقف هذا الجيش الزاحف عاجزاً عن اقتحام هذا الخندق الذي حفره الرسول وصحبه بمشورة سلمان الفارسي واستمرت قوات هذا الجيش جاثمة فى خيامها شهراً لا تقدر فيه على شيء حتى أرسل الله عليهم ريحاً عاتية اقتلعت خيامهم وبددت شملهم وألقت الرعب فى قلوبهم ، ونادى أبو سفيان فى جنوده آمراً بالرحيل إلى حيث جاءوا فلولاً يائسة منهوكة مقهورة (( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً )) . ويوم الخندق وقف الأنصار يقولون : سلمان منّا ، ووقف المهاجرون يقولون : سلمان منّا ، وناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : ( سلمان منّا آل البيت ) أيّ شرف هذا الذي حظي به سلمان الفارسي الأصل أن يصبح بإسلامه وإيمانه وجهاده واحداً من آل بيت النبوة ، وإنّه لوسام شريف تتضاءل دونه كل أوسمة التكريم والتقدير .

وكان سلمان حقيقاً بمثل هذا التكريم فقد ملأه الإسلام علماً وحكمة وزهداً وهمة عالية – فمن علمه أنه اعترض على صديقه أبي الدرداء حين وجده يقوم الليل ويصوم النهار ويجهد نفسه فى العبادة إلى درجة الإعياء . قال له سلمان : يا أبا الدرداء : إنّ لعينيك عليك حقاً ، وإنّ لأهلك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه ، صم وأفطر وقم ونم .

وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( لقداُشبع سلمان علماً ) .

ومن حكمته التي عرفت عنه فى مواقف كثيرة : كان الإمام على كرّم الله وجهه يلقبه بـ ( لقمان الحكيم ) ويقول عنه : ( ذاك امرؤ منّا وإلينا أهل البيت .. من لكم بمثل لقمان الحكيم ، أوتي العلم الأول ، والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحراً لا ينزف ) .

ومن زهده أنّه كان عطاؤه من بيت المال وفيراً ، كان بين أربعة آلاف وستة آلاف درهم فى العام ، فلم يكن يأخذ لنفسه منه شيئاً ، ويوزعه جميعه ويكسب رزقه من عمل يده فى صناعة الخوص التي كان يعيش منها كفافاً وهو راض عن ذلك كل الرضا .

رحم الله سلمان الفارسي . مثلاً تفخر به أجيال المسلمين من بعده وتراه قمة شامخة فى العالمين .





رد باقتباس