[سيف الحتف]

قبل أن نرد يجب الإشارة أن الله عز وجل قد ذكر أن كل ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم هو وحي من عند الله عزّوجل فيقول تعالى{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:3-4] وقد ذكر الله في موضع سابق أن هناك إشارة لوجود تشابه بين ما يذكره القرآن وما يذكره الكتاب المقدس فيقول عز وجل {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِمِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون}[الأنبياء:51] أي أن وراثة العباد الصالحون للأرض مذكورة في الزبور,ولا إشكال في هذه الإشارة إذ أن مصدر الكتابين واحد وهو من عند الله عز وجل,ولكن الفرق أن القرآن حفظه الله تعالى[الحجر:9] ولكن الكتاب المقدس وكل حفظه للعلماء[المائدة:44].

والآن نأتي لجزئية آخرى وهي :-

ما معنى الإقتباس ... ؟

والغرض من السؤال هو التفريق بين الإقتباس وبين السرقة الأدبية,فالإقتباس في اللغة معناه (الأخـذ),ولكن السرقة الأدبية هي نسبة القول لغير صاحبه وإدعاء ملكيته,وهذا لم يحدث نهائياً ففي كلتا الحالتين شبهة النصراني بعيدة كل البعد عن الإقتباس وعن السرقة الأدبية؛لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتبس ولم يدعي نسبة أي مما ذكره النصراني إليه دون غيره...فكلام النصراني مُجرد خطل ليس إلا وليس على المجنون حرج.

لسنتعرض الآن شبهات النصراني :-

(1)

اقتباس رأس الحكمة مخافة الله تعالى الراوي: عبدالله بن مسعودالمحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4361خلاصة حكم المحدث: صحيح يخلق من الشبه اربعين مش بيفكركوا بحاجة دى

هو يقصد هذا العدد من سفر المزامير

المزامير 111
10 رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.

كما يتضح أن المزمور هو من العهد القديم(التوراة) وبم إننا كمسلمين نؤمن بأن مصدرها هو الله عز وجل وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى,فلا نستبعد التشابه بين الحديث والعدد إذ أن المصدر واحد وهو الله عز وجل.

وسيقول النصراني :-ألا تؤمن يا مسلم بتحريف الكتاب المقدس .. ؟ فكيف يتشابه الإثنان .. ؟

أقول أن التحريف رغم وقوعه لم يقع على كل كلمة وحرف في الكتاب المقدس,فمازال هناك من الحق المخفي بين ركام الباطل المُحرف,وهذا الحق يتضحعن طريق ما آتى به الإسلام,فإن صدق عليه الإسلام كان حقاً وإن نفاه فهومُحرف,وإن لم يذكر فيه أمراً نقف عليه بلا تصديق أو تكذيب.

إذاً التشابه بين الحديث وبين العدد يرجع إلى أن المصدر واحد وهو والله عز وجل وهذا يثبت نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يأتي النصراني بردود على النقاط الثلاثة التي ذكرتها في المداخلة الأولى.

(2)

اقتباس ليأتين على الناس زمان ، يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ،ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأةيلذن به، من قلة الرجال وكثرة النساء . الراوي : أبو موسى الأشعريالمحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1414 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] فَتُمْسِكُ سَبْعُ نِسَاءٍبِرَجُل وَاحِدٍفِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاَتٍ: «نَأْكُلُ خُبْزَنَا وَنلْبَسُ ثِيَابَنَا. لِيُدْعَ فَقَطِ اسْمُكَ عَلَيْنَا. انْزِعْ عَارَنَا

الفرق واضح جداً بين نبؤة إشعيا والتي تذكر عدد النساء وهنّ (سبع) وبين الحديث الذي يذكر عددهن بـ(أربعين) فالفرق واضح ولا مجال للمقارنة لإختلاف وجه المقارنة إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض أموراً سوف تحدث في نهاية العالم كدلائل على قرب نهايته,ولكن إشعياء يتكلم عن تطهير صهيون من القذارات والدنس.

فنقرأ :-

إشعياء 4
4 إِذَاغَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ،وَنَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَسَطِهَا بِرُوحِ الْقَضَاءِ وَبِرُوحِالإِحْرَاق.

فبطلان وجه المقارنة ينسف المقارنة أصلاً !!

(3)

اقتباس من بر والديه طوبى له،زاد الله في عمره الراوي: معاذ بن أنس الجهنيالمحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8560 خلاصة حكم المحدث: صحيح أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ

نفس الكلام فلا غنى لإعـادته مرة أخرى فالمصدر واحد وهو (الله) عز وجل.

يأتي الآن لنقطة أخرى وهي إقتباس الرسول صلى الله عليه وسلم من بولس,وإن مُجرد التفكير في هذا مدعاة للضحك ليس أكثر ولكن وظيفتنا رد جهالات هؤلاءالمرتزقة.

(4)

اقتباس مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى الراوي: النعمان بن بشيرالمحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2586 خلاصة حكم المحدث: صحيح فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر أن (المؤمنين) جسد واحد,فإذا إشتكى عضو إشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى,ولكن المسيحي دلّسلكي يُثبت جهالاته فبولس قال في العدد الذي يليه

كورنثوس 12 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل أن المؤمنين هم (جسده) على سبيل المثال.والمشكلة الأخرى أن بولس كان يتكلم عن الأعضاء الحقيقية كاليد والرجل ولاحظ قول الكتاب (وأما) أي أن هناك قضية أخرى وهي أن المسيحيين هم جسد المسيح.لذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم عيّن الحديث بالتشبيه فشبه المؤمنين بالجسد الواحد في المحبة والود,ولكن بولس كان يتكلم في سياق حقيقي عن أعضاء حقيقية كال رجل واليد,وحينما ذكر قضية أخرى,ذكر قضية مُخالفة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم,فقال إن المسيحيين هم جسد المسيح والرسول لم يقل أن المسلمين هم جسده.

-- فأين التشابه ... ؟

(5)

اقتباس قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولاخطر على قلب بشر . فاقرؤوا إن شئتم : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرةأعين } . الراوي: أبو هريرةالمحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3244 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ

المُضحك أن الذي يدعي إقتباسه ليس من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلمولكنها من أقوال الله عز وجل,ويتضح التدليس بيّناً في إقتصاص هذا النصراني للعدد المذكور في كتابه المُقدس.

المفاجأة !!

هذا العدد ليس من أقوال بولس كما يدعي هذا الجاهل بل هو إقتباس بولس من العهد القديم لنقرأ العدد كاملاً

كورنثوس 2
9 بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْيَخْطُرْعَلَىبَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».

بل كما هو مكتوب

بل كما هو مكتوب

بل كما هو مكتوب

أي أن بولس يقتبس من العهد القديم,ولكن السؤال يا تُرى :-

من أين إقتبس بولـس هذا العدد يا تُرى حتى يقول (كما هو مكتوب) ..؟

ننتظر من النصراني الرد على هذا السؤال إن إستطاع

تحيــاتي العـطــرة ....

للمزيد من مواضيعي