اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 03.08.2011, 15:48
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.170 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


حكمة الاختلاف بين الشرائع

اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون الرسالات السابقة على رسالة الإسلام الخاتمة محدودة بزمان معين وخاصة بأقوام بأعينهم تناسب حالهم وتعالج من المشكلات ما يثور في واقعهم .ذلك أن كل رسول جاء يعالج قضية محورية في قومه بعد دعوتهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له ومن الأمثلة على ذلك :

(1) الافتتان بالقوة المادية : نجد مثالا أن قوم هود بسط الله لهم في القوة والحضارة فنسوا الله وكفروا بنعمته وافتتنوا بمالهم من قوة فجاءهم هود رسولا من عند الله يذكرهم بالله الذي أنعم عليهم ويعالج مشكلتهم هذه بما يناسبها : ((واتقوا الذي أمدكم بما تعملون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ))

(2) الانحطاط الأخلاقي : وقوم لوط عانوا من مشكل الشذوذ الجنسي،فجاءهم لوط يعالج هذا المشكل الخلقي ويعيدهم إلى منطقة الفطرة السوية : ((أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ))

(3) الظلم الاقتصادي : وقوم شعيب فشا فيهم الظلم الاقتصادي نقصا للمكيال وبخسا لحقوق الضعفاء فجاءهم شعيب رسولا من الله تعالى لإصلاح الأوضاع الاقتصادية وفق منهج الله تعالى : (( وأوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزينوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا لناس أشيآءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ))

(4) الاستبداد السياسي : فقد كان فرعون يمارس الاستبداد السياسي على بني إسرائيل فجاء موسى ليحررهم من بطشه وليعالج المشكلات السياسية والنفسية التي خلفها هذا الاستبداد في نفوسهم وواقع حياتهم قال الله تعالى: (( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين ونريد إن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون ))

(5) طغيان المقاييس المادية : وبنو إسرائيل قبل بعثة عيسى عليه السلام غشيتهم المادية الطاغية وامتلكهم الجشع فجاءهم عيسى عليه السلام يعالج هذه المشكلة ربطا للقلوب بما عند الله وتحطيما للقيود المادية في الحس والواقع ولذلك جاء بمعجزات تدهش الماديين وتوقظ حسهم لقوة الله وقهره قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ((وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله ))


وليبشر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى حكاية عنه : (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) (( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا أجرهم وكثير منهم فاسقون))

وهكذا كانت كل شريعة مواجهة لمشكلة خاصة تظهر في مجتمع تلك الرسالة فالحكمة إذا من اختلاف الشرائع هي التخصص في معالجة المشكلات الناتجة عن ظروف وأوضاع كل مجتمع بعينه، والتي تختلف من زمان إلى زمان ومن قوم إلى قوم حسب الظروف والأحوال .


أما مواطن هذا الاختلاف فهي موضوعات التشريع التفصيلي لكل قوم اعتبارا بالحال والظرف والمشكلة الجارية في كل مجتمع .







توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس