اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 31.07.2011, 15:45
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


المبحث الاول :

زمن الدولة العبيدية الرافضية وبداية انهيار الامة :



وفى سنة 357 مات كافور فاضطربت الأحوال بمصر وتردت الحالة الاقتصادية بها، وحل الوباء والقحط بالبلاد من جراء انخفاض النيل، وعجزت الحكومة عن دفع رواتب الجند، مما حمل كثيرًا من أولي الرأي بمصر على الكتابة إلى المعز لدين الله يطلبون منه القدوم إلى مصر..

وفى 14من ربيع ثاني سنة 358 هـ سار جوهر الصقلي على رأس جيش للعبيديين (الفاطميين) قوامه مائة ألف فارس، فدخل الإسكندرية بغير مقاومة ولما وردت إلى الفسطاط أخبار وصول جوهر إلى الإسكندرية، رأي الوزير المصري جعفر بن الفرات ومن معه أن يفاوضوا جوهر على شروط التسليم وطلب الأمان على أرواح المصريين، فالتقوا به عند تروجة (إحدى قري مركز أبي المطامير بمحافظة البحيرة) في 18من رجب سنة 358 فأمّنهم جوهر على أموالهم وأنه ما جاء إلا للإصلاح كما نص في كتاب الأمان، على أن يظل المصريون على مذهبهم السني ولا يلزمون بالتحول إلى المذهب الشيعي..
بيد أن طائفة كبيرة من الجند المصريين رفضوا هذا العقد، ودخلوا في معركة حربية مع جوهر الصقلي ولكنهم استسلموا في النهاية وطلبوا إعادة الأمان.


بناء القاهرة والجامع الأزهر



وبدأ عهد جديد لمصر في ظل الحكم العبيدي (الفاطمي) ووضع الأساس لبناء مدينة المنصورية (القاهرة) في 17 شعبان سنة 358 شمالي الفسطاط وأسس القصر الذي سينزل به المعز وعرف باسم القصر الشرقي الكبير.
ظلت القاهرة تعرف بالمنصورية أربع سنوات، ثم سماها المعز القاهرة تفاؤلا بأنها ستقهر الدولة العباسية، وجعل جوهر بسور القاهرة أربعة أبواب؛ باب النصر، باب الفتوح، باب زويلة، وباب القوس، ثم بدأ بناء الجامع الأزهر سنة 359 وتم بناؤه في سنتين، وذلك ليكون خاصا بشعائر المذهب العبيدي الفاطمي، خشية إثارة المصريين إذا ظهرت هذه الشعائر في مساجدهم.. وأقيمت الصلاة في الجامع الأزهر لأول مرة 7من رمضان سنة 361هـ، وتحولت الدعوة على المنابر إلى الخليفة المعز، وضرب السكة باسم الخليفة العبيدي الشيعي ( الفاطمي) بدلاً من اسم الخليفة العباسي، كذلك منع جوهر الناس من لبس السواد شعار العباسيين .



يقول ابن كثير عن تلك الفترة المظلمة :
كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله حتى أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وإنطاكية وجميع ما والى ذلك إلى بلاد إياس وسيس واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين وبلاد شتى غير ذلك وقتلوا من المسلمين خلقا وأمما لا يحصيهم إلا الله وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان ما لا يحد ولا يوصف وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها وصارت دار إسلام وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن الله سلم وحين زالت أيامهم وانتقض إبرامهم أعاد الله عز و جل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته .


وهم ينسبون انفسهم كذبا الى بيت ال النبي صلى الله عليه وسلم يقول السيوطي في كتابه الخلفاء :

أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام و منهم من أظهر سب الأنبياء و منهم من أباح الخمر و منهم من أمر بالسجود له و الخير منهم رافضي خبيث لئيم يأمر بسب الصحابة رضي الله عنهم و مثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة و لا تصح لهم إمامة
قال القاضي أبو بكر الباقلاني : كان المهدي عبيد الله باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام أعدم العلماء و الفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق و جاء أولاده على أسلوبه : أبا حوا الخمر و الفروج و أشاعوا الرفض
و قال الذهبي : كان القائم بن المهدي شرا من أبيه زنديقا ملعونا أظهر سب الأنبياء و قال : و كان العبيديون على ملة الإسلام شرا من التتر
و قال أبو الحسن القابسي : إن الذين قتلهم عبيد الله و بنوه من العلماء و العباد أربعة آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت فيا حبذا لو كان رافضيا فقط و لكنه زنديق
و قال القاضي عياض : سئل أبو محمد القيرواني الكيزاني من علماء المالكية عمن أكرهه بنو عبيد ـ يعني خلفاء مصر ـ على الدخول في دعوتهم أو يقيل ؟ قال : يختار القتل و لا يعذر أحد في هذا الأمر كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم و أما بعد فقد وجب الفرار فلا يعذر أحد بالخوف بعد إقامته لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز و إنما أقام من أقام من الفقهاء على المبانية لهم لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم
و قال يوسف الرعيني : أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عبيد حال المرتدين و الزنادقة لما أظهروا من خلاف الشريعة و قال ابن خلكان : و قد كانوا يدعون علم المغيبات و أخبارهم في ذلك مشهورة.


وانتشر اجرامهم في الافاق فقتلوا من أهل السنة الكثير، وأظهروا الرفض بالإكراه، وألزموا المؤذنين بأن يقولوا في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله وحي على خير العمل) ونشروا بدع القبور، وشجعوا العوام على تقديسها، كما أنهم تعاونوا مع الصليبيين ضد المسلمين .

قال ابن الأثير في تاريخه : إن أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة، ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، خافوا وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه، ويكونوا بينهم وبين المسلمين .

وعمل العبيديون على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين؛ ولذلك أصدر عبيد الله أمرًا بإزالة أسماء الحكام الذين بنوا الحصون والمساجد، وجعل اسمه بديلاً منهم، واستولى هذا الرافضي الخبيث على أموال الأحباس وسلاح الحصون، وطرد العباد والمرابطين بقصر زياد الأغلبي وجعله
مخزنًا للسلاح ، و حرص العبيديون على منع التجمعات خوفًا من الثورة والخروج عليهم؛ ولذلك جعلوا بوقًا يضربونه في أول الليل، فمن وجد بعد ذلك ضرب عنقه، كما أنهم كانوا يفرقون الناس الذين يجتمعون على جنازة من يموت من العلماء .

كما أتلفوا مصنفات أهل السنة، ومنعوا الناس من تداولها وحرموا على الفقهاء الفتوى بمذهب الإمام مالك ومنعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد و أجبروا الناس على الدخول في دعوتهم فمن أجاب تركوه، وربما ولوه بعض المناصب، ومن رفض قُتل و عطلوا الشرائع، وأسقطوا الفرائض عمن تبع دعوتهم حيث يتم إدخالهم إلى داموس ويدخل عليهم عبيد الله لابسًا فروًا مقلوبًا، دابًا على يديه ورجليه، فيقول لهم: «بَحْ» ثم يخرجهم ويفسر لهم هذا العمل بقوله: «فأما دخولي على يدي ورجلي فإنما أردت بذلك أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لا شيء، لا وضوء، ولا صلاة، ولا زكاة، ولا أي فرض من الفروض، وسقط جميع ذلك عنكم، وأما لبس الفرو مقلوبًا فإنما أردت أن أعلمكم أنكم قلبتم الدين، وأما قولي لكم بَحْ، فإنما أردت أن أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة لكم من الزنى وشراب الخمر....»


يقول الامام الذهبي في تاريخه :

وفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة
أقامت الرافضة الشعار الجاهليّ يوم عاشورا ويوم الغدير.
وكان ببغداد قحط واسع، الكرّ بتسعين ديناراً.
وأغارت الروم بالسام فقتلوا وسبوا، وبدّعوا في حمص، والثغور، وقتلوا خلائق.
وفيها ملك جوهر القائد ديار مصر، وخطب لبني عبيد.
- وخطب بالحرمين للحاكم صاحب مصر على القاعدة، وأمر الناس بالحرمين بالقيام عند ذكره، وفعل مثل ذلك بمصر، وكان إذا ذكر قاموا وسجدوا في السوق، وفي مواضع الاجتماع، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلقد كان هؤلاء العبيديون شراً على الإسلام وأهله من الشر.



يتبع ....







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس