queshta
08.06.2010, 12:43
هذه قصة قرأتها في أحد المنتديات التي تستضيف أحد الشيوخ المشهورين وهي قصة مع النقاب لفتاة ترويها بنفسها من خلال ذلك المنتدى...أترككم مع قصة الصمود والرباط من أرض الرباط الحبيبة فلسطين.....تقول الفتاة
....
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا محمد ...
في مشاركتي هذه سأتحدث بإذن الله عن أمرين .. ألا وهما : كيف لبست النقاب ...والأمر الآخر هو عرض لبعض المواقف التي تحدث معي كمنتقبة على الحواجز الاسرائيلية مع الجنود ..
أبدأ بقصتي مع النقاب ..
كنت فتاة عادية ككل الفتيات ... غارقة في بحور الأغاني الماجنة ..والمسلسلات الهادمة ..حتى من الله عز وجل علي بأن أخرجني من كل ما كنت فيه ..وعرفني طريق المسجد ..وأحاطني بالصحبة الصالحة ..
كنت أدخل الى شبكة الانترنت كثيرا ...فتطرق مسامعي عبارات "النقاب فرض " .."السفور حرام" .. فكان رد فعلي على مثل هذا هو النفور وعدم الرغبة بسماع المزيد ..وكل ردي كان "هذا تشدد " "كيف سندعو الناس الى طريق الله ونحن نتلثم بهذه القطع السوداء" ..
بقيت مصرة على موقفي بعدم الرغبة في سماع المزيد ... حتى يسر الله لي أن أقرأ "على ما أذكر" الجزء الثالث من كتاب عودة الحجاب للشيخ المقدم ..
لا أدري كانت صدمة كبيرة لي وقتها ..فهذه الأدلة واضحة لا مجال فيها للشك .. حاصرتني تلك الأدلة التي كنت أصم أذاني عن سماعها .. حاصرتني أقوال المفسرين ..أقوال الائمة والعلماء ..
أذكر أنني كنت أقف أمام المرآة وأطيل النظر متخيلة شكلي بنقاب .. غير أنني أبعثر كل هذه الأفكار وأهرب منها ..فقد كانت فكرة النقاب فكرة جديدة جدا علي ..لم أفكر بها من قبل ..ولم أتصور في يوم أنني سأكون أول منتقبة في العائلة عندنا ..بدا الأمر صعبا أو حتى مستحيلا ...
لكني لم أستطع في لحظة أن أقنع نفسي بالعكس ..أن أقنع نفسي بأن النقاب ليس فريضة ..
كان لا بد من المواجهة ...مع نفسي أولا ..
كان لا بد من الاستسلام لأمر الله عز وجل ..كان لا بد من السمع والطاعة
وجاءت اللحظة الحاسمة ..سأنطق بها ..سأواجه بها أهلي
كنت أعلم أنهم سيرفضون ..ولكن لم يخطر ببالي أن حجم الرفض سيصل الى ما وصل اليه ..
أخبرت أمي ..فانتقع وجهها احمرارا وغضبا .. وصرخت بي :"أنت مجنونة ؟؟ ماذا سيقول الناس عنا ؟؟ دراستك ؟؟جامعتك ؟؟ شغلك غدا ؟؟بلاش تشدد !! غيري هذه الفكرة تماما "
حاولت ان أقنعها بالنقاش .."طيب نتناقش يا أمي .. أعرض لك أفكاري ولماذا اقتنعت " ...فيأتي الرد :" لا مجال للنقاش ...هذه فكرة منتهية وغير قابلة للنقاش .. "
أطرقت رأسي وغادرت الغرفة ..ولكنني لم أيأس ..بقي أبي ..قد يقنع أمي ..طالما ساندني أبي في قرارات كثيرة ...لا بد أنه سيتفهمني ..
انتظرته حتى عاد من العمل ..وطلبت ان أحدثه على انفراد ..بدأت أتحدث بهدوء ..وأهيئ أبي لقبول الفكرة ..فنظر إلي بطرف عينه :"ماذا تريدين أن تقولي " عندها صمت .. وبصوت منخفض قلت "أريد أن ألبس النقاب " ...وقف أبي وتوجه إلى غرفة أخرى ..وحتى من غير أن ينظر الي قال بصوت عال :"هو الواحد يا يبعد عن طريق ربنا خالص ...يا يتدين ويتشدد ويجنن "...
أذكر أنني بكيت بكاء مريرا تلك الليلة ....
حاولت ان أذهب الى أحد أقاربي الذي كنت معتادة أن يساندني في مثل هذه القرارات ..فنصحني أن ألتزم أوامر والدي ولا أعصيهما ولا بد أن يجعل الله بعد عسر يسرا ..
عندها سلمت أمري لله .. ولكنني كنت أحاول اغتنام أي فرصة لافتح الموضوع مرة ثانية وثالثة ورابعة ...
مرت حوالي 3 أشهر ..وأهلي على موقفهم ..
حتى جاءت صديقتي (وهي أيضا مقتنعة بوجوب النقاب لكن أهلها يهددون بالضرب والإيذاء والفصل من الجامعة لو قررت أن تلبسه ) ..جاءت تقول : لا بد ان تأتي معي لتقابلي تلك الفتاة ..
تلك الفتاة ..كانت فتاة غير كل الفتيات ..
تلك الفتاة لبست النقاب ...رغم كل الرفض الذي لاقته ..رغم الحجارة التي كانت تقذف عليها من أطفال الحي عندما تخرج خارج المنزل ..رغم العبارات النابية ..رغم كل شيء ...أصرت على لباس أمهات المؤمنين ..
أسرعت أنا وصديقتي لأرى تلك الفتاة ...سمعنا قصتها ..ارتعش جسدي ...وأخرجت النقاب الذي اشتريته من فترة وخبأته في حقيبتي ..حتى إذا ما قرر أهلي الموافقة في أي لحظة أخرجه وألبسه ..أخرجته ..وقلت لن أتراجع مهما حصل لن أتنازل ...
استخرت الله عز وجل ...ونمت تلك الليلة وأنا في شوق لغد حتى ألبسه وأخرج به ..وكنت في هذه الأثناء في سكن طالبات بعيد عن المنزل ..
صلينا الفجر جماعة ...فانسابت كلمات ربي بصوت مرتل جميل ..لتسكب الطمأنينة في قلبي (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )
اتصلت بأهلي ... "ألو ماما !! أنا لبست النقاب ! "
أذكر صراخها علي ..وصدمتها ..أذكر أنها كانت تتصل بي كل ساعة أو كل ساعتين.."إن لم تخلعيه سوف آتي وأنزعه عن وجهك أمام الجميع " ...أذكر أن أبي وقتها رفض أن يكلمني ..تحدثت إلي أختي ..وأخبرتني أن أبي..يرفض حتى أن يتناول الطعام ..ويرفض الحديث مع أي أحد ..
ماذا فعلت ؟؟؟
لم كل هذا الغضب ؟؟
إنني أسير على ركب أمهات المؤمنين ؟؟
ما هو ذنبي لتغضبوا هكذا مني ؟
مر ذلك اليوم ...كثير هن الفتيات اللواتي همسن بأذني "مبااااااارك أختاه ثبتك الله "...
غربت الشمس ...كم كنت سعيدة لأنني لبسته ..وكم كنت أشعر باختناق لغضب اهلي ...شعرت بأني أتلاشى في دوامة من الحيرة ...كم هو مؤلم ذلك الشعور ...عندما قررت أن ..أخلعه
...
لم أكن أستطيع أن أتحمل ضغط أهلي ... وعلمت أنهم لن يسمحوا لي بلبسه أكثر ...
عزمت أن أتكلم مع كل فتاة رأتني به ..وأشرح لها لم خلعته ...حتى لا تظن إحداهن ..أنني ندمت على لبسه ...حتى لا أسيء للنقاب ...
وهكذا كان ...
لا أريد أن أخبركم كم كان شعوري مؤلما عندما خرجت من دونه ...أحسست أنني أفتقد شيئا من كياني ...والله المستعان ..
كنت أريد أن يعلم أهلي أن الفكرة ما زالت تحيا بداخلي ...فلبست القفازين من غير غطاء الوجه ...لعلهم يلينون ويسمحون لي بلبس النقاب يوما
عدت بعد أسبوع إلى المنزل ..أهلي كانوا طبيعيين جدا ..حتى أنهم لم يراجعوني بالموضوع ..
وغضوا البصر عن موضوع القفازات ..اعتقدوا أنها ثورة وسوف تخمد نارها يوما ...
صليت العشاء بالمنزل ..ثم دعوت الله من كل قلبي "يا رب ..أنا أريد أن أرضيك .. فأعني على طاعتك ..هل تتركني هكذا ؟.أتقلى بنار الحسرة ؟؟يا رب لا تتركني "
لا أدري أي شعور ذلك الذي انسكب في قلبي ..كأنه اليقين بالاستجابة ..أحسست أن أبي الآن .... الآن سيقول لي :"اذهبي والبسيه "
جلست أتابع التلفاز مع أبي ... أخذت الجهاز التحكم وقلبت بين المحطات ... فوصلت الى برنامج للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين ... فإذا به يقول "ها ؟ إزيك يا أختي المنتقبة ؟ إزي طلبك للعلم وعبادتك ؟ كيف حال قلبك مع الله ؟" يالها من مصادفة !!!
كنت أتوقع أن يصرخ بي أبي لإغير القناة لكنه سكت ..وأخذ يسمع ..
وإذا بالشيخ يصمت قليلا ويقول :"يا أخي يا من تمنع ابنتك من النقاب ...إنت بتمنعها ليه ؟؟" ...يااااااااا الله ما أكرمك !!!!!!!!!!!!!! وبدأت أبكي ....وأبي جالس يسمع ..والشيخ مستطرد يقول :" لو كان النقاب فرض ..إنت قادر توقف قدام ربنا يوم القيامة وتقول له يا رب أنا منعت بنتي من النقاب ؟ ولو كان سنة إنت قد الوقوف أمام النبي وتقول له أنا حاربت سنتك ...يا أخي ! اشكر ربنا ..ده بنتك عايزة الستر والطاعة ..مش أحسن لو ربنا ابتلاك ببنت من بتوع الموديلات واللبس القصير و ال ......؟ "
بقي أبي منصتا لكلام الشيخ ...ولم يكلم بأي شيء ..ثم ذهب للنوم ..بعد ساعة ونصف من الاستماع للشيخ ..
فأخذت ورقة وقلما ... بل قولوا يا إخوتي أنني كتبت بدموعي ..بدم قلبي ... رسالة لأبي ...أرجوووووووك ارحمني اريد أن ألبس النقاب ...
أخبرته كم أحبه هو وأمي ..وكم أريد إرضاءه ...ولكنني أريد إرضاء ربي ..وتطبيق شرعه وأوامره ... ناقشت كل الشبهات التي كانت لديهما ...الزواج .. الحواجز الاسرائيلية..الجامعة ..العمل ..وغيرها الكثير ...
أنهيت الرسالة ووضعتها بقميص أبي ...
ثم انطلقت اليوم التالي إلى الجامعة ...
مر الوقت ..ولا رد من أبي ...
خفت كثيرا ...
هل سيرفض مرة أخرى ؟
...
بقيت على أعصابي ...حتى اتصل بي وقال : توكلي على الله ..أنا موافق ........
بعدها بيومين ...كان رد أمي بالموافقة ...
بارك الله بوالديّ وزادهما إيمانا ..ورزقهما الفردوس الأعلى برفقة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام..وعفا الله عما كان منهما من زلل ..
وكانت المنة التي من الله بها علي .... والحمد لله رب العالمين ..
يتبع إن شاء الله
....
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا محمد ...
في مشاركتي هذه سأتحدث بإذن الله عن أمرين .. ألا وهما : كيف لبست النقاب ...والأمر الآخر هو عرض لبعض المواقف التي تحدث معي كمنتقبة على الحواجز الاسرائيلية مع الجنود ..
أبدأ بقصتي مع النقاب ..
كنت فتاة عادية ككل الفتيات ... غارقة في بحور الأغاني الماجنة ..والمسلسلات الهادمة ..حتى من الله عز وجل علي بأن أخرجني من كل ما كنت فيه ..وعرفني طريق المسجد ..وأحاطني بالصحبة الصالحة ..
كنت أدخل الى شبكة الانترنت كثيرا ...فتطرق مسامعي عبارات "النقاب فرض " .."السفور حرام" .. فكان رد فعلي على مثل هذا هو النفور وعدم الرغبة بسماع المزيد ..وكل ردي كان "هذا تشدد " "كيف سندعو الناس الى طريق الله ونحن نتلثم بهذه القطع السوداء" ..
بقيت مصرة على موقفي بعدم الرغبة في سماع المزيد ... حتى يسر الله لي أن أقرأ "على ما أذكر" الجزء الثالث من كتاب عودة الحجاب للشيخ المقدم ..
لا أدري كانت صدمة كبيرة لي وقتها ..فهذه الأدلة واضحة لا مجال فيها للشك .. حاصرتني تلك الأدلة التي كنت أصم أذاني عن سماعها .. حاصرتني أقوال المفسرين ..أقوال الائمة والعلماء ..
أذكر أنني كنت أقف أمام المرآة وأطيل النظر متخيلة شكلي بنقاب .. غير أنني أبعثر كل هذه الأفكار وأهرب منها ..فقد كانت فكرة النقاب فكرة جديدة جدا علي ..لم أفكر بها من قبل ..ولم أتصور في يوم أنني سأكون أول منتقبة في العائلة عندنا ..بدا الأمر صعبا أو حتى مستحيلا ...
لكني لم أستطع في لحظة أن أقنع نفسي بالعكس ..أن أقنع نفسي بأن النقاب ليس فريضة ..
كان لا بد من المواجهة ...مع نفسي أولا ..
كان لا بد من الاستسلام لأمر الله عز وجل ..كان لا بد من السمع والطاعة
وجاءت اللحظة الحاسمة ..سأنطق بها ..سأواجه بها أهلي
كنت أعلم أنهم سيرفضون ..ولكن لم يخطر ببالي أن حجم الرفض سيصل الى ما وصل اليه ..
أخبرت أمي ..فانتقع وجهها احمرارا وغضبا .. وصرخت بي :"أنت مجنونة ؟؟ ماذا سيقول الناس عنا ؟؟ دراستك ؟؟جامعتك ؟؟ شغلك غدا ؟؟بلاش تشدد !! غيري هذه الفكرة تماما "
حاولت ان أقنعها بالنقاش .."طيب نتناقش يا أمي .. أعرض لك أفكاري ولماذا اقتنعت " ...فيأتي الرد :" لا مجال للنقاش ...هذه فكرة منتهية وغير قابلة للنقاش .. "
أطرقت رأسي وغادرت الغرفة ..ولكنني لم أيأس ..بقي أبي ..قد يقنع أمي ..طالما ساندني أبي في قرارات كثيرة ...لا بد أنه سيتفهمني ..
انتظرته حتى عاد من العمل ..وطلبت ان أحدثه على انفراد ..بدأت أتحدث بهدوء ..وأهيئ أبي لقبول الفكرة ..فنظر إلي بطرف عينه :"ماذا تريدين أن تقولي " عندها صمت .. وبصوت منخفض قلت "أريد أن ألبس النقاب " ...وقف أبي وتوجه إلى غرفة أخرى ..وحتى من غير أن ينظر الي قال بصوت عال :"هو الواحد يا يبعد عن طريق ربنا خالص ...يا يتدين ويتشدد ويجنن "...
أذكر أنني بكيت بكاء مريرا تلك الليلة ....
حاولت ان أذهب الى أحد أقاربي الذي كنت معتادة أن يساندني في مثل هذه القرارات ..فنصحني أن ألتزم أوامر والدي ولا أعصيهما ولا بد أن يجعل الله بعد عسر يسرا ..
عندها سلمت أمري لله .. ولكنني كنت أحاول اغتنام أي فرصة لافتح الموضوع مرة ثانية وثالثة ورابعة ...
مرت حوالي 3 أشهر ..وأهلي على موقفهم ..
حتى جاءت صديقتي (وهي أيضا مقتنعة بوجوب النقاب لكن أهلها يهددون بالضرب والإيذاء والفصل من الجامعة لو قررت أن تلبسه ) ..جاءت تقول : لا بد ان تأتي معي لتقابلي تلك الفتاة ..
تلك الفتاة ..كانت فتاة غير كل الفتيات ..
تلك الفتاة لبست النقاب ...رغم كل الرفض الذي لاقته ..رغم الحجارة التي كانت تقذف عليها من أطفال الحي عندما تخرج خارج المنزل ..رغم العبارات النابية ..رغم كل شيء ...أصرت على لباس أمهات المؤمنين ..
أسرعت أنا وصديقتي لأرى تلك الفتاة ...سمعنا قصتها ..ارتعش جسدي ...وأخرجت النقاب الذي اشتريته من فترة وخبأته في حقيبتي ..حتى إذا ما قرر أهلي الموافقة في أي لحظة أخرجه وألبسه ..أخرجته ..وقلت لن أتراجع مهما حصل لن أتنازل ...
استخرت الله عز وجل ...ونمت تلك الليلة وأنا في شوق لغد حتى ألبسه وأخرج به ..وكنت في هذه الأثناء في سكن طالبات بعيد عن المنزل ..
صلينا الفجر جماعة ...فانسابت كلمات ربي بصوت مرتل جميل ..لتسكب الطمأنينة في قلبي (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )
اتصلت بأهلي ... "ألو ماما !! أنا لبست النقاب ! "
أذكر صراخها علي ..وصدمتها ..أذكر أنها كانت تتصل بي كل ساعة أو كل ساعتين.."إن لم تخلعيه سوف آتي وأنزعه عن وجهك أمام الجميع " ...أذكر أن أبي وقتها رفض أن يكلمني ..تحدثت إلي أختي ..وأخبرتني أن أبي..يرفض حتى أن يتناول الطعام ..ويرفض الحديث مع أي أحد ..
ماذا فعلت ؟؟؟
لم كل هذا الغضب ؟؟
إنني أسير على ركب أمهات المؤمنين ؟؟
ما هو ذنبي لتغضبوا هكذا مني ؟
مر ذلك اليوم ...كثير هن الفتيات اللواتي همسن بأذني "مبااااااارك أختاه ثبتك الله "...
غربت الشمس ...كم كنت سعيدة لأنني لبسته ..وكم كنت أشعر باختناق لغضب اهلي ...شعرت بأني أتلاشى في دوامة من الحيرة ...كم هو مؤلم ذلك الشعور ...عندما قررت أن ..أخلعه
...
لم أكن أستطيع أن أتحمل ضغط أهلي ... وعلمت أنهم لن يسمحوا لي بلبسه أكثر ...
عزمت أن أتكلم مع كل فتاة رأتني به ..وأشرح لها لم خلعته ...حتى لا تظن إحداهن ..أنني ندمت على لبسه ...حتى لا أسيء للنقاب ...
وهكذا كان ...
لا أريد أن أخبركم كم كان شعوري مؤلما عندما خرجت من دونه ...أحسست أنني أفتقد شيئا من كياني ...والله المستعان ..
كنت أريد أن يعلم أهلي أن الفكرة ما زالت تحيا بداخلي ...فلبست القفازين من غير غطاء الوجه ...لعلهم يلينون ويسمحون لي بلبس النقاب يوما
عدت بعد أسبوع إلى المنزل ..أهلي كانوا طبيعيين جدا ..حتى أنهم لم يراجعوني بالموضوع ..
وغضوا البصر عن موضوع القفازات ..اعتقدوا أنها ثورة وسوف تخمد نارها يوما ...
صليت العشاء بالمنزل ..ثم دعوت الله من كل قلبي "يا رب ..أنا أريد أن أرضيك .. فأعني على طاعتك ..هل تتركني هكذا ؟.أتقلى بنار الحسرة ؟؟يا رب لا تتركني "
لا أدري أي شعور ذلك الذي انسكب في قلبي ..كأنه اليقين بالاستجابة ..أحسست أن أبي الآن .... الآن سيقول لي :"اذهبي والبسيه "
جلست أتابع التلفاز مع أبي ... أخذت الجهاز التحكم وقلبت بين المحطات ... فوصلت الى برنامج للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين ... فإذا به يقول "ها ؟ إزيك يا أختي المنتقبة ؟ إزي طلبك للعلم وعبادتك ؟ كيف حال قلبك مع الله ؟" يالها من مصادفة !!!
كنت أتوقع أن يصرخ بي أبي لإغير القناة لكنه سكت ..وأخذ يسمع ..
وإذا بالشيخ يصمت قليلا ويقول :"يا أخي يا من تمنع ابنتك من النقاب ...إنت بتمنعها ليه ؟؟" ...يااااااااا الله ما أكرمك !!!!!!!!!!!!!! وبدأت أبكي ....وأبي جالس يسمع ..والشيخ مستطرد يقول :" لو كان النقاب فرض ..إنت قادر توقف قدام ربنا يوم القيامة وتقول له يا رب أنا منعت بنتي من النقاب ؟ ولو كان سنة إنت قد الوقوف أمام النبي وتقول له أنا حاربت سنتك ...يا أخي ! اشكر ربنا ..ده بنتك عايزة الستر والطاعة ..مش أحسن لو ربنا ابتلاك ببنت من بتوع الموديلات واللبس القصير و ال ......؟ "
بقي أبي منصتا لكلام الشيخ ...ولم يكلم بأي شيء ..ثم ذهب للنوم ..بعد ساعة ونصف من الاستماع للشيخ ..
فأخذت ورقة وقلما ... بل قولوا يا إخوتي أنني كتبت بدموعي ..بدم قلبي ... رسالة لأبي ...أرجوووووووك ارحمني اريد أن ألبس النقاب ...
أخبرته كم أحبه هو وأمي ..وكم أريد إرضاءه ...ولكنني أريد إرضاء ربي ..وتطبيق شرعه وأوامره ... ناقشت كل الشبهات التي كانت لديهما ...الزواج .. الحواجز الاسرائيلية..الجامعة ..العمل ..وغيرها الكثير ...
أنهيت الرسالة ووضعتها بقميص أبي ...
ثم انطلقت اليوم التالي إلى الجامعة ...
مر الوقت ..ولا رد من أبي ...
خفت كثيرا ...
هل سيرفض مرة أخرى ؟
...
بقيت على أعصابي ...حتى اتصل بي وقال : توكلي على الله ..أنا موافق ........
بعدها بيومين ...كان رد أمي بالموافقة ...
بارك الله بوالديّ وزادهما إيمانا ..ورزقهما الفردوس الأعلى برفقة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام..وعفا الله عما كان منهما من زلل ..
وكانت المنة التي من الله بها علي .... والحمد لله رب العالمين ..
يتبع إن شاء الله