حارس الحدود (أستاذ باحث)
12.04.2014, 19:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. :p016:
المسيحيين على النت يقولون أن قصة زنا داوود مع زوجة أوريا حثى المسماة ب" بثتشبع " موجودة في القرآن ... فملاذا تحتجون يا مسلمين وتطعنون ...يعني لما نطعن نحن في القصة وكأننا نطعن في القرآن الذي أكد القصة أليس كذلك ..؟
طيب هذا بحث به 20 دليل يبطل إسناد هذه القصة للقرآن ولا علاقة لها بتفسير الأية .. التي قال الله تعالى فيها :
" وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ( س )(24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ".
فهذه الأية لا تقول أن النعجة التي أخذها داوود هي زوجة أوريا هذا تفسير أخذه بعض من يفرحون بإسرائيليات القوم فقط لا غير ..وكل ما في القصة أن داوود امتحنه الله فأرسل له ملكين يختبران في مسألة قال له أحد الملكين إن لأخي 99 شاة "نعجة " وأنا لي نعجة واحد .. فقال لي أعطنيها أكفلها لك وغلبني في الحجج اي جاء بحجج مقنعة .. فأصدر على الفور سليمان حكما وقال لقد ظلمك في سؤاله لطلب نعجتك ليضمها الى نعاجه .. ولم يستمع لحجة الرجل الآخر .. ولو سمعه لربما إذا سمع كلام الآخر قد يغير رأيه .. وقد سألاه قبلا أن يحكم بينهما بالعدل ولا يشطط اي لا لا تجر في الحكم ولا تظلم .. ولكن هذا ليس عدل فالآخر لديه الحق في أن يدافع عن نفسه .. ولما ذهبا الملكين ظن داوود ...وكلمة ظن هنا يعني تيقن .. ظن داوود أن الله امتحنه فاستغفر الله وأناب .
ما حاجة الأمر لزخرفة التفسير بنصوص وأقصوصات مدسوسة لا تمث للوحي بصلة ؟ وهل كل ما يقال يكتب ويحفظ ويحتج به .. ونظرا لما وجدته في أفواه وابواق المتمسكين المهللين بسلة مهملات التاريخ والأقصوصات وجب علي تفنيد تلك النصوص مع عرض أقوال علماء التفسير في هذه القصة ..
وبدائا ذي بدء هذه القصة لا تصح لا سندا ولا متنا للدلائل التالية :
1- قال البيضاوي رحمه الله 5/27 :
" وما روي أن بصره وقع على امرأة فعشقها وسعى حتى تزوجها وولدت منه سليمان، إن صح فلعله خطب مخطوبته أو استنزله عن زوجته، وكان ذلك معتاداً فيما بينهم وقد واسى الأنصار المهاجرين بهذا المعنى . وما قيل إنه أرسل أوريا إلى الجهاد مراراً وأمر أن يقدم حتى قتل فتزوجها هزء وافتراء، ولذلك قال علي رضي الله عنه: من حدث بحديث داود عليه السلام على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين ".
2- قال الثعلبي رحمه الله في تفسيره 8/185 :
" روى السدي والكلبي ومقاتل: عن أشياخهم دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: كان داود قد قسّم الدهر ثلاثة أيام: يوما يقضي فيه بين الناس ....وساق الروايات ".
فقول الثعلبي هنا :" دخل حديث بعضهم في بعض " يعني إضطربت روايتهم , هذا ما أكده العلامة ابن عاشور في تحقيقه على تفسير الثعلبي قائلا في الهامش :
" هذه القصة الخرافة التي يجل الله عنها أولياءه فضلا عن أنبيائه ".
فلحد الآن هذا الرد كاف من اهل التفسير وما قالوه ولكن لن أكتفي بهذا وحسب للغل الذي يسكن قلبي مما إفتراه القوم , تعالوا لننظر من هم رواة الحديث .
** السدي :
واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عن السدى و إبراهيم بن
مهاجر ، فقال : متقاربان فى الضعف .
قال عمرو بن على : سمعت رجلا من أهل بغداد من أهل الحديث ، ذكرالسدى ـ يعنى
لعبد الرحمن بن مهدى ـ فقال : ضعيف .
قال عباس الدورى : سألت يحيى بن معين عن السدى ، فقال : فى حديثه ضعف .
قال أبو أحمد بن عدى : سمعت ابن حماد يقول : قال السعدى : هو كذاب شتام ـ يعنى السدى.
وعن عبد الله بن حبيب بن أبى ثابت ، قال : سمعت الشعبى و قيل له : إن إسماعيل السدى قد أعطى حظا من علم القرآن ، قال : إن إسماعيل قد أعطى حظا من جهل بالقرآن .
قال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به .
قال الجوزجانى : حدثت عن معتمر عن ليث ـ يعنى ابن أبى سليم ـ قال : كان بالكوفة كذابان ، فمات أحدهما ، السدى و الكلبى .
و قال العقيلى : ضعيف ، و كان يتناول الشيخين .
و قال الطبرى : لا يحتج بحديثه .
** مقاتل :
واسمه مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدى الخراسانى .
قال عنه النسائي : كذاب .
قال عنه ابو حاتم : متروك الحديث.
قال عنه البخاري : منكر الحديث .
قال عنه الدارقطني : واه الحديث وعده في الضعفاء .
** الكلبي :
واسمه محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبى .
قال عنه يحيى بن معين : ضعيف .
قال عنه الأصمعى ، عن أبى عوانة : سمعت الكلبى يتكلم بشىء من تكلم به كفر .
و عن يحيى بن يعلى المحاربى : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروى عنهم : ابن أبى ليلى ، و جابر الجعفى ، و الكلبى .
قال زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثورى يقول : عجبا لمن يروى عن الكلبى .
وقال النسائى : ليس بثقة و لا يكتب حديثه .
قال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث.
و قال الجوزحانى : كذاب ، ساقط .
و قال ابن حبان : وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق فى وصفه.
و قال الساجى : متروك الحديث ، و كان ضعيفا جدا لفرطه فى التشيع ، و قد اتفق ثقات أهل النقل على ذمه و ترك الرواية عنه فى الأحكام و الفروع .
قال الحاكم أبو عبد الله : روى عن أبى صالح أحاديث موضوعة .
3- رواية عند الطبري في التفسير 21/184 :
" حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن مطر، عن الحسن: إن داود جَزَّأ الدهر أربعة أجزاء: يوما لنسائه، ويوما لعبادته، ويوما لقضاء بني إسرائيل، ويوما لبني إسرائيل يذاكرهم.....وشاق الحديث "
.
راوي الحديث وهو مطر واسمه مطر الوراق قال عنه ليس بالقوى .
و قال ابن سعد : كان فيه ضعف فى الحديث .
و قال الآجرى عن أبى داود : ليس هو عندى بحجة.
و ذكره ابن حبان وقال : ربما أخطأ.
يتبع ....
المسيحيين على النت يقولون أن قصة زنا داوود مع زوجة أوريا حثى المسماة ب" بثتشبع " موجودة في القرآن ... فملاذا تحتجون يا مسلمين وتطعنون ...يعني لما نطعن نحن في القصة وكأننا نطعن في القرآن الذي أكد القصة أليس كذلك ..؟
طيب هذا بحث به 20 دليل يبطل إسناد هذه القصة للقرآن ولا علاقة لها بتفسير الأية .. التي قال الله تعالى فيها :
" وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ( س )(24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ".
فهذه الأية لا تقول أن النعجة التي أخذها داوود هي زوجة أوريا هذا تفسير أخذه بعض من يفرحون بإسرائيليات القوم فقط لا غير ..وكل ما في القصة أن داوود امتحنه الله فأرسل له ملكين يختبران في مسألة قال له أحد الملكين إن لأخي 99 شاة "نعجة " وأنا لي نعجة واحد .. فقال لي أعطنيها أكفلها لك وغلبني في الحجج اي جاء بحجج مقنعة .. فأصدر على الفور سليمان حكما وقال لقد ظلمك في سؤاله لطلب نعجتك ليضمها الى نعاجه .. ولم يستمع لحجة الرجل الآخر .. ولو سمعه لربما إذا سمع كلام الآخر قد يغير رأيه .. وقد سألاه قبلا أن يحكم بينهما بالعدل ولا يشطط اي لا لا تجر في الحكم ولا تظلم .. ولكن هذا ليس عدل فالآخر لديه الحق في أن يدافع عن نفسه .. ولما ذهبا الملكين ظن داوود ...وكلمة ظن هنا يعني تيقن .. ظن داوود أن الله امتحنه فاستغفر الله وأناب .
ما حاجة الأمر لزخرفة التفسير بنصوص وأقصوصات مدسوسة لا تمث للوحي بصلة ؟ وهل كل ما يقال يكتب ويحفظ ويحتج به .. ونظرا لما وجدته في أفواه وابواق المتمسكين المهللين بسلة مهملات التاريخ والأقصوصات وجب علي تفنيد تلك النصوص مع عرض أقوال علماء التفسير في هذه القصة ..
وبدائا ذي بدء هذه القصة لا تصح لا سندا ولا متنا للدلائل التالية :
1- قال البيضاوي رحمه الله 5/27 :
" وما روي أن بصره وقع على امرأة فعشقها وسعى حتى تزوجها وولدت منه سليمان، إن صح فلعله خطب مخطوبته أو استنزله عن زوجته، وكان ذلك معتاداً فيما بينهم وقد واسى الأنصار المهاجرين بهذا المعنى . وما قيل إنه أرسل أوريا إلى الجهاد مراراً وأمر أن يقدم حتى قتل فتزوجها هزء وافتراء، ولذلك قال علي رضي الله عنه: من حدث بحديث داود عليه السلام على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين ".
2- قال الثعلبي رحمه الله في تفسيره 8/185 :
" روى السدي والكلبي ومقاتل: عن أشياخهم دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: كان داود قد قسّم الدهر ثلاثة أيام: يوما يقضي فيه بين الناس ....وساق الروايات ".
فقول الثعلبي هنا :" دخل حديث بعضهم في بعض " يعني إضطربت روايتهم , هذا ما أكده العلامة ابن عاشور في تحقيقه على تفسير الثعلبي قائلا في الهامش :
" هذه القصة الخرافة التي يجل الله عنها أولياءه فضلا عن أنبيائه ".
فلحد الآن هذا الرد كاف من اهل التفسير وما قالوه ولكن لن أكتفي بهذا وحسب للغل الذي يسكن قلبي مما إفتراه القوم , تعالوا لننظر من هم رواة الحديث .
** السدي :
واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عن السدى و إبراهيم بن
مهاجر ، فقال : متقاربان فى الضعف .
قال عمرو بن على : سمعت رجلا من أهل بغداد من أهل الحديث ، ذكرالسدى ـ يعنى
لعبد الرحمن بن مهدى ـ فقال : ضعيف .
قال عباس الدورى : سألت يحيى بن معين عن السدى ، فقال : فى حديثه ضعف .
قال أبو أحمد بن عدى : سمعت ابن حماد يقول : قال السعدى : هو كذاب شتام ـ يعنى السدى.
وعن عبد الله بن حبيب بن أبى ثابت ، قال : سمعت الشعبى و قيل له : إن إسماعيل السدى قد أعطى حظا من علم القرآن ، قال : إن إسماعيل قد أعطى حظا من جهل بالقرآن .
قال أبو حاتم : يكتب حديثه و لا يحتج به .
قال الجوزجانى : حدثت عن معتمر عن ليث ـ يعنى ابن أبى سليم ـ قال : كان بالكوفة كذابان ، فمات أحدهما ، السدى و الكلبى .
و قال العقيلى : ضعيف ، و كان يتناول الشيخين .
و قال الطبرى : لا يحتج بحديثه .
** مقاتل :
واسمه مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدى الخراسانى .
قال عنه النسائي : كذاب .
قال عنه ابو حاتم : متروك الحديث.
قال عنه البخاري : منكر الحديث .
قال عنه الدارقطني : واه الحديث وعده في الضعفاء .
** الكلبي :
واسمه محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبى .
قال عنه يحيى بن معين : ضعيف .
قال عنه الأصمعى ، عن أبى عوانة : سمعت الكلبى يتكلم بشىء من تكلم به كفر .
و عن يحيى بن يعلى المحاربى : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروى عنهم : ابن أبى ليلى ، و جابر الجعفى ، و الكلبى .
قال زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثورى يقول : عجبا لمن يروى عن الكلبى .
وقال النسائى : ليس بثقة و لا يكتب حديثه .
قال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث.
و قال الجوزحانى : كذاب ، ساقط .
و قال ابن حبان : وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق فى وصفه.
و قال الساجى : متروك الحديث ، و كان ضعيفا جدا لفرطه فى التشيع ، و قد اتفق ثقات أهل النقل على ذمه و ترك الرواية عنه فى الأحكام و الفروع .
قال الحاكم أبو عبد الله : روى عن أبى صالح أحاديث موضوعة .
3- رواية عند الطبري في التفسير 21/184 :
" حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن مطر، عن الحسن: إن داود جَزَّأ الدهر أربعة أجزاء: يوما لنسائه، ويوما لعبادته، ويوما لقضاء بني إسرائيل، ويوما لبني إسرائيل يذاكرهم.....وشاق الحديث "
.
راوي الحديث وهو مطر واسمه مطر الوراق قال عنه ليس بالقوى .
و قال ابن سعد : كان فيه ضعف فى الحديث .
و قال الآجرى عن أبى داود : ليس هو عندى بحجة.
و ذكره ابن حبان وقال : ربما أخطأ.
يتبع ....