III ABO_IS7Q_SALAFY III
13.04.2012, 19:18
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
أما بعد
عدنا والعود أحمد
فهذا هو الجزأ الخامس من السلف نشأةً وموقف الخلق منه ومناقشتهم ، فهذا فيه تقرير عقيدتهم وهى كالتالى .
أولاً / إظهار العقيدة بوضوح خالٍ من التعقيد اللفظى ، وإنما يحصل هذا التعقيد بأمورٍ منها .
1- استعمال اللفظ فى غير معناه .
2- استعمال الألفاظ المشتركة .
3- استعمال الألفاظ المجملة .
4- تحميل اللفظ ما لايحتمله من المعانى اللغوية والشرعية .
5- استعمال اللفظ فى غير موضعه .
6- استعمال ألفاظ اصطلاحيه لا حظ لها من الاستعمال اللغوى .
7- استعمال اللفظ فى سياق لغوى مخالف للوضع .
8- استعمال المجاز مع ضعف القرائن أو انعدامها .
ثانيًا / الاستدلال على اثبات الحقائق العقدية بالأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل الصحيح والحس والفطرة ولهم فى كل واحد منها قواعد منها .
1- فى النقل .
يستدلون بكل صحيح صريح ولا يقدمون عليه قول كائن من كان ولا يعرضونه بأى شيئ ولا يقصرون دلالة الوحى على الخبرية ، بل هى عندهم تشمل الدلالتين
* الدلالة الخبرية : كقوله " الله لا إله إلا هو الحى القيوم " وكقوله " قل هو الله أحد " .
** الدلالة العقلية : كقوله " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " وكقوله " أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون " .
2- فى العقل .
عمل العقل هو الفهم عن الله ورسوله ثم التسليم لما دلت عيه النصوص وفيه ما جاء عن الشافعى " إذا رأيتمونى أقول قولا وقد صح عن النبى خلافه فاعلموا أن عقلى قد ذهب " .
3- لا عبرة للعقل فيما يتعلق بالله : وفيه يقول البربهارى " والفكرة فى الله بدعة لقول رسول الله - صححه الألبانى - تفكروا فى خلق الله ولا تفكروا فى الله فإن الفكر فى الرب تقدح الشك فى القلب " .
4- أن العقول متفاوتة فى المدارك : فلا يمكن الرجوع إليها فى أمور العقائد .
5- أن لا حكم للعقل بعد أن جاء الشرع فلا حكم إلا للشرع .
6- حرمة الكلام فى الاعتقاد بالرأى : بل ندور مع النص حيث دار ونسكت عما سكت فنحن لا نعلم من أنباء الغيب إلا ما كُشِفَ لنا .
7- ميزان صحة المعقولات هو الموافقة للكتاب والسنة فهو الميزان الذى به توزن المفاهيم وبه تنضبط المعقولات وتستقيم وبه يُعرفُ الحق من الضلال .
8- أن معرفة الله والرسل وجبت بالسمع دون العقل .
9- لا مجال للعقل فى إدراك الدين إن كان منفردًا عن قرينة .
10- أن إدراك العقل لأمور الدين هو إدراك إجمالى عام لا تفصيلى تام .
ثالثًا / فى الفطرة .
ولهم فيها أصول ومنها .
1- أن كل إنسان مولود على الفطرة لقوله عليه السلام - كما فى صحيح مسلم - " كل مولود يولد على الفطرة " .
2- أن الفطرة هى الإسلام ، كما فى قوله تبارك وتعالى {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19 ، وهذا هو الإسلام العام الذى ارتضاه الله للخلق من لدن آدم عليه السلام إلى أن يقبض الأرض ومن عليها وهو دين الأنبياء أجمعين ، وأما الإسلام الخاص فهو الشرعة المحمدية التى جاء بها النبى عليه السلام وفيها قوله تبارك وتعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85 .
3- أن هذه الفطرة مرجحة للحق على الباطل فإذا ما عُرض عليها الحق أحبته ومالت إليه - هذا الذى يُطلق عليه قوةإدراك الملائم " فقد أخرج النبى فى الصحيح - حديث قدسى - خلقت عبادى حنفاء فاجتالتهم الشياطين " وفى حديث الفطرة قال فيه " فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
4- أن الحجة على الخلق تقوم بالرسل لا بالفطرة ، لقوله تبارك وتعالى " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " وقوله " لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " فلا تكليف بناءً على الفطرة .
5- كون الإسلام هو الفطرة لا يقتضى خلق علم ضرورى يجعله عالمًا بالعقيدة ، لقوله " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا " .
6- أن الإنسان لا يولد خاليًا من الكفر والإيمان والخير والشر بلا مرجح لأحدهما .
7- أن معرفة الصانع فطرية وقد تكون نظرية لبعض من اعترته الشبهات .
8- أن المعرفة الفطرية إنما هى جزئية إجمالية وأن المعرفة اللية التامة إنما تكون بالسمع من جهة الرسول فتفاصيل الإيمان تُعلم بالنقل لا بالفطرة .
9- معنى خلق المولود على الفطرة هو خلقه سليمًا من الكفر وذلك على وفق الميثاق الذى أخذه الله ذرية آدم حين أخرجهم من صلبه على هيئة الذر ، ويسمى بميثاق الذر .
10- لا تعارض بين فطرة خلقه والقضاء والقدر ، فقد خلقه الله كاملاً فى فطرته مُقَدَّرٌ عليه ما يكون من تغير ، والتقدير ليس بمعنى الجبر ، إنما هو علم الله فى الأزل المسطور فى اللوح المحفوظ بكل ما مهو كائن .
- هذا ما تيسر ، ونكمل ما بقى فى مرة أخرى - فى الحس - إن كان فى العمر بقية .
هذا ما أعلم والله تعالى أعلى و أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد
عدنا والعود أحمد
فهذا هو الجزأ الخامس من السلف نشأةً وموقف الخلق منه ومناقشتهم ، فهذا فيه تقرير عقيدتهم وهى كالتالى .
أولاً / إظهار العقيدة بوضوح خالٍ من التعقيد اللفظى ، وإنما يحصل هذا التعقيد بأمورٍ منها .
1- استعمال اللفظ فى غير معناه .
2- استعمال الألفاظ المشتركة .
3- استعمال الألفاظ المجملة .
4- تحميل اللفظ ما لايحتمله من المعانى اللغوية والشرعية .
5- استعمال اللفظ فى غير موضعه .
6- استعمال ألفاظ اصطلاحيه لا حظ لها من الاستعمال اللغوى .
7- استعمال اللفظ فى سياق لغوى مخالف للوضع .
8- استعمال المجاز مع ضعف القرائن أو انعدامها .
ثانيًا / الاستدلال على اثبات الحقائق العقدية بالأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل الصحيح والحس والفطرة ولهم فى كل واحد منها قواعد منها .
1- فى النقل .
يستدلون بكل صحيح صريح ولا يقدمون عليه قول كائن من كان ولا يعرضونه بأى شيئ ولا يقصرون دلالة الوحى على الخبرية ، بل هى عندهم تشمل الدلالتين
* الدلالة الخبرية : كقوله " الله لا إله إلا هو الحى القيوم " وكقوله " قل هو الله أحد " .
** الدلالة العقلية : كقوله " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " وكقوله " أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون " .
2- فى العقل .
عمل العقل هو الفهم عن الله ورسوله ثم التسليم لما دلت عيه النصوص وفيه ما جاء عن الشافعى " إذا رأيتمونى أقول قولا وقد صح عن النبى خلافه فاعلموا أن عقلى قد ذهب " .
3- لا عبرة للعقل فيما يتعلق بالله : وفيه يقول البربهارى " والفكرة فى الله بدعة لقول رسول الله - صححه الألبانى - تفكروا فى خلق الله ولا تفكروا فى الله فإن الفكر فى الرب تقدح الشك فى القلب " .
4- أن العقول متفاوتة فى المدارك : فلا يمكن الرجوع إليها فى أمور العقائد .
5- أن لا حكم للعقل بعد أن جاء الشرع فلا حكم إلا للشرع .
6- حرمة الكلام فى الاعتقاد بالرأى : بل ندور مع النص حيث دار ونسكت عما سكت فنحن لا نعلم من أنباء الغيب إلا ما كُشِفَ لنا .
7- ميزان صحة المعقولات هو الموافقة للكتاب والسنة فهو الميزان الذى به توزن المفاهيم وبه تنضبط المعقولات وتستقيم وبه يُعرفُ الحق من الضلال .
8- أن معرفة الله والرسل وجبت بالسمع دون العقل .
9- لا مجال للعقل فى إدراك الدين إن كان منفردًا عن قرينة .
10- أن إدراك العقل لأمور الدين هو إدراك إجمالى عام لا تفصيلى تام .
ثالثًا / فى الفطرة .
ولهم فيها أصول ومنها .
1- أن كل إنسان مولود على الفطرة لقوله عليه السلام - كما فى صحيح مسلم - " كل مولود يولد على الفطرة " .
2- أن الفطرة هى الإسلام ، كما فى قوله تبارك وتعالى {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19 ، وهذا هو الإسلام العام الذى ارتضاه الله للخلق من لدن آدم عليه السلام إلى أن يقبض الأرض ومن عليها وهو دين الأنبياء أجمعين ، وأما الإسلام الخاص فهو الشرعة المحمدية التى جاء بها النبى عليه السلام وفيها قوله تبارك وتعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85 .
3- أن هذه الفطرة مرجحة للحق على الباطل فإذا ما عُرض عليها الحق أحبته ومالت إليه - هذا الذى يُطلق عليه قوةإدراك الملائم " فقد أخرج النبى فى الصحيح - حديث قدسى - خلقت عبادى حنفاء فاجتالتهم الشياطين " وفى حديث الفطرة قال فيه " فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
4- أن الحجة على الخلق تقوم بالرسل لا بالفطرة ، لقوله تبارك وتعالى " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " وقوله " لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " فلا تكليف بناءً على الفطرة .
5- كون الإسلام هو الفطرة لا يقتضى خلق علم ضرورى يجعله عالمًا بالعقيدة ، لقوله " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا " .
6- أن الإنسان لا يولد خاليًا من الكفر والإيمان والخير والشر بلا مرجح لأحدهما .
7- أن معرفة الصانع فطرية وقد تكون نظرية لبعض من اعترته الشبهات .
8- أن المعرفة الفطرية إنما هى جزئية إجمالية وأن المعرفة اللية التامة إنما تكون بالسمع من جهة الرسول فتفاصيل الإيمان تُعلم بالنقل لا بالفطرة .
9- معنى خلق المولود على الفطرة هو خلقه سليمًا من الكفر وذلك على وفق الميثاق الذى أخذه الله ذرية آدم حين أخرجهم من صلبه على هيئة الذر ، ويسمى بميثاق الذر .
10- لا تعارض بين فطرة خلقه والقضاء والقدر ، فقد خلقه الله كاملاً فى فطرته مُقَدَّرٌ عليه ما يكون من تغير ، والتقدير ليس بمعنى الجبر ، إنما هو علم الله فى الأزل المسطور فى اللوح المحفوظ بكل ما مهو كائن .
- هذا ما تيسر ، ونكمل ما بقى فى مرة أخرى - فى الحس - إن كان فى العمر بقية .
هذا ما أعلم والله تعالى أعلى و أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .