تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : تحية رمضان - الشيخ نبيل الرفاعى


بن الإسلام
05.08.2011, 15:29
خطبتى الجمعة بعنوان

( تحية رمضان )

http://f1100.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f61356%5fAIoIw0MAAOSiTjulFgzlCR5Hg MA&pid=1.4&fid=Inbox&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

http://f1100.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f61356%5fAIoIw0MAAOSiTjulFgzlCR5Hg MA&pid=1.5&fid=Inbox&inline=1
الحمد لله المتفضِّل بكلّ نعمة ، دافعِ كلّ نقمة ، له الخلق و الأمر ، و إليه المرجع و المستقرّ ،

يتفضّل بالصالحات و يجزي عليها ، و ينعم بالخيرات و يوفِّق إليها ،

أحمده تعالى و أشكره و قد تفضّل بالزيادة لم شكر ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ،

صلى الله عليه و على آله و صحبه ما تعاقب الشمس و القمر .

أمــــا بعـــــد :

فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،

و ارغبوا فيما عنده ، و لا تغرنكم الحياة الدنيا ، فطالبها مكدود ، و المتعلق بما متعب مجهود ،

و الزاهد فيها محمود ، و استعيذوا بالله من هوى مطاع ، و عُمُر مُضاع ،

و رحم الله عبدًا أعطي قوةً و عمل بها في طاعة الله ، أو قصر به ضعف فكفَّ عن محارم الله .

أيها الناس : إن المتطلّع في واقع كثير من الناس ، وَسْط أجواء المتغيرات المتكاثرة ،

و الركام الهائل من المصائب و البلايا ، و النوازل و الرزايا ، ليلحظ بوضوح

أن كثيرًا من النفوس المسلمة توّاقة إلى تحصيل ما يُثبت قلوبها ،

و إلى النهل مما تطفئ به ظمأها ، و تسقي به زرعها ، و تجلو به صدأها ،

فهي أحوج ما تكون إلى احتضان ضيف كريم ، يحمل في جنباته مادة النماء ،

فهي مشرئبّة لحلوله ، يقطّعها التلهّف إلى أن تطرح همومها و كدَّها و كدحها

عند أول عتبة من أعتابه ، بعد أن أنهكت قواها حلقات أحداث مترادفة ،

بعضها يموج في بعض ، فلأجل هذا كان الناس بعامة أحوج ما يكونون

إلى حلول شهر الصيام و القيام ، شهر الراحة النفسية و السعود الروحي ،

شهر الركوع و السجود ، شهر ضياء المساجد ، شهر الذكر و المحامد ،

شهر الطمأنينة و محاسبة النفس ، و إيقاظ الضمير ، و التخلص من النزعات الذاتية ،

و الملذات الآنية ، في شهوات البطون و الفروج ، و العقول و الأفئدة ،

و التي شرع الصيام لأجل تضييق مجاريها في النفوس ،

و كونه فرصة كل تائب ، و عبرة كل آيب ،

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

[البقرة: 183] .

أيها المسلمون ، شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن ، القرآن الذي لا تنطفئ مصابيحه ،

و السراج الذي لا يخبو توقده ، و المنهاج الذي لا يضل ناهجه ، و العزّ الذي لا يهزم أنصاره ،

القرآن ـ عباد الله ـ هو في الحقيقة بمثابة الروح للجسد ، و النور للهداية ،

فمن لم يقرأ القرآن ، و لم يعمل به فما هو بحيّ ، و إن تكلم أو عمل أو غدا أو راح ،

بل هو ميت الأحياء ، و من لم يعمل به ضل و ما اهتدى ،

و إن طار في السماء أو غاص في الماء ،

{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى ٱلنَّاسِ

كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا }

[الأنعام:122] .

إن الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء و لا هواء ، بل إن الإفلاس متحقق في حسّه و نفسه ،

ذلك أن القرآن هو الدواء و الشفاء ،

{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ هُدًى وَشِفَاء وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ

وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }

[فصلت:44] .

إن مما لا شك فيه ـ أيها المسلمون ـ أن صلة الكثيرين بكتاب ربهم يكتنفها شيء

من الهجران و العقوق ، سواء في تلاوته أو في العمل به ، بل قد لا نبتعد عن الحقيقة

لو قلنا : إن علل الأمم السابقة قد تسللت إلى أمة الإسلام لِواذًا وهي لا تشعر ،

ألا تقرؤون ـ يا رعاكم الله ـ

قول الباري جل وعلا:

{ وَمِنْهُمْ أُمّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ إِلاَّ أَمَانِىَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }

[البقرة:78] .

يقول المفسرون :

" أي لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة و ترتيلا ، بحيث لا يجاوز حناجرهم و تراقيهم " ،

كل ذلك بسبب الغياب القلبي ، و الحجر الروحي عن تدبر القرآن،

{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً }

[النساء:82]،

أفلا يتدبرون القرآن إذًا.

روى الإمام أحمد و الترمذي و ابن ماجه عن زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه قال :

ذكر النبي صلى الله عليه و سلم شيئًا

فقال عليه الصلاة و السلام :

( وذلك عند ذهاب العلم ) ،

قلنا : يا رسول الله ، كيف يذهب العلم و نحن قرأنا القرآن ، و نقرئه أبناءنا ،

و أبناؤنا يقرئونه أبناءهم ؟!!

فقال عليه أفضل الصىة و أزكى السلام :

( ثكلتك أمك يا ابن لبيد ، إن كنت لأراك من أفقه رجل في المدينة ،

أوَليس هذه اليهود و النصارى بأيديهم التوراة و الإنجيل

و لا ينتفعون مما فيهما بشيء ؟ ) .

إن المرء المسلم لتأخذ الدهشة بلبه كل مأخذ ، حين يرى مواقف كثير من المسلمين

مع كتاب ربهم ، وقد أحاط بهم الظلام ، و ادلهمت عليهم الخطوب من كل حدب و صوب ،

فيا لله العجب كيف يكون النور بين أيدينا ثم نحن نلحق بركاب الأمم من غيرنا ؟!!

تتهاوى بنا الريح في كل اتجاه لا نلوي على شيء .

لقد عاش رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة و ستين عامًا ،

و لقد كنا نسمع كثيرًا أن كبر السن ، و صروف الحياة المتقلبة قد تشيب منها مفارق الإنسان ،

فما ظنكم بمن تمر به هذه كلها ، واحدة تلو الأخرى ، ثم هو ينسب المشيب الذي فيه

إلى آيات من كتاب ربه كان يرددها ، و معان يتأولها و يتدبرها ،

روى الترمذي و الحاكم أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه

سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :

يا رسول الله ، ما شيبك ؟

قال عليه الصلاة و السلام :

( شيبتني هود و الواقعة و عم يتساءلون و إذا الشمس كورت ) .

إن رمضان بهذه الإطلالة المباركة ، ليعدّ فرصة كبرى و منحة عظمى للمرء المسلم ،

في أن يطهر نفسه بالنهار ، لكي يعدّها لتلقي هدايات القرآن في قيام الليل ،

{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }

[المزمل:6] ،

و لقد ورد أن أئمة المذاهب الأربعة كانوا يغلقون كتب العلم ، و يهجرون مجالس العلم

في رمضان و يكتفون بقراءة القراءان وحده .

عباد الله ، شهر رمضان المبارك ، شهر رحب و ميدان فسيح ، يوطد المرء نفسه

من خلاله على أن يحيي ليله ، و على أن لا يلجأ في حوائجه إلا إلى قاضيها سبحانه ،

إذ لا ملجأ من الله إلا إليه ، و هو يقضي و لا يقضى عليه .

فثلث الليل الآخر هو وقت التنزل الإلهي ، على ما يليق بجلاله و عظمته ، إلى سماء الدنيا ،

إذ يقول :

( هل من سائل فأعطيه ؟

هل من داع فأستجيب له ؟

هل من مستغفر فأغفر له ؟ ) .

تُرى ، هل فكّر كل واحد منا في استثمار هذا الوقت العظيم الذي هو من آكد مظان إجابة الدعاء ؟

تُرى ، ما هي أحوال الناس مع ثلث الليل الآخر ؟ بل كم من شاكٍ لنفسه قد غاب عنه

هذا الوقت المبارك ، كم من مكروب غلبته عينه عن حاجته و مقتضاه ،

كم من مكلوم لم يفقه دواءه و سر شفائه ، كم و كم من أصحاب الحاجات فرطوا

في هذا الوقت المبارك . ألا إن كثيرًا من النفوس في سبات عميق ،

إنها لا تكسل في أن تجوب الأرض شمالها و جنوبها ، و شرقها و غربها ،

باحثة عن ملجأ للشكوى ، أو فرصة سانحة لعرض الهموم و الغموم على بني البشر ،

غافلة عن الالتجاء إلى كاشف الغم ، و فارج الهم ، و منفس الكرب الذي ،

{ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَىْء وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ }

[المؤمنون:88]

و الذي ،

{ يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء }

[النمل:62] ،

{ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }

[نوح:13، 14] .

روى الإمام أحمد و الترمذي و النسائي

أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

( ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، و الصائم حتى يفطر ،

و دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام يوم القيامة ، و يفتح لها أبواب السماء

و يقول : بعزتي لأنصرنَّك و لو بعد حين ) .

عباد الله ، إن كثيرًا ممن يرفعون أكف الضراعة بالدعاء إلى الباري جل شأنه ،

قد يستبطئون الإجابة ، و لربما أصابهم شيء من اليأس و القنوط ،

{ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }

[الحجر:56].

و هذا هو السر الكامن في منع إجابة الدعاء ،

يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم :

( إن الله يستجيب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول :

دعوت ربي فلم يستجب لي )

رواه البخاري و مسلم .

و لربما لم يستجب الدعاء لما فيه من الإثم ، أو قطيعةٍ للرحم ، أو أن يكون الدعاء

المنبثق من شفاه الداعين غير مقترن بالقلب اقتران الروح بالجسد ، لأن اللسان

ترجمان القلب و بريده ، و القلب خزانةٌ مستحفظةٌ للخواطرَ و الأسرار ،

و مساربَ النفس الكامنة ، فالدعاء باللسان و القلبُ غافل لاهٍ إنما هو قليل الجدوى أو عديمها ،

فرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :

( إن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ )

رواه الحاكم والترمذي و حسنه .

فالله اللهَ ـ أيها المسلمون ـ في الدعاء ، فهو العبادة و مخها ، و هو السهام النافذة لذوي العجز

و قلة الحيلة ، و لا يحقرن أحدكم الحوائج مهما قلت أو كثرت ، فإن الله أكثر ،

و قد قال سبحانه :

{ وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ }

[غافر:60] .

و بعد ـ يا رعاكم الله ـ ، نقول لذوي المصائب و الفاقات ، و الهموم و المقلقات :

خذوا هذا المثل عبرة و سلوانًا ، و الذي يتجلى من خلاله أثر الدعاء في حياة المرء ،

و أنه لا غنى له عنه ما دام فيه عرق ينبض ، إذ هو الدواء إذا استفحل الداء ،

و هو البلسم الشافي إذا اشتد الداء .

دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار

يقال له : أبو أمامة ، فقال :

( يا أبا أمامة ، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟! )

قال : هموم لزمتني ، و ديون يا رسول الله ،

قال عليه الصلاة و السلام :

( أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك ، و قضى عنك دينك ؟‍ )

قال : بلى يا رسول الله ،

قال عليه الصلاة و السلام :

( قل إذا أصبحت و إذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهَمّ و الحزن ،

و أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذ بك من الجبن و البخل ،

و أعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال ) ،

قال أبو أمامة : ففعلت ذلك فأذهب الله همي ، و قضى عني ديني .

رواه أبو داود .

و عند أحمد و الترمذي أن عليًا رضي الله عنه جاءه مكاتَب يشكو إليه دينا عليه ،

فقال علي رضي الله عنه :

ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان عليك مثل جبلٍ ديناً أداه الله عنك ؟

قل :

(( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، و أغنني بفضلك عمن سواك ))

قال الترمذي: "حديث حسن " .

فاللهم إنا نعوذ بك من الهَمّ و الحزن ، و نعوذ بك من العجز و الكسل ،

و نعوذ بك من الجبن و البخل ، ونعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال .

بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ، و نفعَنا الله و إيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ،

أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ،

فاستغفروه و توبوا إليه ، إنّه هو الغفور الرّحِيم .

ألا و اتقوا الله رحمكم الله ، اتقوه و أصلحوا ذات بينكم ،

جعلنا الله و إياكم ممن شملتهم مغفرته و رحمته ، إنه سميع مجيب .

http://f1100.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f61356%5fAIoIw0MAAOSiTjulFgzlCR5Hg MA&pid=1.6&fid=Inbox&inline=1

الحمد لله ولي الصالحين ،

{ غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِى ٱلطَّوْلِ

لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

[غافر:3] ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،

صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه و التابعين

و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أمــــا بعـــــد :

فلقد أظلكم – أيها المسلمون – شهر كريم يحمل في طياته تهيئة النفس على تحمّل الجوع

و العطش ، ترى الطعام بين ناظريك ، تشتهيه نفسك ، و تصل إليه يدك ،

و لكنك لا تستطيع أن تأكله ، و يشعل الظمأ جوفك ، و الماء من حولك ،

فلا تقدر على أن تنهل منه ، و يأخذ النعاس بلبِّك ، و يداعب النوم جفنيك ،

و يأتي رمضان يوقظك لصلاتك و سحورك .

إنها – و لا شك – حلقات الصبر و المصابرة ،

التي قال عنها النبي صلى الله عليه و سلم :

( الصوم نصف الصبر )

رواه الترمذي .

شهر رمضان – عباد الله – شهر الجود و الإنفاق ، شهر النفوس السخية ، و الأكف الندية ،

شهر يسعف فيه المنكوبون ، و يرتاح فيه المتعبون ، فليكن للمسلم فيه السهم الراجح ،

و القدح المعلّى ، فلا يتردَّدنَّ في كفكفة دموع المعوزين و اليتامى و الأرامل ،

من أهل بلده و مجتمعه ، و لا يشحَّنّ عن سد حاجتهم ، و تجفيف فاقتهم ،

و حذار من الشح و البخل ، فإنهما معرّة مكشوفة السوأة ، لا تخفى على الناس عيوبها،

ناهيكم عن كون النبي http://f1100.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f61356%5fAIoIw0MAAOSiTjulFgzlCR5Hg MA&pid=1.7&fid=Inbox&inline=1استعاذ ربه منهما ،

بل إن الجود و الكرم كانا لزيمي رسول الله صلى الله عليه و سلم طيلة حياته ،

في حين إنه يتضاعف في رمضان ، حتى يكون كالريح المرسلة ،

و في الصحيحين أنه صلى الله عليه و سلم ما سئل شيئاً فقال : لا ،

قال النبي صلى الله عليه و سلم :

( مثل البخيل و المنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما ،

فأما المنفق ، فلا ينفق إلا صبغت على جلده حتى تخفي بنانه ، و تعفو أثره ،

و أما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها ،

فهو يوسعها و لا تتسع )

رواه البخاري و مسلم .

و المعنى هنا ظاهر – عباد الله – ، فإن الجواد السخي إذا هم بالصدقة انشرح لها صدره ،

و طابت بها نفسه ، و تاقت إلى المثوبة ، فتوسعت في الإنفاق ، و لا يضيره الحديد ،

بل هو يتسع معه حيثما اتسع ، و لا غرو في ذلك ، فإن الجواهر و لو كانت تحت التراب

فهي جواهر و لا شك ، بيد أن البخيل إذا حدّث نفسه بالصدقة شحت نفسه ،

و ضاق صدره ، و انقبضت يداه ، و أحسّ كأنما يعطي من عمره و فؤاده ،

حتى يعيش في نطاق ضيق ، لا يرى فيه إلا نفسه ، غير مكترث بالمساكين ،

عن اليمين و عن الشمال عزين ، مثل هذا – و لا شك – قد وضع الإصر و الأغلال في يده ،

و جعلها مغلولة إلى عنقه ،

{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى

إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَـٰنُ قَتُورًا }

[الإسراء:100] .

و لكن ليس شيء أشد على الشيطان ، و أبطل لكيده ، و أدحر لوسواسه من الصدقة الطيبة ،

{ ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَاء

وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ }

[البقرة:268] .

هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل

فقال جلّ مِن قائل سبحانه :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب:56] .

اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد

و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين

و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،

و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :

( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .

فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،

و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،

و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،

يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .

اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،

و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .

اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا

من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،

و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين

اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .

أنتهت

و لا تنسونا من صالح دعاءكم .

و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها

http://f1100.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f61356%5fAIoIw0MAAOSiTjulFgzlCR5Hg MA&pid=1.8&fid=Inbox&inline=1

و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا

www.ataaalkhayer.com (http://www.ataaalkhayer.com/)

و به من خير الله الكثير

اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-

http://f1100.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f61356%5fAIoIw0MAAOSiTjulFgzlCR5Hg MA&pid=1.9&fid=Inbox&inline=1 (http://www.nrefaei.com/)

و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة

تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين