القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
الهولي بايبل و معاملة النساء زمن الحروب و الصّراعات المسلّحة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إجابة عن سؤال : ماذا قدّم المسلمون للبشرية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          المهتدي مويزو روتشيلد و رحلة من اليهودية إلى الإسلام (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أسرار خطيرة عن التمويلات الكنَسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة الزّمر : الشيخ إبراهيم أبو حجلة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة مُباركة من سورة فاطر : الشيخ القارئ إياد عوني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الخمر و الحشيش و الدعارة في كتاب النصارى ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

الرقائق

القسم الإسلامي العام


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 20.10.2010, 02:01
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي الرقائق


الرقائق

أولا: تعريف الرقائق :
الرقائق التي نتكلم عنها_ وتسمى الرقاق أيضا والمعنى واحد_ :جمع رقيقة وهي ما تحدث في القلب رقة ، والرقة : الرحمة واللين . قال الراغب : متى كانت الرقة في نفس فضدها القسوة كرقيق القلب وقاسي القلب
الرقائق


ثانياً :سبب الحديث عن الرقائق :

1- أن الرقائق من العلم وليست خارجة عن دائرة العلم كما يعتقده بعض الناس .


2- إقبال الدنيا وتزينها في هذا العصر حتى أصبحت هم الناس .


3- حاجة الناس لما يرقق قلوبهم ويزيل عنهم الغشاوة و القساوة


4- أهمية هذا الموضوع في هذا الزمن المادي الذي يقدس الأساس التحليلي والإقناع العقلاني.
5- إغفال هذا الموضوع من قبل الملتزمين ؛ وذلك راجع إلى :



الرقائق
أ- اعتقاد أن مثل هذا الموضوع شأن العامة أو المبتدئين من الملتزمين ، وأما الملتزم
منذ زمن فعليه بالأشياء الأخرى كالمناقشات الفكرية ونحوها .
ب- اعتقاد أن الكلام في هذا الموضوع أو الاهتمام به من شأن الصوفية .
ج - أن هذا العصر عصر مادي يحتاج إلى الإقناع العقلاني ولا يهتم بالعاطفة.


الرقائق
ثالثاً: أهمية الرقائق أو حاجتنا إلى الرقائق:

إن المسلمين عموما عالمهم ومتعلمهم وجاهلهم يحتاجون جميعاً إلى ما يرقق قلوبهم ويتسبب في خشوعها وإنابتها إلى الله ، وتتضح أهمية الرقائق أو حاجتنا إلى الرقائق في النقاط التالية:
1- أن من كان قبلنا كانوا يعيشون في محيط إسلامي والمنكرات تستتر، أما الآن فالمنكرات كثرة مما يزيد من احتمال تأثر المؤمن بها من حيث لا يريد ، فتكون الرقائق بمثابة الوقود التي تعطي المسلم طاقة في مواجهة هذه المنكرات .
2- أن الرقائق تعطي قوة دفع للمسلم لامتثال ما يؤمر به والانتهاء عما ينهى عنه ، فمثلا كان أول ما أنزل ذكر الجنة والنار وما فيهما وما أعد لأهلهما ، ثم نزلت الأحكام بعد أن تهيأت النفوس للقبول . تقول عائشة : "أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول ما نزل لا تشربوا الخمر
لقالوا : لا ندع الخمرة أبدا" .
3- الرقائق تقوي الإيمان الذي يعين المسلم على الثبات في مواجهة الشهوات ، ومن المعلوم أن الشهوات سببت ضعف إيمان كثير من المسلمين .
4- أن مخاطبة العقل وحده قد لا تكفي مالم تكن ممزوجة بإثارة العاطفة ، إذ إن مخاطبة العقل وحده قد لا تنتج إلا معلومات نظرية جافة لا حياة فيها ، أما مخاطبة العقل والعاطفة فتؤدي إلى الإقناع والتطبيق العملي .
5- الرقائق تجدد الإيمان في القلب .
6- طلبة العلم والدعاة بحاجة إلى الرقائق ، وذلك لما يلي :


الرقائق
أ- العناية بالرقائق تجنب طالب العلم بإذن الله الإصابة فإنه تصيبه في مقتل ، كآفة العجب أو الحسد أو الهوى أو غيرها .
ب- طالب العلم والدعية يدعو الآخرين إلى طاعة الله والإنابة إلى الله والإخبات إليه والخشوع
والخضوع مما يجعل هذه الأمور لابد من توفرها في هذا الداعية إذ أن فاقد الشيء لا
يعطيه والذي يوفر هذه الأشياء في نفس الداعية الرقائق .


ج- طالب العلم والداعية قدوة للآخرين فيستفيدون منه والاستفادة من فعله أبلغ من الاستفادة
من قوله ، لذا لابد أن يكون رقيق القلب ، وقد كان السلف يعنون عند طلبهم للعلم بانتقاء
الشيخ الذي يتعلمون منه ويأخذون عنه فينظرون إلى عبادته وهديه وسمته فإن أحسن هذه
الأشياء أخذوا عنه وإلا تركوه .
د- الداعية يتعرض للامتحان والابتلاء والذي يعينه على الثبات بإذن الله الرقائق .


الرقائق
رابعاً : الرقائق:


الرقائق هي ما يلي :

1- معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته واقتضاء هذه المعرفة لآثار هذه الأسماء الحسنى والصفات العلا من العبودية .
فإذا عرف الله ..كيف يعصيه ؟ كيف يعصي ربه وهو يعلم أنه صائر إليه موقوف بين يديه ؟
وكذلك يعرف أسماء الله وصفاته حق المعرفة بأن يؤمن بها ويستحضرها في قلبه ،
يستحضرها في قلبه عند الطاعة فيقبل إليها ، وعند المعصية فيحجم عنها .
ومعرفة أسماء الله وصفاته ترقق القلب ، فإذا علم بسمع الله تعالى وبصره وعلمه المطلق حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل مالا يرضي الله ، يقول ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/90) وعلمه _ويقصد العبد_بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وأنه يعلم السر وأخفى ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله و يرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطنا ، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح " اهـ .
وإذا عرف أن الله هو الجبار العزيز شديد العقا ب لم يجرؤ أن يبارزه بالمعصية وإذا علم أن الله هو الرحمن الرحيم الغفور الودود رجا رحمة ربه وأحب خالقه .
فإذا عرف الله بأسمائه وصفاته أحب ربه سبحانه وخافه ورجاه فلا يكون في قلبه مكان لحب غيره أو مكان لخوف غيره أو مكان لرجاء غيره .

وليس من معرفة أسماء الله وصفاته أن نجعلها دافعا لنا للمعصية فنقول : إن الله غفور رحيم مما يدفعنا إلى أن نعصيه وننسى أنه أيضا سبحانه شديد العقاب .

الرقائق
2- ذكر الجنة والنار : إذا أراد المسلم أن يرق قلبه ويخشع لخالقه فليتفكر في الجنة والنار . يتفكر في النار وصفتها وأهوالها وأنكالها وأن الصخرة العظيمة لتلقى في شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها ، وأن وقودها الناس والحجارة، وأنها لا يزال يلقى
فيها وتقول هل من مزيد . ويتفكر في أن طعام أهلها الضريع الذي لا يسمن ولا يغني من
جوع ، والزقوم المتناهي في المرارة ويشربون الحميم المتناهي في الحرارة ، والصديد شديد
النتانة . وليتذكر أن لباس أهلها القطران تطلى به جلودهم ، (( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)) (الحج:19) .
هذا مع ما لهم من التبكيت والتخجيل (( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ )) ( الملك : 8-9)
تفكر حينما ينادى : أين فلان ابن فلان المسوف نفسه في الدنيا بطول الأمل ، المضيع عمره
في سوء العمل فيبادره الزبانية بمقامع من حديد ويسوقونه إلى العذاب الشديد ، فيسكن في دار
ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك ، يتمنى الخروج فلا يجاب، فيتمنى الهلاك ولا يجده (( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير)) (فاطر:37)ٍ

(( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً)) (الكهف:29).
إذا تفكر في هذا كله رق قلبه ورجع إلى خالقه .
وكذلك عليه أن يتفكر في الجنة ونعيمها وما أعده الله لأهلها فيها ؛ فيتفكر في أهل الجنة وفي وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم متكئين على أرائك منصوبة على أطراف أنهار مطردة بالخمر والعسل ومحفوفة بالغلمان والولدان مزينة بالحور العين من الخيرات الحسان كأنهن الياقوت والمرجان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يطاف عليهم بأكواب وأباريق وكأس من معين بيضاء لذة للشاربين ويطوف عليهم ولدان مخلدون كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون ينظرون فيها إلى وجه الملك الكريم وقد أشرقت وجوههم نضرة النعيم لهم فيها ما اشتهت أنفسهم لا يخافون ولا يحزنون ..دار تربتها المسك والزعفران .وسقفها عرش الرحمن ملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر ، ثمارها كأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل . أدنى أهلها منزلة من له الدنيا وعشر أمثالها
إذا تفكر في هذا كله رق قلبه ورجع إلى ربه امتثل أمره وانتهى عن نهيه.


الرقائق
3- ذكر الموت وما بعده من عذاب القبر ونعيمه :
الموت حقيقة لم يجادل بها أحد والجميع مقتنع تمام الاقتناع بأنه سيموت ولكن قل : من يضع الموت نصب عينيه؟ وذكر الموت يرقق القلب ويزهد في الدنيا ، (( أكثروا من ذكر هادم اللذات)) فإذا تفكر أنه سينتقل من قصره إلى قبره ، ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ في التراب ، ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة ، ومن الفراش الوثير إلى المصرع الوبيل ، وأن الدود سيكون أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه . إذا تفكر في سكرات الموت وأنها أشد من ضرب بالسيوف ونشر بالمناشير وقرض بالمقاريض .

وإذا تفكر في ما سيلقاه في قبره وأنه إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار . إذا تفكر في هذا كله ارتدع عن المعاصي ورق قلبه لخالقه .

الرقائق
4- التفكر في أهوال يوم القيامة :
من نفخ الصور والبعث يوم النشور والعرض على الجبار ، والسؤال عن القليل والكثير ونصب الميزان لمعرفة المقادير وجواز الصراط وأحوال الناس في جوازه ، وتطاير الصحف وهل ستأخذ كتابك بيمينك أو بشمالك ، وسماعك المنادي وهو ينادي بصوت مسموع سعد فلان بن فلان أو شقي فلان بن فلان.
وتتفكر في طول هذا اليوم وشدة الانتظار فيه والخجل والحياء من أن تفتضح عند العرض على الجبار . في ذك اليوم لا ينفع صديق صديقه ولا والد ولده ولا قريب قريبه ، (( وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)) (فاطر:18).
إذا تفكر في هذا كله فحري أن يرق قلبه ويخشع .


الرقائق

5- زيارة القبور :
(( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها )) مسلم وزاد الترمذي : (( فإنها تذكر الآخرة))
وزاد ابن ماجة من حديث ابن مسعود : (( وتزهد في الدنيا )) .
زيارتك للمقبرة تجعلك تتفكر أن هذا مآلك شئت أم أبيت فيدفعك هذا إلى أن تقدم إلى مثل هذه الحفرة ، تقدم ما يجعلها عليك روضة من رياض الجنة بإذن الله .


الرقائق
6- استحضار سوء الخاتمة وحسنها :
إذا كان العبد يرجو حسن الخاتمة ويخشى من سوئها واستحضر ذلك دفعه ذلك إلى ما يبعده عن سوء الخاتمة ويقربه إلى حسنها بإذن الله مما يجعل قلبه وجلاً خائفا من سوء الخاتمة راجياً حسنها فيرق لذلك .


الرقائق

7- تذكر الذنوب السابقة :
إن عدم نسيانك ذنوبك وتقصيرك في حق خالقك يدفع إلى أن تزيد في العمل بعد أن يكون قلبك خائفا من ربه وجلاً يقول _ صلى الله عليه وسلم _: (( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار))(
رواه البخاري).


الرقائق

8- معرفة الدنيا وما جبلت عليه من التقلب :
فكم من غني أفتقر ، وكم من عزيز ذل ، وكم من جبار قصم ، وكم من ظالم ظُلم.
جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء و الاكدار
ومكلف الأشياء فوق طباعها متطلب في الماء جذوة نار
إذا اعتبرت بما حل بغيرك رجعت إلى ربك ورق قلبك ، والسعيد من وعظ بغيره ، فقل لي بالله عليك أتنتظر أن ينزل الله بك مصيبة حتى ترجع إليه ويرق قلبك بعد قسوته .


الرقائق

9- التفكر في آيات الله الكونية:
فقد اكتشف في هذا العصر من الآيات الكونية ما يجعل الإنسان يعظم ربه وخالقه ويرق له قلبه
وكذلك آيات الله في نفسك وما في جسمك من بديع صنع الله وإتقانه ، اذا تفكرت في هذا أنبت إلى الله ورق قلبك (( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ..)) (فصلت:53) .


الرقائق

10- مجالسة الصالحين :
الذين بمجالستهم ترق القلوب سواء كان هذا شيخاً لك يعلمك الخير أو كان صديقاً يساعدك على ما يقربك إلى الله.
فينبغي للمتعلم أن يقصد من العلماء من اشتهر بالديانة وعرف بالستر والصيانة ، يقول ابن سيرين : إنما هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون .
والمفترض أن يستفيد طالب العلم رقة القلب من شيخه .
كما أن من الإخوان من مصاحبتهم ترقق القلب ، " ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح ، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليستمسك به" عمر بن الخطاب .


الرقائق

11- الاستكثار من الأعمال الصالحة :
من تقرب إلى الله بما افترض عليه فقد نجح ، ومن زاد في تقربه إلى ربه بالنوافل فقد أحبه ربه.

استكثر من الأعمال الصالحة مبتدئاً بالفرائض فكملها على أحسن وجه تستطيع ، ثم النوافل فالإكثار منها مرقق للقلب ، أكثر من ذكر الله تبرأ من النفاق ، أكثر من الصيام يباعد الله وجهك عن النار ، أكثر من قيام الليل فاستغفار الأسحار ودموع المناجاة سيماء يحتكرها المؤمنون ،لابد من اغتنام مواسم الطاعات وأيام العبادات وليالي القربات التي وجهنا إليها كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
يا رجال الليل جدوا رب صوت لا يرد
لا يقوم الليل إلا من له عزم و جد
إن دقائق الأسحار غالية فلا نرخصها بالغفلة .


الرقائق

12- قراءة سير وأخبار السلف :
إن الاطلاع على ما كان عليه السلف الصالح في هذه الأمة من رقة في القلوب وعبادة دائمة لعلام الغيوب يرقق القلب ويجعل في النفس شوقا إلى أن تحذو حذوهم وتقتدي بهم . ولاشك أن أولى من يقتدى به في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فهو الأخشى لله و الأخوف من ربه سبحانه وتعالى.
يقول بشر بن الحارث :بحسبك أن قوما موتى تحيا القلوب بذكرهم .


الرقائق

13- قراءة كتب الرقائق والزهد :
والاستفادة من الصحيح فيها وترك ما قد يكون في بعضها من شطحات وابتداع . والحرص كل الحرص على السنة الصحيحة والاقتداء بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .


الرقائق

14- الدعاء بأن يرزقك الله قلباً خاشعاً رقيقاً ليناً محباً للخير مبغضاً للشر .

الرقائق

15- قراءة القرآن بتدبر :
إنما أخرت هذا إلى الأخير لأهميته ولأنه في الحقيقة يجمع ما سبق من مرققات أو كثيرا منها.

إن قراءة القرآن بتدبر ، تقرأه لوحدك وذهنك غير مشغول بغيره ، قراءته بخشوع وتفكر ، إن مثل هذه القراءة تورث رقة القلب ولينه ، (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)) (الزمر:23) .
إن بقراءة القرآن تعرف ربك حق معرفته بأسمائه وصفاته وتتذكر اطلاعه عليك ، وبقراءة القرآن تعرف الجنة وما أعد لأهلها فيها ، وتعرف النار وما أعد لأهلها فيها ، وتعرف قدر الدنيا وحقيقتها بجانب الآخرة ، وتعرف الكثير مما يرقق قلبك .
إن بعض الناس قد يرق قلبه لسماع شعر ولا يرق قلبه لسماع القرآن أو تلاوته مع أن هذا لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله .


الرقائق

خامساً : العناية بالرقائق :
لقد اعتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يرقق قلوب أصحابه ويدفعهم للامتثال ، بل وجدوا منه صلى الله عليه وسلم قدوة عملية في ذلك ، إذ كان أرقهم قلبا وأشدهم خشية لله وخوفا منه ، وأحرصهم على ما يرقق قلبه ، وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من قلب لا يخشع . يقول حنظلة بن الربيع الأسيدي أحد كتاب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ :" لقيني أبو بكر _ رضي الله عنه _ فقال: كيف أنت يا حنظلة ؟ قلت : نافق حنظلة . قال : سبحان الله ما تقول ؟ قلت : نكون عند رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا .." الحديث رواه مسلم ، والشاهد من هذا قوله : يذكرنا بالجنة والنار . والتذكير بالجنة والنار من الرقائق .

وقد قال الله تعالى : (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) (الحديد:16) .
قال ابن مسعود ( ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين)) .
ولذا رقت قلوب الصحابة واعتنوا بما يرقق قلوبهم وابتعدوا عما يسبب قسوتها . لقد تعلموا الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن ، فلما تعلموا القرآن ازدادوا به إيمانا . يقول ابن مسعود (( إنما العلم خشية الله )).
لقد أكثروا من عبادة ربهم العبادة المشروعة فقد كان يسمع لهم في الليل دوي كدوي النحل من قراءة القرآن والتهجد به . لقد كانوا يبكون من خشية الله ولهم في ذلك القصص، وكذلك من بعدهم .
وصنف العلماء في الرقائق كتبا مستقلة واعتنوا بها ، بل إنك لا تكاد تجد كتابا صنف في الحديث إلا وأفرد للرقائق والزهد كتابا أو بابا .
وكانوا يعدون خشية الله ورقة القلب هي العلم الحقيقي وأن العلم الحقيقي هو ما يورث الخشية ورقة القلب . يقول الحسن : (( إن كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده وزهده)) .
سادساً : التوازن في الرقائق :
لا يعني كلامي السابق أن نبالغ في المشروع ونتجاوز به حد الاعتدال الذي شرعه الله عز وجل ، وكان هديه صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ذلك ولا يجوز لأحد من أمته صلى الله عليه وسلم أن يزيد عليه أو أن يظن أنه أكمل عبادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يظن ظان أن الكلام في الرقائق يعني الدروشة وترك العلم .

هذا غير صحيح أبدا ، فالرقائق كما قلت سابقا باب من أبواب العلم ، فالعلم لابد أن يكون قدوة في خشيته لله وهديه وسمته ولو لم يكن فيه ذلك لما قام بواجب العلم ، والعلم يؤدي إلى رقة القلب وخشية الله }إنما يخشى الله من عباده العلماء.
إن العلم إذا كان مبنيا على نهج الكتاب والسنة فإنه وسيلة لترقيق القلب ، وليس صحيحاً أن الرقائق لا يعتني بها إلا المبتدئون أو الدراويش ، بل أولى من يعتني بها العلماء وطلبة العلم والدعاة .


القلب إذا رق ولان لخالقه وتوجه إلى ربه بصفاء روح وجد لذة تتضاءل بجانبها اللذات الدنيوية ، ولذا قال بعضهم -محمد بن أحمد المعروف بابن رزقويه- :والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكن لذكر الله ولقراءتي عليكم الحديث)) .
اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة
يستجاب لها . اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا . اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الرقائق
والحمد لله رب العالمين

مقال لماذا الرقائق بتصرف
للمزيد
الرقائق محمد أحمد الراشد مؤسسة الرسالة
المنتخب من كتاب الزهد والرقائق
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الخطيب
سنة الولادة 392 هـ/ سنة الوفاة 462 هـ
تحقيق د. عامر حسن صبري
موسوعة فقه القلوب


للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : الرقائق     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : جادي







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون





آخر تعديل بواسطة جادي بتاريخ 20.10.2010 الساعة 02:08 .
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 20.10.2010, 02:27
صور إيمان 1 الرمزية

إيمان 1

عضو

______________

إيمان 1 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 03.07.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 1.163  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.02.2013 (23:03)
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي


موضوع جميل
بارك الله فيك اخي الفاضل جادي ونفع بك
جزاك الله الجنة
اقتباس
اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة
يستجاب لها .
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا . اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

اللهم آآآآميين
اللهم آآآآميين
اللهم آآآآميين
اللهم ارزقنا قلوبا خاشعة يا رب







توقيع إيمان 1
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ربي اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 20.10.2010, 14:59
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها iman
موضوع جميل
بارك الله فيك اخي الفاضل جادي ونفع بك
جزاك الله الجنة


اللهم آآآآميين
اللهم آآآآميين
اللهم آآآآميين
اللهم ارزقنا قلوبا خاشعة يا رب


جزاكِ الله خيرا اختنا الكريمة ايمان بارك الله فيك ونفع ورزقك الجنة وجعلنا الله واياكم من اصحاب اليمين انه ولي ذلك والقادر عليه





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الرقائق


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع



لوّن صفحتك :