رمضان بين العبادة والقنوات الفضائية

[الاشبيلي]

رمضان بين العبادة والقنوات الفضائية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اما بعد:

في ايام قلائل سوف نستقبل ضيف عزيزا على قلوبنا ضيف يزورنا في العام مرة واحدة ويمكث بيننا شهر

انه الشهر الكريم والفضيل شهر رمضان المبارك

قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) )) البقرة


من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زمانا ومكانا، ففضل بعض الأمكنة على بعض ، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن.

فهو شهر الصيام


وهو شهر التوبة والمغفرة ، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم ، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله ، واحتساباً للأجر والثواب عند الله ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال أيضاً : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله ، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام ، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله

ففي الحديث الذي رواه الترمذي

عن أبي هريرة : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة قال وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف و ابن مسعود و سلمان

قال الشيخ الألباني : صحيح
ورواه ايضا ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن ابى هريرة ايضا

وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، وفي لفظ ( وسلسلت الشياطين ) ، أي أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل ، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره .

وروى الترمذي وغيره

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم

صححه الالباني

وهو شهر الجود والإحسان ولذا كان صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح - أجود ما يكون في شهر رمضان .

وهذا الشهر يحقق ركن مهم من اركان الاسلام

وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت ))

وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك

قال صلى الله عليه وسلم الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

و قال الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) ::: أخرجه البخاري

عن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) ::: رواة مسلم

وفيه ليلة القدر

قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
((

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) )) القدر

وهذه الليلة المباركة التي انزل فيها القرآن

هي الليلة التي يفرق فيها كل امر حكيم وترفع فيها الاعمال


قال تعالى ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) )) الدخان



يتبع.....

للمزيد من مواضيعي

 

[الاشبيلي]

بينما نرى القنوات الهابطة

الى التسابق بعرض مفاسدهم في هذا الشهر الفضيل وكأن رمضان شهر متابعة المسلسلات او شهر الافلام

او انه شهر التجمعات في المقاهي والكفتيريات

او شرب الشيشة ولعب المحرمات

او انه شهر أكل وملىء البطون

لا والله لا والله لا والله

انه شهر عبادة من جميع النواحي

صلاة وصيام وصدقة واستغفار وتسبيح وقرأة قرآن

وحسن معاملة مع الآخرين وتحسين للسلوك والاخلاق


وكثرة الدعاء والبكاء

والترحم لأموات المسلمين

والتضرع بأن يرحمنا الله اذا صرنا الى ماصاروا اليه

واتى رمضان القادم ونحن تحت التراب يلفنا قماش ابيض

وحدنا هناك لا أم اشكوا لها ولا أب اناديه

ولا أخ امازحه ولا زوجة تعاونني

ولا أبن ألاعبه

تأكل الدود جسدي وتعبث به

ويصبح قبري بعد ايام قديم كقبور السابقين لنا

ولا يمر أحد قربه ويخاف الناس زيارته

وتمر الأيام وينساني كل الأهل والصحبي

ويصبح أسمي مجهولا في مجتمي

ولا يبقى معي الا عملي

أتيت القبور فسألتها أين المعظم والمحتقر

أين المذل بسلطانه أين القوي على ماقدر

تفانوا جميعا فما من خبر وماتوا جميعا ومات الخبر

فيا سائلي عن اناس مضوا أمالك فيمن مضى من معتبر




اللهم اجعلنا من الذين يقومون رمضان

اللهم بلغنا رمضان

اللهم تقبل اعمالنا كلها في رمضان وتجاوز عن آثامنا فيه

اللهم ارحم واغفر كل من مات ولم يدرك رمضان

وارحم كل من اقبل رمضان وهو تحت الثرى



اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

المزيد من مواضيعي

القرآن الكريم.. تأملات في بعض شهادات الغربيين المُنصفين.

الديانات المصرية القديمة

استدلالات ديكارت لوجود الله والرد على فيلسوف ملحد

الرد على شبهة :تناقض القرآن في القسم بمكة

السيخية

اذكُر المَوت

شهادة سيلجاندر والقرآن

أروع محاكمة على مر التاريخ

[طائر السنونو]

آمين
آمــين
آمـــين
جزاك الله خيرًا أخي الحبيب الإشبيلي
وتقبل منا ومنك صالح الأعمال
أقبل موسم الحسنات ومواضع الجنان والذكر والعبادات ..
وأستعدت وسائل الإعلام للهجمات بالمفسدات وسيئ المسلسلات ..
نسأل الله الإخلاص في العمل
وأن يكف أعيننا عنهم وأن يكفهم عنا

المزيد من مواضيعي

تعالوا نروح منتدى نصراني

أين أهل المعاصي من بركات الطاعة

مناجاة

مالـي وللنــجـم يرعاني وأرعـاه

دُعاة التيك أواي

تاريخ سرقات الحجر الاسود

كتاب: استراتيجيه التنصير في العالم الاسلامي د. محمد عمارة

هداية الحياري في أجوبة النصارى

توقيع طائر السنونو

أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون .. أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه .. سُبحانهُ الله .. صدقوني و إن تغيبت أني أحبكم في الله أحبكم الله