نحن في تعاملنا مع الله عز وجل ما بين خوف ورجاء. عمل قاربنا فيه نرجو عند الله قبوله وثوابه. لكن يمنعنا من الغلو في الرجاء، وهو غرور ينحدر بنا إلى التهاون في أمر الله، ما نعرفه من نفوسنا من تقصير. فنعمل بلا ونى ولكن نصحب عملنا بالاستغفار من التقصير والهفوة والفلتة الملازمة للبشر.
المجتهدون في عبادة ربهم وذكره يتعاورهم
الخوف والرجاء وذلك ما يليق بالعبودية قال الله تعالى يصف المؤمنين الخاشعين الذاكرين : «
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون»1 . لا راحة دون محاب الله، ولا بخل عن البذل في سبيله، والقلب خاشع يخاف ويرجو.
تجيء المؤمن ساعات قبض وخوف، فيعالج نفسه ويعالج إخوته بذكر سعة رحمة الله تعالى، وتجيئه ساعات بسط ورجاء وعلاجها ذكر المشيئة الإلهية والخاتمة.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير
الخوف من الله عز وجل، كثير البكاء من خشيته، كما كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم. هذا ما يليق بالعبد وما يتقرب به إلى الله سبحانه : التذلل والانكسار.