آخر 20 مشاركات
The Indian Act : وصمة عار على جبين الكنيسة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفئدة تهوي وقلوب تنوي لبيك رحمة وغفرانا شاكرون ولربهم حامدون (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          دليل الحاج و المعتمر (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ما السرّ وراء إستهداف الأطفال و النّساء ؟؟!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الرد على الزعم أن تقديس المسلمون للكعبة و الحجر الأسود عبادة وثنية (الكاتـب : الشهاب الثاقب - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          معجزات كنيسة مغارة الحليب في بيت لحم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          شبهة حول شهادة الحجر الأسود لمن قبّله أو إستلمه (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بابا الفاتيكان يبرئ الإسلام من تهمة الإرهاب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاهن مسيحي و شهادة مُنصفة في حق الإسلام العظيم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يعظم المسلمون الكعبة المشرفة ؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          رد شبهات حول الحج - الكعبة - الحجر الأسود (الكاتـب : د/مسلمة - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          رد على كهنة المنتديات : العبرة من رمي الجمرات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كاتب كندي : أريد أن يحكمنا المسلمون ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل يشمل العهد الإبراهيمي إسماعيل و نسله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل الإسلام يدعو إلى الميز على أساس العرق او اللون ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الشيخ القارئ عبد الله الجهني : تلاوة من سورتي الصف و التكوير (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القس باسيلي سمير يعترف بتعدّد الآلهة في المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

هل الاسلام يأمر بالقتل والعدوان ؟؟؟

رد الشبـهـات الـعـامـــة


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 23.09.2014, 02:34

ابن تيمية

عضو

______________

ابن تيمية غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.05.2014
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 7  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
23.09.2014 (14:52)
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي هل الاسلام يأمر بالقتل والعدوان ؟؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى ، اما بعد :-

ان الاسلام هو دين الفطرة الذى ارتضاه الله لاهل الارض ولاهل السماء فقال تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } ..( آل عمران 19 ) ، بل ان الله لايقبل دينا من احد سوى دين الاسلام قال تعالى ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (ال عمران 85 ) ، ولما كان الاسلام هو دين الفطرة فلايمكن ان يامر بشىء يجافى هذه الفطرة او يناقض العقل السليم .

لقد سمعت من كثير من غير المسلمين يتهمون الاسلام بأنه دين القتل وانه دين يأمر بالاعتداء على الاخرين وذبحهم وسبى نسائهم ....الى اخر هذه الاتهامات التى لاتخفى علينا فهل هذه حقيقة ام ان هؤلاء الذين يوجهون هذه الاتهامات اما انهم جهلاء او حاقدين او حاسدين ؟؟؟

وقبل ان نخوض فى الموضوع نود ان ننوه الى ان هذه الشبهات وغيرها لاتؤثر بشىء على المسلم المؤمن الذى يعلم انه على الدين الحق فقلبه قلب سليم حى مخبت يطمئن وينقاد للحق ويرد مثل هذه الشبهات ويرفضها ويعلم بطلانها فيزداد ايمانا بالحق ومحبة له وكفرا بالباطل وكراهية له ، اما القلب المريض السقيم فانه يتشرب هذه الشهوات فهو كما قال النبى عليه الصلاة والسلام (قلب اسود مربادا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولاينكر منكرا الا مااشرب من هواه ) فاذا عرضت عليه هذه الشبهة وامثالها اشربها كما يشرب السفنج الماء ولايزال يشرب الفتن والشبهات حتى يسود وينتكس كالكوز مجخيا نعوذ بالله من الخذلان .

ان حفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية ومصلحة شرعية وفطرة سوية وطبيعة بشرية وغريزة إنسانية
وقتل النفس المعصومة عدوان آثم وجرم غاشم بل ان قتل النفس التى حرم الله الا بالحق من اعظم الذنوب بعد الاشراك بالله .... هل هناك دليل على ذلك ؟؟؟ الاجابة بالطبع نعم ، واليك بعض الادلة الاتية :-

اولا :- قال تعالى ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) [المائدة:32] قال الامام البغوى فى تفسير هذه الاية ( فكأنما قتل الناس جميعا من حيث أنه هتك حرمة الدماء وسن القتل ، وجرأ الناس عليه ، أو من حيث إن قتل الواحد وقتل الجميع سواء في استجلاب غضب الله سبحانه وتعالى والعذاب العظيم ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا : أي ومن تسبب لبقاء حياتها بعفو أو منع عن القتل أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة فكأنما فعل ذلك بالناس جميعا ، والمقصود منه تعظيم قتل النفس وإحيائها في القلوب، ترهيبا عن التعرض لها، وترغيبا في المحاماة عليها ) واذا كان الله قد خص ذلك ببنى اسرائيل فذلك -لانهم كانوا يقتلون انبياءهم بغير حق كما اخبر عنهم فى موضع اخر ﴿قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ البقرة 91- فان الخطاب موجه للمسلمين كذلك حيث ان العبرة ليست بخصوص السبب ولكن العبرة بعموم اللفظ هذا هو الاسلام الذى يتهم ظلما وعدوانا وجهلا بأنه دين يحض على القتل والاعتداء على الخلق .... اى دين يحفظ النفس كما حفظها الاسلام ؟؟؟ اى قانون بشرى يحرم القتل بغير حق كما حرمه الاسلام ؟؟؟ .

ثانيا :- اذا اعتدى الكفار والمشركون على المسلمين فقد امرنا الله تعالى ان ندافع عن انفسنا وهذا مايقتضيه العقل فلايمكن ان يقبل عاقل ان يدخل احد عليه فى بيته ويعتدى عليه وعلى عرضه وماله ويخرجه من بيته ثم يقف هو مكتوف الايدى بل فرض عليه الاسلام كما يفرض عليه العقل ان يدافع عن نفسه ، فاذى انتهى العدو وكف اذاه عنك فقد امرك الاسلام بالكف عنه وعدم الاعتداء عليه قال تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ )-(البقرة 193 ) وهنا لمحة لغوية رائعة ليت يلتفت اليها الذين يتهمون الاسلام بانه دين القتل والعدوان وهى لفظة ( وقاتلوهم ) وهى تعنى ان المسلم لايبدا بالاعتداء ولكن اذا بدا العدو بالاعتداء على المسلم فيجب على المسلم ان يقاتله ويدافع عن نفسه وهذا مايفرضه العقل والمنطق السليم .
قال نافع : جاء رجل إلى ابن عمر في فتنة ابن الزبير فقال ما يمنعك أن تخرج ؟ قال يمنعني أن الله تعالى قد حرم دم أخي ، قال ألا تسمع ما ذكره الله عز وجل " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " ( 9 - الحجرات ) قال يا ابن أخي لأن أعير بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أعير بالآية التي يقول الله عز وجل فيها " ومن يقتل مؤمنا متعمدا " ( 93 - النساء ) قال ألم يقل الله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) قال قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا وكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلونه أو يعذبونه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة وكان الدين كله لله وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله ، ففى ذلك دليل على ان قتال المسلمين للكفار والمشركين كان بسبب اعتداء المشركين عليهم بالتعذيب او بالقتل .

قد يقول قائل ان الله تعالى قال فى الاية التى قبلها ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين) ( البقرة 191 ) فهنا جاء لفظ اقتلوا وليس قاتلوا ... فهل معنى ذلك ان الله يامر بالقتل والاعتداء ؟؟؟؟؟؟
الجواب حتما بالنفى وذلك لان الاية تشير الى سبب القتال وهو ان المشركين هم الذين ابتدؤوا بالاعتداء
وذلك أنهم أخرجوا المسلمين من مكة فقال أخرجوهم من ديارهم كما أخرجوكم من دياركم وبذلك يكون قتال المسلمين للكفار دفاعا عن انفسهم ورد العدوان الذى وقع عليه ، والدليل على ذذلك الاية التى تليها وهى قوله تعالى ( فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ) ( البقرة 192 ) اى فان انتهوا عن قتالكم والاعتداء عليكم .

ثالثا :- لقد بين لنا الرسول عليه الصلاة والسلام حرمة قتل النفس بل جعل الرسول قتل النفس بغير حق من الكبائر فقال فى الحديث الصحيح الذى رواه ابوهريرة رضى الله عنه ((اجتنبوا السبع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ فذكر منها (قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ) .
فقتل النفس البشرية بغير حق من اكبر الكبائر بعد الكفر بالله لانه اعتداء على صنع الله وعلى الجماعة والمجتمع وذلك لأن الإسلام ينظر إلى وجود الإنسان على أنه بنيان بناه الله تعالى، فلا يحق لأحد أن يهدمه إلا بالحق، وبذلك يُقرر الإسلام عصمة الدم الإنساني، ومن اعتدى على نفس واحدة فكأنما اعتدى على الناس جميعاً قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}(الإسراء:33) .

وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله قال: ((لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا لا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء)).

فلننظر ولنتأمل كيف حمى الاسلام النفس من القتل والعدوان وجعل قتلها من اكبر الكبائر بل وتوعد الله قاتلها بالنار .... هل نجد شريعة او قانونا او دينا حرم قتل النفس وحفظها وحماها كما فعل الاسلام ؟؟؟
بالطبع لانجد ولن نجد لان الاسلام هو الدين الالهى الوحيد الذى يستمد مصدريته من الله سبحانه وتعالى

ليس هذا وفقط بل اذا اعطى احد الامان لغيره وطمانه بانه لايعتدى عيه ولايقتله فغدر به وقتله فان الرسول يكون بريئا منه فعن عمرو بن الحمق قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافراً‏" ..

ولنتدبر هذه القصة الرائعة التى تدل على حرص الاسلام على الوفاء بالعهود وعدم قتال من اخذ العهد علينا بعدم القتال ولو كان ذلك فى ارض المعركة وفى ساحة القتال .... روى الامام مسلم فى صحيحه من حديث حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال ( حذيفة بن اليمان ) :- ( ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل قال فأخذنا كفار قريش قالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم ) .
تدبر هذا الحديث ..... من الذى اخذ العهد على حذيفة وابيه المشركون ام المسلمون ؟؟؟ انهم المشركون نعم والله لايكون هذا الخلق وهذا الوفاء الا من دين الهى ... مع انهم فى ارض المعركة وفى ساحة القتال فى غزوة بدر الا ان الرسول بين لهما عدم جواز قتالهما مع المسلمين وفاء بالعهد الذى اخذه المشركون عليهما .

ولقد بين لنا الرسول عليه الصلاة والسلام حرمة النفس عند خالقها وبين لنا عاقبة قاتلها ايا ماكانت هذه النفس سواء كانت مسلمة ام مشركة ، فعن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: ((يجيءُ المقتولُ متعلقًا بقاتله يوم القيامة آخذًا رأسه بيده فيقول: يا رب، سل هذا: فيم قتلني؟ ـ قال: ـ فيقول قتلته لتكون العزة لفلان، ـ قال: ـ فإنها ليست له، بُؤ بإثمه، ـ قال: ـ فيهوي في النار سبعين خريفًا)).

ونذكر هنا حكما فقهيا باختصار وهو ان الكافر اما ان يكون محاربا وبالتالى فهذا يجوز قتاله لانه هو الذى بدا بالاعتداء فوجب الدفاع عن النفس والعرض والمال ، واما الا يكون محاربا وهذا لايجوز قتله مثل الذمى من اليهود والنصارى ممن هو ‏مرتبط مع المسلمين بعقد ذمة لقوله صلى الله عليه وسلم:-( ألا من ‏قتل نفساً معاهدة، له ذمة الله وذمة رسوله، فقد أخفر بذمة الله، فلا يرح رائحة الجنة، ‏وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفاً) .

ولنذكر قصة اخرى تدل على مدى حرص الاسلام على النفس وحمايتها من العدوان والقتل فهاهو ثمامة بن اثال الذى كان حريصا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا تبدو عظمة الاسلام وعظمة الرسول عليه الصلاة والسلام فانه لما تمكن من ثمامة لم يقتله على الرغم من حرص ثمامة على قتل النبى فماذا فعل معه النبى ؟؟؟
عن أبي هريرة قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله دعا الله حين عرض لرسول الله بما عرض أن يمكنه منه، وكان عرض لرسول الله وهو مشرك فأراد قتله فأقبل ثمامة معتمرًا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ فأتى به رسول الله فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج رسول الله عليه فقال: "ما لك يا ثمام هل أمكن الله منك"، فقال: قد كان ذلك يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالاً تعطه، فمضى رسول الله وتركه، حتى إذا كان من الغد مر به فقال: "ما لك يا ثمام"، قال: خير يا محمد؛ إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر،وإن تسأل مالاً تعطه ثم انصرف رسول الله قال أبو هريرة: فجعلنا المساكين. نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة، فلما كان من الغد مر به رسول الله فقال: "ما لك يا ثمام" قال: خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالاً تعطه, فقال رسول الله : "أطلقوه قد عفوت عنك يا ثمامة"..

فخرج ثمامة حتى أتى حائطًا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه، ثم جاء إلى رسول الله وهو جالس في المسجد فقال: يا محمد لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك، ولا دين أبغض إلي من دينك, ولا بلد أبغض إلي من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك، ولا دين أحب إلي من دينك, ولا بلد أحب إلي من بلدك؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، يا رسول الله إني كنت خرجت معتمرًا وأنا على دين قومي فأسرني أصحابك في عمرتي؛ فسيرني صلى الله عليك في عمرتي فسيره رسول الله في عمرته وعلمه فخرج معتمرًا، فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد قالوا: صبأ ثمامة فقال: والله ما صبوت ولكنني أسلمت وصدقت محمدًا وآمنت به، والذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة -وكانت ريف أهل مكة- حتى يأذن فيها رسول الله وانصرف إلى بلده، ومنع الحمل إلى مكة فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم إلا كتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله.
ولنتدبر هذه القصة فان الرسول قد تمكن من الشخص الذى كان حريصا على قتله وكان بامكانه عليه الصلاة والسلام ان ينتقم لنفسه لكنه لم يفعل ، وايضا نلاحظ هنا ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكرهه على الدخول فى الاسلام ولكنه تركه وشأنه حتى ذهب ثمامة بنفسه واختياره دون اجبار واغتسل وتوضأ ونطق بالشهادتين كما سبق واشرنا .
وذُكر أن أحد المشركين رأى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم مستلقياً في ظلّ شجرة، فوصل عنده حتى وقف فوق رأسه وشهر سيفه وقال له: من ينقذك منّي يا محمد؟
فأجابه النبي من فوره: «الله» وقفز من مكانه، حتى انزلقت قدم الرجل وسقط السيف من يديه، فسارع النبي إلى السيف ورفعه بوجهه - بوجه الرجل - وقال له: «الآن من ينقذك منّي؟» فأبدى ندمه على ما صدر منه سلفاً وقال للنبيّ: إحسانك يا محمّد!
فتنحّى النبي جانباً وعفا عنه، فأسلم هذا الرجل على يديه الكريمتين، ثمّ عاد إلى قومه وقال لهم: لقد عُدت من عند أفضل خلق الله .

هذا هو الاسلام الذى انتشر فى البلاد والامصار وتملك قلوب الخلق بالاحسان وبالرحمه والعدل وليس بالقتل والعدوان كما يدعى المبطلون الجاحدون اعداء الاسلام ، وهذا هو رسول الله عليه الصلاة والسلام الذى لم يكن يثار لنفسه قط الا ان تنتهك محارم الله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ( ال عمران159) .

ولايفوتنى فى هذا المقام ان اذكر ماحدث للرسول عليه الصلاة والسلام فى الطائف لما ذهب يدعوهم الى عبادة الله الواحد الاحد ويدعوهم لنصرته فما كان منهم الا ان قالوا له اخرج من بلادنا، وأرسلوا خلفه عبيدهم وسفهاءهم، فصفوا أنفسهم صفين خارج الطائف وجعلوه يمر من بين الصفين وهم يقذفونه بالحجارة ويقذفونه بأسوأ الكلام والسباب، حتى سالت دماؤه الشريفة على كعبيه وتلون النعل بالدم، وكان زيد بن حارثة يبذل كل طاقته لتلقي الحجارة في جسده، بل في رأسه حتى لا تصيب رسول الله ، حتى شج رأسه ، ورسول الله يسرع الخطا بين الصفين حتى انتهى منه، ويمم عائدًا إلى مكة، لكنهم لم يتركوه بل ظلوا يتعقبونه بالحجارة والسباب مسافة خمسة كيلو مترات تقريبًا من الطائف، وهو لا يدري ما يفعل، ولسان حاله يقول: يا ليت قومي يعلمون، حتى وجد حائطًا (حديقة) فأسرع إليها يحتمي بها، ثم دخل فيها وهنا وقف السفهاء والعبيد وعادوا أدراجهم إلى الطائف.
فارسل الله الى نبيه جبريل ومعه ملك الجبال يقول له : لو أمرتنى أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت ، فقال له : {{ بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً }}متفق عليه

ابعد كل هذا العناد والكفر والمشقة والاذى الذى فعلوه بالرسول لم ينتقم الرسول منهم ؟؟؟ ولم يامر بقتالهم ؟؟؟ بلى انه الرسول الاعظم والامام الاكرم عليه الصلاة والسلام الذى يتهمه الكاذبون الجاحدون بانه كان قاتلا عياذا بالله ... فياليت كل منصف باحث عن الحق ان يقرا بانصاف ويتدبر ويفهم ويصدق فى نيته حتى يصل الى الحق الذى لامراء فيه ثبتنا الله واياكم على الحق .

سالنى احد النصارى وسمعت من غير واحد منهم ايضا لماذا قاتل الرسول يهود بنى قريظة ؟

وللاجابة على هذا السؤال نقول وبالله التوفيق :-

اولا :- كان يهود قريظة فصيل من فصائل المدينة المنورة وبمجرد قدوم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة عقد بينه وبين اليهود الموجودين بها معاهدة تنظم الشأن العام الداخلي والخارجي للمدينة. وكان من بنود هذه المعاهدة: ( التزام كل أبناء المدينة بما فيهم المسلمين واليهود بالمعايشة السلمية فيما بينهما وعدم اعتداء أي فريق منهما على الآخر وان يكون هناك دفاع مشترك عن المدينة ضد أي اعتداء خارجي على المدينة ) .

ثانيا :- لم يقتل الرسول عليه الصلاة والسلام بنى قريظة كلهم بل قتل المقاتله منهم فقط .

ثالثا :- لم يكن قتل اليهود بلا سبب ... لقد خانوا في وقت الحرب و في أحلك الظروف.... كان عشرة آلاف من قبائل العرب يحاصرون المدينة و كان بين المسلمين و اليهود عهد بالدفاع عن المدينة ، فانضم اليهود إلى الأحزاب و نقضوا العهد و صاروا أهل الحرب . لو نجح التحالف الجديد لأبيد المسلمون عن آخرهم ، فكان الجزاء من جنس العمل .


رابعا : - ان جزاء الخيانة فى الحروب هو القتل ، ولقد خان اليهود فى حرب فكان جزاؤهم القتل وفقا لما هو متعارف عليه ، هذا ليس فى ذلك الوقت فقط بل حتى فى عصرنا الحديث نجد ان قانون أي دولة الآن يحكم بالإعدام على من يخون وطنه ويقيم اتصالات مع العدو أو يتجسس لحسابه، و لو درس الذين يطعنون في حكم سعد بن معاذ على بني قريظة القوانين المعاصرة دراسة نافذة وطبقوها على قضية بني قريظة لرأوا أن قوانين العصر الحديث والدول المتقدمة لا تختلف في شيء عما أصدره سعد بن معاذ .
فيهود قريظة خانوا العقد، وتآمروا وانضموا إلى أعداء الدولة الإسلامية وأوقعوا المسلمين بين شقي الرحى في المدينة مكتوين بنار المشركين من جهة واعتداء اليهود في ساعة المحنة من جهة ثانية

وممايدل على ان الرسول عليه الصلاة والسلام لايريد قتالا ولايبحث عنه وانما هو الجزاء من جنس العمل أنه صلى الله عليه و سلم لم يقتل بني قينقاع و لا بني النضير من اليهود بل أجلاهم رغم خيانتهم ، فلو كان يقتل على أية حال لقتل هؤلاء أيضا ، و لكن توفر في بني قريظة الخيانة في وقت الحرب و أحلك الظروف ورضوا بحكم فيهم - وهو سعد بن معاذ رضى الله عنهم - أنزل بهم الحكم العادل .
فقوانين الحروب تنص على ان جزاء الخيانة القتال وهذا معروف ومتعارف عليه بين الدول كما اشرنا .


ولنتأمل فى كلام الرسول العظيم الذى حرص أشد الحرص على كرامة الإنسان يقول الرسول الأعظم موجهاً أصحابه فى الحرب : ((لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا امرأة )) ( رواه أبو داود )
تأملوا مدى الشرف الذى بلغه هذا النبى ومدى الأخلاق العالية ، حتى فى الحرب رءوف رحيم !

ويقول أيضاً : ((انطلقوا بسم الله على ملة رسول الله .لا تقتلوا شيخا فانيا .لا تقتلوا إمرأة .لا تقتلوا صغيراً . لا تقتلوا رضيعاً لا تهدموا بناء . لا تحرقوا شجرا .لا تقطعوا نخلاً وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ))أيضاً النبات له حق !!!

ولما كان هذا هو خلق الرسول وانه بين حرمة قتال النفس وان النفس مصونة لايحق ازهاقها الا بحق من قصاص او غيره فقد سار على دربه صحابته الاخيار فهاهو عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما فتح بيت المقدس وكان مما كتبه فى العهدة العمرية المشهورة تامينا لاهل ايلياء مانصه (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نص العهدة العمرية; هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها... أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود ) .

هذا هو الاسلام الذى علم الدنيا باسرها ان للنفس حرمة وانه لايجوز ازهاقها بغير حق وان فاعل ذلك اثم قد توعده الله عز وجل بالعذاب الاليم يوم يلقاه ، وان هذا الدين الحنيف لم ينتشر فى ربوع البلاد والامصار ويتملك قلوب الناس الا بالرحمة والعدل والاحسان ولم بنتشر بالسيف والقتل كما وضحنا وبينا ، وان الرسول عليه الصلاة والسلام ما انتقم لنفسه قط الا اذا انتهكت حرمات الله وانه اوذى فى نفسه وماله وعرضه ولم ينتقم لنسه ابدا وقد دللنا على ذلك بفضل الله تعالى .... وماذكرناه ماهو الا غيض من فيض كثير لايسع المقام للبسط اكثر من ذلك ونرجو ان نكون قد وفقنا فى بسط هذا الموضوع .

هذا وماكان من توفيق فمن الله وحده وماكان من خطا او شطط او نسيان فمنى ومن الشيطان .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
والعدوان, الاسلام, بالقتل, يأمر


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
كتاب يأمر ببيع وأكل الجثث * إسلامي عزّي * مصداقية الكتاب المقدس 0 12.05.2014 10:14
الرب يأمر بالسرقه ابوالسعودمحمود القسم النصراني العام 0 07.03.2013 18:42
العوا يتلقى تهديدات بالقتل من جماعات متطرفة نصرانية كلمة سواء غرائب و ثمار النصرانية 1 22.09.2010 17:15



لوّن صفحتك :