دعوى عدم اختصاص الله سبحانه وتعالى بعلم ما في الأرحام

[بيطرية مسلمة]

دعوى عدم اختصاص الله سبحانه وتعالى بعلم ما في الأرحام

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

المسألة محل النظر
هذا الإشكال يَرِدُ، ويلبس على كثير من المسلمين العامة، وخلاصته قولهم: إذا كان الله عز وجل يقول في سورة لقمان: [إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] سورة لقمان:34، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين، وغيرهما عن ابن عمر" في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: [إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ]. الآية.
فكيف نوفق بين ذلك، وبين ما نراه من علم الأطباء بذكورة الجنين من أنوثته؟
الجواب وبالله التوفيق
1 سبب اللبس الجهل بالسنة وفهم المفسرين
2 علم ما في الأرحام لم تحدده الآية بالذكورة والأنوثة
3 عدم القدرة على معرفة نوع الجنين الا بعد أن يصوره الملك أي بعد التخليق



التفاصيل

علم ما في الأرحام لم تحدده الآية بالذكورة والانوثة كما يفهم هؤلاء وانما هو علم شامل بكل ما يخص الجنين من كونه شقيا أو سعيدا وعمله ورزقه وسائر شأنه مما لا يعلمه الا الخالق عز وجل
والذى يؤكد هذا المعنى ما جاء فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر منها على سبيل المثال (حديث حذيفة الغفاري الذي رواه مسلم في صحيحه 2645 قال : سمعت رسول الله بأذني هاتيين يقول : إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ..ثم يتصور عليها الملك...قال زهير: حسبته قال الذي يخلقها فيقول : يا رب أذكر أم أنثى فيجعله الله ذكراً أوأنثى . ثم يقول يا رب اسوي أو غير سوي ؟ فيجعله الله سوي أو غير سوي . ثم يقول يا رب ما رزقه ؟ ما اجله؟ ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقيا أو سعيداً.)

ومن هذا الحديث يتضح للجاهل قبل العالم أن أحوال الجنين في بطن أمِّه ليست مقصورة على كونه ذكراً أو أنثى فقط و حتى الملك المؤكل بكتابة صحيفة هذا الجنين لا يعلم جنسه و لا رزقه ولا أجله حتى يخبره الله تعالى بهذا فيكتب ما أمره الله و بالتالى فان الامر لم يعُد غيباً،وخرج الى عالم الشهادة وهذا وحدَه كافٍ في إزالة اللبس عن هذه القضية .
يقول ابن كثير" أن مفاتيح الغيب هذه لا يعلمها الا الله ولا يعلمها أحد الا بعد اعلامه تعالى بها ..فانزال الغيث لا يعلمه الا الله ولكن اذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه ...وكذلك لا يعلم ما فى الارحام الا الله ولكن اذا أمر بكونه ذكر أو أنثى أو شقيا أو سعيدا او غنى أو فقير ...الخ"علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه""

ويتضح مما سلف أن الملك في حد ذاته لا يعلم من امر الجنين وحتى كونه ذكرا أو انثى الا بعد أن يطلعه الله عليه فلم يعد غيبا
وأمكن بعد أن يصور الملك الجنين ذكرا او أنثى في الرحم أن يعلم ذلك من شاء الله من البشر باستخدام الأشعة او التحاليل او أية تقنية أخرى
أما قبل تخليق الملك للجنين بعد أن يعلمه الله بجنسه فلا سبيل لمعرفة ذلك لأي بشر ولا للملك نفسه

فتوى ابن عثيمين
"حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكرًا أم أنثى، قبل أن يُخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أموره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكرًا أم أنثى. وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك."
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179909




هل أستطاع العلم أن يعلم ما فى الارحام
الاجابة بالطبع ستكون من ذوى العقول السلمية بالنفي ....ذلك لأن العلم لم ولن يعلم ما فى الارحام الا أن يكشف الله عن علمه و لمن يشاء فالانسان حتى الان بعلمه لم يستطيع أن يعلم هل هذا الجنين شقى أم سعيد..أعمى أم بصير ..أصم أم سميع ..غنى أم فقير ..طويل أم قصير ...الخ لكن الملك المؤكل بكتابة صحيفة هذا الجنين قد علم هذه الصفات بعدما كشف الله عن علمه له
وحتى العلم بمن فى الارحام أى كون الجنين ذكر أو أنثى وهى صفة واحدة فقط فان هذا لن يحدث الا أذا أمر الله كونه ذكر أو أنثى أى بعد أن يخلق هذا الجنين وبمدة زمنية قد حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم من 40 الى 45 يوم كما جاء فى الاحاديث الصحيحة المعجزة بكل معانى الكلمة...ويأتى العلم يصدق ما قاله رسول الله فالجنين يكون محايدا قبل الاسبوع السادس-42 يوما-ويأتى العلم يصدق ما قاله رسول الله فتتفق جميع المراجع الطبية أن جنس الجنين البشري يبقى محايدا حتى الاسبوع السادس-42 يوما-

الحديث المعجز
:"إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ، بعث الله إليها ملكا . فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها . ثم قال : يا رب ! أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء . ويكتب الملك . ثم يقول : يا رب ! أجله . فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك . ثم يقول : يا رب ! رزقه . فيقضي ربك ما شاء . ويكتب الملك . ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده . فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص ".
الراوي: أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو أو الرقم: 2645


لايمكن تميز الجنين حتى نهاية الاسبوع السادس الرحمى فغدد التناسل تتشابهان فى هذه المرحلة و لايمكن التميز بينهما
المصدرHuman Embryology page 338,400 Fourth Edition
2

ونقرأ أيضا بحث عن جامعة هاواى الامريكية ما نصة
IN HUMAN EMBRYOS, THE EFFECT OF THIS HERITAGE USUALLY DOES NOT BECOME MANIFEST UNTIL THE SIXTH OR SEVENTH WEEK IN UTERO. PRIOR TO THIS TIME, THE HUMAN FETUS CAN BE REGARDED AS APPEARING NEUTER OR INDIFFERENT. IT IS INDIFFERENT IN INTERNAL AND EXTERNAL APPEARANCE (PHENOTYPE.), CONTAINING NEITHER TESTES NOR OVARIES, BUT ONLY UNDEVELOPED GONADS LOCATED NEAR THE KIDNEYS.

الترجمة :
فى جنين الإنسان عادةً لا يكون هذا التأثير الوراثى واضحاً فى الرحم إلا بعد ست أو سبع أسابيع ، قبل هذا الوقت يعتبر جنين الإنسان محايد أو غير مميز – لجنس – فيكون غير مميز فى المظهر الداخلى أو الخارجى ، و لا يحتوى على خصية أو مبيض لكن فقط يحتوى على غدد تناسلية موجودة بالقرب من موضع الكلية .
المصدر/http://www.hawaii.edu/PCSS/biblio/ar...undations.html


3
كتاب longman mediacl embryology و هو الكتاب المعتمد في تعليم علم تطور الاجنة في كليات الطب في العالم نجد في الصفحة 337 في الفقرة الثانية أنgerm cells تصل الى gonads الغدد التناسلية فقط في الأسبوع السادس
واذا لم تصل هذه الخلايا الى الgonads في الوقت المناسب لن تكتمل عملية التطور الجنسي الهادفة لتحديد جنس المولود
مع وصول هذه الخلايا في نهاية الاسبوع الخامس وبداية الأسبوع السادس لا يوجد اي فرق بين الجنين الذي سيتحول فيما بعد الى انثى او ذكر فلا يمكن تحديد الجنس في هاته الفترة فهما متشابهان تماما وبسبب استحالة التفرقة تعرف الgonads ب indifferent gonads

4
وهنا : تحديد الجنس يأتي بعد الأسبوع السابع !!!!


Müllerian regression, the first sign of male differentiation of the genital tract, occurs in 55 to 60 day-old human embryos in the area where the ducts are closest to the caudal pole of the testis

http://www.endotext.org/pediatrics/p...ricsframe7.htm

6
The external genitalia of both sexes are identical during the first 7 weeks of gestation
http://www.emedicine.com/ped/topic1492.htm


7
وجميع الطرق التى تحدد جنس الجنين قبل أن يولد لا تتم الا بعد ان يخلق الجنين ومن هذه الطرق :
-طريقة تشريح الجنين الساقط ...وتحدث هذه الطريقة فى الاسبوع السابع على الاقل أما قبل هذا الاسبوع لا يمكن تميزة ولذلك لان غدد التناسل (الخصية فى الذكر و المبيض فى الانثى ) تتشابهان تماما
المصدر HUMAN EMBRYOLOGY PG 338/400 الطبعة الرابعة .

-طريقة فحص السائل الأمنيوسي ...وتُجرى هذه العملية (فحص السائل المحيط بالجنين AMNIOCENTESIS )في وقت ما بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل.
المصدر /http://arabia.babycenter.com/%D9%87%...AA%D9%87%D8%9F

-باستخدام أجهزة الموجات فوق الصوتية (السونار)..فى الفترة من الاسبوع 14 الى الاسبوع 20 من الحمل وذلك حسب نوع الجهاز المستخدم
المصدر / http://www.ehow.co.uk/how_5022566_de...pregnancy.html

الخلاصة
1ليس في الآية القرآنية " ويعلم ما في الارحام " تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك.
2ورغم ذلك فان العلم بكون الجنين ذكرا او أنثى هو غيب لا يعلمه الا الله قبل التخليق وهو ما أيده العلم
3اما اذا أرسل الله الملك بعد اثنان واربعون يوما فان الله يعلم بجنس المولود الملك فلا يصير غيبا ثم يطلع عليه من شاء الله من عباده بالتصويرالسوناري او بغيره
فيكون ذلك كمن قال في زمن الرسول أنا اتحدى علم الله بما في الارحام فعمد الى حامل وبقر بطنها و اطلع على ما فيه فلا فرق بين ذلك وبين الطبيب الذي يطلع لما في بطن المرأة بعد الأسبوع السادس بالأشعة حين يقوم الملك بتخليق الجنين ذكرا أو أنثى فلا يصير بعد ذلك غيبا

للمزيد من مواضيعي