فادى ,والتاعب, ومدخل إلى علم إتباع الظن؟!

[أسد الجهاد]

فادى ,والتاعب, ومدخل إلى علم إتباع الظن؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (24) كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26)}الزمر
هذا الموضوع كتبه أخانا الكريم أبو المنتصر شاهين الملقب بـ التاعب جزاة الله خيراً
نقلته إلى المنتدى لتعم الفائدة ,ونرى ماذا يكتب النصرانى عندما يعترف بالحقيقة ؟!
وماذا يفعل من ظلم نفسه عندما يشعر بأنه كتب الحقيقة ,هل يعترف بها أم يحاول أن يخفيها كى لاتفضح باطله أكثر وأكثر؟!
قال تعالى﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾[يونس : 36]



الحمد لله , نحمده , ونستعين به , ونستغفره , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مُضل له , ومن يضلل فلا هادي له , والله لا يهدي القوم الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وصفيه من خلقه وخليله , بلغ الرساله , وأدى الأمانة , نصح الأمة , فكشف الله به الغُمة , ومحى الظلمة , وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين .

« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »
ثم أما بعد ؛
قال الله عز وجل في كتابه الكريم : ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾[الجاثية : 23] , هؤلاء هم الذي رضوا بالرخيص الداني , ولم يرضوا بالغالي الثمين , رضوا بالكتاب المُتلاعب به بشهادتهم أنفسهم وتركوا الكتاب الذي قاله عنه الله عز وجل في كتاب الكريم : ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾[فصلت : 42] , يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ .
۞ قضيتنا مع الكتاب المقدس :
منهجي انا الشخصي في دراسة الكتاب المقدس تغير مع مرور الزمن وزيادة خبرتي في التعامل مع المسيحي , كنت في بداية الأمر اجادل المسيحي في نصوص الكتاب المقدس دون الطعن في صحة الكتاب وكانت لنا الغلبة أيضاً ولكن هذا الطريق كان طويلاً جداً , حيث أن الكتاب يحتوي على ما يساعدني وما يساعد المسيحي على الوجه الآخر , فكانت الصراع تطول والجدال يكبر , وغالباً لا ننتهي إلى شيء .

وبعد أن ازدادت خبرتي في الحوار الإسلامي المسيحي إكتشفت أن أفضل الطرق هي المنقشة أولاً في حصة هذا الكتاب , فإن ثبت لنا بالدليل القطعي أن هذا الكتاب من الله خالصا , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , كتاب مقدس تمام القدسيه , فتحناه وتأملنا فيه , وتناقشنا في متن الكتاب ونصوصه , وساعتها سيكون الموضوع اسهل كثيراً , وإن لم يثبت لما تمام قدسية هذا الكتاب , فلنتركه ولنذهب إلى كتاب آخر يدعي أصحابه أنه معصوم عصمة تامة , كتاب فيه تمام القدسية محكم , إلهي من كل الوجوه .
وفي هذا وافقني خادم الرب فادي قائلاً في كتابه :

وهكذا نحن أيضاً متفقين , عندما نتفق على نص ثابت للكتاب المقدس ونتفق ان هذا النص هو الموحى به من الله , وأن ما بين دفتين هذا الكتاب هو المقدس تمام القدسيه , بعدها نستطيع أن نفتح الكتاب ونرى ما فيه , ونتناقش سوياً بكل صدر رحب .
۞ الكنيسة والعهد الجديد :
الكتاب المقدس ليس كالقرآن الكريم بالتأكيد , وهيهات أن يكون كالقرآن الكريم , فشتان بين هذا وذاك , فنحن نعلم تمام العلم أن القرآن الكريم نزل , وفيها الشرائع والتعاليم ومن ثم تمت الدعوة بنصوص القرآن الكريم ولكن حال الكتاب المقدس أو العهد الجديد ليس له نفس الوضع , حيث أنهم يدعون أن الكتاب تم كتابته بعد أن انتشرت العقائد , وبعد ان تعلم كُتابه التعاليم .


أما قضية أن الكتاب مُنزل من الله , فهذا لا شك فكر غير قويم ولا سليم , ويجب تصحيح هذا الفهم بكل وسائل التعليم .
بعد المسيحيين يعتقدون أن الكتاب له تمام القدسيه , وأنه لا يجب أن يعدل فيه حرف واحد , وأنه كتاب محكم آياته , وأنه كتاب لا تعبث فيه أيدي البشر , ولا يجوز لهم العبث في لكتاب , وكيف لهم هذا وهو كتاب الله عز وجل , ولكن هذا الفهم الحرفي ليس هو الفهم المسيحي للكتاب القدس , ويجب تصحيحه .


۞ قضية الحرف :
من أضل ما سمعت عن الكتاب المقدس وفكر المسيحي للوحي الإلهي , قضية الحرف , وتقرأ في هذا الشأن كلام عجيب غريب , حيث يقول فادي أن تكريم الحرف نوع من عبادة الأصنام , وهذا ما لم أجد له تفسير عقلي منطقي أبداً , ولا افهم كيف شَبَّه تكريم كلام الله عز وجل المُنزل من فوق سبع سماوات بعبادة الأصنام , هل لأنه معتاد على أن تعبث الأيادي في كتابه المقدس ؟ هل لأنه يعلم أن الكتاب المقدس ليس له تكريم من أي وجه من وجوه وأن الجميع قد تناول هذا الكتاب بكل وسائل الإهانة والتشويه ؟ في الحقيقة لا أعلم ولكن هذا هو فهم المسيحي وعلينا أن نتقبل هذه العقليات , ويجب على الداعية أن لا يتعجب من هذا , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
من أعجب من قرأت أيضاً قضية أن الحرف يقتل وأن الحرف ضد الروح , ولا أعلم لهذا الكلام تفسيراً عقلياً منطقياً أيضاً , بل الذي أفهمه جيداً أن كلام الله عز وجل هو دائماً مع الروح , بل أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم : ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾[الشورى : 52] , هذا هو ما يؤمن به المسلم , فكلام الله حياة , ولكني أظن والله أعلم ان الأستاذ فادي كان يقصد أوراق الكتاب وليست حروف الكتابة , أم أنه يقصد الحبر ؟ لا أدري ما يقصد ولكن الذي اعلمه جيداً هو أنه لم يحسن التعبير وإليكم نص كلامه :

لعلكم ترون جيداً الوسط الوثني الذي يعيش فيه فادي , مما دفعه إلى التفكير بهذا الشكل المعوج , " وما ينطبق على حروف الكتابة يسري أيضاً على تكريم الأيقونات , أيقونة القديس . فالأيقونة خشب والقديس إنسان والكتاب أحرف ولكننا عندما نكرم الأيقونة والقديس والإنجيل لا نكرم بالطبع المادة التي صنعت منها الأيقونة أو شخص القديس أو حرف الكتاب , وإنما نكرم حضور الله الحي الممخفي المعلن في وقت واحد في كل من الأيقونة والقديس والإنجيل . " وهنا لنا سؤال , هل مادة الكتاب أحرف ؟ سبحان الله , بأي عقل يفكرون , ولكنه الهمز واللمز بعقيدة المسلمين المُقدسة الذين يقدسون فيها كلام الله المنزل كل تقديس , ومن المعلوم أن المسلم لا يقدس القرآن أو بمعنى أصح المصحف كمادة , فنحن لا نقدس جلدة المصحف أو الأوراق أو الحبر , فهذه هي المادة , ولكن الأحرف أو بمعنى أصح الكلام , هو الذي نقدسه كل تقديس بل ونتعبد به ونحفظه عن ظهر قلب , تشبيه فاشل من شخص يعيش في أجواء وثنية , هداه الله وإيانا إلى سواء السبيل .

۞ العصمة :
عصمة الكتاب المقدس من القضايا الفاشلة في الكنيسة المصرية , المسيحي البسيط يتمنى لكتابه العصمة التامة , حيث أن الله قدوس ولا يأتي لنا إلا بما هو مقدس , وليس مقدساً فقط بل فيه تمام القدسية , وهذا هو حال القرآن عندنا , وهذه قضيتنا التي سنعيش من أجلها وسنموت عليها , مِنة المنان في إثبات تمام قدسية كتاب الرحمن , وفي المقابل شهادة الأهل والأصحاب على من حرف الكتاب , وعلى المسيحي أن يقرن ويبحث عن الكتاب الذي يليق لنا أن ننسبه لله عز وجل , هل هو القرآن الكريم أم هو الكتاب الذي يُدعى أنه مقدساً ؟
يدعي المسيحي أنه في البدء كان الكتاب معصوماً وأن الله عز وجل كان يحفظ هذا الكتاب بواسطة الأقنوم الثالوث الا وهو الروح القدس , ولكن هذه العصمة لم تستمر في المرحلة المكتوبة للكتاب المقدس , بل لا أدري فعلاً ما فائدة هذه العصمة , رغم أن كتاب فادي حاول جاهداً في أكثر من عشرين صفحة أن يشرح قضية العصمة وطرح إشكالات وحاول شرحها , ولكني فعلا ً لا أدري ما فائدة هذه العصمة .

ولكن في الوقت الذي يعيب فيه الأستاذ فادي على أهل الكتاب من العوام , أنهم تاثروا بقضية التنزيل , وهذه المعتقدات الغاية في القداسة من قِبل المسلمين , تأثر هو أيضاً بقاعدة ذهبية من قواعد الإسلام المنصوص عليها ألا وهو الإجماع ؛
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ﴾[النساء : 115]

• قال الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره : وقوله: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى } أي: ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار في شق والشرع في شق، وذلك عن عَمْد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح له. وقوله: { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ } هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما أجمعت عليه الأمة المحمدية، فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقًا، فإنه قد ضُمِنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ، تشريفًا لهم وتعظيما لنبيهم صلى الله عليه وسلم .
• قال الإمام الزمخشري في الكشاف : { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين } وهو السبيل الذي هم عليه من الدين الحنيفي القيم ، وهو دليل على أن الإجماع حجة لا تجوز مخالفتها ، كما لا تجوز مخالفة الكتاب والسنة ، لأنّ الله عز وعلا جمع بين اتباع سبيل غير المؤمنين ، وبين مشاقة الرسول في الشرط ، وجعل جزاءه الوعيد الشديد ، فكان اتباعهم واجباً كموالاة الرسول عليه الصلاة والسلام .
وأيضاً في السُنن ما يلي :
• سنن الترمذي 2319 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ».
تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3621 في صحيح الجامع .

• المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 356 - عن ابن عمر ، قال : خطبنا عمر بالجابية ، فقال : إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ، فقال : « أوصيكم بأصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد ولا يستشهد ، فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان - قالها ثلاثا - وعليكم بالجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ، ألا ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن » . « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، فإني لا أعلم خلافا بين أصحاب عبد الله بن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه ، ولم يخرجاه وله شاهدان ، عن محمد بن سوقة قد يستشهد بمثلهما في مثل هذه المواضع ، أما الشاهد الأول » .
فهذه قضية أصولية معروفة في العقيدة الإسلامية وعليها شواهد ويكفينا أنه يوجد مصحف واحد مجتمع عليه كل الأمة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها , ولكن هل هذا حال أهل الكتاب في كتابهم ؟ بالطبع لا وأشهر إختلاف هو الأسفار القانونية الثانية , وهو كم كبير لا بأس به من الكتاب أكثر من مائتي صفحة , الكنيسة الإنجيلية تحذفها والكنيسة الأخرى تضمها إلى متن الكتاب وهكذا .

فهذه عصمة الإجماع الكنسي والمأساة التي ما زالت تعيشها الكنيسة إلى يومنا هذا , فكل كنيسة لديها كتابها المقدس الخاص بها , ووقلنا من قبل ونقول وسنظل نقول , لا توجد نسختين من الكتاب المقدس في العالم متطاقتين , وهذا هو حال القوم .
نرجع مرة أخرى إلى المشكلة المزمنة , العصمة , عصمة الكتاب المقدس , العلماء الدارسين يعلمون جيداً أنه لا توجد عصمة للكتاب المقدس أن هناك نصوص دخيلة على الكتاب وهناك من يحذف نصوص وهكذا , وينقل لنا فادي هذا الأمر فيقول :

في نهاية المطاف نقول للمسيحي اختر مما بين القوسين : ( العصمة الحرفية - العصمة الموضوعية - العصمة النسبية )
ونحن كأمة مسلمة نؤمن بالعصمة الحرفية , نؤمن بالعصمة التامة , نؤمن بتمام القدسية بنسبة 100% فماذا تختار أنت يا مسيحي ؟

:007:﴿ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ﴾[النساء:143]
۞ ثم يقولون هذا من عند الله :
طريقة كتابة العهد الجديد والتي أطلق عليها أنا نظرية " ثم يقولون هذا من عند الله " والنظرية تقول , وهذا هو الفهم المسيحي , أن كل كاتب للوحي يكتب الرسالة بأسلوبه الخاص بطريقته الخاصة , حسب ثقافته هو , ولكن هذه الكتابة معصومة من أن تخرج عن حايز فكرة الوحي وهذه العصمة يقوم بها الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس , الروح القدس , والمشكله هي , اي انسان بسيط جدا لو قرأ الكتاب المقدس وقرأ القرآن الكريم لعلم بما لا يدع مجالا للشك أن القرآن الكريم يفوق الكتاب المقدس بملايين المرات , ولكن هذه بضاعتهم ولابد منها , فماذا يفعلون ؟
يقولون بكل بساطة الآتي :

ذن , العمل من البداية عمل بشري بحت , مكتوب بأيدي بشريه , بأسلوب بشري , وكلٌ بحسب ثقافته , ولنضرب على هذا مثال :

لو كانت عندنا فِكرة مُعينة نريد من أكثر من شخص القيام بشرحها , وهؤلاء مثلاً منهم أستاذ دكتور في اللغة وآخر مؤهل متوسط والأخير ساقط إعداديه , هل يستون ؟ بالطبع لا , فالأستاذ الدكتور سيكون أفصحهم وأبلغهم وعلى الأغلب سيقوم بتوصيل المعلومة كاملة للجميع , وسيليه صاحب المؤهل المتوسط وفي النهاية سيكون الشخص صاحب ادنى مستوى ثقافي وتعليمي هو صاحب أسوأ طريقة شرح , لذلك تجد كلام فادي " داود النبي يكتب بلغة الراعي وسليمان بلغة الحكيم وبولس بلغة الفيلسوف " كلٌ له طريقته الخاصة وهناك أكيد أسلوب أفضل من الآخر , العمليه بشريه بحتة , لذلك يأتي المسيحي ويقول " يكون الكات اثناء الكتابة تحت هيمنة وسيطرة روح الله الذي يحفظه ويعصمه من الخطأ اثناء الكتابة " وغالباً يأتي بالنص القائل , لأنه لم تأتي نبوة قط بمشيئة إنسان , ويعمم هذا النص اليتيم على كل الكتاب المقدس , وهذا هو حال القوم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
۞ الوحي :
يسخر فادي من أسلوب الوحي في القرآن الكريم فيقول " ان الوحي في المسيحية ليس بطريقة ديناميكية آلية إنما هو تفاعل بين الله والكاتب " أما أنا فأقول لكم , هذا التفاعل لا يكون في نص الوحي , ولكن التفاعل يكون بعد وحي النص , فيتفاعل مُتلقي الوحي مع العبارات الإلهية المُقدسة الروحانية وينتج من ذلك تفسيرات وأعمال وأقوال وما إلى ذلك , لأمثال فادي نقول , هل هناك من يستطيع كتابة أو التعبير عن شيء أفضل من الله عز وجل ؟ بالطبع لا , حاشا وكلا أن يكون هناك من يستطيع أن يكتب أو يعبر عن شيء أفضل من الله , إذن لماذا تعترض أو ترفض الوحي اللفظي الحرفي , ربنا عز وجل هو من قال القرآن , فكتابنا كلامه عجز وجل , هل هناك أفضل من هذا ؟ هل تقارن كلام الله المباشر الحقيقي بكتابة فيلسوف أو راعي أو حكيم ؟ إن هذا لشيء عجاب .

۞ حفظ العهد الجديد :
قد جاء فادي بما لم يأتي به أحد من الأولين , قضية حفظ العهد الجديد , وهذا أيضاً تأثراً بالثقافة الإسلامية , حيث أنه من العروف في العالم أجمع أن الذين يحفون كتابهم عن ظهر قلب بالتسليم الشفوي هم أمة القرآن الكريم , ولكني أتعجب واسأل كيف كان أهل الكتاب يحفظون كل حرف وكل كلمة سلمت لهم عن ظهر قلب ؟ وأين هؤلاء الحُفاظ الأشاوس ؟ هل انقرضوا جميعاً ؟ هل كان المسيحي الأول يمشي في الأسواق ويقول " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم , ابراهيم ولد اسحاق ... " هل كان هذا هو الحفظ ؟ والله تعجبت من هذا الكلام جداً ووجدته أمر محزن , فللمرة الثانية يتأثر فادي بالمسلمين وينكر على الذين يقولون بالوحي الحرف تأسياً بالمسلمين .

۞ ضياع الأصول :
طبعاً قضية ضياع الأصول قضية منتهية وهي من المسلمات عند العلماء الدارسين ولا ينكره إلا كل جاهل , وإليكم كلام فادي عن ضياع النسخ الأصلية بخط كتبة الوحي للعهد الجديد :

===========================

===========================

==========================

==========================

=========================
آخر إقتباس هذا جعلني اشعر بالحيرة , ومرة أخرى اقول أين العصمة إذن ؟
ولكن ما كتبه فادي حقاً محير للغاية : " النص الأصلي للعهد الجديد الذي كتبه الرسل بأيديهم مفقود , هذا النص الأصلي هو وحده المعصوم من الخطأ والضياع " وصدق ولابد أن أيه ؟ أن تصدق . يقول أنه معصوم من الضياع ويقول أنه مفقود في نفس الوقت , في الحقيقة هذا ليس غريباً على المسيحي الذي يؤمن دائماً بالجمع بين المتناقضات , فهو يؤمن بشخ , إله وإنسان في نفس الوقت وأشياء من هذا القبيل فلا داعي للعجب , ولكني متعجب في نفس الوقت ههههههه .
۞ أهم المخطوطات :
هذا الجزء مُهم عندي , فادي أثبت بطريقة غري مباشرة أن المخطوطة السينائية هي أهم مخطوطة للعهد الجديد وهذا بالآتي :
أقدم نص هو الأصح , والمخطوطة السينائية أقدم كتاب مقدس .
مخطوطات الحروف الكبيرة هي المعول عليها , والمخطوطة السينائية من مخطوطات الحروف الكبيرة .
لمخطوطة السينائية تاج مخطوطات العهد الجديد .
المخطوطة السينائية نسخت إملائياً وليس نقلاً عن نسخة أخرى , وهذا يعفي المخطوطة من أي خطأ نقلي .
المخطوطة السينائية تحتوي على العهد الجديد كاملاً ومعول عليها في تكوين نص العهد الجديد بجميع كتبه .

للمذيد http://www.eld3wah.com/html/armooshiya/mdkhal.htm

للمزيد من مواضيعي