القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة

آخر 20 مشاركات
سورةالزُمَر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة غافر : الشيخ القارئ خالد بن محمد الرَّيَّاعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يهوه ينادي بالحج ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إشهار إسلام الأخت مارتينا ممدوح (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مصيبة عيد القيامة في الكنائس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأضحية هي قربان لله أم للأوثان ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكنيسة الأرثوذكسية تصــرخ : هننقرض بعد 300 سنة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          زاهي حواس ينفي وجود ذكر للأنبياء في الآثار (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورتي السجدة و الإنسان : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الطور : الشيخ القارئ عبد الله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إنهم يعبدون مريم ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص طوبيا 12: 9 يُبطل خرافة التجسد ، الصلب و الفداء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تلاوة من سورة الإسراء : الشيخ القارئ أحمد عبدالكريم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          آمنتُ بالمسيح ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سورة الرحمن : الشّيخ القارئ عبدالله الجهني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


 
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 09.01.2012, 14:36

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي جدد حياتك العام الجديد .. خطبة للشيخ نبيل الرفاعى


خطبتى الجمعة بعنوان
( جدد حياتك العام الجديد )
حياتك العام الجديد خطبة للشيخ نبيل الرفاعى
الحمد لله، تبارك ربنا إلهًا رحيمًا غفّارًا، أحمده سبحانه وأشكره،
وأتوب إليه وأستغفره، لم يزل عفوه مدرارًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةً تزيد قائلها عِظة وادّكارًا،
وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبد الله ورسوله،
أعظم البرية قدراً ومقدارا، وأزكاهم نفساً وأكثرُهم اصطبارا،
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته صفوةِ الدنيا خشيةً لله وافتقارًا،
والتابعين ومن تبِعهم بإحسان وسلّم تسليمًا مباركًا ليلاً ونهارا.
أمــا بــعــد :
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله،
فحياة الإنسان مراحل، والناس في هذه الدنيا ما بين مستعدٍّ للرحيل وراحل،
كلّ نفَسٍ يدني من الأجل، ودقّات قلب المرء تباعد عن الأمل، فالكيِّس الحازم من حاسب نفسه يومًا بيوم،
وساعةً بساعة، فما ترون الناس إلاّ حيًّا أدركته منيّته، فواراه التراب، وصغيرا بلغ سنَّ الشباب،
وشابا امتدّت به الحياة حتى شاب، ومن وراء الجميع نقاش وحساب، فهنيئا لمن أحسن واستقام،
والويل لمن أساء وارتكب الآثام، ويتوب الله على مَن تاب،
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ }
[فصلت:46].
أيّهَا المسلِمون، ولئن ودَّع المسلمون مواسمَ الخير من ذي الحجَّة فها هُم في وداعِ عام هجريٍّ
ليستقبلوا عامًا غيرَه، فحقٌّ عليهم الوقفةُ الصادقة مع النفسِ والأوضاع، والأحوالِ والمتغيِّرات،
محاسبةً ومساءلة، ومعالجة واستصلاحًا. إن مناسَبَة العام الجديد، لتدعو المرء إلى أن يجدد حياتَه،
فيعيدَ تنظيمَ نفسه٬ ويُرسلَ نظرات ناقدة فى جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها ٬
ويرسمَ الخُطط القصيرة والطويلة، ليتخلص من هذه العيوب التى تزرى به.
وقديماً قال أهل الحكمة: تجدد أو تبدد.
معاشر الإخوة والأحبة، كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة فى حياته٬
ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدارالمجهولة٬كتحسن فى حالته٬
أو تحول فى مكانته. وقد يقرنها بموسم معين ٬ أو مناسبة خاصة كحلول شهر رمضان ٬
أوغرة عام جديدٍ مثلا.
وهو فى هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجئ مع هذا الموعد٬
فيُنشِّطه بعد خمول ويُمَنِّيه بعد يأس . وهذا وهم وخيال.
فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شىء من داخل النفس، والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وبصر
لا تُخضعه الظروفُ المحيطةُ به مهما ساءت٬ ولا تُصرِّفه وفق هواها.
إنه هو الذى يستفيد منها٬ ويحتفظ بخصائصه أمامها٬ كبذور الأزهار المطمورة تحت أكوام التراب٬
تشق طريقها إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس، فتنشر لونها البهيج وعطرها الفواح!!
كذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته ٬يستطيع بقواه الكامنة٬ وملكاته المدفونة فيه٬
والفرص المحدودة٬ أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبنى حياته من جديد .
لا مكان لتريُّث ٬إن الزمن قد يفد بعون يشد به أزر السائرين فى طريق الحق ٬
أما أن يهب المُقعد طاقة على الخطو أو الجرى فذاك مستحيل . لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب٬
فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. الحاضر القريب الماثل بين يديك ٬ ونفسك هذه التى بين جنبيك ٬
والظروف الباسمة أو الكالحة التى تلتف حولك٬هى وحدها الدعائم التى يتمخض عنها مستقبلُك.
فلا مكان لإبطاء أوانتظار٬
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار٬
و يبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل )
أيها المسلم، ياعبد الله، إن كل تأخير لتنفيذ منهاج تجدد به حياتك٬
وتصلحُ به أعمالك لا يعنى إلا إطالة الفترة الكابية التى تبغى الخلاص منها ،
بل قد يكون ذلك طريقاً إلى انحدار أشد ٬وهنا تكون الطامة.
وفى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( النادم ينتظرمن الله الرحمة. و المعجب ينتظرالمقت. (
واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدُم على عمله٬ولا يخرجُ من الدنيا حتى يرى حُسن عمله وسوء عمله ٬
وإنما الأعمال بخواتيمها. والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السيرعليهما إلى الآخرة.
واحذروا التسويف فإن الموت يأتى بغتة. ولا يغترن أحدُكم بحلم الله عز وجل٬
فإن الجنة والنارأقربُ إلى أحدكم من شراك نعله.
ثم قرأ عليه الصلاة والسلام:
{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ *وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }
الزلزلة7 ، 8
معاشر الإخوة الفضلاء:
ما أجمل أن يجدد الإنسانُ حياتَه، فيصلحَ ما فسد بينه وبين ربه، ويجدد عهوده ومواثيقه مع خالقه ومولاه،
ما أجمل أن يجدد الإنسان حياته، فيرد الحقوق التي عليه إلى أصحابها، ويؤتِ كل ذي فضل فضله.
فى كل بضعة أيام ينظر الموظف إلى أدراج مكتبه ليُذهبَ الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة٬
وسجلات مبعثرة٬ وأوراق أدت الغرض منها. يجب أن يرتب كل شىء فى وضعه الصحيح ٬
وأن يستقر فى سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به.
أيها الأحبة في الله: ألا تستحق حياةُ الإنسان مثل هذا الجهد؟.
ألا تستحق نفسُك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيلَه٬
و ما لحقها من إثم فتنفيه عنها، مثلما تُنفى النجاسات عن الساحات الطهور؟!.
ألا تستحق النفسُ بعد كلِّ مرحلة تقطعها من الحياة ، أن نعيد النظر فيما أصابها من غُنم أوغُرم؟..
إن الإنسان أحوجُ الخلائق إلى التنقيب فى أرجاء نفسه، وتعهد حياته الخاصة والعامة،
بما يصونها من العلل ويحميها من التفكك.
أيها المباركون:
الله عز وجل يهيب بالبشر قبيل كل صباح أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريحَ الأنام من عناء الأمس الذاهب٬
وعندما يتحركون فى فرشهم ليواجهوا يومهم الجديد.
فى هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته ٬ وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل
والتوفيق واليقظة . إن صوت الحق يهتف فى كل ليلة ليهتدى الحائرون ويتجددَ البالون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا مضى شطر الليل٬ أو ثلثاه ٬ ينزل الله تبارك و تعالى إلى السماء الدنيا فيقول:
هل من سائل فيعطى ؟.
هل من داع فيستجابُ له ؟.
هل من مستغفر فيُغفرُله ؟..
حتى ينفجرالفجر . (
وفى رواية:
)أقرب ما يكون العبد من الرب فى جوف الليل . (
فإن استطعت أن تكون ممن يذكرالله فى تلك الساعة فكن.
إنها لحظة إدبارِ الليل و إقبالِ النهار٬ وعلى أطلال الماضى القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض
لتبنى مستقبلك. ولاتصدنك كثرة الخطايا٬ فلو كانت ركاماً أسودَ كزبد البحر ما بالى الله عز وجل
بالعفو عنها إن أنت اتجهت إليه قصدا،وانطلقت إليه ركضا. إن التقصيرالقديم في جناب الله
لا ينبغي أن يكون عائقاً أمام أوبة صادقة
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ }
الزمر53 ، 54
و فى حديث قدسى عن الله عز و جل يقول :
[ يا ابن آدم٬ إنك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان منك و لا أبالى.
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك و لا أبالى.
يا ابن آدم لو أتيتنى بقِراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا
لأتيتك بقِرابها مغفرة] .
إخوة الإيمان:
هذا الحديث وأمثاله جرعة تحيى الأمل فى الإرادة المخدرة٬ وتُنهض العزيمة الضعيفة
لتستأنف السير إلى الله٬ ولتجدد حياتها بعد ماض ملتو مستكين!.
إن المرء ليحتار ويأخذ العجب بلبِّه كل مأخذ، لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشوق
بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرهبة ؟ إن الجهل بالله وبدينه هوعلة هذا الشعور البارد٬
مع أن البشر لن يجدوا أبر بهم ول اأحنى عليهم من الله عز وجل . وبرُّه وحنوُّه غيرُمشوبين
بغرض أو عرض٬بل هما من آثار كماله الأعلى وذاته المنزهة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل فى أرض دويَة مهلكة ٬ معه راحلته٬
عليها طعامُه و شرابُه٬فوضع رأسه فنام نومة٬ فاستيقظ و قد ذهبت راحلته!!
فطلبها ٬ حتى إذا اشتد عليه الحر و العطش٬أو ما شاء الله٬
قال: أرجع إلى مكانى الذى كنت فيه فأنام حتى أموت... فوضع رأسه على ساعده ليموت٬
فاستيقظ فإذا راحلتُه عنده عليها زادُه و شرابه٬
فالله أشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته . (
عباد الله : ألا يبهركم هذا الترحاب الغامر. أرأيتم سرورا يعدل هذه البهجةَ الخالصة ؟.
إن أنبل الناس عرقاُ وأطهرهم نفساً قلما يجد فؤاداً يتلهف على لقائه بمثل هذا الحنين.
فكيف بخطاء أسرف على نفسه وأساء إلى غيره ؟.
إنه لو وجد استقبالا يسترعليه ما مضى لكان بحسبه ذلك الأمان المبذول ! ليستريح ويشكر.
أما أن يفاجأ بهذه الفرحة٬ وذلك الاستبشار٬فذاك ما يثيرالدهشة. لكن الله أبرُّ بالناس
وأسرُّ بأوبة العائدين إليه مما يظن المقصرون!!.
ومن الطبيعى أن تكون هذه التوبة نُقلة كاملة من حياة إلى حياة٬ وفاصلاً قائما بين عهدين متمايزين٬
كما يفصل الصبح بين الظلام والضياء. فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء
بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف.
وليست محاولةٌ فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل٬ كلا ثم كلا.
إن هذه العودةَ الظافرةَ التى يفرح الله بها، هى انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول٬
وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية٬ وانطلاقهِ من قيود الهوى والجحود٬
ثم استقراره فى مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان٬ والنضج والاهتداء.
هذه هى العودة التى يقول الله فى صاحبها : “
{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }
طه 82
إنها حياة تجددت بعد بلى٬ ونُقلة حاسمة غيرت معالم النفس٬
كما تتغيرالأرض المَوَات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات.
ألا فاتقوا الله عباد الله، توبوا إليه واستغفروه، جددوا مع ربكم العهد، أصلحوا ما بينكم وبين ربكم،
يصلح ما بينكم وبين الناس، سلوا الله العفو والعافية، فما أُعطي عبدٌ عطاءً خيراً من العافية.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
التحريم8
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم و بهدي محمد صلى الله عليه و سلم، وأقول قولي هذا،
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمون من كلّ ذنب وخطيئة،
فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم .
حياتك العام الجديد خطبة للشيخ نبيل الرفاعى
الحمد لله أهل الحمد والثناء، أحمده سبحانه وأشكره في السّراء والضراء،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأرض والسماء،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله سيد المرسلين وخاتم الأنبياء،
صلى الله سلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه البرَرَة الأتقياء،
والتابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم القضاء.
أمــا بــعــد :
أيها المسلمون: إن تجديد الحياة لا يعنى إدخال بعض الأعمال الصالحة
٬ أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة ٬
فهذا الخلط لا يُنشئ به المرء مستقبلا حميدا٬ ولامسلكا مجيدا. بل إنه لا يدل على كمال أو قبول
٬فإن القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير٬ والأيدي البخيلة قد تتحرك بالعطاء.
والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول :
{ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى }
النجم 33 ، 34
ويقول فى المكذبين بكتابه
{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ *
وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }
الحاقة41 إلى 43
فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداءً٬ إن الاهتداء هوالطور الأخير للتوبة النصوح .
إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقما ٬ ومواهب الذكاء والقوة ، والجمال والمعرفة،
تتحول كلها إلى نقم ومصائب ، عندما تعرى عن توفيق الله وتحرمَ من بركته .
العودة إلى الله– حفظكم الله - تتطلب أن يجدد الإنسان نفسه ٬وأن يعيد تنظيم حياته٬
وأن يستأنف مع ربه علاقة أفضل ٬وعملاً أكمل٬ وعهدا جديداً يُجرى على فمه هذا الدعاء
: `اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت٬ خلقتنى وأنا عبدك ٬ وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت٬
أعوذ بك من شر ما صنعت ٬أبوء لك بنعمتك على٬ وأبوء بذنبى٬ فاغفر لى٬
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. `
اللهم إنا نسألك مسألة المساكين، ونبتهل إليك ابتهال الأذلاء المذنبين، من خضعت لك رقابهم،
وذلّت لك نفوسهم، نسألك أن ترحمنا فيمن ترحم، ,وأن تقبلنا فيمن تقبل،
وأن تعف عنا يا أكرم الأكرمين.

اللهم اجعل عامنا القادم من أبرك الأعوام، ووفقنا فيه للصيام والقيام، اللهم ما قسمت فيه
من خير وعافية وسعة رزق، فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب، وما أنزلت فيه من شرٍ وبلاء وفتنة،
فاصرفه عنا وعن المسلمين. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام،
اللهم اغفر لنا ما مضى، واعصمنا واحفظنا فيما هو آت يا أرحم الراحمين.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وأروا الله من أنفسكم خيرا،
هذا ثم أكثِروا من الصلاةِ والسلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ والأيام،
واعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً وحكمة، فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا والآخرة
فإنما نالَتْه على يدِه، فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا والآخرة،
فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم،
وحضورَهم مساكنَهم في الجنة، وهو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة، وهو يوم عيدٍ لهم في الدنيا،
ولا يُردُّ فيه سائلُهم، وهذا كلّه إنما عُرِف وتحصَّل بسبَبِه وعلى يدِه عليه الصلاة والسلام،
فمِن الشكر وأداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ والسلام عليه،
كيف وقد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56]
اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :
أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، وعن الصحابة أجمعين ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
للمزيد من مواضيعي

 







آخر تعديل بواسطة بن الإسلام بتاريخ 09.01.2012 الساعة 15:24 .
رد باقتباس
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
للشيخ, نبيه, الجديد, الرفاعي, العام, حياتك, خطبة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
نهاية العام ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 29.12.2011 14:14
خطبة للشيخ نبيل الرفاعى بعنوان الرفق بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 23.10.2011 12:54
لا تنتظر الشكر من أحد ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 17.10.2011 22:42
الايمان بالقضاء والقدر ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام العقيدة و الفقه 0 10.10.2011 12:59
همة العشرة ( خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى ) بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 19.08.2011 14:34



لوّن صفحتك :