(ألا إن سلعة الله غالية . . ألا إن سلعة الله الجنة)
ولكن . . طال بنا بعدها الأمد!!
وانهمرت الدنيا على القلوب بهمومها ومشاغلها . .
فخبا فيها الحس الإيماني!!
وخمدت جذوة النور الوجداني!!
وصار المنكر يتلون ليُستساغ !!
بعدما كان في السابق منبوذاً ومطروداً وذا عرضٍ مستباح!!
وصارت تصرفات الغيورين من الدعاة في نظر البعض تهور وقلة حكمة وتطرف ومغالاة!!
في حين أن طغيان أهل الباطل وتجبرهم وبطشهم بالأبرياء وجرأتهم على دين الله وجهة نظر، ومحل نقاش وفرصة لعقد مؤتمرات وتوثيق روابط الصداقة والمؤاخاة!!
ومضت قافلة الغفلة تسير يقودها الشيطان نحو الحتف المبين، ويحدوها أعوانه من شياطين الإنس والجن بأنغام التضليل والتغفيل؛ خشية أن يصحو أحدٌ من الركب؛ فيفسد عليهم المسير، وصار من كانوا في السابق دعاةً للصحوة وأهلاً للنفير، يلتمسون الأعذار لأنفسهم تارة بالضعف وأخرى بشدة التضليل!!
ولم يثبت في وجه هذه الموجة العاتية من التضليل سوى القليل . .
ممن باعوا نفوسهم رخيصة لله رب العالمين
فتوجهوا إلى الله بقلوب ملؤها اليقين . .
بعدما قطعوا خطوط الرجعة وجعلوها درباً من المستحيل!!
فسلكوا الدرب غير هيَّابين ولا مترددين!!
وتوجهوا نحو نصرة الدين غير آبهين!!
فتنزَّل عليهم النصر المبين!!
وكانوا بإيمانهم عمالقة أرغمت أنوف المتجبرين!!
وصارت كافة الحسابات تجري وهم على رأسها متربعين!!
قد ملؤوا بهيبتهم فرائص المتغطرسين!!
ونسجوا بجرأتهم أفلام رعبٍ للمتعجرفين!!
فيا لهول البون الشاسع بينهم وبين من ارتضوا العيش في أوحال المذلة والطين!!
ويا لحسرة من كان على دربهم من السائرين . . ثم صيرته الفتنة لدرب المخلفين!!
ويا لسعادة هؤلاء الشامخين الطائعين المخلصين المجاهدين