العقيدة و الفقه قسم يحتوي على المواضيع الفقهية و العقدية لأهل السنة و الجماعة. |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
أهمية معرفة صفات الله
أهمية معرفة صفات الله لتوحيد الأسماء والصفات أهمية بالغة في حياة المسلم الذي يريد أن يسير إلى ربه عز وجل، سيراً حثيثاً مطرداً على ضوء من الكتاب والسنة، توحيد الأسماء والصفات أيها الإخوة أحد أنواع التوحيد الثلاثة التي ذكرها علماء الإسلام، وقسموها ليتضح المعنى ويتضح المقصود من أسماء الله عز وجل وصفاته التي طالما جهلها المسلمون في كثير من الأزمان. واعلموا يا إخواني بأن معرفة صفات الله عز وجل من الأمور التي تصحح تصورات المسلمين ومن ثم أعمالهم، فمثلاً إذا نظرنا اليوم في حال المسلمين والهزائم المتكررة التي يعيشونها، والتقهقر الذي وصلوا إليه، واستعداء الشرق والغرب عليهم من كل جانب وتسلط الكفار على رقاب المسلمين حتى لم يعد لهم حول ولا قوة ولا طول، ولا تحكم في الأمور، ولا قيادة يسيرون خلفها كما كانت الخلافة الإسلامية في العصور الماضية، وهذا الظلام الحالك الذي يلف بلاد المسلمين يسبب نوعاً من اليأس والقنوط، ولا تلبث حركة تقوم في بلاد المسلمين إلا وتنطفئ، ولا جهد إلا وينتهي بالفشل، وفي وسط هذه الهزيمة النفسية قبل الهزيمة العسكرية التي يعيشها المسلمون تظهر الحاجة ملحةً لفهم صفات الله عز وجل وأسمائه، لأن فهم هذه الصفات أيها الإخوة يزيل هذه الظلمة الحالكة ويبرر ما وصل إليه المسلمون، ومعرفة أقدار الله الكونية والشرعية، ومعرفة سنن الله عز وجل التي يسير بها الكون والتي لا تتخلف، أيضاً من الأمور المساعدة على فهم حال المسلمين. أيها الإخوة: هذا الفشل وهذه الهزيمة التي يعيشها المسلمون في أصقاع الأرض، لابد من التدبر في سببها، ولابد من تفكير في صنع الله عز وجل الذي قدر هذه الأمور، وكانت بإرادته سبحانه وتعالى، معرفة الأسماء والصفات من الأمور التي تساعد على تكوين الموازين الصحيحة، التي بواسطتها يستطيع المسلم أن يوجد له مواقف ثابتة من الأحداث الجارية في هذا العالم، فمثلاً من صفات الله عز وجل: أنه يدبر الأمر، فيقول الله تعالى في محكم تنزيله: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [السجدة:5] فهو سبحانه وتعالى يدبر الأمور ويصرفها كما يشاء بقدر منه عز وجل لحكم يعلمها سبحانه وتعالى، تسير أمور العالم كله وفق إرادته عز وجل لا تحيد يمنة ولا يسرة عما قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه في اللوح المحفوظ، فإذاً ليس في هذا العالم وما يحدث فيه من خير أو شر، من نصر للمسلمين أو هزيمة، من رفعة لهم أو ضعةٍ عليهم، إلا وهي حادثة بتقدير الله سبحانه وتعالى. من هو المسيطر الحقيقي على كل الأمور؟ تبدل الأحوال من سنن الله معاناة المسلمين من الغزو التتري انتصار الروم السريع بعد هزيمتهم الفادحة أيها الإخوة: رفع الدول وخفض الدول ونصر الناس وهزيمة الناس بيد الله عز وجل فقط، لا يملكها أحد من الشرق أو الغرب (( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ))[آل عمران:140] وأحياناً تكون الفترة بين نصر دولة وهزيمتها صغيرة جداً لدرجة أنه قد يعيشها فرد واحد، وإليكم مثالاً على ذلك: يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في مطلع سورة الروم: ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:1-6] ذكر المفسرون رحمهم الله في شأن هذه الآية أن المسلمين لما كانوا مستضعفين في مكة قبل الهجرة كان الفرس قد تغلبوا على الروم وقتلوا منهم خلقاً عظيماً، وقد استبشر الكفار في مكة من عبدة الأصنام بهزيمة الروم الذين كانوا أصحاب كتاب (كانوا نصارى) استبشروا بغلبة فارس عليهم، لأن الفرس كانوا عباد أوثان، وكان المسلمون يتمنون أن ينتصر الروم، لا لأنهم على حق، ولكن لأنهم أقرب إلى المسلمين من المجوس الوثنين، فقال الله سبحانه وتعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:2-3] وهم من بعد هزيمتهم سيغلبون في بضع سنين لا تتجاوز التسع كما هو معروف من تعريف البِضع في لغة العرب، تسع سنين تقوم الدولة مرة أخرى وقد انهزمت هزيمة كبيرة جداً إلى أقصاها، فتتغلب على من هزمها في تسع سنين، فتحدى المسلمون والكفار بعضهم بعضاً، وحدث أن تطاول الكفار على المسلمين في شأن هذه الآية، فقالوا للمسلمين: إن قرآنكم كذب وكيف يصدق إنسان أن الفرس الذين غلبوا هذه الغلبة العظيمة في بضع سنين سيغلبون، ولم تمض بضع سنين حتى غلبت الروم الفرس غلبة منكرة، وهزموهم هزيمةً عظيمة، بعد تسع سنوات وصدق الله العظيم في هذه الآية. وقد روى ابن أبي حاتم عن العلاء بن الزبير عن أبيه قال: رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلبة الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم في خمسة عشر عاماً، لأنه لما غلبت الروم فارس من الذي تغلب عليهم كلهم؟ المسلمون الذين فتحوا بلاد فارس والروم، انظروا -أيها الإخوة- تمعنوا في أحداث التاريخ كيف تنتصر دولة ثم تنهزم من الدولة التي هزمتها ثم يأتي أقوام آخرون ويهزمون الدولتين بقدر الله سبحانه وتعالى، كيف تتغير خريطة العالم في زمن وجيز جداً؟ من الذي يصرف الأمور؟! قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ [آل عمران:26] اليوم تؤتيه الناس الفلانيين وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ [آل عمران:26] وتنزع من أناس آخرين وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ [آل عمران:26] فيغلبون وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ [آل عمران:26] فينهزمون بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:26] .. وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140] وتلك الأيام نداولها يوماً لهؤلاء ويوما لهؤلاء على قدرٍ من الله عز وجل، وهذه الهزائم والانتصارات سواءً كانت في المسلمين أو في الكفار يقول الله تعالى في شأنها: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ [الروم:4] من قبل الهزيمة والانتصار ومن بعد الهزيمة والانتصار الأمر لله عز وجل. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا وإياكم في دينه، وأن يرزقنا وإياكم التدبر في كتابه ومعرفة أحكامه وسننه، وأن يرسخنا على الإيمان وطريقه وصلى الله على نبينا محمد. جزء من محاضرة : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) للشيخ : ( محمد المنجد ) http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=101642 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
أهمية معرفة صفات الله
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
شذى الإسلام
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة شذى الإسلام وبارك الله فى شيخنا محمد المنجد المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكُمْ اللهُ خيرًا على النقل الحسنْ أختنا الفاضلة شذى الإسلام بوركَ فيكِ ونفع بكِ وتقبل منا ومنكِ صالح الأعمال المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بارك الله فيك اخى السنونو على الموضع المفيد المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اسف يااخت شذى العتب ع النظر جزاكى الله خيرا |
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكِ الله خير الجزاء أختي الغالية جعله الله في ميزان حسناتك المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
أهمية, معرفة, الله, صفات |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
شبهات حول صفات الله فى الاسلام | ابو يونس | رد الشبـهـات الـعـامـــة | 5 | 20.09.2017 20:54 |
ما هي أهمية بر الوالدين في الإسلام ما هي أهمية احترام الوالدين على ضوء الكتاب والسنة ؟ | نور عمر | القسم الإسلامي العام | 8 | 30.11.2010 20:55 |
الله أكبر : فيديو للأخت دميانة عبد الله شنودة تعلن اسلامها | معاذ عليان | قناة المخلص | 6 | 30.10.2010 17:10 |
معجم صفات الله عز وجل | كلمة سواء | العقيدة و الفقه | 4 | 27.09.2010 02:49 |