اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 22.06.2009, 17:19
صور أم جهاد الرمزية

أم جهاد

عضو

______________

أم جهاد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 456  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
24.07.2013 (01:47)
تم شكره 7 مرة في 6 مشاركة
افتراضي رد: أهمية الهدوء وصفاء القلوب


بالمؤمن الصالح قلبه سليم ,
قلبه نظيف من الحقد والغل والحسد والبغضاء والشحناء لإخوانه المؤمنين , هذا هو المؤمن الصالح المؤمن الصادق الذي يخشى الله ويتقي الله ويراقب الله ,

فالمؤمن لا يقول في أخيه المؤمن ما لم يقله , فإنه قد قال عليه الصلاة والسلام : " من قال في أخيه ما لم يقله أدخله الله ردغة الخبال يوم القيامة حتى يخرج مما قال " أخرجه أبو داود وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنه بإسناد صحيح
" من قال في أخيه ما ليس فيه أدخله الله ردغة الخبال " وهي عصارة أهل النار ـ الدم والصديد القيح والعياذ بالله ـ "حتى يخرج مما قال" فإذا كان كذب عليه



فانتبه يا عبد الله من إطلاق اللسان في أعراض الناس ,
فهذا والله خطير , خطير جدا , فالمؤمن يتقي الله في لسانه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " متفق عليه .






فإن الواجب على المسلم أن يتمسك بالكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح , وأن يسأل أهل العلم المتمسكين بالكتاب والسنة الذين يتقون الله ويخشون الله ويراقبون الله ,
يسألهم فيما يشكل عليه كما قال سبحانه وتعالى : {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل 43) وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام : "قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما كان شفاء العي السؤال" والعي هو الجهل وشفاؤه السؤال , وعلى المسلم أيضا أن يحذر من المعاصي ومن البدع ومن الحزبية ومن أصحاب التحزب المذموم ,
عليه أن يحذر وأن يبتعد فإن الله سبحانه وتعالى يقول : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف2.لا تطع الغافل" ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه " فالغافل ابتعد عنه وأصحاب الأهواء وأصحاب البدع وأصحاب الحزبيات ابتعد عنهم , وأيضا أصحاب الدنيا الغارقين فيها , كما سمعت في الآية {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 2 .






فعليك بالسداد وعليك بأصحاب السداد ,
عليك بالصدق وعليك بالصادقين كما قال الله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة 119) كونوا مع الصادقين مع المؤمنين مع المتقين مع المحسنين جالسوهم وكونوا معهم وابتعدوا عن أضدادهم , أبتعد عن الكذابين عن الخائنين عن الظالمين عن الفاسقين كما قال الله : {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (هود 113) فكن مع المؤمنين الصالحين الصادقين ,
شاورهم كما قال الله : {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}(آل عمران 159) وكما قال الله : {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى 3 لا تستبد برأيك فقد تخطئ لأنك بشر غير معصوم ودائما كن متهما لرأيك ما دام أمرك مع أناس صالحين مؤمنين متقين (كلام غير واضح), ولهذا أدب الله هذه الأمة وعلمها بقوله : {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى 3 وبقوله سبحانه لرسوله عليه الصلاة والسلام {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} هكذا المؤمن هكذا المتقي لله الخائف من الله الوجل من لقاء الله الذي دائما بين الخوف والرجاء يرجو رحمة الله ويخشى عذابه ولا يأمن مكر الله وهل يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ؟ كما قال سبحانه وتعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (الأعراف 96- 99).






فالمؤمن ما يأمن مكر الله ولا ييأس من رحمة الله
وإنما يكون دائما بين الخوف والرجاء , فالمؤمن ينتبه على نفسه من الانجرار ومن مداخل الشيطان , من العجب والكبر والفخر والرياء والسمعة والكذب والغيبة والنميمة والطعن في الأعراض , يحذر من عقوق الوالدين ومن عقوق مشايخ أهل العلم , احذر من قطيعة الأرحام وأذية الجيران ,
احذر من الإساءة إلى المسلمين ومن أذيتهم بالقول أو بالفعل , المؤمن دائما يحاسب نفسه , يرحم الصغير ويوقر الكبير فقد قال عليه الصلاة والسلام : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه " .






فقوله " ليس منا "
معناه أن الذي يخالف في ذلك واقع في كبيرة من الكبائر , من كبائر الذنوب والعياذ بالله , كما قال عليه الصلاة والسلام : " من حلف بالأمانة فليس منا إلى غير ذلك.






فالمؤمن هذا دأبه يرحم من هو أصغر منه ويوقر من هو أكبر منه ويجل أهل العلم الصالحين المؤمنين الصادقين , يجلهم ويحترمهم لأن إجلالهم من إجلال الله سبحانه , إجلال ذي الشيبة والحامل للقرآن من إجلال الله كما جاء في الحديث ,
فالمؤمن يحفظ لسانه إلا من خير فإن الله يقول : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق 1 ويقول سبحانه وتعالى : {كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} (الإنفطار 11 - 12) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام :
" إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " فالمسألة خطيرة , اللسان يا عبد الله كما قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : " أولا أدلك على ملاك ذلك كله " أي أدلك على شيء يجلب لك الخير كله ويجنبك الشر كله , قال قلت : بلى يا رسول الله , قال : " أمسك عليك هذا " وأشار إلى لسانه , قال : قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال :
" ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار يوم القيامة على وجوههم " أو قال " على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ٍ!" أي ما الذي يكب الناس يوم القيامة على وجوههم ويسحبون على مناخرهم ؟ إلا بسبب ما حصدته ألسنتهم . نسأل الله العافية والسلامة .






فاللسان السليط يدل على قلة الدين في الإنسان , يدل على قلة الدين وعلى قلة الخوف من الله والخشية من الله , فإن العلم يا عباد الله ـ العلم النافع المفيد ـ هو الذي يورث صاحبه خشية الله في السر والعلن , في الرضا والغضب , في كل حالاته , هذا هو الذي انتفع بعلمه ولم يذهب وقته سدى , ولم يكن علمه وبالا عليه ,
أما الذي يقول ولا يدري ما يقول ولا يدري ما الذي خرج من رأسه هذا دليل على قلة دينه , وعلى رقة دينه وعلى ضعف إيمانه , وعلى عدم خوفه من الله وعلى عدم خشيته من الله , فوالله إنها لمصيبة عظمى أن يسحب الإنسان يوم القيامة على وجهه إلى النار .
نسأل الله العافية والسلامة , ونطلب من الله الثبات على الكتاب وعلى السنة , مصيبة والله عظيمة أن يسحب على وجهه حتى يلقى في النار فيقال :: لا ماذا فعل ؟ أزنى ؟ أسرق ؟ أقتل ؟ أأشرك ؟ فيقال : لا لا, أكفر ؟ أقتل النفس المحرمة بغير حق ؟ فيقال , فماذا فعل ؟ فيقال : اللسان , لسانه كان طليقا يفري فرياً في أعراض الناس , هذه مصيبة والله , فإذا كان الكلام في أصحاب البدع والأهواء هذا مرخص فيه ولكن بشروط ,
]" فإذا كانت نية الإنسان التشهي , التشهي : ما ليس لله , هذا آثم , هذا آثم , لأنه يتكلم في الأعراض بغير قصد حسن , لابد أن يكون بقصد حسن , القصد هو التحذير لما هم عليه من البدع والأهواء والمعاصي ما هي شهوة , لا تكون القضية شهوةكلام وشهوة حب التكلم والتصدر إنما حفاظا على الدين وتحذيرا من أصحاب البدع والأهواء.






وأن يكون المتكلم عنده علم وأن يكون مقدرا للمصالح والمفاسد فما هو أي إنسان يتكلم كما يشاء وكما يريد في من يريد .






تنبهوا يا عباد الله , الكلام في أصحاب البدع قربة إلى الله ولكن بشرائطه , وهكذا أيضا أصحاب المعاصي بشروط والأصل هو حفظ اللسان , "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " والسلامة لا يعدلها شي كما قال الإمام النووي رحمة الله عليه في كتابه رياض الصالحين , وما استثنى يكون بشرائطه .






وأهل العلم هم أخبر بهذا أما العامي والطالب فيتوقف عن الخوض في القيل والقال إلا أن يكون ناقلا كلام العلماء في الجرح , فنحن يا عباد الله قادمون غدا على الله ومحاسبون على أعمالنا ومجزيون بها , فلننتبه على أنفسنا من فلتات اللسان , فانتبه على نفسك من فلتات اللسان ومن الخوض في الأعراض والقيل والقال والغيبة والنميمة والكذب والزور والبهتان ,
قال عليه الصلاة والسلام : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئا فجلس وقال : " ألا وقول الزور ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت , متفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه .



يتبع بإذن الله





رد باقتباس