مقدمة لابد منها ....
في التاريخ محطات قد لاتكفي مجلدات لذكرها او شرحها او الاحاطة بكل ابطالها واهدافها ونتائجها ، ان المتدبر لتاريخ الاسلام ليعي جيد الكم الهائل للمحطات التي مر بها الاسلام عبر تاريخه .
كم في التاريخ من عبرة ....
لما تولى بنو أمية الخلافة قالوا: سوف تبقى لنا دواما، فما أكملوا ثمانين عاما. فلما تولى بنو العباس قالوا: سوف نحكم الأرض بالأثر والنظر، حتى خروج المهدي المنتظر، فلم يبق الله لهم في الأرض مكانا، كأنهم خبر كان.
من قرأ التاريخ هيجه على البكاء والاتساء، والاقتداء. كم في التاريخ من زفرة وحسرة وعثرة؟
لقد كان في قصصهم عبرة.
قال تعالى :
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 111( يوسف )
ولدراسة التاريخ اهمية كبرى لايعي غايتها الا من لمس اهميتها وعرف العبرة منها والدروس المستفادة من جوانبها ، من درس التاريخ ليعي تماما كم الايام تتشابه وان اختلفت تلك الايام كم الاحداث تتشابه وان اختلفت الازمان ، كذلك التاريخ فيه من العبر ما يجعل الناظر فيه مرتبطاً به .., وكذلك كل أمر أردت أن تجعله ذا قيمة فلابد أن تجمع له أمور " في مادته ومضمونه , وكذلك في أسلوب العرض وطريقة تقديمه , وربطه بصور ذهنية حتى ترسخ " وكل ذلك موجود في التاريخ .., والأمة التي لا تعرف تاريخها لا تنتصر على عدوها ولا تحسن قراءة واقعها ولا صياغة مستقبلها ،
لذلك آن لنا ان نعرف ان فهم الحاضر لايمكن ان يتم الا عن طريق دراسه الماضي وفي موضوعي هذا فانا لن احكي تاريخاً محدداً او اسرد سيرة بطل من الابطال او عالم من العلماء او اتكلم عن معارك الاسلام او تاريخ البلدان فالمواضيع التقليدية عرضت كثيرا ولا طائل من اعادة سردها !
في هذا الموضوع قد تكون صورة لها بالغ الاثر في النفس من كثير من المجلدات والمقالات والكتب ، صورة واحدة قد تجعلنا نفكر عارضةً علينا احداثاً قد لانعرفها او شخصياتٍ طواها التاريخ او احداث نسيها الزمن .
إقرأ التاريخ إذ فيه العبر *** ضل قوم ليس يدرون الخبر
والحمد لله رب العالمين
يتبع ....
للمزيد من مواضيعي