اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 08.09.2011, 13:50
صور أبوجنة الرمزية

أبوجنة

عضو

______________

أبوجنة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 26.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 591  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.11.2018 (14:29)
تم شكره 13 مرة في 10 مشاركة
افتراضي


رابعا- الأسماء الحسنى و قواعد تحديدها.

جدير بالذكر هنا أن هناك قواعد أصيلة مستقاة أصلا من القرآن و السنة لتحديد أسماء الله الحسنى. فمسالة تحديد الأسماء الحسنى ليست ضربا من ضروب العبث. بل هو أصل أصيل من علم التوحيد فى العقيدة الإسلامية . و بالتحديد فى توحيد السماء و الصفات الذى يعتمد على القاعدة الركيزة "اننا لا نصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه فى القرآن و السنة دون تمثيل و تعطيل و تحريف و لا تكييف". إن هذه المسألة من أخطر المسائل فى العقيدة الإسلامية و هى حد فاصل بين الفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة و بين المبتدعة الضالين.

و قواعد تحديد أسماء الله الحسنى سردها العديد من العلماء واهتم بها الكثيرون. و من أعظم الأبحاث فى ذلك الرسالة الرائعة التى قدمها الشيخ بن عثيمين فى كتابه "القواعد المثلى فى صفات الله و اسمائه الحسنى" و يمكن الرجوع إليها و دراستها دراسة مستفيضة لمن يريد. و لكن الصورة الأخيرة لها و التى حددها الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى من أوفى هذه القواعد و أقواها. و هى قواعد مستقاة أيضا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

و قد حدد الدكتور الرضوانى فى بحثه هذا أربعة قواعد اساسية لتحديد الأسماء الحسنى و هى:

1- ان يكون اللفظ إسما لا فعلا من حيث اللغة . فيدل على العلمية. اى يكون إسما علما على ذات الله عز وجل. فالإسم دليل على العلمية و الصفة. أما الفعل فهو دليل على الصفة فقط دون العلمية. و الهام هنا أن يكون قد ذُكر الإسم صراحة فى القرآن أو فى السنة بصيغة الإسم و منسوبا لله عز وجل مباشرة حتى يمكننا أن نعتبره من السماء الحسنى ابتداءا.

و مثال ذلك إسمه عز وجل الأعلى مثل "سبح اسم ربك الأعلى" فالله هنا إسمه "ألأعلى" صراحة.

و هذا على خلاف الآية "و مكروا و مكر الله" هنا ورد اللفظ فى صيغة الفعل. فلا يصح ان نعتبره إسما. فلا يصح أن نسمى الله – سبحانه – الماكر. ولا يصح أن ندعوه بهذا الإسم سبحانه لأنه لم يسم نفسه به عز وجل و نحن لا نملك ان نسمى الله عز وجل إلا بما سمى به نفسه تبارك و تعالى. بالرغم من أننا نؤمن أن الله عز وجل له صفة المكر و لكن كصفة و ليست كإسم. فالله يمكر بن شاء و مكره مكر حسن.

2- أن يدل لفظ الإسم على وصف. أى أن يشتمل اللفظ الإسم هذا على صفة محددة. مثل الرحمن حيث يشتمل على صفة الرحمة.

و ذلك بخلاف لفظ "الدهر" فهو لا يشتمل على أى وصف. بل هو إسم جامد لا يحوى وصفا فلا يصح تسميه الله عز وجل به.

3- أن يكون اللفظ مطلقا. أى لا يكون مقيدا ولا نسبيا. حيث أن صفات الله عز وجل من حيث الأصل هى مطلقة لأنها لا تعتمد على المخلوقات بل هى كامنة فى ذات الله عز وجل لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان و لا المخلوقات. و بالرغم من ذلك فإن هناك أسماء تسعة و تسعون آخرون أيضا من أسماء الله الحسنى مقيدة و لكن قيدها الله عز وجل بنفسه فى القرآن والسنة مثل اسمه تعالى "خير الماكرين". لاحظوا أن الإسم هنا مضاف و مضاف إليه. فالإسم هنا أصلا خير ومقيد بالإضافة إلى الماكرين. و الاسم ليس الماكر. هناك فارق كبير بين الأمرين.

4- أن يكون الإسم حسنا لا يدل على نقص أو عيب.

و للإطلاع على أدلة هذه القواعد التى استندت عليها يمكن الرجوع للبحث المفصل للشيخ الدكتور/ محمود عبد الرازق الرضوانى فى موقعه و فى كتبه التى أصدرها فى هذا الموضوع و منها كتابه "الأسماء الحسنى". لكن أغلبها يتمركز حول الآية الكريمة "و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها"و غيرها من الأدلة التى ناقشهاالشيخ باستفاضة فى بحثه.

و بتطبيق هذا البحث على اجتهادات العلماء وجد الدكتور الرضوانى أن هناك بعض الأسماء التى لم تتفق مع بعض هذه القواعد. و على ذلك فلا يصح أن نسمى الله عز وجل مثلا "الضار" وهو من ضمن الأسماء التى استخرجها الوليد بن مسلم اعتمادا على الآية "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ". حيث انه لم يرد إسم الضار أبدا لا فى القرآن الكريم ولا فى السنة النبوية كإسم منسوبا لله عز وجل. كما أن هذا الإسم إذا أطلق لا يكون أبدا من الحسن بل هو عيب و ليس بحسن.

أيضا إسم "المميت" لم يرد ابدا بصيغة الإسم و إنما ورد فى القرآن بصيغة الفعل "و الله يحيى و يميت" مما يدل على أنه صفة لله عز وجل و ليس إسما. فلا يصح أن نسمى الله عز وجل به ولا أن ندعوه به و لكننا نعلم أنه صفة لله عز وجل أنه يحيى و يميت.... هناك بعذ الأسماء الأخرى التى خالفت قواعد الأسماء و إن لم يخالف بعضها قواعد الصفات و لكن لا يصح ابدا الاعتقاد فى أنها أسماء لله عز وجل أو التوجه لله عز وجل بالدعاء بها.

الأمر الأهم عند هذه النقطة والتى يجب أن يلفت انتباهنا إلى أعلى درجة هو أن إحصاء الأسماء الحسنى – اى إحصاء – سواء المشهور للوليد بن مسلم أو الأخير الذى قام به الدكتور الرضوانى هو لا يتعدى كونه إجتهاد بشر قد يخطئ و قد يصيب. هو إن خرج من عالم فأخطأ فله أجر و إن أصاب فله أجران. و إن كنت أظن أنا شخصيا حتى ألان أن أقرب الاجتهادات إلى الصواب هو اجتهاد الشيخ الدكتور الرضوانى فى هذا الصدد.

لذلك لا ينبغى أن نحيط إحصاء أى عالم لأى أسماء لله عز وجل بما هو مبالغ فيه من القدسية كالقرآن مثلا . بل هو أمر اجتهادى يتنافس فيه العلماء حيث تركه الرسول صلى الله عليه وسلم مفتوحا لاجتهاد المسلمين. فلا ينبغى أن ننزعج بالمرة إذا علمنا أن هناك أسماء لله عز وجل كنا نظن أنها أسماء لكن الحقيقة أثبتت أنها ليست أسماءا و إنما بعضها صفات لله عز ولا ولا تصل إلى درجة أنها إسم علم على ذات الله عز وجل.

إن إحصاء الأسماء الحسنى هو أمر اجتهادى يدور بين العلماء كل منهم يبحث فى القرآن و السنة عما يجده من أسماء. أما الإسم نفسه فهو توقيفى. أى أن الإحصاء هو أمر تنافسى بين أهل العلم. أما الإسم نفسه فلا يمكن تعيينه إلا بالوقوف على لفظه صراحة من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة. و هذا هو معنى أن الأسماء الحسنى هى توقيفية من حيث ألفاظها و لكنها إجتهادية من حيث إحصائها.

و ما فعله الدكتورالرضوانى هو أنه بالدراسة المستفيضة لاجتهادات كافة العلماء السابقين استخرج كافة الأسماء التى خالفت شروط التسمية و استبعدها من إحصاء الأسماء الحسنى و استبقى ما صح من الإحصاءات السابقة فقط.

ثم شرع الدكتور الرضوانى فى البحث فى القرآن والسنة الصحيحة لاستخراج ما لم يستخرجه الأوائل من الأسماء الحسنى الصحيحة التى تتفق مع قواعد الأسماء الحسنى لله عز وجل.

و جدير بالذكر هنا أن من أسباب الخطأ فى إحصاء بعض الأسماء الحسنى عند العلماء الأوائل هو عدم وجود تقنية المعلومات. فربما يوجد حديث صحيح مثلا و لم يعلمه العالم. كما أنه كان يوجد صعوبة أيضا فى البحث اللفظى فى كافة كلمات القرآن الكريم لاستخراج كافة أسماء الله الحسنى منه. أما فى وجود تكنولوجيا المعلومات حليا و الموسوعات الإسلامية و أدوات الحاسوب فكان من السهل على العلماء و الباحثين تخطى هذه العقبة و هو بالقطع مما ساعد الدكتور الرضوانى على إتمام هذا البحث الرائع.

بعد استبعاد الأسماء الغير صحيحة كأسماء ... أخذ الدكتور الرضوانى فى البحث فى القرآن و السنة كلها عن الأسماء الحسنى التى وعد الله من يحصيها بالجنة فى حديث رسوله – صلى الله عليه وسلم - . و للأمانة العلمية فإن الدكتور لم ينو أن يحدد لنفسه عدد معين من الأسماء و هو التسعة و تسعين. بل قرر أن ينهى البحث فى كل القرآن و السنة وفقا للقواعد الصحيحة دون أن يتقيد بعدد معين من الأسماء. و كانت المعجزة .... أن الأسماء الصحيحة الموافقة للقواعد الصحيحة فى القرآن و السنة بلغت تماما تسعة و تسعين اسما دون سبق القصد من الشيخ الدكتور الرضوانى.

و بذلك وصل الدكتور الرضوانى إلى أدق إحصاء عرفه البشر حتى الآن للأسماء الحسنى. و قد وافق عددها تسعة و تسعين إسما بلا تعمد من الشيخ مما وافق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم و كلها تنطبق عليها القواعد الركيزة فى الأسماء الحسنى لله عز وجل. بعضها اتفق فيه الشيخ مع الأوائل و منهم الوليد بن مسلم . و منهم ما لم ينتبه له غير الدكتور الرضوانى و لم يسرده غيره فى إحصائه للأسماء الحسنى.







توقيع أبوجنة


رد باقتباس