اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 08.09.2011, 13:36
صور أبوجنة الرمزية

أبوجنة

عضو

______________

أبوجنة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 26.03.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 591  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.11.2018 (14:29)
تم شكره 13 مرة في 10 مشاركة
افتراضي


ثانيا- حديث الأسماء الحسنى. و إحصاؤها على أيدى العلماء



هذا الحديث صحيح و رواه البخارى: عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة"



هذا هو الحديث الصحيح .... نلاحظ ان الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يحدد هذه السماء التسعة و تسعين ... و إنما ترك المجال مفتوحا للمسلمين أن يجتهدوا ليعرفوا هذه الأسماء التسعة و تسعين من المصادر الصحيحة – القرآن والسنة – و أن يحصوها. و يحصوها المقصود بها معرفتها، و حفظها، و فهمها، و التعبد بها، و الدعاء بها.



و على غير المشهور ... فقد سعى لنيل هذا الشرف و الموعدة العظمى بدخول الجنة بإحصاء هذه الأسماء التسعة و تسعين من القرآن و السنة على مر السنين العديد من علماء الإسلام. منهم على سبيل المثال لا الحصر: إبن حجر العسقلانى صاحب الفتح. و بن حزم الظاهرى صاحب المذهب. و الوليد بن مسلم الشامى عالم أهل الشام العظيم.



أى أن الباحث فى هذه المسألة يعلم تمام العلم أن هناك أكثر من نسخة من الأسماء الحسنى التى استخرجها العلماء من القرآن و السنة و ليست فقط تلك السماء التى يعلمها معظمنا و تعلمناها منذ الصغر. هناك الأسماء التى استخرجها ابن حجر العسقلانى و هناك التى استخرجها بن حزم و هناك التى استخرجها الوليد بن مسلم و غيرهم. و لكن السماء التى نعرفها حاليا و المشهورة جدا هى بالتحديد التى استخرجها الوليد بن مسلم الشامى.



و السبب فى شهرة هذه المجموعة بالذات من الأسماء هو أنها تم ذكرها فى حديث رواه الترمذى و دونه فى كتابه الذى اشتهر باعتباره من الكتب الستة الكبرى فى الحديث النبوى مما لم يتوفر للأسماء التى استخرجها باقى العلماء. و لذلك فقد اشتهرت جدا الأسماء الحسنى التى استخرجها الوليد بن مسلم الشامى بسبب رواية الترمذى.



و لكن .... هذه الرواية بالتحديد التى رواها الترمذى عن الوليد بن مسلم الشامى هى رواية مدرجة ... من النوع الذى ذكرناه فى النقطة الأولى فى الموضوع هنا. أى أنها رواية غير مقبولة فى الاحتجاج. حيث أضاف الوليد بن مسلم على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من كلامه هو.



لعل ما حدث أن الوليد بن مسلم أولا سعى إلى استخراج الأسماء التسعة و تسعين. و لما انتهى اجتهاده الشخصى – أكرر أنه اجتهاد شخصى غير معصوم من عالم من علماء المسلمين – لما انتهى هذا و حدد الأسماء التسعة و تسعين أخذ يعلمها لتلاميذه. فبدا برواية الحديث الصحيح للرسول صلى الله عليه وسلم كما رواه البخارى. ثم بعد انتهائه من الحديث أخذ يسرد الأسماء التى استخرجها هو باجتهاده الشخصى. فاختلط كلام الرسول صلى الله عليه وسلم باجتهاد الوليد بن مسلم فنتجت هذه الرواية للحديث المدرج الذى رواه الترمذى و اشتهر بعد ذلك.



الشاهد... أن رواية الترمذى التى رواها عن الوليد بن مسلم لهذا الحديث مذكورة فيها الأسماء التسعة و تسعين هى رواية مرفوضة فى الاحتجاج و أن هذه الأسماء التسعة و تسعين هى من استخراج الوليد بن مسلم الشامى و هى اجتهاده الشخصى و الذى تنافس فيه قبله و بعده العديد من العلماء الذين لم يشتهر اجتهادهم كما اشتهرت الأسماء التى استخرجها الوليد بن مسلم عالم أهل الشام العظيم الذى لا نغمطه حقه مطلقا.







توقيع أبوجنة


رد باقتباس