العقيدة و الفقه قسم يحتوي على المواضيع الفقهية و العقدية لأهل السنة و الجماعة.

آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 10.10.2011, 12:59

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي الايمان بالقضاء والقدر ... خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى


خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( الإيمان بالقضاء و القدر )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى

أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
94 - خطبتى الجمعة بعنوان
( الإيمان بالقضاء و القدر )
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
الحمد لله قدَّر الأمور وأمضَاها، وعلِمَ أحوالَ الخلائِق قبل خلقهم وقضاها،
أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، خلَق كلُّ شيءٍ بقَدْرٍ وقدَر،
ولا يقع شيءٌ في كونه إلا بعِلمٍ منه ونظَر، علِمَ الأجلَ وقدَّر العمَل،
وجعَل الأمور دُوَل، سبحانه كم أحاط علمُه، وكم وسِعَ حلمُه، وكم مضى حكمُه.
وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحده لا شريكَ له، له لطائفُ الحكمة وخفِيَّات القَدَر،
وأشهَد أنّ سيدنا ونبينا محمّدًا عبدُ الله ورسولُه وخِيرتُه من كلِّ البشر،
صلّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلَى آل بيتِه الطيِّبين الطاهرين، وصحابته الميامين الغُرَر،
والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدّين.
أمّــا بــعــد :
فاتقوا الله تعالى أيُّها المسلمون، واعلموا أنَّكم إليه راجعون، وعلى أعمالكم مجزيُّون،
مَن عمِلَ عملاً كساهُ الله رداءَه، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر،
{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ }
[البقرة: 223].
أيُّها المسلِمون، عَقيدةٌ تملأُ قلبَ المسلِم مَضاءً ورِضاء، وعِلمٌ يُورِثُ المؤمنَ إرادةً وعزمًا وارتِقاء،
وإيمانٌ يدفَعهُ للعَمَل ويحثُّه على طلَب معالي الأمور، وتصوُّرٌ يسُلُّ من نفسِه الخوفَ
من عوائق الطريق وبُنيَّاته، مسائلُ مَن عَرَفَها وأدرك حُكمَها وحِكَمها سهُلَت أمامَه مصاعِب الحياة،
وتخفَّفت نفسُه من أثقالِ المعاناة، فاستلذَّ الصبرَ، واستحلَى المرَّ، وانتظَر من الله الأمَل والفرَج،
وعمِل لتحقيق ذلك ولم يتواكل. إنها ـ أيّها المسلمون ـ عقيدة الإيمان بالقضاء والقدَر.
عبادَ الله، الإيمانُ بالله العظيم قَضيّةٌ كبرى ومَسألةٌ عظمى، إنه ركنٌ من أركانِ الإيمان،
وقاعدةُ أساسِ الإحسان، كما ورد في أعظم حديثٍ في الإسلام.
حين سأل جبريل عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه و سلم عن الإيمان،
فقال النبيُّ صلى الله عليه و سلم :
( أن تُؤمِنَ بالله وملائكته و كتبه و رسله و اليوم والآخر ، و تؤمِنَ بالقدر خيره و شرِّه ) ،
قال : صدقتَ.
القدرُ هو تقدير الله للكائناتِ حسَب ما سبَق به علمُ الله واقتضَته حكمتُه،
وهو ما سبَق به العلم وجرى به القلَم مما هو كائنٌ إلى الأبَد.
والإيمان به هو أن تؤمِن أن الله جلّ جلاله قدَّر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياءِ
والحوادِث قبل أن تكونَ، وعلِمَ سبحانَه أنها ستَقع في أوقاتٍ معلومة على صفات مخصوصة،
فعلِمها سبحانه، وكتبها بكل تفَاصيلها ودقائِقها، وشاءَها وخلَقَها، فهي كائنةٌ لا محالةَ
على التَّفصيل والدّقَّة كما شاء سبحانه، وما لم يشَأه فإنّه لا يكون، وهو قادرٌ على كلِّ شيء،
فإن شاءَه وقَع، وإن لم يشَأه لم يقع، مع قدرته على إيقاعِه.
أيُّها المؤمِنون، القدَرُ غَيبٌ مبناه على التَّسليم،
قال الله عزّ وجلّ:
{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا }
[الأحزاب: 38]،
وقالَ سبحَانَه:
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر * وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر }
[القمر: 49، 50]،
وقال جلَّ في عُلاه:
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُوم }
[الحجر: 21]،
وفي صحيحِ مسلمٍ
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال:
( و إن أصابَك شيءٌ فلا تقُل : لو أني فعلتُ كان كذا و كذا ،
و لكن قل : قدَرُ الله و ما شاء فعل ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
( كلُّ شيء بقدَر حتى وضعُك يدَك على خدِّك ) .
أيُّها المسلمون، مذهبُ أهل السنّة والجماعة هو ما دلَّ عليه الكتاب والسنة،
وكان عليه السابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسانٍ،
وهو أنّ الله تعالى خالقُ كل شيءٍ وربُّه ومليكُه، وأنّه سبحانه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن،
ولا يكون في الوجودِ شيءٌ إلا بعِلمِه ومشيئته وقُدرته، لا يمتنِع عليه شيء،
بل هو قادرٌ على كل شيء، ويعلَم سبحانه ما كان وما يكون، وقد قدَّر مقاديرَ الخلائق قبلَ أن يخلقهم،
قدَّر آجالَهم وأرزاقهم وأعمالهم، وكتب ذلك، وكتَب ما يصيرون إليه من سعادةٍ وشَقاوة،
والعِبادُ مأمورون بما أمرَهم الله به، منهيُّون عما نهاهم عنه. ونؤمن بوعدِ الله ووعيده،
ولا حجّةَ لأحد على الله في واجبٍ تركَه أو محرم فعله، بل لله الحجة البالغة،
{ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا }
[الفرقان: 2]،
{ إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُوم * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُون }
[المرسلات: 22، 23].
عبادَ الله، الإيمان بالقضاءِ والقدَر يقومُ على أربعةِ أركان مرتبطة ببعضِها،
لا يتمّ الإيمان إلا بتحقيقها، وهي:
العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق.
فالعلم هو الإيمان بأن الله تعالى عالمٌ بكلِّ شيءٍ جملةً وتفصيلاً، أزلاً وأبدًا،
فيعلَم الموجودَ والمعدوم، والممكنَ والمستحيل،
لا يَعزُبُ عن عِلمه مثقالُ ذرّة في السماوات ولا في الأرض،
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين }
[الأنعام: 59].
الثاني مما يشتَمِل عليه الإيمانُ بالقدر: الكتابة، وهي الإيمان بأنَّ الله كتب ما سبق به عِلمُه
من مقادير الخلائقِ إلى يوم القيامة، فكلّ ما كان وما هو كائِن مكتوبٌ
في اللَّوح المحفوظ في أمِّ الكتاب،
قال سبحانه:
{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير }
[الحج: 70]،
وقال عزَّ وجلَّ:
{ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين }
[يس: 12].
عن عبد الله بن عمرو بن العَاص رضيَ الله عنهما قال:
سمعت رسولَ الله صلى الله عليه و سلم يقول:
( كتَب الله مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ بخمسين ألفَ سنة )
رواه مسلم.
الأمر الثالث ـ أيها المسلمون ـ مما يشتمل عليه الإيمان بالقدر: المشيئة،
وهي الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكُن،
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ }
[القصص: 68]،
{ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين }
[التكوير: 29].
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنَّ قلوبَ بني آدَم كلّها بين إِصبعين مِن أصابعِ الرحمنِ كقَلبٍ واحدٍ يُصرِّفُه حيث يشاء )
رواه مسلم.
أما الركن الرابع أيها المسلمون: فهو الخلق، وذلك يقتضي الإيمان بأنَّ جميع الكائناتِ
مخلوقةٌ لله بذواتها وصفاتها وحركَاتها، وبأنَّ كلَّ من سوى الله فهو مخلوق،
مُوجَدٌ من العَدَم،
قال الله عزَّ وجلَّ:
{ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }
[الرعد: 16]،
وعن حذيفة رضي الله عنه قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :
( إنَّ الله يصنَع كلَّ صانعٍ وصنعَتَه )
أخرجه البخاريّ في "خلق أفعال العباد".
أيّها المسلمون، للإيمان بالقضاءِ والقدَر ثمراتٌ تعودُ على المؤمنِ بالنَّفع العاجل والآجِل،
والعبودِيّاتِ والنفحاتِ والمنازل التي تُبلِّغُه رضا الله وجنته. فأوّل ذلك أنّ المؤمنَ
يُؤدِّي عِبادةً لله تعالى بِإيمانه بالقضاءِ والقدَر، وبالإذعانِ لله والتَّسليم له، كما أنه باعثٌ على الإخلاص؛
فإذا علِم العبدُ أنَّ كلَّ شيء بقدَر الله وأنَّ الملك ملكُه والخلقَ خلقُه وكلّ شيءٍ مقاليدُه بيده
وأن الأمور لا تُنال إلا بتقديرِ الله وأنَّ الناس لا يملكون شيئًا لم يعُد يُبالِ بذمِّ الناس ومدحِهم في الحقّ،
ولم يُسخِط الله برضا الناس، ولم يتزيَّن لهم؛ بل يزدادُ إخلاصًا وقَصدًا لله، لا تأخذه في الله لومةُ لائم،
ويعلَم أنَّ كلَّ شيء واقعٌ تحتَ قهرِ الله وسلطانه محكومٌ بقدره،
وفي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما
أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعَنت فاستعِن بالله،
واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعَت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفَعوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبَه الله لك،
وإن اجتَمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك،
رُفِعت الأقلام، وجفَّت الصحف )
رواه الترمذي بإسنادٍ صحيح.
وهذا يزيد إيمانَ المؤمن، قال الله عزّ وجلّ:
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
[التغابن: 11]،
وفي قراءةٍ :
{ يَهْدَأْ قَلْبُهُ }،
إن الإيمان بالقدر يُفلِح في تهدِئةِ الأعصابِ أكثرَ مما تُفلِح كلُّ المُسكِّنات والعقاقير الطبية،
والسكينةُ من مواهب الرحمن لا من كَسب الإنسان، وهي الطمأنينة والوقار والسكون
والأمن الذي يُنزِله الله في قلبِ المؤمن خاصّة في مواقفِ القلقِ والاضطراب.
أمّا الطمأنينة فهي سكينةٌ معَها أُنس. فيا لله! كم للإيمان بالقضاء والقدر
من رَوحٍ وسكينة وراحةٍ وطمأنينة.
أيُّها المسلمون، ومِن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر أن يمتلئَ القلبُ شَجاعةً وإقدامًا،
فلن تموتَ نَفسٌ حتى تستكمِلَ رزقها وأجلَها، ولن يُصيبَ الإنسانَ إلاَّ ما كُتِب له،
فعلام الخوف والقلق؟!
( و أعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليُخطِئك،
وأنّ ما أخطأك لم يكن ليُصيبك ).
وكذلك القناعة وعزّة النفس؛ فالرّزق لا يجلبه حرصُ حريص، ولا يمنعه حسَد حاسد،
وهذا يؤدّي إلى القناعةِ والإجمالِ في الطّلَب، وإلى التحرّر من رقِّ الخَلق ومنَّتهم والحاجةِ إليهم،
والاكتفاء من الدّنيا بالبلاغ، فتعلُو همَّةُ المؤمن، وتزكو نفسُه،
ولا يحسُد أحدًا على عطاءٍ أعطاه الله إياه؛ لعلمه أن الله يُعطي ويمنع، ويخفِضُ ويرفع،
ومن حسَد غيرَه فإنه مُعترِض على قضاءِ الله وقسْمه،
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ }
[النساء: 54].
الإيمانُ بالقضاء والقدَر يدعو للتفاؤل والإيمانِ بالنصر القادم والفرج العاجل،
( و اعلم أنَّ النصر مع الصبر ، و أن مع العُسر يُسرًا ) ،
فلا يأس ولا قنوط ،
{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون }
[يوسف: 87].
الإيمانُ بالقدَر يجعَل المؤمنَ صابرًا قويَّ الاحتمال، وكلّ أحدٍ لا بدَّ له من الصّبر،
فهو من جميل الخِلال ومحمود الخِصال، ومن سمات الرجال،
ومن لم يصبر صبرَ الكرام سلا سُلُوَّ البهائم.
قال عمر رضي الله تعالى عنه :
( وجَدنا خير عيشنا بالصبر )؛
لذا تجِد المؤمنَ بالقدرِ صبورًا مُتجلِّدًا، يتحمَّل المشاقّ، ويتجاوَز المصاعِب والآلام،
بخلافِ ضعيفِ الإيمان الذي لا يقوَى على الاحتمالِ، ولا يقدِر على ما يعترِضه،
فيجزَع لأتفه الأسباب؛ بل ربما أدَّى به الجَزَع إلى الوساوِس والأمراضِ النفسيّة،
والهرب إلى المُخدّرات، والانتحار، ولو آمَن بالقضاء والقدر لرأيتَ قوّة الرجاء وإحسانَ الظن بالله،
فإنَّ الله تعالى لا يقضِي قضاءً إلاَّ وفيه تمامُ العدل وكمال الرحمة والحكمة،
فلا يتَّهمُ ربَّه فيما يُجرِي عليه مِن أقضيَته وأقداره، وذلك يُوجِبُ له استواءَ الحالات عنده،
ورضاه بما يختاره له سيّده، وينتظر الفرجَ ويترقَّبه، بل يُخفِّف ذلك من حمل المشقّة،
لا سيّما مع قوة الرّجاء، فإن في حشو البلاء من رَوح الفرج ونسيمه وراحته
ما هو خفيُّ الألطاف، بل هو فرجٌ مُعجَّل.
إن التأمُّل في قدَر الله يكشِف للإنسانِ حكمةَ الله فيما يُقدِّرُه من خيرٍ أو شر،
{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون }
[البقرة: 216]،
ألا فاتقوا الله ربكم، وفوضوا إليه أموركم، فهو سبحانه الذي يَعلَم عواقبَ الأمور،
وبيده تصريف الدهور.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
الحمد لله استأثَر بالخلقِ والتّدبير، له ملك السماوات والأرضِ وهو اللّطيف الخبير،
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له،
وأشهَد أنَّ سيدنا ونبينا محمَّدًا عبدُ الله ورسوله البشيرُ النذير والسراج المنير،
صلّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.
أمّــا بــعــد :
أيّها المسلمون، الإيمانُ بالقدَر لا يُنافي أن يكونَ للإنسان مَشيئةٌ يُحاسَبُ عليها في أفعالِه الاختياريّة،
فكلّ إنسان له قدرةٌ وإرادةٌ ومشيئةٌ واختيار، لا يُجبِرُه أحدٌ على فعل خيرٍ أو فِعل شر،
قال تعالى:
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }
[الشمس: 7، 8]،
وقال سبحانه:
{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيم * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين }
[التكوير: 28، 29].
وأفعال العبادِ هي مِن الله خَلقًا وإيجادًا وتَقديرًا، وهي مِنَ العباد فعلاً وكسبًا واختيارًا،
فالله هو الخالق لأفعالهم، وهم الفاعِلون لها،
قال سبحانه:
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون }
[الصافات: 96].
قال ابن القيم رحمه الله: "ها هنا أمران: قضاءٌ ومقضِيّ، فالقضاء هو فِعل الربّ سبحانه،
والمقضيُّ هو المفعولُ المنفصل عنه، فالقضاء كلُّه خيرٌ وعَدلٌ وحكمة،
والمقضيُّ منه ما هو مَرضي، ومنه ما هو غيرُ مرضي. مثال ذلك ياعباد الله: قتلُ النفس،
فله اعتباران: فمِن حيث إنّه قدَّره الله وعلمه وقضاه وكتبه وشاءه وجعله أجلا للمقتول
ونهايةً لعُمره فهو كذلك، ومن حيثُ إنه صدَر من القاتل وباشره وكسبه وأقدم عليه باختياره
وعصى الله بفعله فهو مسخوطٌ غيرُ مرضيّ، ولم يُجبِره أحدٌ على هذه المعصية،
ولا وجه للاحتجاج بالقدر هنا؛ فإنه لا يدرِي أصلاً ما الّذي كتبه الله وقدَّره،
فهو مُحاسَبٌ على فِعلِه، لا عَلى ما قدَّره الله ممّا لا يعلَم العبدُ عنه".
وعن جابر رضي الله عنه قال:
جاءَ سُراقةُ بن مالك إلى النبيِّ صلى الله عليه و سلم فقال:
يا رسول الله ، بيِّن لنا دينَنا كأنّا خُلِقنا الآن ، فيمَ العمل اليوم ؟
أفيما جفَّت به الأقلام و جرت المقادير ، أم فيما نستقبل ؟ قال :
( لا، بل فيما جفَّت به الأقلام و جرت به المقادير ) ،
قال : ففيمَ العمل ؟ ! فقال :
( اعملوا فكلٌّ مُيسَّر )،
وفي روايةٍ :
( كلُّ عاملٍ مُيسَّرٌ لعمله )
رواه مسلم.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وتزودوا بالصالحات ، وتوكلوا على عالم الخفيات،
ارضوا بالقضاء، واصبروا على البلاء، واشكروه سبحانه عند النعماء.
أسأل الله تعالى لي و لكم الهدى و التّقَى و العفافَ و الغنى .

هذا و أعلموا عباد الله أن الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكته ثم أمركم به ،
فصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا
و به من خير الله الكثير
اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير
و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين
الايمان بالقضاء والقدر خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى
للمزيد من مواضيعي

 






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
للشيخ, نبيه, والقدر, الايمان, الرفاعي, بالقضاء, جمعة, خطبة


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
العفاف - خطبة جمعة / نبيل الرفاعى بن الإسلام القسم الإسلامي العام 0 29.09.2011 16:36
همة العشرة ( خطبة جمعة للشيخ نبيل الرفاعى ) بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 19.08.2011 14:34
تحية رمضان - الشيخ نبيل الرفاعى بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 05.08.2011 15:29
خطبة عن استقبال رمضان للشيخ نبيل الرفاعى / بيت عطاء الخير بن الإسلام رمضان و عيد الفطر 0 22.07.2011 10:57
سلسلة الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد حسان أمــة الله قسم المحاضرات 6 15.11.2010 13:37



لوّن صفحتك :