آخر 20 مشاركات
رسالة لـرؤوس الكنيسة الأرثوذكسية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أنا الفريدة لا تضرب بي المثل ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الإصلاح بين المتخاصمين (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 14 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 19 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 19 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 17.04.2010, 11:56
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي قصة المسجد الأقصى من البداية للنهاية


بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين تحية طيبة وبعد المسجد الأقصى البداية للنهاية
المسجد الاقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الاسير الحزين الباكي ماهي قصته

المرحلة الأولى: البناء الأول



من عهد آدم عليه السلام - إلى حوالي عام 1550 ق.م





هذه هي المرحلة الأولى في تاريخ المسجد الأقصى المبارك، وتمتد منذ بنائه الأول على يد آدم عليه السلام، وحتى أول انحدار معروف له تاريخيا في عهد فرعون مصر، وتشهد فيما بين ذلك بعثة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ثم إسحاق ويعقوب ويوسف عليهم الصلاة والسلام، ولتتعاقب عليها أقوام اليبوسيين، والكنعانيين، والهكسوس.

المسجد الأقصى البداية للنهاية


جاء بناء المسجد الأقصى المبارك فوق هضبة موريا Moriah بالقدس القديمة، ليصبح ثاني بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، بعد أربعين عاما من بناء البيت الأول، المسجد الحرام بمكة، كما نص على ذلك الحديث الشريف.



- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ.) صحيح البخاري/ حديث 3115 ترقيم العالمية



هذا الحديث الشريف حدد المدة الفاصلة بين بناء البيتين الحرام والمقدس بأربعين سنة، وهو ما يرجح أن يكون بانيهما نفس الشخص أو من نفس الجيل. واختلف في تحديد هذا الباني الأول على ثلاثة أقوال، فمن قائل انه آدم Adam عليه السلام أو أحد أبنائه، ومن قائل إنهم الملائكة، وذلك قبل وجود البشر على الأرض، ومن قائل إنه إبراهيم Ibrahim - Abraham عليه السلام. والمرجح هو أنه آدم، عليه السلام، بوحي من الله تعالى، لأن هذين البيتين إنما وضعا ليتعبد فيهما الناس، وليس الملائكة، بخلاف البيت المعمور في السماء، فناسب أن يبنيهما الناس. ثم إن إبراهيم عليه السلام إنما رفع قواعد البيت الحرام ولم يبنها ابتداء، كما نص القرآن الكريم، فلا يرجح أن يكون هو الباني الأول لأي من المسجدين الحرام أو الأقصى.



- قال تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إبراهيم37

- قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة 127-128




ويرجح أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده، وتحديد مساحته التي تتراوح بين 142 – 144 دونم (الدونم = ألف متر مربع). فكلمة المسجد، لغويا، هي اسم لمكان السجود، الذي هو من أهم وأخص أركان الصلاة والعبادة لله تعالى. وهذه الكلمة تشير، اصطلاحا، إلى أرض ذات مساحة محددة، تخصص للصلاة، وتحدد لها قبلة. وتشمل مساحة المسجد كل ما تحت هذه الأرض إلى سبع أرضين وما فوقها إلى سبع سماوات، ولا يشترط أن يكون المسجد بناء مقببا، أو غير مقبب.

وحدود المسجد الأقصى المبارك، والتي يدل عليها السور الحالي الذي يحيط به، لم يطرأ عليها، في الأغلب، أي تغيير منذ وضعت لأول مرة وحتى يومنا هذا. وبالرغم من تعرضه للهدم والتدمير عدة مرات، لعوامل شتى، نماما كما تعرض المسجد الحرام في مكة لمثل ذلك، فقد بقيت قواعد البيت الحرام، وبقيت أساسات سور البيت المقدس، يجددها المجددون على مر العصور.

ويعتقد كثير من الباحثين أن المسجد الحرام بمكة لم يزل معمورا حتى جاء زمن نوح Nuh - Noah عليه الصلاة والسلام، فاختفى مع الطوفان. واستمر الأمر على ذلك حتى بوأ الله تعالى لإبراهيم، عليه السلام، مكان هذا البيت فرفع هو وابنه إسماعيل Isma'il - Ishmael، عليهما السلام، قواعده. وكذلك المسجد الأقصى المبارك، فقد انقطعت أخباره في العهود البائدة من بعد آدم عليه السلام. واستمر الأمر على ذلك إلى أن هاجر إبراهيم عليه السلام إلى الأرض المباركة حول المسجد الأقصى، واتخذها مركزا لنشر دعوة التوحيد. ومنذ ذلك الحين، عمر هو وذريته من ابنه الثاني، النبي إسحاق Ishaq (Isaac)، ثم حفيده النبي يعقوب Ya'qub - Jacob (إسرائيل Israel)، عليهم جميعا الصلاة والسلام، ثم الأسباط twelve tribes (حفدة يعقوب)، المسجد الأقصى المبارك.




- قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء: 71

- قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً) مريم 49

- قال تعالى: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ) الصافات 112-113


أما التاريخ، والذي لم يبدأ علميا إلا بعد أن عرفت الكتابة حوالي عام 3500 ق. م، فقد سجل قدوم اليبوسيين Jebusites، وهم بطن من بطون العرب الكنعانيين Canaanites (الذين استقروا بفلسطين، فعرفت باسمهم، أرض كنعان Canaan)، إلى القدس، وبناءهم لها خلال حوالي عام 3000 ق. م. وكانت القدس تعرف باسمهم، يبوس Jebus. ويعتقد أنها كانت تقوم في أول أمرها على تلال أوفل وسلوان الواقعة إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك مباشرة. وتعد بعض الحجارة اليبوسية التي تظهر في أخفض زوايا سور البلدة القديمة بالقدس حاليا، وهي الزاوية الجنوبية الشرقية، أقدم الآثار الإنسانية في المدينة على الإطلاق، ولعلها تدل على أن اليبوسيين جددوا بناء هذا السور الذي يتحد مع سور المسجد الأقصى المبارك في هذه الناحية.

ويعتقد الباحثون أن هؤلاء اليبوسيين عرفوا ديانة التوحيد، الإسلام، لحرصهم على مجاورة المسجد الأقصى المبارك، وأيضا لاحتفائهم بهجرة نبي الله إبراهيم عليه السلام إليهم حوالي عام 1900 ق. م[1]. وتذكر التوراة المتداولة في يد اليهود حاليا أنه عليه السلام التقى ملكهم، مِلكي صادق Melchizedek، أو ملك السلام، وكان صديقا له. وهذا الملك هو الذي ينسب إليه الاسم الكنعاني للقدس، أور سالم Ūršalīm، أي مدينة سالم، أو مدينة السلام، وهو الاسم الذي اشتق منه الاسم Jerusalem الذي يستخدم في العالم الغربي للإشارة إلى القدس حاليا.

المسجد الأقصى البداية للنهاية

ويؤكد القرآن الكريم في أكثر من موضع أن إبراهيم عليه السلام، وجميع الأنبياء من ذريته، ومن بينهم إسرائيل (يعقوب عليه السلام) والذي عاش هو وأبناؤه في الأرض المباركة لفترة من الزمن، إنما كانوا موحدين أسلموا وجوههم لله تعالى. وهو بهذا يقطع أية صلة دينية متوهمة بين تلك الأمة المسلمة التي خلت، وبين يهود ونصارى اليوم الذين يدعون الارتباط بها، وينسبون أنفسهم إليها، بل ويصر الصهاينة منهم على نسبة الكيان الغاصب الذي أقاموه في بيت المقدس مؤخرا إلى نبي الله إسرائيل عليه السلام.

- قال تعالى: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.) البقرة 130-136

- قال تعالى: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ) البقرة 140

- قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ. هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 65 -68

- قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل 120

- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) المائدة 12


وبين حوالي عامي 1800 – 1600 ق. م[2]، عرفت أرض فلسطين الهكسوس Hyksos، أو "الحكام الأجانب"، باللغة المصرية القديمة. وهؤلاء كانوا بدوا استقروا في مصر، وأقاموا مملكة في شمالها، ولكنهم لم يدينوا بدين المصريين القدماء، الذين كان أكثرهم يؤلهون حكامهم, ويتعبدون للشمس والقمر، ولبعض الحيوانات كالثور والبقرة والقردة. ولعل بعثة نبي الله يعقوب ثم ابنه النبي الكريم يوسف Yusuf - Joseph، عليهما الصلاة والسلام، قد حدثت خلال هذه الفترة. حيث يشير القرآن إلى حكام مصر في عصر نبي الله يوسف بلفظ "ملك"، وليس "فرعون"، والذي يستخدمه عند ذكر حكام مصر في عصر لاحق، هو عصر النبي موسى Musa - Moses عليه السلام.


- قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ) يوسف54


وهكذا كان دخول يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام إلى مصر بعد أن تآمر عليه إخوته. فدعا إلى الله فيها، وواجه فساد المجتمع، حتى وصل إلى أرفع المناصب، وهو منصب العزيز (كبير الوزراء).



- قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) يوسف39



ثم انتقل إليها أبوه يعقوب عليه السلام وأولاده، بعدما أصاب الجدب أرضهم جنوبي بادية النقب بفلسطين، ليعمل الجميع على نشر دين الله، الإسلام، بين أهل مصر، باعتبار أن رسالة الإسلام، رسالة التوحيد الخالص لله تعالى، هو الدين الذي دعا إليه كل الأنبياء عبر التاريخ[3].


- قال تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) يوسف 99

- وقال تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون (وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) غافر 34


ومن هذا العرض يتبين كيف عرفت منطقة بيت المقدس نور الهداية منذ بدء الخليقة، وتعاظمت بركتها وقدسيتها بهجرة نبي الله إبراهيم، عليه السلام، إليها. ومن ثم، امتد النور والبركة منها إلى مصر القديمة، التي تعد من أولى الحضارات في العالم.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] محسن محمد صالح، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 20

جمال عبد الهادي، مقال بعنوان "الإسلام هو الحل : رؤية تاريخية"، موقع التاريخ
بعض الجزئيات منقولة .

المسجد الأقصى البداية للنهاية
يتبــــــــــــــع
للمزيد من مواضيعي

 








توقيع طائر السنونو
أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه ..
سُبحانهُ الله ..

صدقوني و إن تغيبت أني أحبكم في الله
أحبكم الله


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 17.04.2010, 18:00
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين



من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م



هذه المرحلة شهدت تسلط فرعون مصر ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وهو الهدف الذي تأخر تحقيقه لبعض الوقت بسبب ضعف إيمانهم.

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس - أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6





وخضع بنو إسرائيل Children of Israel/ Israelites الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (Musa - Moses) وهارون (Harun - Aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.



- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76

- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79


ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17



واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.



- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50

- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80

- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137




مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)

ولعل رسائل تل العمارنة Amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" Philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم "فلسطين" Palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة Amalekites.

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).



- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22


وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.



- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26



ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.



- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية



وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع Joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.



- ‏عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَّا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59

ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27 . أو سنة 1189 ق. م عند عارف باشا العارف، في كتابه تاريخ القدس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة 2002م


يتبع





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 17.04.2010, 22:50

نضال 3

عضو

______________

نضال 3 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.149  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
21.01.2019 (13:04)
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم يحن القلب للقياك يا أقصى
وكم يأن لحالك
فاللهم حرر اقصانا من يد بنى صهيون ووجهنا لم فيه النفع لديننا
واجعلنا يدا لتحريرفلسطين ورفع راية الاسلام على مسجدنا ومسرى نبينا المصطفى
باركَ الله فيك اخى الفاضل
معلومات جميلة عن أقصانا الجميل

فالشكر موصولا بكامل التقدير والاحترام







توقيع نضال 3
تـــوقيع نضال 3
تحيـــا مصـــر


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 18.04.2010, 12:04
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


شرفني مرورك العطر أختي نضال 3




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 18.04.2010, 12:08
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

المرحلة الثالثة: فتح داود عليه السلام



من حوالي سنة 1000 ق.م - حوالي سنة 920 ق.م



هذه المرحلة من أهم وأبرز مراحل الازدهار في تاريخ المسجد الأقصى المبارك، وشهدت انتقال بني إسرائيل من العصيان إلى الطاعة، ودخولهم بيت المقدس بقيادة داود عليه السلام، حيث أقاموا خلافة مسلمة عظيمة جدد خلالها بناء المسجد الأقصى.


استمر فشل بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام في إتمام فتح الأرض المقدسة لسنوات طويلة، فأيقنوا أن طاعة الله ورسله والجهاد في سبيله هو الطريق الوحيد للخروج من الذل الذي حل بهم، ولمواجهة أعداء الله الذين أخرجوهم من ديارهم. ولجأ الملأ منهم إلى نبي لهم ليدعو الله حتى يبعث إليهم ملكا يقاتلون معه لتحرير الأرض المباركة، وفتح بيت المقدس. ويحكي القرآن تفاصيل هذه الملحمة العظيمة التي مر بها بنو إسرائيل حتى استحقوا النصر على القوم الجبارين (العمالقة)، في سورة البقرة.



- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) البقرة 246



ومن أبرز تفاصيل هذه الملحمة أن قرار الجهاد اتخذ على أعلى المستويات في بني إسرائيل، ولكن كان لابد من الثبات على خطوات تنفيذه، وهو ما احتاج إلى تمحيص متكرر، حتى ظهرت من بينهم الفئة القليلة المؤمنة التي حقق الله النصر على يديها. فقد تولوا إلا قليلا منهم بعد أن كتب عليهم القتال، كما ورد في الآية القرآنية السابقة، مما أدى إلى وصم هؤلاء المعرضين بالظالمين.

ثم مر هؤلاء الذين ثبتوا في هذا الاختبار الأول باختبار آخر أشد صعوبة لدى اختيار طالوت (تطلق عليه التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى اسم شاول Saul) ملكا عليهم. فقد اعترضوا عليه، وبرروا ذلك بأنه لم يؤت سعة من المال. ومرة أخرى، لم ينجح إلا البعض في هذا الاختبار، بعد أن وثقوا باختيار الله تعالى لمن أوتي بسطة في العلم والجسم.

وبعد أن سار الناجحون في هذا الاختبار الثاني مع الملك طالوت، أمرهم بعدم الشرب من نهر مروا عليه، رغم أنهم عطاش، إلا جرعات قليلة. ولم يلبث غالبية القوم أن فشلوا في هذا الاختبار الجديد، ولم يثبت منهم إلا القليل الذين وصفهم الله بالإيمان. ثم مر هذا القليل بتجربة أخيرة هي ملاقاة جالوت Goliath ملك الجبارين في جنوده وجها لوجه. وهنا، لم يثبت إلا من يوقنون بالآخرة يقينا جازما، فدعوا الله تعالى أن يثبتهم وينصرهم على القوم الكافرين، وجاء النصر منه تعالى.

وبرز من القلة المجاهدة داود David، عليه الصلاة والسلام، فقتل جالوت، ملك الجبارين، وانتصر المؤمنون. وآتى الله عبده داود الملك والحكمة، وآتاه علما، وأنزل عليه كتابا هو الزبور Psalms، وسخر معه الجبال والطير يسبحن، وألان له الحديد، فكان يعمل بيده، ووصفه الله تعالى بالعبد الأواب ذي القوة في العبادة.



- قال تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص 17



بعد أن تولى داود عليه السلام الملك، تمكن من فتح القدس حوالي عام 995 ق. م. [1]، فوسعها، وعمرها، وجعلها عاصمة لملكه، لتشهد هي ومسجدها المبارك عهدا ذهبيا امتد حتى نهاية عهد ابنه سليمان عليهما السلام، واعتبر أبرز عهد لها عرفه التاريخ القديم.

ويزعم الصهاينة اليوم، والذين ينسبون أنفسهم لداود عليه السلام، أنه أسس نواة القدس الأولى التي يعتقد أنها كانت على تلال أوفل وسلوان المحاذية للسور الجنوبي للبلدة القديمة بالقدس حاليا. ولذا، يطلقون على سلوان التي تعتبر البوابة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك اسم "مدينة داود City of David". والصحيح أن اليبوسيين العرب كانوا أول من أسس القدس في هذه المنطقة لوجود عين سلوان بها، وهو ما تدل عليه الحجارة اليبوسية التي لا تزال موجودة فيها. أما داود عليه السلام، فتمثل دوره في فتحها واتخاذها عاصمة لمملكته التي امتدت لتشمل كل أراضي فلسطين، للمرة الأولى في حياة أتباع التوحيد من بني إسرائيل.







حجارة يبوسية في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك تثبت أن داود عليه السلام لم يكن أول من بنى مدينة القدس
وبعد وفاة داود حوالي عام 963 ق. م. [2]، ورثه ابنه سليمان Solomon، عليهما السلام، من حيث النبوة والملك، بإذن الله تعالى. واتسع ملك النبي الكريم، سليمان عليه السلام، فشهد حركة بناء وعمران ضخمة ارتبطت بالصروح والمحاريب، وبلغ شأوا عظيما يعجز عن إدراكه البشر. فقد علمه الله تعالى منطق الطير، وسخر له الريح والجن، وأسال له عين القطر. وكان ملكه عليه السلام معجزة على نبوته، ولم يكن سحرا أو كفرا، كما ادعت يهود. فقد نفى الله تعالى عنه ذلك، ووصفه بالعبد الأواب، كما وصف أباه داود من قبل.


- قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) الأنبياء 81


- قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ. يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ 12-13


وامتد نفوذ مملكة سليمان عليه السلام إلى سبأ Sheba في اليمن جنوبا، فدخلها الإسلام على شريعة موسى عليه السلام، وأسلمت معه ملكتها، كما يحكي القرآن الكريم.



- قال تعالى: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل 44



وكان طبيعيا أن تمتد آثار النبوة والملك العظيم اللذين اجتمعا لسليمان عليه السلام، إلى المسجد الأقصى المبارك الذي كان قد بناه لأول مرة آدم عليه السلام أو أحد أبنائه على الأرجح. فقد جدده سليمان عليه السلام تجديدا يليق بملكه، كما يؤكد الحديث الشريف.



- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ.) سنن ابن ماجه/ حديث 1398 ترقيم العالمية



ويلاحظ في هذا الحديث أن الإشارة إلى المسجد الأقصى المبارك وردت باسم "بيت المقدس". وهذا الاسم في الحقيقة هو الترجمة العربية الفعلية للفظة العبرية "بيت هاميكداش"، التي يطلقها اليهود على هذا المسجد المبارك. أما الترجمة المتداولة لهذه الكلمة العبرية إلى معبد أو هيكل بالعربية، فهي مأخوذة عن الكلمة الإنجليزية Temple، والتي جاءت بدورها من ترجمة اليونانيين والرومانيين القدماء لكلمة "بيت المقدس" إلى "معبد"، إذ أن مفهوم بيوت الله ليس مألوفا لديهم.

ويعتقد بعض الباحثين، وخاصة الدكتور عبدالله معروف، صاحب كتاب "المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك"، أن اختفاء آثار هذا التجديد العظيم للأقصى، والذي تم في عهد سليمان عليه السلام، رغم الحفريات الكثيرة التي أجراها الأثريون في المسجد المبارك وما حوله، يعتبر استجابة من الله تعالى لدعوة هذا الرسول الكريم بأن يؤتيه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده. فهذا الملك لا ينبغي لأحد من بعده أن يحوز مثله، ولا حتى أن يدرك كنهه.




- قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ص 35




وهكذا .. حكم بنو إسرائيل المصطفون الأرض المباركة، في عهد النبيين الكريمين والملكين العظيمين، داود وسليمان عليهما السلام، حكما عادلا وآمنا، امتد حوالي 80 عاما، حتى وفاة سليمان عليه السلام عام 923 ق. م.[3] .

ويزعم الصهاينة اليوم، وكثير منهم من اليهود، أنهم وارثي ملك داود وسليمان عليهما السلام، ويسعون، بناء على ذلك الزعم، إلى هدم المسجد الأقصى المبارك ببنائه الحالي، وطمس المعالم الإسلامية في القدس المباركة، وإخراج أهلها منها. ولكن الحقيقة أنهم لا يمتون بصلة لتلك الأمة التي خلت من بني إسرائيل، ولا لهذه الأرض المباركة. فقد نبذوا النبوة والكتاب، وزعموا أن داود وسليمان، عليهما السلام، كانا ملكين لا نبيين، ونسبوا الكفر والسحر إلى سليمان عليه السلام، وحرفوا شريعة موسى عليه السلام، وقتلوا فريقا من أنبيائهم، وكذبوا فريقا آخر.



- قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ. وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ..) البقرة 102



ولا شك أن النصر والتمكين حليف الصادقين من أتباع الأنبياء، في كل وقت وحين، وان اللعنة هي نصيب الكافرين على مر الدهور، كما ورد على لسان داود عليه السلام، وفي الكتاب الذي أوتيه.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الأنبياء 105


- قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) المائدة 78




--------------------------------------------------------------------------------

[1] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 32.

ص 33

يتبـــــــــــــــــع






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 18.04.2010, 12:36
صور الزبير بن العوام الرمزية

الزبير بن العوام

عضو

______________

الزبير بن العوام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 24.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 622  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
20.04.2022 (21:19)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي


هذا الموضوع من المواضيع الرائعة و اللامعة ...

يثبت الموضوع ...


أكمل بارك الله فيك ...





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 18.04.2010, 12:52
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


شرفني متابعتك أخي الحبيب قلب الاسد جزاك الله خيرا ونفع بك وجزيل شكري لتثبيت الموضوع بورك فيك وغفر الله لك ذنبك وجمعني بك في سلطان محبته وتحت رايته نحن وسائر المسلمين
آمين





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 18.04.2010, 20:22
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

التدمير الأول (المسجد الأقصى):

بعد وفاة سيدنا سليمان(عليه السلام) ، وقع نزاع بين أبنائه على وراثة ملكه ، وكان نتيجة هذا الصراع ، انقسام المملكة إلى مملكتين ، الأولى في الجنوب وتسمى (يهوذا) وعاصمتها (أورشليم) واستمرت من (931 ق.م – 586 ق.م). والأخرى في الشمال وتسمى (إسرائيل) وعاصمتها (نابلس) أو (شكيم) واستمرت من (931 ق.م – 724 ق.م).

في إطار الصراع الإقليمي بين الدول المتحاربة في المنطقة ، تمكن ملك الآشوريين (سرجون الثاني) من الزحف إلى مملكة (إسرائيل) عام (722) ق.م ، وتدميرها تدميراً كاملاً ، وإبادة شعبها قتلاً وتشريداً.

أما مملكة (يهوذا) ، فقد زحف إليها الملك الكلداني نبوخذ نصر من بلاد آشور (العراق)، وحاصرها وأعمل فيها خراباً وتدميراً، حيث نهبها ودمر المعبد سنة (587) ق.م ، وسبى أكثر السكان إلى بابل، فيما فرَّ الآخرون إلى مصر وغيرها من الأقطار . وقد عرفت هذه المدة تاريخياً بـ (عصر السبي البابلي) . وفي السبي البابلي، مكث اليهود سبعين سنة ، حيث تعلموا الآرامية ، ومنها تطورت العبرية، وبالعبرية المقتبسة من الآرامية ، وضع الكهنة اليهود في الأسر البابلي توراتهم، وهي بلا شك ليست لغة سيدنا موسى(عليه السلام) المصرية التي نزلت بها التوراة الأصلية.

ويشير بعض المؤرخين إلى أن هذا الغزو لديار بني إسرائيل وتشريدهم ، وهدم معبدهم جزاءً وفاقاً لتخليهم عن هدي الرسالات وحقائق الدين ، وتحولهم من دور الإصلاح المنوط بأتباع الرسل إلى دور الإفساد الذي أرسلت الرسل لتطهير الأرض منه ، وجرت سنة الله التي لا تتبدل على أمة بني إسرائيل، إذ عوقبوا على الإفساد الذي أظهروه بواحاً ، فيشير البعض إلى أن المعبد الذي بناه سليمان(عليه السلام) لعبادة الله تعالى ، حوله بنو إسرائيل بعد وفاته إلى مكاناً للهو والدعارة والممارسات الآثمة.

العودة من السبي وإعادة بناء المسجد:

بعد سقوط مملكتي إسرائيل ويهوذا ، احتل ملك الفرس (قورش الإخميني) بلاد بابل، ومن ثم أصبح له السلطان على أرض (يهوذا). فأطلق الفرس على شعب يهوذا اسم (اليهود) وعلى ديانتهم (اليهودية) ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت كلمة (اليهود) تعني من اعتنق اليهودية ولو لم يكن من بني إسرائيل .

سمح قورش لليهود بالعودة إلى فلسطين عام (538) ق.م ، فقاموا بإعادة تعمير المدينة المقدسة، وأعادوا بناء المسجد مرة أخرى على نفقة بيت الملك في عهد دارا (داريوس) سنة (515) ق.م .

التدمير الثاني (المسجد الأقصى):

في سنة (332) ق.م ، تمكن الاسكندر المقدوني من السيطرة على فلسطين، ليبتدأ عهد الإغريق في المنطقة (332 ق.م – 64 ق.م) ، فتأرجح وضع اليهود بين مد وجزر، حتى كان عهد الملك السلوقي أنطيوخس الرابع (175 ق.م – 164 ق.م)، فدمر الهيكل ، ونهب كل ما فيه ، وأجبر اليهود على اعتناق الوثنية الإغريقية حتى اندلعت ثورة اليهود المكابيين .
وما حدث لليهود يعتبر ليس إجبارا فطالما كانوا ينتقلون للديانات الاخري طمعا وتذلفا لأصحابها فالدين عند اليهود طالما كان وسيلة لتحقيق أكبر ربح وليس عقيدة ثابتة عندهم

إعادة بناء المسجد للمرة الثانية:

نتيجة لاستمرار الصراع بين اليهود المكابيين وأعدائهم ، استغل الرومان الفرصة فقاموا باحتلال فلسطين سنة (63) ق.م ، واستولوا على القدس بقيادة القائد الروماني (يامبيوس)، وتم تنصيب (هيرودس) الروماني ملكاً على فلسطين . حاول هيرودس تهدئة الأوضاع واسترضاء اليهود ، فأعاد بناء المعبد (الهيكل) على نسق هيكل سليمان ، وذلك بين العامين (20- 18) ق.م ، وظل المعبد على هذا الحال حتى جاء نبي الله زكريا وابنه يحيى وعيسى بن مريم ابن خالة يحيى عليهم الصلاة والسلام .

المعبد في عهد يحيى وزكريا عليهما السلام

ورد في القرآن ما يدل على أن المعبد كان قائما في عهود هؤلاء الأنبياء ، حيث كانت مريم عليها السلام قد وهبتها أمها لخدمة بيت المقدس ، قال تعالى: (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم. فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين).

فالنذر كان لخدمة المعبد المقدس ، ولكن جاء المولود أنثى هي مريم عليها السلام ، وكفلها زكريا(عليه السلام) الذي كان رئيس الهيكل حينئذ ، وفي محراب الهيكل دعا زكريا (عليه السلام) ربه بأن يرزقه الذرية الطيبة ، فجاءته البشرى بيحيى(عليه السلام) وهو قائم يصلي في المحراب.

ثم إن زكريا(عليه السلام) قد نشره اليهود بالمنشار فقتلوه ، كما قتلوا ولده يحيى(عليه السلام) عندما وشوا به إلى ملك ظالم في عصره .

وقتل هذين النبيين عليهما السلام اعتبر من الإفسادات الكبرى لليهود ، وما دام هؤلاء القتلة ما انفكوا يقتلون الأنبياء والصالحين الذين كان المعبد مصلاهم ومكان تقربهم إلى الله ، فأيهما أحق به، هم - أي اليهود- ، أم المسلمون أتباع خاتم المرسلين ووارث مساجد ومعابد إخوانه الأنبياء عليهم السلام؟!!!

المسجد في عهد عيسى عليه السلام:

جاء عيسى(عليه السلام) وأحوال بني إسرائيل في غاية الفساد والإفساد ، فعقائدهم قد طمست ، وأخلاقهم قد رذلت ، وسيطرت عليهم المادية الجشعة ، حتى إنهم اتخذوا من المعبد سوقاً للصيارفة والمرابين، وملهى لسباق الحمام . فأخبرهم (عليه السلام) بأن العقوبة قادمة إليهم بسبب هذا الإفساد . وفي هذا فقد أورد (إنجيل متى: 23) موقف عيسى(عليه السلام) حيث قال [ يا أورشليم.. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحها ولم تريدوا، هو ذا بينكم يترك لكم خراباً ].

ومما يدل على أن المسجد الأقصى كان قائما في عهد عيسى(عليه السلام) ، ما ثبت في السنة الصحيحة من حديث الحارث الأشعري(رضي الله عنه) ، أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، وإنه كاد أن يبطئ بها ، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم. فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب ، فجمع الناس في بيت المقدس ، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف ، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن.. أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً.. إلى نهاية الحديث".

وواجه عيسى(عليه السلام) إفساد كهنة الهيكل من اليهود ، محذراً إياهم من مغبة جشعهم وظلمهم ، حيث ورد في (إنجيل لوقا: 19/45-47): [ولما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه قائلاً لهم: مكتوب أن بيتي بيت الصلاة ، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص]. ولما استيأس عيسى(عليه السلام) من استجابتهم لنصائحه ، أخبرهم بأن هذه النعمة سوف تسلب منهم لأنهم لم يؤدوا شكرها.. سوف يهدم المعبد.. حيث ورد في (إنجيل متى /24/1،2): [ ثم خرج يسوع، ومضى من الهيكل، فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل، فقال لهم يسوع: ماذا تنظرون؟ الحق أقول لكم ، إنه لا يترك ها هنا حجر على حجر لا ينقض ].

ثم كانت مؤامرة اليهود على سيدنا عيسى(عليه السلام)، وتحريضهم على قتله ، إلى أن رفعه الله تعالى إليه.

المسجد والتدمير الآخر:

صدقت نبوءة سيدنا عيسى(عليه السلام) في هدم المعبد ، وذلك عندما أقدم أحد ملوك الرومان وهو الإمبراطور (طيطس) عام (70 م) ، على إحراق المدينة المقدسة ، وتدمير المعبد الذي أقامه هيرودس، ولم يبق فيه حجر على حجر، ولكنه أبقى الحطام مكانه ، ليأتي بعده طاغية آخر هو (أدريانوس) فأزال معالم المدينة وحطام الهيكل، وأقام مكانه معبداً وثنياً سماه (جوبيتار) على اسم (رب الآلهة) عند الرومان، وكان ذلك سنة (135 م).

تدمير الهيكل الروماني:

بقي الهيكل الروماني على الهيئة الوثنية، إلى أن تمكنت المسيحية من أرض فلسطين ، فدمره المسيحيون في عهد الإمبراطور (قسطنطين).

انتهاء زمن الهيمنة اليهودية والنصرانية على أرض المسجد الأقصى:

ظل مكان الهيكل خالياً من بناء مقام فيه بقية عهد الرومان النصارى حتى حدث الإسراء بالنبي محمد(صلى الله عليه وسلم) في عهد الحاكم الروماني هرقل (610-641م) ، وحتى الفتح الإسلامي للقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) سنة 636م ، ولم يكن لليهود آنذاك وجود ، بل إن (صفرونيوس) بطريك النصارى اشترط في عقد تسليم المدينة المقدسة أن لا يدخلها أحد من اليهود.


يتبــــــــــــــع





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :9  (رابط المشاركة)
قديم 18.04.2010, 22:09

نضال 3

عضو

______________

نضال 3 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 15.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.149  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
21.01.2019 (13:04)
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخى الفاضل

ودمت بتميز دائما ان شاء الله

واصل اخى ولك متابعة بأذن الله
اللهم عليك باليهود اللهم دمرهم
اللهم عليك بطواغيت العرب والعجم
اللهم احفظ اهلنا فى فلسطين
اللهم امين
اللهم أرزقنا صلاتآ في المسجد الاقصى






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
قديم 19.04.2010, 11:43
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

الاسراء والمعراج
( سُبحان الذِى أسرى بعَبدهِ ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذِى باركنا حولهُ لنُريهُ مِن ءاياتنا إنهُ هُو السمِيعُ البصيرُ) الإسراء :1
حدث الاسراء بنبينا الكريم قبل الفتح العربي لبيت المقدس حيث أم رسولنا الاعظم الأنبياء كلهم وصلي بهم تكريما له وتأكيدا لفضله وفضل أمته علي سائر الامم ....


وجأت رحلة الاسراء والمعراج بعد فقد رسول الله صلى الله علية وسلم لعمه وزوجته وما قاساه بعدهما من اشتداد أذى قريش وما أسفرت عنه محاولته لدعوه أهل الطائف من مشاق ونتائج أليمة ثم ما لقية من قريش عند عودته إلى مكة من عنت وصلف بدت أثارهما على النبى صلى الله علية وسلم حتى توجه الى الله سبحانه وتعالى شاكياً همومه ومعاناته ملتمساً النصر مجدداً العزم على المضى قُدماً فى تحمل مسئوليته فى نشر الدعوة مستهيناً بكل الصعاب ما دام الله راضياً عنه فقال
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلةَ حيلتي ،

وهواني على الناس يا أرحم الراحمين .

أنت رب المستضعفين . وأنت ربي .. إلى من تكلني ؟

إلى بعيد يتجهمني .. أم إلى عدوٍ ملكته أمري ؟؟

إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي ..

غير أن عافيتك هي أوسعُ لي...

أعوذ بنور وجهك الذي أشرقتْ له الظلمات ،

وصلحَ عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحلّ عليّ غضبك ،

أو أن ينزلّ بي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ..

ولا حول ولا قوة إلا بك

فوقعت حادثة الأسراء والمعراج تسريةً عن نفس النبى صلى الله علية وسلم ومواساة له وتكريماً وتثبيتاً وكان ذلك فى السنة العاشرة من البعثة بعد وفاة عمه أبى طالب وقبل هجرته إلى المدينة

وقد قال الشيخ عطيَّة صقر في مسألة ثبوت الإسراء والمعراج ما نصُّه:
"الإسراء مأخوذٌ من السُّرَى، وهو المشي ليلا، وإسراء الله تعالى بالنبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم معناه نَقلُه ليلاً من المسجد الحرام بمكَّة إلى المسجد الأقصى بالشام، وهو ثابتٌ بالقرآن الكريم في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُريه من آياتنا إنَّه هو السميع البصير"(الإسراء:1)، كما وردت به الأحاديث الصحيحة، وهى كثيرةٌ مشهورة.
والمعراج مأخوذٌ من العروج، وهو الصعود إلى أعلى، وقد ثبت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عُرِج به من الأرض إلى السماء، وذلك بالأحاديث الصحيحة، أو بقوله تعالى: "ولقد رآه -أي جبريل- نَزلةً أخرى، عند سِدرة المنتهى، عندها جنَّة المأوى، إذ يغشى السِّدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأَى من آيات ربِّه الكبرى"(النجم: 13-18).
وأورد هنا بعض الاحاديث الصحيحة التي تروي قصة الاسراء والمعراج من

الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها

تأليف:

محمد ناصر الدين الالباني

الناشر:

المكتبة الإسلامية

2000م - 1421هـ

وأود الإشارة إل الرموز التي استعملها الشيخ في هذا المصنف وهي: "خ": البخاري, "م": مسلم, "حم": أحمد بن

ص -5- حنبل, "عبد": عبد الله بن أحمد بن حنبل, "ت": الترمذي, "جرير": ابن جرير ويجدها القارئ داخل الزيادات والروايات للدلالة على مخرجيها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.


رواية ثابت؛ فقال: عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"أتيت بالبراق - وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه - قال: فركبته
حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء.
قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت.
فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل: اخترت الفطرة1.
......................

ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه1. ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. قال: ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعوا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت: قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: قد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح الباب فإذا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لفظ مسلم هنا وفيما يأتي: "وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه".

ص -23- بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم قال: يقول الله عز وجل:؟{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} [مريم /57].
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بموسى عيه السلام فرحب ودعا لي بخير.

ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم وإذا هو مستند وفي رواية: مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه.
ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد.

ص -24- من خلق الله يستطيع أن يصفها وفي رواية: ينعتها من حسنها.
قال: فأوحى الله عز وجل إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم.
قال: فرجعت إلى ربي عز وجل فقلت: أي رب! خفف عن أمتي. فحط عني خمسا.
فرجعت إلى موسى فقال: ما فعلت؟ قلت: حط عني خمسا. قال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك.
قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال: يا محمد! هن خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة.
ومن هم بحسنة فلم يعملها؛ كتبت [له] حسنة فإن عملها كتبت [له] عشرا. ومن هم بسيئة فلم يعملها؛ لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة.

ص -25- [قال:] فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فقلت:] لقد رجعت إلى ربي حتى لقد استحيت [منه]".
أخرجه أحمد 3/148 والسياق له ومسلم 259 من طريق حماد بن سلمة: أنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال…. فذكره.
والروايات الأخرى مع الزيادات لمسلم.
وفي رواية لأحمد 3/152 و 247 من الوجه المذكور عنه: أنه قرأ هذه الآية: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أعطيت الكوثر فإذا هو نهر يجري ولم يشق شقا فإذا حافتاه قباب اللؤلؤ فضربت بيدي إلى تربته؛ فإذا هو مسكة ذفرة وإذا حصاه اللؤلؤ".
وهذا طرف من حديث المعراج كما يأتي في بعض الطرق ولذلك أوردته.
وفي رواية عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني وسليمان التيمي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

ص -26- "أتيت وفي رواية: مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره".
أخرجه مسلم 164 والنسائي في قيام الليل وأحمد 3/148 و 248.
فائدة: قال الحافظ ابن كثير - بعد أن ساق الحديث بطوله من رواية أحمد-:
رواه مسلم بهذا السياق وهو أصح من سياق شريك يعني: الآتي قريبا. قال البيهقي: وفي هذا السياق دليل على أن المعراج كان ليلة أسري به عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس. وهذا الذي قاله هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية.
ورواه النسائي في أول الصلاة من طريق أخرى عن البناني عنه :
( أن الصلوات فرضت بمكة وأن ملكين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبا به إلى زمزم فشقا بطنه وأخرجا حشوه في طست من ذهب فغسلاه بماء زمزم ثم كبسا جوفه حكمة وعلما.
وسنده صحيح.
وتكثر الروايات والاختلافات بينها طفيفة أكتفي بما أوردت ومن
يرغب بالمزيد فليراجع

المرجع السابق ذكره للشيخ الالباني

والقصد ثبوت ذهاب رسولنا الكريم الي بيت المقدس

والي الفتح العربي لبوابة السماء القدس

يتبــــــــــــــــــع





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
للنهاية, المسيح, الأقصى, البداية


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
رحلة أسفل المسجد الأقصى بالصور! Telmeeth_ALRAJI التاريخ والبلدان 12 12.09.2010 23:27
رسالة.. من حراس المسجد الأقصى queshta أقسام اللغة العربية و فنون الأدب 12 06.05.2010 08:45
*)*) شــاهد المسجد الأقصى من الـداخل *)*) نضال 3 قسم الحوار العام 8 08.03.2010 16:09



لوّن صفحتك :