خلاصة الكتب لوضع خلاصة ما قرأت لإفادة الآخرين

آخر 20 مشاركات
بأفواههم يقولون : إبراهيم النبيّ كان مسلما (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يانفس إن لم تظفري لاتجزعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يشوع 6 : 21 تطبيق عملي ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يشوع 6 : 21 تطبيق عملي ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكتاب المقدس و الدعوة لإبادة الحيوانات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الصّبر (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 10 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          صفة العمرة من النية إلى تمامها (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كُونْسْوِيلُو مهتدية إسبانية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الهولي بايبل تحت مقصلة العلم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وصف الجنة : الجنة الأمنية الغالية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأنبا رافائيل : عقيدة الثالوث متاهة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من يهودية صهيونية الى مسلمة موحدة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 09 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :21  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:00
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


ماذا لو لم يقبل اللَّه غير الإسلام ؟!



أرجوك أيُّها القارئ الكريم , ركِّز اهتمامك معي في هذا العنصر بالخصوص , لأنَّه هامٌّ جدًّا جدًّا بالنّسبة لك !
لقد ذكرتُ لك أنَّ إبراهيم وموسى وعيسى ومحمَّدًا , وكلَّ الأنبياء عليهم السَّلام , دَعَوْا إلى عبادة إلهٍ واحد , وهو اللَّهُ سبحانه وتعالى , وإلى اعتناق دين واحد , وهو الإسلام . وكلّ نبيٍّ دعَا قومه إلى الإيمان بجميع الأنبياء الذين سبَقُوه , وبالكُتُب التي أُنْزلَتْ عليهم , وهذا بدليل القرآن .
وبِحُكْم تَغَيُّر الأزمان وازدياد عدد سكَّان الأرض , كان لا بُدَّ , عند إرسال نبيٍّ جديد , من إدخال بعض التَّعديلات على التَّشريعات التي قبلَه , حتَّى تكون أكثر ملاءمة لاحتياجات النَّاس في الزَّمن الجديد . فكان التَّشريعُ الجديد ينسخ بعض التَّشريع الذي قبْله , والكتابُ الجديد ينسخ بعض ما جاء من تشريعاتٍ في الكتاب الذي سَبقه .
طبعًا , أصولُ العقيدة , مثل وحدانيَّة اللَّه تعالى , والإيمان بالملائكة والرُّسُل واليوم الآخر والحساب والجنَّة والنَّار , بقيَتْ ثابتة .
فلمَّا بعثَ اللَّهُ تعالى محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم نبيًّا للنَّاس جميعًا , وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين , كان من المنطقي أن يُمِدَّه بتشريع يكون ملائمًا , ليس لِزَمانه فقط , وإنَّما لكلِّ الأزمان التي ستأتي بعده . لهذا , أكملَ له دينَ الإسلام ونسخَ كلَّ الشَّرائع التي قبْله , وأَنزلَ عليه القرآن ونسخَ كلَّ الكتُب السَّماويَّة التي سَبَقَتْه . فتشريعاتُ الإسلام هي أكملُ الشَّرائع , والقرآنُ الكريم هو معجزة كلّ الأزمان . وعلى هذا , فلن يقبلَ اللَّهُ بعد بعثة النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , وحتَّى قيام السَّاعة , غير الإسلام دينًا والقرآن منهاجًا .
ولِتَوضيح هذا الأمر , لِنأخُذْ مثالاً مِمَّا هو معمولٌ به في مختلف بلدان العالم : المعروف أنَّ إدارة التَّعليم تقوم كلَّ بضع سنوات بإدخال بعض التَّعديلات على البرامج الدِّراسيَّة , آخذةً بعَيْن الاعتبار اكتشافاتٍ علميَّة جديدة أو طُرُق تعليم حديثة , لِتكُون البرامجُ الجديدة أكْثَر ملاءمة لاحتياجات الجيل الجديد من الطَّلَبة والمدرِّسين .
وبالطَّبع , يصدر على إثر ذلك كتابٌ جديد خاصّ بالمادَّة المنَقَّحة , ويُلْغَى العملُ بالكتاب القديم . وفي العادة , يتفهَّمُ كلُّ الأطراف هذا التَّجديد لأنَّ الغرض منه هو مصلحتهم جميعًا .
ولو نظرْنَا في كلِّ الميادين تقريبًا , لَوَجدنا أنَّ القوانين تُنَقَّح , والأوراق النَّقديَّة تُبدَّل , فيُلْغى العملُ بالنِّظام القديم ويحلُّ محلَّه النِّظامُ الجديد . وحتَّى إن وُجد بعضُ المعارضين , فإنَّهم لا يعارضون التَّجديد إطلاقًا , وإنَّما تجد لهم بعض الاعتراضات على القانون الجديد لأنَّه ليس بالضَّبط كما أرادوه أن يكون .
هذا تقريبًا ما فعله الخالقُ سبحانه مع خَلْقه , ولِلَّه المثَلُ الأعلى . فقد اختار الإسلامَ دينًا لِكُلِّ البشريَّة منذ بداية الخليقة , ثمَّ سَنَّ لِكُلِّ نبيٍّ جديد تشريعات جديدة تُناسِبُ المجتمع الذي بعثه إليه , وربَّما أنزلَ عليه كتابًا جديدًا . فلمَّا بعث محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خاتمًا لكلِّ الأنبياء , أكملَ له الدِّين , يقول تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا } (5- المائدة 3) . وببعْثَة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , ألْغَى اللَّهُ تعالى العملَ بالتَّشريعات التي قبْله , وبالكُتب التي قبله . فلَنْ يقبلَ بعد ذلك , وحتَّى قيام السَّاعة , غيْرَ الإسلام الذي أكملَه لمحمَّد , ولن يقبل غيْرَ القرآن الذي أنزله على محمَّد . وهذا بِنَصَّ القرآن : يقول اللَّه تعالى : { أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83 قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } (3- آل عمران 83-85) .
الآية 85 إذًا واضحة وصريحة : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } .
طبعًا , اليهودُ الذين عاشُوا مِن زَمن موسى عليه السَّلام إلى قبل مجيء عيسى عليه السَّلام , والنَّصارى الذين عاشُوا من زَمن عيسى عليه السَّلام إلى قبل مجيء محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , وكلُّ مَن تبع نبيَّ زمانه قبل أن يأتيه نبيٌّ آخر , كلّ هؤلاء , إذا اتَّبعُوا نَبيَّهُم واستقامُوا على شريعته ولَم يُبَدِّلُوا ولَم يُحرِّفُوا بعده شيئًا , فإنَّهم يُعتبَرُون مسلمين وماتوا على الإسلام , وإن شاء اللَّه يدخلُوا جنَّة الرَّحمن . يقولُ اللَّه تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ 62 } (2- البقرة 62) . فاليهُود والنَّصارى والصَّابئين (يُقال أنَّهم أتباعُ النَّبيِّ إدريس عليه السَّلام) المذكُورون في هذه الآية , هم فقط الذين عاشُوا قبل نُبوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , لأنَّ القرآن لا يُناقض نفسَه .
أمَّا بَعد نُبوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحتَّى قيام السَّاعة , فلَن يقبل اللَّهُ غير الإسلام الذي أكملَه لمحمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وكلُّ مَنْ بلَغَتْه دعوةُ الإسلام , مِن نَصارَى ويهود وغيرهم , مِن بَعد نُبوَّة محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحتَّى قيام السَّاعة , فلم يقبلْها ومات على ذلك , سيُحرَم من دخول الجنَّة , ومن رؤية اللَّه عزَّ وجلَّ , وسيكون مصيرُه إلى النَّار خالدًا فيها ! هذا ما ذكَره القرآن : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } .
وأرجوكَ أيُّها القارئ الكريم , لا يكن ردّ فِعْلك على هذا الكلام أن تقول أنَّ هذا تعصُّبٌ للإسلام , وعدم اعتراف بالدِّيانات الأخرى ! بل فكِّرْ بهدوء , بعقلك وبمنطقك ! ارْجع إلى المثال الذي أخذناه فيما يخصّ التَّنقيحات في البرامج الدِّراسيَّة , واسمح لي أن أسألك : لو أنَّ إدارة التَّعليم في بَلَدك أدْخَلَتْ على مادَّة مُعيَّنة تعديلات تخدم مصلحة الطَّلَبة والمدرِّسين , وأصدرتْ بهذه المناسبة كتابًا جديدًا , ثمَّ أعلنتْ أنَّه ابتداءً من ذلك اليوم , سوفَ يقع العَمَل بالبرنامج الجديد وبالكتاب الجديد , ويُلغَى بالتَّالي العملُ بالكتاب القديم , هل ستَعتبر أنَّ قرار الإدارة ظالِم , أم بالعكس حكيمٌ وعادل ؟
بالطَّبع ستقول أنَّه قرارٌ حكيمٌ لأنَّه يتماشَى مع احتياجات الجيل الجديد , ويخدم مصلحتهم .
حسنًا ! فماذا لو رفض بعضُ الطَّلبة والمدرِّسين البرنامج الجديد , لا لشيء إلاَّ لأنَّهم يُريدون أن يتشبَّثوا بالكتاب الذي درسَ به آباءُهم ؟
أغلبُ الظَّنِّ أنَّك ستقول أنَّ هؤلاء مُتَزمِّتون لأنَّهم يَرفضون ما فيه منفعتهم ! أليس كذلك ؟
فلماذا تجد إذًا صعوبة في قبول ما ذكرْتُه لَك , من أنَّ اللَّه عندما أنزل القرآن ألْغَى العملَ بالتَّوراة والإنجيل وغيرهما من الكُتب المقدَّسة , وعندما أكملَ الإسلامَ للنَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ألْغَى العملَ بالشَّرائع التي جاء بها موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء , عليهم السَّلام ؟ هل لأنَّ الأمر يتعلَّق بالدِّين ؟!
وإذا كنت تظُنُّ أنَّ إلغاء العمل بالكُتب السَّابقة يعني عدم الاعتراف بها وبِمَنْ جاء بها , فهذا غير صحيح ! فالمسلمُ يُؤمنُ حقيقةً , وليس مجرَّد كلام , بجميع الأنبياء السَّابقين , ويعتبرُهم أشْرف النَّاس , ويُؤمنُ بكلِّ الكُتب التي أُنزلتْ عليهم , ويعتبرها كُتبًا مقدَّسة . ويؤمنُ أيضًا أنَّ كلَّ مَنْ تَبِعَ نَبيَّ زمانه يكونُ إن شاء اللَّه من الفائزين برضاء اللَّه وجنَّته يوم القيامة .
فأين المشكلة إذًا ؟! ومَنْ هو المتعصِّب في هذه الحالة : الذي امتثلَ لِقَرار اللَّه , فقَبِلَ التَّشريع الجديد وعملَ بالكتاب الجديد , أم الذي أصرَّ على العَمَل بالتَّشريع القديم وبالكتاب القديم ؟!
أخيرًا , لا تَنسَ أنَّ الآيات التي ذكرتُها لك في هذا العنصر , والتي أعلنتْ أنَّ اللَّه لَنْ يقبل غير الإسلام , مأخوذةٌ من القرآن الكريم , الكتاب الذي تحدَّثَ عن حقائق علميَّة لم يتمَّ اكتشافُها إلاَّ حديثًا , مِمَّا يدلُّ على أنَّه مُنزَّلٌ من عند اللَّه . فهذه الآيات هي إذًا كلامُ اللَّه , لا شكَّ في ذلك . فهل لديك اعتراضٌ على كلام خالِقِك ؟!
أسأل اللَّه أن يُزيل الغشاوة عن قلبك ويهديك إلى الإسلام . فربَّما تكون هذه أوَّل مرَّة تسمع فيها هذا الكلام , وربَّما لن تتوفَّر لك فرصة سماعه مرَّة أخرى , فتنشغل بأمور الدُّنيا , وتموت على غير الإسلام , فتخسر كلّ شيء ! نعم , تخسر كلّ شيء ! هذا ما ذكَرتْهُ الآية بكلِّ وضوح : { وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 } .








توقيع كلمة سواء


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :22  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:02
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


ما يجب معرفته بخصوص التّوراة والإنجيل



ذكَر اللَّهُ تعالى في القرآن الكريم أنَّه أنزل التَّوراة على موسى والإنجيل على عيسى , عليهما السَّلام , وأنَّه أَوْكَلَ إلى أتباعهما حِفْظَ الكتابَيْن من أن تقع فيهما زيادة أو نقص أو تحريف .
يقول تعالى بخصوص التَّوراة : { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ 44 } (5- المائدة 44) .
فاللَّهُ تعالى جعلَ إذًا الأحبارَ حَفَظَةً على التَّوراة . لكنَّهم لم يُحافِظوا عليها , وحرَّفُوها وبدَّلُوا فيها حَسْب أهوائهم , فأصبحتْ خليطًا مِن حَقّ وباطل . ففضَحهم اللَّه تعالى بقوله : { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ 79 } (2- البقرة 79) .
وقال أيضًا عنهم : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 78 } (3- آل عمران 78) .
وقال أيضًا : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ 44 وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا 45 مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً 46 } (4- النّساء 44-46) .
وقال : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 71 } (3- آل عمران71) .
وقال : { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 75 } (2- البقرة 75) .
وقال : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ 91 } (6- الأنعام 91) .
وقال : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 174 } (2- البقرة 174) .
وقال : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ 15 } (5- المائدة 15) .
كلُّ هذه الآيات إذًا تُبَيِّنُ أنَّ أحبار اليهود لَم يُحافِظُوا على التَّوراة التي أُنزِلَتْ على موسى عليه السَّلام , وحذفُوا منها وزادُوا مِن عندهم كما طاب لهم ! وعليه , فإنَّ التَّوراة الموجودة اليوم بين أيدي اليهود مُحَرَّفة بشهادة اللَّه في القرآن .
ولِلْعلم , فإنَّ هذه التَّوراة , والتي ينسبُها اليهودُ إلى موسى عليه السَّلام , تتكوَّن من خمسة أسفار , هي : سفْر التَّكوين , وسفْر الخروج , وسفْر اللاَّويِّين , وسفْر العدد , وسفْر التَّثنية .
ولكن هناك أسفارٌ أخرى ينسبُها اليهود إلى أنبياء بني إسرائيل :
- منها أسفار تاريخيَّة , وعددُها اثنَا عشر , وهي : سفْر يشوع , سفْر القضاة , سفْر راعوث , سفْر صموئيل الأوَّل , سفْر صموئيل الثَّاني , سفْر الملوك الأوَّل , سفْر الملوك الثَّاني , سفْر أخبار الأيَّام الأوَّل , سفْر أخبار الأيَّام الثَّاني , سفْر عزرا , سفْر نحميا , سفْر أستير .
- ومنها أسفار الشِّعر والحكمة , وتُنسَبُ أغلبُها إلى داوُد وسليمان عليهما السَّلام , وعددها خمسة , وهي : سفْر أيُّوب , سفْر المزامير , سفْر الأمثال , سفْر الجامعة , سفْر نشيد الإنشاد .
- ومنها الأسفار النَّبويَّة , وعددها سبعة عشر , وهي : سفْر أشعياء , سفر أرمياء , سفْر مراثي أرمياء , سفْر حزقيال , سفْر دانيال , سفْر هوشع , سفْر يوئيل , سفْر عاموس , سفْر عوبديا , سفْر يونان , سفْر ميخا , سفْر ناحوم , سفْر حبقوق , سفْر صفينا , سفْر حجي , سفْر زكريَّا , سفْر ملاخي .
هذا إذًا بخصوص التَّوراة .

أمَّا عن الإنجيل , فيقول اللَّه تعالى : { وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ 46 } (5- المائدة 46) .
ويُصرِّح اللَّهُ تعالى في آية أخرى أنَّ مجيء النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مذكُورٌ في التَّوراة التي أُنزلتْ على موسى وفي الإنجيل الذي أُنزل على عيسى , عليهما السَّلام , فيقول تعالى : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 157 } (7- الأعراف 157) .
فالرَّسولُ النَّبيُّ الأُمِّيُّ المذكور هنا , هو محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وحتَّى لا يترُكَ اللَّهُ تعالى لنا مجالاً للشَّكِّ في هذا الأمر , ذكَر في آية أخرى أنَّ عيسى عليه السَّلام بَشَّر أتباعَه أنَّه سيأتي من بعده نبيٌّ يُسمَّى أحمد (وهو محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم) . يقول تعالى : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ 6 } (61- الصّفّ 6) .
لكنَّ النَّصارى لم يتحدَّثُوا أبدًا بهذه البشارة , وعندما جاء النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كَفَرُوا بِنُبُوَّته !
وإذا كان أحبارُ اليهود قد حرَّفُوا توراة نبيِّهم , فإنَّ النَّصارى أضاعُوا الإنجيل الذي أُنزِلَ على عيسى عليه السَّلام , ثمَّ كتبُوا من عندهم كُتُبًا عديدة أسْمَوْها أناجيل , وضمَّنُوها عقائد مُحرَّفَة بعيدة كُلَّ البُعد عن شريعة عيسى عليه السَّلام ! بل ووصل بهم الأمر أن ادَّعَوْا أنَّ عيسى ابنُ اللَّه , تعالى اللَّه عن قولهم عُلُوًّا كبيرًا !
فردَّ اللَّهُ تعالى على ادِّعائهم هذا ردًّا عنيفًا في مواضع عديدة من القرآن الكريم , من ذلك قوله تعالى : { وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30 اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31 } (9- التّوبة 30-31) .
وسنتحدَّثُ عن هذا الأمر بالتّفصيل , في عناصر لاحقة من هذا الكتاب بإذن اللَّه .
هذا إذًا بعض ما ذكَره القرآنُ عن التَّوراة والإنجيل .

أمَّا الباحثون في تاريخ الدِّيانات , فيقولون أنَّ التَّوراة الأصليَّة التي أُنزِلتْ على موسى عليه السَّلام أُتْلِفَت بعد موته خلال حرُوب بني إسرائيل مع بعض الملوك الطُّغاة , مثل بُخْتنصر Nabuchodonosor II سنة 586 قبل ميلاد المسيح . فحاولوا فيما بعدُ كتابتَها من جديد بالاعتماد على ذاكرتهم , فخلَطوا فيها كثيرًا من المعتقدات البعيدة عن شريعة نبيِّهم !
والتَّوراةُ الموجودة عند اليهود اليوم منقولة عن مخطوطات مختلفة , كَتَبَها كُتَّاب مختلفون , ليس في حياة موسى عليه السَّلام , وإنَّما بعد وفاته بأكثر من خمسة عشر قرن .. فقط ! فهي إذًا , بشهادة المؤرِّخين , ليست التَّوراة الأصليَّة .
وبالنِّسبة للإنجيل الذي أُنزلَ على عيسى عليه السَّلام والمذكُور في القرآن الكريم , فلَم يَجِد المؤرِّخون له أثَرًا ! ولكنَّ الذي ثَبتَ لَدَيْهم أنَّ بعضَ تلاميذ عيسَى عليه السَّلام , وبعضَ مَن جاء بعدَهم , كتَب كلّ واحد منهم كتابًا عن سيرة هذا النَّبيِّ الكريم وأقواله وتعاليمه , ولم يَقصد أبدًا من كتابته أن تُصبح مقدَّسة . فكانت هذه الكُتب تُسَمَّى "موعظة" , ثمَّ أُطلِقَ عليها اسم "مذكّرات الرُّسُل" , وذلك حوالَيْ سنة 150 م , ثمَّ سُمِّيَت أناجيل , وذلك عندما شعُرت الكنيسة بضَرورة أن يكون لديها أسفارٌ مُقَدَّسة مثل التي عند اليهُود ! ثمَّ بدأت الخلافات بين الكنائس في اختيار الأناجيل التي يُمكنُ اعتمادها , وفي ترتيبها في الكتاب المقدَّس !
وفي سنة 325 م , عُقِد أوَّل مجمع للكنائس 1er Concile de Nicée بِطَلب من إمبراطور روما قسطنطين الأوَّل , وكان الهدف منه الفصل في الخلاف الحاصل حول حقيقة عيسى عليه السَّلام . وانفضَّ المجمع بإقرار أنَّ عيسى ابنُ اللَّه ! وتَمَّ اختيار أربعة أناجيل فقط من بين حوالي سبعين إنجيلاً ! وهذه الأناجيل الأربعة هي المعتَمَدة اليوم عند مختلف فِرَق النَّصارى , وهي : إنجيل متى Saint-Matthieu , وإنجيل مرقس Saint-Marc , وإنجيل لوقا Saint-Luc , وإنجيل يوحنَّا Saint-Jean .
ومَنْ تأمَّل فيها , وجدَ بينها اختلافات جوهريَّة كثيرة , وهذا باعتراف النَّصارى أنفُسهم ! ويمكن الرُّجوع في هذا الأمر إلى أيّة موسوعة غربيَّة عن الدِّيانات .
ويُضيف المسلمون أنَّ هذه الأناجيل ليس هناك ما يُثبتُ صحَّة نسبتها إلى أصحابها , وأنَّها ليست مقدَّسة لأنَّها عملٌ بَشَري , وأنَّ فيها أقاويل مغلوطة لا يمكن أبدًا نِسْبَتها إلى اللَّه تعالى ولا إلى نبيِّه الكريم عيسى عليه السَّلام . وسنذكر في العناصر الموالية أمثلة عن ذلك , وسنذكر أيضًا أمثلة عن التَّحريفات الموجودة في توراة اليهود .
ثمَّ إنَّ أيَّ باحث عن الحقيقة بإخلاص , يستطيع بفطرته السَّليمة وبعقله أن يتفطَّن , من خلال قراءته لهذه الكتب , إلى أنَّ فيها أقاويل لا يمكن أن تصدر عن خالق هذا الكون أو عن أحد أنبيائه الكرام .






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :23  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:06
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي



لو كان موسى بيننا لتبرَّأ من توراة اليهود !



لِماذَا ؟! لِأنَّها ببساطة ليست هي التَّوراة المذكورة في القرآن , والتي أنزلَها اللَّهُ عليه ! وسأعرض عليك , سيِّدتي الكريمة , سيِّدي الكريم , فيما يلي العديد من الأدلَّة على ذلك , مع ملاحظة أنَّ التّرجمة العربيَّة لِنُصوص الكتاب المقدّس التي سنَستشهدُ بها في هذا الكتاب , مأخوذة كلُّها من موقع نصراني, أي ترجمة النَّصارى أنفُسهم لِكِتابهم المقدَّس :

جاء في سفْر التَّثنية : فَماتَ هناكَ موسَى عَبْدُ الرَّبّ في أرض مُوآب حَسبَ قَوْل الرَّبِّ . ودفَنَه في الجِوَاء في أرض مُوآب مُقَابل بَيْت فَغُور , ولَمْ يَعرفْ إنسانٌ قَبْرَه إلى هذا اليَوم . وكان مُوسَى ابنَ مائة وعشرين سنة حينَ ماتَ , ولَم تَكِلْ عَينُه ولا ذهبتْ نَضارتُه . فَبَكَى بَنُو إسرائيل مُوسَى في عَربات مُوآب ثلاثينَ يومًا , فكملتْ أيَّامُ بُكاء مَناحة مُوسَى . (سفْر التّثنية – الإصحاح الرّابع والثّلاثون 5 – 8) .
المعروفُ أنَّ التَّوراة أُنزلتْ على موسَى عليه السّلام في حياته . فهل يُعقَل إذًا أن يكون فيها خبرٌ , في الماضي وليس تنبُّؤ في المستقبل , أنَّك يا موسى قد مُتَّ ابن مائة وعشرين سنة , ودُفنتَ في أرض مُوآب , وبَكَى عليكَ بَنُو إسرائيل ثلاثين يَومًا ؟!
طبعًا لا يُعقَل ! وإنّما الأقرب إلى العقل أنَّ هذا الكلام كتبهُ إنسانٌ بعد وفاة موسى عليه السَّلام ودَفْنه وبُكَاء بني إسرائيل عليه . ولو كان هذا الأمر معقولاً , لَأصبح إذًا من المعقول أيضًا أن تكتبَ أنت في مذكِّراتك الشَّخصيَّة مثلاً : أنا متُّ عن سنِّ مائة سنة , ودُفنتُ في مكان كذا , وسنة 7000 م وقع كذا وكذا !!

وجاء في سفْر العدد : وأمَّا الرَّجلُ مُوسَى فكانَ حليمًا جدًّا , أكثر من جميع النَّاس الذين على وجه الأرض . (سفْر العدد – الإصحاح الثّاني عشر 3) .
فهذا الثَّناءُ على موسى عليه السَّلام جاء بصيغة الماضي , وبالتَّالي ليس من المعقول أن يكون قد أوحيَ إليه في حياته من طرف اللَّه عزَّ وجلَّ ! وإنَّما المنطقُ يقول أنَّ هذا الكلام كتبه إنسانٌ بعد وفاة موسى عليه والسّلام , يَمدحُ فيه حِلْمَه .

وجاء في سفْر التّكوين : فلمَّا سمع أبرامُ أنَّ أخاه سُبِيَ , جَرَّ غِلْمانَه المتمرِّنين ولْدانَ بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتَبعَهُم إلى دان . (سفْر التّكوين – الإصحاح الرّابع عشر 14) .
وهذا الكلام لا يُمكنُ أن يكون أوحيَ على موسى عليه السَّلام , لأنَّ مدينة دان لم تُسَمَّ بهذا الاسم إلاَّ في عهد القُضاة , أي بعد وفاة موسى بأكثر من قرن ! والدَّليل على ذلك ما ذُكِر في سفْر القُضاة : ولَم يكُنْ مَن يُنقِذُ لأنَّها بعيدةٌ عن صيدُون , ولَم يكُن لهم أمرٌ مع إنسان وهي في الوادي الذي لِبَيْت رَحُوب . فَبَنَوا المدينة وسكَنُوا بها . ودَعوا اسمَ المدينة دانَ , باسْم دان أبيهم الذي وُلِدَ لإسرائيل . ولكنَّ اسمَ المدينة أوَّلاً لاَيش . (سفْر القضاة – الإصحاح الثَّامن عشر 28 – 29) .

وجاء في سفْر التّكوين , في قصَّة نوح عليه السّلام , أنَّ اللَّه أمَره أن يحمل معه في السَّفينة مِن كلِّ حَيٍّ زوجَيْن اثنين , ذكرًا وأنثَى : ولكن أقيمُ عهدي معكَ , فتدخلُ الفُلكَ أنتَ وبَنُوكَ وامرأتُكَ ونساءُ بنيكَ معكَ . ومن كلِّ حَيٍّ من كلِّ ذي جَسَدٍ اثْنَيْن من كُلٍّ تُدخِلُ إلى الفُلْك لاسْتِبْقائها معكَ , تكونُ ذكرًا وأنثَى . منَ الطُّيُور كأجْناسها ومنَ البهائم كأجناسها ومن كلِّ دبَّابات الأرض كأجناسه , اثْنَيْن من كُلٍّ تُدخِلُ إليكَ لِاسْتِبْقائها . (سفْر التّكوين – الإصحاح السّادس 18 – 20) .
ولكن جاء في نفس السِّفْر أنّ اللّهَ أمرَ نوحًا أن يحمل معه في السَّفينة من الطُّيور والبَهائم سبعة أزواج , وليس زوجَيْن اثنين : وقالَ الرَّبُّ لِنُوح : ادخُلْ أنتَ وجميع بيتكَ إلى الفُلْك لِأنِّي إيَّاكَ رأيتُ بارًّا لَديَّ في هذا الجيل . من جميع البَهائم الطَّاهرة تأخذُ معكَ سبعةً سبعةً , ذكَرًا وأنثَى , ومن البهائم التي ليستْ بطاهرَة اثْنَيْن : ذكَرًا وأنثَى . ومن طُيُور السَّماء أيضًا سبعةً سبعةً : ذكَرًا وأنثَى , لِاسْتِبْقاء نَسْلٍ على وَجْه كُلِّ الأرض . (سفْر التّكوين – الإصحاح السّابع 1 – 3) .
وهذا تناقض واضحٌ بين النُّصوص !

وجاء في سفْر الخروج أنَّ الإنسان لا يقدرُ أن يرى اللّه تعالى : وقال (أي اللَّهُ تعالى لِمُوسَى) : لا تقدر أن تَرَى وَجْهي لِأنّ الإنسانَ لا يَراني ويَعيش . (سفْر الخروج – الإصحاح الثّالث والثّلاثون 20) .
ولكن جاء في نفس السِّفْر أنَّ موسى وشيُوخ إسرائيل رأوا اللّه : ثمَّ صعدَ موسَى وهارونُ ونادابُ وأبيهُو وسبعُون من شُيُوخ إسرائيل . ورأوا إلَهَ إسرائيلَ وتحتَ رجْلَيْه شِبْهُ صَنعةٍ من العقيق الأزرق الشَّفَّاف وكذَاتِ السَّماء في النَّقاوة . (سفْر الخروج – الإصحاح الرّابع والعشرون 9 – 10) .
فأيُّ النَّصَّين أصحّ ؟!

حتَّى الأسفار التي ينسبُها اليهود إلى بعض أنبيائهم , تضمَّنتْ أيضًا تناقضات بين النُّصوص !
فقد جاء مثلاً في سفْر حزقيال : لِأجْل ذلك هكذا قال السَّيِّدُ الرَّبُّ : من أجْل أنَّكم ضججْتُم أكثر من الأمَم التي حَوالَيْكُم ولَم تسلُكُوا في فرائضي , ولَم تعملُوا حسبَ أحكامي ولا عملْتُم حسبَ أحكام الأمَم التي حوالَيْكُم . (سفْر حزقيال – الإصحاح الخامس 7) .
ولكن جاء في نفس السِّفر : فتعلَمُون أنِّي أنا الرَّبُّ الذي لَم تسلُكُوا في فرائضه ولَم تعملُوا بأحكامه , بل عملتُم حسبَ أحكام الأمَم الذين حولَكُم . (سفْر حزقيال – الإصحاح الحادي عشر 12) .
فهل عملَ بَنُو إسرائيل حسب أحكام الأمَم المجاورة أم لم يعملُوا ؟!

وجاء في سفْر صموئيل الثّاني : ولَم يَكُنْ لِميكالَ بنْتِ شاوُل وَلدٌ إلى يَوم موتها . (صموئيل الثَّاني – الإصحاح السَّادس 23) .
ولكن جاء في نفس السِّفْر : فأخذَ الملِكُ ابْنَيْ رصْفَة ابنَة أيَّة اللَّذَيْن ولَدَتْهُما لِشَاوُل : أرموني ومَفِيبُوشَث , وبَنِي مِيكالَ ابنَة شَاوُل الخمسَة الذين وَلَدَتْهُم لِعَدْرئيلَ بن بَرزلاّي المحوليّ . (صموئيل الثّاني – الإصحاح الحادي والعشرون 8) .
فهل كان لِميكالَ بنت شاوُل أولاد أم لا ؟!

وتضمَّنت هذه الأسفار أيضًا ذكْر أحداثٍ , بصيغة الماضي , وقعَتْ بعد وفاة النَّبيِّ الذي يُنسبُ إليه السِّفْر !
فقد جاء مثلاً في سفْر النَّبيِّ يشوع بن نون , وصيّ موسى , عليهما السَّلام : وكانَ بعدَ هذا الكلام أنّه ماتَ يَشُوع بن نُون عبدُ الرَّبِّ ابن مائة وعَشر سنين . فدفنُوه في تُخُم مُلْكه , في تِمْنَة سارح التي في جَبَل أفْرايم شمالي جَبَل جاعش . (سفْر يشوع – الإصحاح الرّابع والعشرون 29 – 30) .
فكيف يمكنُ أن يكتُبَ يَشُوع عن نَفْسه أنّه ماتَ وعمرُه مائة وعشر سنين , ودُفِنَ في مكان كذا ؟!

وجاء في سفْر صموئيل الأوَّل : وماتَ صموئيلُ , فاجتمعَ جميعُ إسرائيل ونَدبُوه ودفنُوه في بَيْته في الرَّامَة , وقامَ داوُد ونزلَ إلى بَريَّة فارَان . (سفْر صموئيل الأوَّل – الإصحاح الخامس والعشرون 1) .
فكيف يُعقل أن يَكتُب النَّبيُّ صموئيل عن نفسه أنَّه مات ودُفن ؟! وإذا كان خبرُ موته قد ذُكِر في السِّفر الأوَّل , فمَن أَكملَ كتابة هذا السِّفْر ؟! ومَن كتبَ السِّفْر الثّاني الذي يُنسبُ أيضًا لهذا النَّبيّ ؟!
وتبقى الأمثلة كثيرة في هذا المجال .

ولو أنَّكَ سيِّدي سألتَ اليهود عن مصدر التَّوراة التي بين أيديهم اليوم , لَقالُوا جميعًا أنّها كلامُ اللَّه أنزلهُ على موسى عليه السَّلام ! لكن لو سألتَهُم كيف شقَّتْ طريقها عبر آلاف السِّنين حتّى وصلَتْ إليهم بأمانة , دون أيِّ تحريف ؟ ومَن الذي نسخَها عن مَن , حتَّى نصل إلى موسى عليه السَّلام ؟ وما ردُّكم على التّناقضات الواضحة التي تحتوي عليها ؟ لَما وجدتَ أحدًا يُجيبُك عن هذه الأسئلة ! وإن أجابك البعضُ , فستجد إجاباتهم متناقضة جدًّا , ولا ترتكز على عقل ولا منطق **!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :24  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:07
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


ولو كان موسى بيننا لتبرَّأ من اليهود !



لِماذَا ؟! لأنَّهم نسبُوا النّقائص إلى اللَّه سُبحانه , واتَّهموا أنبياءه بالزِّنا وشُرب الخمر , وحرَّفُوا التّوراة وأضافُوا إليها أكاذيب تقشعرّ منها الأبدان , وادَّعَوا أنَّ كلّ ذلك وحيٌ من عند اللَّه ! وسأعرض عليك , سيِّدتي الكريمة , سيِّدي الكريم , فيما يلي العديد من الأدلَّة على ذلك :

أمَّا الأكاذيب على أنبياء اللَّه , فقد جاء في سفْر التّكوين : وصَعدَ لُوط من صُوغَر , وسكنَ في الجبَل وابْنَتاه معه لأنَّه خافَ أن يسكُنَ في صُوغَر . فسكنَ في المغَارة هو وابْنتاهُ . وقالت البكْرُ للصَّغيرة : أبُونا قد شاخَ وليسَ في الأرض رجلٌ لِيَدخُلَ علينا كعادة كلِّ الأرض . هلُمَّ نَسْقِي أبانَا خَمْرًا ونَضْطجع معه فَنُحْيِي مِنْ أبينَا نَسْلاً . فَسَقَتَا أبَاهُما خَمْرًا في تلكَ اللَّيلة , ودخلَت البِكْرُ واضْطَجَعَتْ مع أبيها ولَمْ يَعْلَمْ باضْطِجاعِها ولا بقِيَامها . وحدثَ في الغَد أنَّ البكْرَ قالتْ للصَّغيرة : إنِّي قد اضْطَجَعتُ البارحةَ مع أبي , نَسْقِيه خَمْرًا اللَّيلَة أيضًا , فادْخُلي اضْطَجِعِي معه فَنُحْيِي مِنْ أبينَا نَسْلاً . فَسَقَتَا أباهُما خَمْرًا في تلكَ اللَّيْلَة أيضًا , وقامَت الصَّغِيرة واضْطَجعَتْ معه ولَم يَعْلَم باضْطِجاعِها ولا بِقِيَامِها . فحَبَلَت ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبيهِما . فوَلَدَت البكْرُ ابْنًا ودَعَت اسْمَهُ مُوآب , وهو أبُو الموآبِيِّين إلى اليَوم . والصَّغيرةُ أيضًا ولَدَت ابْنًا ودَعَت اسْمَهُ بنْ عَمِّي , وهو أبُو بَني عَمُّونَ إلى اليَوم . (سفْر التّكوين – الإصحاح التّاسع عشر 30 - 37) .
سُبحان اللّه ! هل تُصدِّق سيِّدي الكريم أنَّ النَّبيَّ لوطًا عليه السَّلام الطَّاهر العفيف , يشربُ خمرًا ثمَّ يزني بابْنَتَيْه , فيُنجِبان له ولَدَين , ثمَّ يفضحُ اللَّه تعالى نبيَّه هذا في التَّوراة المقدَّسة !!
واللَّهِ إنَّ هذا لكذبٌ وافتراءٌ على اللَّه تعالى وعلى نبيِّه الطَّاهر الشَّريف . ويكفي لوطًا فخرًا أنَّ اللَّهَ تعالى شهد له في القرآن الكريم بأنَّه كان من الصَّالحين , يقول تعالى : { وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ 74 وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ 75 } (21- الأنبياء 74-75) .


وجاء في سفْر التّكوين : فأُخْبِرَتْ ثَامار : هُوَ ذَا حَمُوكِ صاعدٌ إلى تِمْنَة لِيَجُزَّ غَنَمَهُ . فخَلعَتْ عنها ثِيَابَ تَرَمُّلِها وتَغطَّتْ ببُرْقُع وتلَفَّفَتْ , وجلَسَتْ في مَدْخَل عَيْنَايم التي على طريق تِمْنَة , لِأنَّها رأتْ أنَّ شِيلَة قَد كَبُرَ وهي لَم تُعْطَ له زوجة . فنَظَرها يَهُوذَا وحَسِبَها زانِيَة لِأنَّها كانتْ قد غَطَّتْ وَجْهها . فَمالَ إليْها على الطَّريق وقال : هاتِي أدخُلْ علَيْكِ , لِأنَّه لَم يَعلَمْ أنَّها كنَّته , فقالتْ : ماذا تُعْطِيني لِكَيْ تَدْخُلَ علَيَّ ؟ فقالَ : إنِّي أُرْسلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الغَنَم , فقالتْ : هلْ تُعْطيني رَهْنًا حتَّى تُرْسِلَه ؟ فقالَ : ما الرَّهْنُ الذي أعْطِيكِ ؟ فقالتْ : خاتمكَ وعِصابتك وعصاكَ التي في يَدِك , فأعطاها , ودخلَ عليْها , فحَبَلَتْ منه . (سفْر التّكوين – الإصحاح الثّامن والثّلاثون 13– 18) .
فهل يُعقَل سيِّدتي الكريمة أن يحكي اللَّه تعالى على صفحات كتابه المقدَّس كيف يزني الأبُ بزوجة ابنه ؟!! هل يُعقل أن تكون هذه هي التَّوراةُ التي وصفها اللَّهُ في القرآن الكريم بأنَّ فيها هُدًى ونُورًا ؟!
أبدًا , لا يُعقل ! ولا يُمكنُ لأيِّ عاقل أن يُصدِّق أنَّ هذا الكلام وحيٌ من عند اللَّه .

وجاء في سفْر التّكوين : وابتدأ نُوح يكونُ فلاَّحًا وغرَسَ كَرْمًا . وشربَ من الخمْر فسَكرَ وتَعرَّى داخلَ خبائه . فأبصرَ حامٌ أبُو كَنْعان عَوْرةَ أبيه وأخبرَ أخَوَيْه خارجًا . فأخذَ سامٌ ويافَثُ الرِّداء ووضعاهُ على أكتافهما , ومَشَيَا إلى الوراء وسَتَرَا عَوْرةَ أبيهما ووجهاهُما إلى الوراء , فلم يُبصِرا عَوْرةَ أبيهما . فلمَّا استيقظَ نوحٌ من خَمره علمَ ما فعلَ به ابنهُ الصَّغير . فقالَ : مَلعونٌ كَنعانُ , عبدُ العبيد يكونُ لإخوته . وقال : مُباركٌ الرَّبُّ إلهُ سام , ولْيَكُنْ كنعانُ عبدًا له . (سفْر التّكوين – الإصحاح التّاسع 20 – 26) .
فهل يُعقل أن يَشرب نوحٌ عليه السَّلام الخمر ويتعرَّى , ثمَّ يفيقُ ويعلمُ بِمَا فعل ابنُه حام , فيصُبُّ غضبه على كنعان (ابن حام) , الذي ليس له أيّة علاقة بالأمر ؟!!
واللَّهِ إنَّ كلّ هذا لَكذبٌ وافتراء على نبيّ اللَّه نوح عليه السَّلام ! وأين هذا من تكريم اللَّه سُبحانه له في القرآن الكريم , حيث يقول تعالى : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ 75 وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ 76 وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ 77 وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ 78 سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ 79 إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 80 إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ 81 ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ 82 } (37- الصّافّات 75-82) .


وجاء في سفْر العدد : فلمَّا سمع موسَى الشَّعبَ يبكونَ بعشائرهم , كلُّ واحد في باب خَيمته وحَميَ غضبُ الرَّبِّ جدًّا , ساء ذلكَ في عَيْنَيْ موسَى . فقال موسَى للرَّبّ : لِماذَا أسأتَ إلى عبدِكَ , ولِماذَا لَم أجِدْ نِعمَة في عَيْنَيْكَ حتّى أنَّكَ وضعتَ ثِقْلَ جميع هذا الشَّعب عَلَيَّ ؟ ألَعَلِّي حبلْتُ بجميع هذا الشّعب أو لَعَلِّي ولدتُه حتَّى تقولَ لي احْمِلْهُ في حِضنكَ كما يحملُ المربِّي الرَّضيعَ إلى الأرض التي حلفْتَ لِآبائه ؟ من أينَ لي لَحمٌ حتَّى أعطي جميعَ هذا الشّعب لأنَّهم يبكونَ عَليَّ قائلين : أعطِنَا لَحمًا لِنأكُلْ . لا أقدرُ أنا وحدي أن أحملَ جميعَ هذا الشّعب لأنَّه ثقيلٌ علَيَّ . فإن كنتَ تفعلُ بي هكذَا فاقْتُلْني قتلاً إن وجدتُ نِعْمَة في عَيْنَيْكَ فلا أرى بَلِيَّتي . (سفْر العدد – الإصحاح الحادي عشر 10 - 15) .
حتَّى موسَى عليه السَّلام , أعظم أنبياء بني إسرائيل , لَفَّق له اليهودُ هذا الكلام الذي فيه إساءة أدَب في الحديث إلى اللَّه , وهو منه براء !!

وجاء في سفْر الخروج : ولَمَّا رأى الشَّعبُ أنَّ موسَى أبطأ في النُّزول من الجبل , اجتمع الشَّعبُ على هارون وقالُوا له : قُم اصنعْ لنا آلهةً تسيرُ أمامنا لأنَّ هذا موسَى الرَّجل الذي أصعَدَنا من أرض مَصْر لا نعلمُ ماذا أصابَه . فقالَ لهم هارون : انزعُوا أقراطَ الذَّهب التي في آذان نسائكُم وبَنيكُم وبناتكُم وأتُونِي بها . فنزعَ كلُّ الشّعب أقراطَ الذَّهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون . فأخذ ذلكَ من أيديهم وصَوَّره بالإزميل وصَنعه عِجْلاً مَسْبُوكًا , فقالُوا : هذه آلِهتُكَ يا إسرائيلُ التي أصعدتكَ من أرض مصر . (سفْر الخروج – الإصحاح الثّاني والثّلاثون 1 – 4) .
فهل يُعقَل أن يُتَّهَم هارون عليه السَّلام بأنَّه هو الذي صنع لِبَني إسرائيلَ عجلاً من الذَّهب لِيَعبُدوه ؟!! حاشَى له وكلاَّ أن يفعل ذلك !

ونكتفي بمثال واحد من الأسفار التي ينسبُها اليهود إلى أنبيائهم : جاء في سفْر صموئيل الثَّاني : وكانَ في وقْت المساء أنَّ داوُد قامَ عن سريره وتَمشَّى على سطح بيت الملِك , فرأى مِنْ على السَّطح امرأةً تَستحِمُّ , وكانت المرأةُ جميلَةَ المنظر جدًّا . فأرسلَ داوُد وسألَ عن المرأة , فقال واحدٌ : أليسَتْ هذه بَتْشَبَع بِنْت أليعَام امرأةَ أوريَّا الحِتِّي . فأرسلَ داوُد رُسُلاً وأخذَها , فدخلتْ إليه فاضطجعَ معها وهي مُطَهَّرةٌ من طَمْثِها , ثمَّ رجعتْ إلى بيتها . وحبلَت المرأةُ , فأرسلَتْ وأخبرتْ داوُد وقالتْ : إنِّي حُبْلَى . فأرسلَ داوُد إلى يُوآب يقول : أرسلْ إلَيَّ أوريَّا الحِتِّي , فأرسلَ يُوآب أوريَّا إلى داوُد . فأتَى أوريَّا إليه , فسألَ داوُد عن سلامة يُوآب وسلامة الشَّعب ونَجاح الحرْب . وقالَ داوُد لِأوريَّا : انزلْ إلى بيتكَ واغسلْ رجْلَيكَ . فخرجَ أوريَّا من بيت الملِك , وخرجتْ وراءهُ حِصَّة من عند الملِك . ونامَ أوريَّا على باب بيت الملِك مع جميع عبيد سيِّده , ولَم ينزلْ إلى بيته . فقالُوا لِداوُد : لَم ينزلْ أوريَّا إلى بيته . فقالَ داوُد لِأوريَّا : أمَا جئتَ من السَّفر ؟ فلماذَا لَم تنزلْ إلى بيتكَ ؟ فقال أوريَّا لِداوُد : إنَّ التَّابُوتَ وإسرائيل ويَهُوذا ساكنُون في الخيام , وسيِّدي يُوآب وعبيدُ سيِّدي نازلُون على وجه الصَّحراء , وأنا آتي إلى بيتي لِآكُلَ وأشربَ وأضطجع مع امرأتي ! وحياتِكَ وحياة نفسكَ لا أفعلُ هذا الأمر . فقال داوُد لِأوريَّا : أقِمْ هنا اليومَ أيضًا , وغدًا أطْلقُك . فأقامَ أوريَّا في أورشَليم ذلكَ اليومَ وغَده . ودعاهُ داوُد فأكلَ أمامه وشربَ وأسْكَره . وخرج عند المساء لِيَضطجعَ في مَضجعه مع عبيد سَيِّده , وإلى بيته لَم ينزلْ . وفي الصَّباح كتبَ داوُد مكتوبًا إلى يُوآب وأرسلهُ بيد أوريَّا . وكتب في المكتوب يقول : اجعلُوا أوريَّا في وَجه الحرب الشّديدة , وارجعُوا من ورائه فيُضرب ويَموت . وكان في مُحاصرة يُوآب المدينة أنَّه جعلَ أوريَّا في الموضع الذي علِمَ أنَّ رجالَ البأس فيه . فخرج رجالُ المدينة وحاربُوا يُوآب , فسقطَ بعضُ الشَّعب من عبيد داوُد , ومات أوريَّا الحِتِّي أيضًا . (سفْر صموئيل الثّاني – الإصحاح الحادي عشر 2 – 17) .
نعم , هكذا يجترِئُ أحبارُ اليهود على أنبياء اللَّه , ويُلْصِقُون بهم أكبر الفواحش , وهم منها بَراء , ويَنشرون هذه الفضائح على صفحات كتابهم المقدَّس , ويدَّعون أنَّ كلَّ ذلك وحيٌ من عند اللَّه !!
فهل يُعقَل أن يزني النَّبيُّ داوُد عليه السَّلام بزوجة أحد جنوده الذي خرج للحرب , ثمَّ يُدبِّر مكيدة لِقتل هذا الجنديّ حتَّى لا يفتضح الأمر ؟!
هل يُعقَل أن تكون هذه أخلاقُ أنبياءٍ اصطفاهُم اللَّهُ من بين خلْقه ليحملُوا رسالاته ويكونُوا قُدوة للنَّاس ؟!!
أبدًا , لا يُعقل ! فالأنبياء جميعُهم , بدون استثناء , هم صَفْوةُ البَشَر , وكانُوا على أفضل خُلُق , وقد شهد اللَّه تعالى لهم بذلك في آيات عديدة من القرآن الكريم .

وأمَّا الأكاذيبُ على اللَّه تعالى , فقد جاء في سفْر التّكوين : وفرغَ اللَّهُ في اليوم السَّابع من عَمَله الذي عَمل . فاستراح في اليوم السَّابع من جميع عَمَله الذي عَمل . وباركَ اللَّهُ اليومَ السَّابع وقدَّسهُ لأنَّه فيه استراح من جميع عَمَله الذي عمل اللَّهُ خالقًا . (سفْر التّكوين – الإصحاح الثّاني 2 – 4) .
فهل يُعقَل أنَّ خالق هذا الكون بِما فيه , يتعبُ مثل البشَر ويحتاج إلى الرَّاحة بعد ستَّة أيَّام من العمل المتواصل ؟!! أبدًا , لا يُعقل !

وجاء في سفر التّكوين أيضًا : ورأى الرَّبُّ أنّ شَرَّ الإنسان قد كثُر في الأرض , وأنّ كلَّ تَصَوُّر أفكار قَلبِه إنَّما هو شِرِّيرٌ كلَّ يوم . فحزنَ الرَّبُّ أنَّه عملَ الإنسانَ في الأرض وتأسَّف في قلبه . فقال الرَّبُّ : أمْحُو عن وجه الأرض الإنسانَ الذي خَلَقْتُه : الإنسان مع بهائم ودبَّابات وطيور السَّماء لأنِّي حزنتُ أنِّي عملْتُهم . (سفْر التّكوين – الإصحاح السّادس 5 – 7) .
فهل يُعقَل أنَّ خالق هذا الكون بِما فيه , والعليم بما كان وما سيكون , يحزن ويتأسَّف ويندم أنَّه خلق الإنسان ثمَّ يُقرِّر مَحوه عن وجه الأرض ؟!! أبدًا , لا يُعقل !

وجاء في سفْر الخروج : وقالَ الرَّبُّ لِمُوسى وهارون في أرض مصر ... فإنِّي أجتازُ في أرض مصر هذه اللَّيلة , وأضربُ كلَّ بكْر في أرض مصر من النَّاس والبهائم , وأصنعُ أحكامًا بكلِّ آلهة المصريِّين , أنا الرَّبّ . ويكونُ لكم الدَّمُ علامة على البُيُوت التي أنتم فيها , فأرى الدَّمَ وأعبُر عنكم , فلا يكونُ عليكم ضربة للهلاك حينَ أضربُ أرضَ مصر . (سفْر الخروج – الإصحاح الثّاني عشر 1 – 13) .
أي أنَّ اللّهَ , حسبَ زعم اليهود , يحتاج أن يرى علامةَ الدَّم على بيوت بني إسرائيل , لكي لا يُخطئ ويُعاقبهم أيضًا عندما ينزل لمعاقبة المصريِّين ! تعالى اللَّهُ عَمَّا يقولون عُلُوًّا كبيرًا !!

وجاء في سفْر الخروج أيضًا : وقالَ الرَّبُّ لِموسَى : رأيتُ هذا الشَّعبَ وإذا هو شعبٌ صُلبُ الرّقَبة . فالآن اتْرُكني لِيَحمَى غضَبي عليهم وأُفنيهم فأصَيِّرَك شعبًا عظيمًا . فتضرَّع موسَى أمام الرَّبِّ إلَهه , وقال : لِماذا يا رَبّ يَحْمَى غَضَبُكَ على شعبكَ الذي أخرجْتَهُ من أرض مصر بقُوَّة عظيمة ويَدٍ شديدة ؟ لِماذا يَتكلَّمُ المصريُّون قائلين : أخرجَهُم بِخُبْث لِيَقتُلَهم في الجبال ويُفنيهم عن وجه الأرض ؟ ارجعْ عن حُمُوِّ غَضَبك وانْدَم على الشَّرِّ بشَعبك . واذكُرْ إبراهيمَ وإسحاقَ وإسرائيل عبيدَك الذين حلفْتَ لهم بنَفْسِكَ وقلتَ لهم أكَثِّرُ نسلَكُم كنُجُوم السَّماء وأعطي نسلَكُم كلَّ هذه الأرض التي تكلَّمتُ عنها فيَملكُونَها إلى الأبَد . فندمَ الرَّبُّ على الشَّرِّ الذي قال إنَّه يَفعلُه بِشَعْبه . (سفْر الخروج – الإصحاح الثّاني والثّلاثون 9 – 14) .
فهل يُعقل أنَّ اللَّه الحكيم العليم فكَّر في فعل شيء , فوَعظهُ موسَى وطلب منه العدول عن ذلك , فاتَّعظ اللَّهُ وندم على ما كان سيفعلُه ؟!! بل , هل يُعقل أن يَنسبَ اللَّهُ تعالى إلى نفسه كلَّ هذه النَّقائص , ثمَّ يُنزلُها في توراته المقدَّسة لكي يقرأها موسى على بني إسرائيل , ثمَّ تتناقلُها الأجيالُ من بعده ؟!!
طبعًا لا يُعقل ! ومع ذلك فإنَّ اليهود اليوم يقرأون هذه الأكاذيب , ويُصرُّون على أنَّها كلام اللَّه !!

وجاء في سفْر اللاَّويِّين : وقالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : قُل لِهارون : إذا كان رجُلٌ من نَسْلِكَ في أجيالِهم فيه عيبٌ فلا يتقدَّم لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إلَهه , لأنَّ كُلَّ رجُل فيه عيبٌ لا يتقدَّم . لا رجُلٌ أعمَى ولا أعرج ولا أفطَس ولا زوائدي . ولا رجُل فيه كَسْرُ رِجْلٍ أو كَسْرُ يَد . ولا أحدَبُ ولا أكثم ولا مَنْ في عينه بياض ولا أجْرب ولا أكْلَف ولا مَرضُوض الخصَى . كلُّ رجُل فيه عَيْبٌ مِن نَسْل هارون الكاهن لا يتقدَّم لِيُقرِّب وَقَائِدَ الرَّبّ , فيه عيبٌ لا يتقدَّم لِيُقرِّب خُبْزَ إلَهه , خُبْز إلَهه مِنْ قُدس الأقداس , ومنَ القُدْس يأكُل , لكن إلى الحجاب لا يأتي , وإلى المذبح لا يقتربُ , لأنَّ فيه عَيْبًا لِئلاَّ يُدنِّسَ مَقدسي لأنِّي أنا الرَّبُّ مُقدِّسُهم . (سفْر اللاَّويِّين – الإصحاح الحادي والعشرون 16 – 23) .
فهل يُعقل أنَّ اللَّه العادل الرَّحيم , لا يقبلُ ذبائح أصحاب الإعاقات الجسديَّة , ويَمنعهُم حتَّى من الاقتراب من المذبح بدعْوى أنَّهم نَجَس ؟!! هل يُعقل أنَّ اللَّه الحليم الكريم , ينظرُ إلى الأعمى والأعرج والأحدب ومكسور اليد أو الرِّجْل , على أنَّهم نَجَس ؟!! أيُّ افتراء هذا على اللَّه سُبحانه وأيُّ اجتراء على جلاله وعظمته ؟!!

وتضمَّنت الأسفار التي ينسبُها اليهود إلى بعض أنبيائهم أكاذيبَ أيضًا على اللَّه لا يقبلُها عقلٌ ولا منطق ! ونكتفي بذكر ثلاثة أمثلة فقط حتّى لا نُطيل :
جاء في سفْر ميخا أنَّ اللَّه تعالى قال عن نفسه : من أجل ذلكَ أنُوحُ وأُوَلْوِلُ , أمشِي حافيًا وعريانًا , أصنعُ نَحيبًا كبنات آوى , ونَوحًا كرعال النَّعام . (سفْر ميخا – الإصحاح الأوّل 8) .
وجاء في سفْر المزامير : فاستيقظَ الرَّبُّ كَنائِم , كجبَّار مُعَيِّط من الخمْر , فضربَ أعْداءَه إلى الوراء , جعلَهم عارًا أبديًّا . (سفْر المزامير – المزمور الثّامن والسّبعون 65) .
فهل يُعقل أن يُوصَف خالقُ السَّماوات والأرض وكلّ شيء في هذا الكون , بأنَّه يَنوح ويُوَلْولُ ويمشي حافيًا عريانًا , ويستيقظ مثل المخمور ؟!! تعالى اللّه عن قول الظّالمين عُلُوًّا كبيرًا !!

وجاء في سفر صموئيل الثّاني : هكذا قال الرَّبّ : هائَنَذَا أُقيمُ عليك الشَّرَّ من بيتكَ , وآخُذُ نساءَكَ أمام عَيْنَيْكَ وأُعطيهنَّ لِقَريبِكَ , فيَضْطجع مع نِسائكَ في عَيْن هذه الشَّمس . (سفْر صموئيل الثّاني – الإصحاح الثّاني عشر 11) .
فهل يُعقل أنَّ اللَّه تعالى يُعاقبُ داوُد عليه السَّلام بأن يأخذَ نساءَه ويُعطيهنَّ لِقَريبه لِيَزني بهنَّ !! أيّة وقاحة هذه وأيُّ بُهتان عظيم على اللَّه سبحانه ؟!!

وبالإضافة إلى الافتراءات على اللَّه تعالى وعلى أنبيائه الكرام , فقد تضمَّنت هذه الأسفار أيضًا قصصًا جنسيَّة يندَى لها جبينُ الحياء خجلاً !! وواللَّهِ إنَّ أيَّ إنسان عاقل لَيستطيع فقط بمجرَّد قراءتها أن يتيقَّن أنّها يستحيلُ أن تكون نصوصًا مُقدَّسة , وأنَّ مكانها الحقيقي هو .. كتُب الجنس !! وسأنقلُ لك سيّدي الفاضل بعض الأمثلة , وأرجو المعذرة لِقُبح ما ستقرأه , ولولا اضطراري للاستشهاد بها لَما سمحتُ لِنَفسي أن أنقلها في هذا الكتاب :
جاء في سفْر حزقيال : وكان إلَيَّ كلامُ الرَّبّ : يا ابنَ آدم , كانت امرأتَان ابْنَتَا أمٍّ واحدة , زَنَتَا بِمصْر في صِبَاهما , هناك دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُما , وهناك تزغْزَغَتْ ترائبُ عُذْرَتهما . واسمُها أهُولة الكبيرة وأهُوليبة أخْتُها ... ولَم تترُكْ زِنَاها من مصر أيضًا لأنّهم ضاجعُوها في صِبَاها وزغزغُوا ترائبَ عُذرتها وسكبُوا عليها زِنَاهُم ... فأتاها بَنُو بابل في مَضْجع الحُبِّ ونَجَّسُوها بزِنَاهُم , فتنجَّستْ بهم وجفَتْهُم نَفْسُها . وكشفَتْ زناها وكشفتْ عورَتها , فجَفَتْها نَفْسي كما جفتْ نَفْسي أخْتَها ... وعشقَتْ مَعشُوقيهم الذين لَحْمُهم كلَحْم الحمير ومَنِيُّهم كَمَنِيِّ الخَيْل ... (سفْر حزقيال – الإصحاح الثّالث والعشرون 1 – 21) .
فهل يُعقَل أن تأتي هذه الجُمل القذرة من اللَّه سُبحانه وتعالى ؟!!
أبدًا , لا يُعقَل !
وهل يجرؤُ رجالُ الدِّين على قراءة هذا الكلام الفاضح في المناسبات الدِّينيَّة , أمام الرِّجال والنِّساء والأطفال ؟!!
طبعًا لا يَجرؤون على فعل ذلكَ !

وجاء في سفْر الأمثال المنسُوب إلى النَّبيِّ سُلَيْمان عليه السَّلام : هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدًّا إلى الصَّباح , نتلذَّذُ بالحبِّ لِأنَّ الرّجُلَ ليس في البيت , ذهبَ في طريق بعيدة . (سفْر الأمثال – الإصحاح السّابع 18 – 19) .
وجاء في سفْر نشيد الأناشيد المنسُوب أيضًا إلى النَّبيِّ سُلَيْمان عليه السّلام : ما أجملَ رِجْلَيْكِ بالنَّعلَيْن يا بنتَ الكريم , دوائرُ فَخذَيْكِ مثل الحليِّ صَنْعَة يَدَيْ صنَّاع , سُرَّتكِ كأسٌ مُدَوَّرة لا يُعْوِزُها شرابٌ ممزوجٌ . بَطْنُكِ صُبرةُ حِنْطَة مُسَيَّجة بالسَّوسن . ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْن تَوْأمَيْ ظَبْيَة ... (سفْر نشيد – الإصحاح السّابع 1 – 4) .
باللّه عليكِ سيِّدتي الفاضلة , كيف يُمكنُ لِأمٍّ أن تقرأ هذا الكلام الفاضح على بَنيها وبناتها , دون أن تشعُر بالخجل والاشمئزاز ؟!! بل كيف يمكنُ أن تحتفظَ في بيتها بكتابٍ يحتوي على هذه العبارت الجنسيَّة المخزيَة ؟!!

وجاء في سفْر إشعيا أنَّه قال لبني إسرائيل : أمَّا أنتم فتقدَّمُوا إلى هنا يا بَني السّاحرة , نَسْلَ الفاسق والزَّانية . (سفْر إشعياء – الإصحاح السّابع والخمسون 3) .
وجاء في سفْر حزقيال : فلذلكَ يا زانيَة اسمعي كلامَ الرَّبّ . هكذَا قال السَّيِّدُ الرَّبّ : من أجل أنَّه قد أُنفِقَ نُحاسُكِ , وانكشفَتْ عَورتُكِ بزناكِ بِمُحِبِّيك وبكلِّ أصنام رجاسَتِكِ , ولدماء بَنيكِ الذين بَذَلْتِهم لها , لذلك هائنذا أجمع جميع مُحِبِّيكِ الذين لذَذْتِ لهم , وكلّ الذين أحْبَبتهم مع كلِّ الذين أبْغَضْتِهم , فأجمعُهم عليكِ من حَولِكِ وأكشفُ عَوْرَتَكِ لهم لِيَنظُروا كلَّ عَوْرَتَك . (سفْر حزقيال – الإصحاح السّادس عشر 35 – 37) .
سبحان اللَّه وتعالى عمّا يفترون !! هل تدرين سيِّدتي كيف يُدافعُ الأحبار والرُّهبان عن هذه النُّصوص ؟
إنّهم يقولون بأنَّ هذه القصص الجنسيَّة المثيرة للشَّهوة , هي للعبرة والموعظة !!

وجاء في سفْر الملوك الأوَّل : وشاخَ الملِكُ داوُد , تقدَّم في الأيَّام , وكانُوا يُغَطُّونه بالثِّيَاب فلَم يَدفَأ , فقال له عَبيدُه : لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنا الملِك على فتاة عَذْراء , فَلْتَقِفْ أمامَ الملِك , ولتَكُن له حاضِنَة , ولْتَضْطَجِعْ في حِضْنِكَ فَيَدْفَأ سَيِّدُنا الملِك . (سفْر الملوك الأوّل – الإصحاح الأوّل 1- 2) .
وجاء في سفْر صموئيل الثّاني : وجرَى بعد ذلك أنَّه كان لِأبشالُوم بن داوُد أختٌ جميلةٌ اسمُها ثامار , فأحبَّها أمْنُون بن داوُد ... ثمّ قال أمْنُون لِثَامار : ائتِ بالطَّعام إلى المخدع فآكُل من يَدِك , فأخذتْ ثامارُ الكعكَ الذي عَمِلَتْه وأتَتْ به أمْنُون أخاها إلى المخْدَع , وقدَّمتْ له لِيَأكُل , فأمسكَها وقال لها : تعالَي اضْطَجِعي معي يا أختي , فقالتْ له : لا يا أخي , لا تُذِلَّني لأنَّه لا يُفعَلُ هكذا في إسرائيل , لا تعملْ هذه القباحة , أمَّا أنا فأينَ أذهبُ بِعَاري , وأمَّا أنتَ فتكُون كَواحد من السُّفهاء في إسرائيل , والآن كلِّم الملِكَ لأنَّه لا يَمنعُني منك , فلَم يَشأ أن يسمع لِصَوتها , بل تَمكَّن منها وقهرها واضطجعَ معها . (سفْر صموئيل الثّاني – الإصحاح الثّالث عشر 1 – 14) .
ألهذا الحدِّ يجترئ أحبار اليهود على أنبيائهم ويُدنِّسون شرفهم وشرف عائلاتهم ؟!!
لا غرابة إذًا أن ينتشر الزِّنا وشرب الخمر في أُمَّة تقرأ في كتابها المقدَّس أنَّ أنبياءها كانُوا يشربُون الخمر حتَّى الثُّمالة , ويزنُون بأخواتهم وبناتهم وأزواج معارفهم , مِن غير أن يُعاقبهم اللَّه !!
ولا غرابة أن يلعنَ اللَّهُ تعالى اليهودَ في عدّة آيات من القرآن الكريم , ويَصِفهم بأنَّهم المغضوب عليهم ! من ذلك قوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ 64 } (5- المائدة 64) .
ومن ذلك قوله تعالى : { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ 112 } (3- آل عمران 112) .
ومن ذلك قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً 51 أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا 52 } (4- النّساء 51-52) .

فهل يمكنُ أن نصدِّق بعد هذا ما يَدَّعيه اليهود من أنَّهم شعبُ اللَّه المختار , وأنَّهم أحبَّاءُه , وأنَّهم أرفع درجة من الملائكة ؟!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :25  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:09
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


هل هذه نصوص مقدّسة ؟!



إضافةً إلى الأكاذيب على اللَّه تعالى وعلى أنبيائه الكرام والقصص الجنسيَّة الفاضحة , تضمَّنت الأسفار التي ينسبُها اليهود إلى أنبيائهم , وأيضًا أسفار الأشعار , نصوصًا لو قرأها طفلٌ صغير لَما صدَّق أنَّها مقدَّسَة !! إليك بعض الأمثلة :
جاء في سفْر الجامعة : لِكُلّ شيء زَمان , ولِكُلّ أمْر تَحتَ السَّماوات وَقْت , للولادة وَقْت وللمَوْت وَقْت , للغَرس وَقْت ولِقَلْع المغْروس وَقْت , للقَتْل وَقْت وللشِّفاء وَقْت , للهَدم وَقْت وللبناء وَقْت , للبكاء وَقْت وللضّحك وَقْت , للنَّوح وَقْت وللرَّقص وَقْت , لِتَفريق الحجارة وَقْت ولِجَمع الحجارة وَقْت , للمعانَقة وَقْت وللانفصال عن المعانقة وَقْت , للكَسْب وَقْت وللخسارة وَقْت , للصّيانة وَقْت وللطَّرح وَقْت , للتَّمزيق وَقْت وللتَّخييط وَقْت , للسُّكوت وَقْت وللتَّكلُّم وَقْت , للحبِّ وَقْت وللبُغْض وَقْت , للحرب وَقْت وللصُّلح وَقْت . (سفْر الجامعة – الإصحاح الثَّالث 1 – 8) .
فهل يُعقَل أن يكون هذا الكلام وحيٌ من عند اللَّه ؟! وما الذي أفاد البشريَّة معرفة ذلك ؟!

وجاءت في سفْر القضاة حكايات خرافيَّة عن بطولات شمشون الجبَّار , لا يُصدِّقها أيُّ عاقل ! مِن ذلك : وذهبَ شَمشون وأمسكَ ثلاث مائة ابن آوَى , وأخذَ مَشاعل وجعلَ ذَنَبًا إلى ذَنَب , ووضعَ مَشعلاً بين كلّ ذَنَبَيْن في الوَسَط . ثمَّ أضرمَ المشاعل نارًا وأطلَقها بين زُروع الفلسطينيِّين , فأحرقَ الأكداسَ والزَّرع وكُرُوم الزَّيتون . (سفر القضاة – الإصحاح الخامس عشر 5 – 6) .
فكيف جمعَ شمشون هذه الثَّعالب , وكيف ربطها ؟!!

ومِن ذلك أيضًا : ووجدَ فَكَّ حِمار طَريًّا فأخذه وضرب به ألفَ رجُل , فقال شَمشون : بِفَكِّ حِمار كُومة كُومَتَيْن , بِفَكَّ حِمار قتلتُ ألْفَ رَجُل . (سفر القضاة – الإصحاح الخامس عشر 15 – 16) .
فماذا كان يحدث لو كان فَكُّ الحمار يابسًا وليس طريًّا ؟!!

وشبيهًا ببطولات شمشون , ما جاء في سفْر الأيَّام الأوَّل عن البطل يشبعام : وهذا هو عددُ الأبطال الذين لِدَاوُد : يَشُبْعام بن حكْمُوني رئيسُ التَّوالث , هو هزَّ رُمْحَه على ثلاث مائة , قتلَهُم دُفعةً واحدة . (الأيَّام الأوَّل – الإصحاح الحادي عشر 11) .
فكيف يا تُرى قتلَ ثلاث مائة بضربة واحدة ؟!!

وجاء في سفْر اللاَّويِّين تشريعات غريبة بخصوص داء البَرَص ! مِن ذلك : وأمَّا الثَّوبُ , فإذا كان فيه ضَربةُ بَرَصٍ ثَوبُ صوف أو ثَوبُ كتَّان , في السّدى أو اللّحمة من الصّوف أو الكتَّان أو في جلد أو في كلِّ مَصنوع من جلد , وكانت الضَّربةُ ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة في الثَّوب أو في الجلد في السّدى أو اللّحمة في مَتاعٍ ما من جلد , فإنّها ضَربةُ بَرَص , فتُعرَضُ على الكاهن . فيرى الكاهِنُ الضَّربة ويَحجِزُ المضروبَ سَبْعة أيَّام ... هذه شَريعةُ ضَربة البَرَص في الصُّوف أو الكتَّان في السَّدى أو اللّحمة أو في كلِّ مَتاع من جلد , للحُكم بطَهارته أو نَجاسته . (سفر اللاَّويِّين – الإصحاح الثَّالث عشر 47 – 59) .
ومِن ذلك أيضًا : مَتَى جئتُم إلى أرض كَنْعان التي أعطيكُم مُلْكًا , وجعلْتُ ضَربةَ بَرَص في بيتٍ في أرض مُلْكِكُم . يأتي الذي له البيتُ ويقولُ للكاهن : قد ظهر لي شِبْهُ ضربةٍ في البيت . فيأمرُ الكاهنُ أن يُفرِغُوا البيتَ قبل دخول الكاهن لِيَرى الضَّربةَ لِئَلاَّ يتنجَّسَ كلُّ ما في البيت , وبعد ذلك يَدخلُ الكاهنُ لِيَرى البيت , فإذا رأى الضَّربةَ , وإذا الضَّربةُ في حيطان البيت نُقَرٌ ضاربةٌ إلى الخضرة أو إلى الحمرة ومَنظرُها أعمَقُ من الحائط , يَخرجُ الكاهنُ من البيت إلى باب البيت ويُغلِقُ البيتَ سبعة أيَّام , فإذا رجع الكاهنُ في اليوم السَّابع ورأى وإذا الضَّربةُ قد امتدَّتْ في حيطان البيت , يأمرُ الكاهنُ أن يَقلَعوا الحجارةَ التي فيها الضَّربةُ ويَطرحُوها خارج المدينة في مكانٍ نَجِس , ويُقَشِّرُ البيتَ من داخلٍ حَوالَيْه , ويَطرحون التّرابَ الذي يُقشّرونه خارج المدينة في مكانٍ نَجِس , ويأخُذون حجارةً أخرى ويُدخِلُونَها في مكان الحجارة , ويأخذُ ترابًا آخر ويُطيّنُ البيت , فإن رجعَتِ الضَّربةُ وأفرخَتْ في البيت بعد قَلْع الحجارة وقَشْر البيت وتَطْيينه , وأتى الكاهنُ ورأى , وإذا الضَّربةُ قد امتدَّتْ في البيت , فهي بَرَصٌ مُفْسِدٌ في البيت , إنَّه نَجِس , فيَهدمُ البيتَ : حجارتَه وأخشابَه وكلَّ تراب البيت ويُخرِجُها إلى خارج المدينة إلى مكانٍ نَجِس ... لكن إن أتى الكاهنُ ورأى وإذا الضَّربةُ لم تَمتدّ في البيت بعد تَطْيين البيت يُطهِّرُ الكاهنُ البيتَ لأنَّ الضَّربةَ قد بَرئَتْ , فيأخذُ لِتَطهير البيت عصفورَيْن وخَشَب أرْز وقِرْمِزًا وزُوفا , ويَذبحُ العصفورَ الواحد في إناء خَزَف على ماء حَيّ , ويأخذُ خشَب الأرْز والزّوفا والقِرْمِزَ والعصفورَ الحيّ , ويَغمسُها في دَم العصفور المذبوح وفي الماء الحيِّ ويَنضِحُ البيتَ سبعَ مرَّات , ويُطهِّرُ البيت بِدَم العصفور وبالماء الحيِّ وبالعصفور الحيِّ وبخشَب الأرْز وبالزُّوفا وبالقِرْمز . ثمَّ يُطلِق العصفورَ الحيّ إلى خارج المدينة على وَجه الصَّحراء ويُكَفّر عن البيت فيَطْهُر , هذه هي الشَّريعةُ لِكُلّ ضربةٍ من البَرَص وللقَرع , ولِبَرَص الثَّوب والبيت . (سفر اللاَّويِّين – الإصحاح الرَّابع عشر 34 – 55) .
فهل سمعتَ سيِّدي الكريم في حياتك بثيابٍ ومنازلَ تُصابُ بالبَرَص ؟! والمصيبة أنَّ هذا الدَّاء إذا انتشر في الحيطان , يُحكَم على البيت بالهدم ! وإذا لَم ينتشر , يُطَهَّرُ البيتُ بالدَّم , في حين أنَّ الدَّم , كما هو معروف اليوم , هو أفضل ناقل للأمراض والبكتيريا !!

وجاء في سفْر العدد تشريعات غريبة بخصوص النَّجاسة والطَّهارة ! مِن ذلك : مَن مَسَّ مَيِّتًا , مَيِّتةَ إنسانٍ مَا , يكونُ نَجِسًا سبعةَ أيَّام , يتطهَّرُ به في اليوم الثَّالث , وفي اليوم السَّابع يكونُ طاهرًا . وإن لم يتطهَّر في اليوم الثَّالث ففي اليوم السَّابع لا يكونُ طاهرًا , كلّ مَن مَسَّ مَيِّتًا , مَيِّتةَ إنسانٍ قد مات , ولم يتطهَّر يُنَجِّس مَسْكَن الرَّبّ . فتُقطَعُ تلكَ النَّفسُ من إسرائيل لأنَّ ماء النَّجاسة لم يُرَشَّ عليها تكونُ نَجِسَة , نجاستُها لم تَزَلْ فيها , هذه هي الشَّريعة : إذا مات إنسانٌ في خَيْمة , فكلّ مَن دخلَ الخيمة وكلّ مَن كان في الخيمة يكونُ نَجِسًا سبعة أيَّام . وكلّ إناء مفتوح ليس عليه سِدادٌ بعصابة فإنَّه نَجِس , وكلّ مَن مَسَّ على وَجْه الصَّحراء قتيلاً بالسَّيْف أو مَيِّتًا أو عَظْم إنسان أو قَبْرًا يكونُ نَجِسًا سبعةَ أيَّام ... وأمَّا الإنسانُ الذي يَتَنجَّسُ ولا يَتطهَّر , فتُبادُ تلك النَّفسُ من بين الجماعة لأنَّه نَجَّس مَقدس الرَّبِّ . ماءُ النَّجاسة لَم يُرَشَّ عليه . إنَّه نَجِس . (سفر العدد – الإصحاح التَّاسع عشر 11 – 20) .
حسب هذا التَّشريع إذًا , فإنَّ مَن ماتتْ له ابنةٌ مثلاً , فبكى عليها وقبَّل وجهها قبل أن تُدفَن أو لامَس يَدها , يُصبحُ نجسًا سبعة أيَّام , ويجبُ أن يتطهَّر في اليوم الثَّالث ! وإذا نسي أن يتطهَّر بسبب الحزن وصعوبة الوضع الذي يَمرُّ به , فإنَّه يُعاقَب بالإبادة والقتل !! وكذلك الحالُ بالنِّسبة لِكُلِّ مَن دخل خيمةً فيها مَيِّت , أو كان سائرًا في الصَّحراء ولامس عظم إنسان أو قبرًا !!
والأغربُ من هذا ما جاء في كيفيَّة التَّطهُّر من النَّجاسة : فيأخذون لِلنَّجِس مِن غُبار حريق ذَبيحة الخَطيَّة , ويجعلُ عليه ماء حيًّا في إناء , ويأخذُ رجُلٌ طاهرٌ زُوفَا ويَغمِسُها في الماء ويَنضحُه على الخيمة وعلى جميع الأمتِعَة , وعلى الأنفُس الذين كانُوا هناك وعلى الذي مَسَّ العظْمَ أو القتيل أو الميِّت أو القبر , يَنضحُ الطَّاهِرُ على النَّجِس في اليوم الثَّالث واليوم السَّابع . ويُطهّرُه في اليوم السَّابع فيغسلُ ثيابهُ ويَرحضُ بِماءٍ فيكونُ طاهرًا في المساء . (سفر العدد – الإصحاح التّاسع عشر 17 – 20) .
فالصُّعوبة هنا هي في إحضار غُبار حريق ذَبيحة الخَطيَّة الذي لا تحصلُ الطَّهارة إلاَّ به . فقد جاء في سفر العدد صفات هذه الذَّبيحة , والتي تجعل من الصَّعب جدًّا الحصول عليها : هذه فريضةُ الشَّريعة التي أمَر بها الرَّبّ : كَلِّمْ بَني إسرائيل أن يأخذُوا إليكَ بَقرةً حَمراء صحيحة لا عَيْب فيها ولَم يَعْلُ عليها نير , فتُعطونها لألِعازار الكاهن , فتُخرَجُ إلى خارج المحلة وتُذبَحُ قُدَّامه ... وتُحرَقُ البقرةُ أمام عَيْنيه , يُحرَقُ جِلْدُها ولَحْمُها ودَمُها مع فَرثِها , ويأخذ الكاهنُ خَشَب أرْز وزُوفا وقِرْمِزًا ويَطرحُهنَّ في وسط حريق البقرة ... ويجمعُ رجُلٌ طاهرٌ رمادَ البقرة ويَضعُه خارج المحلة في مكان طاهر , فتكونُ لِجماعة بَني إسرائيل في حِفْظٍ ماء نَجاسة , إنَّها ذَبيحةُ خَطيَّة . (سفر العدد – الإصحاح التَّاسع عشر 2 – 9) .
فماذَا لو قبَّل رجلٌ جبينَ أمّه الميّتة , ثمَّ لم يَجدْ بقرة حمراء للتَّطهُّر ؟ هل يُقتَل لهذا السَّبب ؟!!

نعم سيّدي الفاضل , سيّدتي الفاضلة , كلُّ هذا موجود في التَّوراة المحرَّفة ! وبَدلَ أن تَحتوي هذه التَّوراة على نُصوص تحثُّ على فعل الخير والإحسان إلى الغير , نجدُها بالعكس تَحتوي على نصوص تُثير الغرائز الحيوانيَّة , وأخرى تُعلِّمنا كيف يقترفُ الأنبياء الفواحش العظيمة , وأخرى لا تُفيدُنا في أيِّ شيء !
والغريب أنَّنا لو بَحثنا في هذه التَّوراة عن ذِكْرٍ ليوم القيامة والحساب والجنةَّ والنَّار , لَما وجدنا فيها أيّ شيء من ذلك !! فما الهدف إذًا من إرسال الأنبياء إلينا , وما الفائدة من فعل الخير واجتناب الشَّرِّ إذا لم يكُن هناك بعد ذلك حساب وجزاء ؟!!

بقي أن نلاحظ أنَّ أسفار التَّوراة الخمسة والأسفار التَّاريخيَّة والأسفار الشِّعريَّة وأسفار الأنبياء , لا يُؤمن بها اليهودُ فقط , وإنَّما النَّصارى أيضًا الذين يعتقدون أنَّ أنبياءَ اللَّه هم الذين كَتبُوها بإلهامٍ من روح القدس ! وقد أقرَّ مجمع ترنت (Concile de Trente) الكاثوليكي ما بين سنة 1545 م وسنة 1563 م , ومجمع بيت المقدس الأرثودوكسي سنة 1672 م , شرعيَّة كلَّ هذه الأسفار ! معنى هذا أنَّ النَّصارى أيضًا يعتقدون أنَّ النُّصوص التي ذكَرْناها , والتي تصف اللَّه تعالى بما لا يليق به , وتجعل من أنبيائه زُناةً وشاربي خمر وقتَلَة , وتتحدَّث عن الجنس القذر , كلُّها نُصوص مُقدَّسة !!





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :26  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:12
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


لو كان المسيح بيننا لتبرَّأ من أناجيل النَّصارى !



لِماذَا ؟! لِأنَّها ببساطة ليست هي الإنجيل المذكور في القرآن , والذي أنزلَه اللَّهُ عليه . وسأعرض عليك , سيّدتي الكريمة , سيّدي الكريم , فيما يلي العديد من الأدلَّة على ذلك . لكن قبل هذا , هناك ملاحظتان : أوّلاً : استعملنا في هذا الكتاب اسم : نصارى , إشارةً إلى المسيحيّين , وذلك لأنّ القرآن الكريم سَمَّاهم بهذا الاسم .
ثانيًا : ورد اسمُ المسيح عليه السّلام في العديد من التّرجمات العربيّة على أنّه : يسوع , مِمَّا جعل بعض النّصارى يدّعون أنّه ليس هو المسيح الذي ورد في القرآن الكريم باسم : عيسَى . وللرّدّ على هؤلاء , نُحِيلُهم إلى ما جاء في موقع الإنجيل الشّريف
قولهم : " درجَتْ مُعظم التّرجمات العربيّة على استخدام إسم : يسوع , نقلاً عن اللّغة العِبْريّة حيث يأتي فيها : يشوع . استخدَمَتْ هذه التّرجمة , وبالتّحديد نَصّ العهد الجديد (الإنجيل الشّريف) , إسم : عيسَى الذي يأتي في اللّغة اليونانيّة – لغة الإنجيل الأصليّة – : إيسوس , الذي يُقابله : عيسَى بالعربيّة " .
وعلى هذا , فإنّ المسيح المذكور في الإنجيل هو نفس المسيح المذكور في القرآن باسم عيسَى .
نعود الآن للتّدليل على أنّ أناجيل النّصارى ليست هي الإنجيل الحقيقي الذي أنزله الله على المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام :

يعترفُ النَّصارى أنَّ الأناجيل التي بين أيديهم لَم يكْتُبها عيسى عليه السَّلام ولَم يُمْلِلْها على أتباعه , وإنَّما حرَّرها مُحرِّرُون من الجيل الأوَّل والجيل الثَّاني من النّصرانيَّة , فأصبحتْ تُنسَبُ إليهم ! فهي إذًا من تأليف بَشَر , وبالتَّالي لا يُمكنُ أن تكون هي الإنجيل الذي أنزلهُ اللَّهُ على عيسى عليه السَّلام .
ويعتمدُ النَّصارى اليوم على أربعة أناجيل , هي : إنجيل متى Saint-Matthieu , وإنجيل مرقس Saint-Marc , وإنجيل لوقا Saint-Luc , وإنجيل يوحنَّا Saint-Jean . وهي , مع الرَّسائل الملحَقَة بها , تُكَوِّنُ العهد الجديد Le Nouveau Testament . أمَّا أسفار التَّوراة الخمسة , مع الأسفار المنسُوبة إلى أنبياء بني إسرائيل , فتُسَمَّى العهد القديمAncien Testament . ويُكوِّنُ العهدُ القديم مع العهد الجديد ما يُسمَّى بالكتاب المقدَّس La Bible .
وقد تتلْمذَ متى ويوحنَّا على السَّيِّد المسيح , أمَّا مرقس ولوقا فلَم يَريَاه . وتُنسَبُ الرَّسائلُ الملْحَقَة بالأناجيل إلى : بولس , وله أربعة عشر رسالة , وهو لم يَلْقَ المسيح , وإلى بطرس ويعقوب ويهوذا ويوحنَّا , وكلّهم صَحِبُوا المسيح عليه السَّلام .
ويعتقدُ النَّصارى أنَّ الأناجيلَ والرَّسائلَ هي كلمةُ اللَّه التي ألْهَمَها الرُّوحُ القدسُ إلى بعض تلاميذ المسيح وتلاميذهم , فكتَبُوها بأمانة , فأصبحتْ كتاباتُهم مُقدَّسة لهذا السَّبب . ويُوضِّحون هذا الأمر قائلين أنَّ اللَّه تعالى اختار هؤلاء التَّلاميذ , فألْهَمَهُم ما يُريد إبلاغه إلى عباده , وعَصَمَهُم من الخطأ في التَّحرير والكتابة , فكَتبُوا الإلهامَ في أناجيل ورسائل , وأصبحتْ هذه الكتابات مُقَدَّسة وتُنسب إلى اللَّه .

فهل فعلاً هذه الكتابات مُقَدَّسة وخالية من الأخطاء ؟
يقول المؤرِّخُون أنَّ أقدم المخطوطات التي نُسِخَت عنها الأناجيلُ والرَّسائلُ , تعود إلى القرن الرَّابع الميلادي . وهذه المخطوطات ليستْ بِخَطِّ كُتَّاب الأناجيل , وإنَّما بِخَطِّ كُتَّابٍ جاءوا بعدَهم بأكثر من قَرنَيْن من الزَّمان , ولا يُعرَفُ أيّ سَنَد يَصِلُهم بالكُتَّاب الأصليِّين ! أيْ أنَّ إنجيل متى مثلاً , الذي يقرأه النَّصارى اليوم , ليس منسوخًا عن المخطوطة الأصليَّة التي كتبَها متى , وإنَّما منسوخًا عن مخطوطةٍ كتَبها إنسانٌ جاء بعده بأكثر من مائتي سنة , ولا تُعرفُ أيّة علاقة بين الرَّجُلَين !!
وهذا الأمرُ يكْفي وحدهُ للتَّشكيك في صحَّة نسبة الأناجيل والرَّسائل إلى أصحابها . وحتَّى لو سلَّمْنا بأنَّها منسوبةٌ إليهم فعلاً , فلا أحد يستطيعُ أن يجْزِمَ بأنَّ المخطوطات التي تعود للقرن الرَّابع مُطابقة حرفيًّا للأناجيل التي كَتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنَّا !
ويَردُّ النَّصارى على هذا التَّشكيك بأنَّ المخطوطات التي وُجِدتْ عن الأناجيل والرَّسائل تُعَدُّ بالآلاف , وبالتَّالي لا حاجة لِمُقارنتها بالكُتب الأصليَّة التي كَتبها تلاميذ المسيح .
هذا ما يقولونه , ولكنَّ الذي يُخفُونه أنَّ هذه الآلاف من المخطوطات , على كَثْرتِهَا , ليس بينها مخطوطتان مُتَّفقتان في كلِّ النُّصوص ! نعم , فقد تعرَّضتْ جميعُها إلى الزِّيادة والنَّقص حسبَ مزاج النُّسَّاخ !! ثمَّ تراكمَ هذا التَّبديلُ على مَرِّ القرون حتَّى أصبحت الأناجيل والرَّسائل اليوم مملوءة بالأخطاء !!
وقد قام العديد من المحقِّقين النَّصارى في القرن العشرين بالبحث في كُتب العهد الجديد , فَوصلُوا إلى حقيقة خطيرة وهي أنَّه ليس ثَمَّة أيّ دليل واقعي على صحَّة نسبة الأناجيل إلى أصحابها ! بل إنَّ أكثر الأدلَّة تؤكِّد أنَّ الأناجيلَ الأربعة لا يُمكن أن تكون من تأليف تلاميذ المسيح !!
نعم , فقد تَوصَّلوا مثلاً إلى أنَّ العديد من نصوص إنجيل متى مُقتَبَسة عن إنجيل مرقس . وهذا يستوجبُ أن يكون متى قد كتبَ إنجيلَه بعد مرقس . لكنَّ التَّاريخ يُثبت أنَّ متى قد عاصر المسيح وصحِبَه , بخلاف مرقس الذي كان عمره وقتها حوالي عشر سنوات ! فكيفَ يَنقُلُ الشَّاهدُ للأحداث عن الغائب الذي لَم يحضُرها ؟!
كذلك , جاء في إنجيل متى : وفيمَا يَسُوعُ مُجتازٌ من هناكَ رأى إنسانًا جالسًا عند مكان الجِبَايَة اسمُه مَتَّى , فقال له : اتْبَعْني , فقامَ وتَبِعَه . (إنجيل متى – الإصحاح التَّاسع 9) . وهذا يدلُّ على أنَّ متى ليس هو كاتب هذا الكلام , لأنَّه لو كان كذلك , لقال : وفيمَا يَسُوعُ مُجتازٌ من هناكَ رآني جالسًا عند مكان الجِبَايَة , فقال لي : اتْبَعْني , فقُمتُ وتَبِعْتُه !
لهذا , نجدُ اليوم العديد من الباحثين النَّصارى ينكرُون صحَّة نسبة إنجيل متى إليه , ويقولون : إنَّه ليس من تأليف الحواري متى , تلميذ المسيح عليه السَّلام , وإنَّما هو لِمُؤلِّفٍ مجهول أخفَى شخصيَّته !

وأمَّا الرَّسائل : فإنَّ أغلَبها يُنسبُ إلى بولس الذي يُعتَبر مؤسِّس النّصرانيَّة المحرَّفة ! وأجدُ من المهمِّ الوقوف قليلاً عند هذا الرَّجل . وُلِدَ بولس لِأبَوَيْن يهوديَّيْن , وكان اسمه شاول , ثمَّ سَمَّى نفسه بولس بعد أن تَنَصَّر . وسبب تنصُّره أنَّه , حسب زعمه , رأى المسيح عليه السَّلام (بعد رفعه إلى السَّماء بسنوات , ولَم يكن رآه من قبل) , فأعطاه حينئذ منصب النُّبوَّة !!
والحادثة رواها بنفسه في أعمال الرُّسل , يقول : ولَمَّا كنتُ ذاهبًا في ذلك إلى دمشق بسُلْطان ووصيَّة من رُؤساء الكَهَنة , رأيتُ في نصْف النَّهار في الطَّريق , أيُّها الملِكُ , نُورًا من السَّماء أفضَل من لَمعان الشَّمس قد أبرقَ حوْلي وحولَ الذَّاهبين معي , فلَمَّا سقَطنا جميعُنا على الأرض سمعتُ صَوتًا يُكَلِّمُني باللُّغة العبرانيَّة : شَاوُل شاوُل , لِماذَا تَضطهدُني ؟ صعبٌ عليكَ أن ترفُس مَناخس , فقلتُ أنا : من أنتَ يا سَيِّد ؟ فقال : أنا يَسُوع الذي أنت تضطَهِدُه , ولكن قُم وقِفْ على رجلَيْكَ , لأنِّي لهذا ظهرتُ لكَ لأنتَخِبَكَ خادِمًا وشاهِدًا بِمَا رأيتَ وبِمَا سأظْهرُ لكَ به , مُنقِذًا إيَّاكَ من الشَّعب ومن الأمَم الذينَ أنا الآن أرسِلُكَ إليهم , لِتَفتحَ عُيُونَهم كيْ يَرجعُوا من ظُلُماتٍ إلى نُور ومن سُلطان الشَّيطان إلى اللَّه حتَّى ينالُوا بالإيمان بي غُفرانَ الخَطايَا ونصيبًا مع المقَدَّسين . (أعمال الرّسل – الإصحاح السَّادس والعشرون 12 – 18) .
ولكنَّ اللاَّفت للانتباه أنَّ هذه الحادثة الهامَّة ذُكِرتْ في عدَّة مواضع من أعمال الرُّسل , لكن بتفاصيل متناقضة ! فقد جاء في هذه الرِّواية أنَّ نورًا أبرقَ حول بولس وحول الذَّاهبين معه , وأنَّهم سقطُوا جميعًا على الأرض , وأنَّه سمع وحده صوتًا .
ولكن جاء في رواية أخرى : وأمَّا الرِّجالُ المسافرُون معه , فوَقَفُوا صامتينَ يسمعُون الصَّوتَ ولا ينظُرونَ أحدًا . (أعمال الرّسل – الإصحاح التَّاسع 7) . فهل سمع بولس الصَّوت وحده أم سمعه الذين معه أيضًا ؟!
وذُكِر هنا أنَّ الذين معه لَم يرَوا شيئًا , ولكن جاء في رواية أخرى : والذين كانُوا معي نَظرُوا النُّور وارتَعَبُوا , ولكنَّهم لم يسمعُوا صوتَ الذي كلَّمَني . (أعمال الرّسل – الإصحاح الثَّاني والعشرون 9) . وهذا معاكسٌ تَمامًا لِمَا جاء في الرِّواية السَّابقة ! وحدثٌ بمثل هذه الأهمِّيَّة في تاريخ النّصرانيَّة لا يُقبَل أن تقع فيه مثل هذه الاختلافات !!
ثمَّ إنَّ بولس كان قبل تنصُّره شديد العداوة للنَّصارى , وألحقَ بهم ألوانَ العذاب , وهذا بشهادته هو عن نفسه , حيث يقول : فأنا ارتأيتُ في نفسي أنَّه ينبغي أن أصنعَ أمورًا كثيرةً مُضادَّة لاسم يَسُوع النَّاصري . وفعلتُ ذلكَ أيضًا في أورشَليم , فحَبَسْتُ في سُجونٍ كثيرينَ من القِدِّيسينَ آخِذًا السُّلطانَ مِنْ قِبَل رُؤَساء الكَهَنَة , ولَمَّا كانُوا يُقْتَلُون ألقَيْتُ قُرْعَة بذلك , وفي كلِّ المجامع كنتُ أعاقِبُهم مِرارًا كثيرة وأضْطَرَّهم إلى التَّجديف , وإذ أفرَطَ حَنَقي عليهم كنتُ أطرُدُهم إلى المدُن التي في الخارج . (أعمال الرّسل – الإصحاح السَّادس والعشرون 9 – 11) .
فرُبَّما يَقبلُ العقلُ أن يَدخُل بُولس في النّصرانيَّة بعد أن كان شديد العداوة لها . لكن أن يُصبح قدِّيسًا ونبيًّا , فلا ! فجميع الأنبياء عليهم السَّلام لَم يكُونوا كفَّارًا أو معادين للرِّسالات السَّماويَّة الأخرى قبل نُبُوَّتهم .

ويُشَكِّكُ المحقِّقون من ناحية أخرى في نبوَّة بولس وقدِّيسيَّته لأنَّه يستبيحُ الكذب والنِّفاق للوصول إلى غايته , وهذا باعترافه هو حيث يقول : فصرْتُ لليهود كَيَهودي لِأربحَ اليهود , وللّذينَ تحت النَّاموس كأنّي تحت النَّاموس لِأربحَ الذين تحت النَّاموس , وللَّذين بِلا نامُوس كأنّي بِلا نامُوس , مع أنّي لستُ بِلا ناموس للَّه بل تحتَ نامُوسٍ للمسيح , لِأربح الذينَ بِلا ناموس . (كورنثوس 1 – الإصحاح التَّاسع 20 – 21) .
ويأخذه الغرور في موضع آخر , فيقول : ولكنَّها أكثرُ غبطةً إن لَبثَتْ هكذا بِحَسب رأيي . وأظنُّ أنِّي أنا أيضًا عندي روحُ اللَّه . (كورنثوس 1 – الإصحاح السَّابع 40) .
ويُسيء الأدبَ مع اللَّه في موضع آخر , فيقول : لأنَّ جهالةَ اللَّه أحْكَم من النَّاس , وضعفَ اللَّه أقوَى من النَّاس . ( كورنثوس 1 – الإصحاح الأوَّل 25) .
ويستحلُّ المحرَّمات , فيقول : كلُّ الأشياء تَحِلُّ لي لكن ليسَ كُلُّ الأشياء تُوافق . كلُّ الأشياء تَحِلُّ لي لكن لا يتسلَّطُ عَلَيَّ شيء . (كورنثوس 1 – الإصحاح السَّادس 12) .
وقد تَوقَّفنا هنا عند بولس لأنَّ النَّصارى اعتمدُوا على رسائله بالكامل لِبناء عقيدة الصّلب والفداء ! فهل يُعقَل أن يبني ملايينُ البشر عقيدتهم على أقوال شخص ادَّعَى النُّبوَّة وليس له شاهدٌ ولا دليل على ذلك , ولم يتتلمذ على السَّيِّد المسيح عليه السَّلام , ولم يأخُذ منه مبادئ النّصرانيَّة الصَّحيحة , وفوق كلِّ ذلك يكذب وينافق لِيَصل إلى مراده , ويُسيء الأدب مع اللَّه ؟!!
طبعًا , غير معقول ! ومع ذلك فإنَّ النَّصارى اتَّخذُوه مُشرِّعًا لهم !

هذا إذًا ما يقوله المؤرِّخون بخصوص الأناجيل والرَّسائل . أمَّا إذا حاولْنا التَّعمُّق في النُّصوص , فسنجدُ فيها العديد من الأخطاء والتَّناقضات والأقاويل التي لا يُمكن أبدًا نسبتُها إلى اللَّه تعالى , وإلى عبده ورسوله عيسى عليه السَّلام , ولا إلى الحواريِّين الذين صَحبُوا موسى عليه السَّلام وتتلمذُوا على يديه ونَصرُوه . وهذا ما سنبيِّنُه في العنصر الموالي بعون اللَّه .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :27  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:14
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


هل هذا إلهامٌ أم قول بشر ؟!



ذكَرْنَا أنَّ النَّصارى يعتقدُون أنَّ متى ويوحنَّا ومرقس ولوقا , أصحاب الأناجيل الأربعة , كَتَبُوا أناجيلَهم بإلْهام من الرّوح القُدس , وعصَمهُم اللَّهُ تعالى من الخطأ في الكتابة . وكذلك الحال بالنِّسبة لِبولس وبطرس ويعقوب ويهوذا , أصحاب الرَّسائل . لكنَّ الغريب أنَّ كلَّ هؤلاء الكتَّاب , ما عدى بولس , لَم ينسبُوا الإلهامَ إلى أنفُسِهم ! بل الأغرب من ذلك : تحدَّثُوا عن أناجيلهم ورسائلهم على أنَّها مجهودٌ بشري بَحْت .
فقد كتب لوقا في مقدِّمة إنجيله : إذْ كان كثيرُون قد أخذُوا بتأليف قصَّةٍ في الأمور المتَيَقَّنَة عندنَا , كَما سلَّمَها إلينا الذينَ كانُوا منذُ البدْء مُعاينينَ وخُدَّامًا للكَلِمَة . رأيتُ أنا أيضًا , إذْ قد تَتبَّعْتُ كلّ شيء من الأوَّل بتَدقيقٍ , أن أكتبَ على التَّوالي إليكَ أيُّها العزيزُ ثاوُفيلُس لِتَعرفَ صحَّةَ الكلام الذي عُلِّمت به . (إنجيل لوقا – الإصحاح الأوَّل 1 – 4) .
فلم يذكُر لوقا في مقدِّمته شيئًا عن الإلهام الإلهي , وإنَّما ذكَر بالعكس أنَّ كتابهُ رسالةٌ شخصيَّة , كَتبها بِدَافع شخصي !

ولو تأمَّلْنا في الرَّسائل لَوَجدنا فيها العديد من المواضيع الشَّخصيَّة التي لا علاقة لها بالوحي أو بالإلهام !
فمثلاً , جاء في رسالة بولس : الرِّداءُ الذي تركْتُه في تَرواس عند كارْبُس , أحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ , والكُتُب أيضًا ولا سيَّما الرُّقُوق . (تيموثاوس 2 – الإصحاح الرَّابع 13) .
وجاء في رسالة يوحنَّا : سلامٌ لك , يُسلِّم عليكَ الأحبَّاء , سَلِّم على الأحبَّاء بأسمائهم . (يوحنَّا 3 – الإصحاح الأوَّل 15) .

ولو تأمَّلْنا في الأناجيل والرَّسائل لَوَجدنا فيها أيضًا بعض العبارات التي من المستحيل أن تكون وحيًا !
فمثلاً , جاء في إنجيل لوقا : ولَمَّا ابتدَأ يَسُوعُ كانَ له نَحْو ثلاثينَ سَنَة , وهو , على ما كان يُظَنُّ , ابن يُوسُف بن هالي . (إنجيل لوقا – الإصحاح الثَّالث 23) . فهل يُعقَل أنَّ اللَّه تعالى الذي ألْهَم لوقا في كتابة إنجيله , لا يعرفُ بالتَّدقيق متى ابتدأ يسوع , فقال : نَحْو ثلاثين سنة , ولا يعرفُ نَسبه بالضَّبط , فقال : وهو , على ما كانَ يُظَنُّ , ابن يُوسف ؟!!
وجاء في رسالة بولس : لستُ أقولُ على سبيل الأمر , بل باجْتِهاد آخَرين , مختبرًا إخلاصَ مَحَبَّتكُم أيضًا . (كورنثوس 2 – الإصحاح الثَّامن 8) . فهذا الكلام بالتَّأكيد ليس بإلهام !

ولو تأمَّلْنا في الأناجيل والرَّسائل لَوَجدنا فيها أيضًا أخطاء , شهد التَّاريخُ بخطئها !
فقد جاء في إنجيل متى : فإنَّ ابنَ الإنسان (أي المسيح) سوفَ يأتي في مَجْد أبيه مع ملائكَته , وحينَئِذ يُجازي كُلّ واحد حَسبَ عَمَلِه . الحَقَّ أقولُ لكُم , إنَّ مِنَ القِيَام هَهُنا قومًا لا يَذُوقون الموْتَ حتَّى يَرَوُوا ابنَ الإنسان آتِيًا في مَلَكُوته . (إنجيل متى – الإصحاح السَّادس عشر 27 – 28) .
وجاء في موضع آخر من إنجيل متى : ومَتَى طَردُوكُم في هذه المدينة فاهرُبُوا إلى الأخرى , فإنِّي الحقَّ أقولُ لكُم , لا تُكَلِّمون مُدُنَ إسرائيلَ حتَّى يأتي ابنُ الإنسان (أي المسيح) . (إنجيل متى – الإصحاح العاشر 23) .
وجاء في موضع آخر أيضًا من إنجيل متى : وفيمَا هو جالسٌ على جَبل الزَّيتون , تقدَّم إليه التَّلاميذُ على انفراد قائلين : قل لنا متَى يكونُ هذا وما هيَ علامةُ مَجيئكَ وانقضاء الدَّهر ؟ فأجاب يَسُوع : ... وحينَئذ تَظْهرُ علامةُ ابن الإنسان في السَّماء . وحينَئذ تَنُوح جميعُ قبائل الأرض ويُبصرُون ابنَ الإنسان (أي المسيح) آتِيًا على سَحاب السَّماء بقُوَّة ومَجْد كثير ... الحقّ أقولُ لكُم : لا يَمضِي هذا الجيلُ حتَّى يكون هذا كُلّه . (إنجيل متى – الإصحاح الرَّابع والعشرون 3 – 34) .
ففي هذه النُّصوص , يزعُم كاتب هذا الإنجيل أنَّ المسيح عليه السَّلام أخبر تلاميذه عن قُرب نهاية العالَم , وحدَّدها بأنَّها ستكُون في جيلهم : " لا يَمضِي هذا الجيلُ حتَّى يكون هذا كُلّه " , حتَّى أنَّه ذكَر بأنَّ بعضهم سيكون حاضرًا : " إنَّ مِنَ القِيَام هَهُنا قومًا لا يَذُوقون الموْتَ حتَّى يَرَوُوا ابنَ الإنسان (أي المسيح) آتِيًا في مَلَكُوته " .
ولكنَّ الواقع يشهدُ بأنَّ الجيل الأوَّل انقضَى , وانقضتْ بعده أجيال وأجيال , ومَرَّت أكثر من ألفَيْ سنة , ولم تتحقَّق هذه النُّبوءة المنسوبة كذبًا إلى المسيح عليه السَّلام !
وطبعًا , هذه النُّصوص سبَّبَتْ إحراجًا كبيرًا للنَّصارى , فلم يجدُوا إلاَّ الرَّدَّ بأنَّ المقصود هو قِيَامة المسيح بعد أيَّامٍ مِن صَلْبه ! لكنَّ الذي تجاهلُوه هو أنَّ هذه النُّصوص أشارت بوضوح إلى عودة المسيح في نهاية الزَّمان , وذلك واضحٌ في سُؤال تلاميذه له : " وما هيَ علامةُ مَجيئكَ وانقضاء الدَّهر ؟ " .
ثمَّ إنَّ هذه النُّصوص بَيَّنتْ أنَّ هذا المجيء سيكُون كما يَلي : " ويُبصرُون ابنَ الإنسان (أي المسيح) آتِيًا على سَحاب السَّماء بقُوَّة ومَجْد كثير " . بينَما ذكَرت الأناجيل أنَّ المسيحَ لَمَّا قام بعد صلبه المزعوم , كان مُتَخَفِّيًا , ولَم يأتِ على سحاب بقُوَّة ومَجْد !!

ومن النُّصوص التي شهد التَّاريخُ بِخَطَئِها أيضًا , ما جاء في خاتمة إنجيل مرقس , بعد حديثه عن صلب المسيح وقيامته وظهوره لبعض النَّاس : أخيرًا ظهرَ لِلأحَدَ عَشَر (وهم تلاميذه) وهم مُتَّكِئُون , ووبَّخَ عدَم إيمانِهم وقَسَاوةَ قُلُوبهم لِأنَّهم لَم يُصَدِّقُوا الذين نَظَرُوه قد قام . وقال لهم : اذْهَبُوا إلى العالَم أجْمَع واكْرِزُوا بالإنجيل لِلخَليقة كُلِّها . مَنْ آمَن واعتَمَد خَلص , ومَنْ لَم يُؤمِنْ يُدَنْ . وهذه الآياتُ تَتبعُ المؤمنينَ : يُخرِجُون الشَّياطينَ باسْمِي , ويتكلَّمون بألْسِنَة جديدة . يَحْملُون حَيَّاتٍ , وإن شَربُوا شيئًا مُميتًا لا يَضُرُّهم , ويَضَعُون أيْديهم على المرْضَى فَيَبرأون . (إنجيل مرقس – الإصحاح السَّادس عشر 17 – 18) .
وجاء في موضع آخر من إنجيل مرقس : فتذكَّر بُطْرس وقال له : يا سَيِّدي , انظُر التِّينَةَ التي لَعَنْتَها قد يَبسَتْ . فأجاب يَسُوع : لِيَكُنْ لَكُم إيمانٌ باللَّه لِأنِّي الحقَّ أقولُ لكُم : إنَّ مَنْ قالَ لِهذَا الجبَل انْتَقِلْ وانطَرِحْ في البحر , ولا يَشُكُّ في قَلْبه بل يُؤمنُ أنَّ ما يَقوله يكُون , فَمَهْما قال يكونُ له . لذلكَ أقولُ لكم : كلّ ما تَطْلُبونَه حينَما تُصَلُّون , فآمِنُوا أن تَنالُوه فيكُون لكم . (إنجيل مرقس – الإصحاح الحادي عشر 21 – 24) .
وجاء في إنجيل يوحنَّا : الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم : مَن يُؤمِنُ بي , فالأعمالُ التي أنا أعملُها يَعمَلُها هو أيضًا , ويَعملُ أعظَم منها لأنّي ماضٍ إلى أبي . (إنجيل يوحنَّا – الإصحاح الرَّابع عشر 12) .
ففي هذه النُّصوص يزعُم كاتبُو هذه الأناجيل أنَّ المسيح عليه السَّلام ضمنَ لهم أنَّ كلَّ من يُؤمن به (أي كلّ نصراني) يَستطيعُ صُنعَ المعجزات التي صنَعَها هو , مِن شفاء المرضَى وإحياء الموتى !!
بل ويُؤكِّدُ لهم في نصٍّ آخر أنَّ مَنْ يعجزُ عن فعْل مثل هذه المعجزات , فهو ليس بِمُؤمن !! فقد جاء في إنجيل متى : ولَمَّا جاءُوا إلى الجمْع تقدَّم إليه رجُلٌ جاثِيًا له وقائلاً : يا سَيِّد , ارْحَم ابْني فإنَّه يُصرَعُ ويتألَّم شديدًا ويقعُ كثيرًا في النَّار وكثيرًا في الماء , وأحضَرْتُه إلى تلاميذكَ فلَم يَقْدِرُوا أن يشْفُوه . فأجابَ يَسُوع : أيُّها الجِيلُ غَيْر المؤمن الملْتَوي , إلى مَتى أكونُ معكُم ؟ إلى مَتى أحْتَمِلُكم ؟ قَدّموه إلَيَّ هَهُنا . فانتَهره يَسُوع , فخرج منه الشَّيطانُ , فشُفِيَ الغلامُ من تلكَ السَّاعة . ثمَّ تقدَّم التَّلاميذُ إلى يَسوع على انفراد وقالُوا : لِماذا لم نَقدِرْ نحنُ أن نُخرجَه ؟ فقال لهم يَسوع : لِعَدم إيمانكُم . فالحقَّ أقولُ لكم : لو كان لكُم إيمانٌ مثل حَبَّة خَردَل لَكُنتم تقولون لهذا الجبَل : انْتَقِلْ من هنا إلى هناك , فينتقلُ ولا يكونُ شيءٌ غير مُمكِن لَدَيْكُم . (إنجيل متى – الإصحاح السَّابع عشر 14 - 21) .
ولكنَّ التَّاريخ يَشهد بأنَّ النَّصارى , بِما فيهم الباباوات والقساوسة , لم يستطع أحدٌ منهم أن يفعل ولو معجزة واحدة طوال حياته ! فإمَّا أنَّهم كلّهم ليس في قلْبهم مقدار حبَّة خَردل من إيمان , أو أنَّ ما جاء في الأناجيل ليس بصحيح !!
بل إنَّ النَّصارى ذهبُوا أكثر من ذلك في الافتراء على المسيح عليه السَّلام . فقد جاء في إنجيل يوحنَّا أنَّ المسيح قال : إن كان أحدٌ يحفظُ كلامي , فلَنْ يَرَ الموتَ إلى الأبد . (إنجيل يوحنَّا – الإصحاح الثَّامن 51) . فهلْ يستطيع النَّصارى أن يُخبرونا : لِماذا إذًا مات تلاميذُ المسيح عليه السَّلام , ومات بولس الرَّسول المزعوم , ولَم يُخلَّد أحدٌ من الباباوات ؟!! هل أنَّ أحدًا منهم لم يستطع أن يحفظَ كلام المسيح ؟!!

ومن النُّصوص التي شهد التَّاريخُ بِخَطَئِها أيضًا , ما جاء في إنجيل مرقس : وابتدأ بُطْرس يقول له : ها نحنُ قد تركْنَا كلَّ شيء وتَبعْناكَ . فأجابَ يَسوع : الحقَّ أقول لكُم : ليس أحدٌ تركَ بيتًا أو أخوةً أو أخوات أو أبًا أو أمًّا أو امرأة أو أولادًا أو حقولاً لِأجلي ولِأجل الإنجيل , إلاَّ ويأخذُ مائة ضِعْف الآن في هذا الزَّمان بُيوتًا وأخوةً وأخوات وأمَّهات وأولادًا وحقولاً مع اضطهادات , وفي الدَّهر الآتي الحياة الأبديَّة . (إنجيل مرقس – الإصحاح العاشر 28 - 30) .
فهل يستطيع النَّصارى أن يُفهمونا : كيف يُمكنُ لِأتباع المسيح أن يُصبح لهم مائة ضعف من البيوت والحقول والأخوة والأخوات والأمَّهات والأولاد ؟!! والنَّصُّ واضح الدَّلالة أنَّ هذا التَّعويض يكون في الدُّنيا : " في هذا الزَّمان " .
طبعًا , لن يستطيعُوا الإجابة لأنَّ التَّاريخ يشهد بأنَّ أتباع المسيح لم ينالُوا شيئًا من كلِّ هذا !

ولو تأمَّلْنا في الأناجيل والرَّسائل لَوَجدنا فيها أيضًا أحداثًا يَرفضها العقل والمنطق !
فقد جاء في إنجيل متى مثلا عن العجائب التي حصلَتْ بعد الصَّلب المزعوم للمسيح : فصرخَ يسُوعُ أيضًا بصَوت عظيم وأسلمَ الرُّوح . وإذا حجابُ الهيكل قد انشقَّ إلى اثنيْن من فوق إلى أسفل , والأرضُ تزلزلَتْ والصُّخورُ تشقَّقتْ , والقبور تفتَّحتْ , وقام كثيرٌ منْ أجساد القِدِّيسين الرَّاقدين , وخرجُوا منَ القُبور بعد قِيَامَته ودخلُوا المدينةَ المقدَّسة وظهرُوا لِكَثيرين . (إنجيل متى – الإصحاح السَّابع والعشرون 50– 53) .
فالحديث عن قيامة كثير من القدِّيسين من قبورهم وظهورهم للنَّاس , هو كذبٌ لا محالة , لأنَّه لو كان وقعَ لتحدَّثتْ به كلُّ الأناجيل نظرًا لأهَمِّيَّته ! ولكنَّ هذا الحدث ذكَره متى فقط ! ثمَّ إنَّه لم يذكُر بعدَه ما كان من أمر هؤلاء القدِّيسين : هل عادوا إلى أهليهم وعاشوا معهم , أم أنَّهم ماتُوا في نفس اليوم ؟!

ولو تأمَّلْنا في الأناجيل والرَّسائل لَوَجدنا بينها تناقضات كثيرة !
فقد جاء في إنجيل مرقس مثلاً عند الحديث عن الصّلب المزعوم للمسيح عليه السَّلام : وأعطَوْه خَمرًا ممزوجةً بِمُرٍّ لِيَشربَ , فلَم يَقبلْ . (إنجيل مرقس – الإصحاح الخامس عشر 23) .
لكنَّ متى نقلَ هذه الجملة عن مرقس , ثمَّ بدَّلَ فيها بعض الألفاظ , فأصبحتْ : أعطَوْه خَلاًّ مَمزوجًا بِمَرارة لِيَشربَ . ولَمَّا ذاق لَم يُردْ أن يَشرب . (إنجيل متى – الإصحاح السَّابع والعشرون 34) .
فأبدلَ متى الخمر بالخَلِّ , والمرّ بِمَرارة !
وجاء في إنجيل مرقس عن آخِر أقوال المسيح عليه السَّلام عند صلبه المزعوم : وفي السَّاعة التَّاسعة صرخَ يَسوعُ بِصَوت عظيم قائلاً : إلُوي , إلُوي , لِمَ شَبَقْتَني (الذي تفسيره : إلَهي , إلَهي , لماذا تَركْتَني ؟!) . (إنجيل مرقس – الإصحاح الخامس عشر 34) .
لكنَّ لوقا لَم تُعجبه هذه الجملة , لأنَّه رأى أنَّها لا تتوافق مع عقيدة الفداء التي تقول بأنَّ المسيح عليه السَّلام صُلِبَ لِيَفتديَ أتباعه , فنقلَها لوقا عن مرقس ثمَّ أبدلَها لِتُصبح : ونادَى يَسوع بِصَوت عظيم : يا أبَتاه , في يَدَيْكَ أسَتَودِعُ رُوحي . (إنجيل لوقا – الإصحاح الثَّالث والعشرون 46) .
وجاء في إنجيل مرقس أنَّ المسيح عليه السَّلام شَفَى رجُلاً أعمَى . يقول مرقس : وجاءُوا إلى أريحَا . وفيما هو خارجٌ من أريحا مع تلاميذه وجَمْع غفير , كان بارتيمَاوس الأعمى ابنُ تيمَاوس جالسًا على الطَّريق يَسْتعطي . فلَمَّا سمع أنَّه يَسوعُ النَّاصري , ابتدأ يَصرخ ويقول : يا يَسوع بن داود ارحَمني . فانتهرهُ كثيرون لِيَسكُت , فصرخ أكثر كثيرًا : يا ابنَ داود ارحَمني . فوقفَ يَسوع وأمَر أن يُنادَى , فنادَوا الأعمى قائلين له : ثِقْ , قُمْ , هُوَذَا يُناديك . فطرح رداءهُ وقام وجاء إلى يَسوع . فسأله يَسوع : ماذا تُريدُ أن أفعل بك ؟ فقال له الأعمى : يا سَيِّدي , أن أبْصِر . فقال له يَسوع : اذْهَبْ , إيمانُكَ قد شَفاكَ . فَلِلْوَقِتِ أبصرَ , وتبعَ يَسوعَ في الطَّريق . (إنجيل مرقس – الإصحاح العاشر 46 - 52) .
لكنَّ متى روى نفس القصَّة , فجعلَ الرَّجل الأعمى رجُلَين اثنَيْن ! يقول : وفيمَا هم خارجُون من أريحَا تَبِعهُ جَمعٌ كثير . وإذَا أعْمَيان جالسان على الطَّريق . فلَمَّا سَمعَا أنَّ يَسوع مُجتازٌ صرخَا قائلَيْن : ارحَمنا يا سيِّدُ يا ابنَ داوُد . فانْتَهرهُما الجمعُ لِيَسكُتا , فكانَا يَصرُخان أكثَر قائلَيْن : ارحَمنا يا سيِّدُ يا ابنَ داوُد . فوقفَ يَسوع وناداهُما وقال : ماذا تريدان أن أفعلَ بكُما ؟ قالا له : يا سيِّدُ , أن تنفتحَ أعيُنُنا . فتحنَّن يَسوعُ ولَمس أعْيُنهما , فَلِلْوقت أبصرتْ أعيُنُهما فتَبعاه . (إنجيل متى – الإصحاح العشرون 29 – 34) .
وجاء في إنجيل متى ذِكْرٌ لِنَسَب المسيح عليه السَّلام على هذا النَّحو : كتابُ ميلاد يَسوع المسيح ابن داوُد ابن إبراهيم . إبراهيم ولَد إسحاق . وإسحاق ولَد يعقوب . ويعقوب ولَد يَهوذا وإخوته ... (إنجيل متى – الإصحاح الأوَّل 1 – 17) .
لكنَّ لوقا ذكَر نسبًا آخر للمسيح مختلفًا عمَّا ذكَره متى , يقول : ولَمَّا ابتدأ يَسوع كان له نحو ثلاثين سنة , وهو على ما كان يُظَنُّ , ابنُ يُوسُف بن هالي بن مَتثات بن لاوي بن ملكي بن يَنَّا بن يُوسف ... (إنجيل لوقا – الإصحاح الثَّالث 23 – 38) .
فهل يُعقَل أنَّ روح القدس , الذي ألهمَ متى ولوقا في كتابة إنجيلَيْهما , اختلطت المعلومات في ذهنه , فأوحى لكلِّ واحد منهما نسبًا مختلفًا ؟! ثمَّ لِماذا لم يذكُر مرقس ويوحنَّا نسَب المسيح ؟! هل أنَّ روح القدس نسيَ أن يُمْلِلْه عليهما أم أنَّه لم يَرَ في ذكْر ذلك أيَّة أهمِّيَّة ؟! وإذا كان الأمرُ كذلك , فكيفَ لنا أن نثق في ما جاء في هذه الأناجيل من أخبار أخرى عن المسيح عليه السَّلام وغيره ؟!

ومن بين التَّناقضات بين الأناجيل أيضًا : اختلافها في أسماء تلاميذ المسيح ! فقد جاء في إنجيل لوقا : ولَمَّا كان النَّهار دعا تلاميذه واختار منهم اثْنَيْ عشر الذين سَمَّاهم أيضًا رُسُلاً : سِمْعان الذي سمَّاه أيضًا بُطرس , وأندراوس أخاه , يعقوب , ويوحنَّا , فيلبس , وبرتولَماوس , متى , وتوما , يعقوب بن حلفَى , وسِمعان الذي يُدعى الغَيُور , يَهوذا بن يعقوب , ويَهوذا الإسخَريُوطي الذي صار مُسَلِّمًا أيضًا . ( إنجيل لوقا – الإصحاح السَّادس 13- 16) .
بينما جاء في إنجيل متى : وأمَّا أسماء الاثنَيْ عشَر رسولاً فهي هذه : الأوَّلُ سِمعان الذي يُقال له بُطرس , وأندراوس أخوه , يعقوب بن زَبْدي , ويُوحنَّا أخوه , فيلبس , وبرتولَماوس , توما , ومتى العشَّار , يعقوب بن حلْفَى , ولبَّاوس الملقَّب تَدَّاوس , سِمعان القانَويّ , ويَهوذا الإسخريوطي الذي أسْلَمه . (إنجيل متى – الإصحاح العاشر 2 – 4) .
فلوقا ذكَر : يهوذا بن يعقوب , بينما ذكَر متى بدلا عنه : لَبَّاوس الملقَّب تدَّاوس ! وذكَر لوقا : سِمعان الذي يُدعى الغَيُور , بينما ذكَر متى : سِمعان القانَويّ !
فأيُّ الأناجيل أصحُّ إذًا ؟!

ومن بين التَّناقضات بين الأناجيل ما ورد في وصيَّة المسيح لتلاميذه . فقد جاء في إنجيل مرقس : ودَعا الاثنَي عشر , وابتدأ يُرسلُهم اثْنَين اثْنَين , وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النَّجسة . وأوصاهم أن لا يحملُوا شيئًا للطَّريق غير عصًا فقط , لا مِزْودًا ولا خُبزًا ولا نُحاسًا في المنطقة , بل يكونُوا مَشدُودين بنِعال ولا يلبسُوا ثَوبَين . (إنجيل مرقس – الإصحاح السَّادس 7 – 9) .
ولكن جاء في إنجيل لوقا : ودَعا تلاميذه الاثنَي عشر ... وقال لهم : لا تحمِلُوا شيئًا للطَّريق , لا عصًا ولا مِزْودًا ولا خُبزًا ولا فضَّة , ولا يكون للواحد ثَوبان . (إنجيل لوقا – الإصحاح التَّاسع 1- 3) .
فهل أوصى المسيحُ تلاميذَه بأخذ العصا أم بتركها ؟!
وجاء في إنجيل متى : هؤلاء الاثنا عشر أرسلَهم يَسوع وأوصاهم قائلاً : ... لا تَقْتَنُوا ذَهبًا ولا فضَّة ولا نُحاسًا في مناطقكم , ولا مِزْودًا للطَّريق ولا ثَوبَين ولا أحذيَة ولا عصًا لأنَّ الفاعل مُستحقٌّ طعامه . (إنجيل متى – الإصحاح العاشر 5 – 10) .
فهل أوصى المسيحُ تلاميذَه بأخذ الأحذية أم بتركها ؟!

ومن بين التَّناقضات بين الأناجيل : جاء في إنجيل لوقا : وكان عبدٌ لِقائد مائة مريضًا مُشرفًا على الموت , وكان عزيزًا عنده . فلمَّا سمعَ عن يَسوع أرسلَ إليه شُيوخَ اليهود يسألُه أن يأتي ويَشفي عبدَه . فلَمَّا جاءُوا إلى يَسوع طلبُوا إليه باجتهاد قائلين : إنَّه مُستحِقٌّ أن يُفعَل له هذا لأنَّه يُحبُّ أمَّتنا وهو بَنَى لنا المجمع . (إنجيل لوقا – الإصحاح السَّابع 2 – 6) .
ولكن جاء في إنجيل متى : ولَمَّا دخلَ يَسوعُ كَفْر ناحُوم , جاء إليه قائدُ مائة يطلبُ إليه ويقول : يا سيّد , غلامي مَطروحٌ في البيت مَفلوجًا متعذّبًا جدّا . فقال له يَسوع : أنا آتي وأشفيه . (إنجيل متى – الإصحاح الثَّامن 6 – 7) .
فهل جاء القائدُ بنفسه إلى المسيح أم أرسل إليه شيوخ اليهود ؟!

قد تقول سيِّدي الكريم : ولكنَّ هذه التَّناقضات ليست لها أهمِّيَّة كبيرة . المهمُّ أنَّ القصَّة حدثَتْ فعلاً .
أقول : كلامكَ صحيح لو كنَّا نتحدَّث عن اختلافات بين بشر في رواية أحداث تاريخيَّة . لكن أن تكون هذه الاختلافات في كُتب يَدَّعي النَّصارى أنَّها وحيٌ من عند اللَّه , فهذا الأمر لا يُقبَل أبدًا !!

ومن بين التَّناقضات بين الأناجيل ما ورد في قصَّة إبليس لعنه اللَّه مع المسيح عليه السَّلام . فقد جاء في إنجيل متى : ثمَّ أخذه إبليسُ إلى المدينة المقدَّسة وأوقَفه على جناح الهيكَل , وقال له : إن كنتَ ابنَ اللَّه , فاطرحْ نفسَكَ إلى أسفل لأنَّه مكتوبٌ أنَّه يوصي ملائكتَه بكَ , فعَلَى أياديهم يَحمِلُونك لكي لا تَصدِمَ بِحَجَر رِجْلَك . قال له يَسوع : مكتوبٌ أيضًا : لا تُجَرّب الرَّبَّ إلَهك . ثمَّ أخذهُ أيضًا إبليسُ إلى جبل عالٍ جدًّا وأراهُ جميعَ مَمالِك العالَم ومَجْدها , وقال له : أعطيكَ هذه جميعَها إن خررتَ وسجدتَ لي . (إنجيل متى – الإصحاح الرَّابع 5 – 9) .
ولكن جاء في إنجيل لوقا ترتيبٌ آخر : ثمَّ أصعدهُ إبليسُ إلى جبل عالٍ وأراهُ جميعَ مَمالك المسكونة في لحظة من الزَّمان . وقال له إبليس : لكَ أعطي هذا السُّلطان كلَّه ومَجْدهنَّ لأنَّه إلَيَّ قد دُفع , وأنا أعطيه لِمَن أريد . فإن سجدتَ أمامي يكون لكَ الجميع . فأجابه يَسوع : اذهبْ يا شيطان , إنَّه مكتوبٌ : للرَّبِّ إلَهكَ تسجُد وإيَّاهُ وَحده تعبُد . ثمَّ جاء به إلى أورشَليم وأقامَه على جناح الهيكَل وقال له : إن كنتَ ابنَ اللَّه فاطرح نَفسكَ من هنا إلى أسفل لأنَّه مكتوبٌ أنَّه يُوصي ملائكَته بكَ لكي يحفظوكَ , وأنَّهم على أياديهم يَحملونكَ لكي لا تَصدِم بِحَجر رِجْلَك . (إنجيل لوقا – الإصحاح الرَّابع 5 – 11) .
فهل كانت التَّجربة الأولى على الجبل والثَّانية على جناح الهيكل أم العكس ؟!

ومن بين التَّناقضات بين الأناجيل : جاء في إنجيل مرقس : ثمَّ قام قومٌ وشهدُوا عليه زُورًا قائلين : نحنُ سمعناهُ يقول : إنِّي أَنقُضُ هذا الهيكلَ المصنُوع بالأيادي , وفي ثلاثة أيَّام أبْنِي آخر غير مَصنوع بأيادٍ . (إنجيل مرقس – الإصحاح الرَّابع عشر 57 - 58) . معنى هذا أنَّ المسيح عليه السَّلام لم يقُل هذا الكلام , وأنَّ القوم شهدُوا عليه زورًا .
ولكن جاء في إنجيل يوحنّا : فسألَه اليهود : أيَّة آية تُرينا حتَّى تفعلَ هذا ؟ أجاب يَسوع : انْقُضُوا هذا الهيكل , وفي ثلاثة أيَّام أُقيمُه . (إنجيل يوحنّا – الإصحاح الثَّاني 18- 19) .
وهذا يعني أنَّ المسيح عليه السَّلام قال فعلاً هذا الكلام ! فهل نُصدِّق مرقس أم يوحنّا ؟!

وتنسِبُ الأناجيلُ إلى المسيح عليه السَّلام أقوالاً متناقضة !
فقد جاء في إنجيل متى مثلاً أنَّ المسيح مدحَ بطرس , فقال : وأنا أقول لك أيضًا : أنتَ بُطرس , وعلى هذه الصَّخرة أَبْني كنيستي وأبوابُ الجحيم لن تَقْوى عليها . وأعطيكَ مفاتيحَ ملكُوت السَّماوات , فكلّ ما تربطُه على الأرض يكون مربوطًا في السَّماوات , وكلّ ما تَحُلّه على الأرض يكون محلولاً في السَّماوات . (إنجيل متى – الإصحاح السَّادس عشر 18- 19) .
لكن ورد نقيضُ هذا المديح بعد ذلك بأسطر قليلة ! فجاء في نفس الإنجيل ونفس الإصحاح : فالتفتَ وقال لِبُطرس : اذهبْ عنِّي يا شيطان . أنت مَعْثرةٌ لي لأنَّك لا تهتمّ بِمَا للَّه لكن بِمَا للنَّاس . (إنجيل متى – الإصحاح السَّادس عشر 23) .
فأيُّ الأقوال تصدُق في حقِّ بطرس : هل هو رسولٌ أم شيطان ؟! ثمَّ ما هو مصير المسيح عليه السَّلام وقد وصف تلميذه بالشَّيطان , حسب زعم متى , بينما جاء في نفس الإنجيل أنَّ المسيح قال : وأمَّا أنا فأقول لكم : إنَّ كلَّ مَنْ يغضبُ على أخيه باطلاً يكونُ مُستَوجِبَ الحُكْم , ومَنْ قال لأخيه رقَا يكونُ مُستَوجِبَ المجمَع , ومَنْ قال يا أحمَق يكونُ مُستَوجِبَ نار جهنَّم . (إنجيل متى – الإصحاح الخامس 22) .
فإذا كان الذي يقول : يا أحمق , يستَوجِبُ النَّار , فمَا هو إذًا جزاءُ مَن يقول لأخيه : يا شيطان ؟!
طبعًا مصيرُ المسيح عليه السَّلام سيكون إن شاء اللَّه مع النَّبيِّين في أعلى درجات الجنَّة . هذا ما ذكره اللَّه تعالى في القرآن الكريم , وما أكَّده نبيُّه محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في أحاديثه الشَّريفة . أمَّا ما ورد في إنجيل متى من أقوال منسوبة إلى المسيح عليه السَّلام , فهو منها براء !

قد تقولين سيِّدتي الفاضلة : ولكن كيف لم يُلاحظ النَّصارى واليهود وجود كلّ هذه الأخطاء في كُتبهم المقدَّسة ؟!
أقول : لأنَّ التَّوراة والأناجيل والرَّسائل وغير ذلك من الكتابات المقدَّسة , لم تكن في البداية في مُتناول عامَّة النَّاس , وإنَّما كانت تنتقل فقط بين رجال الكنيسة وأحبار اليهود ! ثمَّ ظهرت الطّباعة , فبدأت هذه الكتاباتُ تنتشر بين العامَّة في القرن السَّادس عشر , وصاحَبَ ذلك مَوْجةٌ من التَّساؤلات أُمطِرَ بها رجالُ الدِّين ! فراح هؤلاء يبحثُون عن إجابات مقنعة , ولَمَّا لم يجدُوا , أصبحُوا يُردِّدون كلامًا معقَّدًا وغامضًا , لا يفهمه أحد ولا يقبله عقلٌ ولا منطق !!
والغريبُ أنَّ الكثير اليوم من أحبار اليهود ورجال الكنيسة على عِلْم تامٍّ بالأغلاط والتَّناقضات الموجودة في الكتاب المقدَّس . ولكن , عِوَض أن يَدفعهم هذا العلمُ إلى البحث عن مدى صحَّة ديانتهم , أغلقُوا بالعكس عقولَهُم في وجه الحقيقة , فضَلُّوا وأضلُّوا !!
وإنَّ أيَّ إنسان عاقل ونزيه يستطيع أن يجزم بأنَّ التَّناقضات والأغلاط التي تعرَّضنا لها في هذا العنصر , لا تقبلُ التَّأويل , بل تدلُّ بوضوح على أنَّ الأناجيل والرَّسائل لا يمكنُ أن تكون وحيًا من عند اللَّه , وإنَّما هي من تأليف بشَر ومِن تفكيرهم الخاصّ , ولم يُساعدهم في كتابتها روحُ القُدس كما يدَّعي النَّصارى .
وصدق اللَّهُ العظيم حين أعلن أنَّ كلَّ كتاب يحتوي على تناقضات وأغلاط , لا يُمكنُ أن يكون وحيًا من عنده . يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم : { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا 82 } (4- النّساء 82) . فقد وُجِدتْ فعْلاً الاختلافاتُ والأغلاطُ والافتراءاتُ على اللَّه سبحانه وعلى أنبيائه الكرام , في التَّوراة الموجودة اليوم عند اليهود والأسفار المصاحبة لها , وفي الأناجيل والرَّسائل الموجودة اليوم عند النَّصارى , فهي إذًا من عند غير اللَّه !





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :28  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:16
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


ولو كان المسيح بيننا لتبرَّأ من النَّصارى !



لِماذَا ؟! لأنَّهم رفعوه عن مكانة العبد الرَّسول , فجعلُوا منه ابنًا للَّه , وعبدُوه , ونَسبُوا إليه أقوالاً وأفعالاً مليئة بالكفر , وهو منها براء !
وقد تتساءل سيِّدي الكريم : ولكن , من أين جاء النَّصارى بعقيدة الصَّلب والفداء والخلاص المذكورة خاصَّة في رسائل بولس وإنجيل يوحنَّا ؟
أقول : أمَّا عن الصَّلب , فقد وقع فعْلاً , وسجَّلَتْهُ كتبُ التَّاريخ ! لكنَّ الذي صُلِبَ حقًّا لَم يكُن المسيح عليه السَّلام وإنَّما أحد تلاميذه , ألقَى اللَّهُ عليه شبَه عيسَى , فأخذه اليهودُ في ذلك الزَّمان وصلَبُوه ووضعُوا الشَّوكَ على رأسه , ظانِّين أنَّه المسيح . ورفَع اللَّهُ عيسى عليه السَّلام إلى السَّماء , وسيعود في آخر الزَّمان , ليس لِيُخلِّص النَّصارى , وإنَّما لِيحكُم بالإسلام ولا يقبل دينًا غيره !
نعم , هذا ما ذكره القرآن ووضَّحه النَّبيُّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , وسنتحدّثُ عن هذا الأمر بشيء من التَّفصيل في عناصر لاحقة إن شاء اللَّه . وقد كان بعضُ تلاميذ عيسى عليه السَّلام حاضرين معه عندما رفعَه اللَّه إليه , وهؤلاء بَقوا على دينه الحقّ , يَدعُون إلى ما دعا إليه مِن عبادة اللَّه وحده , ويقولون أنَّ عيسى عبدُ اللَّه ورسولُه , ولم يقولُوا أبدًا بعقيدة الفداء والخلاص ‍‍!
لكنَّ الذين وقعُوا في الخطأ , هم فريقٌ آخر من النَّصارى أصرُّوا على أنَّ الذي صُلِبَ هو المسيح عليه السَّلام . ولَمَّا لم يجدُوا أيّ تفسير عقائدي لهذا الصَّلب , بَحثُوا في الدِّيانات الوثنيَّة السَّائدة وَقتها , فوجدُوا فيها أنَّ الإلهَ يمكن أن يكون له أبناء وزوجة وشُركاء , وأنَّه يمكن أن ينزل إلى الأرض أو يَبعث إليها مَن يَنُوبه ليُحارب الشَّرَّ ويُخلِّص أتباعه ثمَّ يعود إلى السَّماء , وأنَّ الآلهة المتعدِّدة يُمكن أن تُجمَع في صورة إله واحد ذي عدَّة أقانيم ! ويكفي أن تدرس سيِّدي بعض الآلهة , مثل الفيشنو Vishnou والكرشنا Krishna في الدِّيانة الهندوسيَّة , والبوذا Bouddha في الدِّيانة البوذيَّة , وبعل Baal عند البابليِّين القُدامى , لِتَجد كلَّ هذه المعتقدات !
فاستوحى النَّصارى إذًا من هذه الدِّيَانات مسألة الفداء والخلاص , واستحدثُوا نَظريَّة الخطيئة الموروثة لِتبرير الصَّلْب المزعوم للمسيح , وتبنَّوْها كعقائد وأصبحُوا يَدعُون إليها ! فقد جاء في رسالة يوحنَّا : يا أولادي , أكتبُ إليكُم هذا لكي لا تُخطِئُوا . وإن أخطأ أحدٌ فلَنا شفيعٌ عند الآب , يَسوع المسيح البارّ . وهو كفَّارة لِخَطايانا . ليس لِخَطايانا فقط , بل لِخَطايا كلّ العالَم أيضًا . (يوحنّا 1 – الإصحاح الثَّاني 1 - 2) .
وجاء في رسالة بولس : إذ الجميعُ أخطأوا وأعْوَزَهم مَجدُ اللَّه , مُتَبَرّرينَ مَجَّانًا بِنعْمَتِه بالفِدَاء الذي بِيَسُوع المسيح الذي قدَّمه اللَّهُ كفَّارة بالإيمان بدَمه , لإظهار بِرّه من أجل الصَّفح عن الخطايا السَّالفة بإمهال اللَّه . (رومية – الإصحاح الثَّالث 23 – 25) .
وجاء في رسالة بولس : لأنَّه (أي اللَّه) جعلَ الذي لَم يَعرِفْ خَطِيَّةً (أي المسيح) خَطِيَّةً لأجلنا , لِنَصيرَ نحنُ بِرُّ اللَّه فيه . (كورنثوس 2 – الإصحاح الخامس 21) .
وجاء في إنجيل يوحنَّا : لأنَّه هكَذا أحبَّ اللَّهُ العالَم حتَّى بذلَ ابنَه الوحيدَ لكي لا يَهلك كلّ مَن يُؤمن به بل تكونُ له الحياةُ الأبَديَّة . (إنجيل يوحنّا - الإصحاح الثَّالث 16) .
فعقيدة النَّصارى إذًا تتلخَّص في أنَّ كلَّ إنسان يولَد خاطئًا , وارثًا للخطيئة من أبيه آدم الذي عصى اللَّهَ وأكلَ مِن الشَّجرة المحرَّمة . وأنَّ السَّبيل الوحيد لِمَحْو الخطيئة هو سَفْك دَم . يقول بولس في رسالته إلى العبرانيِّين : وكلُّ شيء تقريبًا يَتطهَّرُ حسبَ النَّاموس بالدَّم . وبدون سَفْك دَم لا تَحصُلُ مَغْفرة . (العبرانيِّين – الإصحاح التَّاسع 22) .
لهذا , بعث اللَّهُ ابنَه الوحيد يَسُوع المسيح لِيُصلَب ويموت , لكي يفتدي خطيئة آدم وخطايا البَشَر ! وكلُّ مَن يُؤمن أنَّ المسيح قام بعد الصّلب , يَخلُص وينجُو من العذاب يوم القيامة ! فقد جاء في رسالة بولس : لأنَّكَ إن اعترفْتَ بِفَمِكَ بالرَّبِّ يَسُوع وآمنتَ بقَلبكَ أنَّ اللَّه أقامَه من الأموات , خَلصْت . لأنَّ القلبَ يُؤمنُ به لِلبرّ , والفَمَ يعترفُ به لِلْخَلاص . (رومية – الإصحاح العاشر 9 – 10) .

فَما فائدة العَمل إذًا بعد هذا ؟!!
إنَّ هذه العقيدة تتعارض بلا شكّ مع الفطرة والمنطق , ومع صفة العدل عند اللَّه , لأنَّها تُلغي مَبدأ القصاص يوم القيامة وأَخْذ حَقّ المظلوم من الظَّالِم ! بل إنَّها تُشكِّل خطرًا كبيرًا على الإنسانيَّة , لأنَّها تُشجِّع الفرد على فعل ما يُريد بدون قيد أو شرط , دون أن يخاف من العقاب , لأنَّه على كلِّ حال سوف يَخلُص ويَنجُو منه طالَما آمنَ برُبُوبيَّة المسيح وبصلبه وقيامته !!
ولو أنَّ حاكمًا أعلن لِشَعبه أنَّ كلَّ مَن يُؤمن بشَرعيَّته وكفاءته في الحكْم يَستطيع أن يفعل ما يشاء دون أن يُعاقَب , لانقلب المجتمعُ إلى فَوضى , ولانتشر السَّلبُ والنَّهبُ والقتلُ والاغتصاب ‍!
وقد ظهرت آثارُ هذه العقيدة الباطلة فعلاً في كلام بولس , رسول النَّصارى والمشَرِّع لهم , فأصبح يستبيح المحرَّمات ويُحلِّلُها لِأتباعه ! مِن ذلك ما جاء في رسالته : كلُّ شيء طاهرٌ للطَّاهرين , وأمَّا لِلنَّجِسينَ وغير المؤمنين فلَيسَ شيءٌ طاهرًا , بل قد تَنجَّس ذِهنُهم أيضًا وضميرُهم . (تيطس – الإصحاح الأوَّل 15) .
وأباح لهم شُربَ الخمر , فقال في رسالته : لا تكن في ما بعدُ شرَّابَ ماء , بل استعملْ خَمرًا قليلاً من أجل معدتكَ وأسقامِكَ الكثيرة . (ثيموثاوس 1 – الإصحاح الخامس 23) .

وتَجدرُ الملاحظة هنا أنَّ مسألة الخطيئة الموروثة لَم تَرِدْ على لسان أحدٍ من الأنبياء قبل عيسى عليه السَّلام , ولا وُجود لِأيِّ ذِكْرٍ لها في التَّوراة ! فهل يُعقَل أنَّ اللَّه تعالى أخفَى شأنَها عن أنبيائه بالرَّغم من عِلْمِه بأنَّ خلاص البشريَّة لا يَتمُّ إلاَّ بِسَفكِ دَمٍ للتَّكفير عن هذه الخطيئة ؟! وماذا عن مصير البشر الذين جاءوا قبل المسيح إذًا ؟! ولِماذا انتظر اللَّهُ آلاف السِّنين قبل أن يُرسِلَ المسيح لِيُخلِّص البشريَّة ؟!
وإذا كان المسيحُ جاء فعلاً لهذه المهمَّة , فما معنى ما جاء في إنجيل مرقس عن آخِر أقواله (أي المسيح) عند صلبه المزعوم : وفي السَّاعة التَّاسعة صرخَ يَسوعُ بِصَوت عظيم قائلاً : إلُوي , إلُوي , لِمَ شَبَقْتَني (الذي تفسيره : إلَهي , إلَهي , لماذا تَركْتَني ؟!) . (إنجيل مرقس – الإصحاح الخامس عشر 34) . فإمَّا أنَّه أُرسِلَ مُكْرَهًا أو أنَّه لَم يُرسَلْ أصلاً للفداء !
ثمَّ , هل يَقبلُ العقلُ أن يبذلَ اللَّهُ ابنَه الوحيد المزعوم , لِيُصلَب على خشَبة ويتألَّم ويُهان ويُبصَق في وجهه ويموت , افتداءً لِخطيئة آدم ولِخطايا البَشَر ؟! ألم يكن بإمكان اللَّه , وهو المتصرِّف وحده في كلِّ شيء , أن يَغفر لعباده خطاياهم دون أن يُضحِّي بفلذة كبده ؟! هل يُعقل أن يكون اللَّهُ بمثل هذه القسوة , فيُلقي بابنه إلى الإهانة والعذاب ؟! ومِن أجل ماذا ؟! من أجل حَفنةٍ من البَشَر يعيشُون فوق كوكب صغير لا يُمثِّلُ ذرَّةً في كونه الفسيح !!
واللَّهِ إنَّ عقيدةَ الفداء والخلاص هُراءٌ لا يقبلُه عقلٌ ولا منطق , ولا يليقُ بجلال اللَّه وعدله وحكمته وكماله , سبحانه وتعالى عمَّا يقولُ الظَّالمون عُلُوًّا كبيرًا !
ثمَّ إنَّ اللَّهَ قد تاب برحمته على آدم وحوَّاء منذ أن كانا في الجنَّة , وانتهَت القضيَّة ! يقول تعالى في القرآن الكريم : { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 35 فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ 36 فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 37 قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ 38 وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 39 } (2- البقرة 35-39) .
فليس هناك إذًا خطيئةٌ موروثة , وكلُّ إنسان مسؤولٌ فقط عن أفعاله , يقول تعالى : { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 164 } (6- الأنعام 164) .

ولم يكتف النَّصارى بتحريف شريعة المسيح عليه السَّلام , بل نسبُوا إليه أيضًا أقوالاً وأفعالاً لا تليق بهذا النَّبيِّ الكريم ! فقد جاء مثلاً في إنجيل يوحنَّا : وفي اليوم الثَّالث كان عُرسٌ في قانا الجليل , وكانت أمّ يَسوع هناك . ودُعِيَ أيضًا يَسوعُ وتلاميذُه إلى العُرس . ولَمَّا فرغت الخَمرُ قالت أمّ يَسوع له : ليس لهم خَمر . قال لها يَسوع : مالي ولَكِ يا امرأة ! لَم تأتِ ساعَتي بَعدُ . (إنجيل يوحنّا – الإصحاح الثَّاني 1 – 4) .
فهل يُعقَل أنَّ المسيح عليه السَّلام يَنهرُ أمَّه بهذه الطَّريقة ؟!
أبدًا لا يُعقَل , فقد شهد له اللَّهُ تعالى في القرآن الكريم بأنَّه كان بارًّا بوالدته , حيث قال تعالى : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا 30 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 31 وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا 32 } (19- مريم 30-32) .
وهل يُعقَل أنَّ مريم عليها السَّلام تطلبُ من ابنها أن يُحَوِّل الماءَ إلى خَمْر يَشربُه أهلُ العريس ؟!
أبدًا لا يُعقَل , فقد شهد لها اللَّهُ تعالى في القرآن الكريم بالطَّهارة وعُلُوِّ الدَّرجة , حيث قال تعالى : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ 42 } (3- آل عمران 42) .

ومِن الأقوال المنسوبة زورًا إلى المسيح عليه السَّلام , ما جاء في إنجيل لوقا : وقال لآخر : اتْبَعْني . فقال : يا سَيِّدُ ائذَنْ لي أن أمضي أوَّلاً وأدفِنَ أبي . فقال له يَسوع : دَع الموتَى يَدفِنُون موتاهُم , وأمَّا أنت فاذْهَبْ ونادِ بِمَلكُوت اللَّه . وقال آخرُ أيضًا : أتبعُكَ يا سَيِّدُ ولكن ائذَنْ لي أوَّلاً أن أوَدِّع الذين في بَيتي . فقال له يَسوع : ليس أحدٌ يضعُ يَده على المحراث وينظُر إلى الوراء يَصلحُ لِملكُوت اللَّه . (إنجيل لوقا – الإصحاح التَّاسع 59 – 62) .
فهل يُعقل أن يَمنعَ نبيُّ اللَّه عيسى عليه السَّلام أحدَ أتباعه من دفن والده , ويَمنع آخر من وداع أهله ؟!
أبدًا لا يُعقَل , لأنَّ كلَّ الأنبياء كانُوا يَحُثُّون على برِّ الوالدين والإحسان إلى الزَّوجة والأهل .

ومِن مظاهر إساءة النَّصارى إلى المسيح عليه السَّلام : تَصديقهم لِما أشاعه اليهود من علاقة أمِّه مريم , الطَّاهرة العفيفة , بِرجُلٍ يُدعَى يوسف النَّجَّار , فنَسبُوه (أي نَسَبُوا المسيحَ) إليه . والحقيقة أنَّ عيسى عليه السَّلام خلقهُ اللَّه مِن أمٍّ بلا أب , معجزةً منه , مثلما خلقَ آدمَ عليه السَّلام بدون أب ولا أمّ .

أفلا يكفي كلُّ هذا لكي يتبرَّأ المسيحُ عليه السَّلام من النَّصارى وعقائدهم الباطلة ؟!!






رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :29  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:17
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


كلمة عن إنجيل برنابا



ذكَرْنا أنَّه ظهر في البداية حوالي سبعون إنجيلاً , أمَر إمبراطورُ الرُّوم سنة 325 م بإحراقها , بعد أن اختار مجمعُ الكنائس منها الأربعة المعروفة اليوم . وذكَرْنا أيضًا أنَّهُ أُقِرَّ في هذا المجمع بأنَّ المسيح ابنُ اللَّه , تعالى اللَّهُ عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا ! ولكن ليس كلُّ النَّصارى في ذلك الوقت كانُوا يعتقدُون هذا الاعتقاد , بل كان منهم مُوَحِّدون , يؤمنون بأنَّ اللَّه إله واحد , وأنَّ المسيح عليه السَّلام عبدُه ورسوله . وهؤلاء لَم يَتَبَنَّوْا قرارات المجمع , فضيَّق عليهم إمبراطورُ الرُّوم الخناق , وهدَّم كنائسهُم وشرَّدهم وطردهم من ديارهم ! وبِمُرور السِّنين والقرون , اضمحلَّت مذاهب هؤلاء , ولَم يبقَ من أتباعهم أحدٌ تقريبًا .
ومِن بين الأناجيل الأولى التي كُتِبتْ , إنجيل برنابا (Barnabé) , كتَبهُ برنابا , واسمه الحقيقي يوسف بن لاوي , أمَّا برنابا فهو لقبٌ أطلَقه عليه الحواريُّون (Les Apôtres) , فقد جاء في سِفْر أعمال الرُّسُل : ويوسف الذي دُعِيَ من الرُّسُل بَرْنابا الذي يُتَرجَم ابن الوَعْظ , وهو لاوي قُبرُسي الجنس . (أعمال الرُّسل – الإصحاح الرَّابع 36) .
وُلِدَ برنابا بقبرص , وتُوفِّي بها مقتولاً سنة 61 م . وقد عاصَر المسيحَ عيسى عليه السَّلام ورآهُ وصحِبَه , وصحبَ أيضًا مرقس Saint-Marc وقد عُرِفَ برنابا بصلاحه وتَفانيه في الدَّعوة إلى المسيحيَّة , ويشهد له الحواريُّون بذلك , حيثُ جاء في سِفْر الأعمال : فسُمِعَ الخَبرُ عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشَليم , فأرسلُوا بَرْنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية . الذي لَمَّا أتى ورأى نعمة اللَّه فرحَ ووعظَ الجميعَ أن يثبتُوا في الرَّبِّ بعزم القلب , لأنَّه كان رجلاً صالِحًا ومُمتلئًا من الرّوح القُدُس والإيمان , فانضمَّ إلى الرَّبِّ جمعٌ غفير . (أعمال الرُّسل – الإصحاح الحادي عشر 22 – 24) .
والسَّببُ في وقوفنا هنا عند إنجيل برنابا , هو أنَّه يُخالفُ الأناجيل الأربعة المعروفة اليوم في أمور جوهريَّة , منها أنَّه رَدَّ زَعْم النَّصارى ألوهيَّة المسيح عليه السَّلام , فقال بأنَّه عبدٌ ورسول , ورَدَّ ادِّعاءَهم صَلْبَه , فقال بأنَّه لم يُصلَبْ , وذكر صراحةً في عدَّة مواضع من إنجيله بشارةَ المسيح عليه السَّلام بِمَجيء النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مِنْ بعده !!
نعم , كلُّ هذا مذكورٌ في إنجيل برنابا , وهو ما يُفسِّرُ صدور أمْرٍ سنة 366 م من البابا دماس الأوَّل (Damase 1er) ثمَّ من باباوات مِن بعده , بعَدم قراءة هذا الإنجيل !
وفي دراسة قيِّمة جدًّا للدُّكتور منقذ بن محمود السقار عن كُتُب العهد القديم والعهد الجديد , استعنتُ بها في كتابة العناصر السَّابقة وموجودة على موقع الحقيقة www.alhakekah.com , يذكُر الدُّكتور أنَّ ذِكْرَ إنجيل برنابا اختفَى قُرونًا عديدة , حتَّى عُثِر سنة 1709 م على نُسخة منه مكتوبة بالإيطاليَّة , مُجَلَّدَة وعليها نقوش ذهبيَّة , استقرَّت سنة 1738 م في البلاط الملكي في فيينَّا , عاصمة النّمسا . وقد تُرجِمتْ هذه النُّسخة إلى العربيَّة على يد الأستاذ خليل سعادة .
ويَردُّ بعضُ النَّصارى اليوم بأنَّ النُّسخة الإيطاليَّة من إنجيل برنابا مُزوَّرة , وأنَّ الذي كتبها مسلم !
أمَّا المسلمون فيقولون بأنَّ هذا لا يصحُّ , لأنَّ هذا الإنجيل , وإن كان يُوافق معتقدات المسلمين بخصوص عدم ألوهيَّة المسيح عليه السَّلام , ونجاته من الصّلب , وبشارته بمحمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم , إلاَّ أنَّه يحتوي على العديد من الأشياء التي لا يقول بها أيُّ مسلم , مثل وصف اللَّه تعالى بالرُّوح والعجيب والمبارك , واستعمال أسماء ملائكة غير معهودة , مثل : رفائيل وأوريل , والقول بأنَّ السَّماوات تسع !

وعلى كلِّ حال , يبقَى إنجيلُ برنابا في نَظر المسلمين , حالُه مثل حال بقيَّة الأناجيل المعروفة , كلُّها مِن وضْع بَشَر , وليست هي الإنجيل الحقيقي الذي أنزلهُ اللَّه تعالى على نبيِّه عيسى عليه السَّلام , والمذكور في عدَّة مواضع من القرآن الكريم .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :30  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 13:17
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


ما يمكن استخلاصه بخصوص التَّوراة والأناجيل



ما يمكنُ استخلاصُه إذًا من كلِّ ما سَبق هو أنَّ التَّوراة الموجودة اليوم عند اليهود ليست هي التي أُنزِلَتْ على موسى عليه السَّلام , وذلك بشهادة القرآن الذي أعلَن أنَّ التَّوراة الأصليَّة حُرِّفَتْ بعد موت موسى , وبشهادة الباحثين في تاريخ الأديان الذين قالُوا أنَّها أُتْلِفَتْ أثناء الحروب , هذا بالإضافة إلى الأدلَّة التي ذكَرناها والتي لا تتركُ مجالا للشّكّ أنَّ هذه التَّوراة تحتوي على نصوص لا يقبل العقل ولا المنطق أن تكون صادرة عن خالق هذا الكون بِمَا فيه .
كذلك , الأناجيل الموجودة اليوم عند النَّصارى ليست هي الإنجيل الذي أُنزِلَ على عيسى عليه السَّلام , وذلك بشهادة القرآن الذي ذكَر إنجيلاً واحدًا أُنزِلَ على عيسى , بينما نجدُ اليوم أربعة , والبقيَّة أُحرِقَتْ , وبشهادة النَّصارى أنفسهم والمؤرِّخين الغربيِّين الذين يعترفُون أنَّ هذه الأناجيل لَمْ يَكتُبها المسيح ولم يُمْلِلها على أتباعه , وإنَّما كَتبها أُناسٌ بعد موته بأكثر من قرن ونصف , ونَسبُوها إلى تلاميذه من الجيلَيْن الأوَّل والثَّاني , هذا بالإضافة أيضًا إلى الأدلَّة التي ذكَرناها والتي تُبيِّن أنَّ هذه الأناجيل تحتوي على تناقضات عديدة وأقوال باطلة لا يقبل العقل ولا المنطق نسبتها إلى اللَّه سبحانه وتعالى .
لا يَصحُّ إذًا , بأيِّ حال من الأحوال , اعتماد التَّوراة أو الأناجيل أو الرَّسائل المصاحبة لها , كمراجع دينيَّة من عند اللَّه تعالى , ولا يُقبلُ الاستشهاد بها في أيّ مسألة من المسائل .





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الأنبياء؟!, الإسلام, تعتنق


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
أما آن لك أن تعتنق الإسلام دين كل الأنبياء؟! كلمة سواء تعرف على الإسلام من أهله 107 17.03.2021 19:31
برازيلية تعتنق الإسلام المعتصم بالله ركن المسلمين الجدد 0 01.02.2013 08:28
فتاة يهودية تعتنق الإسلام ابو مصطفى ركن المسلمين الجدد 3 07.08.2010 10:47
ناشطة سلام يهودية تعتنق الإسلام أمــة الله ركن المسلمين الجدد 2 18.06.2010 11:14
أشهر فنانات فرنسا تعتنق الإسلام!! زهراء ركن المسلمين الجدد 3 11.01.2010 21:36



لوّن صفحتك :