خلاصة الكتب لوضع خلاصة ما قرأت لإفادة الآخرين

آخر 20 مشاركات
بأفواههم يقولون : إبراهيم النبيّ كان مسلما (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يانفس إن لم تظفري لاتجزعي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يشوع 6 : 21 تطبيق عملي ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          يشوع 6 : 21 تطبيق عملي ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الكتاب المقدس و الدعوة لإبادة الحيوانات (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          خُلُق قرآنيّ : الصّبر (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قـُــرّة العُــيون : حلقة 10 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          صفة العمرة من النية إلى تمامها (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كُونْسْوِيلُو مهتدية إسبانية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الهولي بايبل تحت مقصلة العلم (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وصف الجنة : الجنة الأمنية الغالية (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأنبا رافائيل : عقيدة الثالوث متاهة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          من يهودية صهيونية الى مسلمة موحدة (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 09 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 09 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2011, 06:32
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حقيقة المسيح عليه السلام
تأليف الأستاذ الدكتور
محمد وصفي
أستاذ بكلية طب القصر العيني
مراجعة أولى وتقديم :
الأستاذ الدكتورزغلول راغب محمد النجار
مراجعة ثانية وتقديم :
الأستاذ على الجوهري
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً  لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) (النساء:172،171)
بسم الله الرحمن الرحيم
أول هيئة عالمية إسلامية لخدمة الشباب المسلم
بين يدي الكتاب :
إيمانا بالدور المرجو من شباب الإسلام باعتباره صانع المستقبل والمؤتمن على حياة الأمة في شتى جوانبها ، وفي ظل ما يواجهه الشباب المسلم من تحديثات عقدية وفكرية واجتماعية وأخلاقية ، ولحاجة شباب الأمة لمن يبين لهم الطريق المستقيم بين تلك النحل الضالة والأفكار الهدامة ، أنشئت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمرسوم كريم انطلق من المملكة العربية السعودية مهبط الوحي 1392هـ/1972م لتكون أول هيئة إسلامية عالمية متخصصة في شئون الشباب ، لتعمل من أجل شباب الأمة ومستقبلهم وسلامة كيانهم .ويسر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية أن تقدم كتاب (حقيقة المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام) لمؤلفه الأستاذ الدكتور محمد وصفي رحمه الله.والكتاب صورة مشرقة من صور الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة ، كتب بأسلوب علمي رفيع ، وبتوثيق للمصادر دقيق ، وبأدب راق في الحوار ، يوصل الحقيقة إلى قلوب القراء بالحجة البالغة ، والمنطق السوي ، الذي يخاطب العقل والقلب معا ، في غير تكلف أو افتعال ، فجزاه الله تعالى خير الجزاء على ما قدم .وقد قام بمراجعته والتقديم له ونشره ثانية الأستاذ/ علي الجوهري وبذلك في ذلك جهدا مشكورا نسأل الله تعالى أن يجعل ثوابه في موازين حسناته .. آمين .ثم شاء الله تعالى أن يصل الكتاب في طبعته الثانية إلى الأستاذ الدكتور/ زغلول النجار فقام مشكورا بعلمه الغزير وخبرته الواسعة ، بالإضافة إليه في مواضع كثيرة ، وبتصويب بعض الأخطاء التي وردت فيه ، وإدخال عدد من التعديلات عليه في الصياغة والتبويب ، مما يعين على حسن تتبع مادته العلمية ، وتسلسله التاريخي في مناقشة قضايا الكتاب الأساسية ، فجزاه الله تعالى خيرا وجعله في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. اللهم آمين.
والكتاب كما يبين الأستاذ الدكتور/ زغلول النجار ـ حفظه الله تعالى ـ دعوة صريحة لكل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، هو دعوة للمسلمين للتأمل في جلال الربوبية الذي تستشعره كل نفس سوية حين تقرأ القرآن الكريم في كل آية من آياته ، وكل سورة من سورة ، خاصة حينما يستعرض قضية غيبية من مثل قضايا العقيدة والعبادة ، أو قصص الأنبياء السابقين منهم بعامة ، والمقربين منهم من بعثة خاتمهم أجمعين سيدنا محمد حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي بخاصة من مثل سيدنا عيسى وسيدنا موسى عليهما صلاة الله وسلامه .
والكتاب في نفس الوقت دعوة صادقة لغير المسلمين ، خاصة لأهل الكتاب من النصارى واليهود ، ليقارنوا بين الإسلام في صفائه الرباني كما هو محفوظ في كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) ، وفي سنة رسوله حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي وبين الخلط الشديد الذ تعج به كتبهم في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات ، بل وفي المفاهيم الأساسية للدين من مثل مدلولات الألوهية ، النبوة ، الرسالة ، الوحي ، العبادة ، الشريعة ، البعث ، الحساب ، الجنة ، النار ، الملائكة ، الجن ، التوبة ، المغفرة ، وغيرها مما يعتبر في صلب الدين .ونظرا للأهمية الكبيرة لهذا الكتاب في الدعوة إلى الله تعالى فإن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تأمل في ترجمته إلى اللغة الإنجليزية ، إن شاء الله ، لتعم الفائدة .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد .
الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية 1/5 /1421هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
بقلم الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب محمد النجار
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله أجمعين ، ونخص بأفضل الصلاة وأزكى التسليم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الذي بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في سبيل الله تعالى حتى أتاه اليقين ، والذي خص ربنا تبارك وتعالى رسالته بالحفظ فحفظت لكونها خاتمة رسالات السماء ، في الوقت الذي تعرضت فيه كل صور الوحي السابقة إما للضياع التام أو للتحريف والتبديل والتغيير .وقد صح عن رسول الله حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي قوله: " بلغوا عني ولو آية ، فرب مبلغ أوعى من سامع " .وقد أمرنا ربنا تبارك وتعالى كما علمنا رسولنا الكريم حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي أن يكون التبليغ عن دين الله تعالى ، والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، بالحجة الواضحة ، والمنطق السوي ، وبأدب الكلمة الذي ألزمنا به إسلامنا العظيم .والكتاب الذي نحن بصدد الدخول إليه والذي عنوانه : (المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام) لمؤلفه الأستاذ الدكتور/ محمد وصفي رحمة الله تعالى رحمة واسعة صورة مشرقة من صور الدعوة إلى الله على بصيرة ، كتب بأسلوب علمي رفيع ، وبتوثيق للمصادر دقيق ، وبأدب راق في الحوار ، يوصل الحقيقة إلى قلوب القراء – المخالفين قبل الموافقين – بالحجة البالغة ، والمنطق السوي ، الذي يخاطب العقل والقلب معا ، في غير تكلف أو افتعال ، فجزاه الله تعالى خير الجزاء على ما قدم ، وجعل هذا الكتاب وهداية المنتفعين بيه من قارئيه في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. اللهم آمين .
والكتاب تم نشره في طبعته الأولى تحت عنوان : (المسيح والتثليث) بواسطة المطبعة الرحمانية بمصر ، وذلك في سنة 1355هـ/1937م أي منذ أكثر من ستين عاما ، ولكن لا تزال مادته العلمية ثرية في محتواها ، منطقية في استعراضها ، أصيلة في منهجها ، عصرية في تناولها ، كأن الكتاب قد كتب بالأمس .وبعد فترة من السنين تجاوزت نصف القرن ، شاء الله تعالى أن يقع الكتاب في يد أخ كريم هو الأستاذ/ على الجوهري الذي استشعر بحسه الإسلامي الأصيل ، وذوقه الأدبي الرفيع ، قيمة الكتاب العلمية والدعوية ، فقام بمراجعته والتقديم له ونشره تحت عنوان : (المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام) وذلك في سنة 1412هـ/1992م بواسطة دار الفضيلة بالقاهرة .وقد بذل الأستاذ/ الجوهري في ذلك جهدا مشكورا نسأل الله تعالى أن يجعل ثوابه في موازين حسناته .. آمين .ثم شاء الله تعالى أن يصل الكتاب في طبعته الثانية إليَّ عن طريق أخ كريم هو الأستاذ/ عبد المنعم السيد سالم أخصائي العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ، فقرأته ، واستمتعت بقراءته متعة كبيرة ، ودعوت لكاتبه بأجمل المثوبة ، وأجزل الأجر وأوفره ، وبالمغفرة والرضوان إن شاء الله تعالى ، فقد جسد كتابه أمام ناظري صورة حية للعلم الذي ينتفع به ، والذي يصل ثوابه إن شاء الله تعالى إلى صاحبه وهو في قبره إلى ما شاء الله تعالى ، بعد أن يكون قد انقطع العمل وتوقفت قوائم الحسنات لغيره ممن فارقوا حياتنا الدنيا .
وشعرت في غمرة استمتاعي بقراءة الكتاب أن هذا الفكر المستنير ليس بغريب عليَّ ، فتذكرت أني قد سبق لي زيارة الأستاذ الدكتور/ محمد وصفي في بيته قبل وفاته إلى رحمة الله تعالى بسنوات قليلة ، وزرته في صحبة أستاذ كريم لي كانت تربطه بالدكتور/ محمد وصفي أخوة في الله ، فوجدته في ندوة قرآنية مع صفوة من إخوانه يتلون آيات من كتاب الله تعالى ، ويتدارسونها فيما بينهم بالشرح والتفسير والتعليق ، بلغة عربية سليمة ، وفهم منطقي عميق ، والتزام شرعي دقيق ، وكانت هذه الجلسة من العلامات الفارقة في حياتي ، فقد تعلمت منها كيفية التعامل مع كتاب الله تعالى ومع سنة رسوله حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي ، وكيفية الدعوة إلى هذا الدين الخاتم الذي لا يقبل الله تعالى من عباده دينا سواه بعد أن بعث به خاتم الأنبياء والمرسلين حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي ، وتكاملت في بعثته رسالات السماء .ومن فرط تأثري بهذا اللقاء الوحيد مع صاحب الكتاب رحمة الله ، وإعجابي بشخصه الكريم تلقفت الكتاب بلهفة بالغة وقرأته أكثر من مرة ، وسمحت لنفسي بالإضافة إليه في مواضع كثيرة ، وبتصويب بعض الأخطاء التي وردت فيه ، وإدخال عدد من التعديلات عليه في الصياغة والتبويب ، راجيا أن يعين ذلك على حسن تتبع مادته العلمية ، ويسر فهم حججه المنطقية ، وتحليلاته العقلية ، وتسلسله التاريخي في مناقشة قضايا الكتاب الأساسية .
ثم شاء الله تعالى أن يزورني أخي الكريم الدكتور/ محمد بن إبراهيم الجار الله الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ، والمشرف على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، فتحدثت معه عن الكتاب ، وعن قيمته العلمية ، وتوثيقه الدقيق ، ومنهجيته المتميزة ، وسألته عن إمكانية قيام الندوة بإعادة نشره ، فرحب بذلك ترحيبا كبيرا ، وطلب مني مراجعته وتحقيق نصوصه وكتابة هذا التقديم له ، فقمت بذلك ، راجيا الله تعالى أن يجزل المثوبة للمؤلف الكريم وللمراجع الأول الذي بعث لنا الكتاب من عالم النسيان ، وللأخوين الكريمين الأستاذ/ عبد المنعم سالم ، والدكتور/ الجار الله ، وللناشرين للكتاب في طبعاته السابقة واللاحقة ، وألا يحرمنا من أجر ذلك ، وأن ينفع ربي به كافة قارئيه من المسلمين وغير المسلمين ، وأن يجعل ثمرة تلك الهداية لنا جميعا التوفيق في الدنيا والآخرة ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار .. آمين ، آمين ، آمين يا رب العالمين .
وقبل البدء في استعراض مباحث الكتاب ، أود التأكيد على أن الإنسان لا يمكن له القيام بأداء رسالته في هذه الحياة على الوجه الأكمل بدون دين صحيح ، وأن الدين الصحيح لا يمكن أن يكون صناعة بشرية ، وذلك لأن ركائز الدين الأربع الأساسية وهي : العقيدة ، والعبادة ، والأخلاق ، والمعاملات ، إما تقع في دائرة الغيب المطلق الذي لا يمكن للإنسان أن يشق حجبه بعقله وحواسه منفردا ، كالعقيدة والعبادة ، أو تقع في دائرة ضوابط السلوك كالأخلاق والمعاملات ، والإنسان كان ولا يزال عاجزا دوما عن أن يضع بنفسه لنفسه فيها ضوابط من صنعه ، وواقع الإنسان اليوم ، ومسيرة الإنسانية عبر تاريخها الطويل خير شاهد على ذلك .فإذا سلمنا بهذه المقدمة المنطقية ظهرت أمام أعيننا علامة فارقة نستطيع أن يميز بها بين دين صحيح ودين غير صحيح ، وهذه العلامة الفارقة هي دقة حفظ الوحي السماوي الذي نزل به الدين ، فإذا كان هذا الوحي محفوظا بنفس اللغة التي أوحي بها ، دون أدنى تحريف أو تبديل أو تغيير كان الدين دينا ربانيا صحيحا يهتدي به الإنسان في أمور الدنيا والآخرة ، ويحقق في نور هدايته ذاته ، ويعرف ربه ، ويصل بحسن خلقه وإخلاص طاعته لخالقه العظيم إلى أعلى الدرجات !!
أما إذا كان الوحي السماوي الذي نزل به الدين قد فقد كلية ، وعاش الناس على تصور خاطئ له ، أو فقدت أصوله ، مع بقاء نتف متناثرة منه بلغات غر لغة الوحي ، وتعرضت تلك البقايا أثناء نقلها مشافهة عبر عدد من الأجيال إلى قدر هائل من التحريف والتبديل والتغيير ، ثم حين جاء وقت تدوينها تعرضت كذلك إلى قدر غير قليل من الحذف والإضافة ، وإلى العديد من المداخلات البشرية ، والتصورات الوثنية الموروثة ، ثم تعرضت بعد ذلك إلى المراجعة تلو المراجعة وإعادة التحرير المرة تلو الأخرى ، دون توفر الأصول للرجوع إليها ، فإن الدين لا يمكن أن يكون دينا ربانيا صحيحا ، قادرا على هداية البشرية حتى لو بقيت به بعض بقايا الحق القديم .وإذا طبقنا هذا المعيار المنطقي على كل الأديان المعاصرة ، اتضح لنا بجلاء أن الدين السماوي الوحيد الذي حفظ وحيه بنفس اللغة التي أوحي بها هو هذا الدين الخاتم الذي بعث به خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي ، فالقرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الموجود بين أيدي الناس اليوم بنفس اللغة التي أوحي بها قبل أربعة عشر قرنا (اللغة العربية) ، محفوظا بحفظ الله كلمة كلمة ، وحرفا حرفا ، في وقت تعرضت فيه كل صور الوحي السابقة إما للضياع التام أو لقدر هائل من التحريف والتبديل والتغيير ، ولتداخل قدر هائل من التصورات البشرية الفاسدة التي أخرجتها عن إطارها الرباني ، وجعلتها عاجزة عن هداية البشرية ، وإن تمسك بها أصحابها من قبيل التعصب الأعمى ، استجابة لنداء الدين في داخل الفطرة الإنسانية !!
لهذه الميزة التي تفردت بها رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي قرر القرآن الكريم أن الدين عند الله الإسلام ، من لدن أبينا آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، وأن كل نبي بعث بالإسلام ، وأن الله تعالى لا يقبل من عباده بعد بعثة المصطفى حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي إلا الإسلام كما تكامل في بعثته الشريفة وذلك بقول الحق تبارك وتعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران:19) .ويؤكد ربنا تبارك وتعالى على هذه الحقيقة في مقام آخر من نفس السورة بقوله عز من قائل : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85) .هذا الحكم الإلهي الذي نزل من فوق سبع سماوات قبل أربعة عشر قرنا يؤكد على وحدة الرسالات السماوية ، وعلى تكاملها كلها في بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي ، كما يؤكد على ضياع كل صور الوحي السابقة ، وعلى انحراف أهل الكتاب عن الهداية الربانية بابتداعهم في الدين ، وتوليهم عن طريق الله القويم ، وتصديهم لدعوة خاتم الأنبياء والمرسلين حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي !!من هنا تأتي أهمية الكتاب الذي بين أيدينا : (المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام) فهو دراسة مقارنة بين وصف القرآن الكريم لسيدنا عيسى عليه السلام كواحد من أولي العزم من الرسل ، ولتفاصيل رسالته التي بعث بها ، وبين الانحرافات التي جاءت بها كتب العهدين القديم والحديد في غيبة الأصول السماوية لكل من التوراة والإنجيل .. انحرافات في العقيدة ، وفي العبادة ، وفي ضوابط الأخلاق والمعاملات والسلوك التي تشكل القواعد الأساسية للدين .
والكتاب دعوة صريحة لكل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، هو دعوة للمسلمين للتأمل في جلال الربوبية الذي تستشعره كل نفس سوية حين تقرأ القرآن الكريم في كل آية من آياته ، وكل سورة من سوره ، خاصة حينما يستعرض قضية غيبية من مثل قضايا العقيدة والعبادة ، أو قصص الأنبياء السابقين منهم بعامة ، والقريبين منهم من بعثة خاتمهم أجمعين سيدنا محمد حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي بخاصة من مثل سيدنا عيسى وسيدنا موسى عليهما صلاة الله وسلامه ، يستعرض القرآن الكريم قصص الأنبياء الذين لم يدون لنا التاريخ شيئا عنهم ، ببيان رب العالمين الذي لا تغيب عنه غائبة ، ولا يخرج عن علمه شيء ، في صياغة ربانية محكمة ، تبلغ من الكمال والشمول والإحاطة والدقة ما لم يبلغه علم بشر ، ولا بيان عربي ، والعرب في قمم البلاغة وحسن البيان .فإذا قرأ المسلم ذلك في القرآن الكريم ووعى قصص الأنبياء السابقين واستخرج الآيات والعبر منها ، ثم انتقل لمطالعة ما ترويه كتب العهدين القديم والجديد عن هؤلاء الأنبياء والمرسلين أدرك مدى التكريم الذي كرمنا به ربنا تبارك وتعالى أن جعلنا مسلمين ، وأنبتنا على التوحيد الخالص ، وربانا في محاضن الإيمان ، وأنعم علينا بنعمة القرآن الكريم وهي نعمة قد لا يدركها كثير من الغافلين !!
والكتاب في نفس الوقت دعوة صادقة لغير المسلمين ، خاصة لأهل الكتاب من النصارى واليهود ، ليقارنوا بين الإسلام في صفائه الرباني كما هو محفوظ في كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) ، وفي سنة رسوله حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي وبين الخلط الشديد الذي تعج به كتبهم في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات ، بل وفي المفاهيم الأساسية للدين من مثل مدلولات الألوهية ، النبوة ، الرسالة ، الوحي ، العبادة ، الشريعة ، البعث ، الحساب ، الجنة ، النار ، الملائكة ، الجن ، التوبة ، المغفرة ، وغيرها مما يعتبر من صلب الدين .وليس هذا فقط بل جاء الخلط والتحريف والتشويه في استعراض قصص الأنبياء من مثل قصة نبي الله عيسى عليه السلام الذي رفعوه ظلما وجورا في كتبهم المحرفة إلى مصاف الإله ، وأشركوا به في الله تعالى ، واضطروا إلى الخوض في فلسفات وثنية موروثة عن عدد قليل من الوثنيات القديمة ، وافتروا على الله تعالى ما لم ينزل به سلطانا ، ونسبوا ذلك زورا إلى تعاليم السيد المسيح عليه السلام وهو يبرأ إلى الله تعالى من هذا الاتهام بما يسجله القرآن الكريم من قول الحق تبارك وتعالى : (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ  مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:117،116) .
فإذا قارن منصف بين استعراض القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لقصة هذا الرسول الكريم عيسى بن مريم عليهما السلام ، وبين الخرافات والأساطير التي حيكت حول شخصيته والتي كتبت بأقلام متعددة ، في أماكن متفرقة ، وأزمنة متباعدة ، وبأيد مجهولة ، اتضح له الحق من الباطل ، والصدق من الكذب ، وكمال الوحي السماوي من ضعف الصناعة البشرية !!والكتاب بذلك دعوة إلى البشرية كافة ليجتمع الناس على آخر صور الهداية الربانية ، وأتمها ، وأكملها ، وأشملها ، وهي رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله حقيقة المسيح عليه السلام تأليف الأستاذ الدكتور محمد وصفي ، وهي الرسالة السماوية الوحيدة التي تعهد الله تعالى بحفظها فحفظت تحقيقا للوعد الإلهي : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) .وهو بذلك دعوة إنسانية لجمع شتات البشر على كلمة سواء من رب العالمين ، ومن أصدق من الله قيلا ؟!
والكتاب الذي جاء في قرابة المائتي صفحة ، قسمه كاتبه عليه رحمة الله إلى ستة مباحث نستعرضها بإيجاز فيما يلي :
المبحث الأول : وجاء تحت عنوان : (المسيح في العهد الجديد) وفيه ذكر المؤلف يرحمه الله أن كتب العهد الجديد تتكون من سبعة وعشرين سفرا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء يضم الجزء الأول منها أربعة كتب أطلق على كل منها تجاوزا لفظ (إنجيل) مضافا إلى اسم من أسماء أحد حواري المسيح لكي يظن أنه كاتبه رواية عن المسيح عليه السلام ، وهذه الأناجيل هي إنجيل متى ، وإنجيل مرقص ، وإنجيل لوقا ، وإنجيل يوحنا ، ومن الثابت أن تدوين أقدمها على هيئة مكتوبة لم يبدأ إلا بعد رفع المسيح بحوالي قرن من الزمان على الأقل ، وأن كتابها الحقيقيون مجهولون ، وأنها متباينة في أساليبها ، ومتضاربة في سرد الواقعة الواحدة ، ومليئة بالأخطاء الدينية والتاريخية واللغوية ، مما حدا بنفر عديد من دارسيها إلى الاستنتاج الصحيح أن هذه الكتب قد خطت بواسطة أقلام متعددة ، في أماكن متباعدة ، وأزمنة مختلفة ، ثم تم جمعها بواسطة نفر من رجال الكنيسة الذين سمحوا لأنفسهم بالإضافة إليها والحذف منها ، ولا تزال تلك الكتب تراجع بواسطة علماء اللاهوت المسيحي إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة .وهذه الكتب الأربع التي تمثل الجزء الأول من العهد الجديد ذكرت نسب السيد المسيح عليه السلام في تضارب واضح ، كما ذكرت طرفا من حياته والمعجزات التي أجراها الله تعالى على يديه ، وشيئا عن دعوته ، وتعاليمه ، وتلاميذه ، وعلاقته باليهود ، وطرفا من أحواله ، وعددا من الأقوال المنسوبة إليه في غير ما توافق ولا توثيق ولا تدقيق .
أما الجزء الثاني من العهد الجديد فهو عبارة عن عدد من الرسائل العامة يبلغ عددها اثنتان وعشرون رسالة تنسب في أغلبها إلى بولس الذي قام بالدور الرئيسي في تشويه رسالة المسيح عليه السلام ، وإن كان منها ما ينسب إلى كل من يعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا ، ومنها ما هو مجهول الكاتب ، وهذه الرسائل تعتبر مقدسة عند كل من الأرثوذكس والكاثوليك باعتبارها وحيا من الله تعالى ، على الرغم من طبيعتها البشرية الواضحة والتي لا يمكن أن تمارى ، ولذلك أنكر البروتستانت عددا منها ، ولهم على ذلك حجج وبراهين مقبولة .أما الجزء الثالث من العهد الجديد فهو عبارة عن رؤيا منامية رآها من يسمى باسم يوحنا اللاهوتي وتعرف باسم (رؤيا يوحنا اللاهوتي) وهي عبارة عن كم من الخيال الموغل في الخرافة التي لا يمكن لعاقل أن يتقبلها أو يتصورها !!وقد ناقش المبحث الأول من الكتاب سيرة السيد المسيح عليه السلام في كل من أجزاء العهد الجديد الثلاث ، وفندها ، ورد علي افتراءاتها ، خاصة ما أدخله بولس وأشياعه على تعاليم السيد المسيح عليه السلام من انحرافات واضحة في العقيدة والعبادة .

للمزيد من مواضيعي

 








توقيع كلمة سواء


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2011, 06:33
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفي المبحث الثاني : ناقش المؤلف الذي نسأل الله تعالى له الرحمة دور بولس في تحريف رسالة المسيح عليه السلام ، وهو اليهودي مجهول الأصل والهوية ، والذي عرف باسم شاول الطرسوسي، والذي ادعى الرسالة كذبا بغير دليل في وقت ظهرت فيه أعداد كبيرة من مدعي النبوة افتراءا على الله تعالى ، وكان بولس هذا هو أول من أدخل إلى المسيحية الشرك بالله تعالى كما هو ظاهر في عقيدة التثليث بالباطلة ، والتي سجلها في عدد من الرسائل الشخصية لأصدقائه ، وضمها رجال الكنيسة خطأ إلى العهد الجديد ، وهي رسائل مليئة بالأخطاء والتناقضات والكذب على الله تعالى ورسله صلى الله عليهم وسلم .
وفي المبحث الثالث : ناقش الكاتب يرحمه الله كذب الدعوة الباطلة بألوهية المسيح عليه السلام ، والحجج الواهية التي قدمها المسيحيون لدعم دعواهم ، وفندها ، ورد عليها حجة حجة حتى أبطل دعواهم ، ثم عرض لآراء الطرق المسيحية المتباينة في تلك القضية وأثبت أن هذا التباين وحده كاف لدحض تلك الدعوى الباطلة واجتثاثها من جذورها .
وفي المبحث الرابع : ناقش الكتاب (دعاوى عقيدة التثليث الباطلة) ، وسرد الأدلة الدامغة على بطلانها ، ثم عرض لإقرار تلك العقيدة الفاسدة في مجمع نيقيا الأول الذي انعقد في ظل الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين، والذين قتل دعاة التوحيد من رجال الدين الصحيح ، وخرج على الناس بعقائد ثلاث : أولاها الشرك بالله تعالى (التثليث) ، وثانيها تقديس الصور والتماثيل (الوثنية الجديدة) ، وثالثها التقليد المنافي لكل منطق سوي والقاضي بتمثيل جسد المسيح عليه السلام ودمه بكسرة خبز ورشفة نبيذ يتناولها المتعبدون من المسيحيين على مذبح الكنائس من يد القسيس متخيلين بذلك أن المسيح عليه السلام قد حل بأجسادهم ، وهذا التقليد أطلقوا عليه اسم (العشاء الرباني) .ثم عرض الكاتب الفاضل لأصل عقيدة التثليث ، وانطلاقها من العقائد الوثنية القديمة من مثل الهندوكية ، والبوذية ، والفرعونية ، والصينية ، والهيلينية ، والرومانية ، والفارسية ، والاسكندنافية ، والسيبيرية ، والمكسيكية وغيرها ، وكلها تتمحور حول شرك التثليث .وفي عدد من الجداول المعبرة قارن المؤلف الكريم عليه رحمة الله بين عدد من عقائد هذه الوثنيات القديمة وعقائد مشركي النصارى الذين انحرفوا عن تعاليم السيد المسيح عليه السلام ، وهذه الجداول من أروع إضافات هذه الكتاب ، لأنها تبرز للقارئ بوضوح ، ودون أدنى لبس كيفية وصول شرك التثليث إلى عقيدة النصارى في غيبة من تعاليم المسيح عليه السلام السماوية ، وضياع كامل لأصلي التوراة والإنجيل .
وفي المبحث الخامس : ناقش الكتاب بطلان عقيدتي الخطيئة والكفارة (أو الفداء) ونفى صلب المسيح عليه السلام ، ...... الأدلة القاطعة والدامغة لذلك ، العقلية منها والنقلية ، ومن أبرزها انتشار تلك العقائد الفاسدة في الغالبية الساحقة من الوثنيات القديمة التي سبقت الإشارة إليها ، وانتقالها إلى الفكر المسيحي في ظل الوثنيات الرومانية القديمة ، وبتحريض ورعاية من الإمبراطور الوثني قسطنطين .كما استدل على نفي عملية الصلب عن السيد المسيح عليه السلام بتناقض الأناجيل واختلافها في وصف تلك الخاتمة ، وأثبت من تلك الروايات ذاتها أن المصلوب كان بالقطع شخصا آخر غير المسيح عليه السلام الذي رفعه الله تعالى إليه ، وبدأ بحكم الله تعالى علام الغيوب الذي فصل ذلك في محكم كتابه تفصيلا رائعا ليس لنا من بعده حكم أو رأي أو اجتهاد .
وفي المبحث السادس والأخير : عرض الكاتب الكبير يرحمه الله للسيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم : شرف نسبه ، وكرامة أهله ، ومعجزة ميلاده ، ووصف حياته ، وتفاصيل دعوته ، والمعجزات التي جعلها الله تعالى له ، أو أجراها على يديه ، ومحاولة اليهود صلبه ، ورفع الله تعالى له ، ومواقف حوارييه وأتباعه منه ، وانقسام هؤلاء الأتباع من بعده إلى مؤمنين ومشركين ، وانحراف المشركين منهم إلى الدعاوى الباطلة بتأليهه ، وإشراكه مع الله الخالق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا في دعوى التثليث الباطلة واختلاق عدد من المفتريات لتبرير ذلك ، ويقرر القرآن الكريم في حزم ووضوح كفر كل من نادى بتلك الدعاوى الباطلة ، ويعلن براءة المسيح عليه السلام من كل هذا الزيغ ، وتلك المفتريات ، ويشير إلى الإنجيل الحقيقي الذي أوحاه الله تعالى إلى عيسى عليه السلام ، وإلى تفاصيل رسالة المسيح عليه السلام من دعوة إلى توحيد الله تعالى ، ونبذ الشرك ، والالتزام بتعاليم كل من التوراة الصحيحة والإنجيل الصحيح ، دون أدنى تحريف أو تغيير ، والتأكيد على رفع المسيح عليه السلام إلى الله تعالى وعدم تمكين اليهود من صلبه ، والبشارة بمقدم الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .والآيات الدالة على تلك المعاني السامية قد وردت في بعض الأحيان في الكتاب دون مقدمات ، اعتمادا على وضوح دلالاتها ، ولذلك سمحت لنفسي بوضع مقدمات موجزة لها ، كما سمحت لنفسي بعدد من الإضافات والتصويبات كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك ، وبشيء من إعادة الترتيب والتبويب أملا في أن يؤدي الكتاب رسالته الدعوية الهامة .
وفي الختام أتوجه إلى الله تعالى بجميل الحمد وعظيم الثناء أن أعانني على القيام بهذا الواجب على وجه أسأله تعالى أن يرضى عنه ، فإن أصبت فمن توفيق الله تعالى ، وإن أخطأت فمن تقصيري وعجزي الذي أسأله تعالى عليه العفو والغفران .كما أسأله تعالى أن يجزل المثوبة لمؤلف هذا الكتاب ، وأن يجعل كل هداية به نورا يصله في قبره ، وزيادة في أجره ، وأنسا له في وحدته ، وكرامة له في ذريته ، وثقلا له في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم .. آمين .
وأسأله تعالى كذلك أن يجزي جزاء وافيا المراجع الكريم الأستاذ/ على الجوهري ، على جهده المشكور في مراجعة هذا الكتاب المراجعة الأولى ، وإعادة نشره ، وهو ثروة علمية هائلة كانت قد طويت في عالم النسيان ، وله – بعد الله تعالى – الفضل في إعادة عرضها على عقول وقلوب كل من سيقرأ الكتاب وينتفع بما فيه من علم نافع إن شاء الله تعالى .كما أسأله تعالى أن يجزي بكل خير الصديق الوفي الأستاذ/ عبد المنعم السيد سالم الذي قدم إليَّ هذا الكتاب بعاطفة إسلامية عامرة ، وحب صادق لنشر الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة ، وشوقني إلى غزير مادته ، وحببني في قراءته ، واستطلاع ما فيه من درر غالية ، وفوائد نافعة ، فجزاه الله تعالى خير الجزاء .كما أتوجه إلى الله تعالى بصادق الدعاء للأخ الكريم الدكتور/ محمد الجار الله على حماسه لنشر الكتاب ، وتشجيعه لي على مراجعته ، وتحقيقه ، والتقديم له ، وللقائمين على أمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي ولكل من ساهم في إعادة نشر هذه الصفحات المضيئة من جديد لتبقى نورا يهدي إلى الحق ما بقي الكتاب بين أيدي الناس ، وأسأله تعالى ألا يحرمنا أجر ذلك وهو أكرم مسئول ، وأعظم مأمول ، وهو تعالى ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد إمام المرسلين ، وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين ، وعليها معهم برحمة رب العالمين .. آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
زغلول النجار





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2011, 06:34
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (18:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثالث من الكتاب
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على خير من اصطفى ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين ، اختاره الله سبحانه وتعالى من بين الناس أجمعين ، وهيأه بسلامة الفطرة ، وتمام وصحة الخلق والخلقة ، بحيث يكون أهلا لتلقي آخر وأكمل وأتم رسالة من الله سبحانه وتعالى إلى البشر جميعا ، وزوده الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم معجزة المعجزات وسجلها ، لا ليدهش الناس ويبهرهم ، ولكن ليقنع الناس ويهديهم ، بعد أن استوت اللغة العربية على عودها ، وبلغت أوج نضجها ، وغدت لغة حية لا تموت كما ماتت وانقرضت لغات ولغات ، ليظل القرآن الكريم معجزة المعجزات ، خالدا لا يموت ، يشهده جيل لاحق جما شهده جيل سابق ، وليرى على الدوام ويشاهد ، وليقرأ ويكتب ، وليتلى ويسمع ، ولينفع ويقنع ، ولله سبحانه وتعالى الخيرة في الاختيار والاصطفاء ، ولله سبحانه وتعالى القدرة المطلقة الحكيمة دون مراء ، ليخلق الله سبحانه وتعالى ما يشاء كما يشاء ، وهو سبحانه وتعالى يلهم المؤمنين من الناس أن يلزموا في تصورهم لقدرته حدود الأدب والحياء ، وبعد ..
دفع إليَّ صديق حميم بكتاب كريم راجيا أن أنقحه وأقدمه إلى القراء الكرام ، الكتاب في طبعته الأولى قد صدر عن المطبعة الرحمانية بالخرنفش بمصر سنة 1355هـ/1937م بعنوان (المسيح والتثليث) لمؤلفه الدكتور/ محمد وصفي ، وهو طبيب مصري مرموق توفاه الله إلى رحمته منذ سنوات .يقع الكتاب في مائتين وسبع وعشرين صفحة من القطع المتوسط ، مطبوع على ورق الساتانيه العروف الذي كان شائع الاستخدام في طباعة الكتب بمصر ، وقد جمعت حروف الكتاب على (المصف) الذي كان شائع الاستخدام في عالم الطباعة بمصر إلى وقت قريب ، والكتاب مزود بفهرس تحليلي رائع .أذهلني الكتاب ، وما تعرض له المؤلف الكريم من الموضوعات فيه ، وتناوله لها بطريقة علمية سليمة وبتوثيق دقيق .والمؤلف طبيب مسلم ، طبع ونشر كتابه على نفقته الخاصة فيما يبدو عام 1937م ، ويدل كل شيء في كتابه هذا على أنه كان قد كرس كل وقته وجهده لدراسة موضوع كتابه على مدار عشرات من السنين ، ويدل على ذلك استشهاده لكل جملة إخبارية يذكرها في مؤلفه بالنصوص التي تشهد بصحتها ، والمشتغلون بالتأليف ، والحريصون على الموضوعية في البحث يعرفون جيدا كم يكلف هذا المنهج من جهد ووقت .ولا ريب أن المؤلف كان يجيد عددا من اللغات الأجنبية إجادة تامة ، مما مكن له من الاطلاع على أمهات المراجع المتصلة بموضوع كتابه ، والمكتوبة بتلك اللغات وهي كثيرة .ولا ريب أن الموضوع الذي عالجه المؤلف في كتابه يشغل بال الناس جميعا .ولا ريب أن كتاب الدكتور/ محمد وصفي محاولة فذة فعالة مدهشة في تفصيل ذلك الموضوع والإجابة على تساؤلات الناس فيه .
وفي ذلك كتب الدكتور/ محمد حسين هيكل في كتابه (حياة محمد) مصورا كفالة المسلمين لحرية العقيدة الدينية في (يثرب) بعد هجرة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم إليها في القرن السادس الميلادي ، وبعد أن فرغ الدكتور/ محمد حسين هيكل من تصوير مراحل الصراع الفكري بين اليهودية والإسلام في يثرب ذاتها وانحدار اليهودية التي كان رجالها يعرفون صدق رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم كانوا يعاندون ويكابرون إذ كانوا يريدون أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من بني إسرائيل وليس من بني إسماعيل ، يعرض الدكتور هيكل لتلك المواجهة التي حدثت بين الإسلام والمسيحية على المستوى الفكري ، بعد انسحاب اليهود منها بقوله : " في هذا الوقت الذي اشتد فيه الجدل بين محمد صلى الله عليه وسلم واليهود وفد على المدينة وفد من نصارى نجران عدتهم ستون راكبا ... " إلى أن قول : " أي مؤتمر أعظم من هذا المؤتمر الذي شهدت يثرب ، تلتقي فيه الأديان الثلاثة التي تتجاذب حتى اليوم مصاير العالم ، وتلتقي فيه لأسمى فكرة وأجل غاية ! لم يكن مؤتمرا اقتصاديا ، ولا كان مرماه أي غرض من هذه الأغراض المادية التي ينطح عالمنا اليوم عبثا صخرتها ، إنما كان مرماه غاية روحية تقف من ورائها في أمر النصرانية واليهودية مطامع السياسة ومآرب أرباب المال وذوي الملك والسلطان ، ويقف فيه محمد صلى الله عليه وسلم لغاية روحية إنسانية بحتة يملي عليه الله تعالى في سبيلها الصيغة التي يلقي بها إلى اليهود والنصارى وإلى الناس كافة ، يقول لهم فيها : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64) " .
ويستطرد الدكتور/ محمد حسين هيكل ليقول : " ماذا يستطيع اليهود أو يستطيع النصارى أو يستطيع غيرهم أن يقولوا في هذه الدعوة : ألا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئا ، وألا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله ؟! فأما الروح المخلصة الصادقة ، وأما النفس الإنسانية التي كرمت بالعقل والعاطفة فلا تستطيع إلا أن تؤمن بهذا دون غيره ، ولكن في الحياة الإنسانية إلى جانبها النفساني جانبها المادي ، فيها هذا الضعف الذي يجعلنا نقبل لغيرنا علينا سلطانا بثمن يشتري به أنفسنا وأرواحنا وقلوبنا ، فيها هذا الغرور القتال للكرامة وللعاطفة ولنور النفس العاقلة ، هذا الجانب المادي المصور في المال وفي الجاه وفي كاذب الألقاب والرتب ، هو الذي جعل (أبا حارثة) أكثر نصارى نجران علما ومعرفة يدلي إلى رفيق له باقتناعه بما يقول محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما سأله رفيقه : فما يمنعك منه وأنت تعلم هذا ؟ كان جوابه : يمنعني ما صنع بنا هؤلاء القوم* ، شرفونا ومولونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافة ، فلو فعلت نزعوا منا كل ما ترى** .
هكذا كان يجري الحوار والجدل بالتي هي أحسن بين اليهود والنصارى والمسلمين منذ فجر الإسلام في حياة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .وهكذا يكتب الدكتور/ محمد وصفي ليوضح موقف الإسلام بصراحة وبوضوح من المعتقدات المسيحية ويكرس جهوده لإدراك الحق وتمييزه من الباطل ، وليكون كل على بينة من أمر دينه وعقيدته ، وهو الكتاب الذي اخترنا له عنوانا آخر هو (المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام) .وغني عن البيان أن القرآن الكريم نفسه يوجه الناس إلى أن يدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلوا بالتي هي أحسن ، وغني عن البيان أن كتابا تم تأليفه بمصر عام 1355هـ بهذه الطريقة العلمية الموضوعية لهو صورة راقية من صور الجدل بالتي هي أحسن .ولقد أفضت بنا هذه الاعتبارات كلها إلى بذل كل جهد مستطاع في سبيل تقديم وتنقيح هذا الكتاب الذي قام بتأليفه الدكتور/ محمد وصفي ، لم نغير فيه سوى عنوانه مهما اختلفت وجهة نظرنا معه في بعض النتائج التي أفضت إليها الدراسات الحديثة خصوصا فيما يتعلق بمسألة (نهاية شأن المسيح عليه السلام مع قومه) وهو التعبير الذي نؤثره بدلا من الصلب والرفع وغير ذلك مما لا مجال لذكر أي تفاصيل عنه في هذا التقديم الوجيز .وإذا أزمعت دار الفضيلة بالقاهرة إعادة طبع ونشر هذا الكتاب ، وشرفتني بإسناد تقديمه وتنقيحه إلى شخصي الضعيف ، فإنني أرجو أن يجد القارئ الكريم فيه ما وجدته من وضوح وروح علمية وموضوعية تستند إلى توفير النصوص عندما تكون النصوص ضرورية لإثبات ما يقال ، والله ولي التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير .
على الجوهري
طنطا في : 19/4/1992م
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم كتابه : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) .ويقول عز من قائل : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46) .يختلف العالم في بيان حال المسيح عليه السلام ، وتتفاوت اعتقاداتهم في تحديد شخصيته ، وتتباين آراؤهم في إدراك ذاته ، فاليهود هم أشد الناس مقتا له ، وأكثرهم عداء لتعليمه ، وأسرعهم إلى تكذيبه واتهامه ، فقد أنكروا رسالته ، وطعنوا في نسبه ، وحاربوه ، وطلبوا التمثيل به والانتقام منه .والمسيحيون غالوا في تقدير المسيح عليه السلام ، والغلو كثيرا ما يدعو إلى الحيد عن الصواب ، فقد عدوه إلها ، ولكي يعللوا ذلك جاءوا بالتثليث الذي لا تقره كتبهم ، والذي تنفيه الأقوال المنسوبة إلى ابن مريم فيها ، وقد كان من جراء ذلك أن نسبوا إلى المسيح عليه السلام ما ليس فيه ، وألحقوا بالله تعالى ما لا يليق به من الصفات .
وجاء القرآن الكريم فبرأ ابن مريم عليه السلام من كل ذلك ، ورد الحق إلى نصابه ، وأظهر حقيقة عيسى عليه السلام ، وأثبت عصمته ، وأبرأ ساحته ، وأخرجه خالصا من الشوائب ، بريئا من التهم والعيوب .وقد كان غرضنا من تأليف هذا الكتاب ، تنزيه الله تعالى من كل نقص ، وإثبات حقيقة المسيح عليه السلام التي أتى بها القرآن الكريم ، وذلك من عين كتبهم ، ومن نفس شهادات المسيح ابن مريم عليهما السلام فيها .
القاهرة : شوال 1355هـ
دكتورمحمد وصفي
المبحث الأول
المسيح عليه السلام في العهد الجديد
تتكون كتب العهد الجديد من سبعة وعشرين سفرا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء كما يلي :
الجزء الأول : وهو عبارة عن أربعة كتب يطلق على كل منها لفظ (إنجيل) ويضاف إلى هذا اللفظ اسم من يظن أن كتبه رواية عن المسيح عليه السلام ، وذلك في التراجم العربية ، فتسمى (إنجيل متى) ، (إنجيل مرقص) ، (إنجيل لوقا) ، (إنجيل يوحنا) ، ويطلق عليها في اللغة الإنجليزية أسماء من تنسب إليهم المؤلفات مجردة عن لفظ (إنجيل) فتسمى (متى) ، (مرقص) ، (لوقا) ، (يوحنا) ، وأما بالتركية فعنوان كتاب لوقا مثلا (إنجيل .. لوقاتك تحريري أوزره) أي (الإنجيل الشريف على ما كتبه لوقا) ، وهكذا .. ويلقب كل من المؤلفين الأربعية بعنوان (مبشر) ، وأما في النسخ السريانية وهي الأكثر اعتبارا عند المسيحيين ، فقد وضع اسم (كاروزوتا) أي (موعظة) مكان لفظ (إنجيل) ، وتسمى هكذا (موعظة متى) ، (موعظة مرقص) ... الخ ، وفي هذه الكتب الأربع ذكرت الأحوال والأقوال المنسوبة إلى المسيح عليه السلام .
الجزء الثاني : وهو عبارة عن عدد من الرسائل العامة التي يبلغ عددها اثنتان وعشرون رسالة ، تسمى الأولى منها (أعمال الرسل) ، والثانية [ رسالة بولس إلى أهل (رومية) ] ، ورسالتان إلى أهل (كورنثيوس) ، وخامسة إلى أهل (غلاطية) ، وسادسة إلى أهل (أفسس) ، وسابعة إلى أهل (فيلبي) ، وثامنة إلى أهل (كولوسي) ، ورسالتان إلى أهل (تسالونيكي) ، وأخريان إلى (تيموثاوس) ، والثالثة عشر إلى (تيطس) ، والرابعة عشر إلى (فيلمون) ، والخامسة عشر إلى (العبرانيين) وهي رسالة غير معلوم كاتبها ، وقد تنسب إلى (بولس) كذلك ، والرسالة السادسة عشر (ليعقوب) ، ورسالتان (لبطرس) وثلاث رسائل (ليوحنا) والثانية والعشرون (ليهوذا).
الجزء الثالث : وهو عبارة عن رؤيا منامية رآها يوحنا وتسمى في العهد الجديد (رؤيا يوحنا اللاهوتي.وقد ورد ذكر المسيح عليه السلام في كل جزء من هذه الأجزاء الثلاثة على النحو التالي :
أولا : ذكر السيد المسيح عليه السلام في الأناجيل المزورة التي يؤمن بها نصارى اليوم .تذكر الأناجيل الأربعة شيئا عن نسب المسيح عليه السلام وعن حياته الأولى ، وعن علاقته بيحيى بن زكريا عليهما السلام ، وعن تلاميذه ، ومعجزاته ، ورسالته ، وعن علاقة تلك الرسالة بالناموس الذي سبق وأن أنزل إلى موسى عليه السلام .وسنعرض فيما يلي موجزا لذلك :
1 – نسب السيد المسيح عليه السلام في الأناجيل المزورة التي يؤمن بها نصارى اليوم :
يبتدأ الإنجيل المنحول إلى متى ببيان نسب المسيح عليه السلام ، وإنك إذا ما وقفت قليلا بجانب هذا البيان أخذتك الدهشة من الاختلاف الغريب بين ما رواه هذا وبين ما سرده الإنجيل المنسوب إلى لوقا (لوقا 3) ، وأشد غرابة من ذلك نسبة المسيح عليه السلام في الإنجيلين إلى يوسف النجار الذي يذكر الإنجيل المنسوب إلى متى أنه زوج مريم البتول (متى 1 : 19 ، 24) وذلك مما يحتج به اليهود في إنكار معجزة ميلاد عيسى عليه السلام ، وفي اتهام أمه – شرفها الله – في عرضها ، وفي دعواهم الباطلة بعدم حمل أم عيسى عليه السلام بغير علاقة جنسية بذكر .كذلك تختلف الأناجيل الأربعة في ذكر نسب يوسف النجار ، فيذكر متى أن يوسف النجار هو ابن يعقوب عليه السلام ، ويخالفه لوقا في ذلك فيقول : هو ابن هالي ثم يذكر الأول أن عيسى عليه السلام من ولد سليمان بن داود عليهما السلام .. والثاني يقول : إنه من ولد ناثان بن داود .. ويقول البروتستانت بمناسبة ذلك : " إن من أخرج سليمان من نسب المسيح فقد أخرج المسيح عن كونه مسيحا " ، ويذكر متى أن جميع آباء المسيح كانوا سلاطين مشهورين ، ويقول لقوا : " إنه لم كن منهم مشهور غير ناثان وداود " ، ويقول الأول أن زربابل (zerubbabel) ولد أبيهود (abiud) ، والثاني يقول إنه ولد ريسا ، والاثنان يخالفان العهد القديم في ذلك ، حيث يثبت أنه ليس لزربابل من الأولاد من يسمى أبيهود أو ريسا (أيام : 3) ، ثم يقول الأول إن بين المسيح وداود ثمانية وعشرين جيلا .. ويقول الثاني إن بينهما واحد وأربعون جيلا .
وذكر الياقيم (eliakim) جدا لعيسى عليه السلام يعارض العهد القديم الذي يقدسه المسيحيون معارضة شديدة في قوله إن الرب قال عن إلياقيم ملك يهوذا أنه : " لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا وأعاقبه ونسله وعبيده على إثمهم وأجلب عليهم وعلى سكان أورشليم وعلى رجال يهوذا كل الشر الذي كلمتهم عنه ولم يسمعوا " (أرميا 36 : 31،30) .ويقول متى أن : " داود هو بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص " ، وفارص هذا الذي ذكر متى أنه جد للمسيح عليه السلام تذكر التوراة المحرفة أنه ابن زنا وذلك أنه جاء عن طريق هتك أبيه يهوذا عرض امرأة ابنه ثامار كما هو مفصل كل التفصيل في سفر التكوين (38 : 6-30) مما يجعل فارص وذريته المبينة آنفا إلى داود عليه السلام خارجين عن جماعة الرب ، مطرودين من رحمته وذلك بحسب ما جاء في سفر التثنية (23 : 2) ، " ولا يدخل ابن زنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب " .
2 – حياة السيد المسيح عليه السلام كما وردت في الأناجيل الأربعة :
يذكر متى أن المسيح عليه السلام ولد في (بيت لحم) أيام حكم الملك هيرودس ، وحين طلب الأخير قتله أخذ يوسف النجار امرأته مريم أم المسيح وابنها عليه السلام وهرب بهما إلى (مصر) ولبثوا هناك مدة حكم هيرودس حتى إذا ما مات الأخير رجعوا إلى مدينة (الناصرة) ، ولكن لوقا يروي لنا ما يخالف ذلك كل المخالفة ويقول أن أبوي المسيح عليه السلام (هكذا) ذهبا بعد نفاس مريم إلى (أورشليم) ومعهما الطفل الوليد ، وبعد تقديم الذبيحة حسب الشريعة الموسوية ذهب ثلاثتهما إلى (الناصرة) وأقاموا فيها وكانوا يذهبون منها إلى (أورشليم) في أيام العيد من كل سنة ، وأقام المسيح عليه السلام في السنة الثانية عشرة ثلاثة أيام في (أورشليم) بدون علم أبويه ، ولم يسافر أو يسافروا إلى (مصر) كما ذهب إلى ذلك متى (لوقا 2) .والأناجيل المنسوبة إلى كل من متى ولوقا وبطرس تذكر أن المسيح عليه السلام مارس النبوة سنة واحدة فقط ، ذهب في نهايتها إلى (أورشليم) بمناسبة عيد الفصح حيث ائتمر اليهود عليه ، ولكن يوحنا يذكر أن المسيح عليه السلام قضى ثلاثة أعياد فصح في مدة نبوته .
3 – لقاء السيد المسيح عليه السلام بيحيى بن زكريا عليه السلام وتعرفهما على بعض :
جاء في آخر الإصحاح الثالث من الإنجيل المنسوب إلى متى أن : " يسوع جاء من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه ، ولكن يوحنا منعه قائلا : أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ ؟ فأجاب يسوع قائلا له : اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر ، حينئذ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا إليه " ، هكذا بكل بساطة .وتستطيع أن تفهم من ذلك أن يحيى عليه السلام عرف المسيح عليه السلام بمجرد مقابلته له وطلب التعمد منه ولكننا نرى يوحنا في إنجيله يذكر أن يحيى عليه السلام لم يعرف المسيح عليه السلام إلا بعد نزول الروح (يوحنا : 1) ثم إننا إذا وصلنا إلى الإصحاح الحادي عشر من إنجيل متى عينه وجدنا يحيى عليه السلام لا يزال يجهل المسيح عليه السلام حتى بعد نزول الروح ، إذ أنه " أرسل اثنين من تلاميذه وقال له أنت هو الآتي أم تنتظر آخر " .
وإنجيل يوحنا يذكر لنا أن يحيى عليه السلام لم يعرف أنه هو إيليا المبشر به في التوراة أي أنه لم يكن يعرف نفسه ، وذلك أن كهنة (أورشليم) سألوه مستفسرين : أهو إيليا ، فأجابهم قائلا : " لست أنا " (يوحنا : 1 : 21) وإننا إذا اعتبرنا أن يحيى عليه السلام ليس هو إيليا بدليل اعترافه فكيف نقول في قول المسيح عليه السلام أن يحيى عليه السلام " هو إيليا المزمع أن يأتي " (متى 11 : 14) ، وبمناسبة ذلك نذكر تناقضا غريبا في شأن يحيى بن زكريا (أو يوحنا المعمدان) حيث يؤخذ من إنجيل مرقص (1 : 6) أنه كان " يأكل جرادا وعسلا بريا " ويؤخذ من إنجيل متى (11 : 18) أنه كان " لا يأكل ولا يشرب " .







المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2011, 06:48

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (09:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خير اختي على نقل مقتطفات من هذا الكتاب القيم فأنا مازلت أقرأ فيه وهو كتاب قيم ومؤلفه ذو فطنة في عرض المواضيع جزاه خير







رد باقتباس
قديم 14.02.2011, 06:48
كلمة سواء
هذه الرسالة حذفها كلمة سواء.
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
أحمد, وصفي, الأستاذ, المسيح, الدكتور, السلام, تأليف, حقيقة, عليه


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد عليه الصلاة و السلام؟// بقلم الشيخ أحمد ديدات كلمة سواء البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى 12 04.07.2012 06:10
القمص عبد المسيح بسيط في الميزان، تأليف أحمد السيد سُبيع أحمد سبيع كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية 9 28.04.2011 18:11
ركزوا فى الفيلم المسيح (عليه السلام) بلسانه يبشر الحوارين بمحمد (صلى الله عليه وسلم ) elqurssan البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى 2 22.08.2010 02:13
اعتقاد المسلمين في المسيح عليه السلام نور عمر العقيدة و الفقه 2 20.08.2010 02:18



لوّن صفحتك :