القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حقيقة الأخوّة في نفوس الإخوة
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد، أيها الإخوان: فقد اهتمَّ الإسلامُ غاية الاهتمام بتوثيق عُرَى الأخوة الَّتِي تُوجِبُ الْمَحَبَّةَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتى جعل الأخوَّةَ التي جمع عليها القلوبَ أصلاً من أصول الإيمان لا يتمُّ إلا بها، ولايتحقق إلا بوجودها؛ بل جعلها أَوْثَقَ عُرَى الإِيمَانِ وأكملَ معانيه، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌٌ﴾ (الحجرات: منالآية10) وقال صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخوالْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلهُ وَلاَيَحْقِرُهُ" (متفق عليه)، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَثَل الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَل الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌتَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (متفق عليه)؛ولذلك كان من أركان بيعتنا الأخوَّة، وكان من أصول الإصلاح الاجتماعي الكامل الذي جاء به الإسلام: إعلانُ الأخوة بين الناس. معنى الأخوَّة عند الإخوان المسلمين :قال الإمام المؤسس حسن البنا رحمه الله: "وأريد بالأخوة: أن ترتبط القلوبُ والأرواحُ برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابطِ وأغلاها، والأخوَّة أخت الإيمان،والتفرُّقُ أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وِحْدَةَ بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإثار﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: من الآية 9) والأخُ الصادقُ يرى إخوانَه أوْلى بنفسِه من نفسه؛ لأنه إن لم يكن بهم فلن يكونَ بغيرهم، وهم إن لم يكونوا به كانوا بغيره، و"إِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ" (أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم) و"الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" (متفق عليه) ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة: من الآية71) وهكذا يجب أن نكون". الأخوة عندنا دين: لم يزل الإخوان حريصين على تحقيق الأخوة الصحيحة الكاملة فيما بينهم، مجتهدين ألا يُعكِّر صَفْوَعلاقتهم شيءٌ، مدركين أن الأخوَّةَ في الدين من أفضل ما يتقربون به إلى الله زلفى،وملتمسين بالمحافظة عليها نيْلَ الدرجات العلى، ومن ثَمَّ يحرصون على مراعاة حقوقهاالتي تصفيها عن شوائب الكدورات ونزغات الشياطين، وقد جعل أهل العلم أقل درجات الأخوة أن يعامل الأخ أخاه بما يحب أن يعامله به. ومن حقوق الأخوة: الصبر على خطأ الأخ حتى يرجع للحق، من غير تشهيرٍ به أو إشاعةٍ لزلاته، قال أبو الدرداء: "إذا تغيَّر أخوك وحال عما كان عليه فلا تَدَعْه لأجل ذلك؛ فإن أخاك يَعْوَجُّ مرةً ويستقيم أخرى"، وَقَالَ إبراهيم النَّخَعِيُّ: "لا تَقْطَعْ أَخَاك وَلا تَهْجُرْهُ عِنْدَ الذَّنْبِ، فَإِنَّهُ يَرْتَكِبُهُ الْيَوْمَ وَيَتْرُكُهُ غَدًا"، وجاء في بعض الآثار: قال عيسى عليه السلام للحواريين: "كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائمًا وقد كشف الريحُ ثوبَه عنه؟" قالوا: نستره ونُغَطِّيه، قال: بل تكشفون عورته! قالوا: سبحان الله! مَن يفعل هذا؟فقال: "أحدُكم يسمعُ بالكلمةِ في أخيه فيزيدُ عليها ويُشِيعُها بأعظمَ منها". وحتى حين تختلف بالإخوان الآراء فإن رابطةَ الأخوة تحميهم من الوقوع في الأعراض، أو إشاعةِ الشبهات، أو ترديد المفتريات، وهم يحفظون كلمةَ حكيم الفقهاء الإمام الشافعي رحمه الله: "الحُرُّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ،وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَه لَفْظَةً". ومن حقوق الأخوة التي يدعو إليها الإخوان المسلمون: ما لخصه الفضيلُ بن عِياضٍ رحمه الله في قوله: "نَظَرُ الأخِ إلى وجه أخيه على المودَّةِوالرحمةِ عبادةٌ، فلا تصحُّ المحبةُ في الله عزَّ وجلَّ إلا بما شرط فيها من الرحمةفي الاجتماع والخلطة، وعند الافتراق: بظهور النصيحة، واجتناب الغيبة، وتمام الوفاء،ووجود الأنس، وفقد الجفاء، وارتفاع الوحشة". وكان يقال: إذا وقعت الغيبَةُ، ارتفعتْ الأخوَّة. وما ألطفقول أحد السلف يخاطب أخاه الذي هجره: هَبْنِي أَسَأْتُ كَمَا تَقُولُ فَأَيْنَ عَاطِفَةُ الْأُخُوَّة أَوْ إِنْ أَسَأْتَ كَمَا أَسَأْتُ فَأَيْنَ َفَضْلُكَ وَالْمُرُوَّة فليس من أخلاق الأخ المسلم في شيءٍ أن يلتمس أسبابَ العيب لمَن خالفه من إخوانه أو من غيرهم، أو أن يسعى في الانتقاص من فضله، أو التحقير من عمله وعطائه، وينتصحون بنصيحة الفاروق عمر بن الخطاب: "لا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا،وَلا يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا"، فلما سُئل: وكيف ذلك؟ قال: "إِذَا أَحْبَبْتَ فَلاتَكْلَفْ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِالشَّيْء يُحِبُّهُ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ فَلاتَبْغَضْ بُغْضًا تُحِبُّ أَنْ يَتْلَفَ صَاحِبُكَ وَيَهْلِكَ" (البخاري في الأدب)،وكان الحسن بن علي رحمه الله يقول: "لا تُفْرِطْ فِي حُبِّكَ، وَلا تُفْرِطْ فِيبُغْضِكَ، مَنْ وَجَدَ دُونَ أَخِيهِ سِتْرًا فَلا يَكْشِفْ" (عبدالرزاق) ومن حقوق الأخوة: النصيحة بآدابها الشرعية: فلا تشنيعَ ولاتشهيرَ، ولا تجريحَ للأشخاص ولا للهيئات، ولا كشفَ لأسرار الناس، ولا اختلاقَ ولاكذبَ، ولا تبريرَ للخطأ، ولا مجاملةَ على حساب الحق، ولا رغبةَ في التَّشَفِّي ولاانتصارَ للهوى، بل هي نصيحةٌ أمينةٌ صادقةٌ، تَبْرَأُ بها الذِّمَّةُ، وتُؤَدَّى بها الأمانةُ، مع بقاءِ المودَّةِ ونَمَاءِ عاطفةِ الأُخُوَّة. أخوَّتُنا أحدُ أسرار قوتنا: إن هذه الأخوةَ التي نذكِّر بحقوقها أيها الإخوان هي الصخرةُ التي تتكسَّر عليها موجاتُ المكرِ ومحاولاتُ النَّيْلِ من دعوتنا المباركة، وهي أول أسباب النصر﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَالَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (64)َ﴾ (الأنفال). أيها الإخوان المسلمون: لقد أعلنها نبينا- صلى الله عليه وسلم- واضحةً صريحة: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّأَكْذَبُ الْحَدِيث، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا،وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا" (متفق عليه)، وفهم المسلمون الأولون رضوان الله عليهم من الإسلام هذا المعنى الأخويَّ، وأَمْلَتْ عليهم عقيدتُهم في دين الله أَخْلَدَعواطفِ الحبِّ والتآلفِ، وأَنْبَلَ مظاهر الأخوة والتعارف، فكانوا رجلاً واحدًاوقلبًا واحدًا ويدًا واحدة، فحقق الله لهم وبهم النصر والعز والتمكين. فلْنستمسكْ بهذه الأخوة الخالدة التي تزول الدنيا ولا تزول،وتفنى الأيام وهي أبقى من الزمن، ولْنحرصْ على أداء حقوقها، واستشعار قيمتها،ولْنحافظْ على وِرْد الرابطة اليومي، والله معكم ولن يتركم أعمالكم، والله أكبرولله الحمد. منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
حقيقة الأخوّة في نفوس الإخوة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
هِداية
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رد: حقيقة الأخوّة في نفوس الإخوة
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رد: حقيقة الأخوّة في نفوس الإخوة
بالرغم من قصورى الشديد فى إمكانية المشاركة
لكنى لم أجد بدا من تشجيع هذا المقال الرائع و المبدأ العظيم و نشير إلى ان المقصود أن الأخوّة هنا هى أخوة كل المسلمين لبعض كل أهل السنة مهما كان اسمهم و لا إسم مميز لنا إلا أهل السنة المسلمين وكلنا إخوان بارك الله بك و أحسن إليك أختى الكريمة المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رد: حقيقة الأخوّة في نفوس الإخوة
وبارك الله فيك اختى نوران
وكل الشكر والتقدير لمرورك الكريم وردك الرائع الذي زين صفحاتي |
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
رد: حقيقة الأخوّة في نفوس الإخوة
كلام رائع ومنطقي
أخي الفاضل أبو جنة اسعدني مرورك وردك الطيب بارك الله فيك وأطال الله عمرك في طاعته شكرا لك وجزاك الله خيرا |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
نفوس, الإخوان, الأخوّة, حقيقة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
عيسى العوّام شخصية مسلمـــــــــــــــة هذه حقيقة تاريخية وإليكم السند | elqurssan | التاريخ والبلدان | 14 | 02.09.2010 03:26 |
متى شهد العبد بذلك كان عبدًا لله حقيقة | غايتي ربي رضاك | القسم الإسلامي العام | 5 | 27.07.2010 17:04 |
حقيقة المجاهدة | غايتي ربي رضاك | القسم الإسلامي العام | 2 | 24.07.2010 14:09 |
الدرر البهيه فى كشف حقيقة زواج سيد المرسلين بامنا صفيه | ابو اسامه المصرى | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 5 | 25.09.2009 14:20 |
سبب الوحشة بين الإخوان في الله | هِداية | القسم الإسلامي العام | 0 | 08.06.2009 14:21 |