آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

شذرات ونفائس من التاريخ

التاريخ والبلدان


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 06.09.2010, 22:39
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي شذرات ونفائس من التاريخ


شذرات ونفائس التاريخ
الحمد لله والصلاة والسلام على الهادي رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

يقول احد المورخين العرب التاريخ علم يستمتع به العالم والجاهل ويستعذب موقعه الأحمق والعاقل يجمع لك الأول والآخر والناقص والوافر والادي والحاضر والموجود والغابر , وعليه مدار كثير من الأحكام وبه يتزين في كل محفل ومقام .

ففي هذه الصفحة نفرد ان شاء الله العظيم شذرات وورقات نفيسات من التاريخ العربي الاسلامي ،
وهناك فوائد جمة في التاريخ وعبر مهمة وقصص مؤثرة ولعلنا نعرض هنا النفيس من هذه الاخبار
نسآل الله السداد .



موسى بن نصير

عندما تولى موسى بن نصير أفريقية والمغرب كانت البلاد في قحط شديد ،

فأمر الناس بالصوم والصلاة وإصلاح ذات البين ، وخرج بهم إلى الصحراء ، ومعه

سائر الحيوانات وفرق بينها وبين أولادها ، فوقع البكاء والصراخ والضجيج وأقام

على ذلك إلى منتصف النهار ، ثم صلى ، وخطب الناس ، ولم يذكر الوليد ابن عبد

الملك فقيل له : ألا تدعو لأمير المؤمنين ؟ فقال : هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله

عز وجل . فسقوا حتى رووا .

ابن خلكان - وفيات الأعيان 5/319


وذكرهم بأيام الله

كان القاضي منذر البلوطي إماماً عالماً فصيحاً خطيباً شاعراً أديباً ، كثير

الفضل ، جامعاً لصنوف الخير والتقوى والزهد ، له وقع في النفوس وعليه حلاوة

وطلاوة ، دخل يوماً على الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي وقد فرغ من بناء

المدينة الزهراء وقصورها ، وقد بنى له فيها قصر عظيم منيف ، وقد زخرف

بأنواع الدهانات وكسى الستور ، وجلس عنده رؤوس دولته وأمراؤه ، فجاءه

القاضي فجلس إلى جانبه ، وجعل الحاضرون يثنون على ذلك البناء ويمدحونه ،

والقاضي ساكت لا يتكلم فالتفت إليه الملك وقال : ما تقول أنت يا أبا الحكم ؟ فبكى

القاضي وانحدرت دموعه على لحيته فقال . ما كنت أظن أن الشيطان أخزاه الله

يبلغ منك هذا المبلغ المفضح المهتك المهلك لصاحبه في الدنيا والآخرة ، ولا أنك

تمكنه من قيادك مع ما آتاك الله وفضلك به على كثير من الناس ، حتى أنزلك منازل

الكافرين والفاسقين . قال الله تعالى : [ ولَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن

يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ ومَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * ولِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً

وسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وزُخْرُفاً .. ] [الزخرف : 33] . قال : فوجم الملك عند

ذلك وبكى وقال : جزاك الله خيراً ، وأكثر في المسلمين مثلك .

ابن كثير - البداية والنهاية 11/307


قال القاضي ابن شداد في وصف صلاح الدين الأيوبي :

( وكان رحمه الله من عظماء الشجعان ، قوي النفس ، شديد البأس ، لا يهوله

أمر ، ولقد وصل في ليلة واحدة من الإفرنج إلى عكا نيفٌ وسبعون مركباً وأنا

أعدها من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وهو لا يزداد إلا قوة نفس .

وكان رحمه الله شديد المواظبة على الجهاد عظيم الاهتمام به ، ولو حلف

حالف أنه ما أنفق بعد خروجه إلى الجهاد ديناراً ولا درهماً إلا في الجهاد وفي

الإرفاد لصدق وبّر في يمينه ، ولقد كان الجهاد قد استولى على قلبه وسائر جوانحه

استيلاء عظيماً ، بحيث ما كان له حديث إلا فيه ، ولا نظر إلا في آلته ، ولا اهتمام

إلا برجاله ، ولا ميل إلا إلى من يذكره ويحث عليه ، ولقد هجر في محبة الجهاد في

سبيل الله أهله وولده ووطنه وسكنه ، وقنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب

بها الرياح يمنة ويسرة .

وقال القاضي الفاضل :

وكان الرجل إذا أراد أن يتقرب إليه يحثه على الجهاد ، وقد ألف له كتب عدة

في الجهاد ، وأنا ممن جمع له كتاباً ، جمعت فيه آدابه وكل آية وردت فيه ، وكل

حديث روي فيه .

قال : وسرنا مع السلطان على الساحل طالبين عكا ، وكان الزمان شتاء ،

والبحر هائجاً هيجاناً عظيماً ، وموجه كالجبال وكنت حديث عهد برؤية البحر ،

فعظم أمر البحر عندي ، واستخففت رأي من يركب البحر ، فبينا أنا في ذلك إذ

التفت إليّ وقال في نفسه : أنه متى يسرّ الله تعالى فتح بقية الساحل ، قسمت البلاد

وأوصيت وودعت وركبت هذا البحر إلى جزائرهم (الصليبيين) أتبعهم فيها حتى لا

أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت ، فعظم وقع هذا الكلام عندي

وحكيت له ما خطر لي .

فانظر إلى هذه الطوية ما أطهرها ، وإلى هذه النفس ما أشجعها وأجسرها .

اللهم إنك تعلم أنه بذل جهده في نصرة دينك ، رجاء رحمتك فارحمه ... ) .



جاء في (الكامل) لابن الأثير

في حوادث سنة 500هـ عن الصراع بين
السلاجقة في عهد محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان وبين الباطنية :

( فلما صفت السلطنة لمحمد ، ولم يبق له منازع لم يكن عنده أمر أهم من قصد الباطنية وحربهم والانتصاف للمسلمين من جورهم وعسفهم ، فرأى البداية بقلعة أصبهان التي بأيديهم ، فخرج بنفسه فحاصرهم في سادس شعبان واجتمع له من أصبهان وسوادها لحربهم الأمم العظيمة وأحاطوا بجبل القلعة .
فلما اشتد الأمر عليهم (على الباطنية) كتبوا فتوى فيها :

( ما يقول السادة الفقهاء أئمة الدين في قوم يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأن ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- حق وصدق ، وإنما يخالفون في الإمام . هل يجوز للسلطان مهادنتهم وموادعتهم . ، وأن يقبل طاعتهم ويحرسهم
من كل أذى ) [1] . فأجاب الفقهاء بجواز ذلك [2] وتوقف بعضهم . فجُمعوا للمناظرة (الفقهاء فيما بينهم) ومعهم أبو الحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني ، وهو من شيوخ الشافعية ، فقال بمحضر من الناس : يجب قتالهم ولا يجوز إقرارهم بمكانهم ولا ينفعهم التلفظ بالشهادتين ، فإنهم يقال لهم : أخبرونا عن إمامكم ، إذا أباح ما حظره الشرع أو حظر عليكم ما أباحه الشرع ، أتقبلون أمره ؟ فإنهم يقولون : نعم ، وحينئذ تباح دماؤهم بالإجماع [3] .

ثم إن الباطنية سألوا السلطان أن يرسل لهم من يناظرهم فصعدوا إليهم وناظروهم ، وعادوا كما صعدوا وإنما كان قصدهم (الباطنية) التعلل والمطاولة [4] ، فلجّ حينئذ السلطان في حصرهم ، ثم أذعنوا إلى تسليم القلعة على أن يعطوا
عوضاً عنها قلعة (خالنجان) وطلبوا من الإقامة ما يكفيهم ، وقصدهم المطاولة [5] ، وحاولوا قتل أحد الأمراء فعندئذ جدد الحصار عليهم ، وأمر بإخراب قلعة (خالنجان) .

ثم طلبوا أن ينزل بعضهم ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر (بأرجان) فأجيبوا إلى ذلك ، ثم ظهر الغدر من ابن عطاش فزحف الناس ... مع السلطان وملكوا الموضع ، وقتل أكثر الباطنية ، وكانت مدة البلوى بابن عطاش اثنتي عشرة سنة [6] .
--------------------------
(1) يعنون أنفسهم ، وهذا كذب منهم واحتيال ، وهم ما سموا الباطنية إلا لإبطانهم الكفر ، وهذا الأسلوب ليس غريباً عنهم .
(2) هذه غفلة منهم ، وكيف يأخذون ظاهر الكلام ولا يعلمون من الذي كتب هذا ، وما هي سيرته وتاريخه ، ويظنون أن هذا من الأخذ بالظاهر ، ولم يعلموا أن سيرة الزنادقة غير هذا .
(3) هذا هو الحق ، وهذا هو الفهم الصحيح للنصوص ، ولأغراض الإسلام ومراميه ، وليس الأخذ بحرفية الكلام .
(4) يقصد التأخير لعلهم ينجحون بحيلة ما .
(5) مرة أخرى ؟ ! ! .
(6) الكامل 10 / 434 .



جاء في وفيات الأعيان 5/28



في قلعة (آلموت) بالقرب من بحر قزوين كان رئيس الباطنية حسن الصباح يرسل رجاله المجرمين الذين أغواهم بفردوسه وغفرانه - يرسلهم وفي يد كل واحد منهم مُدية حادة لاغتيال شخصية سنية مهمة ؛ لأن أقصى أمانيه هو القضاء على
أهل السنة ، وقد ربى رجاله على الطاعة العمياء ، فما إن يأمر بتنفيذ مهمة حتى يبادر إليها من يظن أنه يقوم بعمل صالح . وأول صيد ثمين نفذ فيه حسن الصباح إجرامه هو الوزير القدير نظام الملك الحسن بن علي وزير الملك السلجوقي ألب أرسلان ، وكان من عقلاء الرجال وأفاضلهم وهو الذي تنسب إليه المدرسة النظامية في بغداد ، وكان على علم بأباطيل الباطنية وخطرهم على الإسلام وقد بدأ بإعداد العدة لمهاجمتهم والقضاء عليهم ، وقد قتل أحد رؤساء حلقاتهم ؛ ولذلك قرروا قتله


وهذه رواية كتبهم -لعنهم الله- :


(نصب سيدنا (حسن الصباح) فخاخه وأحابيله لتمسك في شباك الموت الفناء قبل كل شيء بصيد ثمين مثل نظام الملك وبهذا الصنيع أصبحت شهرته وسمعته عظيمة وقال : مَن منكم سيخلص هذه الدولة من شر نظام الملك الطوسي ، فوضع رجل يدعى أبو طاهر الأراني يد القبول على صدره ، وفي ليلة الجمعة في الثاني عشر من رمضان لسنة 485هـ وفي منطقة نهاوند جاء بزي صوفي إلى نظام الملك الذي كان محمولاً من مكان العامة إلى خيمة نسائه وضربه بسكين ، ونظام الملك هو أول رجل قتله الفدائيون .. وقال سيدنا : إن مقتل هذا الشيطان هو بداية الغفران ) .
كانت هذه بداية سلسلة طويلة من الإجرام الباطني طال زعماء أهل السنة من علماء وملوك حتى إنه ما من أمير أو قائد من قواد الدولة السنية إلا وخشي على نفسه وأخذ الاحتياطيات اللازمة .


قال العز بن عبد السلام :

والمخاطرة بالنفوس مشروعة في إعزاز الدين ولذلك يجوز للبطل من المسلمين أن ينغمر في صفوف المشركين ومن قال بأن التغرير بالنفوس لايجوز فقد بعد عن الحق ونأى عن الصواب وعلى الجملة فمن آثر الله على نفسه آثره الله . طبقات الشافعية (8/229)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة واحدة وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا وهو خير من المختصرات
لكن هل يجب على جميع أهل المكان النفير إذا نفر إليه الكفاية ؟ كلام أحمد مختلف فيه
وقتال الدفع :أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به
وقال أيضا : والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لاخبرة لهم في الدنيا .
الاختيارات الفقهية ( 311)


قال الذهبي في اعلام النبلاء

قال رشيد الخبازوكان عبدا صالحا : خرجت مع مولاي إلى مكةفجاورنا ، فلما كان ذات يوم , جاء إنسان فقال لسفيان : يأبا عبد الله ! قدم اليوم الحسن بن صالح وعلي بن الحسن قال وأين هما؟ قال في الطواف قال : إذا مرا , فأرنيهما . فمر أحدهما ، فقلت لسفيان هذا علي ومر الآخر فقلت هذا حسن . فقال : أما الأول فصاحب آخرة وأما الآخر فصاحب سيف لايملأ جوفه شيء .
قال : فيقوم إليه رجل كان معنا فأخبر عليا ثم مضى مولاي إلى علي يسلم عليه, وجاءه سفيان يسلم عليه ., فقال علي (أخو حسن ) ياأبا عبد الله ! ماحملك على أن ذكرت أخي أمس بما ذكرته ؟

مايؤمنك أن تبلغ الكلمة ابن أبي جعفر فيبعث إليه , فيقتله ؟

قال : فنظرت إلى سفيان ( الثوري) وهو يقول : أستغفر الله
وجادتا عيناه.

سير أعلام النبلاء (7/366 )


قال العجلي :

كان طلحة بن مصرف اليامي وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد اليامي علويا , وكان طلحة يحرم النبيذ وكان زبيد يشربه ومات طلحة فأوصى إلى زبيد !

وكان عبدالله بن إدريس الأودي و عبثر بن القاسم متواخيين وكان
عبد الله بن إدريس الأودي عثمانيا وكان عبثر علويا وكان ابن إدريس يحرم النبيذ وكان عبثر يشربه ومات عبثر فقام ابن إدريس يسعى في دين عليه حتى قضاه !

وكان عبدالله بن عكيم الجهني - وكان جاهليا أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم- وعبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري متواخيين وكان عبد الله بن عكيم عثمانيا وكان ابن أبي ليلى علويا .وما سمع يتذاكران شيئا من ذلك وماتت أم عبد الرحمن ابن أبي ليلى فقدم عليها ابن عكيم فصلى عليها !.

الثقات للعجلي (1/480)



قال الذهبي في سير اعلام النبلاء

كان نور الدين زنكي رحمه الله لما غزا الفرنج دمياط (مصر) يصوم عشرين يوما ولايفطر إلا على الماء فضعف وكاد يتلف
وكان مهيبا ما يجسر أحد يخاطبه في ذلك فقال إمامه يحي : إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم يقول : ياحي بشر نور الدين برحيل الفرنج عن دمياط فقلت يارسول الله ربما لايصدقني .

فقال : قل له : بعلامة يوم حارم . وانتبه يحي ! فلما صلى نور الدين الصبح , وشرع يدعو هابه يحي .فقال له : يايحي تحدثني أو أحدثك

فارتعد يحي وخرس فقال : أنا أحدثك رأيت النبي هذه الليلة وقال لك كذا وكذا . فقال : نعم فبالله يامولانا مامعنى قوله : بعلامة يوم حارم ؟

فقال : لما التقينا العدو خفت على الإسلام !
فانفردت ونزلت ومرغت وجهي على التراب وقلت ياسيدي من محمود في البين , الدين دينك والجند جندك وهذا اليوم افعل ما يليق بكرمك قال : فنصرنا الله عليهم .

سير أعلام النبلاء (20/ 534 )

قال له أحد أصحابه : بالله لاتخاطر بنفسك فإن أصبت في معركة لايبقى للمسلمين أحد إلا أخذه السيف , فقال : ومن محمود حتى يقال له هذا ؟! حفظ الله البلاد قبلي لاإل إلاهو .
قال الذهبي : كان تقيا ورعا صاحب الشام الملك العادل نور الدين ناصر أمير المؤمنين تقي الملوك محمود بن الأتابك قسيم الدولة زنكي التركي ولد سنة 511 وتوفي سنة569 رحمه الله


الجامع للخطيب البغدادي ( 140)

قال يحي بن يونس بلغني أن ثلاثة اجتمعوا فقال أحدهم لصاحبه مابلغ من حسدك ؟ فقال : ما اشتهيت أن أفعل بأحد خيرا قال الثاني : أنت رجل صالح ولكني ما اشتهيت أن يفعل أحد بأحد خيرا قط . قال الثالث ما في الأرض خير منكما ! ما اشتهيت أن يفعل بي أحد خيرا قط ! الجامع للخطيب البغدادي ( 140)


قال ابن الأثير في تاريخه :

اجتمع ببغداد رجلان أعميان على رجل أعمى أيضا!

وقتلاه بالمسجد طمعا أن يأخذا منه شيئا ! فلم يجدا معه ما يأخذانه

وأدركهما الصباح فهربا من الخوف يريدان الموصل ورؤي الرجل مقتولا ولم

يعلم قاتله فاتفق أن بعض أصحاب الشحنة اجتاز من الحريم في خصومة

مرت , فرأى الرجلين الضريرين فقال لمن معه : هذان اللذان قتلا الأعمى

( يقوله مازحا ) فقال أحدهما : هذا والله قتله . فقال الآخر :بل أنت قتلته

فأخذا إلى صاحب الباب فأقرا فقتل أحدهما وصلب الآخر على باب المسجد الذي قتلا فيه الرجل !!.


الكامل (10/ 299 )

يتبع ان شاء الله ومن عنده فائدة او قصة من التاريخ فليضعها هنا جزاه الله خيرا لاثراء الموضوع بارك الله فيكم ونفع بكم




للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : شذرات ونفائس من التاريخ     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : جادي







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 07.09.2010, 14:17
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي



نتابع مع شذرات من التاريخ ...
القاضي الفاضل يحث الملك العادل على الجهاد:
عندما أعاد الصليبيون سيطرتهم على بيروت للمرة الثانية عام 593ه/1197م، مما ترتب عليه إغارات شديدة ضدهم من قبل المسلمين بقيادة العادل سيف الدين انتقاماً مما فعلوه في بيروت - كما مرّ معنا - نجد القاضي الفاضل يبادر بإرسال رسالة من مصر إلى الملك العادل في دمشق يحثه فيها على مواصلة القتال ضد الصليبيين، ويشكره في نفس الوقت على جهوده في محاربتهم في البلاد الساحلية وهنا نرى القاضي الفاضل يقوم بدور تحريضي وتعبئوى، فقال: وقد تجدد من وصول العدو اللعين وحركته إلى جانب بيروت وخطر البلاد ما أذهل كل مرضعة، وأوقع في ضائقة نتفق الأفكار فيها من سعة، وللإسلام اليوم قدم، إن زلت زل وهمة إن ملت فإن النصر منه مل، وتلك القدم القدم العادلية، وتلك الهمة الهمة المسابقة السيفية، فالله الله ثبتوا ذلك الفؤاد، ودمثوا ذلك المهاد، وأسهروا في الله فليست بليلة رقاد، ولا ينظر في حديث زيد ولا عمرو، ولا أن فلاناً نفع ولا ضر، ولا أن من الجماعة من جاء ولا أن فيهم من مر، انظروا إلى أنكم الإسلام كله قد برز إلى الشرك كله وإنكم ظل الله فإن صححتم تلك النسبة فإن الله لا ناسخ لظله واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تهونوا وإن ذهب الناصر فإن الله خير الناصرين، فما هي إلا غمرة وتنجلي، وهيعة وتنقضي وليلة وتصبح وتجار وتربح (2) ثم أعاد القاضي الفاضل وأرسل رسالة أخرى إلى الملك العادل يحثه فيها على عدم الملل من المرابطة أمام العدو ويهون
عليه مشقة الحرب ضد الصليبيين، وما ينفقه من تكاليف على هذه الحرب مبشراً أياه بأن الله سوف يجزي خيراً المحسنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله فقال له : فلا يسأم مولانا نية الرَّباط وفِعلها، وتجشُّمَ الكُلفِ وحملها فهو إذا صرف وجهه إلى وجه واحد هو وجه الله صرف الله إليه الوجوه كُلَّها (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا وإن الله لمع المحسنين) "العنكبوت، آية 69).
ومن كتاب له آخر إلى الملك العادل يحثه على قتال الفرنج ويشكره على ما هو بصدده من محاربتهم، وحفظ حوزة الإسلام ويذكره بالله واليوم الآخر ويرغبه بالأجر والثواب من الله فمن ذلك قوله: هذه الأوقات التي أنتم فيها عرائس الأعمار، وهذه النفقات التي تجري على أيديكم مهور الحور في دار القرار، وما أسعد من أودع يد الله ما في يديه، فتلك نعم الله عليه، وما أسعد من أودع يد الله ما في يديه، فتلك نعم الله عليه، وتوفيقه الذي ما كلُّ من طلبه وصل إليه، وسواد العَجاج في هذه المواقف بياض ما سوّدته الذنوب من الصَّحائف، فما أسعد تلك الوقعات وما أعود بالطُّمأنيتة تلك الرّجفات ، فقد كان القاضي الفاضل حاضراً في تلك المشاهد بقلمه وتوجيهاته وحثه وتذكيره للملك العادل.

من كتاب الأيوبيون بعد صلاح الدين للصلابي ص 1 -28
وفاة عماد الدين زنكي بن مودود صاحب الموصل: 594هـ
كان من خيار الملوك وأحسنهم شكلاً وسيرة، وأجودهم طوية وسريرة وكان شديد المحبة للعلماء ولاسيما الحنفية وقد ابتنى لهم مدرسة بسنجار وشرط لهم طعاماً يطبخ لكل واحد منهم في كل يوم، وهذا نظر حسنٌ، والفقيه أولى بهذه الحسنة من الفقير، لاِشِتغال الفقيه بتكراره ومُطالعته عن الفكر فيما يُقِيته، فغدا على أولاده ابنُ عمَّه صاحب الموصل، فأخذ الملك منهم، فاستغاث بنوه بالملك العادل، فَردَّ فيهم الملك، ودرأ عنهم الضَّيْمَ واستقرت المملكة لولده قطب الدين محمد، ثم سار العادل إلى ماردين، فحاصَرها في شهر رمضان فاستولى على رَبَضِها ومُعَامَلتِها وأعجزته قلعتها، فصاف عليها وشتا وما ظن أحدُ أنه تَملكَّها، حتى هنَّته الشعراء بذلك؛ لأن ذلك لم يكُن مثبوتاً ولا مقدَّرا
المصدر السابق
حكاية مالك بن دينار
قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: احتبس عنا المطر بالبصرة فخرجنا نستسقي مراراً، فلم نر للإجابة أثراً، فخرجت أنا وعطاء السلمي، وثابت البناني، ويحيى البكاء، ومحمد بن واسع، وأبو محمد السختياني، وحبيب الفارسي، وحسان بن ثابت بن أبي سنان، وعتبة الغلام، وصالح المزني، حتى إذا صرنا إلى المصلى بالبصرة خرج الصبيان من المكاتب، ثم استسقينا، فلم نر للإجابة أثراً حتى انتصف النهار وانصرف الناس وبقيت أنا وثابت البناني بالمصلى، فلما أظلم الليل إذا أنا بعبد أسود مليح رقيق الساقين عليه جبة صوف قومت ما عليه بدرهمين، فجاء بماء فتوضأ، ثم جاء إلى المحراب، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: إلهي وسيدي ومولاي إلى كم ترد عبادك فيما لا ينفعك، أنفذ ما عندك أم نقص ما في خزائنك، أقسمت عليك بحبك لي إلا ما أسقيتنا غيثك الساعة. قال: فما تم كلامه حتى تغيمت السماء وجاءت بمطر كأفواه القرب. قال مالك: فتعرضت له، وقلت له: يا أسود أما تستحي مما قلت؟ قال: وما قلت؟ قلت قولك: بحبك لي وما يدريك أنه يحبك؟ قال: تنح عني يا من اشتغل عنه بنفسه، أفتراه بدأني بذلك إلا لمحبته إياي؟ ثم قال: محبته لي على قدره، ومحبتي له على قدري، فقلت له: يرحمك الله ارفق قليلاً، فقال: إني مملوك وعلي فرض من طاعة مالكي الصغير، قال: فانصرف وجعلنا نقفو أثره على البعد حتى دخل دار نخاس، فلما أصبحنا أتينا النخاس، فقلت يرحمك الله، أعندك غلام تبيعه منا للخدمة؟ قال: نعم عندي مائة غلام للبيع، فجعل يعرض علينا غلاماً بعد غلام حتى عرض علينا سبعين غلاماً، فلم ألق حبيبي فيهم، فقال عودا إلي في غير هذا الوقت، فلما أردنا الخروج من عنده دخلنا حجرة خربة خلف داره، وإذا بالأسود قائم يصلي، فقلت: حبيبي ورب الكعبة، فجئت إلى النخاس، فقلت له: يعني هذا الغلام، فقال: يا أبا يحيى هذا الغلام ليست له همة في الليل إلا البكاء، وفي النهار إلا الخلوة والوحدة، فقلت له: لا بد من أخذه منك ولك الثمن، وما عليك منه، فدعاه، فجاء وهو يتناعس، فقال: خذه بما شئت بعد أن تبرئني من عيوبه كلها، فاشتريته منه بعشرين ديناراً، وقلت له: ما اسمك؟ قال: ميمون، فأخذت بيده أريد المنزل، فالتفت إلي وقال: يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين. فقلت له: والله يا سيدي إنما اشتريتك لأخدمك بنفسي، قال: ولم ذلك؟ فقلت: ألست صاحبنا البارحة بالمصلى. قال: بلى، وقد أطلعت على ذلك، قلت: نعم، وأنا الذي عارضتك البارحة في الكلام بالمصلى؟ قال: فجعل يمشي حتى أتى إلى مسجد، فاستأذنني ودخل المسجد، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم رفع طرفه إلى السماء، وقال: إلهي وسيدي ومولاي، سر كان بيني وبينك أطلعت عليه غيرك، فكيف يطيب الآن عيشي. أقسمت عليك بك إلا ما قبضتني إليك الساعة، ثم سجد، فانتظرته ساعة، فلم يرفع رأسه، فجئت إليه وحركته، فإذا هو قد مات رحمة الله تعالى عليه، قال: فمددت يديه ورجليه، فإذا هو ضاحك مستبشر، وقد غلب البياض على السواد ووجهه كالقمر ليلة البدر، وإذا شاب قد دخل من الباب، وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعظم الله أجورنا وأجوركم في أخينا ميمون، هاكم الكفن، فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما قط، فغلسناه وكفناه فيهما ودفناه. قال مالك بن دينار: فبقبره نستسقي إلى الآن، ونطلب الحوائج من الله تعالى رحمة الله عليه.
وحكي عن حذيفة المرعشي رضي الله عنه، وكان خدم إبراهيم الخواص رضي الله عنه وصحبه مدة، فقيل له: ما أعجب ما رأيت منه؟ فقال: بقينا في طريق مكة أياماً لم نأكل طعاماً، فدخلنا الكوفة، فأوينا إلى مسجد خرب، فنظر إلي إبراهيم وقال: يا حذيفة أرى بك أثر الجوع، فقلت هو كما ترى، فقال: علي بدواة وقرطاس، فأحضرتهما إليه، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، أنت المقصود بكل حال، والمشار إليه بكل معنى ثم قال:
أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر ... أنا جائع أنا ضائغ أنا عاري
هي سته وأنا الضمين لنصفها ... فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك لهب نار خضتها ... فأجر عبيدك من لهيب النار
وروي عن الهيثم بن عدي أنه قال: تمارى ثلاثة نفر في الأجواد، فقال رجل: أسخى الناس في عصرنا هذا عبد الله بن جعفر، فقال الآخر: أسخى الناس: قيس بن سعيد بن عبادة، فقال الآخر: بل أسخى الناس اليوم عرابة الأوسي، فتنازعوا بفناء الكعبة، فقال لهم رجل: لقد أفرطتم في الكلام، فليمض كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر بما يعود، فنحكم على العيان. فقام صاحب ابن جعفر فوافاه، وقد وضع رجله في ركاب راحلته يريد ضيعة له، فقال الرجل: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن سبيل ومنقطع به، قال: فأخرج رجله، وقال: ضع رجلك واستو على الناقة، وخذ ما في الحقيبة، وكان فيها مطارف خز وأربعة آلاف دينار. ومضى صاحب قيس، فوجده نائماً فقالت له جارية قيس: ما حاجتك. فقال: ابن سبيل ومنقطع به، فقالت له الجارية: حاجتك أهون من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس اليوم غيرها، وامض إلى معاطن الإبل، فخذ راحلة من رواحله، وما يصلحها، وعبداً، وامض لشأنك، قيل: إن قيساً لما انتبه أخبرته الجارية بما صنعت، فأعتقها، ولو لم تعلم أن ذلك يرضيه ما جسرت أن تفعله، فخلق خدم الرجل مقتبس من خلقه، قال بعض الشعراء:
وإذا ما اختبرت ود صديق ... فاختبر وده من الغلمان
ومضى صاحب عرابة، فوجده قد خرج من منزله يريد الصلاة، فقال: يا عرابة ابن سبيل ومنقطع به. وكان معه عبدان، فصفق بيده اليمنى على اليسرى، وقال: أواه أواه، والله ما أصبح ولا أمسي الليلة عند عرابة شيء، ولا تركت له الحقوق مالاً، ولكن خذ هذين العبدين، فقال الرجل: والله ما كنت بالذي يسلبك عبديك، فقال: إن أخذتهما، وإلا فهما حران لوجه الله تعالى، فإن شئت، فأعتق، فأخذ الرجل العبدين ومضى. ثم اجتمعوا وذكروا قصة كل واحد، فحكموا لعرابة لأنه أعطى على جهد. قيل: إن شاعرأ قصد خالد بن يزيد، فأنشده شعراً يقول فيه:
سألت الندى والجود حران أنتما ... فقالا يقيناً إننا لعبيد
فقلت ومن مولاكما فتطاولا ... إلي وقالا خالد ويزيد
فقال: يا غلام أعطه مائة ألف درهم وقل له: إن زدتنا زدناك فأنشد يقول:
كريم كريم الأمهات مهذب ... تدفق يمناه الندى وشمائله
هو البحر من أي الجهات أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله
جواد بسيط الكف حتى لو أنه ... دعاها لقبض لم تجبه أنامله
فقال يا غلام: أعطه مائة ألف درهم وقل له: إن زدتنا زدناك، فأنشد يقول:
تبرعت لي بالجود حتى نعشتني ... وأعطيتني حتى حسبتك تلعب
وأنبت ريشاً في الجناحين بعدما ... تساقط مني الريش أو كاد يذهب
فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى ... حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فقال يا غلام: أعطه مائة ألف درهم وقل له: إن زدتنا زدناك، فقال: حسب الأمير ما سمع، وحسبي ما أخذت وانصرف.
من كتاب المستطرف

فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب
ذكره ابو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره ان ابا عبيدة لما فرغ من دمشق كتب الى اهل ايليا يدعوهم الى الله والى الاسلام او يبذلون الجزية او يؤذنون بحرب فابوا ان يجيبوا الى ما دعاهم اليه فركب اليهم في حنوده واستخلف على دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى اجابوا الى الصلح بشرط ان يقدم اليهم امير المؤمنين عمر بن الخطاب فكتب اليه ابو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فاشار عثمان بن عفان بان لا يركب اليهم ليكون احقر لهم وارغم لانوفهم واشار علي بن ابي طالب بالمسير اليهم ليكون اخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم فهوى ما قال علي ولم يهو ما قال عثمان وسار بالجيوش نحوهم واستخلف على المدينة علي بن ابي طالب وسار العباس بن عبدالمطلب على مقدمته فلما وصل الى الشام تلقاه ابو عبيدة ورؤس الامراء كخالد بن الوليد ويزيد بن ابي سفيان فترجل ابو عبيدة وترجل عمر فاشار ابو عبيدة ليقبل يد عمر فهم عمر بتقبيل رجل ابي عبيدة فكف ابو عبيدة فكف عمر ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس واشترط عليهم اجلاء الروم الى ثلاث ثم دخلها اذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الاسراء ويقال انه لبى حين دخل بيت المقدس فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد فقرأ في الاولى بسورة ص وسجد فيها والمسلمون معه وفي الثانية بسورة بني اسرائيل ثم جاء الى الصخرة فاستدل على مكانها من كعب الاحبار واشار عليه كعب ان يجعل المسجد من ورائه فقال ضاهيت اليهودية ثم جعل المسجد في قبلي بيت المقدس وهو العمري اليوم ثم نقل التراب عن الصخرة في طرف ردائه وقبائة ونقل المسلمون معه في ذلك وسخر اهل الاردن في نقل بقيتها وقد كانت الروم جعلوا الصخرة مزبلة لانها قبلة اليهود حتى ان المرأة كانت ترسل خرقة حيضتها من داخل الحوز لتلقى في الصخرة وذلك مكافأة لما كانت اليهود عاملت به القمامة وهى المكان الذي كانت اليهود صلبوا فيه المصلوب فجعلوا يلقون على قبره القمامة فلاجل ذلك سمى ذلك الموضع القمامة وانسحب الاسم على الكنيسة التى بناها النصارى هنالك
وقد كان هرقل حين جاءه الكتاب النبوي وهو بايلياء وعظ النصارى فيما كانوا قد بالغوا في القاء الكناسة على الصخرة حتى وصلت الى محراب داود قال لهم انكم لخليق ان تقتلوا على هذه الكناسة مما امتهنتم هذا المسجد كما قتلت بنو اسرائيل على دم يحيى بن زكريا ثم امروا بازالتها فشرعوا في ذلك فما ازالوا ثلثها حتى فتحها المسلمون فازالها عمر بن الخطاب وقد استقصى هذا كله باسانيده ومتونه الحافظ بهاء الدين بن الحافظ ابي القاسم بن عساكر في كتابه المستقصى في فضائل المسجد الاقصى

من كتاب البداية والنهاية لابن كثير (فتح بيت المقدس)
وهذا فتح اذربيجيان
لما فتح نعيم بن مقرن همذان ثم الري وكان قد بعث بين يديه بكير بن عبدالله من همذان إلى أذربيجان وأردفه بسماك بن خرشة فاقتتلوا فهزم الله المشركين وأسر بكير أسفندياذ فقال له اسفندياذ فلقي اسفندياذ بن الفرخزاذ بكيرا وأصحابه قبل أن يقدم عليهم سماك الصلح أحب إليك أم الحرب بل الصلح قال فأمسكني عندك فأمسكه ثم جعل يفتح بلدا بلدا وعتبة بن فرقد أيضا يفتح معه بلدا بلدا في مقابلته من الجانب الآخر ثم جاء كتاب عمر بأن يتقد بكير إلى الباب وجعل سماك موضعه نائبا لعبته بن فرقد وجمع عمر أذربيجان كلها لعتبة بن فرقد وسلم إليه بكير أسفندياذ وسار كما أمره عمر إلى الباب قالوا وقد كان ا اعترض بهرام بن فرخزاذ لعتبة بن فرقد فهزمه عتبه وهرب بهرام فلما بلغ ذلك اسفدياذ وهو في الأسر عند بكير قال الآن ثم الصلح وطفئت الحرب فصالحه فأجاب إلى ذلك كلهم وعادت اذربيجان سلما وكتب بذلك عتبة وبكير إلى عمر وبعثوا بالأخماس إليه وكتب عتبة حين انتهت إمرة أذربيجان لأهلها كتاب أمان وصلح
من كتاب البداية والنهاية لابن كثير ص122 ج7
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان
الداخل إلى الأندلس ويقال له صقر قريش - سماه أبو جعفر المنصور بذلك - وكنيته أبو المطرف وهو الأشهر في كنيته وقيل أبو زيد وقيل أبو سليمان
هرب في أول دولة بنى العباس إلى المغرب وتردد بنواحي إفريقية وأقام دهرا في أخواله نفزة من قبائل البربر وكانت أمه منهم راح ثم لحق بالأندلس في غرة شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائة وهزم أميرها يوسف ابن عبد الرحمن الفهري في يوم الخميس لتسع خلون من ذي الحجة من هذه السنة وأستوسقت له الخلافة ليوم آخر يوم الجمعة يوم الأضحى وهو ابن ست وعشرين سنة
ودعا لنفسه عند استغلاظ أمره وأستيلائه على دار الإمارة قرطبة ويقال إنه أقام أشهرا دون السنة يدعو لأبي جعفر المنصور متقيلا في ذلك يوسف الفهري الوالي قبله إلى أن أفرد نفسه بالدعاء ؛ ويقال إن عبد الملك بن عمر ابن مروان بن الحكم أشار عليه بذلك عند خلوصه إليه فقبله ؛ إلا أنه لم يعد أسم الإمارة وسلك الأمراء من ولده سنته في ذلك إلى عهد عبد الرحمن بن محمد الناصر لدين الله فهو الذي تسمى بالخلافة بعد سنين من سلطانه ودعى بأمير المؤمنين لما أستفحل أمره وأستبان له ضعف ولد العباس وأنتثار سلطانهم بالمشرق وذلك في آخر خلافة المقتدر بالله جعفر بن أحمد المعتضد منهم . ذكر ذلك أبو مروان حيان بن خلف بن حيان صاحب تاريخ الأندلس
من كتاب الحلة السيراء ص10

يتبع ان شاء الله ومن عنده فائدة او قصة من التاريخ فليضعها هنا جزاه الله خيرا لاثراء الموضوع بارك الله فيكم ونفع بكم





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 13.09.2010, 21:06
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي




قال أبو الحجاج يوسف بن سعيد بن حسان : ( يصف جنات وبساتين غرناطة)
أحن إلى غرناطة كلما هفت . . . نسيم الصبا تهدي الجوى وتشوق
سقى الله من غرناطة كل منهل . . . بمنهل سحبٍ ماؤهن هريق
ديارٌ يدور الحسن بين خيامها . . . وأرضٌ لها قلب الشجى مشوق
أغرناطة العليا بالله خبري . . . أللهائم الباكي إليك طريق
وما شاقني إلى نضارة منظر . . . وبهجة وادٍ للعيون تروق
تأمل إذا أملت حوز مؤملٍ . . . ومد من الحمرا عليك شقيق
وأعلام نجدٍ والسبيكة قد علت . . . وللشفق الأعلى تلوح بروق
وقد سلّ شنيلٌ فرنداً مهندا . . . نضى فوق در ذر فيه عقيق
إذا نم منه طيب نشر أراكه . . . أراك فتيت المسك وهو فتيق
ومهما بكى جفن الغمام تبسمت . . . ثغور أقاحٍ للرياض أنيق
من كتاب الاحاطة في اخبار غرناطة لابن الخطيب

خلافة الحسن بن على رضى الله عنه
قد ذكرنا أن عليا رضى الله عنه لما ضربه ابن ملجم قالوا له استخلف يا أمير المؤمنين فقال ولكن أدعكم كما ترككم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى بغير استخلاف فان يرد الله بكم خيرا يجمعكم على خيركم كما جمعكم على خيركم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما توفى وصلى عليه ابنه الحسن لأنه أكبر بنيه رضى الله عنهم ودفن كما ذكرنا بدار الإمارة على الصحيح من أقوال الناس فلما فرغ من شأنه كان أول من تقدم إلى الحسن بن على رضى الله عنه قيس بن سعد بن عبادة فقال له ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه فسكت الحسن فبايعه ثم بايعه الناس بعده وكان ذلك يوم مات على وكان موته يوم ضرب على قول وهو يوم الجمعة السابع عشر من رمضان سنة أربعين وقيل إنما مات بعد الطعنة بيومين وقيل مات فى العشر الأخير من رمضان ومن يومئذ ولي الحسن ابن علي .
من كتاب البداية والنهاية لابن كثير ج8.

خطبة ابو عبيدة في معركة اليرموك
ولما تراءى الجمعان وتبارز الفريقان وعظ ابو عبيدة المسلمين فقال عباد الله انصروا الله ينصركم ويثبت اقدامك يا معشر المسلمين اصبروا فان الصبر منجاة من الكفر مرضاة للرب ومدحضة للعا ولا تبرحوا مصافكم ولا تخطوا اليهم خطوة ولا تبدأوهم بالقتال وشرعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت الا من ذكر الله في انفسكم حتى آمركم ان شاء الله تعالى قالوا وخرج معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكرهم ويقول يا اهل القرآن ومتحفظي الكتاب وانصار الهدى والحق ان رحمة الله لا تنال وجنته لا تدخل بالاماني ولا يؤتى الله المغفرة والرحمة الواسعة الا الصادق المصدق الم تسمعوا لقول الله وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم الآية فاستحيوا رحمكم الله من ربكم ان يراكم فرارا من عدوكم وانتم في قبضته وليس لكم ملتحد من دونه ولا عز بغيره .
من كتاب البداية والنهاية لابن كثير ج7

أبو جعفر المنصور
عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس
دخل إفريقية في أيام بني أمية - وهو إذ ذاك سوقة - فرارا منهم وملكها في خلافته بعد أخيه أبي العباس السفاح وخلع فيها وقتا ثم عادت إليه وولاها الأغلب بن سالم التميمي جد الأغالبة المتداولين ملكها إلى أن غلبهم عليها عبيد الله الشيعي فأنقرضوا به
وكان يقال لأبي جعفر في صغره مقلاص للقب بذلك تشبيها بالمقلاص من الإبل وهي الناقة التي تسمن في الصيف وتهزل في الشتاء وكذلك كان أبو جعفر . حكى ذلك أبو الوليد الوقشي قال : وهو مقلوب العادة . وليس في خلفاء بني العباس أعلم من أبي جعفر المنصور وعبد الله المأمون ثم بعدهما الرشيد والواثق ومن متأخريهم المسترشد بن المستظهر ؛ وأشعرهم أبو العباس الراضي بن المقتدر
وأبو جعفر معدود في الكملة من الملوك وكان يفرط في دعواه الأطلاع ويقرط بتقريط نفسه الأسماع فمن قوله في بعض خطبه : الملوك أربعة : معاوية وكفاه زياده وعبد الملك وكفاه حجاجه وهشام وكفاه مواليه وأنا ولا كافى لي !
ولما عزم على الفتك بأبي مسلم صاحب دولتهم والقائم بدعوتهم - وقد حذر من عاقبة ذلك - كتب إليه عيسى بن موسى بن على ابن عبد الله بن العباس مشيرا عليه بالأناة وكان قد شاوره فيه :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا تدثر ... فإن فساد الرأي أن يتعجلا
فقال المنصور يجيبه :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن يترددا
ولا تهمل الأعداء يوما بقدرة ... وبادرهم أن يملكوا مثلها غدا
وينظر إلى هذا قول عبد الله بن المعتز :
وإن فرصة أمكنت في العدا ... فلا تبد فعلك إلا بها
فإن لم تلج بابها مسرعا ... أتاك عدوك من بابها
وإياك من ندم بعدها ... وتأميل أخرى وأبى بها
وقال المنصور :
تقسمني أمران لم أفتتحهما ... بحزم ولم تعرك قواى الكراكر
وما ساور الأحشاء مثل دفينة ... من الهم ردتها عليك المصادر
من كتاب الحلة السيراء ابن الأبار

عقبة بن نافع الفهري
أغزاه معاوية بن أبي سفيان سنة ست وأربعين فخرج إلى إفريقية في عشرة آلاف من المسلمين فاختط مدينة القيروان وأسلف آثارا كريمة وكان من خيار الولاة والأمراء مستجاب الدعوة . ثم صرف وأعيد ثانية في سنة اثنتين وستين فقتلته البربر ومن معه بمقربة من تهوذة في سنة ثلاث وستين وقبره هناك يتبرك به إلى اليوم
من كتاب الحلة السيراء ابن الابار

قصة جرجة وخالد بن الوليد في اليرموك
وخرج جرجة إلى بين الصفين وطلب خالداً، فخرج إليه، فآمن كل واحد منهما صاحبه، فقال جرجة: يا خالد اصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني، فإن الكريم لا يخادع المسترسل، هل أنزل الله نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟ قال: لا. قال: ففيم سميت سيف الله؟ فقال له: إن الله بعث فينا نبيه، صلى الله عليه وسلم، فكنت فيمن كذبه وقاتله، ثم إن الله هداني فتابعته، فقال: (أنت سيف الله سله على المشركين)! ودعا لي بالنصر. قال: فأخبرني إلى ما تدعوني. قال خالد: إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب. قال: فما منزلة من الذي يجيبكم ويدخل فيكم؟ قال: منزلتنا واحدة. قال: فهل له مثلكم من الأجر والذخر؟ قال: نعم وأفضل لأننا اتبعنا نبينا وهو حي يخبرنا بالغيب ونرى منه العجائب والآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم، وأنتم لم تروا مثلنا ولم تسمعوا مثلنا، فمن دخل بنية وصدقٍ كان أفضل منا. فقلب جرجة ترسه ومال مع خالد وأسلم وعلمه الإسلام واغتسل وصلى ركعتين ثم خرج مع خالد فقاتل الروم.
من كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير
كسرى والمثنى في ارض العراق
وكتب كسرى شهربراز إلى المثنى كتاباً: (إني قد بعثت إليكم جنداً من وحش أهل فارس، إنما هم رعاء الدجاج والخنازير ولست أقاتلك إلا بهم). فكتب إليه المثنى: (إنما أنت أحد رجلين: إما باغٍ فذلك شر لك وخير لنا، وإما كاذبٌ فأعظم الكاذبين فضيحة عند الله وفي الناس الملوك، وأما الذي يدلنا عليه الرأي فإنكم إنما أضررتم إليهم، فالحمد لله الذي رد كيدهم إلى رعاة الدجاج والخنازير).
من كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير

فتح دمشق
ولما هزم أهل اليرموك استخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير ابن كعب الحميري، وسار حتى نزل بالصفر، فأتاه الخبر أن المنهزمين اجتمعوا بفحل، وأتاه الخبر أيضاً بأن المدد قد أتى أهل دمشق من حمص، فكتب إلى عمر في ذلك، فأجابه عمر يأمره بأن يبدأ بدمشق فإنها حصن الشام وبيت ملكهم، وأن يشغل أهل فحل بخيل تكون بإزائهم، وإذا فتح دمشق سار إلى فحل، فإذا فتحت عليهم سار هو وخالد إلى حمص وترك شرحبيل ابن حسنة وعمراً بالأردن وفلسطين.
فأرسل أبو عبيدة إلى فحل طائفة من المسلمين فنزلوا قريباً منها، وبثق الروم الماء حول فحل فوحلت الأرض، فنزل عليها المسلمون، فكان أول محصور بالشام أهل فحل ثم أهل دمشق.
وبعث أبو عبيدة جنداً فنزلوا بين حمص ودمشق، وأرسل جنداً آخر فكانوا بين دمشق وفلسطين، وسار أبو عبيدة وخالد فقدموا على دمشق وعليها نسطاس، فنزل أبو عبيدة على ناحية وخالد على ناحية وعمرو على ناحية، وكان هرقل قريب حمص، فحصرهم المسلمون سبعين ليلة حصاراً شديداً وقاتلوهم بالزحف والمجانيق وهم معتصمون بالمدينة يرجعون الغياث، وجاءت خيول هرقل مغيثة دمشق فمنعتها خيول المسلمين التي عند حمص، فخذل أهل دمشق وطمع فيهم المسلمون.
وولد للبطريق الذي على أهلها مولود فصنع طعاماً فأكل القوم وشربوا وتركوا مواقفهم، ولا يعلم بذلك أحد من المسلمين إلا ما كان من خالد، فإنه كان لا ينام ولا ينيم ولا يخفى عليه من أمورهم شيء عيونه ذكية، وهو معني بما يليه، وكان قد اتخذ حبالاً كهيئة السلاليم وأوهاقاً، فلما أمسى ذلك اليوم نهد هو ومن معه من جنده الذين قدم عليهم وتقدمهم هو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله وقالوا: إذا سمعتم تكبيراً على السور فارقوا إلينا واقصدوا الباب. فلما وصل هو وأصحابه إلى السور ألقوا الحبال فعلق بالشرف منها حبلان، فصعد فيهما القعقاع ومذعور وأثبتا الحبال بالشرف، وكان ذلك المكان أحصن موضع بدمشق وأكثره ماء وأشده مدخلاً، فصعد المسلمون ثم انحدر خالد وأصحابه وترك بذلك المكان من يحميه وأمرهم بالتكبير، فكبروا، فأتاهم المسلمون إلى الباب وإلى الحبال، وانتهى خالد إلى من يليه فقتلهم وقصد الباب فقتل البوابين، وثار أهل المدينة لا يدرون ما الحال، وتشاغل أهل كل ناحية بما يليهم، وفتح خالد الباب وقتل كل من عنده من الروم.
فلما رأى الروم ذلك قصدوا أبا عبيدة وبذلوا له الصلح، فقبل منهم وفتحوا له الباب وقالوا له: ادخل وامنعنا من أهل ذلك الجانب، ودخل أهل كل باب بصلح مما يليهم. ودخل خالد عنوةً، فالتقى خالد والقواد في وسطها، هذا قتلاً ونهباً وهذا صفحاً وتسكيناً، فأجروا ناحية خالد مجرى الصلح، وكان صلحهم على المقاسمة، وقسموا معهم للجنود التي عند فحل وعند حمص وغيرهم ممن هو ردء للمسلمين.
وأرسل أبو عبيدة إلى عمر بالفتح، فوصل كتاب عمر إلى أبي عبيدة يأمره بإرسال جند العراق نحو العراق إلى سعد بن أبي وقاص، فأرسلهم وأمر عليهم هاشم بن عتبة المرقال، وكانوا قد قتل منهم، فأرسل أبو عبيدة عوض من قتل، وكان ممن ارسل الأشتر وغيره، وسار أبو عبيدة إلى فحل.
من كتاب البداية والنهاية لابن كثير

عمر بن عبد العزيز
بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف.
وهو ثامن خلفائهم، وأم عمر بن عبد العزيز، بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وأوصى إِليه بالخلافة سليمان بن عبد الملك، لما اشتد مرضه بدابق، وبويع عمر بن عبد العزيز بالخلافة في صفر، من هذه السنة، أعني سنة تسع وتسعين بعد موت سليمان.
إبطال عمر سب علي إبطال عمر بن عبد العزيز سب علي بن أبي طالب على المنابر كان خلفاء بني أمية يسبون علياً رضي الله عنه، من سنة إِحدى وأربعين، وهي السنة التي خلع الحسن فيها نفسه من الخلافة، إلى أول سنة تسع وتسعين، آخر أيام سليمان بن عبد الملك، فلما ولي عمر، أبطل ذلك، وكتب إِلى نوابه: بإبطاله، ولما خطب يوم الجمعة، أبدل السب في آخر الخطبة بقراءة قوله تعالى " إِن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون " " النمل: 90 " فلم يسب علي بعد ذلك. واستمرت الخطباء على قراءة هذه الآية، ومدحه كثير بن عبد الرحمن الخزاعي فقال:
وليت فلم تشتم علياً ولم تخفْ ... برياً ولم تتبع سجية مجرمِ
وقلتَ فصدقتَ الذي قلتَ بالذي ... فعلتَ فأضحى راضياً كل مسلم
ثم دخلت سنة مائة وسنة إِحدى ومائة وفاة عمر بن عبد العزيز
رضي اللّه عنه
وفي هذه السنة، أعني سنة إِحدى ومائة، توفي عمر بن عبد العزيز، لخمس بقين من رجب، يوم الجمعة، بخناصرة، ودفن بدير سمعان، وقيل: توفي بدير سمعان ودفن به، قال القاضي جمال الدين بن واصل، مؤلف التاريخ المنقول هذا الكلام منه: والظاهر عندي أن دير سمعان، هو المعروف الآن بدير النقيرة، من عمل معرة النعمان، وأن قبره هو هذا المشهور، وكان موته بالسم، عند أكثر أهل النقل، فإِن بني أمية علموا أنه إِن امتدت أيامه، أخرج الأمر من أيديهم، وأنه لا يعهده بعده إِلا لمن يصلح للأمر. فعالجوه وما أمهلوه، وكان مولده بمصر على ما قيل، سنة إِحدى وستين، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر، وكان عمره أربعين سنة وأشهراً، وكان في وجهه شجة من رمح دابة، وهو غلام، ولهذا كان يدعى بالأشج، وكان متحرياً سيرة الخلفاء الراشدين.
من كتاب المختصر في اخبار البشر لابي الفداء

من دخل الأندلس من التابعين
وأنا ذاكر هاهنا من دخل الأندلس من التابعين للجهاد والرباط: فمنهم محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري يروي عن أبي هريرة.
ومنهم حنش بن عبد الله الصنعاني يروي عن علي بن أبي طالب وفضالة بن عبيد.
ومنهم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي يروي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
ومنهم يزيد بن قاسط وقيل ابن قسيط السكسكي المصري يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
ومنهم موسى بن نصير الذي ينسب الفتح إليه يروي عن تميم الداري.
من كتاب المعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي

مجاز الأندلس
وأنا ذاكر إن شاء الله أول ما يلقاه من يعبر إليها من حدودها ومدنها فأول ذلك أني أقول: قد تقدم أن البحرين: بحر الروم وبحر أقيانس يلتقيان بساحل سبتة ثم يضيق الخليج ويتقارب العدوتان حتى ينتهي ذلك إلى قصر مصمودة من العدوة وجزيرة طريف من الأندلس ثم يأخذ في السعة وأول هذا الخليج مما يلي طنجة الجبل الخارج في البحر الأعظم المعروف بطرف أشبرتال وآخره الجبل الذي شرقي سبتة فإذا عبرت إلى جزيرة الأندلس من سبتة كان الذي تنزل به المدينة المعروفة بالجزيرة الخضراء وإذا عبرت من قصر مصمودة وقعت إلى جزيرة طريف فالمدينة المعروفة بالجزيرة الخضراء هي في التحقيق على ساحل البحر الرومي وجزيرة طريف على ساحل البحر الأعظم وبين الموضعين أعني الخضراء وطريف ثمانية عشر ميلاً.
وفي شرقي الجزيرة الخضراء الجبل المعروف بجبل الفتح ويسمى أيضاً جبل طارق وله طرف خارج في البحر يسمى طرف الفتح وعنده يلتقي البحران بجزيرة الأندلس.
فهذا تلخيص التعريب بخبر مجاز الأندلس.
من كتاب المعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي
قال الذهبي : لما اشتهرت وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بالنواحي ارتدت طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام و منعوا الزكاة فنهض أبو بكر الصديق لقتالهم فأشار عليه عمر و غيره أن يفتر عن قتالهم فقال : و الله لو منعوني عقالا أو عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها فقال عمر : كيف تقاتل الناس و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فمن قالها عصم مني ماله و دمه إلا بحقها و حسابه على الله ؟ ] فقال أبو بكر : و الله لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة فإن الزكاة حق المال و قد قال [ إلا بحقها ] قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق أخرجه الشيخان .
من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي
ذكر مسير السلطان إلى الشام لغزو التتار
ولما قوي خبر هجوم التتار على البلاد الشاميّة واشتد عزمهم على ذلك خرج السلطان الملك الظاهر بيبرس من الديار المصرّية يوم الخميس العشرين من رمضان من هذه السنة، ومعه العساكر والجنود، وسار معهم، فدخل دمشق في سابع عشر شوال منها، فأقام بها ثلاثة أيام، ثم سار ومعه العساكر حتى دخل حلب مستهل ذي القعدة وأقام بها يوما، ورسم لنائب حلب أن يقيم بعسكر حلب على الفرات يحفظ المعابر، وسار السلطان، ولما وصل إلى كوكصو وهو النهر الأزرق تحرك توقو وتداون ومن معهما من عسكر التتار الذين انتقاهم أبغا واختارهم، فجهّز السلطان الجاليش ومقدّمة العساكر صحبة الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، فوقع على ألف فارس من التتار مقدمهم كراي، فانهزموا بين أيديهم وتيقنوا أن الدائرة عليهم.
وقال ابن كثير: وقع سنقر الأشقر في اثناء الطريق بثلاثة آلاف من المغل فهزمهم يوم الخميس تاسع ذي القعدة من هذه السنة.
ذكر ملاقاة السلطان مع التتار وانتصاره عليهم
ثم إن السلطان الملك الظاهر قطع الدربند في نصف يوم، وصعد مع العسكر الجبال، فأشرفوا على صحراء الأبلستين، فرأوا التتار قد رتبوا عسكرهم، وهم اثنا عشر طلّبا، وعزلوا عنهم عسكر الروم خوفا من مخامرتهم، وكانوا في طلب واحد وحدهم، فلما تراءت الجمعان ورأى بعضهم بعضا بالعيان حملت ميسرة التتار، فصدمت سناجق السلطان، ودخلت طائفة منهم، قشقّوها، وساقت إلى الميمنة، فلما رأى السلطان ذلك أردف المسلمين بنفسه ومن منعه، ثم لاحت منه التقاتة، فرأى الميسرة قد كادت أن تتحطم، فأمر جماعة من الأمراء بإردافها، وقاتلت التتار مع المسلمين قتالا شديدا، وصبر المسلمون صبرا عظيما، فأنزل الله نصره على المسلمين وبأسه على الملحدين، فأحاطت بهم العساكر من كل جانب، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، وقتل من المسلمين أيضا جماعة.
من كتاب عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان لبد الدين العيني.

يتبع ان شاء الله ....





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 14.09.2010, 20:24
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل

ليتكم تفردون لكل نقطة مشاركة خاصة بها

للتسهيل على القارئ

بارك الله فيكم ونفع بكم







توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 15.09.2010, 01:09
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


اقتباس
 اعرض المشاركة المشاركة الأصلية كتبها د/مسلمة
جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل

ليتكم تفردون لكل نقطة مشاركة خاصة بها

ان شاء الله اختنا الفاضلة من الموضوع القادم

جزاكِ الله الجنة على مرورك الكريم اختنا د.مسلمة رفع الله قدركِ





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
ونفائس, التاريخ, شذرات


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
مجـاهدات عبر التاريخ أمــة الله الحديث و السيرة 26 15.10.2012 16:14
التاريخ الأسود للمسيحيّة MALCOMX القسم النصراني العام 5 03.06.2012 12:32
شخصيات من التاريخ العربي والاسلامي جادي التاريخ والبلدان 53 27.02.2011 10:14
التاريخ الهجري خادم المسلمين القسم الإسلامي العام 1 15.01.2011 18:11
الاسلام في اسبانيا التاريخ والحاضر جادي التاريخ والبلدان 10 03.09.2010 13:41



لوّن صفحتك :