آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

( ملتقى كلمة سواء لنقد البايبل )

المخطوطات و الدراسات النقدية


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :11  (رابط المشاركة)
قديم 12.11.2011, 11:55
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
Gadid ما هي مصادر تاريخ المسيحية ؟



بسم الله الرحمن الرحيم

ما هي مُعتقدات المسيحين الأوائل ؟ وكيف تطورت عبر الزمن ؟
ما هي المصادر التي نحصل من خلالها على هذه المعلومات ؟

ما هي مصادر تاريخ المسيحية ؟

قبل أن أُجيب على هذا السؤال يجب أن نطرح سؤالاً قبله

إذا كانت عبارة "تاريخ المسيحية" تعني تحديداً
دراسة مُعتقدات وأفكار وحياة المسيحيين عبر الزَّمن

ما هي الفترة الزَّمنيَّة التي نُريد دراستها ؟
والتي تحتوي على أهمّ التَّفاصيل بخصوص مُعتقدات وأفكار وحياة المسيحيين


هذه الفترة الزمنية هي التي ...
تبدأ بحياة المسيح عليه السلام على الأرض
وتنتهي ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم !


أي: السِّتَّة قرون الأولى للمسيحية

حيث أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وُلِدَ في بداية النِّصف الثاني من القرن السادس تقريباً

هذه السِّتَّة قرون الأولى للمسيحية تحتوي على المراحل الآتية
1. حياة المسيح عليه السلام وتلاميذه وأتباعه (القرن الأول)
2. حياة بولس رسول المسيحية وتلاميذه وأتباعه (القرن الأول)
3. حياة آباء الكنيسة الأوائل قبل مجمع نقية 325م (نهايات الأول والقرنين الثاني والثالث)
4. حياة واضعي الإيمان المسيحي في عصر المجامع (القرن الرابع والخامس والسادس)

وهذه هي المراحل الأساسيَّة والأهمّ في تاريخ المسيحية
والتي منها نعرف التَّطوُّرات الرَّهيبة التي حدثت للعقائد المسيحي الـمُختلفة

نلمس بأنفسنا قول الله عزَّ وجل في كتابه الكريم

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
[النساء : 171]

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ
[المائدة : 77]

وقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

صحيح البخاري 3445 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ - رضى الله عنه - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ».

فما وصل إليه النَّصارى عبر التاريخ عن طريق تطوُّر عقائدهم
ما هو إلا غلو وإطراء فاحش وكذب على الله عزَّ وجل


كيف نثبت هذا ؟
بدراسة تاريخ المسيحية !


الآن, بعد أن قمنا بتحديد الفترة الزَّمنيَّة التي نُريد دراستها

نعود إلى السُّؤال الأول:
ما هي المصادر التي سنحصل منها
على معلومات بخصوص هذه الفترة الزمنية ؟


والإجابة ...
لكل مرحلة من المراحل الأربعة مصادرها الخاصة
والتي تتلخَّص في الآتي: العهد الجديد وكتابات آباء الكنيسة !

ما هو العهد الجديد ؟

العهد الجديد هو اسمٌ أُطلِقَ على مجموعة من الكتابات المسيحية
والتي قبلتها الكنيسة مع مرور الزَّمَن على أنَّها كُتُب مُقدَّسة قانونيَّة

ما معنى عبارة "كُتُب مُقدَّسة" بالنسبة للمسيحيين ؟

معنى هذه العبارة تطوَّر عبر التّاريخ المسيحي !
في البداية, عبارة "كتاب مُقدَّس" scripture كان يعني ببساطة
كتاب يُحترم ويُبجَّل وله علاقة بالدِّين, يؤخذ منه الأحكام والشَّرائع
ثم تطوَّر المعنى إلى أن أصبحت تعني: كتاب مُوحى به من عند الله !

ما معنى عبارة "كُتُب قانونيَّة" بالنسبة للمسيحيين ؟

تعني: كُتُب تُعتبر بالنسبة للمسيحي دُستُوراً ومِعياراً ومِقياساً
يجب على المسيحي أن يعيش حياته بحسب المكتوب فيه
هذه العبارة أيضاً معناها تطوَّر عبر التّاريخ المسيحي
فالكتاب القانوني بالنسبة للمسيحي الآن
أصبح يعني أن هذا الكتاب موحى به من عند الله !

ولكن هذا لم يكن الحال مُنذ بداية المسيحية
لم تكن هُناك عقيدة راسخة عند المسيحي بخصوص وحي العهد الجديد


لماذا ؟
أولاً: لأن العهد الجديد لا يقول أنَّه مُوحى به من الله !
وثانياً: لأن عقيدة وحي العهد الجديد لم تظهر إلا في القرن الثاني !


انظر إلى ما يقوله الأب جورج سابا وهو أحد الآباء الكاثوليك

إلهام العهد الجديد: لَيسَ لَدَينا في العَهْد الجَدِيد نُصُوص تُبْرِز رَسْمِيّاً أنه مُلْهَمٌ.

جورج سابا: على عتبة الكتاب المقدس, منشورات المكتبة البولسية - صـ136.

وانظر إلى ما يقوله تادرس يعقوب ملطي
عن ثيئوفيلس الأنطاكي, أحد آباء الكنيسة في القرن الثاني


ثيئوفيلس أسقف أنطاكية (أسقفاً 169م, ت. بين 181 - 185م): ويرى البعض أن ثيئوفيلس هو أول من أوضح أن العهد الجديد هو موحى به, وأن الرُّسُل كانوا مُلهمين, وأن الأناجيل ورسائل بولس هي "كلام إلهي مُقدَّس".

تادرس يعقوب ملطي: نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى
كنيسة مار جرجس بالإسكندرية - صـ30.

من أين علموا أن ثيئوفيلس الأنطاكي هو أول من قال بوحي العهد الجديد ؟
لأنَّهم فتَّشُوا في جميع كتابات العهد الجديد ولم يجدوا إعلانا بوحي هذه الكُتُب
وفتَّشُوا في جميع كتابات آباء ما قبل ثيئوفيلس الأنطاكي فلم يجدوا أيضاً !
حتى وجدوا هذا الكلام بخصوص وحي العهد الجديد لأول مرَّة عند ثيئوفيلس


اقتباس

على هامش الموضوع
اقرأ أكثر عن مشاكل وحي وقانونيَّة العهد الجديد
Bart Ehrman: Lost Scriptures
Bruce Metzger: The Canon of the NT
Caspar Gregory: Canon And Text Of The NT
Alexander Souter: The Text and Canon of the NT
الآن قد رأيت وعلمت أنك لابد وأن تكون مُتقناً للغة الإنجليزية
حتى تصبح مُتخصِّصاً حقيقياً في دراسة العلوم المسيحية والـمُختلفة !


إذن, عرفنا أن مصادر تاريخ المسيحية
هي العهد الجديد وكتابات آباء الكنيسة

ماذا نجد في العهد الجديد بخصوص تاريخ المسيحية ؟

العهد الجديد عبارة عن 27 كتاب لمؤلِّفين كثيرين من أزمنة مُختلفة
أغلب هؤلاء المؤلِّفين "مجهولون" وتم إضافة أسماء مشهورة على هذه الكتابات
أو قام شخصٌ ما لا نعرفه بالكتابة باسم أحد الأشخاص المسيحيين المعروفين !


اقتباس

على هامش الموضوع
اقرأ أكثر عن مشاكل التَّزوير في العهد الجديد
Bart Ehrman: Forged
Writing in the Name of God


ولكن على كل حال
العهد الجديد يُمثِّل لنا الكتابات المسيحية للقرن الأول الميلادي



اقتباس

على هامش الموضوع
أنصح بشدَّة الاستماع إلى هذه الـمُحاضرات
مدخلٌ إلى العهد الجديد
مدخلٌ إلى المسيحية والعهد الجديد


نستطيع تقسيم أسفار العهد الجديد إلى الأقسام التالية

القسم الأولى: الأناجيل الأربعة
القسم الثاني: أعمال الرُّسُل
القسم الثالث: رسائل بولس
القسم الرابع: الرسائل الجامعة
القسم الخامس: رؤيا يوحنا اللاهوتي

وإليكم نبذة سريعة عن كل قسم من هذه الأقسام الخمسة


القسم الأولى: الأناجيل الأربعة

كلمة "إنجيل" عند المسيحيين لا تعني كتاب أُنزِل على المسيح عليه السلام
بل تعنى "اصطلاحاً": أخبار أو أقوال أو أحداث لها علاقة بالمسيح عليه السلام
سواء كانت عن أحداث قبل ولادته ولكن لها علاقة بولادته
أو كانت عن ولادته هو شخصياً وكيف نشأ وهو طفل صغير
أو كانت عن حياته وتعاليمه وأعماله ومُعجزاته

فهُناك - كما ذكرنا سابقاً - أنواع كثيرة من الأناجيل
أما بخصوص الأناجيل الأربعة التي نجدها في العهد الجديد
فهي أناجيل قصصية روائية تحكي عن حياة المسيح عليه السلام وتعاليمه وأعماله

الأناجيل الأربعة هم:
1. الإنجيل بحسب متى
2. الإنجيل بحسب مرقس
3. الإنجيل بحسب لوقا
4. الإنجيل بحسب يوحنا

هذه الأسماء ليست أسماء الأشخاص الذين كتبوا هذه الأناجيل بالفعل
ولكنها أسماء تم إلصاقها بهذه الكتابات في القرن الثاني الميلادي !

هذه الأناجيل الأربعة تُمثِّل مصدرنا الأول والأساسي
للمعلومات بخصوص حياة المسيح عليه السلام وتلاميذه وأتباعه


القسم الثاني: أعمال الرُّسُل


هو كتاب تاريخي في غاية الأهمية
يبدأ سرد الأحداث التي وقعت بعد رفع المسيح عليه السلام مُباشرة
النصف الأول من الكتاب يتكلم عن أحوال تلاميذ المسيح عليه السلام
والنصف الآخر يتكلم عن بولس رسول المسيحية وعن رحلاته التبشيريَّة

هذا الكتاب يُعتبر من المصادر الرئيسيَّة
للمعلومات بخصوص تلاميذ المسيح عليه السلام وحياة بولس أيضاً
وتُعطينا معلومات قيِّمة جداً بخصوص كيفية نشر المسيحية في بدايتها



القسم الثالث: رسائل بولس


مجموعة الرسائل التي أرسلها بولس إلى الكنائس التي قام بتأسيسها
أثناء رحلاته التبشيرية في حوض البحر الأبيض المتوسط
هذه الرسائل تحتوي على تعاليمه وأفكار ومُعتقادته
وأيضاً تحتوي على معلومات كثيرة جداً بخصوص الـمُجتمعات المسيحية الأولى

هذا الكتاب يُعتبر المصادر الرئيسي
للمعلومات بخصوص تعاليم وعقائد بولس رسول المسيحية وتلاميذه


القسم الرابع: الرسائل الجامعة


مجموعة رسائل لبعض القادة المسيحيين الأوائل
هذه الرسائل تحتوي على معلومات كثيرة جداً بخصوص الـمُجتمعات المسيحية الأولى
وتحتوي أيضاً على معلومات كثيرة بخصوص العقائد المسيحية الأولى الـمُختلفة

هذه الرسائل تُعتبر من المصادر الرئيسيَّة
للمعلومات بخصوص العقائد المُجتمعات المسيحية الأولى


القسم الخامس: رؤيا يوحنا اللاهوتي


هو كتاب نبوي, أي يحتوي على نبوءات بحسب الفكر المسيحي
يحكي لنا أحداث النهاية, والتي ستحدث عند عودة المسيح عليه السلام مرة أخرى
هذا الكتاب ليس له أهميَّة تاريخية كبيرة عند العلماء
ولكنه يُلقي الضوء على بعض الاضطهادات التي عانتها المجتمعات المسيحية الأولى

إذن, كتابات العهد الجديد تُغطِّي المرحلة الأولى والثانية من تاريخ المسيحية
حياة المسيح عليه السلام وتلاميذه وأتباعه (القرن الأول)
حياة بولس رسول المسيحية وتلاميذه وأتباعه (القرن الأول)
الـمُجتمعات المسيحية الأولى وكيفية انتشار المسيحية في حوض البحر الأبيض

ما هي مصادر المرحلتين الثانية والثالثة ؟
حياة آباء الكنيسة الأوائل قبل مجمع نقية 325م (نهايات الأول والقرنين الثاني والثالث)
حياة واضعي الإيمان المسيحي في عصر المجامع (القرن الرابع والخامس والسادس)


المصادر هي: كتابات آباء الكنيسة


من أين نحصل على كتابات آباء الكنيسة ؟

كتابات آباء الكنيسة مُقسَّمة تاريخياً بحسب حدث تاريخي ضخم
هذا الحدث معروف باسم: المجمع المسكوني الأول - مجمع نقية 325م

ماذا تعني عبارة "مَجْمَع مَسكُوني" ؟

تعني: جمع علماء المسيحية من كل أنحاء العالم
لحضور اجتماع كبير جداً لـمُناقشة أمر في غاية الأهميَّة يخُصّ الإيمان المسيحي


تستطيع أن تقول ببساطة: مجمع نقية 325م بالنسبة للمسيحية
مثل هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لنا كمسلمين !


فكما أن "الهجرة" علامة مُميَّزة في تاريخنا الإسلامي
ونقول: فترة ما قبل الهجرة, وفترة ما بعد الهجرة

أيضاً بالنسبة للمسيحين
مجمع نقية 325م علامة مُميَّزة في التّاريخ المسيحي


ويُقسَّم التّاريخ المسيحي إلى فترتين
الفترة الأولى: قبل مجمع نقية 325م
الفترة الثانية: مجمع نقية 325م وما بعدها


طبقاً لهذا التقسيم تم جمع كتابات آباء الكنيسة في موسوعتين

موسوعة آباء ما قبل مجمع نقية 325م (10 مُجلَّدات)

Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. 1997
The Ante-Nicene Fathers - ANF
Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325

موسوعة آباء نقية 325م وما بعدها (28 مُجلَّد)

Schaff, P. 1997
The Nicene and Post-Nicene Fathers - NPNF

هذه الموسوعة مُقسَّمة إلى سلسلتين
السلسلة الأولى - 14 مُجلَّد First Series
السلسلة الثانية - 14 مُجلَّد Second Series


تجدون الموسوعتين على هذا الرابط
http://www.ccel.org/fathers.html


من خلال العهد الجديد وكتابات الآباء
نستطيع أن نرى صورة واضحة جداً لتاريخ المسيحية في السِّتة قرون الأولى

والآن, بعد أن علمنا المصادر التي سنستقي منها معلوماتنا بخصوص تاريخ المسيحية


هناك سؤال في غاية الأهمية
كيف نثق في المعلومات التي نجدها في هذه المصادر ؟


سأُجيب عن هذا السؤال في الـمُداخلة القادمة
مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء
آسف جداً على الإطالة

يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...







توقيع التاعب
أبو المُنتصر شاهين المُلقَّب بـ التاعِب
www.alta3b.wordpress.com



آخر تعديل بواسطة التاعب بتاريخ 13.11.2011 الساعة 09:15 . و السبب : التنسيق والمُراجعة
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :12  (رابط المشاركة)
قديم 13.11.2011, 15:56
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
ممتاز مصداقية المصادر والنَّقد التّاريخي



بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن تعرَّفنا على المصادر الرئيسية لتاريخ المسيحية

ما مدى مصداقية هذه المصادر ؟
كيف نثق في المعلومات التي نجدها في هذه المصادر ؟

هذا الموضوع كبير جداً ومُتشعِّب !
ولكن أسأل الله عزَّ وجل أن أقوم بتبسيطه إلى أقصى درجة
حتى يستطيع كل مُبتدئ في المجال أن يستوعب الموضوع جيداً

يجب في البداية أن نفهم

ما هي طبيعة هذه المصادر ؟

أقصد من عبارة "طبيعة المصادر" الآتي:
هل هذه المصادر مسموعة مثلاً ؟
عبارة عن روايات منقولة شفهيًّة ؟
أم أنَّها عبارة عن وثائق مكتوبة ؟

لماذا يُهمّني معرفة "طبيعة" مصادر تاريخ المسيحية ؟

لأن كل "نوع" من أنواع المصادر الـمُختلفة
لها تفاصيلها الخاصة بوسائل إنشائها وحفظها ونقلها بين الناس عبر الزمن
مما سيؤثر حتماً على مصداقية ما سنجده في هذه المظاهر
هل ظلَّت محفوظة أم أصابها الفساد والتَّحريف ؟!

إذن, بعد أن علمنا أهمية معرفة "طبيعة" مصادر تاريخ الكنيسة
فلنُجِب على السؤال: ما هي طبيعة هذه المصادر ؟

جميع مصادر تاريخ الكنيسة وثائق مكتوبة !

لا يوجد عند المسيحيين ما يُسمَّى بـ
الأحاديث أو الرِّوايات الشفهيَّة المنقولة عن طريق سلسلة من الرُّواة !
لا يوجد عند المسيحيين تواتُر شفهي لنصٍّ ما أو رواية

كل التُّراث المسيحي عبارة عن وثائق مكتوبة

هل هُناك عيب في ذلك ؟

على الإطلاق
لا يوجد أي عيب في نوع المصادر في حد ذاتها


ولكن الـمُشكلة تكمُن في ...
كيفية مُعاملة الوثائق المكتوبة في العالم القديم !


بمعنى

إذا كانت التَّفاصيل الـمُحيطة بهذه الوثائق المكتوبة كلها جميلة
أي: الخاصة بوسائل كتابة حفظ ونقل هذه الوثائق المكتوبة
فلن يكون هُناك أي إشكال على الإطلاق

ولكن إن كانت التَّفاصيل الـمُحيطة بهذه الوثائق المكتوبة سيِّئة
فهذا سيُؤثِّر بالتّأكيد على مصداقية ما نجده في هذه الوثائق

اسأل الله عز وجل أن يكون كلامي مفهُوماً !


الآن نأتي إلى السؤال الجوهري والرَّئيسي
كيف نعرف التَّفاصيل المُحيطة بهذه الوثائق المكتوبة ؟
كيف نعرف مدى مصداقية هذه الوثائق المكتوبة ؟



الإجابة: عن طريق النَّقد التّاريخي لهذه الوثائق !


عندما يُطبَّق هذا النوع من "النَّقد" على الكتاب الـمُقدَّس
يخرج لنا العلم المعروف بـ "النَّقد الكِتابي" !

ماذا تعني عبارة "النَّقد التّاريخي" ؟

"النَّقد التّاريخي" عبارة عن مجموعة من العُلُوم والمنهجيّات
والتي نستطيع تطبيقها على أي وثيقة مكتوبة
بهدف الوصول إلى أدَّق المعلومات
بخصوص كل التَّفاصيل الخاصة بهذه الوثيقة !

وإليكم المزيد من التَّوضِيح ...

تُحيط بوثائق العالم القديم الكثير من الغُمُوض
وُهناك معلومات كثيرة جداً ومُتخلفة خاصة بهذه الوثائق
هذه المعلومات منها ما هو حق ومنها ما هو باطل !


مُهمَّة النَّقد التّاريخي
معرفة المعلومات التّاريخية الصحيحة الخاصة بهذه الوثيقة
أي: استخراج المعلومات الصحيحة الحقيقية من بين رُكام الباطل !


وبما أن الكتابات والوثائق المسيحية الـمُبكِّرة
لا تختلف في طبيعتها عن أي وثائق أخرى كُتِبت في العالم القديم
نستطيع تطبيق "النَّقد التّاريخي" على هذه الوثائق
فيما يُسمَّى عند المسيحيين بـ "النَّقد الكِتابي" !


اقتباس

على هامش الموضوع

أنصح بقراءة الكُتُب الآتية
رياض يُوسف داود: مدخلٌ إلى النَّقد الكِتابيّ, طبعة دار المشرق ببيروت
وهذه المجموعة الرائعة لـ بارت إيرمان Bart D. Ehrman
The New Testament, A Historical Introduction To The Early Christian Writings
Jesus, Apocalyptic prophet of the new millennium
Jesus Interrupted, Revealing the Hidden Contradictions in the Bible and Why We Don’t Know About Them


هل يُعتبر "النَّقد الكِتابي" هُجُوماً على الكتاب الـمُقدَّس ؟

"النَّقد الكِتابي" ليس هُجُوماً على الكتاب الـمُقدَّس على الإطلاق
بل هو الطريق الوحيد للوصول إلى المعلومات الصحيحة الدقيقة
بخصوص الكتاب الـمُقدَّس تحديداً أو الكتابات المسيحية الـمُبكِّرة بشكل عام

ولكن الـمُشكلة تكمُن في الآتي ...

المعلومات التي نحصل عليها بعد تطبيق "النَّقد الكِتابي" كعلوم ومنهجيّات
غالباً ما تختلف عن المعلومات "الإيمانيَّة" التي يعرفها المسيحي !
حيث أن "النَّقد الكِتابي" يُخرِج لنا المعلومات التاريخيَّة الصَّحيحة
أما المعلومات "الإيمانيَّة" فهي تلك التي تُعلِّمها الكنيسة للمسيحي البسيط

فعندما تجد "الكنيسة" أن "النَّقد الكِتابي" يُخالف ما تُنادي به
تقوم "الكنيسة" مُباشرة بمُحاربة "النَّقد الكِتابي" حفاظاً على إيمانها !

اقرأ كلام الأنبا شنودة الثالث بخصوص "النَّقد الكتابي"


بعض مُدرِّسِي الكتاب والوعّاظ في بلاد الغرب يجعلون أنفسهم قوّامِين على الكتاب الـمُقدَّس: يُراجِعون ألفاظه, كما لو كانوا عُلماء في اللغة, وينتقدون ما يشاءون, ويحذفون ما يشاءون ! كما لو كان الكتاب خاضعاً لعقولهم ! وليست عقولهم هي التي ينبغي أن تخضع للكتاب .. كما أنهم جعلوا بعض أجزائه أقل أهمية من غيرها ! ونحن لا نقبل منهم هذا الوضع ولا نُوافقهم عليه. أما أن ينتقل بعض من أفكارهم إلى داخل كنيستنا, فأمر عجيب ما كنا ننتظره إطلاقاً. وسنضطر إلى مُواجهته, حتى لا ينتقل إلى البسطاء الذين قد يقبلون ما يُقدَّم لهم من فكر دون فحص .. !

الأنبا شنودة الثالث: النَّقد الكِتابي, الكليَّة الإكليريكيَّة بالقاهرة - صـ5.

بعد قراءة هذه الفقرة, تذكَّرت قول الله عزَّ وجل عن فرعون عليه لعنة الله


وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ

[غافر : 26]

فرعون عليه لعنة الله يتَّهِم موسى عليه السلام بأن قد يُظهر في الأرض الفساد
كذلك الأنبا شنودة يُريد مُواجهة "النَّقد الكِتابي" المبني على المنهجيّات العلمية
بحُجَّة: المسيحي البسيط قد يقبل هذا الكلام بغير فحص !

يا أنبا شنودة
نتائج "النَّقد الكِتابي" مبنيَّة على الفحص والمنهجيَّة العلمية
فيجب عليك أن تتقبَّل هذه "الحقائق" ولا تُقاومها

والآن بعد أن فهمنا عبارة "النَّقد الكِتابي" نُريد توضيحاً لـ ...
واتفقنا أن تطبيق "النَّقد التّاريخي" على الكتاب الـمُقدَّس اسمه "النَّقد الكِتابي"


سننظر عن قرب إلى ...
"النَّقد الكتابي" Biblical Criticism


يُقسَّم "النَّقد الكِتابي" إلي قسمَين

القسم الأول:
النَّقد الأدنى Lower Criticism
ويُطلق عليه أيضاً: النَّقد النَّصِّي Textual Criticism

وهو القسم الخاص بتحديد نصّ الكِتاب بدقَّة
وسوف نتكلم بالتَّفصيل عن "النَّقد النَّصِّي" لاحقاً في الـمُلتقى

القسم ثاني:
النَّقد الأعلى Higher Criticism

وهو القسم الخاص بتحديد كل التَّفاصيل التي تدور حول نصّ الكتاب

مثل:
من الذي كتب أو ألَّف هذا الكتاب ؟
متى قام بتأليف هذا الكتاب ؟
أين قام بتأليف هذا الكتاب ؟
لماذا قام بتأليف هذا الكتاب ؟
لمن قام بتأليف هذا الكتاب ؟
ما معنى النَّص الذي قام بكتابته في هذا الكتاب ؟

إذن, عُلماء "النَّقد الكِتابي" يقومون بتحديد نصّ الكتاب أولاً
ثم يقومون بدراسة كل التَّفاصيل التي تدور حول نصّ الكتاب

بعد أن يمر الكتاب أو الوثيقة بهاتين المرحلتين
نكون قد حصلنا على معلومات دقيقة حول مدى مصداقيَّة الكتاب !


في الـمُداخلة القادمة سنتعرَّف على ...
بعض المعلومات الـمُهمَّة جداً والتي تخص "تاريخ المسيحية"


حصلنا عليها بعد تطبيق "النَّقد التّاريخي"
على الكتاب الـمُقدَّس وكتابات الآباء الأوائل

... آسف جداً على الإطالة ...
مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...






آخر تعديل بواسطة التاعب بتاريخ 14.11.2011 الساعة 16:53 . و السبب : التنسيق والمُراجعة
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :13  (رابط المشاركة)
قديم 14.11.2011, 13:36
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن فهمنا معنى عبارة "تاريخ المسيحية"
وعرفنا المصادر التي سنأخذ منها معلوماتنا بخصوص "تاريخ المسيحية"
وفهمنا معنى عبارة "النَّقد التّاريخي"
وعرفنا أن "النَّقد التّاريخي" يُطبَّق على مصادر "تاريخ المسيحية"


الآن نُريد أن نعرف ...
ما هو تأثير "النَّقد التّاريخي" على "تاريخ المسيحية" ؟


"النَّقد التّاريخي" يُخرج لنا جميع المعلومات والتَّفاصيل
الخاصة بمصادر "تاريخ المسيحية"

مما يُتيح لنا فُرصة الوصول إلى نتائج واقعيَّة
بعد دراسة مصادر "تاريخ المسيحية" على ضوء معلومات حقيقية !

وبالمثال يتَّضِح المقال ...

إذا كنت تبحث في موضوع إيمان تلاميذ المسيح عليه السلام
وبالتحديد إيمان بطرس رئيس التلاميذ بالمسيح عليه السلام
ستقوم بالبحث عن أقوال بطرس المذكورة في الأناجيل
هل آمن بالمسيح عليه السلام على أنه ابن الله أم لا ؟
ستجد هذه الأقوال المنسوبة لبطرس والتي يُخاطب بها المسيح عليه السلام !

متى 16 / 16 «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
مرقس 8 /29 «أَنْتَ الْمَسِيحُ!»
لوقا 9 / 20 «مَسِيحُ اللهِ»
يوحنا 6 / 69 «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»

حتى نستطيع أن نخرج بنتيجة حقيقية بخصوص إيمان بطرس
يجب أن نُمرِّر كل إنجيل من هذه الأناجيل الأربعة على "النَّقد التّاريخي" !


أولاً: يجب تطبيق "النَّقد الأدنى" أو "النَّقد النَّصِّي"

والمَعنِي بتحديد النُّصُوص في أقدم وأصحّ شكل تاريخي له

بمعنى ...

هذه النُّصُوص الأربعة التي قمُنا بقراءتها مأخوذة من ترجمة عربية
ما هو مصدر نصّ هذ التَّرجمة العربية ؟ هل حدث تحريف للنُّصُوص أم لا ؟
يجب علينا التّأكُّد من النَّص الذي نقوم بقراءته قبل أن نستخلص منه معلومة !

سنجد أن النَّص الخاص بإنجيل يوحنا لم يكن كما قرأناه في أقدم المخطوطات
بل إن النَّص كان يقول: يوحنا 6 / 69 «أَنْتَ قُدُّوس الله» !
وتم تحريف النَّص إلى «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ» !

إذن, بعد تمرير النُّصُوص الأربعة على "النَّقد النَّصِّي"
وصلنا إلى أن النُّصُوص الأربعة كانوا هكذا في أقدم وأصح المخطوطات

متى 16 / 16 «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
مرقس 8 /29 «أَنْتَ الْمَسِيحُ!»
لوقا 9 / 20 «مَسِيحُ اللهِ»
يوحنا 6 / 69 «أَنْتَ قُدُّوس الله»


ثانياً: يجب تطبيق "النَّقد الأعلى"

حتى نعرف أي إنجيل من هذه الأناجيل الأربعة هو أدق وثيقة تاريخية !

بمعنى ...

هُناك ثلاثة أقوال مُختلفة منسوبة لبطرس رئيس التلاميذ !
1. «الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
2. «الْمَسِيحُ» أو «مَسِيحُ اللهِ»
3. «قُدُّوس الله»

رُغم أن هُناك فرق بين "الْمَسِيحُ" و "مَسِيحُ اللهِ"
ولكن سأتجاوز هذا الاختلاف البسيط حتى لا أُطيل

ما الذي قاله بطرس بالفعل ؟!

بعد دراسة مُوسَّعة وتفصيليَّة, وبمجموع الأدلة
نجد أن بطرس لم يقل على الإطلاق: «الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
وفي الغالب لم يقل أيضاً: «قُدُّوس الله»
ولكنه إما قال: «الْمَسِيحُ» أو «مَسِيحُ اللهِ»

اقرأ كلام الـمُهندس رياض يوسف داود بخصوص هذه الـمُشكلة


إن شهادة بطرس في إنجيل متى تدل على أنه كان قد فهم آنذاك سرّ يسوع, وهذا ما يُناقض صورة الاثني عشر في الأناجيل لأنهم لم يكونوا يعرفون هذا السِّر قبل القيامة. فيُمكن القول ببساطة إنَّ متى سجَّل اعتراف بطرس مُفسَّراً في ضوء القيامة.

رياض يوسف داود: مدخلٌ إلى النَّقد الكِتابيّ, دار المشرق ببيروت - صـ7.

هذا الكلام يعني ببساطة شديدة جداً
أن هناك بعض الأناجيل لا تُدوِّن ما قيل حقيقةً
ولكنها تُدوِّن الأقوال في ضوء الإيمان وليس من واقع التّاريخ
لذلك نقوم بتطبيق "النَّقد التّاريخي" حتى نحصل على التّاريخ والواقع وليس الإيمان !

لعلنا فهمنا بعد هذا المثال
فائدة تطبيق "النَّقد التّاريخي" على مصادر "تاريخ المسيحية"
من الأجل الوصول إلى نتائج حقيقية واقعية !


الآن نُريد أن نعرف ...
ما هي أهمّ نتائج "النَّقد التّاريخي" المُؤثِّرة على "تاريخ المسيحية" ؟


هُناك الكثير من النَّتائج الصّادِمة للمسيحي العادي !
لا أستطيع ذكرها كلها لضيق الوقت
ولكنني سأذكر أهمّ النَّتائج بخصوص الأناجيل الأربعة
حيث أن الأناجيل الأربعة هُم المصدر الرَّئيسي لتعاليم المسيح عليه السلام


"النَّقد التّاريخي" و "الأناجيل الأربعة"


"النَّقد التّاريخي" يُعطينا معلومات عن ...
1. مُؤلِّفي الأناجيل الأربعة
2. زمن كتابة الأناجيل الأربعة
3. مصادر معلومات كتبة الأناجيل الأربعة
4. دقَّة المعلومات الموجودة في الأناجيل الأربعة




سنتكلَّم بشكل بسيط حول كل نقطة من هذه النِّقاط

مُؤلِّفي الأناجيل الأربعة

"النَّقد التّاريخي" يتعارض مع "الإيمان المسيحي" بخصوص هذه النُّقطة
فـ "الإيمان المسيحي" يقول إن كتبة الأناجيل من تلاميذ المسيح عليه السلام
شهود عَيان للأحداث دوَّنوها كما شاهدوها

"النَّقد الكِتابي" وهو تطبيق "النَّقد التّاريخي" على الكتاب الـمُقدَّس
يُخبرنا أننا لا نستطيع أن نعرف من هُم كتبة الأناجيل
فهؤلاء الكتبة مجهولون تماماً كأشخاص بالنِّسبَة لنا
ولكننا نستطيع أن نعرف بعض المعلومات عنهم

نعلم أن كتبة الأناجيل الأربعة لم يكونوا شهود عيان !
نعلم أن كتبة الأناجيل لم يكونوا من الجيل الأول من المسيحين !
نعلم أن كتبة الأناجيل لم يكونوا يهوداً أو كتبوا باللغة العبرية !

زمن كتابة الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن إنجيل مُرقس كُتِبَ تقريباً عام 65 - 70م
وأن إنجيلَيّ متى ولوقا كُتِبا تقريباً عام 80 - 85م
وأن إنجيل يوحنا كُتِبَ تقريباً عام 90 - 95م
ويُخبرنا أيضاً أن المسيح عليه السلام رُفِعَ إلى السماء عام 33م تقريباً
سوف نستفيد من هذه المعلومات في النُّقطة التالية !

مصادر معلومات كتبة الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أننا لا نستطيع تحديد مصادر معلومات كتبة الأناجيل الأربعة !
بمعنى: لا نستطيع أن نقول إن الكتاب الفُلاني أو المصدر الفُلاني
هو مصدر معلومات أحد كتبة الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن مصادر كتبة الأناجيل إما عبارة عن روايات منقولة شفهياً
أو عبارة عن كتابات مُبكِّرة لا نعرف ما هي تحديداً
احتوت على معلومات خاصة بحياة المسيح عليه السلام
ولكن أغلب العلماء يُرجِّحون أن مصادر كتبة الأناجيل كانت روايات شفهيَّة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا أن هُناك مسافة الزمنيَّة بين
"وُقُوع الحَدَث" و "تَدْوِين الحَدَث"

وأنه لم تكن هُناك أي قواعد أو ضوابط أثناء نقل الروايات نقلاً شفهياً
وبالتّالي تم تغيير القصص أو الروايات أثناء انتقالها زمنياً
بين اللغات واللهجات والثقافات الـمُختلفة

وهذا هو سبب وجود اختلافات وتناقضات بين الأناجيل الأربعة
لأننا لا نعرف مصادر هذه الأناجيل, وكانت الروايات تتغير عبر الزَّمن !

دقَّة المعلومات الموجودة في الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن الأناجيل الأربعة لا تُعتبر وثائق تاريخية دقيقة بنسبة 100%
فكتبة الأناجيل لم يكونوا شهود عَيان, ولا نعرف مصادر أخبارهم
وهُناك مسافة زمنية بين "وُقُوع الحَدَث" و "تَدوين الحَدَث"
ولم تكن هُناك أي قواعد أو ضوابط لنقل الروايات نقلاً شفهياً
لذلك نجد بين الأناجيل تناقضات واختلافات كثيرة جداً تُعدّ بالمئات !

و "النَّقد الكِتابي" يُخبرنا أيضاً
كتبة الأناجيل كانوا أحياناً يُدوِّنون الأحداث بنظرة إيمانيَّة
فيقومون بتغيير الأحداث والأقوال لتتوافق مع إيمانهم الـمُرتبط بهذه الوقائع

ولكن مع كل هذا فإن الأناجيل أو العهد الجديد بشكل عام
يحتوي على معلومات تاريخية رائعة جداً بخصوص المسيحية وعقائدها


وهذا ما سنقوم بمُناقشته في الـمُداخلات القادمة
المسيحية في عهد المسيح عليه السلام
المسيحية في عهد بولس رسول المسيحية
المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م
المسيحية في عصر المجامع



آسف جداً على الإطالة وكثرة الـمُداخلات
ولكن أُريد أن أقوم بتوصيل صورة واضحة لكل مُبتدئ
بخصوص "تاريخ المسيحية"

مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :14  (رابط المشاركة)
قديم 14.11.2011, 13:36
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
ممتاز النقد التاريخي وتاريخ المسيحية



بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن فهمنا معنى عبارة "تاريخ المسيحية"
وعرفنا المصادر التي سنأخذ منها معلوماتنا بخصوص "تاريخ المسيحية"
وفهمنا معنى عبارة "النَّقد التّاريخي"
وعرفنا أن "النَّقد التّاريخي" يُطبَّق على مصادر "تاريخ المسيحية"


الآن نُريد أن نعرف ...
ما هو تأثير "النَّقد التّاريخي" على "تاريخ المسيحية" ؟


"النَّقد التّاريخي" يُخرج لنا جميع المعلومات والتَّفاصيل
الخاصة بمصادر "تاريخ المسيحية"

مما يُتيح لنا فُرصة الوصول إلى نتائج واقعيَّة
بعد دراسة مصادر "تاريخ المسيحية" على ضوء معلومات حقيقية !

وبالمثال يتَّضِح المقال ...

إذا كنت تبحث في موضوع إيمان تلاميذ المسيح عليه السلام
وبالتحديد إيمان بطرس رئيس التلاميذ بالمسيح عليه السلام
ستقوم بالبحث عن أقوال بطرس المذكورة في الأناجيل
هل آمن بالمسيح عليه السلام على أنه ابن الله أم لا ؟
ستجد هذه الأقوال المنسوبة لبطرس والتي يُخاطب بها المسيح عليه السلام !

متى 16 / 16 «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
مرقس 8 /29 «أَنْتَ الْمَسِيحُ!»
لوقا 9 / 20 «مَسِيحُ اللهِ»
يوحنا 6 / 69 «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»

حتى نستطيع أن نخرج بنتيجة حقيقية بخصوص إيمان بطرس
يجب أن نُمرِّر كل إنجيل من هذه الأناجيل الأربعة على "النَّقد التّاريخي" !


أولاً: يجب تطبيق "النَّقد الأدنى" أو "النَّقد النَّصِّي"

والمَعنِي بتحديد النُّصُوص في أقدم وأصحّ شكل تاريخي له

بمعنى ...

هذه النُّصُوص الأربعة التي قمُنا بقراءتها مأخوذة من ترجمة عربية
ما هو مصدر نصّ هذ التَّرجمة العربية ؟ هل حدث تحريف للنُّصُوص أم لا ؟
يجب علينا التّأكُّد من النَّص الذي نقوم بقراءته قبل أن نستخلص منه معلومة !

سنجد أن النَّص الخاص بإنجيل يوحنا لم يكن كما قرأناه في أقدم المخطوطات
بل إن النَّص كان يقول: يوحنا 6 / 69 «أَنْتَ قُدُّوس الله» !
وتم تحريف النَّص إلى «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ» !

إذن, بعد تمرير النُّصُوص الأربعة على "النَّقد النَّصِّي"
وصلنا إلى أن النُّصُوص الأربعة كانوا هكذا في أقدم وأصح المخطوطات

متى 16 / 16 «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
مرقس 8 /29 «أَنْتَ الْمَسِيحُ!»
لوقا 9 / 20 «مَسِيحُ اللهِ»
يوحنا 6 / 69 «أَنْتَ قُدُّوس الله»


ثانياً: يجب تطبيق "النَّقد الأعلى"

حتى نعرف أي إنجيل من هذه الأناجيل الأربعة هو أدق وثيقة تاريخية !

بمعنى ...

هُناك ثلاثة أقوال مُختلفة منسوبة لبطرس رئيس التلاميذ !
1. «الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
2. «الْمَسِيحُ» أو «مَسِيحُ اللهِ»
3. «قُدُّوس الله»

رُغم أن هُناك فرق بين "الْمَسِيحُ" و "مَسِيحُ اللهِ"
ولكن سأتجاوز هذا الاختلاف البسيط حتى لا أُطيل

ما الذي قاله بطرس بالفعل ؟!

بعد دراسة مُوسَّعة وتفصيليَّة, وبمجموع الأدلة
نجد أن بطرس لم يقل على الإطلاق: «الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»
وفي الغالب لم يقل أيضاً: «قُدُّوس الله»
ولكنه إما قال: «الْمَسِيحُ» أو «مَسِيحُ اللهِ»

اقرأ كلام الـمُهندس رياض يوسف داود بخصوص هذه الـمُشكلة


إن شهادة بطرس في إنجيل متى تدل على أنه كان قد فهم آنذاك سرّ يسوع, وهذا ما يُناقض صورة الاثني عشر في الأناجيل لأنهم لم يكونوا يعرفون هذا السِّر قبل القيامة. فيُمكن القول ببساطة إنَّ متى سجَّل اعتراف بطرس مُفسَّراً في ضوء القيامة.

رياض يوسف داود: مدخلٌ إلى النَّقد الكِتابيّ, دار المشرق ببيروت - صـ7.

هذا الكلام يعني ببساطة شديدة جداً
أن هناك بعض الأناجيل لا تُدوِّن ما قيل حقيقةً
ولكنها تُدوِّن الأقوال في ضوء الإيمان وليس من واقع التّاريخ
لذلك نقوم بتطبيق "النَّقد التّاريخي" حتى نحصل على التّاريخ والواقع وليس الإيمان !

لعلنا فهمنا بعد هذا المثال
فائدة تطبيق "النَّقد التّاريخي" على مصادر "تاريخ المسيحية"
من الأجل الوصول إلى نتائج حقيقية واقعية !


الآن نُريد أن نعرف ...
ما هي أهمّ نتائج "النَّقد التّاريخي" المُؤثِّرة على "تاريخ المسيحية" ؟


هُناك الكثير من النَّتائج الصّادِمة للمسيحي العادي !
لا أستطيع ذكرها كلها لضيق الوقت
ولكنني سأذكر أهمّ النَّتائج بخصوص الأناجيل الأربعة
حيث أن الأناجيل الأربعة هُم المصدر الرَّئيسي لتعاليم المسيح عليه السلام


"النَّقد التّاريخي" و "الأناجيل الأربعة"


"النَّقد التّاريخي" يُعطينا معلومات عن ...
1. مُؤلِّفي الأناجيل الأربعة
2. زمن كتابة الأناجيل الأربعة
3. مصادر معلومات كتبة الأناجيل الأربعة
4. دقَّة المعلومات الموجودة في الأناجيل الأربعة




سنتكلَّم بشكل بسيط حول كل نقطة من هذه النِّقاط

مُؤلِّفي الأناجيل الأربعة

"النَّقد التّاريخي" يتعارض مع "الإيمان المسيحي" بخصوص هذه النُّقطة
فـ "الإيمان المسيحي" يقول إن كتبة الأناجيل من تلاميذ المسيح عليه السلام
شهود عَيان للأحداث دوَّنوها كما شاهدوها

"النَّقد الكِتابي" وهو تطبيق "النَّقد التّاريخي" على الكتاب الـمُقدَّس
يُخبرنا أننا لا نستطيع أن نعرف من هُم كتبة الأناجيل
فهؤلاء الكتبة مجهولون تماماً كأشخاص بالنِّسبَة لنا
ولكننا نستطيع أن نعرف بعض المعلومات عنهم

نعلم أن كتبة الأناجيل الأربعة لم يكونوا شهود عيان !
نعلم أن كتبة الأناجيل لم يكونوا من الجيل الأول من المسيحين !
نعلم أن كتبة الأناجيل لم يكونوا يهوداً أو كتبوا باللغة العبرية !

زمن كتابة الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن إنجيل مُرقس كُتِبَ تقريباً عام 65 - 70م
وأن إنجيلَيّ متى ولوقا كُتِبا تقريباً عام 80 - 85م
وأن إنجيل يوحنا كُتِبَ تقريباً عام 90 - 95م
ويُخبرنا أيضاً أن المسيح عليه السلام رُفِعَ إلى السماء عام 33م تقريباً
سوف نستفيد من هذه المعلومات في النُّقطة التالية !

مصادر معلومات كتبة الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أننا لا نستطيع تحديد مصادر معلومات كتبة الأناجيل الأربعة !
بمعنى: لا نستطيع أن نقول إن الكتاب الفُلاني أو المصدر الفُلاني
هو مصدر معلومات أحد كتبة الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن مصادر كتبة الأناجيل إما عبارة عن روايات منقولة شفهياً
أو عبارة عن كتابات مُبكِّرة لا نعرف ما هي تحديداً
احتوت على معلومات خاصة بحياة المسيح عليه السلام
ولكن أغلب العلماء يُرجِّحون أن مصادر كتبة الأناجيل كانت روايات شفهيَّة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن هُناك مسافة الزمنيَّة بين
"وُقُوع الحَدَث" و "تَدْوِين الحَدَث"

وأنه لم تكن هُناك أي قواعد أو ضوابط أثناء نقل الروايات نقلاً شفهياً
وبالتّالي تم تغيير القصص أو الروايات أثناء انتقالها زمنياً
بين اللغات واللهجات والثقافات الـمُختلفة

وهذا هو سبب وجود اختلافات وتناقضات بين الأناجيل الأربعة
لأننا لا نعرف مصادر هذه الأناجيل, وكانت الروايات تتغير عبر الزَّمن !

دقَّة المعلومات الموجودة في الأناجيل الأربعة

"النَّقد الكِتابي" يُخبرنا
أن الأناجيل الأربعة لا تُعتبر وثائق تاريخية دقيقة بنسبة 100%
فكتبة الأناجيل لم يكونوا شهود عَيان, ولا نعرف مصادر أخبارهم
وهُناك مسافة زمنية بين "وُقُوع الحَدَث" و "تَدوين الحَدَث"
ولم تكن هُناك أي قواعد أو ضوابط لنقل الروايات نقلاً شفهياً
لذلك نجد بين الأناجيل تناقضات واختلافات كثيرة جداً تُعدّ بالمئات !

و "النَّقد الكِتابي" يُخبرنا أيضاً
كتبة الأناجيل كانوا أحياناً يُدوِّنون الأحداث بنظرة إيمانيَّة
فيقومون بتغيير الأحداث والأقوال لتتوافق مع إيمانهم الـمُرتبط بهذه الوقائع

ولكن مع كل هذا فإن الأناجيل أو العهد الجديد بشكل عام
يحتوي على معلومات تاريخية رائعة جداً بخصوص المسيحية وعقائدها


وهذا ما سنقوم بمُناقشته في الـمُداخلات القادمة
المسيحية في عهد المسيح عليه السلام
المسيحية في عهد بولس رسول المسيحية
المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م
المسيحية في عصر المجامع



آسف جداً على الإطالة وكثرة الـمُداخلات
ولكن أُريد أن أقوم بتوصيل صورة واضحة لكل مُبتدئ
بخصوص "تاريخ المسيحية"

مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...






آخر تعديل بواسطة التاعب بتاريخ 14.11.2011 الساعة 13:40 . و السبب : التنسيق والمُراجعة
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :15  (رابط المشاركة)
قديم 14.11.2011, 17:09
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
Llahmuh المسيحية في عهد المسيح عليه السلام



بسم الله الرحمن الرحيم

المسيحية في عهد المسيح عليه السلام

ما المقصود بـ "المسيحية" في العبارة السّابِقة ؟

المقصود هو العقيدة التي اذا اعتنقتها وعملت بحسبها دخلت الجنَّة
هذه العقيدة - "المسيحية" - تغيَّرت وتطوَّرت عبر الزَّمن

فعلى مرّ الأزمنة والعُصُور ادَّعى المسيحيون
أن هذه "المسيحية" التي نقوم بشرحها لكم
هي طريقكم إلى الجنَّة والحياة الأبديَّة

ولا شكّ ولا رَيب أن العقيدة التي نادى بها المسيح عليه السلام
أو شكل "المسيحية" التي أراد المسيح عليه السلام أتباعه أن يكونوا عليها
هي العقيدة الصحيحة السليمة
والتي ينبغي أن يكون عليها كل من أرداً فعلاً أن يكون من أتباع المسيح !

ليدخل حقيقةً تحت قول الله عزَّ وجل في كتابه الكريم
وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
آل عمران : 55


أركان "المسيحية" في عهد المسيح عليه السلام

1. شهادة أن لا إله إلا الله "الآب"
2. شهادة أن المسيح عيسى ابن مريم رسول الله "الآب"
3. العمل بشريعة موسى عليه السلام وتطبيق الوصايا



اقتباس
على هامش الموضوع

إذا نظرت إلى أركان الإسلام الخمسة
ستجد أنها هي نفسها أركان المسيحية في عهد المسيح عليه السلام
ولكن بدلاً من شهادة أن المسيح عيسى ابن مريم رسول الله
ستشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلَّم رسول الله
لأنه هو رسول الله في ذلك الزَّمان
وبدلاً من العمل بشريعة موسى عليه السلام
ستجد العمل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتطبيق وصاياه
فإن الصلاة والزكاة والصوم والحج
كلها أحكام الشريعة وتطبيق الوصايا الإلهية !


الآن, وقبل أن نأتي بالأدلة على أركان "المسيحية" السابق ذكرها
أريد أن أُجيب على سؤالٍ في غاية الأهميَّة ؟

ما معنى عبارة "الله الآب" ؟
لماذا يُدعى "الله" عزَّ وجل بـ "الآب" ؟


قُلنا سابقاً إن العهد الجديد كتاب باللغة اليونانية
ولكن المسيح عليه السلام كان يتكلم إما العبرية أو الآرامية أو الاثنين معاً

لا شك ولا ريب أنه حدث تغيير
في معاني الكلمات التي نطق بها المسيح عليه السلام بالآرامية أو العبرية
والتي تم ترجمتها بطريقة مجهولة إلى اللغة اليونانية
وتم تدوينها في الأناجيل الأربعة الموجودة في العهد الجديد

لفظ الجلالة "الله" اسم علم على ذات الله تبارك وتعالى
هذا الاسم لا يُترجم كعادة أسماء الأعلام
قد يتغيَّر النُّطق قليلاً عندم انتقال الاسم بين اللغات واللهجات الـمُختلفة
ولكن الاسم لا يُترجم معناه من لُغة إلى لُغة أخرى

على سبيل المثال

إذا كان هُناك أحد المسيحيين اسمه سعيد ميلاد
فلا نقوم بترجمة معنى الاسم إلى اللغة الإنجليزية
ليصبح Happy Birthday !
بل نقوم بكتابة نُطق الاسم العربي بالحروف الـمُقابلة في اللغة الإنجليزية

خُلاصة الموضوع ...

لفظ الجلالة "الله" غير موجود في اللغة اليونانية
ولكننا نجد في اللغة اليونانية تعبير "الـإله" ὁ Θεὸς
والتي "غالباً" ما تدل على الإله خالق السموات والأرض

ماذا تعني بكلمة "غالباً" ؟
هل أُطلق هذا التعبير على المسيح عليه السلام مثلاً ؟

بالطبع لا
بل أُطلِق على الشيطان والعياذ بالله !

في رسالة كورينثوس الثانية 4 / 4


الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ

ἐν οἷς ὁ θεὸς τοῦ αἰῶνος τούτου ἐτύφλωσε τὰ νοήματα τῶν ἀπίστων εἰς τὸ μὴ αὐγάσαι αὐτοῖς τὸν φωτισμὸν τοῦ εὐαγγελίου τῆς δόξης τοῦ Χριστοῦ, ὅς ἐστι εἰκὼν τοῦ Θεοῦ


نجد أن التَّرجمة العربية تقول "إله"
رغم أن النَّص اليوناني يقول ὁ θεὸς بأداة التَّعريف
وإذا بحثنا في التَّفاسير المسيحية سنجد تصريحاً بأن هذا النَّص عن الشيطان !
ولا أريد أن أُطيل في هذا النَّص ولكن أُريد فقط توصيل فكرة وهي

لفظ الجلالة "الله" غير موجود في العهد الجديد اليوناني
ولكن تُستخدم كلمة "الـإله" للتعبير "غالباً" عن الإله خالق السموات والأرض

بعد أن فهمنا هذه المعلومة علينا أن نُعدِّل السُّؤال ...
لماذا يُدعى "الـإله" خالق السموات والأرض بـ "الآب" ؟

إطلاق وصف "الآب" على "الـإله" خالق السموات والأرض
له جذور في التّاريخ اليهودي, حيث أن اليهود يدَّعون أنهم أبناء الله
وهكذا, وكالعادة, اتَّبع النَّصارى خُطُوات اليهود وقالوا عن أنفسهم الكلام نفسه
وهكذا يُخبرنا الله عزَّ وجل في كتابه الكريم بهذا الكلام فيقول في كتابه الكريم


وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
المائدة : 18

قبل أن أشرح المزيد أُريد إلقاء الضوء على هذه النُّقطة مرة أخرى
كلمة "الآب" وصل لـ "الـإله" خالق السموات والأرض وليس اسماً له !

نجد في إنجيل يوحنا 5 / 43

«أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي»

ونجد في إنجيل يوحنا 17 / 1 - 6

تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ (...) أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ»

إذن, كلمة "الآب" وصف لـ "الـإله" خالق السموات والأرض
نُريد أن نسأل السُّؤال مرَّة أخرى بعد التَّعديل ...

لماذا يُوصف "الـإله" خالق السموات والأرض بأنَّه "الآب" ؟

الإجابة في نقطتين


النُّقطة الأولى: طبيعة العلاقة بين الأب وابنه


كان اليهود يُحبُّون أن ينظروا إلى علاقتهم بينهم وبين الله عزَّ وجل
كأنها العلاقة بين "أب" و "ابنه", وهذا ليس بالمعنى النَّسبي
ولكن بمعنى طبيعة التَّعامُل بينهما
لا يُريدون العلاقة أن تكون مثل "السَّيِّد" و "وعبده"
فإن "السَّيِّد" يأمر "عبده" فيجب على العبد أن يُطيع
لا لأنَّه يُحبُ "السَّيِّد" ولكن لأنه إن لم يُطِع فسيُعذَّب
أما "الأب" فهو يأمر "ابنه" أيضاً والابن يُطيع
ولكن هذه الطّاعة جاءت نتيجة "المحبَّة" وليست نتيجة "الخوف"
وهذا معنى قول اليهود المنقول في القرآن الكريم: {أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}
ما قمتُ بشرحه الآن موجود بكثرة في العهد القديم والعهد الجديد أيضاً
ولكن لا أُريد أن أُطيل أكثر في هذه النُّقطة


النُّقطة الثانية: معنى كلمة "الآب" πατήρ لغوياً


عندما نقوم بمُراجعة القواميس والمعاجم الكتابيَّة
والتي تتناول معاني الكلمات اليونانية

مثل:
Thayer’s Greek Definitions
Strong’s Hebrew and Greek Dictionaries

نجد أن كلمة "أب" πατήρ اليونانية
تأخذ إما معنى حرفي literally
أو معنى مجازي figuratively or metaphorically

ومن المعاني المجازية لكلمة "أب" πατήρ
لأنَّه مُنشئ originator أو خالق creator كل شيء !

وأيضاً في بعض الأحيان تكون كلمة "أب" πατήρ
لقباً شرفيًّا a title of honor
لكل من كان مصدراً للمعرفة knowledge
أو التَّوجيه والتَّدريب training

والآن بعد أن شرحنا معنى "الآب" علينا أن نعرض
الأدلة الكتابيَّة على أركان "المسيحية" في عهد المسيح عليه السلام

1. شهادة أن لا إله إلا الله "الآب"
2. شهادة أن المسيح عيسى ابن مريم رسول الله "الآب"
3. العمل بشريعة موسى عليه السلام وتطبيق الوصايا



يوحنا 17 / 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ (أي: الله الآب) الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.


هذا أوضح نص في العهد الجديد بالكامل
تستطيع أن تأخذ منه أول ركنين من أركان "المسيحية" في عهد المسيح عليه السلام



يوحنا 5 / 24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَ يُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.


وبالطبع كلام المسيح عليه السلام ليس من نفسه


يوحنا 12 / 49 - 50 لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ.


إليكم المزيد من النُّصُوص التي تدل على أن
دخول الحياة الأبدية عن طريق العمل بشريعة موسى وتطبيق الوصايا




لوقا 10 / 25-28 (25 وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26 فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27 فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28 فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».)

مرقس 10 / 17-19 (17 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 18 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. 19 أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَسْلِبْ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».)

متى 19 / 16-19 (16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18 قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».)

لوقا 18 / 18-20 (18 وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. 20 أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».)

مرقس 12 / 28-34 (28 فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَناً سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30 وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31 وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». 32 فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّداً يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ لأَنَّهُ اللَّهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. 33 وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ». 34 فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْلٍ قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللَّهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!)

متى 22 / 34-40 ( 34 أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ الصَّدُّوقِيِّينَ اجْتَمَعُوا مَعاً 35 وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36 «يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38 هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39 وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40 بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».)


... آسف جداً على الإطالة ...


في الـمُداخلة القادمة سنتكلم عن
المسيحية في عهد بولس رسول المسيحية


مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عز وجل ...





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :16  (رابط المشاركة)
قديم 14.11.2011, 21:10
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
ممتاز المسيحية في عهد بولس رسول المسيحية



بسم الله الرحمن الرحيم

المسيحية في عهد بولس رسول المسيحية

للأسف الشديد
أفكار بولس ومُعتقادته كانت بمثابة البذرة
والتي عبر الزَّمن نمت وأصبحت المسيحية كما نعرفها اليوم !

المسيحية كما نعرفها اليوم لم تكن موجودة في عهد بولس
ولكن أفكار بولس ومُعتقادته كانت هي حجر الأساس
والتي جاء المسيحيون فيما بعد وأكملوا البناء
ليصلوا إلى المسيحية كما نعرفها اليوم !

بولس لم يكن يؤمن بالتثليث
ولم يكن يؤمن بالتَّجسُّد ولا بألوهية المسيح عليه السلام
ولكن مع ذلك قام بولس بالإضافة والتَّبديل في دين المسيح عليه السلام

اقتباس
على هامش الموضوع

أنصح بقراءة كتاب بارت إيرمان الرائع جداً
Bart D. Ehrman: The New Testament, A Historical Introduction To The Early Christian Writings
وأنصح بشدَّة الاستماع إلى الـمُحاضرات الآتية:
المسيحية ديانة كتابية - الجزء الأول - بولس - نشر المسيحية والعقائد الرئيسية
المسيحية ديانة كتابية - الجزء الثالث - مشاكل سببت رسائل
المسيحية ديانة كتابية - الجزء الرابع - رسائل بولس المفقودة
على هذا الرابط
بولس - أول من كتب في العهد الجديد
بولس - الأفكار التي بشر بها - الجزء الأول
بولس - الأفكار التي بشر بها - الجزء الثاني
على هذا الرابط


قلنا سابقاً أن مصادر معرفتنا لأفكار ومُعتقدات بولس هي
سفر أعمال الرُّسُل, ورسائل بولس في العهد الجديد

"الإيمان المسيحي" ينسب لبولس 14 رسالة في العهد الجديد

ولكن "النَّقد الكِتابي" يُخبرنا أن ..

هُناك 7 رسائل كتبها بولس فعلاً

Undisputed Pauline Epistles
almost certainly authentic

رسالته إلى أهل رومية Romans
رسالته الأولى إلى أهل كورينثوس 1 Corinthians
رسالته الثانية إلى أهل كورينثوس 2 Corinthians
رسالته إلى أهل غلاطية Galatians
رسالته إلى أهل فيلبي Philippians
رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي 1Thessalonians
رسالته إلى فيليمون Philemon

وهُناك 3 رسائل
يُحتمل أن يكون بولس هو كاتبها
ويُحتمل أن تكون مُزوَّرة


Deutero-Pauline Epistles
possibly pseudonymous

الرسالة إلى أهل أفسس Ephesians
الرسالة إلى أهل كولوسي Colossians
الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي 2 Thessalonians

وهُناك 3 رسائل
غالباً مزورة ولم يكتبها بولس !


Pastoral Epistles
probably pseudonymous

الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 1 Timothy
الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 2 Timothy
الرسالة إلى تيتوس Titus

أركان "المسيحية" في عهد بولس

1. شهادة أن لا إله إلا الله الآب
2. شهادة أن المسيح عيسى ابن مريم رسول الله الآب
3. الإيمان بموت وقيامة المسيح عليه السلام !


الفرق بين "مسيحية" المسيح و"مسيحية" بولس

على الرَّغم من أن بولس لم يؤمن بالتَّثليث أو بالتَّجسُّد
إلى أنه أضاف على أول ركنين من أركان "المسيحية" في عهد المسيح عليه السلام
الإيمان بموت وقيامة المسيح عليه السلام من الأموات

بولس كان يعتقد أن آدم عليه السلام هو سبب دخول الخطيَّة إلى العالم
ومن أجل أن يدخل البِرّ مرة أخرى إلى العالم ونُصبح أبراراً أمام الله عزَّ وجل
فالمسيح عليه السلام - في عقيدة بولس - مات لأجلننا, لنُصبح أبراراً مرة أخرى !

نجد في رسالته إلى أهل رومية 5 / 8


رومية 5 / 8 وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.


ولكن بولس لم يكن يعتقد بأن المسيح عليه السلام هو الله الـمُتجسِّد
بل القضية كلها: إنسان (آدم عليه السلام) مُقابل إنسان (المسيح عليه السلام) !

نجد في رسالته إلى رومية 5 / 11 - 19


رومية 5 / 11 - 19 بل نحن أيضا نفتخر بالله، والفضل لربنا يسوع المسيح الذي به نلنا الآن هذه المصالحة. 12 والخطيئة دخلت في العالم بإنسان واحد، وبالخطيئة دخل الموت. وسرى الموت إلى جميع البشر لأنهم كلهم خطئوا. 13 فالخطيئة كانت في العالم قبل شريعة موسى، ولكن حيث لا شريعة لا حساب للخطيئة. 14 غير أن الموت ساد البشر من أيام آدم إلى أيام موسى، حتى الذين ما خطئوا مثل خطيئة آدم. وكان آدم صورة لمن سيجيء بعده. 15 ولكن هبة الله غير خطيئة آدم. فإذا كان الموت ساد البشر بخطيئة إنسان واحد، فبالأولى أن تفيض عليهم نعمة الله والعطية الموهوبة بنعمة إنسان واحد هو يسوع المسيح. 16 وهناك فرق في النتيجة بين هبة الله وبين خطيئة إنسان واحد. فخطيئة إنسان واحد قادت البشر إلى الهلاك، وأما هبة الله بعد كثير من الخطايا، فقادت البشر إلى البر. 17 فإذا كان الموت بخطيئة إنسان واحد ساد البشر بسبب ذلك الإنسان الواحد، فبالأولى أن تسود الحياة بواحد هو يسوع المسيح أولئك الذين ينالون فيض النعمة وهبة البر. 18 فكما أن خطيئة إنسان واحد قادت البشر جميعا إلى الهلاك، فكذلك بر إنسان واحد يبرر البشر جميعا فينالون الحياة. 19 وكما أنه بمعصية إنسان واحد صار البشر خاطئين، فكذلك بطاعة إنسان واحد يصير البشر أبرارا.
(الترجمة العربيَّة الـمُشتركة)

هُناك مُخالفة أخرى كبيرة لبولس
ألا وهي أنه يقول إن دخول الحياة الأبدية ليس لها أي علاقة بالأعمال

هل تتذكرون النُّصُوص التي ذكرنها في الـمُداخلة السابقة ؟
السُّؤال الذي تكرر أكثر من مرة: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديَّة ؟
كان المسيح عليه السلام دائماً يأمر بالعمل حسب الوصايا وناموس موسى

أما بولس فإنه بدَّل دين المسيح عليه السلام
وقال إن الله يُبرر البشر بدون العمل بالشريعة !

نجد في رسالته إلى أهل رومية 3 / 21 - 26


رومية 3 / 21 - 26 ولكن الآن ظهر كيف يُبرر الله البشر من دون الشريعة، كما تشهد له الشريعة والأنبياء. 22 فهو يُبررهم بالإيمان بيسوع المسيح: ولا فرق بين البشر. 23 فهم كلهم خطئوا وحرموا مجد الله. 24 ولكن الله بررهم مجانا بنعمته بالمسيح يسوع الذي افتداهم 25 والذي جعله الله كفارة في دمه لكل من يؤمن به. والله فعل ذلك ليظهر بره. فإذا كان تغاضى بصبره عن الخطايا الماضية، 26 فهو في الزمن الحاضر يظهر بره ليكون بارا ويبرر من يؤمن بيسوع.
(الترجمة العربيَّة الـمُشتركة)

طبعاً الإيمان المطلوب بيسوع المسيح هو
إنه مات من أجلك كـ كفّارة ليجعلك بارًّا مرة أخرى !

هل طلب المسيح عليه السلام هذا الإيمان ؟ بالطبع لا


الآن أُريد أن أطرح سؤالاً في غاية الأهميَّة ...
ما هو السَّبب الرئيسي لانحراف بولس عن دين المسيح عليه السلام



الإجابة ببساطة: ترك تعاليم المسيح عليه السلام !


بمعنى

بولس كان يُبشِّر أو يدعوا النّاس لتعاليمه الخاصة
لم يكن ينشر تعاليم المسيح عليه السلام نفسه
لا نجد بولس يقتبس أقوالاً للمسيح عليه السلام إلا نادراً
نجده فقط يشرح أفكاره ومُعتقادته الخاصَّة

نجد في يوحنا 14 / 15 و 21


يوحنا 14 / 15 إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ.

يوحنا 14 / 21 اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي.


نجد في يوحنا 5 / 24


يوحنا 5 / 24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.


المسيح عليه السلام وضع شرطاً لدخول الحياة الأبدية
ألا وهو أن نسمع كلامه ونؤمن بالذي أرسله
ولكن بولس ترك كلام المسيح عليه السلام واخترع هو كلاماً جديداً
لذلك انحرف عن الطريق الصحيح وبدَّل دين المسيح !

مع ذلك كلِّه - وأكرِّرها مرة أخرى
لم يؤمن بولس لا بالتثليث ولا بالتَّجسُّد

نجد في رسالته إلى أهل رومية 3 / 27 - 31


رومية 3 / 27 - 31 (27 فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28 إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. 29 أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ 30 لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. 31 أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ.)


بولس يقولها صراحة: الله واحد وليس ثلاثة !

نجد في رسالته الأولى إلى أهل كورينثوس 8 / 4 - 6


1 كورينثوس 8 / 4-6 (4 فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً. 5 لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. 6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.)


هذه العبارة خطيرة جداً: وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً
ثم يقوم بتوضيح من هو ذلك الواحد: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ


ولكن ما معنى عبارة: وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ ؟


الكلمة اليونانية التي تم ترجمتها إلى "رَبّ" هي: Κύριος


لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَ رَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.

ἀλλ᾿ ἡμῖν εἷς Θεὸς ὁ πατήρ, ἐξ οὗ τὰ πάντα καὶ ἡμεῖς εἰς αὐτόν, καὶ εἷς Κύριος ᾿Ιησοῦς Χριστός, δι᾿ οὗ τὰ πάντα καὶ ἡμεῖς δι᾿ αὐτοῦ


أليست هذه الكلمة اليونانية
هي ذاتها المذكورة هُنا في يوحنا 13 / 13

ὑμεῖς φωνεῖτέ με ὁ Διδάσκαλος καὶ ὁ Κύριος, καὶ καλῶς λέγετε· εἰμὶ γάρ

نعم, هي الكلمة ذاتها ... هل تم ترجمتها إلى رب ؟ ... لا


يوحنا 13 / 13 أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَ سَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَنِّي أَنَا كَذَلِكَ.


باختصار ... كلمة Κύριος (تُنطق: كوريوس)
تُترجم حسب أهواء المسيحيين في سياق الكلام
إذا وجد المسيحي أن السِّياق يُعطي للمسيح عليه السلام رفعة في الشّأن
ترجم كلمة Κύριος إلى "رَبَّ"
وإذا وجد أن السِّياق عادي, ترجم كلمة Κύριος إلى "سيِّد"

هكذا, وحتى لا أُطيل
بدَّل بولس دين المسيح عليه السلام
فقال إن دخول الحياة الأبدية ليست بالأعمال وإنما بالإيمان
وهذا الإيمان هو بأن المسيح عليه السلام مات لأجلك وقام من بين الأموات

هذه كانت بداية الطريق الـمؤدِّي إلى المسيحية كما نعرفها اليوم


في الـمُداخلة القادمة سنتكلم عن
المسيحية في عهد آباء ما قبل مجمع نقية 325م


... آسف جداً على الإطالة ...
مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عز وجل ...






آخر تعديل بواسطة التاعب بتاريخ 14.11.2011 الساعة 21:26 .
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :17  (رابط المشاركة)
قديم 16.11.2011, 09:13
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
Llahmuh المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م



بسم الله الرحمن الرحيم

المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م

هذه هي المرحلة الزمنية التي نَمَت فيها عقائد المسيحية
فبدأت بعبادة المسيح "الإنسان" عليه السلام
وانتهت بعصر المجامع التي ساوَت بين الله عزَّ وجل والمسيح عليه السلام !

المسيحية في عهد المسيح عليه السلام كانت توحيداً
وفي عهد بولس اقتربت من الوثنية مع الحفاظ على عبادة إلهٍ واحد !
وفي عهد آباء ما قبل نقية 325م زاد الغُلُوّ وأصبحت أقرب إلى الوثنية
وفي مجمع نقية 325م أصبحت المسيحية عقيدة واضحة بين التَّوحيد والوثنيَّة !

مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
النساء : 143

حتى نستطيع فهم المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 32م
يجب أن نُلقي الضوء على بعض الأفكار الرئيسية التي جاءت في العهد الجديد


الفكرة الأولى: الآب هو الإله الحقيقي الوحيد


هذه الفكرة موجودة في الأناجيل الأربعة
وموجودة أيضاً في رسائل بولس
وموجودة في جميع أنحاء الكتاب الـمُقدَّس بشكل عام
فهذه فكرة ثابتة راسخة في كتابات القرن الأول, خصوصاً الأناجيل الأربعة
ولا داعي لتكرار النُّصُوص مرة أخرى

بالإضافة إلى ذلك

العهد الجديد يُوضِّح صراحة أن الله الآب هو إله المسيح عليه السلام !

فنجد في يوحنا 20 / 17


يوحنا 20 / 17 {قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».}


ونجد في سفر الرؤيا 3 / 12


الرؤيا 3 / 12 {مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.}


وحتى في رسائل بولس نجد في أفسس 1 / 17


أفسس 1 / 17 {كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ}


إذن, لا يوجد أدنى شك من خلال كتابات القرن الأول الميلادي
أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد
وأنه على وجه ا لخصوص إله المسيح عليه السلام

وهُناك أيضاً نصوص تقول صراحة بأن المسيح عليه السلام
هو عبدٌ للإله خالق السموات والأرض

فنجد في سفر أعمال الرُّسُل, حسب ترجمة الآباء اليسوعيين


أعمال الرُّسُل 3 / 13 {إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، إله آبائنا، قد مجد عبده يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام بيلاطس، وكان قد عزم على تخلية سبيله}

أعمال الرُّسُل 3 / 26 {فمن أجلكم أولا أقام الله عبده وأرسله ليبارككم، فيتوب كل منكم عن سيئاته.}

أعمال الرُّسُل 4 / 27 {تحالف حقا في هذه المدينة هيرودس وبنطيوس بيلاطس والوثنيون وشعوب إسرائيل على عبدك القدوس يسوع الذي مسحته}

أعمال الرُّسُل 4 / 30 {باسطا يدك ليجري الشفاء والآيات والأعاجيب باسم عبدك القدوس يسوع.}


وفقط للعلم, فإن الكلمة اليونانية παῖς
والتي تم ترجمتها بحسب الآباء اليسوعيين إلى: عبد
قيل عنها في قاموس سترونج
Strong’s Hebrew and Greek Dictionaries
أنها كلمة تعني على وجه الخصوص عبد أو خادم
specifically a slave or servant

هكذا نكون انتهينا من توضيح الفكرة الأولى


الفكرة الثانية: الآب هو الأعظم من الكل


بما أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد
فهو أعظم من جميع مخلوقاته وعباده, هو صاحب كل سلطان وكل قوة
وهو عالم الغيب والشاهدة, والذي يفيض بعلمه على مخلوقاته
وهو القاهر فوق عباده, والكل يعمل إرادته ومشيئته سبحانه وتعالى !

فهو بذلك كله الأعظم من الكل, وهو الكل في الكل
وهو على وجه الخصوص أعظم من المسيح عليه السلام !

اقتباس
على هامش الموضوع

هُناك مئات النُّصُوص في طول العهد الجديد وعرضه تقول بهذه المعاني
لا أستطيع حصرها الآن لضيق الوقت

ولكن أنصح بمُراجعة مُحاضرات
مدخلٌ إلى المسيحية والعهد الجديد
خصوصاً مُحاضرات خُلاصة إنجيل يوحنا

وأنصح أيضاً بمُراجعة مقالة الأستاذ / مُعاذ عليان
بعُنوان: هل المسيح إله كامل بحسب أقوال الآباء ؟

أنصح أيضاً بمُراجعة الـمُحاضرات الآتية:
عقيدة ألوهية المسيح عند المسيحيين وعلاقته بالتثليث والتجسد
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء الثالث - الصمدية ضد البنوَّة والتثليث
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء الرابع - ألوهية المسيح وعقيدة التجسُّد
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء الخامس - التثليث من القرآن الكريم
عقائد النصارى والآيات القرآنية - الجزء السادس - الثالوث وثالث ثلاثة
من سلسلة: العلم والمعرفة - مدخل إلى مُقارنة الأديان

ولكن من أجل الإفادة, سأقوم بوضع أشهر النُّصُوص
والتي نستطيع من خلالها استخلاص المعاني السّابق ذكرها


يوحنا 10 / 29 {أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ}

يوحنا 14 / 28 {لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي}

1كورنثوس 15 / 28 {وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ}

يوحنا 5 / 30 {أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي}

لوقا 22 / 39 - 44 {39 وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. 40 وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42 قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.}

متَّى 20 / 23 {وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي}



هكذا نكون انتهينا من توضيح الفكرة الثانية


الفكرة الثالثة: لابد من "المسيح" عليه السلام لدخول الحياة الأبدية


من خلال كلمات المسيح عليه السلام في الأناجيل الأربعة
نجد أن الإيمان المطلوب بخصوص المسيح عليه السلام
هو نؤمن بأنه رسول من عند الله

ولكن الـمُشكلة جاءت من رسائل بولس

بولس لم يُوضِّح تحديداً ما هو الإيمان المطلوب بخصوص المسيح عليه السلام
إلا أنه أصرّ بأن نؤمن بأن الله عزَّ وجل أقام المسيح عليه السلام من الأموات
وأن المسيح "الإنسان" عليه السلام هو الوسيط بين الله والناس

بولس وضَّح مِراراً وتكراراً أننا لن نكون بارِّين أمام الله مرة أخرى
إلا بالمسيح عليه السلام, الذي بدمه نلنا الـمُصالحة مع الله عزَّ وجل

هذا الفهم تطوَّر حتى وصَّل المسيحيين إلى عبادة المسيح عليه السلام !


كيف هذا ؟

باختصار: نفس الشيء حدث مع الصُّوفيِّين !


المسلم لن يدخل الجنَّة إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم
أفضال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليك عظيمة جداً لا تُعد ولا تُحصى
يجب أن تُعلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترفع قدره وتُعظِّمه
فوصل بهم الغُلُوّ والإطراء إلى تقديم عبادات وتوسُّلات وتضرعات
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وهذه أمور لا تنبغي إلا لله عزَّ وجل

هذا ما حدث تماماً مع المسيحين

بالإضافة إلى أن الأمر لم يصل إلى هذا الحدّ فحسب !
وإنما استمر الإطراء والغلو إلى أن اعتبر المسيحيون المسيح عليه السلام
إلهاً مع الله عزَّ وجل يُعبد مع الله جنباً إلى جنب !

وعند وصولنا لعصر المجامع
أصبح المسيح عليه السلام مُساوياً لله عزَّ وجل !

أركان المسيحية في عهد آباء ما قبل نقية 325م

نستطيع أن نقول إنها نفس أركان المسيحي في عهد بولس
ولكن حدث بضع الإضافات البسيطة !

في بداية هذا العهد
كانت الفكرتان الأولى والثانية راسختين في أذهان المسيحيين

ثم عند وصولنا للقرن الثالث
أصبح يُقال على المسيح عليه السلام أنه إله أو الإله
ولكن مع مُراعات أن الإله الآب أعظم منه !

فأصبح هُناك إلهين جنباً إلى جنب !

يجب أن نُوضِّح أيضاً

أن عقيدة "الفادي" و "الـمُخلِّص" الذي يموت عن الإنسان
كانت مُنتشرة جداً في الأوساط الوثنية الـمُحيطة للمُجتمعات المسيحية
وبالطبع هذه هي العقيدة التي نادى بها بولس ليلاً ونهاراً !
فكانت تُستغلّ هذه النُّقطة في دعوة الوثنيين للمسيحية !

إذن, الموضوع باختصار كالآتي
مع دخول الوثنيين للمسيحية وانتشار عقائد بولس
زاد الغُلُوّ في المسيح عليه السلام فأصبح "الإنسان" يُعبد مع الله عزَّ وجل
مع الإقرار بأن الله الآب أعظم من هذا "الإنسان" وأرفع منه شأناً
ثم زاد الغُلُوّ إلى أن أُطلِقَ على المسيح عليه السلام وصف الله أو الإله
وأصبح يُعبد مع الله عزَّ وجل جنباً إلى جنب
مع الإقرار بأن الله الآب أعظم وأرفع شأناً من الله الابن !

والآن لنقرأ بعض الاقتباسات من كتابات الآباء
والتي تُوضِّح بجلاء النِّقاط المذكورة سابقاً

اقتباس
على هامش الموضوع

قبل أن تقرأ أي اقتباس لأحد آباء الكنيسة
لابد أن تعرف لمن تقرأ وإلى أي قرن يعود !
لذلك أنصح باقتناء الكتاب الآتي:
نظرة شاملة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى
للقمُّص تادرس يعقوب مَلَطِي
والذي يعطي معلومات رائعة جداً عن جميع آباء الكنيسة في السِّتَة قرون الأولى
ومُقدِّمة الكتاب تحتوي على تلخيص جميل لعقائد الفرق المسيحية الـمُختلفة


النُّقطة الأولى: المسيحية والوثنية


من أخطر ما قيل بخصوص هذه النُّقطة
كلام يوستينوس الشَّهيد, أحد آباء النِّصف الأول من القرن الثاني

The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 1, Justin Martyr, The First Apology of Justin, Chap. XXI, Analogies to the History of Christ


And when we say also that the Word, who is the first-birth of God, was produced without sexual union, and that He, Jesus Christ, our Teacher, was crucified and died, and rose again, and ascended into heaven, we propound nothing different from what you believe regarding those whom you esteem sons of Jupiter


الترجمة:


وعندما نقول أيضاً أن الكلمة, والذي هو بِكرُ اللهِ, أُحْدِثَ من غير علاقة جنسيَّة, وأنه, يسوع المسيح, مُعلمّنا, صُلِب ومات, وقام مرَّة أخرى, وصعد إلى السماء, لا نُقدِّم شيئاً مُختلفاً عمّا تؤمن به بخصوص أولئك الذين تُقدِّرهم: أبناء جوبيتير.


وهكذا, دخل الوثنيون في دين الكُفر أفواجاً !


النُّقطة الثانية: الآب أعظم من المسيح عليه السلام
النُّقطة الثالثة: عبادة المسيح عليه السلام مع الآب


هذه هي المرحلة التي أدَّت إلى مساواة المسيح عليه السلام بالله !
فلنقرأ فقرة أخرى من كتاب يوستينوس الشَّهيد, الدِّفاع الأول

The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Vol. I, Justin Martyr, The First Apology of Justin, Chap. XIII, Christians Serve God Rationally


Our teacher of these things is Jesus Christ, who also was born for this purpose, and was crucified under Pontius Pilate, procurator of Judaea, in the times of Tiberius Caesar; and that we reasonably worship Him, having learned that He is the Son of the true God Himself, and holding Him in the second place, and the prophetic Spirit in the third, we will prove. For they proclaim our madness to consist in this, that we give to a crucified man a place second to the unchangeable and eternal God, the Creator of all; for they do not discern the mystery that is herein, to which, as we make it plain to you, we pray you to give heed


الترجمة:


وسنُبَيِّن لكم أيضاً أننا نعبد بحق ذلك الذي علمنا هذه الأشياء ووُلد ليعلمنا إياها, يسوع المسيح الذي صُلِب في عهد بيلاطس البنطي, والي اليهودية, في عهد القيصر طيباريوس, الذي نرى فيه ابن الله الحق ونضعه في المنزلة الثانية, وفي الثالثة الروح النبوي. يا للجنون - على حد ما يُقال لنا - أن تُنزِلوا في المنزلة الثانية بعد الله الثابت الأزليّ خالق كل الأشياء, رجلاً مصلوباً ! هذا سر لا تفهمونه. سنشرحه لكم, فتفضلوا اتبعونا.


يوستينوس الشهيد: الدفاع عن المسيحية
إعداد: القمص تادرس يعقوب ملطي, كنيسة مار جرجس باسبورتنج الإسكندرية - صـ22

هنا نجد أن يوستينوس يُصرِّح بعبادته للمسيح عليه السلام
ولكن مع الإقرار بأنه في المنزلة الثانية بعد الله الثّابِت الأزليّ خالق كل الأشياء !
ومع الإقرار أيضاً بأنه "رجل" كما قال بطرس بحسب أعمال الرُّسُل 2 / 22


أعمال الرُّسُل 2 / 22 {أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.}


هذا كلام يوستينوس الشَّهيد, أحد آباء النِّصف الأول من القرن الثاني
ولكن عندما نأتي إلى النَّص الأول من القرن الثالث, أي إلى أوريجانوس
سنجد أن هُناك إضافة أخرى وتطوَّر جديد في المسيحية !

The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 4, Fathers of the Third Century: Origen Against Celsus, Book VIII, Chap. XV


For we who say that the visible world is under the government to Him who created all things, do thereby declare that the Son is not mightier than the Father, but inferior to Him. And this belief we ground on the saying of Jesus Himself, “The Father who sent Me is greater than I.” And none of us is so insane as to affirm that the Son of man is Lord over God. But when we regard the Saviour as God the Word, and Wisdom, and Righteousness, and Truth, we certainly do say that He has dominion over all things which have been subjected to Him in this capacity, but not that His dominion extends over the God and Father who is Ruler over all


الترجمة:


فنحن الذين نقول إن الكلمة المرئيَّة كانت تحت حُكم (أو سيطرة أو قهر) ذلك الذي خلق جميع الأشياء (أي: الآب), نُعلن أيضاً بهذا أن الابن ليس أقوى (أو أعظم) من الآب، ولكن أدنى منه. وهذه العقيدة مبنيَّة على قول يسوع نفسه: "إن الآب الذي أرسلني هو أعظم منّي". وليس منّا من هو مجنون ليُؤكِّد أن ابن الإنسان هو ربٌ على الله (أي: أعظم منه). ولكن عندما نعتبر الـمُخلِّص كـ "الله الكلمة"، والحكمة، والاستقامة, والحق، نقول بالتّأكيد أن له السِّيادة على جميع الأشياء والتي أُخضِعَت له بهذه القابليَّة, ولكن لا نقول أن سيادته امتدَّت لتسود على الله والآب الحاكم على الكلّ.


هذه الفقرة تستحق أن تُقرأ أكثر من مرَّة !
كلامه واضح وصريح جداً, لا يحتاج إلى شرح أو تفسير
أُنظر إلى عدد النِّقاط التي قام بتوضيحها وبيانها !

أوريجانوس يقول إن هذه العقيدة - عقيدة التَّدنِّي
أي: المسيح عليه السلام أدنى قدراً من الله الآب
عقيدة كتابيَّة مبنيَّة على أقوال المسيح عليه السلام نفسه !

لاحظ أيضاً أن أوريجانوس يقول ضمنيًّا أن سيادته أُعطيت له وليست من ذاته
ولكنه أطلق على المسيح عليه السلام لقب "الله الكلمة"


والآن, لننتقل إلى فقرة أخرى من كتاب أوريجانوس

The Early Church Fathers: Ante-Nicene Fathers, Volume 4, Fathers of the Third Century: Origen Against Celsus, Book II, Chap. IX


We therefore charge the Jews with not acknowledging Him to be God, to whom testimony was borne in many passages by the prophets, to the effect that He was a mighty power, and a God next to the God and Father of all things


الترجمة:


ولهذا نحن نُدين اليهود الذين لا يعترفون به كإله, والذي شهدت له العديد من الفقرات في كتابات الأنبياء, إلى درجة أنه قوَّةٌ عظيمة, وإلهٌ بجانب الإله والآب لجميع الأشياء.


بعد هذا الكلام القوي من أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي
لا يجب أن نتعجَّب عندما نجد مُساواة المسيح عليه السلام بالله عزَّ وجل
فهذه هي الخطوة المنطقيَّة التالية في سُلَّم الوصول إلى المسيحيَّة !


الـمُداخلة القادمة هي الأخيرة بإذن الله عز وجل
المسيحية في عصر المجامع


... آسف جداً على الإطالة ...
مُنتظر استفساراتكم بخصوص هذا الجزء

يُتْبَع بإذن الله عزَّ وجل ...





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :18  (رابط المشاركة)
قديم 18.11.2011, 17:07
صور التاعب الرمزية

التاعب

محاضر

______________

التاعب غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 16.06.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 18  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.03.2013 (16:41)
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
Momayz المسيحية في عصر المجامع



بسم الله الرحمن الرحيم

المسيحية في عصر المجامع
(آباء مجمع نقية 325 وما بعدها)


هذه هي مرحلة نُضُوج المسيحية
و وُصُولها إلى العقيدة التي نعرفها في أيّامنا الحالية !

مرحلة تحرير الـمُصطلحات اللّاهوتيَّة
مرحلة شرح العقائد و وَضْع قوانين الإيمان !

مرحلة رفع المسيح عليه السلام إلى مرتبة مُساوية لخالق السموات والأرض
مرحلة إضافة إله ثالث بجانب الآب والابن ليصبحوا ثلاثة جنباً إلى جنب !

مرحلة وصول صِراعات الطَّوائف المسيحية إلى أعلى درجة !
إلى درجة المجامِع المسكونيَّة, وتدخُّل الإمبراطور الرُّماني لحلّ النِّزاعات


هذه المرحلة هي: عصر المجامع !


اقتباس
على هامش الموضوع

أنصح بقراءة الكُتُب الآتية:
القُمُّص كيرلس الأنطوني: عصر المجامع, مكتبة المحبَّة
يوسابيوس القيصري: تاريخ الكنيسة, مكتبة المحبة
أندرو ميلر: مُختصر تاريخ الكنيسة, مكتبة الإخوة
الدكتور القس حنا جرجس الخضري: تاريخ الفكر المسيحي, دار الثقافة

للمزيد من المراجع المسيحية الـمُفيدة انظر الرابط الآتي:
مراجع مسيحية تحتوي على معلومات مُفيدة للرد على المسيحيين

يضع القُمُّص كيرلس الأنطوني شُرُوطاً مُحدَّدة
يجب توافرها في المجمع حتى نستطيع اعتباره مسكونيًّا !

1. أن تنعقد بسبب بدعة أو انشقاق.
2. أن تنعقد بدعوة من الإمبراطور المسيحي.
3. أن يحضرها غالبيَّة أساقفة الكنيسة - شرقاً وغرباً - لتتمثل فيها المسكونة.
4. تُقرِّر شيئاً جديداً لم يكن مُقرَّراً من قبل.

القُمُّص كيرلس الأنطوني: عصر المجامع, مكتبة المحبَّة - صـ24.

أُنظر إلى الشَّرط الأخير مرة أخرى !
تُقرِّر شيئاً جديداً لم يكن مُقرَّراً من قبل

هل نستطيع أن نقول إذاً إنه عندما خرجت مجمع نقية 325م
بنتيجة: المسيح عليه السلام من نفس جوهر الله الآب
لذلك فهو مُساوٍ له في العظمة والقدرة والقوة والسلطان والعلم ... إلخ

هل كان هذا القرار شيئاً جديداً لم يكُن مُقرَّراً من قبل ؟!

قبل أن ندخل إلى مثل هذه الاستنتاجات المهولة
يجب علينا أن نُسلِّط قليلاً من الضوء على ...

بعد المُصطلحات المُهِمَّة في شرح العقائد المسيحيَّة

التثليث لم يكن موجوداً في عهد المسيح عليه السلام
ألوهية المسيح عليه السلام والتَّجسُّد لم يكونا موجودان أيضاً من البداية
كانت الألوهية الحقيقية محصورة فقط في الآب, بحسب يوحنا 17 / 3

ولكن عندما تطوَّرت العقائد المسيحية
وأصبح هُناك أكثر من مَعبود يحمل ألوهية حقيقيَّة ويستحقّ العِبادة
وجب على المسيحيين شرح هذه المعاني باستخدام ألفاظ خاصة
هذه الألفاظ استخدمها آباء عصر المجامع وقاموا بتوضيح معانيها في كتاباتهم

هذه الـمُصطلحات هي:

فُوسِيس (φυσις) طَبِيعَة

المسيحيون يقولون
إن المسيح عليه السلام له طبيعة إلهيَّة وطبيعة إنسانيَّة
ماذا تعني كلمة "طبيعة" في العبارة السّابِقة ؟
كلمة "طبيعة" تعني مجموعة الصِّفات التي يتصف بها كائن ما

فإذا كُنّا نتكلم عن إنسان
فإن الإنسان يحتاج إلى الطَّعام والشَّراب
والإنسان صاحب علم محدود يسبقه جهل
والإنسان ليس أزليًّا, فإنَّه يموت في النِّهاية
جميع هذه الصِّفات تُسمَّى "الطَّبيعة الإنسانيَّة"

وإذا كُنّا نتكلم عن الله عزَّ وجل
فإن الله عزَّ وجل هو الصَّمَد الذي لا يحتاج لشيء وكل شيء تحتاج إليه
وهو سُبحانه وتعالى صاحب العلم والكمال الـمُطلق
حيٌّ قيُّوم لا تأخذه سِنَة ولا نوم, له ما في السموات وما في الأرض
جميع هذه الصِّفات وغيرها تُسمَّى "الطَّبِيعة الإلهيَّة"

وكما نرى

فإن "الطَّبيعة الإلهيَّة" تتناقض تماماً مع "الطَّبيعة الإنسانيَّة"
فـ "الطَّبيعة الإلهيَّة" كمال و "الطَّبيعة الإنسانيَّة" فقر وحاجة وعَوَز
و "الطَّبيعة الإلهيَّة" علم مُطلق و "الطَّبيعة الإنسانيَّة" جهل
و "الطَّبيعة الإلهيَّة" قُدرة مُطلقة و "الطَّبيعة الإنسانيَّة" عجز وضعف
إلى آخر هذه الـمُقارنة التي لا تنتهي
لذلك يستحيل عقلاً أن تجتمع هذه النَّواقض معاً !

أُوسِيا (ουσια) جَوهَر

فلنفرض أن عندي تمثال من صلصال
هذا الصلصال كـ "مادَّة" لها خصائص وصفات
إذا قُمتُ بصناعة أي شيء من هذا الصِّلصال
فإن هذا الشيء سيكتسب جميع خصائص وصفات هذا الصِّلصال

وهذا هو الجوهر !

لابد أن نفهم أن هذه الألفاظ كلها يونانيَّة
وهذه الألفاظ تُستخدم في وصف الله عزَّ وجل عند المسيحين
عند الوثنيين وعند المسيحيين أيضاً لا يوجد معبود واحد فقط !
بل هُناك المئات عند الوثنيين وهُناك ثلاثة عند المسيحيين !

لماذا يُعبد هذا المعبود ؟!

يُعبد لأنَّه إله ! أو بكلمات أخرى يُعبد لألوهيَّته
فالألوهيَّة أصبحت "مادَّة" أو "جَوهَر" هذا الكائن
وبسببها يكون بالفعل إلهاً مُستحقاً للعبادة !
وبسببها تكون له جميع خصائص وصفات الألوهيَّة ! أي: الطَّبيعة الإلهيَّة !

تأمَّل قول الله عز وجل

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ

[المائدة : 73]

أي لا يوجد من "جنس" الألوهية أو من "جوهر" الألوهية إلا واحد
قال الله عزَّ وجل هذا الكلام الـمُحكَم البَيِّن من أجل المسيحيين
فإنَّهم يقولون أن هُناك ثلاثة من "جنس" أو "جوهر" الألوهية
ذلك يعبدون الثلاثة جنباً إلى جنب !

هُوبُوسْتاسِيس (υποστασις) أُقْنُوم

إذن, "الطَّبيعة" تأتي من "الجوهر"
فإذا قُمتُ بتحديد كائن ما له "طبيعة" و "جوهر" ما
فإن هذا الكائن الـمُحدَّد يُدعى "أُقنُوم", أي: ذات مُحدَّدة بعينها

اقرأ كلام كيرلس الإسكندري, أحد آباء عصر المجامع

نحن الذين ننتسب للبشرية, نحن نرتبط أولاً ببعض ارتباطاً وثيقاً, وذلك برباط طبيعتنا الواحدة وفي نفس الوقت مرتبطون ومتحدون بطريقة أخرى, فكل منا له أقنومه الخاص, فالواحد بطرس والآخر يوحنا, وواحد توما والآخر متى, وقد صرنا أعضاءً في جسد المسيح, نتغذى على نفس الجسد, ومختومين في الوحدة بالروح القدس.

كيرلس الإسكندري: حوار حول الثالوث, الجزء الأول, الحوار الأول,
المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية, نصوص آبائية 127, طبعة ثانية مُنقحة - صـ57, 58.

إذن, عندما نقول "بشريَّة" فهذا تصنيف عام يُبِّر عن الطَّبيعة
ولكن عندما أقول "بطرس" أو "يوحنا" فإني أقوم بتحديد "أُقنُوم" بعينه
هذا "الأُقنُوم" سواء كان بطرس أو يوحنا من "الطَّبيعة البشريَّة"

تأمَّل أيضاً المزيد من الشَّرح

نحن نُعرِّف الإنسان بأنه حيّ وناطق وفاني, وهذا هو المفهوم المناسب له, ونحن نقول إن هذا يُعبِّر عن جوهره. وهذا التعريف ينطبق على كل الأفراد فرداً فرداً, وهنا يجد توما ومرقس وبطرس وبولس مكانهم الصحيح حسب اعتقادي, وهكذا نحدد الجوهر لا نحدد بعد ماهية الأشخاص الذين نتكلَّم عنهم بشكل دقيق. فحينما نقول "إنسان" بشكل عام فهو ليس بطرس ولا بولس, وحينما نقول توما وبطرس فنحن نخرج من حدود ما نسميه بالجوهر الواحد, وهذا لا يُقلِّل من كل منهم "كإنسان", فقد أظهرناه موجوداً بأقنومه الخاص. إذن, الجوهر هو لكل إنسان دليل على النوع, أما الأقنوم فهو يُطلق على كل واحد في ذاته, دون أن ننسى أنه يُشير أيضاً إلى شركة الجوهر ولكن دون أن نخلط بين العام والخاص.

كيرلس الإسكندري: حوار حول الثالوث, الجزء الأول, الحوار الأول
المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية, نصوص آبائية 127, طبعة ثانية مُنقحة - صـ59, 60.

أعتقد أن هذا الكلام لا يحتاج إلى شرح !

هُومُوأُوسِيوس (ομοουσιος) جَوهَر واحِد

لماذا يعبد المسيحيون هؤلاء الثلاثة: الآب والابن والرُّوح القُدُس
لأن هؤلاء الثلاثة "هُومُوأُوسِيوس" أي من "جَوهَر واحد"
وهو "جَوهَر الألوهيَّة", فكل من كان من "جَوهَر الألوهيَّة" استحقّ أن يُعبَد !

المسيحيون يقولون إن "الآب" هو الأصل أو المصدر
وُلِد منه "الابن" ولادةً حقيقيًّة بكَيفيَّة غير معلومة

ولكن بسبب ولادة "الابن" من "الآب"
أخذ "الابن" من "أبيه" أو وَرِث منه "طبيعته وجوهره الإلهيّ" !

فـ "الابن" إلهٌ حقٌ (للدلالة على الجنس أو الجوهر)
من إلهٍ حقٍ (للدلالة على الجنس أو الجوهر) ألا وهو "الآب"
لهذا يستحقّ "الابن" العبادة كما يستحق "الآب" العبادة !
وكما كان يُطلق على "الآب" لفظ الجلالة "الله" (الله الآب) !
أصبح يُطلق على "الابن" أيضاً لفظ الجلالة "الله" (الله الابن) !

والمسيحيون يقولون أيضاً إن "الرُّوح القُدُس" مُنبثق أو خارج من "الآب"
وبسبب أنه مُنبثق من "الآب" أخذ منه "طبيعته وجوهره الإلهيّ"
وبسبب أن "الرُّوح القُدُس" من "جَوهَر الألوهيَّة" المأخوذ من "الآب"
استحقّ "الرُّوح القُدُس" العبادة كما يستحقَّهما "الآب" و "الابن" !
وكما كان يُطلق على "الآب" لفظ الجلالة "الله" (الله الآب) !
أصبح يُطلق على "الرُّوح القُدُس" أيضاً لفظ الجلالة "الله" (الله الرُّوح القُدُس) !

لذلك أصبح هناك ثلاثة يُعبدون بسبب أنهم
"هُومُوأُوسِيوس" أي من "جَوهَر واحد" ألا وهو "جَوهَر الألوهيَّة" !
ويُطلق على هؤلاء الثلاثة لفظ الجلالة "الله"

لذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم:

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ
[المائدة : 73]

أي: إن "الله" أي واحد من هؤلاء الثلاثة
فهؤلاء الثلاثة يُعبدون ويُطلق عليهم لفظ الجلالة "الله"

برُوسُّوبُون (προσωπον) الحُلَّة أو المَظْهَر الخارِجِيّ

هل هؤلاء الثلاثة: الآب والابن والرُّوح القُدُس
نُسخة واحدة من بعضها البعض ؟
بمعنى: ألا نستطيع التَّفريق بينهم ؟ بالطبع نستطيع !
كيف نستطيع: عن طريق الـ "برُوسُّوبُون" الخاص بكل "أُقنُوم"
فـ "أُقنُوم الابن" ليس نُسخة طبق الأصل من "أُقنُوم الآب"
و "أُقنُوم الرُّوح القُدُس" ليس نُسخة طبق الأصل من "أُقنُوم الآب"
ولكن لكل "أُقنُوم" من هذه الأقانيم الثلاثة حُلَّته أو مظهره الخاص !

سارْكُوثِينْتا (σαρκωθέντα) تجسَّد

لماذا يُعبد المسيح عليه السلام الذي عاش على الأرض ؟
من أين جاءت عقيدة "ألوهيَّة المسيح" عليه السلام ؟
جاءت عن طريق "التَّجسُّد" !

"التَّجسُّد" ليس ظهوراً أو تجليًّا
وإنَّما هو اتِّحادٌ "الألوهيَّة" بالـ "الإنسانيَّة"

كيف هذا ؟!

"أُقنُوم الابن" مولود من "أُقنُوم الآب"
و "أُقنُوم الرُّوح القُدُس" مُنبث من "أُقنُوم الآب"
إذن, أصبح لدينا ثلاثة أقانيم إلهيَّة !

هذه الأقانيم الثلاثة ليس فيهم من "الطَّبيعة الإنسانيَّة" البتَّة !
فجميعهم أقانيم "إلهيَّة" خالصة, ليس فيهم إلا "جَوهَر الألوهيَّة" !

أُقنُوم واحد من هذه الأقانيم الثلاثة
نزل من السَّماء وأصبح إنساناً وعاش بين النّاس على الأرض !
هذا الأُقنُوم هو "أُقنُوم الابن" (الله الابن)

عن طريق "التَّجسُّد" اكتسب هذا الأُقنُوم الإلهيّ: الابن
خصائص وصفات "الطَّبيعة الإنسانيَّة"
عن طريق اتِّحاد "الجَوهَر الإلهيّ" (الله الابن)
بـ "الجَوهَر الإنسانيّ" (جسد المسيح عليه السلام المخلوق) !

فأصبح لدينا الله (الابن) الـمُتجسِّد !
والذي بسبب تجسُّده اكتسب خصائص وصفات الإنسان
بالإضافة إلى ألوهيَّته التي جاءت من ولادته من الآب !

بهذه العقيدة, المسيحيون يقولون صراحة
{إِنَّ اللّهَ} (الابن) نزل من السَّماء وأصبح {هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} عليه السلام
الذي عاش على الأرض واكل وشرب ... إلخ

والله عز وجل يقول في كتابه الكريم:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
[المائدة : 72 و 73]

لماذا تُعتبر هذه العقيدة كُفر ؟!
لأن الاتِّحاد بين "الألوهيَّة" و "الإنسانيَّة" مُستحيل تماماً

إنانْثرُوبِيسانْتا (ἐνανθρωπήσαντα) تأنَّس

بعد الاتِّحاد بين "الألوهيَّة" و "الإنسانيَّة" بحسب العقيدة المسيحية
هذا الكيان الـمُكوَّن من "الألوهيَّة" و "الإنسانيَّة" أصبح إنساناً
وهذا ما يُسمَّى عند المسيحيين بـ "التّأنُّس"

فبعد أن "تجسَّد" الله (الابن), أي: اتَّحد بـ "جَوهَر الإنسانيَّة"
"تأنَّس", أي: أصبح إنساناً مثلنا تماماً في الهيئة والشكل
مع البقاء على جميع صفات وخصائص "طبيعته الإلهيَّة"

فأصبح الله (الابن)
بعد "التَّجسُّد" و "التّانُّس"
هو المسيح ابن مريم عليه السلام !

والآن, وقبل أن نأتي إلى ما حدث في مجمع نقية 325م
يجب علينا أن نُسلِّط قليلاً من الضوء على ...

عقائد الفِّرَق المسيحيَّة الـمُختلفة

مُنذ فجر المسيحية وهُناك فرق مسيحية كثيرة جداً ومُختلفة
هذه الفرق المسيحية كانت تختلف لاختلاف مُعتقدها في المسيح عليه السلام

بمعنى

هُناك فرق كانت تؤمن بأن ..
1. المسيح عليه السلام إنسان فقط (الإبيونِيّون)
2. أو أن المسيح عليه السلام إنسان وإله في الوقت نفسه (أتباع أثناسيوس الرسولي)
3. أو أن المسيح عليه السلام إله أو روح فقط (بعض الغُنُوصِيّين والدُّويستِيَّة)

وكانت هُناك اختلافات بين الفرق المسيحي بخصوص
الإله الـمُستحق للعبادة, هل هو واحد أم أكثر ... إلخ

فهُناك فرق كانت تؤمن بـ ..
1. إله واحد فقط وهو إله العهد القديم ونفي الألوهية عن أي كائن آخر (الإبيونِيّون)
2. إله للخير وإله للشر يُصارِعان ويُحارِبان بعضهما البعض (ماركيون, الدُّويستِيَّة)
3. إله كبير عظيم وكائنات إلهية كثيرة جداً لا تُعَد ولا تُحصى (فرق غُنُوصِيَّة)

والآن, بعد أن شرحنا القليل عن العقائد المسيحية الرئيسيَّة الـمُختلفة
يجب علينا أن نُسلِّط قليلاً من الضوء على ...

الظُّرُوف التي أدَّت إلى مجمع نقية 325م

كانت هُناك صراعات ضخمة جداً بين طرفين


الطَّرَف الأول: آريوس وأتباعه


آريوس كان من أصل ليبيّ, وُلِدَ عام 270م
درس الكثير من العلوم والمعارف ثم التحق بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية
تنحصر تعاليمه في إنكار ألوهيَّة المسيح عليه السلام وادعائه أنه مخلوق
وكان يقول بأن "الابن" و "الآب" ليسا من "جَوهر واحد"
بل الابن مخلوق والآب هو الخالق !


الطَّرَف الثاني: أثناسيوس وأتباعه


أثناسيوس الإسكندري, وُلِد عام 287م من أبوين وثنيَّين !
مات والده وهو ما زال صغيراً, فقامته أمُّه الوثنيَّة بتربيته !

أثناسيوس عارَض تعاليم آريوس
وقال إن "الابن" ليس مخلوقاً, بل هو مولود من "الآب"
وقال إن "الآب" و "الابن" من "جَوهَر واحد"

من الواضح جداً أن أتباع آريوس كانوا الأغلبية
كان الأمر يبدوا وكأن العالم كله ضدّ أثناسيوس وكان هو ضدّ العالم !

هذان الطَّرفان كانا يتصارعان دائماً
حتى كاد الأمر يصل إلى فوضى عارمة وفتنة

حينئذ أمر الإمبراطور الرُّوماني الوثني "قُسطنطين"
بإقامة مجمع عالمي لفض هذه النِّزاعات وتوحيد صفوف الإمبراطوريَّة

الدِّيانة الرَّسميَّة للإمبراطوريَّة الرُّمانيَّة

الأحداث التي جَرَت في مجمع نقية 325م يُحيطها بعض الغُمُوض !
فالجلسة الأولى للمجمع لم تصل إلى نتيجة ما !

في نهاية المجمع تم وضع الجزء الأول من قانون الإيمان المسيحي الذي يقول:
نؤمن بإله واحد, الله الآب, ضابط الكل, خالق السماء والأرض, ما يرى و ما لا يرى. نؤمن برب واحد يسوع المسيح, ابن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إلهٌ حق من إلهٍ حق, مولود غير مخلوق, واحد مع للآب في الجوهر, الذى به كان كل شيء. هذا الذي من أجلنا نحن البشر, ومن أجل خلاصنا, نزل من السماء وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء. تأنَّس وصُلِب عنّا على عهد بيلاطس البنطي. تألم وقُبِرَ وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب, وصعد إلى السموات, وجلس عن يمين أبيه, وأيضاً يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات, الذي ليس لملكه انقضاء.

يقول القُمُّص كيرلس الأنطوني:

ولقد وقَّع على قانون الإيمان هذا أكثر من 300 أسقف, ولما امتنع أريوس وأنصاره عن التَّوقيع حرمهم المجمع. كما قرر نفي آريوس وحرق كتبه.

القُمُّص كيرلس الأنطوني: عصر المجامع, مكتبة المحبَّة - صـ108.

لاحظ عدم ذكر أعداد الـمُخالفين لهذا القانون !
وبداية اضطهاد الـمُخالفين لعقيدة أثناسيوس !
وهكذا انتشرت عقيدة أثناسيوس بعد أن كان هو ضدّ العالم !

بعثة النَّبي محمد صلى الله عليه وسلم

بعد مجمع نقية 325م والمجامع المسكونيَّة الأخرى
ساد الكفرُ العالم بأسره, ولم يبقَ على الإيمان الصحيح إلا القليل
فكل من كان يُخالف الدِّيانة الرسميَّة للإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة كان يُحارب
ودخل الوثنيون في دين الكفر أفواجاً

وكما جاء في الحديث المذكور في صحيح مسلم 7386
« إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ »
بقايا من الفرق المسيحية التي كانت مُتمسِّكة بالحق الذي معها !

فجاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم الذي ساده الكفر والظَّلام
جاء نوراً إلى العالم, يهدي به اللهُ أولئك الذين كانوا جالسين في الظُّلمة !

قال الله عزَّ وجل في كتابه الكريم:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
[الآيات: 15 و 16 من سورة المائدة]


بهذا أكون قد أنهيت حديثي عن
تاريخ المسيحية


آسف جداً على الإطالة
شاكر جداً لاستضافتكم الكريمة
أراكم مرة أخرى قريباً عندما نتحدَّث عن

نقد العهد الجديد

... الحمد لله الذي بنعمته تتم الصّالحات ...






آخر تعديل بواسطة التاعب بتاريخ 18.11.2011 الساعة 17:28 .
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :19  (رابط المشاركة)
قديم 19.11.2011, 17:08
صور زهراء الرمزية

زهراء

مديرة المنتدى

______________

زهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.354  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.07.2015 (20:56)
تم شكره 463 مرة في 275 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خيراً أخونا الفاضل (التاعب) على ما خطت يداكم..زادكم الله علماً
ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
من يرغب بطرح الأسئلة والإستفسارات حول ما جاء في مداخلات الأخ الفاضل التاعب يمكنه ذلك من خلال صفحة التعليقات هنا
https://www.kalemasawaa.com/vb/t16456.html#post119628








المحــــور الثاني
(نقــد العهـــد القــديم)



ماذا يقصد به؟ وما هي أشكاله؟ وما الهدف منه؟

يجيبنا على هذه الأسئلة وغيرها.

الأخوين الكريمين/

one1_or_three3

abcdef_475










توقيع زهراء
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :20  (رابط المشاركة)
قديم 21.11.2011, 23:49
صور abcdef_475 الرمزية

abcdef_475

محاضر

______________

abcdef_475 غير موجود

محاضر 
الملف الشخصي
التسجيـــــل: 22.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 121  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
29.08.2013 (12:01)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .

لا شك وان لكل أمر مقدمات ، وعند بداية اي حديث في علم مقارنة الأديان خصوصا وان كان موضوعه هو الكتاب المقدس ، هناك بعض الأسئلة التي يعتبرها زملاؤنا المسيحيين أنها بديهية .

وهي من باب الإفتراضات الجدلية ، ظناً بأنها في حد ذاتها اقامة للحجة على المسلم ، والظفر بالقداسة لما معه من أسفار وأصحاحات واعداد .

هذه الأمور التي يعتبرها المسيحي بديهيات تتمثل في أمرين لا ثالث لهما وهما :

- هل قالت أصلا المصادر الإسلامية بأن اهل الكتاب قد حرفوا كتبهم ؟

- وان كان ذلك كذلك ، وعرفت كتبنا محرفة بالفعل ، فلما تستشهد بها ؟ فضلا عن كيف يسمح الله أصلا بتحريف كتبه ؟

ولذا فلابد من تناول النقتطين بالنقاش ، وبيان ان الزملاء النصارى حينما يثيروا تلك النقاط ظناً منهم انهم يقيموا علينا الحجج ، انما لا يقيموها الا على انفسهم ولا احد سواهم .


اولا : هل قالت المصادر الاسلامية بأن ما يسمى بالكتاب المقدس إصطلاحاً محرف ؟ .


تحدث الله سبحانه وتعالى عن هذا الأمر في كتابة العزيز صراحة ، وذكر أن اهل الكتاب قد حرفوا كتبهم على كلا نوعين من التحريف وهو التحريف المعنوي : وهو صرف المعنى عن مراده الحقيقي .

والثاني بالزيادة والنقصان : وهو التصرف في اللفظ سواء بالحذف منه أو الإضافة عليه .

يقول الله تعالى :

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة

وقال الزمخشري رحمه الله :

ذكر العلماء الذين عاندوا بالتحريف مع العلم والاستيقان، ثم العوامّ الذين قلدوهم، ونبه على أنهم في الضلال سواء، لأن العالم عليه أن يعمل بعلمه، وعلى العامي أن لا يرضى بالتقليد والظنّ وهو متمكن من العلم. { يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } المحرّف { بِأَيْدِيهِمْ } تأكيد، وهو من محاز التأكيد، كما تقول لمن ينكر معرفة ما كتبه: يا هذا كتبته بيمينك هذه. { مِّمَّا يَكْسِبُونَ } من الرشا. [1]

وقال الامام بن عطية رحمه الله في تفسير هذه الآية :

هم الأحبار الذين بدلوا التوراة. [2]

ويقول الله عز وجل :


أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 75 ) البقرة

قال الإمام بن كثير رحمه الله :

أي : يتأولونه على غير تأويله .[3]


مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ( 46 ) النساء

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 13 ) المائدة

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 41 ) المائدة

وقد فصل الإمام الرازي في تفسيره في الفرق بين المعنيين في قوله تعالى " يحرفون الكلم عن مواضعه " و قوله تعالى أيضاً " يحرفون الكلم من بعد مواضعه " ، فبين - رحمه الله - أن الأولى للتأويلات الفاسدة ، والثانية بالحذف والإضافة ، على النحو الذي قاله في المسألة ، فقال :



المسألة الرابعة :
ذكر الله تعالى ههنا: { عَن مَّوٰضِعِهِ } وفي المائدة { مِن بَعْدِ مَوٰضِعِهِ }

والفرق أنا إذا فسرنا التحريف بالتأويلات الباطلة، فههنا قوله: { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، فهاهنا قوله: { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك اللفظة من الكتاب

وأما الآية المذكورة في سورة المائدة، فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين، فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة، وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب، فقوله: { يُحَرّفُونَ ٱلْكَلِمَ } إشارة إلى التأويل الباطل وقوله: { مِن بَعْدِ مَوٰضِعِهِ } إشارة إلى إخراجه عن الكتاب.[4]



فهذا مما ذكره القرآن الكريم من صريح التحريف والعبث مما قام به أهل الكتاب والقائمين على أسفارهم المقدسة ، ثم نسبوه بعد ذلك إلى الوحي الإلهي سواء نصاً أو مدلولاً.

__________

[1] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل 1 / 185

[2] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1 / 170


[3] تفسير القرآن العظيم 1 / 307

[4] مفاتيح الغيب 6 / 96 .







توقيع abcdef_475




رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
ملتقى نقد البايبل, أحمد سبيع, مخطوطات, نقد البايبل, نقد الكتاب المقدس, التاعب, العهد الجديد, العهد القديم, طارق أحمد


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
مكتبة كلمة سواء ابو علي الفلسطيني المكتبة العامة 10 08.10.2014 22:41
مكتبة كلمة سواء ابو علي الفلسطيني كتب إسلامية 3 12.03.2010 20:02



لوّن صفحتك :