رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
إرم ذات العماد ....
إرم ذات العماد ثمة اتجاهات ثلاثة في ما هي (إِرَمَ) : 1- الاتجاه الأول: أنَّ (إِرَمَ) هي إسم البلد التي كان يقطنها قوم عاد، وبناءً على ذلك تكون كلمة (إِرَمَ) في الآية مضافة الى اسم مقدَّر والتقدير هو (أهل إِرَمَ) وعليه يكون تفسير قوله تعالى :﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ معناه : ألم تَرَ ما فعله الله تعالى بقوم عاد أهل مدينة إِرَم 2- الاتجاه الثاني: أنَّ(إِرَمَ) إسمٌ آخر لقبيلة عاد أو هو إسم لقومٍ من قبيلة عاد أو هو إسم لعادٍ الأولى في مقابل عاد الثانية ... فـ (إِرَمَ) هي المعنيَّة من قوله تعالى :﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى﴾ ... وثمة عاد أخرى ليست هي (إِرَمَ) ومنشأ التعبير عن عاد بـ (إِرَمَ) هو أنَّ عاداً الذي تُنسب إليه هذه القبيلة كان منحدراً عن جدٍ إسمه (إِرَمَ) فهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وبناءً هذا الإتجاه تكون كلمة (إِرَمَ) في الآية عطف بيان أو بدلاً من كلمة عاد الذي هو إسم للقبيلة 3- الاتجاه الثالث: أنَّ (إِرَمَ) لم تكن إسماً لقبيلة عاد كما انَّها ليست إسماً لمدينتهم وإنَّما هي إسم آخر لعاد بن عوص الذي تنحدر منه قبيلة عاد وبناء عليه يكون إسم (إِرَمَ) عطف بيان أو بدلاً من عاد الذي هو جدُّ القبيلة، والذي تُنسب اليه القبيلة وعليه فيكون تفسير الآية : ألم تر ما فعله الله تعالى بقبيلة عاد المسمى بـ (إِرَمَ) ---------------------------------- وفى كل الإتجاهات الثلاثة .... فمفاد الآية ظاهر جداً .... (وهو التنبيه والإخبار عن العذاب الإلهي الذي وقع على قوم عاد فى مدينتهم الحصينة بعد تمرُّدهم على نبي الله هود عليه السلام الذي بُعث إليهم) والاختلاف إنَّما هو في المسمَّى (إِرَمَ) هل هو : مدينة كانت تقطنها عاد أو هو قبيلة عادٍ الأولى أو هو رجل كانت قبيلة عاد تُنسب إليه --------------------------------- وأما قوله تعالى: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ فهو وصف لقبيلة عاد حيث كانوا ذوي أبنية حصينة متشامخة، فما منعهم ذلك من عذاب الله جلَّ وعلا وثمة اتجاه آخر أنَّ (ذات العماد) هو وصف لمدينة إِرَمَ التي كان يقطنها قوم عاد، فهي كانت ذات أبنية رفيعة متشامخة (أعمدة صخرية) وهو معنى العماد، وهذا الإتجاه هو بناءً على أنَّ إِرَم إسم للمدينة وليست إسماً للقبيلة وعليه يكون معنى وتفسير الآية : ألم تر كيف فعل اللهُ تعالى بقوم عاد أهل مدينة إِرَم ذات الأبنية الشامخة المنيعة --------------------------------- * تفسير ابن كثير : (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين خارجين عن طاعته مكذبين لرسله جاحدين لكتبه فذكر تعالى كيف أهلكهم ودمرهم وجعلهم أحاديث وعبرا فقال (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد) وهؤلاء عاد الأولى وهم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح قاله بن إسحاق وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا عليه السلام فكذبوه وخالفوه فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم وأهلكهم بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ليعتبر بمصرعهم المؤمنون فقوله تعالى (إرم ذات العماد) عطف بيان زيادة تعريف بهم وقوله تعالى (ذات العماد) لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشا ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم فقال (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) وقال تعالى (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) وقال ها هنا (التي لم يخلق مثلها في البلاد) أي القبيلة التي لم يخلق مثلها في بلادهم لقوتهم وشدتهم وعظم تركيبهم قال مجاهد إرم أمة قديمة يعني عادا الأولى قال قتادة بن دعامة والسدي أن إرم بيت مملكة عاد وهذا قول حسن جيد قوي وقال مجاهد وقتادة والكلبي في قوله (ذات العماد) كانوا أهل عمد لا يقيمون وقال العوفي عن بن عباس إنما قيل لهم ذات العماد لطولهم واختار الأول بن جرير ورد الثاني فأصاب وقوله تعالى (التي لم يخلق مثلها في البلاد) أعاد بن زيد الضمير على العماد لارتفاعها وقال بنوا عمدا بالأحقاف لم يخلق مثلها في البلاد وأما قتادة وبن جرير فأعاد الضمير على القبيلة أي لم يخلق مثل تلك القبيلة في البلاد يعني في زمانهم وهذا القول هو الصواب وقول بن زيد ومن ذهب مذهبه ضعيف لأنه لو كان المراد ذلك لقال التي لم يعمل مثلها في البلاد وإنما قال (لم يخلق مثلها في البلاد) وقال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن صالح عمن حدثه عن المقدام عن النبي أنه ذكر إرم ذات العماد فقال كان الرجل منهم يأتي على الصخرة فيحملها على الحي فيهلكهم ثم قال بن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا أبو الطاهر حدثنا أنس بن عياض عن ثور بن زيد الديلي قال قرأت كتابا قد سمى حيث قرأه أنا شداد بن عاد وأنا الذي رفعت العماد وأنا الذي شددت بذراعي نظر واحد وأنا الذي كنزت كنزا على سبعة أذرع لا يخرجه إلا أمة محمد قلت فعلى كل قول سواء كانت العماد أبنية بنوها أو أعمدة بيوتهم للبدو أو سلاحا يقاتلون به أو طول الواحد منهم فهم قبيلة وأمة من الأمم وهم المذكورون في القرآن في غير ما موضع المقرونون بثمود كما ها هنا والله أعلم ومن زعم ان المراد بقوله (إرم ذات العماد) مدينة إما دمشق كما روي عن سعيد بن المسيب وعكرمة أو الإسكندرية كما روي عن القرظي أو غيرهما ففيه نظر فإنه كيف يلتئم الكلام على هذا (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد) إن جعل ذلك بدلا أو عطف بيان فإنه لا يتسق الكلام حينئذ ثم المراد إنما هو الإخبار عن إهلاك القبيلة المسماة بعاد وما أحل الله بهم من بأسه الذي لا يرد لا أن المراد الإخبار عن مدينة أو إقليم وإنما نبهت على ذلك لئلا يغتر بكثير مما ذكره جماعة من المفسرين عند هذه الآية من ذكر مدينة يقال لها إرم ذات العماد مبنية بلبن الذهب والفضة قصورها ودورها وبساتينها وإن حصباءها لالىءوجواهر وترابها بنادق المسك وأنهارها سارحة وثمارها ساقطة ودورها لا أنيس بها وسورها وأبوابها تصفر ليس بها داع ولا مجيب وإنها تنتقل فتارة تكون بأرض الشام وتارة باليمن وتارة بالعراق وتارة بغير ذلك من البلاد فإن هذا كله من خرافات الإسرائيليين من وضع بعض زنادقتهم ليختبروا بذلك عقول الجهلة من الناس أن تصدقهم في جميع ذلك وذكر الثعلبي وغيره أن رجلا من الأعراب وهو عبد الله بن قلابة في زمان معاوية ذهب في طلب أباعر له شردت فبينما هو يتيه في ابتغائها إذ اطلع على مدينة عظيمة لها سور وأبواب فدخلها فوجد فيها قريبا مما ذكرناه من صفات المدينة الذهبية التي تقدم ذكرها وأنه رجع فأخبرالناس فذهبوا معه إلى المكان الذي قال فلم يروا شيئا وقد ذكر بن أبي حاتم قصة إرم ذات العماد ها هنا مطولة جدا فهذه الحكاية ليس يصح إسنادها ولو صح إلى ذلك الأعرابي فقد يكون اختلق ذلك أو أنه أصابه نوع من الهوس والخبال فاعتقد أن ذلك له حقيقة في الخارج وليس كذلك وهذا مما يقطع بعدم صحته وهذا قريب مما يخبر به كثير من الجهلة والطامعين والمتحيلين من وجود مطالب تحت الأرض فيها قناطير الذهب والفضة وألوان الجواهر واليواقيت واللالىء والأكسير الكبير لكن عليها موانع تمنع من الوصول إليها والأخذ منها فيحتالون على أموال الأغنياء والضعفة والسفهاء فيأكلونها بالباطل في صرفها في بخاخير وعقاقير ونحو ذلك من الهذيانات ويطنزون بهم والذي يجزم به أن في الأرض دفائن جاهلية وإسلامية وكنوزا كثيرة من ظفر بشيء منها أمكنه تحويله فأما على الصفة التي زعموها فكذب وافتراء وبهت ولم يصح في ذلك شيء مما يقولون إلا عن نقلهم أو نقل من أخذ عنهم والله سبحانه وتعالى الهادي للصواب وقول بن جرير يحتمل ان يكون المراد بقوله (إرم ذات العماد) قبيلة أو بلدة كانت عاد تسكنها فلذلك لم تصرف فيه نظر لأن المراد من السياق إنما هو الإخبار عن القبيلة ولهذا قال بعده (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) يعني يقطعون الصخر بالوادي قال بن عباس ينحتونها ويخرقونها وكذا قال مجاهد وقتاده والضحاك وبن زيد) --------------------------------- * قول ابن جرير الطبرى : (والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن إرم إما بلدة كانت عاد تسكنها ، فلذلك ردت على عاد للإتباع لها ، ولم يجر من أجل ذلك ، وإما اسم قبيلة فلم يجر أيضا ، كما لا يجرى أسماء القبائل ، كتميم وبكر ، وما أشبه ذلك إذا أرادوا به القبيلة ، وأما اسم عاد فلم يجر ، إذ كان اسما أعجميا . فأما ما ذكر عن مجاهد أنه قال : عني بذلك القديمة ، فقول لا معنى له ؛ لأن ذلك لو كان معناه لكان محفوظا بالتنوين ، وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعت ولا صفة . وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد ، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها ، وترك إجرائها ، كما يقال : ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل ؟ فيترك إجراء نهشل ، وهي قبيلة ، فترك إجراؤها لذلك ، وهي في موضع خفض بالرد على تميم ، ولو كانت إرم اسم بلدة ، أو اسم جد لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها ، كما يقال : هذا عمرو زبيد ، وحاتم طيئ ، وأعشى همدان ، ولكنها اسم قبيلة منها فيما أرى ، كما قال قتادة ، والله أعلم ، فلذلك أجمعت القراء فيها على ترك الإضافة وترك الإجراء . وقوله : (ذات العماد) اختلف أهل التأويل في معنى قوله : (ذات العماد) في هذا الموضع ، فقال بعضهم : معناه : ذات الطول ، وذهبوا في ذلك إلى قول العرب للرجل الطويل : رجل معمد ، وقالوا : كانوا طوال الأجسام) ملحوظة هامة : المراد بـ (الإجراء) في كلام ابن جرير : الصرف ، ومعنى ترك الإجراء : المنع من الصرف --------------------------------- فالأصوب أن (إرم) إسم قبيلة وليست إسم بلدة أو مدينة http://www.hodaalquran.com/qus_view.php?id=200 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
إرم ذات العماد ....
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
دكتور إكس
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع ممتاز جزاك الله خيرا اخي الحبيب اكرمك الله نشر كثير من الصور على الشبكة وتم الادعاء انها للمدينة لكنها كما اعتقد ويعتقد كثيرون مزرورة فالاغلب كما بينت جزاك الله خيرا المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
...., العلاج |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
العلاج الصحيح لإنتفاخ ما تحت العين | أمــة الله | المنتدى الطبي | 3 | 14.11.2012 11:34 |
الضوابط في مسألة النظر للعورة في العلاج | ebnat fatima | المنتدى الطبي | 2 | 28.05.2011 00:01 |
اول مره اسمع عن هذه الصحابية | ابوالسعودمحمود | الحديث و السيرة | 0 | 21.12.2010 00:23 |
كلاكيت تانى مره مع ساجده | ابوالسعودمحمود | قسم الحوار العام | 11 | 14.12.2010 16:44 |