آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

أيهما يضمن الجنة لأتباعه الإسلام أم المسيحية !؟

إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 10.07.2022, 17:57
صور الشهاب الثاقب الرمزية

الشهاب الثاقب

مشرف عام

______________

الشهاب الثاقب موجود الآن

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.09.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 991  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (18:59)
تم شكره 689 مرة في 467 مشاركة
افتراضي أيهما يضمن الجنة لأتباعه الإسلام أم المسيحية !؟


بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين



تردد مؤخرا شبهة ساذجة كعادة النصارى الجاهلين
بالإسلام و الجاهلين بكتابهم يرمون من وراء الشبهة أنَّ المسلم لا يضمن الجنة و المسيحي يضمنها

و السؤال كالتالي
هل المسلم ضامن الجنة
للآية


{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9)} الأحقاف


و لحديث

- سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، فإنَّه لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ، واعْلَمُوا أنَّ أحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ. وفي روايةٍ بهذا الإسْنادِ، ولَمْ يَذْكُرْ: وأَبْشِرُوا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2818 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (6464)، ومسلم (2818).

و قبل أن أجيب على هذا السؤال لاحقاً في مشاركة مستقلة بالتفصيل سوف أخصص هذه المشاركة
للإجابة على نفس السؤال و هو
هل المسيحي ضامن الملكوت أو الحياة الأبدية أو السما أو الجنة

لن أتكلم في هذه المشاركة على ما عليه النصارى من ضلال و فساد و بطلان عقائد فلا حاجة للإجابة على السؤال إذن في هذا أصلاً لأن الإجابة معلومه و محسومة

و إنما سأتكلم بعدم ضمانهم للملكوت أو الجنة على ظنهم بأنهم على الحق و ذلك بشواهد كتابية و أبائية و واقعية



إنجيل متى 20
22 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ».
23 فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي».

إنجيل متى 7
21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
إنجيل متى 25
40 فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.
41 «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،
42 لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي.
43 كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي.
44 حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟
45 فَيُجِيبُهُمْ قِائِلًا: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا.
46 فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6
8 لكِنْ أَنْتُمْ تَظْلِمُونَ وَتَسْلُبُونَ، وَذلِكَ لِلإِخْوَةِ!
9 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ،
10 وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.

و كثير من أباء المسيحية بعد ان كانوا مؤمنين أصبحوا مهرطقين كا ترتليانوس مخترع الثالوث و كاوريجانوس من كبار لاهوتي و مفسري الكتاب المقدس
و قد جاء في كتابين لكبار أباء الكنيسة الأرثوذكسية بإستشهادات كتابية ينقضون فكرة ضمان المسيحي للجنة أو الملكوت أو السما



من كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث

42- عدم ثقة بإرادتنا الخاصة
لست أميل إلى الترتيلة التي تقول (إني واثق..) هي ترتيلة بروتستانتية بلا شك. وعلى الرغم من أن بعض ألفاظها سليمة وصحيحة، إلا أنها -في مجموعة- تعطى تعليمًا بروتستانتيا ًغير سليم.
إن سألك أحد (هل أنت واثق؟) فبماذا تجيب..؟
نعم، أنا واثق بدم المسيح، ثقة لا حدود لها. ولكني لا أثق بنفسي. لا أثق بحرية إرادتي، التي ربما تميل إلى الشر. وبعدما بدأت بالروح، ربما أكمل بالجسد (غل 3: 3).
ولذلك فان الذين يفقدون الخلاص، يفقدونه ليس بسبب أن الله عاجز عن أن يخلصهم، وإنما بسبب أن أرادتهم الحرة قد انحرفت نحو الشر..
فهل يفقد الإنسان الرجاء؟ كلا فهذا تطرف وقع فيه قايين -أول خاطئ من بنى آدم- حينما قال (ذنبي أعظم من أن يحتمل) (تك 4: 13). وفي قطع الرجاء وقع يهوذا أيضًا، إذ مضى وخنق نفسه (مت 27: 5).
وكما يخطئ الإنسان إذا فقد الرجاء، يخطئ أيضًا إذا اعتمد على رجاء كاذب مبنى على بره الذاتي. ويخطئ كذلك إذا كان في اعتماده على دم المسيح، ينسى اجتهاده واحتراسه، ولا يفعل ما يجعله مستحقًا لفاعلية دم المسيح..
ويخطئ من يظن أنه لا صلة له بالخطية على الإطلاق، وأنه قد تجدد وقد تقدس وأصبح في حياة أخرى لا يمكن فيها أن يخطئ.
هذا أيضًا رجاء كاذب ويختفي وراءه لون من البر الذاتي، سواء كان يدرى به صاحبه أو لا يدرى..
إننا نثق بدم المسيح، ونثق بكفارته وفدائه. ولكننا -في داخل أنفسنا- نعترف بأننا خطاة، ونعترف بأنه ما أسهل أن تضيعنا خطيئتنا..
إن الذي يقول (أنا ضامن للملكوت) كأنه يقول: (أنا ضامن إنني سوف لا أخطئ. وإن أخطأت، فأنا ضامن إنني سوف أتوب توبة صادقة مقبولة!! أو لعل مثل هذا يحتج على كلامي ويقول: كلا، سوف لا أتحدث عن التوبة. وإنما إن أخطأت (فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة عن خطايانا) (1 يو 2: 1، 2).
نعم، يا أخي. هو كفارة عن خطايانا. ولكن هو أيضًا الذي قال (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). هل تظن أنه سيشفع فيك دون أن تتوب؟! كلا، إن هذا وهم باطل. فاهتم بأبديتك إذن وتب.
وأعرف أن الذي لا يتوب، سوف لا يشفع المسيح فيه. وإنما ينذره قائلًا: (احفظ وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3).
تواضع إذن يا أخي. وأستمع إلى قول بولس الرسول منذرًا (.. إذن من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط) (1 كو 10: 12). إنك لست أقوى من الذين سقطوا، بل ربما لم تصل إلى شيء من درجتهم بعد، قبل سقوطهم.
أنظر ماذا يقول بولس الرسول وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول بولس الرسول، وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا [عب 6: 4 – 6].
يا للهول، ويا للخوف!! هل وصلت يا من تضمن الملكوت إلى هذه الدرجات العالية التي كانت لأولئك؟! هل استنرت، وصرت شريكًا للروح القدس، وذقت الموهبة السماوية وكلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي؟!
ومع ذلك فإن الذين نالوا كل هذه المواهب قد سقطوا. ولم يسقطوا فقط بل هكلوا.
لأن الرسول يقول إنه (لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة) ويشبههم بأرض (مرفوضة وقريبة من اللعنة، التي نهايتها للحرق) (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6: 8).
55- هل يمكن أن يهلك المؤمن؟!
يمكن أن يسقط المؤمن:
لعل من أشهر الأمثلة على ذلك بعض ملائكة الكنائس السبع التي في آسيا، هؤلاء ولا شك كانوا مؤمنين. وقصص سقوطهم سنشرحها في الصفحات المقبلة أن شاء الله.
وما أسهل أن نورد العديد من الأمثلة عن الأنبياء والقديسين الذين سقطوا.
على أننا سوف لا نطيل في هذه النقطة لأن غالبية جماعات البروتستانت وخلاص النفوس والبليموث، يوافقون على أن المؤمن يمكن أن يسقط.
ولكنهم يقولون لا يمكن أن يهلك.
فلتكن هذه النقطة الأخيرة (إمكانية هلاك المؤمن) هي موضوع بحثنا وإثباتنا.
57- كلمة ختامية في موضوع الثقة
ما أجمل قول سليمان الحكيم في هذا المجال (الحكيم يخشى ويحيد عن الشر، والجاهل يتصلف ويثق) (أم 14: 16).
لذلك فان معلمنا بولس الرسول ينصح قائلًا (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20).
وقد نصح أهل فيلبي قائلًا: (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 3: 12).
ويضم بطرس الرسول صوته إلى هذه النصيحة قائلًا (إن كنتم تدعون أبًا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
ما دامت هناك ثقة، وهناك يقين،وهناك ضمان للملكوت، فما معنى الخوف إذن والرعدة؟!
لماذا لا يعتمد الإنسان على وعود الله، ولكننا لا نطمئن من جهة أنفسنا.
ولذلك مزج الرسول الحديث عن المواعيد الإلهية بالحديث عن المخافة، فقال (فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء، لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2 كو 7: 1).
59 - إن أخطأنا باختيارنا بعد معرفة الحق
الإثبات الثالث
(عب 10: 19-32).
إن أخطأنا باختيارنا، بعد معرفة الحق:
يتكلم بولس الرسول مع نفس (الإخوة القديسين شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1).
الذين بعدما أنيروا صبروا على مجاهدة آلام كثيرة، والذين رثوا لقيود الرسول، وقبلوا سلب أموالهم بفرح، عالمين في أنفسهم أن لهم مالا أفضل في السموات وباقيًا (عب 10: 32، 34) فماذا يقول لهؤلاء الذين يبدأ حديثه معهم قائلًا (إذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع)؟
إنه يقول لهم (فانه إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين.. فإننا نعرف الذي قال لي الانتقام أنا أجازى يقول الرب وأيضًا يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي) (عب 10: 26-31).
هذا الإنذار بالهلاك لمن يخطئ من هؤلاء الإخوة المؤمنين القديسين يعطينا فكرة عن إمكانية هلاك المؤمن.
لأن بولس الرسول يقول فيه (فكم عقابًا أشر تظنون أنه يحسب مستحقًا من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنسًا، وازدرى بروح النعمة) (عب 10: 29).
نلاحظ هنا أن عبارة (دم العهد الذي قدس به)، تدل على أن هذا الهالك كان مؤمنًا، قد تقدس قبلًا بدم العهد!
63- يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم!
الإثبات السابع
(رؤ 13: 7). ما أخطر ما قيل في سفر الرؤيا عن الوحش إنه: (أعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم)..! وعبارة (قديسين) تعنى ولا شك أنهم مؤمنون.
فان كان ممكنًا أن ينغلب القديسون، فلنحذر نحن، ولنداوم على الطلبة باستمرار لكي يرحمنا الرب، فلا نهلك..


و من كتاب ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

5- أمثلة لمؤمنين حقيقيين هلكوا
للوصول إلى الحقيقة في هذا الأمر يمكننا البحث في الكتاب المُقدَّس عن مؤمنين حقيقيين -بحسب تعبيرهم- ثم يهلك هؤلاء المؤمنون فيما بعد فنكتشف الحقيقة الكتابية، وهي إمكانية هلاك المؤمن الحقيقي، ويؤدي ذلك إلى مزيد من الحرص منَّا على خلاص نفوسنا، وأن نكمِّل الطريق بصبر وسهر إلى المُنتهى.
أمثلة ذلك:
^ أولًا:
"أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ".. لا يمكن أن يقول رب المجد ملح الأرض لمؤمنين غير حقيقيين!! ولكننا نجده يكمِّل ويقول: "وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (مت13:5).
إذًا يتكلم هنا عن شخص كان مؤمنًا.. وكان ملحًا حسب وصف السيد المسيح له كل المجد.. ولكن فسد الملح! وكانت النتيجة أنه يطرح خارجًا أي يهلك وليس فقط يؤدب. المؤمن الحقيقي هو "ملح الأرض"، ولكن فلينتبه لئلا يفسد فيضيع مستقبله الأبدي ويفقد رجاءه.
^ ثانيًا:
هناك الآية القائلة: "وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ" (مت12:24).. فماذا كان نوع هذه المحبة؟
لقد كانوا أناسًا مؤمنين يحبون ربنا، ونتيجة كثرة الإثم المحيط بهم والخطايا وعثرات الناس الأشرار تبدأ عزيمتهم الروحية تضعف ويبردوا فيفقدوا أبديتهم.. وإن كانوا لن يفقدوا أبديتهم بالرغم من برودة محبتهم فلماذا ينبهّهم السيد المسيح ويحذّرهم؟
^ ثالثًا:
في مَثل العبيد الذين أحضرهم السيد وأعطاهم سلطانًا.. عندما يوصف الشخص بأنه عبد وأعطاه السيد سلطانًا هل نقدر أن نقول إنه مؤمن مزيف أو مؤمن مؤقت؟ بالعكس إنه بكل تأكيد مؤمن حقيقي وخادم للرب أيضًا. دعنا نسمع ما يقوله الرب عنه:
"وَلَكِنْ إِنْ قَالَ ذَلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى. يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ" (مت48:24-51).
لاحظ أنه قال: "يَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ".. مما يعني أنه لم يكن مُرائيًا من الأصل، لكنه مؤمن وأخذ أمانة من الله أن يصير خادمًا في الكنيسة، ولكن لأنه انحرف وأهمل خدمته سيجعل نصيبه مع المُرائين.. "هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت51:24). لن يؤدبه فقط ويحفظ له أبديته – كما يقولون.. بل ستضيع أبديته منه مع المُرائين حيث البكاء وصرير الأسنان. أين التأديب على الأرض إذًا؟! وأين عدم الهلاك؟!!
^ رابعًا:
نفس الكلام يمكن أن يقال في مَثل العذارى الحكيمات والجاهلات.. (بالطبع يمكنهم تفسير العذارى الجاهلات أنهن مزيفات)، لكن الكتاب لم يقل هكذا، بل قال إنهن كلهن عذارى، أي كلهن مؤمنات.. لكن كان منهن من ادخرن زيتًا عن طريق الأعمال الصالحة والعبادة المُقدَّسة، ومنهن مَنْ فرغ زيتهن بسبب الإهمال والخطية أو بسبب الكسل في العمل الروحي من صوم وصلاة ومحبة الأخوة.. فلم يكن لهن نصيب مع العريس.. وهذا يعني أنهن كن مدعوات للخلاص الأبدي وأضعن فرصتهن.. وأسماهن السيد المسيح "عذارى جاهلات" و"عذارى حكيمات"، ولم يقل "عذارى حقيقيات" و"عذارى مزيفات"!
فلنجتهد أن نكون مثل العذارى الحكيمات، فلا يغلق الباب في وجوهنا ونفقد خلاصنا الأبدي.. بل ندخل مع العريس إلى العُرس السمائي، ونتمتع بالحفل الأبدي السعيد.. "اسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَان" (مت13:25).
^ خامسًا:
في مَثل الوزنات.. صاحب الوزنة الواحدة.. أخذ وزنة واحدة. يقولون في أحد الكتب المكتوب عليها من الخارج: "هل ممكن أن يرتد المؤمن ويهلك".. وهذا الكتاب يفرِّق بين الخلاص الأبدي والإكليل إذ يقول: "يجب أن نفرق ما بين الخلاص الأبدي والإكليل. يخطئ خطأ شنيعًا مَنْ يخلط بين الخلاص الذي هو من محض النعمة، والإكليل الذي هو مُجازاة على الأمانة".
وهو هنا يريد أن يقول إنه ممكن لصاحب الوزنة الواحدة أن يخلص، ولكنه فقط يفقد أكاليله! بينما المسيح له المجد لم يقل هكذا، بل قال: "وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ" (مت30:25).. ليس فقط يفقد إكليله لكنه يفقد أبديته، لأنه لم يتاجر بالوزنة التي أعطاها الله له.
فهو كان مؤمنًا حقيقيًا بدليل أن السيد قد ائتمنه على وزنة، راغبًا أن يعطيه فرصة الاتجار بها ليربح أجرة سمائية.. وللأسف هلك! ليس لأنه فقد الإيمان أو لأن إيمانه كان صُوريًا مُزيفًا، ولكن لأنه لم يربح وكانت النتيجة ليست تأديبًا على الأرض بل هلاكًا أبديًا.. وإلاَّ ماذا تُسّمون "الظلمة الخارجية".. هل هي تأديب على الأرض مع عدم الهلاك الأبدي (كما يقولون)؟!
مثل الكرمة والأغصان: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا. إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق. إن ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يوحنا 15: 5-7)
^ سادسًا:
وأيضًا من أقوى النصوص التي تثبت أن المؤمن يمكن أن يهلك إن كان لا يثبت إلى المنتهى في إيمانه.. النص الذي قاله السيد المسيح في إنجيل مُعلِّمنا يوحنا عن الكرمة والأغصان: "كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ" (يو2:15). والآية الأكثر توضيحًا: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ" (يو6:15).
ولتلاحظ معي عزيزي القارئ.. أن شخصًا كان غصنًا في المسيح.. بمعنى أنه ثابت فيه.. ولكن نتيجة إهماله وعدم مداومته على العمل الروحي، بدأت عُصارة المسيح لا تسري فيه، فابتدأ يذبل.. فما حكمك يا ربي يسوع؟ يقول: "يقطع ويطرح في النار".
إنهم يفسرونها كالآتي:
"يذكر الرب أن كل غصن فيه لا يأتي بثمر ينزعه.. أي أن المؤمن الذي كلفه الله بخدمة وتهاون.. ينزع الرب منه الخدمة ولا ينزعه هو.. تسحب منه الخدمة وتُعطى لمؤمن آخر.. لكن خلاصه الأبدي مضمون!!".
كيف يكون هذا التفسير وبأي جرأة يتم تزييف كلام السيد المسيح نفسه؟! لقد قال: "كُلُّ غُصْنٍ... يَنْزِعُهُ".. ينزع الغصن أم ينزع الخدمة؟
وللأسف الشديد يحاولون تفسير الآية: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجا ًكَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ" (يو6:15).. فيعلق عليها كتابهم قائلًا: "الشخص المذكور هنا هو شخص أصلًا غير مؤمن".. كيف هذا وهو غصن في الرب؟ لماذا نشوّه المعنى الواضح؟ ولمصلحة مَنْ؟!
يقول تفسيرهم: دخل خلسة بين جماعة المؤمنين، لذلك يقال عنه إنه ليس غصنًا بل كالغصن، وهذا نهايته "الحريق". ولكن هذا تلاعب بالألفاظ.. لأن المسيح له المجد قال إنه ينزعه إن كان لا يثبت فيه.
"لا يثبت فيه" معناها أنه غصن لكنه لم يثبت في الكرمة.. "فهو غصن وانطرح خارجًا فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق".. إنه شيء مؤلم أن تسيطر فكرة ما على أحد لدرجة يغير معها تفسير نص واضح بما يتوافق مع أغراضه.
أما حرف (الكاف) في كلمة (كالغصن) ففي الأصل اليوناني يعني (بصفته.. بما أنه) {{كمثلما تقول: أنا كطبيب أقول كذا... أنا كمُعلِّم أحكم بهذا...}}.
يجب أن نخضع أفكارنا للكتاب المُقدَّس ولا نخضع الكتاب المُقدَّس لأفكارنا.
^ سابعًا:
من الآيات الهامة جدًا في هذا الصدد: "حَسَنًا! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ، وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ" (رو20:11)، عن ماذا يتكلم؟
الزيتونة التي كان بها أغصان طبيعية، قطعها الله وألقاها بعيدًا عن الخلاص.. والمقصود هم اليهود، ثم أحضرنا نحن الغرباء وطعمنا بهذه الكرمة أو الزيتونة، يقول: "حَسَنًا! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ، وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ" (رو20:11) فماذا ستكون النهاية؟!
قال: "لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ!" (رو20:11)، فلتخف على وضعك. لذلك لا يمكن أن تقول إنني ضمنت السماء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بل ويكمِّل: "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى الأَغْصَانِ الطَّبِيعِيَّةِ فَلَعَلَّهُ لاَ يُشْفِقُ عَلَيْكَ أَيْضًا!" (رو21:11).
إذًا إن كان السيد قد قطع أغصان طبيعية وأنت الغريب طعمك في الزيتونة، ثم لم تثبت، فسيقطعك أنت أيضًا.
"فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ" (رو22:11).
وهنا نسأل.. لمَنْ يقول مُعلِّمنا بولس الرسول هذا الكلام.. هل لأناس مؤمنين حقيقيين، أم لغير المؤمنين، أم لمؤمنين سطحيين؟!
وهل القطع من المسيح هو مجرد تأديب على الأرض أم حرمان من الأبدية؟ لذلك قال يوحنا المعمدان: "كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ" (مت10:3).
^ ثامنًا:
مَثَل آخر: لماذا انزعج مُعلِّمنا بولس الرسول من الخلافات التي كانت بين المؤمنين في كورنثوس؟ هل أرسل يقول لهم أنتم مؤمنون مزيفون؟ أم قال لهم: "وَأَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَرُوحِيِّينَ، بَلْ كَجَسَدِيِّينَ كَأَطْفَالٍ فِي الْمَسِيحِ (1كو1:3)، "لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (1كو3:3)!!
أولًا: لو كانوا ضامنين السماء فلماذا يزعج مُعلِّمنا بولس الرسول نفسه؟!! إنهم سيدخلون السماء في جميع الأحوال سواء اختلفوا أو اتفقوا إنهم مؤمنون حقيقيون قد ضمنوا الملكوت فما الذي يضيرهم إن اختلفوا!
ثانيًا: لو كانوا مؤمنين مزيفين.. لماذا يكون هدف الرسالة أن عندكم انشقاق.. كان المفروض أن يعالج أصل المشكلة وهي أنهم مؤمنون مزيفون!
لكن الحقيقة الواضحة.. هي أنهم مؤمنون حقيقيون، ولكن عندهم عيب وهو "التحزب".. وهذا العيب يهدّد خلاصهم وأبديتهم فانزعج أبوهم الروحي مُعلِّمنا بولس الرسول وأرسل إليهم ينبههم لئلا يفقدوا رجاءهم.
^ تاسعًا:
آية أخرى: "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1كو16:3).
فعمَنْ يتكلّم الرسول بولس: مؤمنين حقيقيين أم مؤمنين مزيفين؟ (هيكل الله وروح الله يسكن فيهم).
ثم تأمل بقية النص: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ" (1كو17:3).
كلمة "فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ".. ماذا تعني؟ هل سيضيع منه الإكليل فقط؟ إن الفساد في كل من الكتاب المُقدَّس والفكر اللاهوتي يعني الموت الأبدي.
فإذا كان واحد سيفسد هيكل الله معناها أنه كان أصلًا هيكلًا وليس مزيفًا ولا شكليًا.. أي أنه كان مؤمنًا والروح القدس يسكن فيه.. ولكن لو هو أهمل قداسة جسده فإنه بذلك يفسد هيكل الله فسيفسده الله.. أي سيدخل تحت حكم الموت.
وفي موضع آخر يتكلم مُعلِّمنا بولس مع أهل كورنثوس: "لَكِنْ أَنْتُمْ تَظْلِمُونَ وَتَسْلُبُونَ، وَذَلِكَ لِلإِخْوَةِ" (1كو8:6).
إنهم مؤمنون لكن عندهم هذه الغلطة.. فماذا كانت نتيجة الغلطة؟
المفروض حسب المعتقد الخاطئ الذي نواجهه أن يؤدبهم الله، ولكن مستحيل أن يهلكوا هلاكًا أبديًا.. ولكننا نجد بقية الآية تقول: "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا" (1كو9:6).
بمعنى ستخسرون ملكوت الله في حالة الاستمرار.. وليس فقط ستؤدبون.
السؤال الذي سيتكرر مع كل نص نورده: مع مَنْ كان يتكلم الوحي الإلهي؟ هل مع غير المؤمنين؟ وهل الكتاب المقدس يخص غير المؤمنين فقط؟ أم يتكلم مع المؤمنين الشكليين الاسميين فقط؟ فأكون أنا بصفتي أعرف و متأكد أنني مؤمن حقيقي فأعتبر أن الكلام غير موجه إليَّ ولا يخصني؟ أم أن الكتاب كله يخصني ونافع لي؟
إن الحقيقة التي يعلنها الكتاب المقدس هي أن: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ" (2تي16:3).
وليس حسنًا للإنسان أن يتملص من سلطان الكتاب المقدس بأن يجعل بعض الآيات تخصه وهي التي تتكلم عن ضمان الخلاص -كما يبدو- وأن الآيات الأخرى ليست له لأنها تخص غير المؤمنين أو المؤمنين الشكليين وهي نافعة لي لكي أعظ بها هؤلاء المساكين الهالكين!!
^ عاشرًا:
ثم ماذا نقول عن مُعلِّمنا بولس الرسول نفسه؟ هل هو مؤمن مزيف أم مؤمن حقيقي؟
ما رأيكم عندما يقول عن نفسه: "بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" (1كو27:9)؟ إنه في الحقيقة خائف وحريص على أبديته، بينما هم يفسرونها على أنه خائف على أكاليله!
هل كلمة (مرفوض) تعني فقدان الأكاليل مع حتمية دخوله السماء؟ وهل مُعلِّمنا بولس مشغول جدًا بالأكاليل وبسببها يقمع جسده ويستعبده؟!
هل الأكاليل أهم أم ملكوت السموات والخلاص الأبدي؟! إنه بكل تأكيد كان مشغولًا بأبديته وخلاصه الأبدي.
مَثَل آخر.. أورد مُعلِّمنا بولس أيضًا في رسالته الأولى لأهل كورنثوس قصة خروج شعب الله من أرض مصر، وإنقاذهم من يد فرعون، وعبورهم البحر الأحمر، ثم يقول: "لَكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ" (1كو5:10)، فماذا نستفيد من هذه القصة؟
يقول: "وَهَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالًا لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولَئِكَ" (1كو6:10).. بمعنى يمكن لواحد أن يبدأ مع الرب مثل قصة الانتصار على فرعون ثم عبور البحر الأحمر وهو رمز للمعمودية، كما شرح مُعلِّمنا بولس الرسول:
"فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ" (1كو1:10-2).. لقد دخلوا البرية لكنهم ضاعوا فيها بعد النصرة على فرعون وعبور البحر.
ومرتان يقول: "وَهَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالًا لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولَئِكَ" (1كو6:10)، "فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ" (1كو11:10).
^ حادي عشر:
بماذا تنذرني يا مُعلِّمنا بولس ما دمت قد ضمنت الملكوت؟!
يقول: "إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (1كو12:10).
ويحذِّر في نفس النص من العودة إلى عبادة الأوثان والزنا وتجربة المسيح والتذمر.. "فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ، ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ». وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ" (1كو7:10-10).
أهذا الكلام تقوله للمؤمنين الحقيقيين أم المزيفين؟! لو كان للمؤمنين الحقيقيين فإنهم سيضمنون السماء ولا داعي للتحذير والتنبيه.. ولو كان للمزيفين فمن المفروض ألاَّ تقول لهم: "لا نزن كما زنا أناس منهم" ولا "نجرب المسيح".. بل فلتركز معهم على الإيمان الحقيقي فقط. لأن مشكلتهم الأساسية ستكون حينئذ ليس الزنا أو تجربة المسيح فقط بل عدم الإيمان أو الإيمان الشكلي المزيف.
إن القضية الأساسية هي أن كل مَنْ آمن بالمسيح عليه أن يحترس إلى النهاية لئلا يفقد أبديته.. "فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!" (عب1:4). "فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا" (عب11:4).
إذا كان الكتاب المقدس يقول كل ذلك.. فلماذا نقول أن المؤمن لا يمكن أن يهلك؟!! أخشى أن تكون هذه العقيدة خدعة شيطانية حتى نطمئن طمأنينة زائفة، ونتكل على خرافات.. فتضيع الأبدية من بين أيدينا.
^ ثاني عشر:
ولنرى ما تكلَّم به مُعلِّمنا بولس الرسول في رسالة غلاطية موبخًا المؤمنين: "إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ" (غل6:1).
مما يعني أنهم أناس دخلوا في إنجيل المسيح له المجد.. ثم انتقلوا سريعًا إلى إنجيل آخر.. ويقصد به "إنجيل التهود".
ويرجع فيقول لهم: "وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ "أَنَاثِيمَا" (غل8:1). لماذا.. أليسوا مؤمنين بالفعل وضمنوا السماء؟! فيقول: "لا".. "لْيَكُنْ "أَنَاثِيمَا".. أي محرومًا.
وكلمة (محروم) لا تعني التأديب على الأرض، أو مجرد فقدان الأكاليل فقط.. بل تعني الحرمان من الأبدية السعيدة. إنه إنسان آمن بالمسيح واتحد به، ثم انحرف في الإيمان وبشّر بإنجيل آخر، فكانت النتيجة أنه صار محرومًا، وللأسف لم يكن محميًا من الهلاك.
^ ثالث عشر:
كذلك نسمع مُعلِّمنا بطرس الرسول أيضًا يقول: "لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ" (2بط20:2).
"الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ".. ماذا تعني؟
ثم يستكمل: "لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ، قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ: «كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ» (2بط21:2-22).. أي أنهم أناس عرفوا طريق الرب وهربوا من نجاسات العالم وعرفوا طريق البر، ثم الآن يضيعون أنفسهم، لأنهم رجعوا يرتكبون النجاسات وانغلبوا لها وارتدوا عن الوصية المُقدَّسة... إذًا يجوز أن المؤمن يرتد ويضيع!!
فما الذي يجعل مُعلِّمنا بطرس ينبهّهم وينذرهم؟! إنه يتكلم عن مؤمنين بالفعل.. فلو كانوا ضمنوا السماء فما كانت هناك حاجة إلى إنذارهم!
^ رابع عشر:
وبالمثل.. لو رجعنا مرة أخرى لمُعلِّمنا بولس الرسول في رسالته لأهل غلاطية، نجده يوبخهم أيضًا: "أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟" (غل3:3).
إن سألناه.. ما الداعي للخوف؟ طالما ابتدأوا بالروح إذًا فقد ضمنوا السماء.. فنسمعه يجيب في رسالة العبرانيين:
"الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا" (عب2:2-3). "فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!" (عب1:4).
كل هذه الآيات تثبت أن المؤمن الحقيقي من الممكن أن يضيِّع نفسه إذا لم يستمر في الإيمان وفي الطهارة وفي العمل الصالح.. مطلوب أن نخاف أي نحترس إلى النهاية.
^ خامس عشر:
ويوجد نص في الرسالة إلى العبرانيين يستحق الوقوف أمامه في تأمل واستفسار:
"لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. لأَنَّ أَرْضًا قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ الآتِيَ عَلَيْهَا مِرَارًا كَثِيرَةً، وَأَنْتَجَتْ عُشْبًا صَالِحًا لِلَّذِينَ فُلِحَتْ مِنْ أَجْلِهِمْ، تَنَالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. وَلكِنْ إِنْ أَخْرَجَتْ شَوْكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ" (عب4:6-8).
* "الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً".. آباؤنا القديسون يفسرون الاستنارة بأنها المعمودية المقدسة، والذين استنيروا هم الذين اعتمدوا.
* "وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ".. أي (الروح القدس).. بمعنى نالوا سر الميرون.
* "وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ".. وكان هذا نتيجة المعمودية والميرون.
* "لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ".. الآباء شرحوها أيضًا أنه لا يمكن إعادة معموديتهم.
"إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ. لأَنَّ أَرْضًا قَدْ شَرِبَتِ الْمَطَرَ... فَهِيَ مَرْفُوضَةٌ وَقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، الَّتِي نِهَايَتُهَا لِلْحَرِيقِ".. إذًا ليس تأديب فقط ما يمكن أن ينالوه، ولكن من الممكن بعدما يأخذ أحد هذه النعم كلها.. تكون نهايته الحريق الأبدي!!
تعالوا نسمع تفسيرهم لهذا النص.. فهم يفسرونه تفسيرًا عجيبًا جدًا:
يقولون في أحد كتبهم: "واضح أن الفئة المذكورة ليسوا مؤمنين حقيقيين وذلك للأسباب الآتية:
* "اسْتُنِيرُوا": "أي أضاء النور أمامهم".. ولم يذكر أنهم هم كانوا نورًا، مثلما قال الرب لتلاميذه: "أنتم نور العالم".
* "وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ": "معناها إنهم لم يشبعوا أو لم يرتووا، إذًا لم يكونوا مؤمنين حقيقيين". "مجرد ذاقوا"!!
* "شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ": "صحيح كل مؤمن هو شريك للروح، لكن ليس كل شريك للروح مؤمن. وكلمة شركاء المذكورة توضح أن الله استخدمهم.. وهذا ليس غريبًا فالله استخدم بلعام العراف ليبارك شعبه، واستخدم الله الشيطان ليجرب به أيوب، ومن ثم المؤمن ليس شريكًا للروح القدس فقط، بل هو هيكل الروح القدس".
هذا يعني أن تعبير (شركاء الروح القدس) لا يكفي عندهم لبرهان أن الإنسان مؤمن حقيقي.. كما أن هذا تحريف للمعنى الحقيقي للكلام ولجوهر النص.. لو كان هؤلاء مؤمنين غير حقيقيين لكان يقول لهم إن إيمانكم مزيف وأنتم تخدعون أنفسكم.. ولم يكن بحاجة لأن يكتب إليهم عن كل هذا.. لكن الحقيقة البسيطة والواضحة كنور الشمس هي أنه ينبههم بأنهم استناروا مرة بمعموديتهم ولن يمكن تكرار المعمودية مرة أخرى، وأنهم إذا ارتدوا وأخرجوا شوكًا وحسكًا يصيرون مرفوضين وقريبين من اللعنة التي نهايتها الحريق أي جهنم (أين إذًا ضمان الملكوت وعدم هلاك المؤمن؟!).
^ سادس عشر:
"أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَّ بِهِ نَفْسِي. وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ" (عب38:10-39).
هؤلاء الأحباء يفسرون هذا النص كالآتي.. "المرتد هنا كما يبدو أنه البار الذي سبق الحديث عنه.. من المؤمنين المزيفين.. بدليل ما قاله الرسول بولس بعد ذلك مباشرة " وأمّا نَحنُ (كمؤمنين حقيقيين) فلسنا مِنَ الاِرتِدادِ للهَلاكِ". أو المرتد هو الذي يريد أن يتبرر بغير الإيمان بالمسيح بعد التعرف إليه (لا أعرف من أين جاءوا بهذا المعنى؟).
أما لماذا أوحى الروح القدس لبولس لكي يكتب بهذه الطريقة الملتبسة لدى غير المدركين لهذا الحق.. "يقصد الأرثوذكس مثلنا أي أننا غير مدركين لهذا الحق".
" لأن بولس كان يكتب إلى العبرانيين.. الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أبرارًا بحسب مفهوم البر بالناموس والأعمال في الديانة اليهودية، كما كان يريد أن يقول لهم إن البار الحقيقي هو الذي يحيا بالإيمان بالمسيح، أما الذي يرتد ولا يقبل المسيح بالإيمان ليتبرر به بعد التعرف على حقيقته فلن يحصل على الرضا الإلهي عنه، لأجل ذلك يقول: "فإنه إن أخطأنا باختيارنا" يعني بين قبول الإيمان بالمسيح أو البقاء في الديانة اليهودية". (انتهى تفسيرهم).
أما نحن فنفسر الآية القائلة: "وأمّا نَحنُ فلسنا مِنَ الاِرتِدادِ للهَلاكِ".. أنها نوع من التنبيه. وكأن الرسول بولس بأسلوب تنبيه ومقارنة تشجيعية يشجعهم على عدم تضييع فرصتهم لاقتناء أنفسهم بإيمانهم.. "ما يصحش ترتدوا إلى الهلاك، خسارة ماتضيعوش أبديتكم...".
لاحظوا معي:
كتب مُعلِّمنا بولس الرسول الرسالة إلى المسيحيين من أصل عبراني، ولم يكتبها لليهود الذين مازالوا يهودًا.
وإن كان يصلح بعض الأفكار الخاطئة إلا إنه كان يتكلم مع أناس مؤمنين بالفعل وغير مترددين في الاختيار بين الإيمان المسيحي واليهودي.
وإن كان ذلك صحيحًا فينبغي كما ذكرت سابقًا ألا أقرأ أنا مثلًا رسالة العبرانيين لأنها ليست موجهة لي.. لكنها لأناس بين اليهودية والمسيحية.
على أي الأحوال ليست الرسالة إلى العبرانيين وحدها بل كل أسفار العهد الجديد -على وجه الخصوص- سنجد أنه لا لزوم لها في حالة ما إذا كان المؤمن يضمن السماء، لأنه لماذا يعطينا الله وصايا في العهد الجديد؟! كان من المفروض أن يتلخص الكتاب في مجموعة من المعلومات تعرفنا على الله، والخلاص المقدم لنا، ومَنْ يؤمن بها ينال الخلاص ويضمن الملكوت!! وتنتهي القصة ولا لزوم لكل هذه الأسفار المُقدَّسة.
وهم يفعلون ذلك بالفعل حينما يوزعون نبذات صغيرة ويقولون خمس حقائق إيمانية هي كافية للخلاص. إذًا فماذا نفعل بباقي الكتاب المقدس؟ إلى مَنْ يكون قد كتب؟ ولماذا كتب أصلًا؟
^ سابع عشر:
مثلًا: عندما يقول السيد المسيح له المجد: "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ" (مت22:5).
لمَنْ هذه الآية.. للمؤمن أم غير المؤمن؟

* لو أنه لغير المؤمن.. هذا يعني أنه من حقي كمؤمن أن أغضب على أخي باطلًا.. فأنا ضامن للسماء!

* وإذا كان لغير المؤمن.. كان من المفترض ألاَّ يتكلم عن الغضب بل عن الإيمان، لأنه إن كان الشخص غير مؤمن فالمحصلة واحدة إن غضب أو لم يغضب، لأنه سيهلك بعدم إيمانه قبل أن يهلك بسبب الغضب.. وكان من الأولى أن يُدعى للإيمان.
* وإذا كانت الوصية مُوجهة للمؤمنين.. فلماذا نكلّمهم بعد.. لقد ضمنوا السماء؟
أما عن كلمة مستوجب الحكم.. غالبًا سوف يفسرونها بتأديب على الأرض فقط.. إنسان غضب باطلًا فسيؤدبه الله وتنتهي القصة عند هذا الحد.. وأيضا الذي يقول رقا سيؤدبه المَجمَع.. لكن ماذا عن: "وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ"؟
إن النص صريح.. أن المؤمن إذا انزلق وشتم أحدًا بكلمة (يا أحمق) يكون مستوجبًا لنار جهنم وليس للتأديب فقط. أما غير المؤمن والمؤمن المزيف فدينونته ستكون بسبب عدم الإيمان أو تزييف الإيمان وليس بسبب الشتيمة.
هذا ينبهنا أن نكون حريصين على كل كلمة نقولها، وهنا نسأل أنفسنا:
* لماذا قال السيد المسيح: "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا" (مت1:7)؟
* وما هو معنى الدينونة في عبارة "لِكَيْ لاَ تُدَانُوا"؟
* هل الدينونة هي تأديب على الأرض.. على الأرض فقط وفي السماء يدخلنا مجانًا؟
* وإن كانت "لاَ تَدِينُوا" قيلت لغير المؤمنين.. أليس بالأولى أن يقول لهم آمنوا أولًا ثم تعلموا ألاَّ تدينوا؟ هل القضية لغير المؤمنين هي الإدانة، أم الإيمان من الأصل؟!
* وإذا قيلت للمؤمنين.. فلماذا تقال ما داموا صاروا ضامنين للسماء؟ هل الإدانة تهدد مستقبلهم الأبدي؟! نعم تهدد المستقبل الأبدي.. "لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ" (مت2:7).
وهكذا أيضًا يسري هذا الكلام على جميع وصايا السيد المسيح له كل المجد.
^ ثامن عشر:
وبالمثل: "وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي" (مت32:12).
هذه الآية تجعلنا نتساءل..
* هذه الكلمة يا إلهي موجهة للمؤمن أم لغير المؤمن؟
* لو لغير المؤمن وقال كلمة ضد المسيح فبأي حق تُغفر له؟
* وإن كان مؤمنًا وأخطأ، وقال كلمة ضد المسيح.. لماذا يحتاج إلى غفران طالما هو داخل للسماء حتمًا؟
* "وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي".. فأيضًا لمَنْ قيلت؟
* غير المؤمن الذي يجدف على الروح القدس.. هل مشكلته في التجديف أم مشكلته في عدم الإيمان أصلًا؟ هل الكلام لنا نحن المؤمنين أم كُتب للتصدير للآخرين؟
^ تاسع عشر:
وبالمثل.. "اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ" (مت42:24).. لماذا أسهر ما دمت ضمنت السماء؟
وهناك آيات عديدة عن السهر:
* "فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ" (مت13:25).
* "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (مر38:14).
* "اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلًا لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ" (لو36:21).
* "اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالًا. تَقَوَّوْا" (1كو13:16).
والسهر هنا معناه "الحرص"، فإذا كان الإنسان قد نال الملكوت وضمن الأبدية.. فما الداعي للسهر والحرص؟!
^ عشرون:
"الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ!" (مت23:19).. هذا الغني.. مؤمن أم غير مؤمن؟
لو كان غير مؤمن.. ما الذي سيعطله عن السماء؟ الغنى أم عدم الإيمان؟
وإن كان الكلام عن غني مؤمن واتكل على الأموال، فكيف يكون إيمانه ضامنًا للسماء؟ وإن قيل إنه مؤمن غير حقيقي فالمنطقي أن ينبّهه إلى زيف إيمانه أهم من قضية الاتكال على الأموال، خاصة وأن إيمانه الحقيقي سيضمن له الملكوت بغض النظر عن موضوع الأموال إن كان الإيمان وحده يضمن السماء!!
ولما قالوا هذا كلام صعب.. قال لهم السيد المسيح: "مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!" (مر24:10). فهل يوافقني هؤلاء الأحباء أن شخصًا غير مؤمن قد تكون مشكلته لدخول السماء اتكاله على غناه فقط بغض النظر عن قضية الإيمان نفسها؟!
^ حادي وعشرون:
* "كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ" (مت36:12).. كل كلمة بطالة سيحاسب عنها.. مَنْ؟ الذي لم يؤمن أصلًا!! لو كان مؤمنًا حقيقيًا وتكلم بكلمة بطالة.. هل سينطبق عليه هذا القانون، ويعطي عنها حسابًا؟ وهل الحساب معناه يؤدبه ولا يهلكه؟ وهل مسموح للمؤمن الحقيقي أن يتكلم بكلام باطل.... وهل غير المؤمن أو المؤمن الشكلي قضيته الكلام الباطل أم الإيمان أصلًا؟!
* "لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (مت37:12).. مَنْ؟ الذي لم يؤمن أصلًا!! هل التبرير يكون بالكلام أم بالإيمان؟
^ ثاني وعشرون:
يقول مُعلِّمنا يوحنا في رسالته: "كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ" (1يو15:3).. مَنْ؟ الذي لم يؤمن أصلًا!!
مع مَنْ تتكلم الآية؟ مؤمنين أم غير مؤمنين؟ لو غير مؤمنين يجب أن نركز معهم على الإيمان.
لماذا أعطيت لنا وصايا في الإنجيل؟

يُتبع
للمزيد من مواضيعي

 






المزيد من مواضيعي


توقيع الشهاب الثاقب

هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون
راجع الموضوع التالي
طريق الحياة و أدلة ساطعه على عدم الفداء


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 10.07.2022, 17:59
صور الشهاب الثاقب الرمزية

الشهاب الثاقب

مشرف عام

______________

الشهاب الثاقب موجود الآن

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.09.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 991  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (18:59)
تم شكره 689 مرة في 467 مشاركة
افتراضي


إستكمالاً لمراجع مسيحية تستشهد بنصوص من الكتاب المقدس و تنقض فكرة ضمان المسيحي للجنة أو الملكوت أو السما
و من نفس كتاب ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

6- إذا كان المؤمن الحقيقي ضامنًا للسماء، فلماذا أعطيت لنا وصايا في الإنجيل؟
سؤال هام:
إذا كان المؤمن الحقيقي ضامنًا للسماء، فلماذا أعطيت لنا وصايا في الإنجيل؟
إذًا.. هناك استنتاج هام:
لو آمنا بمبدأ عدم هلاك المؤمن.. سيكون الكتاب المقدس كله في هذه الحالة غير موجَّه لي كمؤمن حقيقي.. إذ أكون قد ضمنت السماء.. ويصبح الكتاب المقدس بالنسبة لي هو مجرد مادة للوعظ للآخرين!! ولكن من جهتي فالقضية صارت محسومة.. لأنني لا أحتاج أية وصايا أو تعليم في حالة لو كان المؤمن لا يمكن هلاكه.
وهناك عشرات الآيات التي نقف أمامها لنسأل أنفسنا نفس السؤال: هل هي موجهة للمؤمنين؟ وإن كانوا ضامنين للسماء فلماذا وجهت لهم؟ وإن كانت موجهة لغير المؤمنين فلماذا لم يبدأ معهم بالإيمان أولًا؟ فليس من المقبول أن أتكلم مع شخص غير مسيحي عن أهمية الصوم وأتركه غير مسيحي، أو عن أهمية العفة ولا أتكلم عن الإيمان بألوهية المسيح وضرورة الخلاص بدم المسيح، فماذا ينفعه الصوم والعفة وكل الفضائل إن استمر غير مؤمن!!
وإن قلنا إنها كتبت للمؤمنين غير الحقيقيين.. فهل لو كنت أنا مؤمنًا حقيقيًا أضمن السماء صرت غير ملتزم بهذه النصوص وهى لا تخصني؟
وكيف أساسًا أكتشف أنني مؤمن حقيقي أو أنني أخدع نفسي؟! إنها متاهة فكرية تبعد الإنسان عن خلاصه الأبدي بخدعة من الشيطان تحت شعارات لفظية مضللة.
اقرأ معي هذه الآيات وفكّر أيضًا بنفس المنطق.. هل هذه لي أم لغير المؤمنين أم لمؤمن مزيف (لا أعرف أين يوجد)؟ وإن كانت للمؤمن فلماذا قيلت لو كان خلاصه مضمونا ولا يمكن أن يهلك؟
وسوف أعلِّق تعليقًا خفيفًا علي هذه الآيات لعدم التكرار وتفاديًا لملل القارئ العزيز:
(1) "كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ (ضميرك) سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي (المسيح)، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ (الملائكة)، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ (جهنم). اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ! (أي هيهات أن تخرج من هناك)" (مت25:5-26).
(2) "فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ" (مت29:5-30). العثرة هنا عقوبتها جهنم وليس التأديب على الأرض فقط مع ضمان الملكوت، والكلام بكل تأكيد موجّه لنا نحن المؤمنين.
(3) "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ" (مت12:6-13). لماذا نصلي من أجل الغفران إن كنا قد ضمنا الملكوت؟ ولماذا نقول: "اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا"؟! ولماذا نطلب النجاة من الشرير؟!
(4) "اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!" (مت15:7). لماذا أحترز منهم وأنا ضامن السماء؟ فمهما عملوا ومهما علَموا فسوف أدخل السماء.. (إنها عقيدة غريبة!!).
(5) "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (مت21:7-23). أناس مؤمنون عملوا معجزات باسم المسيح، وتنبأوا باسمه القدوس، وكانوا يصلّون: "يارب يارب".. ولكنهم هلكوا مع فاعلي الإثم لأنهم لم يفعلوا إرادة الآب السماوي.
(6) "وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت11:8-12). مَنْ هم بنو الملكوت إلاَّ أناس آمنوا وحُسبوا أهلًا لأن يكونوا بني الملكوت، ولكن للأسف هلكوا في الظلمة الخارجية.
(7) "حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (مت24:16-26). لماذا ينكر الإنسان نفسه ويحمل الصليب، وينهك ذاته؟ ألا يكفي الإيمان فقط؟! وما معنى "خسر نفسه"؟ هل مجرد التأديب على الأرض.. أم أن الكلام قيل لغير المؤمنين؟
(8) "وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت3:18). يا للعجب.. إنسان مؤمن ولا يرجع ويصير كطفل فلن يدخل ملكوت السموات!! وهل يوافق أحد أن غير المؤمن إن رجع وصار كطفل وظل على عدم إيمانه يدخل السماء؟!
(9) "لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (مت24:24). هل يمكن أن يضل المُختارون؟
(10) "لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ" (يو15:17). لماذا يحفظهم من الشرير.. أليسوا ضامنين للملكوت؟! ماذا يضيرهم من الشرير؟ فليعمل ما يحلو له والمؤمنون سيدخلون حتمًا للملكوت.
(11) "إِذًا لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرّ للهِ" (رو12:6-13). هذا كلام موجّه للمؤمنين.
(12) "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟" (رو16:6). وهذا أيضًا كلام مُوجّه للمؤمنين.
(13) "لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ" (رو13:8). يجب أن ننتبه لئلا نضيع.. إنها تنبيهات للمؤمنين.. لي ولك ولكل مَنْ يسمع.
(14) "لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً" (رو1:13-2). ما هي الدينونة؟ هل هي تأديب على الأرض؟! تخيل مؤمنًا ممتازًا في كل شيء، لكن يقاوم السلطات.. فماذا يكون مصيره حسب الآية؟
(15) "هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ" (رو11:13-14). هذا كلام موجّه للمؤمنين، لنا نحن.. وليس لأحد غيرنا يجب أن ننتبه لئلا نفقد أبديتنا.
(16) "وَأَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا، لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ" (رو10:14). كيف يكون الإنسان ضامنًا للملكوت والكتاب يقول إننا جميعًا سوف نقف أمام كرسي المسيح (أي للمحاكمة).
(17) "فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ" (رو12:14). إذًا هناك حساب ينتظر المؤمنين.
(18) "لَيْسَ افْتِخَارُكُمْ حَسَنًا. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟ إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا َجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا. إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ! وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا. لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ" (1كو6:5-13). أرجو أن نلاحظ الكلام، لأنه خاص بنا وليس لأحد غيرنا.
(19) "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا" (1كو9:6-11). أيضًا هذا التنبيه لنا نحن وليس لأحد غيرنا.
(20) "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!" (1كو15:6). هل الكلام مع غير المؤمنين، والتنبيه هنا لغير المؤمنين؟ كيف وأجسادهم أعضاء المسيح؟! إنه يوجد أعظم خطر على مؤمن حقيقي يجعل جسده غير طاهر، لأنه يسيء للمسيح نفسه ويفقد أبديته.
(21) "اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ" (1كو18:6-20). الكلام يخصني أنا، ولا يجب أن أتكل على كلام الباطل الذي يُعلِّم بأن المؤمن لا يهلك ويضمن الملكوت.
(22) "فَيَهْلِكَ بِسَبَبِ عِلْمِكَ الأَخُ الضَّعِيفُ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ. وَهكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ، تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ. لِذلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ، لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي" (1كو11:8-13). الأخ الذي مات المسيح من أجله، هو إنسان مُؤمن مُؤهل أن يرث الملكوت.. ولكنه عرضة للهلاك بسبب عثرة الطعام.
(23) "لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ" (2كو11:2). يخشى مُعلِّمنا بولس الرسول أن يطمع فيه الشيطان.. فإذا كان بولس العظيم في الرسل ضامنًا للملكوت، فما الذي يدعوه أن يتحاشى طمع الشيطان فيه؟!
(24) "لِذلِكَ نَحْتَرِصُ أَيْضًا -*مُسْتَوْطِنِينَ كُنَّا أَوْ مُتَغَرِّبِينَ-* أَنْ نَكُونَ مَرْضِيِّينَ عِنْدَهُ. لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا" (2كو9:5-10). أرجو أن نحفظ هذا التعبير الكتابي ونردده دائمًا (نحترص).
(25) "فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ" (2كو1:7). مَنْ له المواعيد هو إنسان مؤمن، والمؤمن مُطالب أن يحفظ نفسه طاهرًا من كل دنس الجسد والروح، ويكمِّل القداسة في خوف الله، ولا يتكبر ويثق ويطمئن ويقول: "أنا خلصت وضمنت السماء"!!
(26) "لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ. اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ لِلتَّوْبَةِ. لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ. لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا" (2كو8:7-10). يوجِّه بولس الرسول كلامه إلى أناس مؤمنين حقيقيين، وقد وبخهم وسبّب حزنًا لهم ليقودهم إلى التوبة لخلاص بلا ندامة. إذًا المؤمنون يجب أيضًا أن يمارسوا التوبة لئلا يهلكوا.
(27) "وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ" (2كو3:11). بولس الرسول يخاف على المؤمنين أن تُفسد أذهانهم.. إذًا هناك خطر على المؤمنين.
(28) "لأَنِّي أَخَافُ إِذَا جِئْتُ أَنْ لاَ أَجِدَكُمْ كَمَا أُرِيدُ، وَأُوجَدَ مِنْكُمْ كَمَا لاَ تُرِيدُونَ. أَنْ تُوجَدَ خُصُومَاتٌ وَمُحَاسَدَاتٌ وَسَخَطَاتٌ وَتَحَزُّبَاتٌ وَمَذَمَّاتٌ وَنَمِيمَاتٌ وَتَكَبُّرَاتٌ وَتَشْوِيشَاتٌ. أَنْ يُذِلَّنِي إِلهِي عِنْدَكُمْ، إِذَا جِئْتُ أَيْضًا وَأَنُوحُ عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَتُوبُوا عَنِ النَّجَاسَةِ وَالزِّنَا وَالْعَهَارَةِ الَّتِي فَعَلُوهَا" (2كو20:12-21). إنهم مؤمنون ولكنه معرضون لهذه الأخطاء والخطايا التي تسبب الهلاك الأبدي.
(29) "فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ" (غل1:5). إن كنا قد تحررنا بالمسيح، فعلينا أن نثبت في الحرية ولا نرتد إلى الارتباك بالعبودية مرة أخرى، وإلاَّ فُقد رجاؤنا الأبدي.
(30) "كُنْتُمْ تَسْعَوْنَ حَسَنًا. فَمَنْ صَدَّكُمْ حَتَّى لاَ تُطَاوِعُوا لِلْحَقِّ؟ هذِهِ الْمُطَاوَعَةُ لَيْسَتْ مِنَ الَّذِي دَعَاكُمْ" (غل7:5-8). لاحظ كلمة (كُنْتُمْ).. إنه لمَنْ الخطورة أن يتكل الإنسان على البداية ولا يهتم بالتكميل والنهاية؟!
(31) "فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (غل13:5). هناك خطر أن الحرية التي حررنا بها المسيح تصير فرصة للجسد فنضيع.
(32) "فَإِذَا كُنْتُمْ تَنْهَشُونَ وَتَأْكُلُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَانْظُرُوا لِئَلاَّ تُفْنُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (غل15:5). إنهم مؤمنون ولكنه ينهشون ويأكلون بعضهم بعضًا.. فهل هؤلاء يخلصون بدون توبة وترك هذه السلبيات؟!
(33) "وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ" (غل16:5-17). يأمر بولس الرسول المؤمنين أن يسلكوا بالروح، ويرفضوا تكميل شهوة الجسد.
(34) "وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غل19:5-21). لماذا يكتب مُعلِّمنا بولس هذه القائمة الطويلة من الخطايا، ولمَنْ كتبها؟ إنه كتبها للمؤمنين ليحترسوا ألاَّ يسقطوا فيها، خاصة أن عاقبة السقوط هي الحرمان من ميراث ملكوت السموات.
(35) "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا. اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ" (غل1:6-3). الكلام هنا واضح أنه يمكن للمؤمن أن ينزلق في زلة، وحينئذ يحتاج إلى الإصلاح.. وأخيرًا لا يجب أن يظن أحد أنه شيء.
(36) "لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً" (غل7:6-8). هذه النصيحة موجهة إلى المؤمنين الذين يتكلم معهم الله بروح الأبوة، محذرًا لئلا يفقدوا أبديتهم بسبب أنهم يزرعون للجسد وتكون النتيجة فسادًا أي موتًا.
(37) "كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ" (أف14:4). انتبهوا إلى التعليم لئلا نُحمل بعيدًا عن الرجاء المسيحي.
(38) "فَأَقُولُ هذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ: أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ. اَلَّذِينَ -*إِذْ هُمْ قَدْ فَقَدُوا الْحِسَّ-* أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدَّعَارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَعِ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلًا الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ" (أف17:4-32). هذا النص الطويل واضح جدًا وصريح وموجَّه إلى أناس (تعلّموا المسيح)، أي مؤمنين. والرسول بولس يحذرهم من العودة إلى السلوك بحسب الأمم وذهنهم الباطل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويحفزهم أن يواصلوا جهادهم الروحي في خلع الإنسان العتيق، ويعطيهم وصايا أخرى يسلكون فيها لئلا يفقدوا رجاءهم المسيحي.
(39) "وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا: أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ* -الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ*- لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ" (أف3:5-8). لاحظ هنا أن الخطاب موجَّه إلى أناس قديسين مؤمنين بالرب، ومع ذلك وجّه لهم هذه الوصية لئلا يضيعوا.
(40) "وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا" (أف11:5).
(41) "فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، للهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ" (أف15:5-21). نفس الشرح.
(42) "وَهذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ" (في9:1-10). لماذا تصلي يا مُعلِّمنا بولس الرسول؟ وما الفائدة من تمييز الأمور المتخالفة؟ وهل هناك احتمال العثرة؟!
(43) "إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ" (في12:2). كيف نتمم خلاصنا إن كان الملكوت مضمونًا والمؤمن لا يهلك؟! فما المطلوب لتكميل الخلاص؟ يجب أن ذهن الإنسان يستنير ليفهم مقاصد الله دون تأثير من التعليم الخاطئ.
(44) "لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ" (في18:3-19). كان يذكرهم بصفتهم مؤمنين مخلصين، والآن هم أعداء صليب المسيح للأسف.. فلنحترس إذًا.
(45) "إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ" (كو20:2). أناس قد ماتوا مع المسيح ومع ذلك ارتدوا إلى التهود.
(46) "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ" (كو1:3-3). أناس قاموا مع المسيح، ومع ذلك يحتاجون نصيحة رسولية كتابية أن "يهتموا بما فوق".
(47) "فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، الأُمُورَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَلَكْتُمْ قَبْلًا، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ، حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ" (كو5:3-11). هذه وصايا موجَّهة إلى أناس مؤمنين حقيقيين، بدليل قوله "سَلَكْتُمْ قَبْلًا" أي قبل قبول الإيمان، "حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا" أي قبل مسيحيتهم.. وبدليل أنهم خلعوا الإنسان العتيق (أي بالمعمودية).
(48) "فَأَرْسَلْنَا تِيمُوثَاوُسَ أَخَانَا، وَخَادِمَ اللهِ، وَالْعَامِلَ مَعَنَا فِي إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى يُثَبِّتَكُمْ وَيَعِظَكُمْ لأَجْلِ إِيمَانِكُمْ، كَيْ لاَ يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ فِي هذِهِ الضِّيقَاتِ. فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا مَوْضُوعُونَ لِهذَا" (1تس2:3-3). إذًا المؤمن مُعرّض أن يتزعزع في الضيقات، ولو أن هذه الزعزعة لا تؤثر في خلاصه الأبدي ما كان اهتم بها بولس الرسول ولا أرسل إليهم تيموثاوس.
(49) "مِنْ أَجْلِ هذَا إِذْ لَمْ أَحْتَمِلْ أَيْضًا، أَرْسَلْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ إِيمَانَكُمْ، لَعَلَّ الْمُجَرِّبَ يَكُونُ قَدْ جَرَّبَكُمْ، فَيَصِيرَ تَعَبُنَا بَاطِلًا" (1تس5:3). إذًا المجرب يمكنه أن يجرب المؤمنين ويضيع تعب خدمة بولس الرسول، لأنهم (المؤمنين) سيتعرضون للهلاك.
(50) "لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ. أَنْ لاَ يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَطْمَعَ عَلَى أَخِيهِ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلًا وَشَهِدْنَا. لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ" (1تس3:4-7). الله لم يدعنا للنجاسة "إنهم مؤمنون" مدعوون من الله، ومع ذلك ينصحهم الرسول بولس أن يبتعدوا عن النجاسة التي تضيع الإنسان.
(51) "غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ. وَيَجِبُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِي تَعْيِيرٍ وَفَخِّ إِبْلِيسَ" (1تي6:3-7). هنا يتكلم عن الأسقف، أي أنه إنسان مؤمن بكل تأكيد، ومع ذلك يمنع الرسول بولس أن يختار أسقفًا مَنْ كان حديث الإيمان لئلا يتكبر ويقع في فخ إبليس.
(52) "وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ" (1تي1:4-2). يرتد قوم عن الإيمان تعبير واضح جدًا.
(53) "لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا" (1تي16:4). تيموثاوس المؤمن الحقيقي حينما يداوم على التعليم ويلاحظ نفسه، فإنه يخلِّص ذاته والمخدومين ولو لم يفعل ذلك فإنه يُهلك نفسه والمخدومين أيضًا.
(54) "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ" (1تي8:5). ما رأيك في إنسان مؤمن ولكنه يهمل خدمة أخوته ووالديه وزوجته وأولاده؟! إنه يكون في حُكم مَنْ أنكر الإيمان ولا توجد حصانة سمائية تمنع دينونته.
(55) "وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ" (1تي9:6-10). المؤمن الذي يحب المال سيضل عن الإيمان، ويرتد، ويفقد رجاءه المسيحي.
(56) "جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ" (1تي12:6). لماذا يجاهد جهاد الإيمان الحسن؟ أليس الملكوت مضمونًا له ولا يمكن أن يهلك؟!
(57) "أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ. وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ، مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبِلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ، الَّذِي إِذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ" (1تي17:6-21). أوص الأغنياء من المؤمنين (بالطبع)، لأنه لا يمكن أن يوصي الأغنياء من الوثنيين.. والأولى أن يبشر الوثنيين لا أن يوصيهم بعدم محبة المال والاتكال عليه.
(58) "إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا" (2تي12:2). (إن كنا نصبر).. مطلوب الصبر حتى المنتهى، والمؤمن الذي ينكر المسيح سينكره المسيح أي سيضيع مستقبله الأبدي.. لا يوجد في الكتاب المقدس ما يسمى ضمان الملكوت وعدم هلاك المؤمن!!
(59) "وَلكِنَّ أَسَاسَ اللهِ الرَّاسِخَ قَدْ ثَبَتَ، إِذْ لَهُ هذَا الْخَتْمُ: «يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ». وَ«لْيَتَجَنَّبِ الإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي اسْمَ الْمَسِيحِ». وَلكِنْ فِي بَيْتٍ كَبِيرٍ لَيْسَ آنِيَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَقَطْ، بَلْ مِنْ خَشَبٍ وَخَزَفٍ أَيْضًا، وَتِلْكَ لِلْكَرَامَةِ وَهذِهِ لِلْهَوَانِ. فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (2تي19:2-21). لماذا يتجنب الإثم؟ هل ليتحاشى التأديب الزمني ثم يرث الملكوت حتمًا؟!
(60) "مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ" (2تي25:2-26). مَنْ هم المقاومون المحتاجون للتأديب؟ هل هم الوثنيون وأعداء الإيمان؟ هل من سلطة بولس الرسول أو الأسقف أن يؤدب مَنْ هم خارج الإيمان؟ وإن كانوا مؤمنين فلماذا يؤدبهم إن كانوا ضامنين الملكوت ولا يمكن أن يهلكوا؟!
(61) "لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا" (عب1:2-3). كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟ أي أن المؤمن مُعرّض أن يهمل خلاصه فلا ينجو.
(62) "اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ" (عب12:3-19). أناس صاروا شركاء المسيح ومع ذلك يخاف عليهم الرسول بولس لئلا يرتدوا عن الله الحي.
(63) "فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا" (عب1:4-2). هذه الآية لا تحتاج تعليقًا بسبب وضوح المفهوم الأرثوذكسي فيها جدًا.
(64) "فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا" (عب11:4).
(65) "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (عب26:10-31). وكذلك وضوح هذه الآيات لا يحتاج التعليق.
(66) "فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ" (عب35:10-36). لاحظ كلمة (إذا).. إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الوعد.. المشكلة في (إذا لم..)!
(67) "لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ" (عب1:12-4). لماذا نحاضر بالصبر في الجهاد؟ لماذا لا نكّل ولا نخور؟ لماذا نقاوم حتى الدم مجاهدين ضد الخطية.. إذا كان الملكوت مضمونًا والمؤمن لا يهلك؟!
(68) "اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ، مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ" (عب14:12-16). لو هناك مؤمن حقيقي لم يحفظ القداسة، هل يمكن له أن يُعاين الرب؟ وبقية النص يؤيد نفس الفكرة.. أنه يمكن لأحد أن يخيب من نعمة الله بعد أن نالها.
(69) "اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدًّا لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ!" (عب25:12). الكلام هنا واضح جدًا، أن بعض المؤمنين يمكن أن يرتدوا وعندئذ لا ينجون.
(70) "لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ" (يع10:2). مؤمن يحفظ كل الناموس، ولكنه عثر في واحدة.. ما مصيره؟ هل لا يهلك؟
(71) "لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ" (يع13:2). هذه الآية لكل إنسان وليست لغير المؤمنين.
(72) "لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا" (يع1:3-2). مؤمن يُعلِّم الآخرين، ولكنه يعثر في أشياء كثيرة، سينال دينونة أعظم ولا يوجد حصانة.
(73) "(اللسان) بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا!" (يع9:3-10). ينبِّه الرسول يعقوب المؤمنين ألاَّ يستخدموا لسانهم في لعنة الناس، لئلا يضيعوا، لأن الشتامين لا يرثون ملكوت الله.
(74) "أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ" (يع4:4). الكلام موجَّه في الكتاب المقدس للمؤمنين، ومع ذلك يخاطبهم بتوبيخ (أيُّها الزُّناةُ والزَّواني)، لأنهم انحرفوا إلى محبة العالم.
(75) "وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" (يع6:4-8). الكلام هنا أيضًا موجَّه إلى المؤمنين، وإلاَّ اعتبرنا الكتاب المقدس لا يخصني ووصاياه ليست ملزمة لي باعتباري مؤمن حقيقي.
(76) "لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ، فَلَسْتَ عَامِلًا بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّانًا لَهُ. وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" (يع11:4-12). الله ينبه المؤمنين ألاَّ يدينوا أحدًا لئلا يدانوا، ولا يوجد مبدأ عدم هلاك المؤمن واستثنائه من هذه الدينونة.
(77) "لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ" (يع9:5).
(78) "وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ" (يع12:5). المؤمن إن حلف يقع تحت الدينونة أي العذاب الأبدي.
(79) "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (يع19:5-20). إن ضل أحد بينكم (أي بين المؤمنين).. إذًا يجوز أن شخصًا مؤمنًا يضل، وعندما يرده أحد يخلص من الموت وليس من التأديب على الأرض فقط. والموت معناه الهلاك الأبدي.
(80) "كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ». وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ، عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (1بط14:1-19). لماذا يسير المؤمن زمان غربته بخوف؟ لأنه إن لم يفعل هذا يُعرّض خلاصه الأبدي للضياع.
(81) "الَّذِينَ قَبْلًا لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ، وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الافْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا" (1بط10:2-12). إنهم شعب الله المؤمنون، ومع ذلك يطلب إليهم أن يمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس، لأنهم إن سقطوا فيها ولم يتوبوا فقدوا خلاصهم وأبديتهم.
(82) "فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ. لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ" (1بط1:4-3). لماذا كثرة التنبيهات ضد الخطايا للمؤمنين إن كانوا قد ضمنوا الملكوت ولن يهلكوا؟!
(83) "فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ" (1بط15:4-16).
(84) "إِنْ كَانَ الْبَارُّ بِالْجَهْدِ يَخْلُصُ، فَالْفَاجِرُ وَالْخَاطِئُ أَيْنَ يَظْهَرَانِ؟" (1بط18:4). الفاجر والخاطئ من المؤمنين، لأن الفاجر والخاطئ من غير المؤمنين لا رجاء لهم أصلًا، وأساسًا لأنهم بدون إيمان لا يوجد خلاص من الأصل.
(85) "لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ. لأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ الْوَصِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ. قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ: «كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ» (2بط20:2-22).
(86) "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" (2بط9:3). الذي لا يُقبل إلى التوبة يهلك، كما في هذا النص.. وطبعًا الكلام للمؤمنين وليس لغير المؤمنين، لأن غير المؤمن يحتاج أولًا أن يؤمن وليست قضيته عدم التوبة.
(87) "لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ. وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا" (2بط14:3-15). لماذا نجتهد وقد ضمنا الملكوت ولن نهلك؟!
(88) "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا" (1يو8:1-10). المؤمن يجب أن يتضع ويعترف أنه خاطئ ويحتاج إلى نعمة المسيح في كل يوم، ولا يتكل على إيمانه بل يتكل على نعمة الله المخلّصة لكل مَنْ يتوب ويرجع إلى الله، ليس يوميًا فقط بل لحظيًا أيضًا.
(89) "وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ" (1يو28:2). السؤال هنا.. وإن لم يثبتوا فيه، ماذا سيكون الموقف؟
(90) "كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا" (2يو9). هذه إجابة للسؤال السابق.. مَنْ لا يثبت فليس له الله أي ليس له خلاص ولا علاقة أصلًا بالله.

يُتبع





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 10.07.2022, 18:01
صور الشهاب الثاقب الرمزية

الشهاب الثاقب

مشرف عام

______________

الشهاب الثاقب موجود الآن

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.09.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 991  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (18:59)
تم شكره 689 مرة في 467 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين





جاء في الآية موضوع الشبهة النصرانية

{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9)} الأحقاف

و لحديث

- سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، فإنَّه لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ، واعْلَمُوا أنَّ أحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ. وفي روايةٍ بهذا الإسْنادِ، ولَمْ يَذْكُرْ: وأَبْشِرُوا.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2818 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (6464)، ومسلم (2818).


و رمى النصارى من وراء الشبهة أنَّ الرسول لا يضمن لنفسه و للمسلمين الجنة

و الآية و الحديث لم يقولا بعدم ضمان الجنة للرسول و للمؤمنيين و المسلمين
و لكن نفس الآية فيها الجواب على الشبهة في النصف الثاني من الآية نفسها " إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ " و المعنى بإختصار أنَّ الرسول لا يعلم من تلقاء نفسه ما يُفعل به و بالمشركين و لكن يَتبع ما يوحى إليه فيما يُفعل به و بهم
دل على ذلك آيات كثيرة و أحاديث صحيحة بوعود و تبشير الله بدخول الرسول و المؤمنين و المسلمين الجنة برحمة الله و فضله

و المسلم لا يُعين و لا يُخصص أحد بالجنة أو النار إلآ ما أخبر عنه الله و الرسول بذلك لأن الحكم و التعين و التخصيص بالجنة أو النار يكون من الله فعلى المسلم التأدب مع الله و عدم التجرء على حق من حقوق الله أو التألي على الله بالحكم لأحد بالجنة أو النار و لا يعلم أحد الغيب و لا يعلم أحد بماذا يختم له أو لغيره !؟
فلا يحكم أحد على أحد بالظاهر


جاء في الأحاديث

حَدَّثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وهو الصَّادِقُ المَصْدُوقُ- قالَ: إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ، فإنَّ الرَّجُلَ مِنكُم لَيَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ الجَنَّةِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، ويَعْمَلُ حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَ النَّارِ إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3208 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه مسلم (2643) باختلاف يسير

إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1905 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]



{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9)} الأحقاف

و جاء في تفسير الآية للطبري
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة وأشبهها بما دلّ عليه التنـزيل, القول الذي قاله الحسن البصري, الذي رواه عنه أَبو بكر الهُذَليّ.
وإنما قلنا ذلك أولاها بالصواب لأن الخطاب من مبتدأ هذه السورة إلى هذه الآية, والخبر خرج من الله عزّ وجلّ خطابا للمشركين وخبرا عنهم, وتوبيخا لهم, واحتجاجا من الله تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عليهم.
فإذا كان ذلك كذلك, فمعلوم أن هذه الآية أيضًا سبيلها سبيل ما قبلها وما بعدها في أنها احتجاج عليهم, وتوبيخ لهم, أو خبر عنهم.
وإذا كان ذلك كذلك, فمحال أن يقال للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : قل للمشركين ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة, وآيات كتاب الله عزّ وجلّ في تنـزيله ووحيه إليه متتابعة بأن المشركين في النار مخلدون, والمؤمنون به في الجنان منعمون, وبذلك يرهبهم مرّة, ويرغبهم أخرى, ولو قال لهم ذلك, لقالوا له: فعلام نتبعك إذن وأنت لا تدري إلى أيّ حال تصير غدا في القيامة, إلى خفض ودعة, أم إلى شدّة وعذاب; وإنما اتباعنا إياك إن اتبعناك, وتصديقنا بما تدعونا إليه, رغبة في نعمة, وكرامة نصيبها, أو رهبة من عقوبة, وعذاب نهرب منه, ولكن ذلك كما قال الحسن, ثم بين الله لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ما هو فاعل به, وبمن كذب بما جاء به من قومه وغيرهم.
وقوله ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) يقول تعالى ذكره: قل لهم ما أتبع فيما آمركم به, وفيما أفعله من فعل إلا وحي الله الذي يوحيه إليّ
، ( وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) يقول: وما أنا لكم إلا نذير, أنذركم عقاب الله على كفركم به مبين: يقول: قد أبان لكم إنذاره, وأظهر لكم دعاءه إلى ما فيه نصيحتكم, يقول: فكذلك أنا.
و من تفسير السعدي
{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ } أي: لست بأول رسول جاءكم حتى تستغربوا رسالتي وتستنكروا دعوتي فقد تقدم من الرسل والأنبياء من وافقت دعوتي دعوتهم فلأي شيء تنكرون رسالتي؟ { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ } أي: لست إلا بشرا ليس بيدي من الأمر شيء والله تعالى هو المتصرف بي وبكم الحاكم علي وعليكم، ولست الآتي بالشيء من عندي، { وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ } فإن قبلتم رسالتي وأجبتم دعوتي فهو حظكم ونصيبكم في الدنيا والآخرة، وإن رددتم ذلك علي فحسابكم على الله وقد أنذرتكم ومن أنذر فقد أعذر.

يُتبع





المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 10.07.2022, 18:02
صور الشهاب الثاقب الرمزية

الشهاب الثاقب

مشرف عام

______________

الشهاب الثاقب موجود الآن

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.09.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 991  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (18:59)
تم شكره 689 مرة في 467 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين






من الآيات و الأحاديث التي تَعد و تبشر المؤمنين و المسلمين بالجنة

أولاً الآيات من القرآن الكريم

الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) (الزخرف)

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴿٨٢ البقرة﴾

وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ﴿١٢٤ النساء﴾

وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٤٣ الأعراف﴾
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا ﴿٤٤ الأعراف﴾

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴿١١١ التوبة﴾
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴿٢٣ هود﴾

مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴿٣٥ الرعد﴾

{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.↑ سورة آل عمران، آية: 15.

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}. آل عمران /الأية 195

{لـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ}.↑ سورة آل عمران، آية: 198.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلً}.↑ سورة النساء، آية: 57.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا * لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}. ↑ سورة النساء، آية: 122،123.

{وَقيلَ لِلَّذينَ اتَّقَوا ماذا أَنزَلَ رَبُّكُم قالوا خَيرًا لِلَّذينَ أَحسَنوا في هـذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَلَنِعمَ دارُ المُتَّقينَ * جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ لَهُم فيها ما يَشاءونَ كَذلِكَ يَجزِي اللَّـهُ المُتَّقينَ * الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ}.↑ سورة النحل، آية: 30-32

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} سورة النساء/الأية 69

{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد/الأية 22-24

{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ}. السَّجْدَة/الأية 19

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) (التوبة)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) (يونس)

لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) (يونس)
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23) (إبراهيم)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) (الحجر)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) (الكهف)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) (الكهف)

إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) (مريم)

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) (الحج)
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) (الحج)

قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16) (الفرقان)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) (لقمان)

تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) (الشورى)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) (الدخان)

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) (محمد)
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15) (محمد)

وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) (ق)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) (الذاريات)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) (الطور)

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) (الرحمن)

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) (الحديد)

وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) (الإنسان)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) (المرسلات)

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) (النبأ)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) (البينة)

ثانياً هذه بعض من الآحاديث الصحيحة

عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ ) . رواه مسلم (197)

يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً ) . رواه البخاري (6861) ومسلم (285) .

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ فَقَالَ : ( مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ) . رواه مسلم في صحيحه (135)

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... ذَاكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ، فَقَالَ : بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ !! فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ) . رواه البخاري (6933) ومسلم (1655)

وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق, والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل»
أخرجه البخاري (رقم 3435) ومسلم (رقم 28).

وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: دلني على عمل أعمله، يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك» فلما أدبر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن تمسك بما أمر به دخل الجنة» أخرجه مسلم (رقم 13).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله» وفي رواية: «يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار» أخرجه مسلم (رقم: 81).

وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم من مسلم يتوضَّأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء» أخرجه مسلم (رقم: 234).

وعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّن وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنًا ها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» أخرجه البخاري (رقم 6306).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا في الجنة» أخرجه مسلم (رقم (2699).

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين, فتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء» أخرجه مسلم (رقم 234) والترمذي (رقم 55) واللفظ له.

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى البردين دخل الجنة» أخرجه البخاري (رقم 574) ومسلم (رقم 635).

وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يتوضأ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثم يقوم, فيصلي ركعتين، مُقْبِلٌ عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة» أخرجه مسلم (رقم 234).

و عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة» أو «إلا بُني له بيت في الجنة» أخرجه مسلم (رقم 728).

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة بابًا، يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد» أخرجه البخاري (رقم (1896) ومسلم (رقم (1152).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» أخرجه مسلم (رقم 1028).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبور ليس له جزاء إلى الجنة» أخرجه البخاري (رقم 1773) ومسلم (رقم 1349).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم، وَتَوَكَّلَ الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالمًا مع أجر أو غنيمة» أخرجه البخاري (رقم 2787) ومسلم (رقم 1876).

وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجلاً كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئًا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأُنظر الموسِرَ، وأتجاوز عن المعْسِرَ، فأدخله الله الجنة» أخرجه البخاري (رقم 3451) ومسلم (رقم 1560).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة» أخرجه البخاري (رقم 173).

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بأصبعيه: السبابة والوسطى وفرج بينهما أخرجه البخاري (رقم 5304).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس» أخرجه مسلم (رقم 1914).

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة» أخرجه البخاري (رقم (6474)ز

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة» أخرجه البخاري (رقم 6424).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يُحب أن يُؤتى إليه» أخرجه مسلم (رقم 1844).

قال صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة»، (صحيح البخاري 5964).

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت، إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله»، (صحيح البخاري 6323).

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث، كان له حجاباً من النار، أو: دخل الجنة»، (صحيح البخاري، 1315).

و غيرهم الكثير الذي لا يتسع ذكره






رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا الشهاب الثاقب على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 11.07.2022, 22:27
صور * إسلامي عزّي * الرمزية

* إسلامي عزّي *

مدير المنتدى

______________

* إسلامي عزّي * غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.06.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 13.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (01:29)
تم شكره 2.947 مرة في 2.156 مشاركة
افتراضي


في الفكر المسيحي الإيمان وحده لا يضمن دخول صاحبه الملكوت المزعوم !




نقرأ من يعقوب أصحاح 2 ، عدد 14 - 19

مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟

إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ،

فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ:«امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟

هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ.

لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ:«أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي.

أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!








توقيع * إسلامي عزّي *



لوقا 3:8 ترجمة سميث وفاندايك

وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ
مِنْ أَمْوَالِهِنَّ.


****
https://mp3quran.net/ar/balilah

سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
الحمدُ لله حمداً حمداً ،
الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .







رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 11.07.2022, 22:39
صور * إسلامي عزّي * الرمزية

* إسلامي عزّي *

مدير المنتدى

______________

* إسلامي عزّي * غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.06.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 13.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
28.03.2024 (01:29)
تم شكره 2.947 مرة في 2.156 مشاركة
افتراضي


نقرأ من :


شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"
يعقوب 2 - تفسير رسالة يعقوب
الإيمان والأعمال


اقتباس

2. الاتكال على الإيمان بدون الأعمال
يجدر بنا أن نراعي أن الرسول يعقوب كان يحث أناسًا مؤمنين انحرف بعضهم في سلوكهم تحت دَعْوَى أن دم المسيح يطهر وكافٍ لخلاصهم دون حاجة إلى الجهاد والمثابرة
، لذلك وجه إليهم الحديث قائلًا:

"ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد أن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال؟

هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟" [14].

لقد سبق أن رأينا أن الأعمال التي يقصدها الرسول يعقوب غير ما قصده الرسول بولس.فالإيمان وحده لا يقدر أن يخلص، فحنانيا وسفيرة آمنا بالرب لكن بسبب انحرافهما عن السلوك في النور هلكا (أع 5: 9).ويذكر لنا الرب (مت 7: 21-23) من بين الهالكين أناسًا مؤمنين بل وأصحاب مواهب ومعجزات لكن إذ ليس لهم أعمال يقول لهم "إني لا أعرفكم قط، اذهبوا عني يا فاعلي الإثم".






يُمكن الوصول للمصدر المسيحي عبر النّقر هُــنا





الصور المصغرة للملفات المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاسم: a1.11.7.22.png
المشاهدات: 82
الحجم: 101,9 كيلوبايت
الرقم: 7224  
S أفحص الملف المرفق بأي برنامج مضاد للفيروسات
S قم بمراسلة مشرف القسم بخصوص أي مرفق يوجد به فيروس
S منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي غير مسؤولة عن ما يحتويه المرفق من بيانات
رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا * إسلامي عزّي * على المشاركة :
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
لأتباعه, أينما, الإسلام, المسيحية, الجهة, جَهل


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
الطفل إيمانويل يسأل البابا : هل يدخل أبي الملحد الجنة !!!؟؟؟ * إسلامي عزّي * كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية 0 26.11.2021 23:43
أيهما يصطدم مع النقل والعقل والفطرة الإسلام أم النصرانيه ؟ الشهاب الثاقب التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء 5 03.01.2019 21:54
إعلان توبة الأخ الكريم هشام وعودته إلى الإسلام حاملاً معه فضائح عن المسيحية وعن أدامن الغرف المسيحية إيهاب محمد كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية 0 21.12.2017 15:34
يسأل هل الإسلام دينٌ حق ؟ وهل الإلحاد مرض أم علاج ؟ نور عمر تعرف على الإسلام من أهله 0 03.03.2012 15:47
مسيحى يسأل عن سبب تحريم الخمر فى الإسلام .. راجية الاجابة من القيوم ركن الفتاوي 2 27.04.2011 07:59



لوّن صفحتك :