آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

الحج في العهد القديم.!

مصداقية الكتاب المقدس


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 03.10.2011, 19:52
صور زهراء الرمزية

زهراء

مديرة المنتدى

______________

زهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.354  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.07.2015 (20:56)
تم شكره 463 مرة في 275 مشاركة
افتراضي الحج في العهد القديم.!


يعتقد بعض الناس أن الحج عبادة تقتصر على الدين الإسلامي والمسلمين فقط ، وبالكيفية التي فصلتها كتب الفقه المستمدة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة.
لكن المتتبع للحضارات القديمة والديانات السماوية يجد أن البشر عرفوا الحج بمفهومه العام منذ القدم ..

الحج في العهد القديم :

تبدأ قصة الحج في العهد القديم عندما أمر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بالخروج من بيت أبيه وقد تطرق الإصحاح الثاني عشر من سفر التكوين لهذا الأمر حيث جاء فيه :
Gen 12:1 وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ ارْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ ابِيكَ الَى الارْضِ الَّتِي ارِيكَ.
Gen 12:2 فَاجْعَلَكَ امَّةً عَظِيمَةً وَابَارِكَكَ وَاعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً.
Gen 12:3 وَابَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاعِنَكَ الْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الارْضِ».
Gen 12:4 فذَهَبَ ابْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ ابْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.
Gen 12:5 فَاخَذَ ابْرَامُ سَارَايَ امْرَاتَهُ وَلُوطا ابْنَ اخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ.
Gen 12:6 وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ.
Gen 12:7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
Gen 12:8 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.
Gen 12:9 ثُمَّ ارْتَحَلَ ابْرَامُ ارْتِحَالا مُتَوَالِيا نَحْوَ الْجَنُوبِ..


يوضح لنا هذا السفر هجرة إبراهيم عليه السلام بأمر الرب إلى أرض محددة سيريها له ، وهذه الهجرة مليئة بالتنقلات : ذلك أن إبراهيم عليه السلام مر بمجموعة من الأماكن حيث اجتاز إلى شكيم ، ثم إلى بلوطة مورة ، ثم انتقل من هناك إلى الجبل شرقي [ بيت إيل ].
كما أن هذه الرحلة عرفت مجموعة من الأفعال : منها بناء المذبح ، والدعاء باسم الرب فيه ، ونصب الخيمة والتي حدد مكانها بدقة بين [ بيت إيل ] وعاي ، ثم الأمر بالإرتحال المتوالي نحو الجنوب.
إن هذا النص يبرز لنا بوضوح الحمولات الفكرية المستمدة من عقيدة الشعب المختار والأمة المختارة والتي يحاول الكاتب صياغتها صياغة دلالية تتلاءم مع هذه العقيدة ، فهو يجعل هجرة إبراهيم عليه السلام هجرة متواصلة مليئة بالتنقلات والترحال لا استقرار فيها ، هدفه الوصول إلى الأرض الموعودة.
كما تضمن هذا النص أيضا مسألة بالغة الأهمية ذلك أن أول عمل قام به إبراهيم عليه السلام عندما وصل إلى الأرض التي حددها له الرب هو بناء البيت أو المذبح :
Gen 12:7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.
Gen 12:8 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.


فالنص يبين أن الرب حدد له مكان بناء المذبح أي بيت العبادة أو مكان العبادة الذي تقام فيه مجموعة من الشعائر : الصلاة ، ذكر الله ، تقديم الذبائح ، وكل أعمال الخير والبر....، وهذا المكان وكما جاء في النص هو [ بيت إيل ] الذي يعتبر المكان الأول الذي ذهب إليه إبراهيم بأمر ربه ، حيث باركه وبارك نسله ، كما جعل هذا المكان مباركا تتبارك فيه كل قبائل الأرض إذ فيه سيبنى بيت الله ، وفيه تقام كل الشعائر والعبادات، كما أن هذ البيت هو الذي سيتردد عليه إبراهيم عليه السلام لأداء المناسك وهذا ما يوضحه سفر التكوين الإصحاح الثالث عشر حيث جاء فيه :

Gen 13:3 وَسَارَ فِي رِحْلاتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ الَى بَيْتِ ايلَ الَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ بَيْنَ بَيْتِ ايلَ وَعَايَ
Gen 13:4 الَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ اوَّلا. وَدَعَا هُنَاكَ ابْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ.



مناسك الحج من خلال العهد القديم :
تكاد تكون مناسك الحج في العهد القديم هي نفسها التي يتعبد بها المسلمون اليوم وبالترتيب الذي عندهم وهذا يدل على أن حج المسلمين هو حج أبيهم الأول إبراهيم عليه السلام وكل الأنبياء من بعده ، فالشعائر هي الشعائر ، والمناسك هي المناسك ، ورغم التزييف الذي قام به الكهنة ومفسروا الكتاب المقدس إلا أنه لازالت هناك إشارات تشير إلى هذه العبادة الأبدية لذلك سنحاول تتبع هذه الإشارات التي جاءت في الكتاب المقدس.

جاء في المزمور 84 ما يلي :

Psa 84:1 لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. لِبَنِي قُورَحَ. مَزْمُورٌ مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ.
Psa 84:2 تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ.
Psa 84:3 اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ بَيْتاً وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي.
Psa 84:4 طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.
Psa 84:5 طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
Psa 84:6 عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.
Psa 84:7 يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.
Psa 84:8 يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي وَاصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.
Psa 84:9 يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ.
Psa 84:10 لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ.
Psa 84:11 لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ.
Psa 84:12 يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!

بعيدا عن ألاعيب الترجمة يظهر لنا أن النص يتحدث عن شريعة الحج إلى بيت الله حيث يقيم الحجاج لفترة معينة من الزمن يسبحون الله ويعظمونه ، ويذبحون الهدي تقربا إليه ، ويقفون بعتبة بيته المقدس ويسعون بين الصفا والمروة ، ولعل اليوم الذي تحدث عنه النص في ديار الرب والذي هو خير من ألف هو يوم عرفة ، كما أن النص وصف هذا المكان بكونه مكانا آمنا يعم فيه الأمن والسلام حتى يأمن الطير على نفسه وأفراخه ويقيم مسكنه فيه وذلك لأن الصيد محرم فيه.
كما أنه مكان يفيض بالخير والبركات حيث يوجد به ينبوع ماء لاينقطع [ بئر زمزم ] ، وهو مكان تتضاعف فيه الحسنات ، هذه هي مناسك الحج التي جاء في هذا المزمور وهي مناسك لا تقام إلا في مكان واحد على وجه الأرض إنه بيت الله الحرام بمكة المكرمة.

والآن سنتعرض لهذه المناسك بشيء من التفصيل :

أولا : الإحــــــــــــرام :
جاء في سفر التكوين الإصحاح 35 ما يلي :
Gen 35:1 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ الَى بَيْتَِ ايلَ وأقم هُنَاكَ وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو اخِيكَ».
Gen 35:2 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الْالِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَابْدِلُوا ثِيَابَكُمْ.

يتضمن هذا النص الأمر بالصعود ، وهذا الصعود يكون إلى بيت إيل لإقامة الصلاة ولتمجيد الرب ، ولكن قبل القيام بهذا الصعود المقدس لابد للإنسان من أن يكون على مستوى هذا المكان ، لذلك أمر يعقوب عليه السلام أهل بيته وكل من كان معه بالاستعداد لذلك عن طريق التطهر لتكتمل الطهارة النفسية بالطهارة البدنية ، وكذلك تبديل الثياب ، وليس المقصود هنا تبديل ثياب بأخرى ، وإنما تبديلها بثياب تليق بالعبادة يتجرد فيها الحاج من زينة الحياة الدنيا ، وتنتفي فيها الفوارق الاجتماعية ، حتى يمكن تحقيق الخشوع لله تعالى في هذا الموضع المقدس.

ثانيا : التلبيــــــــــــة :
جاء في سفر أشعياء الإصحاح 42 ما يلي :
Esa 42:1 غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا
Esa 42:11 لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا.
Esa 42:12 لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ.

إن هذا النص يتحدث عن التلبية التي يرددها الحجاج القادمون من أقصى الأرض مسبحين بها الله ، وهي التلبية الخالدة التي ستتردد في الآفاق : " لبيك الله هم لبيك لبيك ، لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " وهي تلبية إبراهيم عليه السلام ، وكل الأنبياء من بعده وقد ظل العرب في بيت الله الحرام يرددونها منذ عهد إبراهيم عليه السلام ، ولكنهم حرفوها حيث أضافوا لها "إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك " حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعادها إلى ما كانت عليه.

ثالثا : الطـــــــــــــــوا ف :
جاء في سفر أشعياء الإصحاح 60 : ما يلي :
Esa 60:6 تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ الْجِمَالِ بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا. تَحْمِلُ ذَهَباً وَلُبَاناً وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ.
فهذه الفقرة مقطفة من نص طويل يتحدث عن ثروة الأمم التي تنفق في بيت الله ، ويتطرق لمسألة التبشير بتسبيح الرب ، والتسبيح لا يكون إلا بعد الوصول وأثناء الطواف ، وهو ما ذكره النبي حبقوق فيما بعد : " والأرض امتلأت من تسبيحه " والأرض التي يعنيها هي أرض فاران وهي إشارة إلى طواف الحجاج بالبيت الحرام.
كما جاء في سفر يوشع الإصحاح السادس ما يلي :
Jos 6:4 وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ, وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ.

فهذا النص يعطينا إشارة واضحة على الطواف حيث استعمل لفظ تدورون أي تطوفون ، ولم يقف عند هذا الحد بل حدد بدقة عدد أشواط هذا الطواف وهي سبع مرات ، والسؤال الذي طالما نطرحه في ثنايا هذا العرض الموجز هو : أي هذا المكان الذي يتحقق فيه هذا الأمر ؟ الجواب بدون شك : هو بيت الله الحرام بمكة المكرمة.

رابعا : السعي بين الصفا والمروة :
لقد جاءت الإشارة إلى هذه الشعيرة في عدد من النصوص نذكر منها ما يلي :
Gen 12:6 وَاجْتَازَ ابْرَامُ فِي الارْضِ الَى مَكَانِ شَكِيمَ الَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الارْضِ.
Gen 13:9 الَيْسَتْ كُلُّ الارْضِ امَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. انْ ذَهَبْتَ شِمَالا فَانَا يَمِينا وَانْ يَمِينا فَانَا شِمَالا».

فهذا المقطع الأخير تعبير عن نسك السعي بين الصفا والمروة ، من الشمال إلى اليمين ، ومن اليمين إلى الشمال سعيا بشكل متوالي حتى يتم الحاج سبعة أشواط .

خامسا : الوقوف بعرفـــــــــــــــة :
جاء في سفر التكوين الإصحاح الحادي والثلاثين ما يلي :
Gen 31:25 فَلَحِقَ لابَانُ يَعْقُوبَوَيَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ. فَضَرَبَ لابَانُ مَعَاخْوَتِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ.
Gen 31:23 فَأخَذَ إخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أيَّامٍفَادْرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ.

إن النص يتحدث عن أهم مرحلة في الحج ألا وهي الوقوف بعرفة ، وهو مكان يجتمع فيه الحجيج في مشهد إيماني بديع تخشع فيه القلوب و تلهج فيه الألسنة بذكر الله ، ولكن الملاحظ أن النص يتحدث فقط عن إسم المكان دون الخوض في الأعمال التي قام بها يعقوب عليه السلام فيه ، وذلك راجع بالأساس لما أراده المفسر اليهودي من إخراج النص من نسقه الدلالي الواضح إلى بناء مفاهيمي آخر يبلور من خلاله خلاف يعقوب عليه السلام مع صهره لابان الذي كان يعبد الأصنام.

سادسا :المبيت بمزدلفة :
جاء الإشارة إلى هذا الأمر في العديد من النصوص ففي سفر التكوين الإصحاح الثامن والعشرين جاء ما يلي :
Gen 28:10 فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ.
Gen 28:11وَصَادَفَ مَكَانا وَبَاتَ هُنَاكَ لانَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ. وَاخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رأسه فَاضْطَجَعَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ.

وجاء أيضا في سفر التكوين الإصحاح الثاني عشر في سياق حديثه عن حج إبراهيم عليه السلام ما يلي :

Gen 12:8ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ الَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ ايلٍ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ ايلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.

يتبن لنا من خلال النصين مكانا معينا قصده نبيا الله إبراهيم ويعقوب عليهما السلام والملاحظ أن هذا المكان وإن جاء خافتا في النص الذي يتحدث عن حج يعقوب " وصادف مكانا وبات هناك " إلا أنه تم تحديده بدقة في النص الآخر الذي يتحدث عن حج إبراهيم عليه السلام الذي نصب الخيمة بين بيت إيل أي [ بيت الله ] وعاي أي [ مكان الرجم ].
ولعل التنصيص على هذا المكان وضرورة المبيت فيه ، قد يكون للاستراحة حتى يتمكن الحجيج من مواصلة أداء مختلف الشعائر المتبقية دون أي مشقة ، ولعل ما يؤكد على هذه الشعيرة هو استمرار الحجاج في القيام بها إلى اليوم.

سابعا : يوم النحــــــــــــــــــــــــر :
جاء في سفر أشعياء الإصحاح الستون ما يلي :
Esa 60:7 كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ. تَصْعَدُ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي وَأُزَيِّنُ بَيْتَ جَمَالِي.
يتضمن هذا النص إشارة واضحة على يوم عرفة ويوم النحر في منى ، فالكباش تصعد إلى منى حيث يوجد المذبح الذي بالقرب منه طلب الله من نبيه إبراهيم ذبح ابنه ، فلما نفذ ما أمره به فداه بكبش فصار هذا الأمر سنة للحجاج يتقربون بها إلى الله عن طريق ذبح الأضاحي ، وتوزيع لحومها على الفقراء.
والنص يشير إلى كثرة الذبح ذلك أن كل الحجاج يذبحون.
وجا ء أيضا في سفر التكوين الإصحاح الحادي والثلاثين ما يلي :

Gen 31:54 وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا اخْوَتَهُ لِيَاكُلُوا طَعَاما. فَاكَلُوا طَعَاما وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ.
جاءت الإشارة على الذبح واضحة في هذا النص فيعقوب عليه السلام بعد أن قام بمجموعة من المناسك قام بذبح ذبيحة تقربا إلى الله وأكل منها كما أطعم منها إخوته.

ثامنا : رمي الجمــــــــــــــــــــــار :
جاء في سفر التكوين الإصحاح الثامن والعشرين ما يلي :
Gen 28:11وَصَادَفَ مَكَانا وَبَاتَ هُنَاكَ لانَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ. وَاخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رأسه فَاضْطَجَعَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ.
يوضح هذا النص بداية شعيرة الرجم عندما قام يعقوب عليه السلام بجمع الحجارة من المكان الذي اضطجع فيه [مزدلفة ] وهذه هي المرحلة الأولى حيث يواصل سفر التكوين تفصيل هذه المسألة
حيث جاء فيه ما يلي :
Gen 28:18 وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَاخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رأسه وأقامه عَمُودا وَصَبَّ زَيْتا عَلَى رَاسِهِ.
فالنص يبين لنا قيام يعقوب صباحا لرمي الأحجار التي جمعها على عمود الحجارة الذي أقامه لهـــــذا
الغرض.
لم يكتفي سفر التكوين بهذا القدر بل يواصل تفصيل هذه الشعيرة بمزيد من البيان حيث جــــــــــاء في
الإصحاح الحادي والثلاثين منه ما يلي :

Gen 31:45 فَاخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرا وَاوْقَفَهُ عَمُودا
Gen 31:46 وَقَالَ يَعْقُوبُ لاخْوَتِهِ: «الْتَقِطُوا حِجَارَةً». فَاخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَةً وَاكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ.
Gen 31:47 وَدَعَاهَا لابَانُ «يَجَرْ سَهْدُوثَا» وَامَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا «جَلْعِيدَ»
Gen 31:48 وَقَالَ لابَانُ: «هَذِهِ الرُّجْمَةُ هِيَ شَاهِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْيَوْمَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «جَلْعِيدَ»
Gen 31:49 وَ «الْمِصْفَاةَ» لانَّهُ قَالَ: «لِيُرَاقِبِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ.
Gen 31:50 انَّكَ لا تُذِلُّ بَنَاتِي وَلا تَاخُذُ نِسَاءً عَلَى بَنَاتِي. لَيْسَ انْسَانٌ مَعَنَا. انْظُرْ. اللهُ شَاهِدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ».
Gen 31:51 وَقَالَ لابَانُ لِيَعْقُوبَ: «هُوَذَا هَذِهِ الرُّجْمَةُ وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ.
Gen 31:52 شَاهِدَةٌ هَذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ انِّي لا اتَجَاوَزُ هَذِهِ الرُّجْمَةَ الَيْكَ وَانَّكَ لا تَتَجَاوَزُ هَذِهِ الرُّجْمَةَ وَهَذَا الْعَمُودَ الَيَّ لِلشَّرِّ.


يذكر هذا النص ما قام به نبي الله يعقوب عليه السلام حيث أقام العمود ، ولعل المقصود هنــــــا أعمدة
الحجر الثلاثة التي يتم فيها الرمي : [ العقبة الكبرى ، الوسطى ، الصغرى ].
ودعا إخوته إلى التقاط الحجارة وعمل الرجمة ، وهذه الرجمة ستبقى فريضة دهريه تقام كل سنة وهذا
معنى الرجمة الشاهدة.


تاسعا : التحـــــــــــــــــــــــــلل :
جاءت الإشارةإلى هذا الأمر بشكل رمزي في سفر التكوين الإصحاح الثامن والعشرين حيث جاء فيـــــه
ما يلي :
Gen 28:18وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَاخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رأسه وأقامه عَمُودا وَصَبَّ زَيْتا عَلَى رَاسِهِ.
فهذا النص يبين لنا أنه بعدما انتهى يعقوب من إقامة العمود [ رمي الجمار ] قام بصب الزيت على رأسه
الذي قد يفهم منه التحلل والتمتع من الإحرام ، ذلك أن الحاج عندما ينتهي من شعيرة رمي الجمار يتحلل
بحلق رأسه أو تقصيره.

هذا هو الحج في العهد القديم ، وهذه هي مناسكه التي لم تتغير منذ حج أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام حيث جعله الله فريضة دهرية على كل البشر تقام في مكان واحد على وجه الأرض
وهو مكة المكرمة.
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : الحج في العهد القديم.!     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : زهراء







توقيع زهراء
مَـا خـَابَتْ قُـلُـوْب أَوْدَعَـتْ الْـبـَارِي أَمـَانِيـْهَـا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 03.10.2011, 19:54
صور زهراء الرمزية

زهراء

مديرة المنتدى

______________

زهراء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 02.05.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.354  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.07.2015 (20:56)
تم شكره 463 مرة في 275 مشاركة
افتراضي


رابط حوار قيم حول بكة بين الدكتور أمير عبد الله والنصراني ابن المسيح..

حوار ثنائي بين د.امير عبدالله و الاستاذ/ ابن المسيح حول بكة ونبوءة البيت القادم





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 14.07.2012, 22:44

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


جزاكم الله خير
للرفع







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
الحج, الغني, القديم.!


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
رحمة إله العهد القديم تتجلى في حكم الملبوس مجدي فوزي القسم النصراني العام 2 19.03.2012 12:01
أعظم إنسان في العهد القديم نور عمر البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى 2 04.08.2011 23:50
دراسة مختصرة عن العهد القديم أبوعبدالله السعدون مصداقية الكتاب المقدس 4 13.05.2011 22:04
التناقض بين العهد القديم والجديد أبوعبدالله السعدون مصداقية الكتاب المقدس 3 20.10.2010 21:11
آراء حول العهد القديم MALCOMX مصداقية الكتاب المقدس 4 30.09.2010 00:44



لوّن صفحتك :