خدعوك فقالوا : إعجاز في تغطية البراز !

[مجيب الرحمــن]

خدعوك فقالوا : إعجاز في تغطية البراز !

خرج علينا موقع تكلا بزعم أنه يوجد " إعجاز علمي في نص في كتاب النصارى يأمر بتغطية البراز "

أعتذر أولا عن كم القاذورات التي يحويها هذا الموضوع .. لكن انتبه جيدا .. هذا ليس كلامي أنا .. هذا كلام كتاب يزعم عباد الصليب أنه " مقدس " !

هذا نص ما اتحفنا به الموقع النصراني :

هذا هو النص الذي يزعم أن فيه إعجاز بيئي :

13. وَيَكُونُ لكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ لِتَحْفُرَ بِهِ عِنْدَمَا تَجْلِسُ خَارِجاً وَتَرْجِعُ وَتُغَطِّي بُرَازَكَ.


و نلاحظ ما يلي :

أولا :

أنه استعمل لفظ " تغطي " و ليس " تدفن " ..

لو كان الهدف هو التخلص تماما من البراز لكان الأمر " تدفن " لكنه لم يكن يريد التخلص منه تماما لأن الهدف من التغطية هو ما نجده في نص العدد التالي مباشرة و هو أن " رب اليسوعيين " سوف يأتي و يتمشى في المحلة و المطلوب أن لا يرى البراز .. فقط لا يراه .. فقط التغطية معناها حجبه عن الرؤية .. و ليس دفن بمعنى التخلص منه تماما و اتقاء ضرره على البيئة ..

هذا هو النص المقدس الذي يؤكد لنا أن كل المطلوب هو أن لا يراه " رب اليسوعيين " عندما يتمشى في المحلة !

13. وَيَكُونُ لكَ وَتَدٌ مَعَ عُدَّتِكَ لِتَحْفُرَ بِهِ عِنْدَمَا تَجْلِسُ خَارِجاً وَتَرْجِعُ وَتُغَطِّي بُرَازَكَ.
14. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ فِي وَسَطِ مَحَلتِكَ لِيُنْقِذَكَ وَيَدْفَعَ أَعْدَاءَكَ أَمَامَكَ. فَلتَكُنْ مَحَلتُكَ مُقَدَّسَةً لِئَلا يَرَى فِيكَ قَذَرَ شَيْءٍ فَيَرْجِعَ عَنْكَ.

ثانيا :

مؤلف كتاب النصارى استخدم لفظ " تغطي" و لم يستخدم لفظ " تدفن " متعمدا .. و الدليل على ذلك أن لفظ " تدفن " تكرر في كتاب النصارى 180 مرة .. منها مثلا ( التثنية 21:23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون ).. يعني لفظ " تدفن " هو مألوف و معروف و شائع في كتاب النصارى و لو كان يقصده لاستخدمه .

ثالثا :

مؤلف كتاب النصارى تعمد استخدام لفظ " تغطي " و ليس " تدفن " ليدل على أنه سوف يحتاج أن يرجع إلى البراز ليستعمله .. لأن البراز في كتاب النصارى له استخدامات أخرى منها :

إستخدام البـراز كطعام كما في ملوك 2 :

18: 27 فقال لهم ربشاقى هل الى سيدك و اليك ارسلني سيدي لكي اتكلم بهذا الكلام اليس الى الرجال الجالسين على السور لياكلوا عذرتهم و يشربوا بولهم معكم

( لاحظ أن البول أيضا له استخدامات أخرى عند المؤلف المقرف ! )


إستخدام البـراز كوقود كما في حزقيال :

4: 12 و تاكل كعكا من الشعير على الخرء الذي يخرج من الانسان تخبزه امام عيونهم
4: 13 و قال الرب هكذا ياكل بنو اسرائيل خبزهم النجس بين الامم الذين اطردهم اليهم
4: 14 فقلت اه يا سيد الرب ها نفسي لم تتنجس و من صباي الى الان لم اكل ميتة او فريسة و لا دخل فمي لحم نجس
4: 15 فقال لي انظر قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الانسان فتصنع خبزك عليه

رابعا :

مؤلف كتاب النصارى يقول عن أية مشاهدة سطحية أنها إعجاز .. لو كان هذا إعجاز لاستحقت القطط أن يُنسب إليها .. فالقطة تدفن ثم تهيل التراب ثم تكرر ذلك إلى أن تتأكد تماما أنه ليس له أثر .. أما مؤلف كتاب النصارى فقد تعمد الكلام عن " التغطية " و ليس " الدفن " ! ..

مؤلف كتاب النصارى أيضا لم يلتفت إلى أنه قبل قيامه بتأليف كتابه وُجِدت حضارات بنَت الأهرامات و عرفت علوم الهندسة و الطب و الفلك و الكيمياء و تحنيط الموتى و بناء السفن و صناعات عديدة .. و لذا تُعد مبالغة في السذاجة أن يتكلم عن " إعجاز " بهذا المستوى المقرف !



سؤال لكل نصراني يقرأ هذا الكلام :

هل ما زلت تعتقد أنه يمكن أن يوجد كتاب يحوي كل هذه القاذورات و يقال عنه " مقدس " ؟؟؟!!

للمزيد من مواضيعي