آخر 20 مشاركات
خطايا يسوع : كيف تعامل الربّ المزعوم مع أمه ؟؟؟؟!!!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تواضروس و هروب مدوي من سؤال لنصراني (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة وغنائم الحرب (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          سرقات توراتية ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أدعية الوتر : رمضان 1445 هجري (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 18 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 18 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          النصارى و كسر الوصايا (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          القرآن الكريم يعرض لظاهرة عَمَى الفضاء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          أفلا أكون عبداً شكوراً (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Ramadán 2024 _ el mes del corán / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          Tarawih _ 2024 / 17 (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          تراويح 1445 هجري : ليلة 17 رمضان (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          لماذا يُربط زوراً و بهتاناً الإرهاب و التطرف بإسم الإسلام ؟؟!! (الكاتـب : د/ عبد الرحمن - آخر مشاركة : * إسلامي عزّي * - )           »          كتاب ( خلاصة الترجيح في نجاة المسيح ) أخر ما كتبت في نقد عقيدة الصلب والفداء (الكاتـب : ENG MAGDY - )

أنبياء الله في الإسلام

دعم المسلمين الجدد


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2013, 05:17
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي أنبياء الله في الإسلام


سيتم عرض قصص الأنبياء في الإسلام بصورة مختصرة

من كتاب: قصص الأنبياء لفؤاد بن عبد العزيز الشلهوب (صفحة الشيخ على موقع صيد الفوائد، اضغط هنا )

لتحميل الكتاب من المرفقات

أنبياء الله الإسلام

اضغط على اسم النبي لقراءة قصته الإسلامية

آدم عليه السلام

نوح عليه السلام

هود عليه السلام

صالح عليه السلام

إبراهيم عليه السلام

.
.
.
.
.

أنبياء الله الإسلام

يتبع بإذن الله
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : أنبياء الله في الإسلام     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : د/مسلمة





الملفات المرفقة
نوع الملف: doc قصص الأنبياء شلهوب.doc (315,0 كيلوبايت, المشاهدات 434)
S أفحص الملف المرفق بأي برنامج مضاد للفيروسات
S قم بمراسلة مشرف القسم بخصوص أي مرفق يوجد به فيروس
S منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي غير مسؤولة عن ما يحتويه المرفق من بيانات


توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2013, 05:23
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة آدم عليه السلام


: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)" (البقرة).



خَلْق آدم في الجنة:

قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك ) (رواه أحمد والترمذي) .


وجعله الله جسداً من طين أربعين سنة، فمرت به الملائكة وفزعوا لما رأوه ،

وكان أشدهم فزعاً إبليس ، فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار ويدخل من فيه ويخرج من دبره ، وقال للملائكة، لا تخافوا منه فإنه أجوف وربكم صمد، وكان يقول : لأمر ما خلقت، ويقول: لئن سلطت عليه لأهلكنه .


ويشهد لهذا ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك) (رواه مسلم).



إخبار الملائكة بخلافة آدم في الأرض وتعليمه الأسماء:

ولما أخبر الله تعالى ملائكته بأنه سوف يجعل في الأرض خليفة، سألوه جل في علاه من باب معرفة وجه الحكمه ،لا على سبيل الاعتراض ، أو أن تساؤل الملائكة خوفاً أن يكون بدر منهم أو من أحدهم تقصير أو مخالفة ، فأسرعوا في تبرئة أنفسهم بقولهم : "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ (30)" (البقرة).


ثم علم الله آدم أسماء كل شيء يتعارف بها الإنسان ، علمه اسم الجبل والوادي والنهر والبحر ..إلخ. وطلب الله من الملائكة أن ينبئونه بالاسماء التي علمها آدم، فأرجعت الملائكة العلم إلى عالمه فقالوا : "سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)" (البقرة). ثم أمر الله آدم أن يخبرهم بالاسماء وأخبرهم بها .



الأمر بالسجود لآدم واستكبار إبليس وطرده:

ثم أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم متى ما نفخ فيه من روحه، فسجد الملائكة ، واستكبر إبليس وأبى ، كبراً وحسداً ، واعتذر بشبهة شيطانية فقال : "لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)" (الحجر)

وقال : "قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)" (ص).

فظن إبليس عليه لعنة الله أن النار خير من الطين ، وأن العنصر الناري خير من العنصر الطيني ، فكيف يسجد، وما ظن الجاهل أن السجود لآدم هو طاعة لله ، أولا وآخراً . ولكنه هو الحسد والكبر، ثم إن العنصر الطيني خير من العنصر الناري، فالنار من صفتها الخفة ، والإحراق، والطيش، والطين من صفته الليونة، والرزانة، والنفع . إلى غير ذلك مما بينه أهل العلم .


ولما أبى إبليس ، السجود طُرد من الملكوت الأعلى ، : "فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34)" (الحجر)

: "فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)" (الأعراف)

ويقال إن إبليس كان معظماً ومقرباً ، ولما عصى أبعد وطرد .



عداوة إبليس لآدم:

ولما عاين إبليس الحرمان ، سأل الإنظار إلى يوم الدين، فأجابه الله إلى ما سأل، "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)" (الحجر)

و قال : "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)" (الإسراء)

قال تعالى : "قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)" (الإسراء)

وقال إبليس عليه لعائن الله لما استوثق من ربه : "قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)" (الأعراف).

فأعلن العداوة على آدم من لحظة الطرد والإبعاد .



آدم في الجنة:

ثم أسكن الله آدم الجنة، وأمره الأكل والتمتع بما شاء من الجنة إلا شجرة نهاه ربه أن يأكل منها ،

وخلق الله من آدم زوجه حواء ليسكن إليها "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا (189)" (الأعراف)



تحذير آدم من الأكل من الشجرة ومن عداوة إبليس:

وأمر الله آدم وحواء بالتنعم من الجنة وحذرهما من تلك الشجرة : "وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)" (الأعراف)


وحذر الله آدم من إغواء إبليس ليكون منه على حذر: "فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) " (طه)



إغواء إبليس لآدم:

ولكن إبليس زين لآدم الأكل من الشجرة، وجاءه من كل جانب، بل وأقسم لهما أنه ناصح لهما فخاطب آدم : "هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)" (طه)

فسماها شجرة الخلد حتى يطمع آدم وتطمع حواء فيها . وقال لهما : "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)" (الأعراف)

هذا فيه إغراء بالأكل من الشجرة ، ثم أكد قوله بالقسم: "وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)" (الأعراف)

أقسم إبليس أنه ناصح لهما ، ويريد الخير لهما، فاغتر آدم وحواء بقسم إبليس فأكلا من الشجرة : "فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ" (الأعراف)



أثر معصية آدم والتوبة منها وقبول الله التوبة:

فلما عصى آدم ، وعصت حواء ، تبدل الحال، وظهرت السوآت ، فالمعصية شؤم ،

وحاول آدم وحواء أن يسترا سوآتهما من ورق الجنة ، ثم ناداهما الجليل ، "وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)" (الأعراف)


فأناب آدم عليه السلام وأنابت حواء إلى ربهما ، واعترفا بالذنب ، وطلبا المغفرة من الغفور الرحيم : "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)" (الأعراف)

وقال تعالى: "فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)" (البقرة)


وانظر إلى توفيق الله لآدم ، لما عصى ربه إذ هداه للتوبة، فسأله التوبة والمغفرة فتاب الله عليه،

وإبليس لما عصى الله خُذل ولم يوفق للتوبة ولم يهتد إليها، فتجبر وسأل الإنظار ليضل الناس عن صراط الله المستقيم . ولله الحكمة البالغة .



هبوط آدم إلى الأرض وعمارته لها وموته فيها:

ولكن توبة الله لآدم مقرونة بخروجه من الجنة، فأهبطه الله وزوجه إلى الأرض، وأهبط معهما إبليس عليه لعائن الله . "قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)"

: "وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)" (البقرة).


فعمر آدم عليه السلام وحواء الأرض وأنجبوا ، وكثر نسلهم .

ولم يعرف كم عمّر آدم على الأرض على وجه الدقة ،

لكن روى الترمذي وغيره حديثاً في ذكر آخر أمر آدم عليه السلام فعن أبي هريرة قال قال رسول الله :salla-s:: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص (البريق واللمعان) ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته (رواه الترمذي، حسن صحيح) .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2013, 05:27
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة نوح عليه السلام

أول الرسل إلى أهل الأرض


مولده

هو نوح بن لامك بن متوشلخ أول رسول إلى أهل الأرض.

كان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة .

ويؤيد ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام .



مبعثه ودعوته

بعثه الله إلى الناس لما عبدت الأصنام، وضلوا عن عبادة ربهم .

ومنشأ ضلال الناس بعد أن كانوا على الإسلام هو ما زينه الشيطان لهم من عبادة الأصنام، فعند تفسير قوله تعالى : "وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)" (نوح)

قال ابن عباس هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت.

فدعاهم نوح عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك ما يعبد من دونه .فدعاهم ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)" (نوح).


فدعاهم نبي الله نوح عليه السلام بكل طريقة وبكل وسيلة ، لعلهم يتوبون من شركهم بالله ، ويستغفرونه فيغفر لهم ، ولكن استمر أكثرهم على الطغيان والضلال البعيد وعبادة الأصنام، وأقاموا على عداوة نوح عليه السلام والسخرية به.

: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)" (الأعراف).


ولبث نوح عليه السلام يدعوهم ويذكرهم بالله تسع مائة وخمسين عاماً كما أخبرنا ربنا "فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14)" (العنكبوت).


جحود قومه إلا اليسير

ولما تطاول الزمن وأيس نوح عليه السلام من توبتهم من الشرك، ولما رأى عليه السلام استمرار قومه على المعاصي والعناد والمكابرة ، وتحديهم أن يأتيهم العذاب "قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)" (هود).



دعوته على قومه وصناعة الفلك

عندئذ دعا عليهم نبيهم ولكل نبي دعوة مستجابة "وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)" (نوح).

فاستجاب الله له "وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)" (الأنبياء) .


ثم أمره الله سبحانه وتعالى أن يصنع سفينة وأن هؤلاء القوم مآلهم إلى الغرق ، وحذر الله نوحاً من مراجعته في قومه فإنهم قد حق عليهم العذاب ،

: "وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ ءَامَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36)وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ(37)" (المؤمنون)


ولما شرع نوح في صنع السفينة سخر قومه منه "وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38)" (هود) .


ولما تكامل بناء السفية أمره الله أن يحمل فيها من كلٍ زوجين اثنين من الحيوانات والطيور وغيرها لبقاء نسلها "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ ءَامَنَ وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (27)" (المؤمنون) .



الطوفان

: "فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ(11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا ءَايَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ(15)" (القمر) .

فماء ينزل من السماء ، وأرض تفجرت عيوناً، حتى أغرق الله القوم المكذبين ، ونجى برحمته نوحاً والمؤمنين فلله الحمد والمنة .


ولما أغرق الله قوم نوح إلا المؤمنين كان من جملة القوم الذين أغرقهم الله زوجة نوح عليه السلام فإنها كانت على الكفر ، قال الله عز وجل في شأنها : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)" (التحريم) .
والخيانة المراد بها هنا ، هو عدم التصديق بالرسالة ، وعدم اتباع الرسول وبقائها على الكفر .


وابنه (يام) الذي أبى أن يركب السفينة مع أبيه ، : "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)" (هود).


وأمر الله رسوله نوح أن يقول إذا ركبوا الفلك واستقروا عليها : الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين . وأن يقول : رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين . : "فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)" (المؤمنون) .


ثم لما قضى الله الأمر ، وأغرق الظالمين، أمر الله السماء أن تمسك ، والأرض أن تذهب بالماء الذي عليها ، : "وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظالمين (44)" (هود) .


ثم أمر الله نوحاً أن يهبط على وجه الأرض سالماً ، مباركاً "قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)" (هود) .

فهبطت السفينة على الجودي ، وهو جبل معروف في الجزيرة (البداية والنهاية (1/130)).


ثم لما أُهبط نوح ومن معه، سأل الله نجاة ابنه فإن الله وعد بإنجائه وأهله ، "وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ(47)" (هود) .

فبين الله له أن ابنه وإن كان من صلبه إلا أن بقاءه على الشرك أخرجه من مسمى الأهل . ثم طلب نوح عليه السلام من ربه أن يغفر له سؤاله ما ليس له به علم .



دنو أجله ووفاته

وكان من أخر آمره عليه السلام ، كما في مسند أحمد أنه لما دنا أجله ( وحضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق وأنهاك عن الشرك والكبر...الحديث ) (عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 134، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح) .


قال ابن كثير : فإن كان ما ذكر محفوظاً عن ابن عباس من أنه بعث وله أربع مائة وثمانون سنة , وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2013, 05:29
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة نبي الله هود عليه السلام


نسبه وقومه

هو نبي الله هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليهما السلام .

كان من قبيلة يقال لها عاد ، وكانوا عرباً يسكنون الأحقاف وهي جبال الرمل ، وكانت باليمن .

وكانوا كثيراً ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام كما : "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(6)إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(7)الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" (الفجر) .

فعاد هذه هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان، فبعث الله لهم هوداً عليه السلام ، "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)" (الأعراف).



مبعثه في قومه

فدعاهم هود عليه السلام إلى التوحيد، وذكرهم بربهم ، فكذبوه وخالفوه ، وتنقصوه وسخروا منه ، حكى الله مقالتهم وسخريتهم بهود ورد هود عليهم فقال : "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ(68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا ءَالَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)" (الأعراف) .

فنصح لهم وذكرهم بنعمة الله عليهم أن استخلفهم وأورثهم الأرض بعد قوم نوح، وجعلهم أشد أهل زمانهم في الخلقة والشدة والبطش .

ولكن لم تفد تلك النصائح ولم يفد تذكيرهم بالله فقالوا له : "قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ" (الشعراء) .

وقالوا : "قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي ءَالِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوءٍ (54)" (هود).

فردوا على نبيهم بأن قالوا لم تأت بخارق ، أو آية تشهد لك بصدق دعواك ، ولن نترك عبادتنا لهذه الأصنام لقولك ، بل تهكموا به وأرجعوا دعواه النبوة والدعوة إلى التوحيد بسبب آلهتهم التي أصابته في عقله .

عندئذ قاله لهم نبيهم : "قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)" (هود).

وهذا تحد من هود عليه السلام ، فإنه تبرأ من آلهتهم أولاً ، ثم تحداهم جميعاً أن يضروه بشيء وهو واحد، وأمعن في التحدي لما قال لهم : لا تمهلوني طرفة عين، بل افعلوا ما بدا لكم ، فإني متوكل على ربي ، الذي نواصي العباد بيده .

ولما قالوا لهود عليه السلام : "قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)" (الأعراف)

رد عليهم : "قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)" (الأعراف) .

فحل عليهم عذاب الجبار ، وخسروا خسراناً مبيناً ، وكان أول أمر عقوبتهم ما ذكره الله في سورة الأحقاف : "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)" (الأحقاف) .



هلاك المعاندين من قومه بالريح ونجاة المؤمنين

فاستبشروا لما رأوا السحاب مقبلاً وظنوا أن المطر أتاهم ، وما علموا أنه العذاب قد حل بهم . وهذه الريح هي المذكورة في سورة الحاقة : "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)" (الحاقة) .

وهي المذكورة في سورة القمر : "كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)" (القمر) .

وهي أيضاً المذكورة في سورة الذارايات : "وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)" (القمر) .

استمرت هذه الريح العظيمة سبعة ليال وثمانية أيام ، ريح عقيم لا تنتج خيراً ، وكل شيء تمر عليه تجعله رميماً فانياً بالياً ، وهذه الريح من قوتها أنها كانت تحمل الرجل فترفعه في الهواء ثم تنكسه على أم رأسه فتشدخه حتى يكون جثة بلا رأس ، كأعجاز النخل الخاوية التي لا رؤس لها . واسم هذه الريح الدبور ،

قال صلى الله عليه وسلم : ( نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور ) (رواه البخاري (1035)، ومسلم (900) ) .
والصبا : ريح تهب من الشرق ، والدبور : ريح تهب من الغرب .

: "وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)" (هود) .

فأهلك الله الظالمين، ونجى برحمته هوداً والمؤمنين ، فلله الحمد والفضل والمنة .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2013, 05:32
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة نبي الله صالح عليه السلام


نسبه وقومه

هو نبي الله صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد ابن ثمود ،

وهو من قوم ثمود -الذين يسكنون الحجر الواقعة بين الحجاز وتبوك- ،

وأمة ثمود جاءت بعد أن أهلك الله عاد ، ولذلك قال لهم نبيهم صالح : "وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ (74)" (الأعراف) .



إرساله إلى قوم ثمود وجحودهم

أرسل الله صالحاً إلى ثمود ؛ يدعوهم إلى التوحيد ونبذ عبادة الأصنام والأنداد، فقال لهم: "اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (73)" (الأعراف) .

ولكن قوم ثمود ردوا على نبيهم صالح دعوته بل سخروا منه فقالوا له : "يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)" (هود) .

فتهكموا به وقالوا له : كنا نرجو أن يكون عقلك كاملاً قبل هذه المقالة .



معجزة خروج الناقة من الصخر ثم جحودهم بها وعقرها

وقد ذكر المفسرون أن ثمودَ اجتمعوا يوماً في ناديهم، فجاءهم صالح عليه السلام وذكرهم بالله ووعظهم ،

فطلبوا منه على وجه التعنت والسخرية والتحدي أن يخرج لهم من صخرة عظيمة ناقة عظيمة وذكروا من صفاتها كيت وكيت، وأشاروا إليها،

فقال لهم صالح عليه السلام إن أنا أجبتكم إلى ما سألتم أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به . قالوا: نعم .

فأخذ منهم العهود والمواثيق على ذلك،

ثم دعا ربه عز وجل ، فاستجاب الله له، وأخرج من تلك الصخرة التي أشاروا إليها ناقة عظيمة حسب ما طلبوا،

فآمن منهم من آمن وكفر أكثرهم . وقال لهم نبيهم صالح : "قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ (73)" (الأعراف) .

وقال لهم أيضاً : "قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيم (156)" (الشعراء) .

فأمرهم نبيهم صالح أن لا يمسوا هذه الناقة بسوء، فهي آيه من آيات الله ، وقال لهم إن لها شرب يوم ترد الماء ولا يشرب الماء معها أحد من دوابكم، وفي اليوم الآخر تدّر عليهم لبناً يكفيهم كلهم .

ولكن أهل الريب والفساد لم يرتضوا ذلك، حيث سعى تسعة رجال في المدينة يدعون إلى عقرها والتخلص منها ،

وتقاسموا وتحالفوا على قتل صالح عليه السلام : "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)" (النمل) .

فكفاه الله شرهم وأهلكهم .

وانبعث أشقى القوم وهو قدار بن سالف ، وكان عزيزاً منيعاً في قومه ، ولكنه شقي بعقره الناقة، قال عبد الله بن زمعة رضي الله عنه،

خطب النبي صلى الله عليه وسلم يومأ وذكر الناقة والذي عقر فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إذ انبعث أشقاها" انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة .. الحديث ) (رواه البخاري ومسلم) .

: "فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)" (القمر) .

: "كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)" (الشمس) .

ومن عتوهم وجبروتهم تحدوا صالحاً عليه السلام أن يأتي ربه بالعذاب الذي حذرهم وخوفهم منه ، قال تعالى : "فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77)" (الأعراف).

فقال لهم نبي الله صالح : "تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)" (هود) .

قال ابن كثير : فلما اشرقت الشمس –أي شمس اليوم الثالث- جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم ، ورجفة شديدة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس وسكنت الحركات وخشعت الأصوات، وحقت الحقائق ، فأصبحوا في دارهم جاثمين جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها.

: "أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)" (هود) .

والحمد لله رب العالمين .





رد باقتباس
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 13.06.2013, 05:38
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (10:34)
تم شكره 1.168 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة نبي الله وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام


نشأته عليه السلام ودعوته لأبيه

آتى الله إبراهيم عليه السلام رشداً في صغره، كما :"وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)" (الأنبياء)

ولما اصطفاه ربه دعا أباه ، فهو أحق وأولى الناس بدعوته، وكان أبوه آزر يعبد الأصنام، فألان إبراهيم لأبيه الكلام، وتلطف في العبارة، لعله يتقي وينيب ، فقال : "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)" (مريم).


فتأمل كيف بين إبراهيم لأبيه أن هذه الأوثان لا تسمع ولا تبصر فكيف تنفع عابدها وهي لا تنفع نفسها،

ثم أخبر أباه أنه قد جاءه من ربه هدى وعلم فلا تمتنع من قبول الحق لكوني أصغر سناً منك ،

ولكن أباه زجره ونهاه وأغلظ له القول فقال له : "قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ ءَالِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا(46)" (مريم)

وعندها قال له إبراهيم عليه السلام : "سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)" (مريم).

وكان إبراهيم عليه السلام يرجو أن يمن الله على أبيه فيسلم، ولكن لما صد أبوه عن اتباع الحق وأيس إبراهيم من أبيه تبرأ منه لكونه كافراً فأخبرنا الله عن ذلك بقوله : "وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)" (التوبة).

وقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ[وهو ذكر الضباع] ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار ) (رواه البخاري) .
(ملتطخ: أي في رجيع)


دعوة إبراهيم عليه السلام لقومه

ووسع إبراهيم عليه السلام دعوته ، فدعا قومه وناظرهم، وبين لهم الحق من الباطل ،

وكان ممن ناظره في ذلك النمرود ، وقد قص الله علينا في كتابه تلك المناظرة
: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أأُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)" (البقرة) .

فلما تجبر ذلك الملك وهو النمرود وعتى وأدعى الربوبية وأنه يحيى الموتى، أتاه إبراهيم عليه السلام بحجة لم يجد لها جواباً ، وذلك من توفيق الله ولطفه بأوليائه .

وأما قوم إبراهيم فإنهم لما أعرضوا عنه ، توعد آلهتهم . ولما دعاه أبوه لحضور عيدٍ لهم ، اعتذر عن الخروج معهم وقال : "إني سقيم (89)" (الصافات)

وذلك من أجل الوصول إلى مقصوده الذي أراده ، ولما خرجوا لعيدهم جاء إلى الأصنام وكلمها ساخراً منها : "فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92)" (الصافات) .

ثم جعل يضربها ويكسرها حتى جاء على كبيرها ، ووضع الفأس عليه . ولما جاء الناس من عيدهم ورأوا ما حلّ بآلهتهم ، جاءوا إلى إبراهيم مسرعين ، لعلمهم بأنه سفه آلهتهم وتوعدها،

فسألوه : "ءَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)" (الأنبياء)

فألزمهم إبراهيم عليه السلام الحجة، واتهموا أنفسهم بالظلم ، ثم عادوا لكفرهم وضلالهم وجهلم وخفة عقولهم: "ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ(65)" (الأنبياء)

عندها قال إبراهيم عليه السلام "أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ(66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)" (الأنبياء)

فأرادوا البطش بإبراهيم وعقوبته "قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا ءَالِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)" (الأنبياء)

ولكن الله ناصر أوليائه ومنجي رسله من كيد الكافرين "قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)" (الأنبياء)


هجرة إبراهيم عليه السلام إلى مصر وبيت المقدس

ثم بعد أن نجى الله إبراهيم عليه السلام من كيد الكافرين خرج مهاجراً إلى أرض الشام بزوجته سارة ، وابن أخيه لوط عليه السلام وذهب إلى مصر وحدث له ولزوجه مع ملكها محنة ولكن الله سلم ،

قال : ( هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك قال أختي ثم رجع إليها فقال لا تكذبي حديثي فإني أخبرتهم أنك أختي فو الله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك فأرسل بها إليه فقام إليها فقامت توضأ وتصلي فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر فغط حتى ركض برجله.... قالت اللهم إن يمت يقال هي قتلته فأرسل ثم قام إليها فقامت توضأ تصلي وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر فغط حتى ركض برجله قال عبد الرحمن قال أبو سلمة قال أبو هريرة فقالت اللهم إن يمت فيقال هي قتلته فأرسل في الثانية أو في الثالثة فقال والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانا ارجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة) (البخاري ومسلم)


ثم بعد ذلك رجع إبراهيم وزوجته سارة ولوط عليهما السلام إلى بلاد بيت المقدس، ونزل لوط عليه السلام مدينة سدوم وبعثه الله نبياً يدعو الناس لدين الله .


زواج إبراهيم عليه السلام من هاجر وميلاد إسماعيل عليه السلام

ولما كانت سارة عقيماً لا تنجب، وهبت هاجر لزوجها إبراهيم لعل الله يرزقه منها الولد، فكان كذلك وولدت إسماعيل ، ثم إن سارة بعد ذلك اشتدت بها الغيرة، وطلبت من زوجها إبراهيم أن يغيب وجهها ووجه ولدها عنها ،

قال ابن عباس (جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا

فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له أالله الذي أمرك بهذا قال نعم قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت

فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم حتى بلغ يشكرون

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما

فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا

قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم

قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل

فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشرٍّ نحن في ضيقٍ وشدةٍ فشكت إليه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد قالت نعم جاءنا شيخٌ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى

فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله فقال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه قال فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير قال فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك)(البخاري) .


اختبار الله لإبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل عليهما السلام


ولما أراد الله أن يختبر إبراهيم عليه السلام، أمره أن يذبح ابنه، فكان لإسماعيل عليه السلام شأن، وكان لإبراهيم شأن عظيم،

: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)" (الصافات) .

أُمر إبراهيم أن يذبح ابنه في رؤيا رآها في منامه ، ورؤيا الأنبياء وحيٌ ، فكلم ابنه اسماعيل في ذلك، فأجاب إسماعيل بقوله : افعل ما تؤمر ، ثم عقَّب وقال : ستجدني إن شاء الله من الصابرين، وصدق إسماعيل في قوله ووعده ، ولذلك امتدحه الله في سورة مريم بأنه صادق الوعد .

ثم موقف إبراهيم في ذبح ابنه، بعد أن جاءه الولد على كبر، وبلغ الولد مبلغ الرجال، مع ما في القلب من المحبة العظيمة التي أوجدها الله في قلوب الخلق لأولادهم . ولكن كانت طاعة الله ومحبة الله فوق كل محبة، فاستجاب إبراهيم لأمر الله ، وتل إسماعيل للجبين ، قيل: إن إبراهيم جعل وجه إسماعيل إلى الأرض وأراد أن يذبحه من قفاه لكي لا يرى وجه ابنه حال ذبحه له . ثم سمى وكبر وتشهد الولد للموت، فجاء الفرج من الرحمن الرحيم، وجعل فداء إسماعيل ذبح عظيم ، كبش أرسله الله سبحانه وتعالى ، فداء لإسماعيل عليه السلام، ونال إبراهيم عليه السلام مرتبة الخلة ، وهي أعلى من مرتبة المحبة ، كما نالها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .


لطف الله وإنجاب سارة على كبر

ومن رحمة الله بإبراهيم وزوجه سارة ، أن الله رزقهما ذرية على كبر وعقم ، وذلك من لطف الله ورحمته بهما . : "وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَاوَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)" (هود) .

فولدت سارة إسحاق على كبر وعقم، وجعله الله نبياً ، وكان من ذرية إسحاق يعقوب النبي الكريم .


بناء إبراهيم وإسماعيل للبيت الحرام بمكة

ثم أمر الله نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام أن يبني بمكة بيتاً . قال ابن عباس : (... قال إبراهيم يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمرك ربك قال وتعينني قال وأعينك قال فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) (البخاري) .

: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)" (البقرة) .

فلله الحمد .





رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
أنبياء, الله, الإسلام


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 
أدوات الموضوع
أنواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
هكذا يُصوّرُون أنبياء الله المُختارين !!! * إسلامي عزّي * القسم النصراني العام 4 25.11.2015 11:33
العنوســــــة و أسبابها... وما الحل ؟ لإبداء الرأى البنَّاء فقط هبة الرحمن قسم الأسرة و المجتمع 3 18.10.2010 17:04
الرد على عبد المسيح بسيط : لا أنبياء بعد يسوع حجة الاسلام البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى 2 29.07.2010 06:05
أنبياء الله بين الإنجيل والقرآن بقلم / أختنا في الله مسيحية سابقة كريستينا أم محرر الأقصي القسم النصراني العام 5 07.01.2010 12:47



لوّن صفحتك :